انعكاسات مقتل أسقف دير أبو مقار على الأرثوذوكسية المصرية

 انعكاسات مقتل أسقف دير أبو مقار  على الأرثوذوكسية المصرية

كشف مقتل إبيفانيوس، أسقف ورئيس دير أبومقار بوادي النطرون، داخل  الدير  في ساعة مبكرة من صباح الأحد 29 يوليو 2018،  عن حجم الصراع الكبير  داخل الكنيسة المصرية والذي لم يخرج للعلن بهذه الصورة من قبل، بين تيارين: الأول هو ما يسمى بالتيار الإصلاحي بقيادة البابا تواضروس وتلامذة القمص الراحل متى المسكين، وكان الأنبا إبيفانيوس أحد رواده ومفكريه، وبين ما يسمى بالتيار التقليدي بالكنيسة وهم أتباع وتلامذة البابا شنودة الثالث، وسط توقعات بأن الخلاف المذهبي واللاهوتي بين التيارين هو السبب الرئيس وراء جريمة القتل الغامضة والمثيرة داخل أحد أكبر الأديرة في مصر مع عدم استبعاد الفرضيات الأخرى، وسط مخاوف قبطية من انعكاسات هذه الجريمة على مستقبل الكنيسة في ظل تحول الخلافات اللاهوتية من دائرة النقاش والحوار إلى دائرة السلاح والدم.

فالصراعات داخل  الأديرة ـــــ بحسب تصريحات مثقفين أقباط ـــــ  وصلت إلى التشابك بالأيدي، وتبادل إطلاق النار، لكنها لم تصل من قبل إلى حد القتل بهذه الطريقة البشعة[1].

غموض الحادث ومكانة الضحية باعتباره حبرا كبيرا في الكنيسة، وطبيعة المكان "دير مقاريوس المعزول بالصحراء"؛ تطرح عدة تساؤلات: هل تمت عملية القتل من داخل الدير؟ أم أن طرفاً من خارجه ارتكبها من طريق اختراق أنظمة الحراسة؟ ما يرجح فرضية أن الجريمة ارتكبت من داخل الدير، هو أن (دير مقاريوس) له بروتوكولات معينة، وإجراءات صارمة، تجعل من الصعب أن يدخل شخص إليه متسللا أو بطريقة غير رسمية. ولو افترضنا حدوث خرق، ودخول أحد العناصر الغريبة، فهناك نظم لا تسمح للزائر بأن يتحرك في كل الأماكن بالداخل".

وبالتالي هذا يجعلنا نتساءل: إذا كان القاتل من خارج الدير، فكيف اخترق هذا النظام الصارم؟ وكيف استطاع الوصول إلى رئيس الدير ليرتكب هذه الجريمة الشنعاء؟ ومن ثم فإن من المرجح أن يكون الفاعل من داخل الدير. وإذا كانت هذه الفرضية صحيحة، فإنها تطرح تساؤلات عما إذا كان الصراع الدائر داخل الكنيسة يمكن أن يصل إلى هذا المستوى الدموي؟".

ورغم محاولات بعض قادة الكنيسة صرف النظر عن هذه الفرضيات والأطروحات والترويج لمقتل الكاهن بعملية إرهابية أو حتى أمنية من جانب النظام، مدللين على ذلك بأنه تم ضبط أحد المتسللين للدير قبل الحادث بأسبوع وتسليمه للأمن، إلا أنَّ أحد رهبان الدير- رفض ذكر اسمه-  رجح سيناريو قتل الأنبا إبيفانيوس من داخل الدير عن طريق أحد الرهبان أو العاملين بمزاع الدير؛  في تأكيد على الانقسام الحاد المذهبي واللاهوتي الذي يعصف بالكنيسة.

وبعد الحادث الذي يعد الأول من نوعه منذ عقود طويلة، تحدث كهنة بالدير عن 3 سيناريوهات حول مقتله[2]:

الأول أن يكون الجاني من خارج الدير  بدافع الإرهاب أو السرقة.

الثاني أن يكون الفاعل من داخل الدير  خصوصا من العاملين بمزارع الدير.

الثالث أن يكون الجاني راهبا سعى للتخلص من الأسقف الكبير  على خلفية الخلافات المذهبية واللاهوتية داخل الكنيسة بين التيار التقليدي  وهم تلامذة الراحل البابا شنودة الثالث  وما يسمى بالتيار الإصلاحي وهم تلامذة القمص متى المسكين.

