المشهد من 8 الي 14 سبتمبر2017

 

المشهد السياسي

المشهد :المصري

قضايا السياسة الخارجية والدور الإقليمي

w    أعلنت مصر قطع علاقاتها العسكرية مع كوريا الشمالية، وجاء ذلك على لسان وزير الدفاع المصري صدقي صبحي أثناء زيارته لكوريا الجنوبية. ويأتي ذلك كاستجابة مصرية للضغوط الأمريكية التي قامت بوقف 290 مليون دولار من المعونة الأمريكية لمصر في العام الحالي، و337 مليون للعام القادم، حيث أن أحد أسباب تخفيض المعونة العسكرية الأمريكية جاء بسبب علاقة مصر مع كوريا الشمالية، وهو ما يعكس حالة الخضوع وغياب السيادة والقدرة على صياغة القرار المستقل في السياسة الخارجية وقضايا الأمن القومي.

w    توجه إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إلى القاهرة على رأس وفد رسمي من 21 قياديا من الحركة، حيث يلتقي مسؤولين مصريين، على رأسهم مدير المخابرات خالد فوزي، يُذكر أن هذه هي زيارة هنية الأولى لمصر منذ انتخابه لقيادة الحركة في مايو الماضي، ويضم الوفد القائد العام لحركة حماس يحيى السنوار، وخليل الحية، وروحي مشتهي، وأنضم إليهم موسى أبو مرزوق من قياديي الخارج، وتستقبل مصر الجمعة المقبلة وفد من حركة فتح لبحث سبل المصالحة الفلسطينية؛ تسعى حماس إلى تخفيف الحصار المفروض عليها في ظل استمرار الأزمة الخليجية وأثرها في تراجع ملف غزة كأولوية في العواصم الداعمة تحت وطأة الأزمة، كما تريد حماس عقد صفقة تبادل أسرى مع إسرائيل عن طريق مصر، كما أنها تدرك أن العلاقة مع القاهرة ضرورية للتواصل مع العالم الخارجي بسبب القيود علي قطاع غزة، وتسعى مصر أيضاً إلى سحب الورقة الفلسطينية من يد قطر. وهناك مساعي مصرية للعب دور إقليمي في القضية الفلسطينية بالتنسيق بين حماس وفتح أو استئناف مفاوضات المصالحة بين أبو مازن وحماس. بعدما أثير من أن تراجع دور مصر الإقليمي خاصة في القضية الفلسطينية يعتبر من أسباب تخفيض المعونة الأمريكية لمصر.

w    أكد السفير البريطاني في القاهرة جون كآسن، أن الانتماء لجماعة الإخوان المسلمين مؤشر على تبنى العنف. يأتي هذا التصريح بعد أيام قليلة من مقال وزير بريطانيا لشئون الشرق الأوسط، اليستر بيرت، الذي نُشر في جريدة الأهرام، والذى أكد على نفس الكلام، وهو ما قد يشير إلى وجود مراجعة حقيقية من جانب بريطانيا حول التعامل مع الإخوان، وتشديد الرقابة عليهم. وربما يكون هذا التصريح محاولة لاسترضاء النظام المصري، خاصة وأن مبعوث رئيس الوزراء البريطاني للتجارة مع مصر جيفرى دونالدسون، سيزور القاهرة نهاية الشهر الجاري على رأس وفد من ممثلي الشركات البريطانية، حيث يسعى جيفرى إلى الحصول على فرص استثمارية في مصر، مثل مشاريع البنية التحتية كـ المترو والعاصمة الإدارية الجديدة ومحور قناة السويس وإنشاء محطات توليد الطاقة، وكذلك القطاع الطبي عبر الاستثمار في المستشفيات، وقطاع الأمن وشركات الحراسة.

w    قدم السفير الإيطالي الجديد لدى القاهرة، جيامباولو كانتينى، أوراق اعتماده لوزارة الخارجية، كما يعود السفير المصري في روما هشام بدر إلى إيطاليا لتسلم مهام عمله؛ كان قد تم قطع العلاقات بين البلدين بعد حادث قتل الباحث الإيطالي جوليو ريجينى، إلا أن العلاقات عادت بسبب؛ الأزمة الليبية، حيث أن إيطاليا تسعى إلى لعب دور قوى في ليبيا، عن طريق تقريب وجهات النظر مع مصر، كما تريد إيطاليا التنسيق مع مصر حول مسألة الهجرة غير الشرعية.

