المشهد السياسي في اسبوع

المشهد الأسبوعي

المشهد المصري:

         شهدت مصر في الأيام القليلة الماضية تصاعداً في أعمال العنف الدامية سواء على الصعيد السياسي أو الشعبي، حيث وقعت عمليات استهداف لكمائن ودوريات شرطة بالعريش ومدينة البدرشين إضافة إلى استهداف سائحين بالغردقة نتج عنه مقتل سائحين ألمانيين في عملية تقضي على ما تبقى من السياحة في مصر يوم الجمعة الرابع عشر من يوليو، كما شهدت سيناء عمليتي استهداف كمين وتفجير مدرعة نتج عنها مقتل عدد من الجنود والضباط والمدنيين.

         أصدرت جماعة الإخوان بياناً تستنكر فيه الهجمات الإرهابية وتحمّل مسئوليتها للنظام الذي يتسبب في سفك دماء المصريين.

         في المقابل ردّت قوات الأمن بتنفيذ عمليات تصفية جسدية لعدد كبير من الشبان في مناطق ومحافظات مختلفة، أما على المستوى الشعبي فقد تواترت الأنباء مؤخرا عن العديد من جرائم القتل بسبب الخلاف المالي وهو ما أوجد ردود فعل غاضبة على مواقع التواصل الاجتماعي بسبب الشعور العام بدخول مصر على مرحلة من الفوضى والعنف المتبادل.

         تجمع عشرات الأقباط أمام قسم منشئة ناصر بسبب مقتل مواطن قبطي تم احتجازه بالقسم بتهمة تزوير رخص قيادة، وقد أعلن القسم أن المواطن شنق نفسه أثناء احتجازه، فيما تجري حالياً تحقيقات النيابة والطب الشرعي.

         ثمة تحركات سياسية في الأقاليم تهدف لتجهيز ترتيبات الانتخابات المحلية المرتقبة، حيث تنشط قيادات قائمة في حب مصر للمحليات في التواصل مع الأحزاب في الأقاليم تمهيدا للانتخابات المحلية، وهو ما يعني أن النظام يعمل حالياً على اختيار المرشحين للانتخابات المحلية بحيث يضمن عدم وجود معارضين على غرار ما حدث في الانتخابات البرلمانية.

         سعيا لإقامة منطقة منتجعات سياحية في جزيرة الوراق تشن قوات الأمن حملة لإزالة منازل المواطنين تنفيذا لما كان يتردد منذ أشهر حول نيّة الدولة في القيام بهذا الإجراء الذي لاقى اعتراضاً كبيرا تبناه بعض نواب البرلمان، ونتج عن هذه الحملة تظاهرات كبيرة واشتباكات مع قوات الأمن نتج عنه مقتل شاب من أهالي الجزيرة، وهو ما دفع قوات الأمن للتراجع والانسحاب لأجل غير مسمى تفادياً لخروج الأمر عن السيطرة، ومن المتوقع أن تتجدد محاولات الدولة لتهجير أهالي الجزيرة بوسائل مختلفة في الأيام المقبلة من بينها التفاوض والإرهاب الأمني.

         انتهت أزمة مجلس الدولة مع الرئاسة برضوخ قضاة المجلس لقرار السيسي بتجاوز الأقدمية وتعيين القاضي حسن أبو العزم بدلا من يحيى الدكروري الذي يعتبر أقدم قضاة المجلس والذي يملك الحق المباشر في التعيين قبل صدور قانون السلطة القضائية الأخير، وقد أبدى الدكروري اعتراضه مؤكدأ أنه سيسلك السبل القانونية للاعتراض على ما حدث.

         شهدت مدينة إدفو بأسوان حريقاً هائلا تسبب في تدمير عدد كبير من المحلات التجارية والمنازل، على غرار الحرائق التي وقعت في منطقة وسط البلد بالقاهرة والتي دمرت عدداً كبيراً من المحال التجارية، وهو الأمر الذي يفسره البعض بالحوادث المدبرة التي تمهد لإخلاء هذه المناطق من سكانها الفقراء من أجل إعادة بناءها على النمط الرأسمالي وتسكين المستثمرين الأجانب فيها.

المشهد الإقليمي والدولي:

         تواصل الحكومة الصهيونية احكام الحصار على المسجد الاقصي وتعمل على استفزاز مشاعر الفلسطينيين والعرب، وقد أدت المواجهة معها إلى إصابة خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري، برصاصة مطاطية، خلال مواجهات بين فلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي بمحيط المسجد، وتعكس المواقف الصهيونية رغبة في استغلال الاوضاع والانقسامات في المنطقة لاستكمال عمليات تهويد المسجد الاقصي تمهيدا لهدمة واقامة الهيكل المزعوم علي انقاضه؛ وفي جمعة الغضب أخذت المواجهات تتصاعد وسط تصاعد الوعي عربياً وإسلامياً بمخاطر سياسة التهويد التي يمارسها الكيان الصهيوني.