ويعلق أحد الرهبان في تصريحات إعلامية مثيرة بأن «الأنبا إبيفانيوس قتل بدم بارد»، مرحجا مقتله من داخل الدير  على يد أحد الكهنة.  ويدلل الراهب على رأيه، بأن أسقف دير أبو مقار  تمت تصفيته، في إطار الخلافات الحادة التي تعصف بالكنيسة بعدة أدلة:

الأول أن الدير عبارة عن حصن شديد الحراسة لا يمكن لأحد أن يصل إليه بسهولة، قائلا: «مستحيل أن يكون شخص ما جاء من خارج الدير، فهذا الدير معزول تماما عن أديرة وادي النطرون، هو أشبه بالحصن».

أما الدليل الثاني، فيؤكد أن الأنبا إبيفانيوس قتل الساعة 3 فجرا أثناء تحركه من قلايته (سكنه) صوب كنيسته، لا يعلم أحد أنه يقطن البلوك الخامس ولا يعلم أحد أنه يسير لمسافة 100 متر مرتجلا وحده صوب الكنيسة، ووجوده لا يثير أي شبهات، فالقاتل إما عامل أو راهب من الكنيسة»[3]. وقد عثر على جثة الأسقف الكبير  مرميا على وجهه وحوله بركة من الدماء، وقد ضرب بآلة حادة من الخلف دفعت حزءا من مخه  إلى خارج رأسه، في مكان لا توجد به كاميرات مراقبة رغم أن الدير يمتليء في كثير من أركانه بالكاميرات!

الثالث، ما  جرى خلال السنوات الماضية  من شن حملة شنعاء على رئيس دير أبو مقار قبل مقتله؛  اتهمته بالكفر من قبَل الحرس القديم، وحاولت اغتياله معنوياً، ووصفه بالمهرطق ومخالفة التعاليم.

بل إن ما جرى اعتبره بعض الرهبان رسالة مباشرة للبابا تواضروس «هم يقولون له تراجع عما تفعل وإلا ستلقى أنت الآخر مصير رجالك، وها هو رأس حربتك الفكرية قُتل أمام مسكنه، فتدبّر واعلم جيدا خطورة ما تفعل».

 

حوادث قتل رهبان

وكانت 3 وقائع قتل تعرض لها أساقفة ومطارنة بالكنيسة خلال العقود الماضية، إلا أنها قيدت ضد مجهول وهم:

الأولى، "الأنبا ثاؤفيلس، مطران القدس والشرقية ومحافظات القناة، والذي رشح مرتين للكرسي البابوي، وقتل عام 1945 في أرض دير الأنبا أنطونيوس بمنطقة "بوش"، بعد إصابته بطلق ناري".

الثانية، واقعة مقتل الأنبا مرقس، وهو أول أسقف مصري لجنوب إفريقيا، والذي وجد مقتولًا بالرصاص داخل سيارته المسجلة باسم دير الأنبا بيشوي بوادي النطرون، عام 1953، قبل وصوله للطريق العمومي الواصل بطريق الدير.

الثالثة،  "الأنبا يوأنس، مطران الجيزة والقليوبية وسكرتير المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، الذي قتل بالسم حسب مراجع كنسية، عام 1963.

لكن حادثة مقتل الأنبا  إبيفانيوس تعتبر الأولى داخل الدير بل في منطقة سكن الأساقفة والرهبان والتي يحظر على أي شخص الدخول إليها.

 

محطات فاصلة بين "المسكين وشنودة"

لايمكن فهم أبعاد حادث مقتل رئيس دير أبو مقار، وانعكاساته على مستقبل الكنيسة؛  إلا بالعودة إلى أصل الخلاف  حول علاقة الأستاذ "متى المسكين" بتلميذه "البابا شنودة" والتي مرت بعدة تحولات انتهت بالصدام ومازالت تبعاتها تؤثر على الكنيسة حتى اليوم، وربما تستمر تلك الآثار في المستقبل.

و ترشح الأب متى المسكين للكرسي الباباوي مرتين، الأولى كمنافس للبابا كيرلس عقب وفاة البابا يوساب الثاني عام 1956، والمرة الثانية كمنافس للبابا شنودة بعد وفاة البابا كيرلس عام 1971.

المحطة الأولى، تتعلق ببداية الخلافات اللاهوتية بين القمص متى المسكين والبابا شنودة، قبل أن يعتلى الأخير سدة كرسي مارمرقس، عام 1971 إذ اختلفا على مراجعة كتاب للقمص متى عام 1961، كان قد عهد للبابا شنودة بمراجعته إلا أن الأول لم يعتد بملاحظة الأنبا شنودة الذي كان آنذاك أسقفا للتعليم.