w    بدأت اجتماعات الجولة الـ 15 للجنة الفنية الثلاثية لسد النهضة الإثيوبي في 14 سبتمبر، بمدينة عطبرة السودانية، بحضور 12 عضواً من مصر والسودان وإثيوبيا، بغرض استكمال مناقشة النقاط الخلافية في التقرير الاستهلالي للمكتب الاستشاري الفرنسي المعنى بتنفيذ الدراسات الفنية للسد بعد توقف دام أكثر من 4 أشهر، تأتى هذه الاجتماعات، في ضوء تعنت الجانب الأثيوبي، ومحاولة مد فترة المفاوضات إلى أن ينتهي من بناء السد حيث تم وضع مصر أمام الأمر الواقع، لذلك يتم التركيز فقط في الوقت الراهن علي قواعد الملء والتخزين، بما يقلل التأثير على حصة مصر من المياه.

المشهد الاقتصادي

w    مشروع المحطة النووية في الضبعة، طلب السيسي من الرئيس بوتين الحضور إلى مصر للاحتفال بوضع حجر الأساس للمحطة النووية في الضبعة لإنتاج الكهرباء، بالنظر إلى هذا المشروع نجده مثل مشروع تفريعة قناة السويس، والعاصمة الإدارية الجديدة، حيث لم يتم توضيح الجدوى الاقتصادية للمشروع، خاصة في ظل التأكيد على أن الطاقة الإنتاجية للمشروع ليست ضخمة، وتكاليف المشروع كبيرة للغاية تقدر بنحو25-35 مليار دولار، وهناك مخاطر محتملة قد ترجع لعيوب صناعية أو أخطاء بشرية أو كوارث طبيعية مما ينتج عنها آثار خطيرة، كما أن الاتجاه العالمي يسير في اتجاه تقليل الاعتماد على الطاقة النووية لتوليد الكهرباء مثل فرنسا وألمانيا.

المشهد الحقوقي

w    أصدرت منظمة هيومان رايتس ووتش ، تقريرًا تحت عنوان "مصر.. وباء التعذيب قد يشكل جريمة ضد الإنسانية"، اتهمت فيه قوات الشرطة وعناصر الأمن الوطني في مصر، بتعذيب المعتقلين السياسيين بأساليب مختلفة من بينها الاغتصاب؛ والحقيقة فإن التوصيف المذكور في تقرير هيومان رايتس ووتش، بأن التعذيب في مصر يرقى إلى وصفه جرائم ضد الإنسانية، يعدّ في القانون الدولي ونظام المحكمة الجنائية الدولية جريمة موصوفة، ربما ينتج عنها – إذا تغيرت الإرادة السياسية الدولية – اتخاذ إجراءات تصعيدية من المحكمة بحق القيادات في مصر في إطار حيازة المزيد من أوراق الضغط ضد النظام؛ ولذلك قد تلجأ مصر إلى بعض الإجراءات التي تظهرها باحترامها لحقوق الإنسان مثل: قرارات العفو الرئاسي ، وزيادة الزيارات التي تجريها المنظمات الحقوقية إلى السجون وأماكن الاحتجاز لبحث أوضاعها.

w    أصدرت لجنة مناهضة التعذيب بالأمم المتحدة، تقرير تؤكد فيه على وجود انتهاكات لحقوق الإنسان في مصر وممارسة تعذيب ممنهج بحق المعتقلين السياسيين؛ وهذا التقرير يمثل أول إدانة دولية تؤكد بشكل واضح على مسؤولية أفراد من الجيش بارتكاب جرائم لتعذيب المواطنين في مصر.

