قراءة في نتائج الاجتماع الرباعي الخاص بقطر في القاهرة

قراءة في نتائج الاجتماع الرباعي الخاص بقطر في القاهرة

علي خلاف التحليلات العديدة التى سبقت اجتماع القاهرة والتى اشارت الي العديد من الاجراءات التى سوف تلجأ إليها دول الحصار لارغام قطر علي الرضوخ للطلبات الاثني عشر التى طلبتها منها والتى يعني القبول بها تخلي قطر عن جزء من سيادتها وحريتها في المنطقة، خرجت القمة خالية من المضمون، بل ومن وجود اجراءات حقيقة تمثل ضغطاً اضافياً علي قطر يوحي بأنه لن يكون امامها سبيل سوى الرضوخ في نهاية المطاف للارادة الخليجة الساعية لتقزيم دورها في المنطقة.

وتعكس نتائج تلك القمة في حقيقة الامر عدة امور أهمها ما يلي:

أولاً: نجاح قطر في التعامل بذكاء شديد مع الازمة من بداياتها، وتفويت الفرصة علي الدول المحاصرة لها لتطوير اجراءتهم العقابية ضدها، وذلك بعد أن لجأت إلي تدويل الازمة وفضح الدول المحاصرة والقاء الكرة في ملعبها باعتبار أن بعضهم من أكبر الدول المتهمة بتمويل ودعم الارهاب في العالم، فضلا عن سرعتها في استدعاء الشريك التركي لغلق ملف الاجتياح العسكري في وجه الدول المحاصرة، فضلا عن نجاحها في توظيف وسائلها الاعلامية المختلفة في الضغط علي الدول المحاصرة وفضح اجراءاتهم العقابية ضد دولة شقيقة وعدم مراعاة الاصول والاعراف العربية التى تأبي حصار دولة عربية من قبل اشقائها وغض الطرف عن التحديات العديدة التى تحيط بالامة.

ثانياً: فشل الدول المحاصرة في تضييق النطاق علي قطر نتيجة لتسرعهم في اتخاذ الاجراءات العقابية وفشلهم في الترويج لمطالبهم من قطر اقليميا ودولياً، بل وشعبيا بسبب الزج بحركة المقاومة الاسلامية حماس في الحوار واتهامها بالارهاب، الامر الذي ادي لأن ينقلب السحر علي الساحر وتبدو تلك الانظمة وكأنها أنظمة معادية للأمة وليست داعمة لحقوقها وحرياتها ومقدساتها.

ثالثاً: افتقاد الدول المحاصرة لرؤية وخطة حقيقية بشأن التعامل المستقبلي مع قطر، وكأن قرار الحصار قد جاء متسرعا ومتهورا ًومتغطرساً دون وجود خطة احتياطية للتراجع، الأمر الذي ادي لأن ينتقل الملف من مستوى الرؤساء إلي مستوى وزراء الخارجية احيانا ورؤساء الاجهزة الامنية احيانا أخرى،

ثالثا: محاولة اظهار أن التعامل مع قطر ليس سياسيا بل أمنيا بالأساس وذلك في محاولة للاتساق مع المطالب الخاصة بوقف دعم قطر للارهاب، وذلك تم الترويج للقاء  مديري أجهزة مخابرات الدول الاربع المحاصر في القاهرة قبل لقاء وزراء الخارجية.

رابعاً: فشل الدول في اجبار قطر علي الرضوخ لمطالبهم، بالرغم من الاستمرار في ممارسة الضغط عليها حتى تقدم اي تنازل يحفظ لتلك الدول ماء الوجه.

خامساً: تولي مصر ملف التعامل مع الازمة القطرية باعتبار انها المتضرر الاكبر من قطر بسبب رعايتها لجماعة الاخوان ودفاعها عن الربيع العربي واعتبارها مع حصل في مصر انقلاب عسكري.

سادساً: قد تشهد الفترة المقبلة اعادة التفكير في مسألة الحصار والبحث عن اجراءات عقابية اخرى غير مباشرة للتعامل مع النظام في قطر، بعد أن ادت اجراءات الحصار لفضح الدول المحاصرة وتشويه صورتها في أوساط الرأي العام العربي.

لذلك يمكن القول بأن قطر قد نجحت في كسب الجولة الأولى من الدول المحاصرة التى باتت في موقف حرج، خاصة بعد التأييد الدولي المتزايد للموقف القطري والمطالب بحل الازمة من خلال الحوار وليس من خلال الحصار، إلا أن ذلك لا يعني ان الأزمة قد انتهت، بل يعني أن تلك الدول سوف تلجأ إلي التهدئة المؤقتة مع قطر، حتى تمتص الصدمة التى احدثها الحصار مع البحث عن أدوات وآليات أخرى للتعامل مع النظام القطري واجباره علي الرضوخ للارادة الخليجية المطالبة بتكميم افواه الجميع ومنع وسائل الاعلام القطرية من فضح المخططات الاماراتية والامريكية في المنطقة.

 

adminu

كاتب ومدون

جميع المشاركات

المنشورات ذات الصلة

الأكثر قراءة

اتبعنا

التصنيفات

آخر المقالات

Edit Template

رؤية تحليلية للأخبار السياسية والاقتصادية في العالم العربي والإسلامي والعالمي، ودراسات استراتيجية للوضع السياسي المحلي والإقليمي والعالمي

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا لتلقي التحديثات على البريد الإلكتروني الخاص بك

You have been successfully Subscribed! Ops! Something went wrong, please try again.

جميع الحقوق محفوظة لرؤية للتخطيط والدراسات الاستراتيجية ©2022