وأكد البابا شنودة في فيديو مسجل له، أنه أرسل للقمص متى أكثر من مرة ملاحظاته، إلا أن الأخير صمم على طبع كتبه بنفس ما جاء فيها مما دفع البابا للرد على كتبه في محاضرات بالكلية الإكليريكية دون ذكر اسم المؤلف، ثم وصف القمص متى  في كتاباته بأنه "راهب أمين، لكن لا يدرك خطورة التعبير اللاهوتي الخاطئ". ومنذ الستينيات، وحتى أوائل القرن الـ21، استمر الخلاف العقائدي بين كل من القمص متى والأنبا شنودة، وكان أبرزها يدور حول مسألة "تأليه الإنسان"، و"عقيدة الكفارة والمبادلة الخلاصية"، "النقد الكتابي والتشكيك في صحة أجزاء بإنجيل مرقس وبعض عبارات انجيل متى"، و"دور الأعمال الصالحة في نوال الخلاص"، و"مفهوم الوحدة مع الطوائف الأخرى"، ومسائل أخرى.

المحطة الثانية، حيث بلغ هذا الخلاف ذروته، حين تصادم البابا شنودة مع الرئيس السادات، حيث كان يقف القمص متى في صف الرئيس ويرى أن البابا مخطئٌ في تصعيده ضد الدولة حين قرر إلغاء الاحتفالات بأعياد القيامة وعدم استقبال المسئولين بسبب ما جرى في حادث الزاوية الحمراء التى قتل فيها عشرات الأقباط بسبب فتنة طائفية عام 1981م، ثم تصاعد الصراع بين البابا شنودة والرئيس السادات وبلغ ذروته حين قرر الرئيس تحديد إقامة البابا وعدد من الأساقفة في دير الأنبا بيشوي بوادى النطرون، وعقد السادات لقاء شهيرا مع القمص متى المسكين، قال المسكين إنه حاول من خلاله تهدئة الأمور إلا أن البابا شنودة رأى أنه زادها تعقيدا، وفقا لما يذكره كل منهما في مذكراته الخاصة التي نشرت عقب وفاتيهما.

أما المحطة الثالثة، عام 1985، عندما انتهت فترة تحديد إقامة البابا شنودة حيث قرر  متى المسكين بعد تأزم علاقته بالبابا شنودة،  قضاء ما تبقى من حياته في دير الأنبا مقار  بين تلاميذه ورهبانه. واستقل الدير فكريا وإداريا عن الكنيسة ما يمثل انشقاقا  في منظومة الكنيسة، وبدأ الدير ينشط فكريا واقتصاديا، واستطاع المسكين أن يحول الدير إلى واحد  من أكبر مصدري الألبان ومنتجاتها في منطقة الشرق الأوسط. ويضم أكبر مطبعة ودار نشر تترجم الكتب التراثية اليونانية. ويدر مبالغ ضخمة للغاية. وتعد إدارته ميزة يطمح إليها بعض الرهبان.  كما يعد دير الأنبا مقاريوس واحدا من أكبر الأديرة في مصر، بحيث تبلغ مساحته، وفقا لبعض التقديرات، نحو 2700 فدان، منحه أغلبها الرئيس المصري الراحل أنور السادات عام 1978، بعدما لاحظ أن الرهبان استصلحوا الأراضي الصحراوية التي يقيمون فيها، وزرعوا التين والزيتون والبطيخ وغير ذلك، وأقاموا مزارع للماشية والأبقار والخراف، وبات الدير وحدة منتجة، وليست مستهلكة[4].

أمام هذه التحولات؛ بات الفصال بين دير أبو مقار والكنيسة واضحا حيث يرتدى رهبانه ملابس رهبنة مختلفة، يقرأون ويترجمون ويصدرون كتبا تترجم لعدة لغات، ويعلن البابا شنودة خلافه معهم علنًا حين يجيب عن أسئلة في عظاته يقول في إحدى التسجيلات إن المحبة لا بد وأن تكون متبادلة وإنه قدم المحبة للدير ورهبانه دون جدوى"، ثم بدأ البابا شنودة الرد على كتب القمص متى المسكين في محاضراته بالكلية الإكليريكية، وانخرط الأنبا بيشوى مطران دمياط وكفر الشيخ في سلسلة للرد على كتاباته متهما أياه بإفساد العقيدة. وطوال عصر البابا شنودة كانت كتابات القمص متى المسكين ممنوعة كنسيًا، فلا تباع في مكتبات الكنائس ولا توزع إلا في دير الأنبا مقار، حتى أن معرضا للكتاب القبطي بالكاتدرائية قد شهد مصادرة للكنيسة لنسخ من كتب متى المسكين من جناح المعروضات[5].