المشهد الأمني

w    قامت الشرطة الدولية "الإنتربول" بشطب اسم يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين من قائمة المطلوبين، بالإضافة إلى كل من عاصم عبد الماجد عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية، ومدحت الحداد القيادي الإخواني المتواجد في تركيا، ووجدي غنيم المتواجد أيضا في تركيا، بالإضافة إلى أربعين من قيادات الإخوان؛ ولم يتبق في الوقت الراهن سوى الدكتور محمد محسوب كمصري، وحيد مطلوب ضبطه بناء على طلب مصري – ويكشف ذلك عن كيدية الاتهامات المصرية وكون  التهم الجنائية مجرد ستار لاتهامات سياسية بسبب معارضتهم لنظام الحكم، ولا شك أن ذلك يكشف عن عدم مصداقية الأحكام القضائية في مصر، وبالتالي فإنه من الممكن ألا يقوم الإنتربول في المستقبل بالقبض على أشخاص مطلوبين من جانب مصر، حتى لو صدرت ضدهم أحكام قضائية؛ وقد حاولت الداخلية المصرية نفي هذه الأخبار جملة وتفصيلاً في اطار حفظ ماء الوجه أو لوجود ثغرات قانونية سوف تلجأ للاستفادة منها.

w    قامت وزرارة الداخلية المصرية بتصفية 10 أشخاص في شقة بأرض اللواء في الجيزة، وأكدت الداخلية أن هؤلاء الأشخاص ينتمون إلى العناصر التكفيرية الهاربة من شمال سيناء؛ وتتهم مراكز حقوقية غير حكومية في مصر الأجهزة الأمنية باعتياد تصفية مدنيين عزل حال القبض عليهم، ووثقت منظمات حقوقية عدة مقتل نحو 135 شخص خارج إطار القانون في مصر خلال النصف الأول من العام الحالي. وتأتى تلك الأحداث بعد صدور التقارير الدولية التي تدين مصر بانتهاك حقوق الإنسان، وهو ما يؤكد على عدم احترام النظام المصري لهذه التقارير، واستمراره في ممارسة العنف ضد المعارضين.

w    قُتل 18 من رجال الشرطة، في حادث بئر العبد، على بعد 20 كيلومتر غرب العريش. وهو ما يعنى أن هذه الجماعات سوف تلجأ إلى البحث عن أماكن جديدة تكون هدفاً لعملياتها القادمة، في حالة تضييق الخناق عليها في أماكنها التقليدية.

w    تمكنت هيئة الرقابة الإدارية من ضبط مدير إدارة الشئون القانونية، وعدد من المسئولين في الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية، حال تقاضيهم مبالغ مالية على سبيل الرشوة من أحد رجال الأعمال، مقابل تسليمه مساحة 21 ألف متر مربع بمنطقة أبيس بالإسكندرية بناء على مزايدة عامة. حيث يسعى النظام إلى الترويج بأنه يقوم بخطوات حثيثة لمكافحة الفساد، من أجل كسب الدعم، الذي بدأ يضعف في ظل ما تقوم به الحكومة من رفع الأسعار.

ثانياً: المشهد الإقليمي والدولي:

w    تطورت الأزمة الخليجية مع إعلان أمير الكويت صباح الأحمد أثناء المؤتمر الصحفي الذي عقده في واشنطن مع الرئيس ترامب، أن الكويت نجحت في إيقاف تدخل عسكري ضد قطر، فخرج وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثان على قناة الجزيرة، وأكد بأن قطر ترفض الشروط الـ 13 لأنها تمس السيادة، وأن قطر لن تقبل بها على الإطلاق، وأشترط رفع الحصار عن قطر كشرط للحوار، ثم أصدر التحالف الرباعي بياناً عبر فيه عن أسفه على بيان الشيخ صباح، وأكد بأن هذا التدخل لم يكن مطروحاً ولن يتم طرحه. تصريحات الشيخ صباح تؤكد بأنه كانت هناك نية حقيقية لهذه الدول في تغيير النظام القطري، ولكن ما منع هذه القوات من ذلك، هو الوساطة الكويتية وبدرجة أكبر تواجد القوات التركية على الأراضي القطرية؛ وبناءً على تصريحات الشيخ صباح وردود الفعل من الجانبين، فإن الأزمة مستمرة حيث سيحاول كل طرف هزيمة الطرف الأخر مستخدماً كل الوسائل المتاحة، وقد لا يتوقف الأمر على المطالب أو التحاور حولها، بل قد يصل الأمر إلى محاولة تغيير النظام الحاكم.

w    كشفت أدلة جديدة قدمتها دعوى قضائية أمريكية ضد الحكومة السعودية، أن سفارة المملكة في واشنطن قد مولت تدريباً على خطف الطائرات على أيدي موظفين سعوديين. يمكن القول بأن الولايات المتحدة تسعى إلى الضغط على السعودية، من أجل الحصول على المزيد من الأموال، كما أن هذه الإدانات تمثل نقطة ضعف للسعودية في الأزمة الخليجية.

