سقف طموحات صهيوني أعلي من محدودية الضربة الأمريكية لسوريا

 سقف طموحات صهيوني أعلي من محدودية الضربة الأمريكية لسوريا

حينما أظهرت عكس ما أبطنت ، أُحبَطِتْ

تقديم

كان يطمح الكيان الصهيوني قبل الضربة الأمريكية في سوريا أن تصيب نقاط تمركز إيرانية تحقيقًا للأهداف الاستراتيجية الصهيونية ولكن خاب ظنها في نفس السياق كتبت "نيويورك تايمز" معلقة على الهجوم: ضرب الرئيس ترامب أهدافًا أكثر، واستخدم قوة نيران أكثر ممّا فعل في الضربة العسكرية المماثلة في العام الماضي؛ لكن في النهاية، اختار ترامب عملية محدودة كان من الواضح أنها محسوبة لتجنب استفزاز راعيي سوريا (روسيا وإيران) ودفعهما للانتقام[1].

تعدد أقاويل

على الرغم من كثرة الأقاويل حول مشاركة الكيان الصهيوني في التخطيط لهذه الضربة إلا أنها لفي الواقع لم يحدث فمن الواضح أن الولايات المتحدة غير مستعدة للاشتباك مع حلفاء بشار الأسد من روس وإيرانيين مما أزعج الصهاينة وجعلهم يشنون هجومًا على السياسات الأمريكية التي يقودها ترامب فيما يتعلق بالملف السوري

خيبة أمل

نشر كبير المراسلين العسكريين "رون بن يشاى" مقالًا يعرب فيه عن خيبة أمله في الضربة بقوله أن سوريا بشار الأسد يمكنه أن يتنفس الصعداء، وكذلك الروس والإيرانيون، فالهجوم الذي نفذته كلٌ من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا على مواقع السلاح الكيماوي في سوريا كان محدودًا في أهدافه، ولم يوقع أضرارًا خطيرة للنظام كانت الأهداف المعلنة ردع الأسد والتلويح للروس بالبطاقة الحمراء، لكن ما تم تنفيذه عمليًا لم يحقق هذا الهدف، وبالكاد أخرجوا للروس بطاقة صفراء باهته، وأيضًا تهديدات ترامب وماتيس كانت على المستوى النظرى أقوى بكثير مما حدث[2].

أمريكا تتجنب روسيا

ففي المجمل يرى الصهاينة تراجع ترامب عن توسيع الضربة خشية إصابة مدنيين مسالمين إدعاء ولكن الحقيقة هى خشية غضب بوتين.

القناة 14 العبرية كشفت عقد مستشار الأمن القومي الإسرائيلي "مئير بن شبات" محادثات تنسيق مع نظرائه في البلدان المهاجمة أميركا وفرنسا وبريطانيا قبل الهجوم بقليل على سوريا. وأكد نتنياهو دعمه لما يفعله ترامب حيث أنه ضد انتشار الكيماوى في أى مكان ثم قال أن بشار باستخدامه لهذه الأسلحة يعرض بلاده للخطر بتجاهله للقانون الدولي واستعداده لتمركز قوات إيرانيه عنده[3].

الختام

كانت اسرائيل تبارك الضربة من البداية حيث كانت على تواصل مع بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة لأخر لحظة قبل الهجوم وكانت على أمل إيذاء إيران بأى طريقة ، ومن المؤكد أن غرضها لم يكن شريفًا لدرجة حماية ثوار سوريا من كيماوى الأسد ولكن دعمها للضربة كان خشية أى تمركزات إيرانية في المنطقة . استعداد نتنياهو لأى سيناريو تحدده الولايات المتحدة يعكس حجم القلق من الجانب الإيراني وربما يمكن التنبؤ بخلق أزمة من أجل الضرب مرة أخرى بطريقة جديدة بشكل يؤذي القواعد الإيرانية.



[1] خيبة أمل إسرائيلية من العدوان الثلاثي، سمانيوز،16ابريل2018، الرابط : https://is.gd/Gpq21Z

[2] المرجع السابق

[3] قناة عبرية: إسرائيل شاركت في التحضير للعدوان، أمد،15إبريل2018، الرابط : https://is.gd/9qeVYl

adminu

كاتب ومدون

جميع المشاركات

المنشورات ذات الصلة

الأكثر قراءة

اتبعنا

التصنيفات

آخر المقالات

Edit Template

رؤية تحليلية للأخبار السياسية والاقتصادية في العالم العربي والإسلامي والعالمي، ودراسات استراتيجية للوضع السياسي المحلي والإقليمي والعالمي

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا لتلقي التحديثات على البريد الإلكتروني الخاص بك

You have been successfully Subscribed! Ops! Something went wrong, please try again.

جميع الحقوق محفوظة لرؤية للتخطيط والدراسات الاستراتيجية ©2022