المحطة الرابعة، بعد وفاة القمص متى المسكين في 2006، قام البابا شنودة بزيارة الدير لأول مرة في عام 2009، وأقدم لأول مرة فى تاريخ الكنيسة الحديث على تغيير «الزى الرهبانى» لرهبان دير «أنبا مقار»، ليتم توحيده مع بقية الأديرة، ليكون بمثابة الإعلان الختامى لانتهاء استقلالية دير «أنبا مقار»، عن الكنيسة، وتم تخيير الرهبان بين ارتداء غطاء الرأس التقليدي "القلنسوة المشقوقة" وبين الإبقاء على ملابسهم، فمنهم من ارتداها فصار تابعًا للبابا شنودة ومنهم من رفض، ثم قرر الأنبا ميخائيل مطران أسيوط والرئيس التاريخي للدير الاستقالة من منصبه إذ قيل وقتها إنه غير مرحب بقرار الكنيسة إنهاء استقلالية هذا الدير إداريا وفكريا عنها، وقد كان، فقد نجحت الكنيسة فى السيطرة على أملاك الدير، ثم سيطرت على أغلب رهبانه أو أرغمتهم على الخضوع قبل حلول الذكرى الثالثة لرحيل المسكين بشهر.

المحطة الخامسة، في عام 2013، قرر البابا تواضروس تعيين أساقفة جدد، وكان الأنبا ميخائيل رئيس دير الأنبا مقار في أيامه الأخيرة بدأ في التسعينات من عمره، جلس البابا تواضروس مع رهبان الدير أكثر من مرة ليختار رئيسا لهم، وقد كانت الانقسامات بلغت حدا واسعًا بين مدرستي متى المسكين والبابا شنودة، وترشح لرئاسة الدير ثلاثة أسماء حصل الأنبا ابيفانيوس على غالبية أصواتهم مثلما ذكرت الكنيسة رسميا، إلا أن مصادر من آباء الدير تؤكد أن الأنبا ابيفانيوس قد حصل على غالبية أصوات الآباء المنتمين لمدرسة متى المسكين الرهبانية وليس كافة آباء الدير الذي امتنع عدد غير قليل منهم عن التصويت لأي من الأسماء الثلاثة المطروحة. ما يعني سيطرة تيار متى المسكين على الدير مجددا.

 

مستقبل الكنيسة

يحسب البابا تواضروس على تيار القمص متى المسكين، والذي كان رئيس دير "أبو مقار" الراحل إبيفانيوس أحد وراده ومفكريه، ويضم أيضاً الأنبا رافائيل أسقف وسط القاهرة وسكرتير المجمع المقدس، والأنبا أنجيلوس الذي أرسله تواضروس إلى أميركا لحمايته هو وآخرين خشي عليهم البابا فأرسلهم لأميركا.

هو صراع بين ما يسمى بالتيار الإصلاحي بقيادة البابا، والتيار التقليدي المحافظ "الحرس القديم" وهو من كانوا يتحكمون في مفاصل الكنيسة في أواخر عهد البابا شنودة الثالث الذي رحل في عام 2012م.

ويدور الصراع بين التيارين على مستويين:

الأول يتعلق بالتعاليم الخاطئة والخلافات اللاهوتية، واتهامات الهرطقة والكفر التي توجه من جانب الحرس القديم لتيار وتلامذة متى المسكين وعلى رأسهم البابا تواضروس نفسه. حيث طالب  11 أسقفا بابا الكنيسة بإجراء حوار لاهوتي حول التعليم الخاطئة التي يتم تناولها من جانب بعض الآباء والكهنة[6]، ما أدى إلى تشكيل لجنة لمراجعة هذا الأمر؛ وهو صراع يبدو بلا نهاية ويعرض مستقبل الكنيسة لخطر التفكك والانشقاقات، أو دخول دائرة "اللا طائفية" التي يسعى الإنجليون لتكريسها على رعايا الكنيسة الأرثوذوكسية. ومن أوضح هذه الصراعات اللاهوتية محاولات البابا التقارب مع الفاتيكان وتوحيد المعمودية مع بابا الفاتيكان البابا فرنسيس وما قيل عن مشاركته في قداس كاثوليكي وهو ما أثار حملة شديدة ضده اتهمته بالهرطقة والكفر ومخالفة التعاليم، الأمر الذي دفع البابا إلى التراجع قليلا والتأكيد على تمايز الإيمان بين الكنيستين[7].