w    شن الأمن السعودي حملة اعتقالات جديدة شملت دعاة وشخصيات ورموز قريبة من الإخوان والتيار الإصلاحي في السعودية. وذلك فيما يبدو أنها حملة على المعارضة المحتملة للحكم المطلق في المملكة. وجاءت هذه الاعتقالات بعد انتشار أخبار بأن الملك سلمان بن عبد العزيز سيتنازل عن العرش لابنه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، كما تم فرض الإقامة الجبرية علي الأمير عبد العزيز بن فهد. وتأتي تلك الحملة بسبب عدم دعم الدعاة والمفكرين والإخوان لسياسات النظام السعودي ضد قطر، ورغبتهم في أن يتم التصالح بين قطر والسعودية، حيث وقفوا على الحياد أو صمتوا عن الأزمة، ولكن النظام السعودي لا يريد ذلك الحياد، بل يريد الدعم المطلق لسياساته، فالنظام السعودي لم يعد يمنع حرية التعبير بل يمنع حرية الصمت، وربما يخشى النظام من أن يكون صمت هؤلاء الدعاة أو يفسر صمتهم كدعم لدعوات الاحتجاج والتظاهر مثل تلك التي تم الدعوة لها في 15 سبتمبر.

w    استضافت العاصمة الكونغولية برازافيل، القمة الأفريقية المصغرة عن ليبيا، بمشاركة الدول الأعضاء الخمس في اللجنة الأفريقية المعنية بليبيا وهي: الكونغو، والنيجر، وجنوب أفريقيا، وإثيوبيا، وموريتانيا، بالإضافة إلى دول الجوار الليبي مصر، وتونس، والجزائر، والسودان، والنيجر، وتشاد. وتشهد القمة حضور المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة، وممثل عن الجامعة العربية، وكذلك مبعوث الاتحاد الأفريقي إلى ليبيا الرئيس التنزاني السابق جاكايا كيكوتي، وشهدت القمة حضور رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني فائز السراج، ورئيس المجلس الأعلى للدولة عبدالرحمن السويحلي، ورئيس مجلس النواب المستشار عقيلة صالح. واعتذر المشير خليفة حفتر، عن المشاركة في القمة. أثارت القمة الجدل بشأن غياب المشير خليفة حفتر، فهناك تأكيدات بأن ذلك جاء بعد تهديد رئيس المجلس الأعلى للدولة عبد الرحمن السويحلى بأنه لن يحضر إذا حضر حفتر، لأنه رأي أنه إذا حضر حفتر يجب أن يكون هناك طرف عسكري ممثل للغرب الليبي مقابل لحفتر. أكد وزير التخطيط الليبي الأسبق عيسى تويجر أنه: "قد يكون السبب من اعتذار حفتر هو إفشال أي محاولة للتقارب بين المجلس الرئاسي ومجلس الدولة؛ لأن هذا قد يتناقض مع سعي المشير إلى اعتلاء سدة الحكم، دون المرور بالانتخابات أو التقيد بدستور"، وأضاف: " ربما لأن القمة الأفريقية ليست حليفة لحفتر، وليست بالقوة التي تجعل عدم حضوره محل انتقاد". هناك تكهنات بأن ذلك يشير إلى تجاوز حفتر دولياً وإقليمياً، خاصة مع انتشار أخبار تقول بأن حفتر حاول الضغط على رئيس البرلمان عقيلة صالح لعدم الحضور، بعد اعتذار حفتر، لكن صالح رفض ذلك، ولكن من الصعب تجاوز حفتر خاصة بعد أن أصبح طرف قوى في الأزمة الليبية.

adminu

كاتب ومدون

جميع المشاركات

المنشورات ذات الصلة

الأكثر قراءة

اتبعنا

التصنيفات

آخر المقالات

Edit Template

رؤية تحليلية للأخبار السياسية والاقتصادية في العالم العربي والإسلامي والعالمي، ودراسات استراتيجية للوضع السياسي المحلي والإقليمي والعالمي

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا لتلقي التحديثات على البريد الإلكتروني الخاص بك

You have been successfully Subscribed! Ops! Something went wrong, please try again.

جميع الحقوق محفوظة لرؤية للتخطيط والدراسات الاستراتيجية ©2022