         أنهى وزير الخارجية الأمريكي زيارته الخليجية الهادفة لإنهاء الأزمة بين دول الخليج، وخلال الزيارة تم توقيع مذكرة تفاهم قطرية أمريكية بشأن محاربة الإرهاب، وهي الوثيقة التي احتفى بها الاعلام القطري كما دعا وزير الخارجية القطري دول الحصار للانضمام لها، ومؤخراً أعلنت دول الحصار تنازلها عن قائمة المطالب ال13 ومطالبتها لقطر بتنفيذ المبادئ الستة التي تم التوافق عليها في اجتماع القاهرة  والتي تشمل الالتزام بمكافحة الإرهاب والتطرف وقطع التمويل عن الجماعات الإرهابية وإنهاء الأعمال الاستفزازية والتحريضية، مع استبعاد شروط اغلاق الجزيرة وإغلاق القاعدة العسكرية التركية.

         بالرغم من نجاح قطر في تجاوز أزمة الحصار، لا تزال دول الحصار تؤكد تمسكها بالمبادئ الستة، التي تم تنسيقها خلال لقاء وزراء خارجية الدول الأربع في القاهرة في 5 يوليو الجاري، وتعكس تلك المواقف حالة التشنج التى تعيشها تلك الدول بسبب التقدم الذي تحرزه قطر علي صعيد تدعيم علاقاتها بدول اقليمية ودولية، ورفضها الانصياع لارادة دول الحصار التى يبدو أنها خسرت كثيرا بسبب مواقفها المتزمتة تجاه قطر، وهذا ما قد يؤدي لاطالة امد الازمة.

         صدر مؤخراً بيان عن الخارجية الأمريكية حول الإرهاب في عام 2016، أشار فيه إلى كون الإمارات مركزاً مالياً تم استغلاله لدعم الارهاب، إلى جانب كيانات وأفراد في السعودية تورطوا في دعم الإرهاب، كما أشاد البيان بدور قطر في مساندة الجهود الأمريكية في محاربة الإرهاب، وهو ما يعكس تطوراً كبيراً في الموقف الأمريكي لصالح قطر ولصالح وقف الحصار ضدها.

         جاءت هذه التطورات بعد تقرير نشرته جريدة الواشنطن بوست أكدت فيه قيام الإمارات باختراق القناة القطرية ونشر تصريحات كاذبة على لسان أمير قطر، وهو ما مثّل إحراجاً كبيرا للإمارات، كما جاء بعد تصريحات للسفير الإماراتي بالولايات المتحدة أشار فيها إلى دعم السعودية للإرهاب مما أثار غضبا سعودياً كبيراً على الصعيد غير الرسمي. وتعكس التقارير الامريكية رغبة في تقزيم الدور الاماراتي وافقاده القدرة علي التأثير في صناعة القرار في الولايات المتحدة وفي منطقة الخليج.

         يقوم أردوغان الأسبوع المقبل بجولة خليجية تضم الكويت والسعودية وقطر، وذلك في محاولة منه لتخفيف حدة التوتر والضغوط التى ترعاها الامارات ضد تركيا بسبب دعمها لقطر، وفي نفس الوقت الوصول الي حلول وسط للأزمة مع قطر، باعتبار ان استمرار تلك الازمة من شأنها أن تصر بالاستقرار في المنطقة بأكملها.

         في الذكرى الأولى للانقلاب الفاشل في تركيا تشهد البلاد استياءاً بسبب إقدام النظام على اعتقال الكثير من النشطاء والسياسيين والصحفيين، حيث تثور أزمة دبلوماسية بين تركيا وألمانيا بسبب اعتقال ناشط ألماني، إلى جانب التظاهرات المعارضة التي ترفض اعتقال قيادي من حزب الشعب، كما أجرى رئيس الوزراء تغييرات وزارية محدودة منها حقبتي وزارة الدفاع والعدل، وهو ما فسره البعض باستمرار محاولات النظام لتحقيق كامل السيطرة على الجيش وأنه لم يطمئن بشكل كامل بعد لعدم تكرار محاولة إنقلابية جديدة.

         قرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الإبقاء على الاتفاق النووي مع إيران، متراجعا بذلك عن أحد ابرز وعوده الانتخابية بتمزيق هذا الاتفاق الذي أبرمته الدول الكبرى مع طهران قبل عامين، لكنه هدد في المقابل بفرض عقوبات على الجمهورية لا تتصل ببرنامجها النووي، بل ببرنامجين عسكريين آخرين، ويعكس موقف ترامب وجود انقسام ما بين الادارة الامريكية من جهة وما بين مؤسسات الحكم الاخرى من جهة أخرى، وهو ما يعطي مؤشر لحجم التحديات التى قد يواجهها ترامب خلال فترته الرئاسية، والتى قد تجعله يتراجع عن اغلب ما سبق وان وعد به خلال الانتخابات الرئاسية.

adminu

كاتب ومدون

جميع المشاركات

المنشورات ذات الصلة

الأكثر قراءة

اتبعنا

التصنيفات

آخر المقالات

Edit Template

رؤية تحليلية للأخبار السياسية والاقتصادية في العالم العربي والإسلامي والعالمي، ودراسات استراتيجية للوضع السياسي المحلي والإقليمي والعالمي

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا لتلقي التحديثات على البريد الإلكتروني الخاص بك

You have been successfully Subscribed! Ops! Something went wrong, please try again.

جميع الحقوق محفوظة لرؤية للتخطيط والدراسات الاستراتيجية ©2022