ثانيا، الصراع  للسيطرة على البطريركية، فعندما اعتلى تواضروس كرسي الباباوية، واجه تحديًا كبيرًا إذ وجد أن عليه أن يتعامل مع مجمع مقدس يضم عددا كبيرا من المساعدين والأساقفة ممن لم يختارهم هو بنفسه، بل جاء اختيارهم بقرار من البابا المتنيح شنودة الثالث، وكان لبعض هؤلاء الأساقفة طموح شخصى فى الوصول لكرسى البطريرك، وبالتالى أصبح على البابا أن يدير الأمور داخل الكنيسة فى ظل ما يشبه مراكز القوى. ومع انتماء البابا تواضروس لمدرسة الأنبا متى المسكين فإن ذلك ينذر بمعارضة شديدة ومحاولات  لحسم الصراع من جانب كل طرف.

لكن البابا يتخذ سلطاته المطلقة لحسم الصراع لصالحه وصالح التيار الذي ينتمي إليه، وفي سبيل ذلك أجرى البابا في مايو الماضي أكبر حركة تغييرات  طالت كبار رجال الكنيسة والموالين لتيار البابا شنودة الثالث[8] كما اتخذ البا 12 قرارا  ملزمة لكافة الكهنة بمنعهم من الظهور الإعلامي وغلق صفحاتهم على السوشيال ميديا ووقف الترقيات في الكنيسة لمدة 3 سنوات[9] وكلها قرارات تستهدف بسط يده على مفاصل الكنيسة والتصدي للرافضين لتوجهاته؛ فهل يقف التيار الآخر الذي يرى نفسه حاميا لإيمان الكنيسة والآباء مكتوفي اليدين أم إن حادثة مقتل الأنبا إبيفانيوس مجرد بداية على طريق صراع الدم والسلطة داخل الكنيسة؟

 



[1] انظر تصريحات جمال أسعد عبدالملاك لصحيفة النهار اللبنانية  01 أغسطس 2018

[2] مصطفى رحومة/لغز مقتل الأنبا إبيفانيوس.. 3 سيناريوهات وراء جريمة دير "أبو مقار"/ الوطن الإثنين 30 يوليو 2018

[3] مَن قتله من الداخل، والهدف رسالة للبابا تواضروس.. مقتل الأنبا أبيفانيوس بِديرٍ يشبه الحصن يعكس انقساماً عنيفاً داخل الكنيسة المصرية/ عربي بوست  الثلاثاء 31 أغسطس 2018

 

[4] ياسر خليل/ تساؤلات مخيفة عن "مقتل" الأسقف أبيفانيوس القبطي التنويري في ديره/ النهاراللبنانية  الأربعاء 01 أغسطس 2018

[5] سارة علام/ حكايات وأسرار خلف أسوار دير الأنبا مقار مسرح جريمة مقتل الأنبا ابيفانيوس.. لماذا ظهر آباء الدير بشكلين مختلفين للملابس فى الجنازة؟ ما سبب الخلاف بين مدرستي متى المسكين والبابا شنودة؟ وما سر غضب البابا تواضروس؟/ اليوم السابع  الأربعاء غرة أغسطس 2018

[6] اشتعال أزمة التعاليم الخاطئة بالكنيسة ومطالب بالتصدي لها: تدفع للإلحاد/ الوطن الخميس 17 مايو 2018

[7]    عماد خليل/ تجدد أزمة الاعتراف بـ«المعمودية» بين «الأرثوذكسية والكاثوليكية»/ المصري اليوم 27 نوفمبر 2017

[8] مصطفى رحومة/أكبر حركة تغييرات فى عهد «تواضروس» تطال كبار رجال الكنيسة/ الوطن الإثنين 14 مايو 2018

[9] عماد خليل ورجب رمضان/ 12قرارًا لـ«المجمع المقدس»: منع العلمانيين من الرسامات الرهبانية وغلق «فيسبوك»/ المصري اليوم 02 أغسطس 2018م

 

adminu

كاتب ومدون

جميع المشاركات

المنشورات ذات الصلة

الأكثر قراءة

اتبعنا

التصنيفات

آخر المقالات

Edit Template

رؤية تحليلية للأخبار السياسية والاقتصادية في العالم العربي والإسلامي والعالمي، ودراسات استراتيجية للوضع السياسي المحلي والإقليمي والعالمي

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا لتلقي التحديثات على البريد الإلكتروني الخاص بك

You have been successfully Subscribed! Ops! Something went wrong, please try again.

جميع الحقوق محفوظة لرؤية للتخطيط والدراسات الاستراتيجية ©2022