زيارة السيسي لتشاد والملف الليبي

زيارة السيسي لتشاد والملف الليبي

قام السيسي بجولة في أربعة بلاد أفريقية في منتصف أغسطس ولكن أبرز هذه الزيارات جاءت إلي تشاد التي تستمد أهميتها في الوقت الراهن من علاقتها بكل من ليبيا والسودان. أما باقي الدول التي شملتها الزيارة فهي زيارات بروتوكولية وشكلية بلا مضمون حقيقي. وفيما يلي نعرض لأبرز الدلالات المتعلقة بزيارة تشاد التي تقع في جنوب ليبيا وتشتبك بحدود طويلة مع السودان

النظام التشادي والتقارب مع السيسي في الملف الليبي:

تدعم تشاد قوات خليفة حفتر، ويقع تنسيق بينها وبين حفتر في العمليات التي يحركها في الجنوب الليبي؛حيث أعلنت مجموعات تعارض الحكم في تشاد ، أنها تعرضت لقصف جوي نفذته طائرات تابعة لحفتر، وتتهم المعارضة التشادية حفتر بمساندته لإدريس ديبي في حربه ضد من يسميهم المتمردين الذي يتمركزون في المناطق المحاذية لليبيا.

يقوم الموقف التشادي المساند لجبهة طبرق على الاستقواء بحفتر لدحر المعارضين، ويتحدث خصوم حفتر عن عناصر تشادية يستعين بهم في حروبه في الشرق والجنوب.[1]

يمكن تفسير الموقف المعادى لتشاد ضد حكومة الوفاق برئاسة السراج ، لوجود جبهة الوفاق من أجل تغيير تشاد ضمن القوات التى تقاتل إلى جانب حكومة الوفاق، وهذه الجبهة هى القوة المعارضة للرئيس التشادي إدريس ديبي، في فزان الليبي.[2]

وبالتالى فإن موقف تشاد يتفق مع الموقف المصرى حول ليبيا ، والمتمثل فى دعم قوات خليفة حفتر ، الذى يقاتل ضد قوات حكومة الوفاق ، كما أن مصر تدعم حفتر ضد حكومة الوفاق ، التى تضم عناصر محسوبة على التيار الإسلامي وجماعة الأخوان.

وتسعى مصر إلى حشد الدعم الاقليمى للاعتراف بالمشير حفتر كفاعل رئيسي فى معادلة الصراع الليبى ، فقامت مصر بزيارة دولة تشاد للتنسيق فيما بينهما حول الأزمة الليبية ، وتظهر نتائج هذه الزيارة فى قيام دولة تشاد بقطع العلاقات الدبلومسية مع قطر ، متهمة قطر بدعم الجماعات الإرهابية ، فى إشارة إلى المعارضة التشادية المسلحة التى تقاتل إلى جانب حكومة السراج.

وتؤكد مصادر ليبية أن قطر قامت باستقطاب عناصر المعارضة التشادية المسلحة التي ترتبط معها بعلاقات جيدة، لدعم حلفائها في ليبيا ضد الجيش الوطني بقيادة خليفة حفتر. وقد أقرت المعارضة التشادية بوجود عناصر لها بليبيا تقاتل ضمن ميليشيات سرايا بنغازي المدعومة قطرياً.[3]

خصومة سودانية تشادية:

قال المتحدث باسم الخارجية السودانية، قريب الله الخضر، في المؤتمر الذى عقده المبعوث الاممى الى ليبيا مارتن كوبلر فى ابريل 2017، أن وزير الخارجية السودانية إبراهيم غندور أوضح للمبعوث الأممي أن السودان له “هدفين إستراتيجيين في ليبيا الأول وجود مؤسسات قوية تحفظ وحدة أراضيها”. والهدف الثاني وفقا للخضر أن “لا يقدم أي طرف (في ليبيا) لحركات التمرد في دارفور دعم أو إيواء، يهدد الأمن القومي”.[4]

ويقاتل الى جانب حفتر حركة العدل والمساواة السودانية ، وتُعد حركة العدل والمساواة السودانية المعارضة إحدى حركات التمرد في إقليم دارفور. وهذا ما يفسر موقف السودان من حكومة حفتر ، التى تعتبرها داعمة لحركات التمرد فى دارفور.



[1] الأزمة الليبية ودول الجوار: مواقف وحسابات،تاريخ الدخول 22/8/2017

studies.aljazeera.net/ar/reports/2017/04/170413143914655.html

[2] مرتزقة من دارفور وتشاد يقاتلون إلى جانب المشير خليفة حفتر،تاريخ الدخول24/8/2017

http://www.almoharir.com/64074.html

[3] تشاد.. فصل آخر من تدخلات الدوحة في شؤون الدول – دور المعارضة التشادية في ليبيا،تاريخ الدخول23/8/2017

http://www.foreignmediaauthority-ly.com/2017/06/20

[4] كوبلر من الخرطوم:موقف السودان متناغم مع الموقف الاممى حول ليبيا،تاريخ الدخول24/8/2017

http://www.raialyoum.com/?p=666372

 

adminu

كاتب ومدون

جميع المشاركات

المنشورات ذات الصلة

الأكثر قراءة

اتبعنا

التصنيفات

آخر المقالات

Edit Template

رؤية تحليلية للأخبار السياسية والاقتصادية في العالم العربي والإسلامي والعالمي، ودراسات استراتيجية للوضع السياسي المحلي والإقليمي والعالمي

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا لتلقي التحديثات على البريد الإلكتروني الخاص بك

You have been successfully Subscribed! Ops! Something went wrong, please try again.

جميع الحقوق محفوظة لرؤية للتخطيط والدراسات الاستراتيجية ©2022