مأزق ترامب الداخلي تأثير على الشرق الأوسط

مأزق ترامب الداخلي وتأثيره علي أزمات الشرق الاوسط

يعيش الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حالة من التراجع الشديد في شعبيته نتيجة لآرائه السياسية المتطرفة والتى تشجع الغلو والتطرف، تلك اللغة التى يأباها قطاع واسع من الشعب الامريكي ويرفضها لأنها تؤثر علي حريته وعلي حياته، مثلما شاهدنا عندما اندلعت المظاهرات المناهضة لليمين المتطرف، والتى تسببت في مقتل مواطنة امريكية تحت عجلات سيارة أحد المتطرفين البيض المؤيدين لترامب.

وعلي ما يبدو أن ترامب لم يكتف بأزمة التدخلات الروسية في الانتخابات الرئاسية الامريكية لصالحه، والتى لا زال يعاني هو وافراد اسرته من تداعياتها، وإنما يصر علي ادخال نفسه وادارته في دوامة لا تنتهي من الأزمات مع الشعب الامريكي ومؤسساته المختلفة، ولا يعرف علي وجه الدقة ما إذا كان ذلك مقصودا أم لا، وإن كان الواضح أن من زج بترامب ذو الشخصية المزاجية والآراء المتطرفة إنما يعلم جيدا ذلك، وهو ما قد يدفعنا الي ترجيح أن ما يحدث الآن داخل الولايات المتحدة إنما هو أمر مقصود، دفعت له المؤسسات الامريكية المسئولة عن صنع القرار في الولايات المتحدة، لأنها تحتاج لأن تنفرد بعملية صنع القرار خلال الفترة الحالية والمستقبلية، تاركة الرئيس الامريكي في متاهة الازمات الداخلية التى قد لا تنتهي حتى يكمل فترته الرئاسية.

والحقيقة أن ما يثير التساؤل هو كيف للولايات المتحدة الدولة الأولي عالميا في مجال تكنولوجيا الحاسب الآلي وفي مجال المخابرات أن تسمح لروسيا بأن تتدخل بهذا الشكل السافر في الانتخابات الامريكية بالرغم من التسريبات التى أشارت لهذا الدور أثناء فترة الحملات الانتخابية دون أن تضع لذلك حدا، وأن تترك الامور تسير بهذا الشكل الي أن ينتخب ترامب، ثم فجأة تصحو من غفلتها وتثير الموضوع في وسائل الاعلام المختلفة وتقوم بمحاسبة المسئولين عنه، إلا إذا كان ذلك مقصودا وأن ما تم كان مخططا له بدقة وعناية، وأن الهدف من وراء ذلك كله هو وجود رئيس من نوعية ترامب، لتنفيذ استراتيجيات خاصة لا يمكن تنفيذها في حالة وجود رئيس صاحب رؤيا واستراتيجية خاصة بمنطقة الشرق الاوسط والعالم.

ولذلك، وفي ظل حالة التخبط التى يعيشها الرئيس ترامب، لا يتوقع أن تتخلي الولايات المتحدة عن دورها في منطقة الشرق الاوسط، بل ستعمل علي استكمال ما بدأه الرئيس الاسبق جورج دبليوبوش في المنطقة من جديد، وفي القلب من ذلك عمليات التقسيم والتفتيت التى بدأت منذ فترة وتسير علي قدم وساق، وتحويل الكيان الصهيوني من دولة صغيرة إلي دولة استراتيجية في المنطقة، واشعال فتيل الحروب الاهلية في الدول الكبيرة حتى يسهل عليهم عمليات تقسيمها مثلما يحدث في سورية واليمن.

ويعني ذلك انه مالم تعي الحكومات والانظمة والشعوب العربية خطورة ما يحاك لها من مؤسسات صنع القرار في الولايات المتحدة وخارجها، فإن ما حدث في سورية مرجح لان يتكرر في غالبية الدول العربية والاسلامية بما في ذلك مصر والسعودية، وهذا ما يدفع تركيا وايران لنبذ خلافاتهما البينية والاتفاق علي تشكيل لجان مشتركة لمكافحة الارهاب، لتشكيل حائط صد في مواجهة الهجمات الغربية والامريكية التى تستهدف امنهم واستقرارهم بالاساس.

 

 

adminu

كاتب ومدون

جميع المشاركات

المنشورات ذات الصلة

الأكثر قراءة

اتبعنا

التصنيفات

آخر المقالات

Edit Template

رؤية تحليلية للأخبار السياسية والاقتصادية في العالم العربي والإسلامي والعالمي، ودراسات استراتيجية للوضع السياسي المحلي والإقليمي والعالمي

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا لتلقي التحديثات على البريد الإلكتروني الخاص بك

You have been successfully Subscribed! Ops! Something went wrong, please try again.

جميع الحقوق محفوظة لرؤية للتخطيط والدراسات الاستراتيجية ©2022