المشهد السياسي

المشهد السياسي

المشهد الداخلي:

3    المساعدات مقابل التبعية … المؤسسة العسكرية المصرية تتماهى مع الاستراتيجية الأمريكية في المنطقة، عبر عدد من التحركات باتت المؤسسة العسكرية المصرية أكثر انخراطاً في تفعيل وإنجاح الاستراتيجية الامريكية في المنطقة، وأكثر تماهياً مع رؤية واشنطن للشرق الأوسط؛ أبرز هذه التحركات[1]:

أولاً: حصار الوجود التركي في البحر الأحمر: صدقت الخرطوم على منْح مصر مليونَي متر مربع من الأراضي تحت مسمى إنشاء منطقة صناعية، على النيل، بالقرب من العاصمة الخرطوم، التحرك المصري نحو منطقة البحر الأحمر والقرن الأفريقي في الوقت الراهن يأخذ طابع "الوكالة" للإمارات التي ترتبط بعلاقات وطيدة مع النظام المصري حالياً، إذ تمول أبو ظبي كثيراً من الأنشطة التي تهدف إلى تقوية نفوذها في منطقة البحر الأحمر والقرن الأفريقي، في الوقت ذاته تقوم مصر في الوقت الراهن بدور رأس الحربة في التوجه الإماراتي نحو السودان، واستدراجه تدريجياً، لإنهاء النفوذ التركي – القطري في تلك المنطقة.

ثانياً: تعزيز الحضور الأمريكي في القارة السمراء: كشفت المعارضة الاريترية أن الحكومة الإريترية منحت مصر الضوء الأخضر لبناء قاعدة عسكرية داخل أراضيها، ومن الراجح أن كل التحركات العربية في البحر الأحمر يأتي ضمن الاستراتيجية العسكرية والأمنية للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، حيث لا يمكن لأياً من الدول العربية المستظلة بالراية الامريكية أن تخرج على هذه الاستراتيجية، وأن كل تحركاتها لا تتجاوز كونها دور وظيفي تابع لواشنطن.

ثالثاً: تكثيف التواجد في البحر الأحمر والمحيط الهندي في مواجهة النشاط الإيراني: في الفترة الأخيرة انتشرت البحرية المصرية بشكل مكثف في نطاق البحر الأحمر وذلك نتيجة لما تشهده تلك المنطقة من توترات نتيجة الصراع السعودي اليمني وتحديداً عند باب المندب، خاصة أن مصر تعتبر البحر الأحمر مكانًا استراتيجيا ومهمًا لأمنها القومي، ولأن اقتصادها يعتمد بشكل كبير على ما تدره قناة السويس من مدخول هذا من جهة، كما يأتي كرد في الوقت الحالي على انتشار وتحرك البحرية الإيرانية في البحر الأحمر بشكل ملاحظ خلال الفترة الماضية، كما يأتي نتيجة تخوف كلا من إسرائيل ومصر لاستخدام الميناء أساب في الفترة الحالية من قبل الإيرانيين لتهريب السلاح لحماس وحزب الله.

رابعاً: إبرام اتفاقية CISMOA مع الجيش الأمريكي في مارس 2018: وذلك بعد سنوات من رفض الجيش المصري التوقيع على الاتفاقية. تنص الاتفاقية على أن يتم توليف أنظمة الاتصالات العسكرية بين القوات الأمريكية والدولة الموقعة، والسماح للقوات الأمريكية بالحصول على أقصى مساعدة مُمكنة من الدولة الموقعة من قواعد عسكرية ومطارات وموانئ وأيضا الاطلاع والتفتيش على المعدات العسكرية لضمان عدم قيام الدولة بنقل التكنولوجيا الأمريكية لطرف ثالث، في المقابل يتم الإفراج عن التكنولوجيات الأمريكية المحرمة لتحصل عليها الدولة المُوقعة كبعض الأنظمة الحسّاسة من اتصالات وملاحة وأسلحة مُتطورة.

ثمن التبعية: صدق وزير الخارجية الأمريكية مايك بومبيو على الإفراج عن مساعدات عسكرية لمصر بقيمة 1.2 مليارات دولار، وهي المرة الثانية التي تفرج فيها الإدارة الأمريكية عن مساعدات مجمدة للقاهرة خلال الشهور الماضية، كانت الأولى في يوليو 2018، عندما قررت واشنطن الإفراج عن 195 مليون دولار مساعدات عسكرية لمصر كانت قد قررت حجبها في شهر سبتمبر من العام الماضي. عقب القرار علقت الخارجية الأمريكية، بأن مصر اتخذت خطوات كرد فعل على بواعث قلق الولايات المتحدة.

3    صراع السيطرة على الإعلام يحتدم بين الرئاسة والمخابرات، يحتدم الصراع بين مؤسسة الرئاسة (ممثلة في مدير مكتب الرئيس السيسي، اللواء محسن عبدالنبي، مدير إدارة الشؤون المعنوية السابق في الجيش المصري) والمخابرات العامة (ممثلة في رئيسها اللواء عباس كامل) في سبيل السيطرة على الإعلام المصري والمسموع، ونشوب خلاف كبير بين رئيسي الجهازين جراء الصراع، وشحذ كل طرف لمؤيديه ضد الآخر، ما انعكس بالسلب على المشهد الإعلامي الذي يعاني أكبر عملية تفكيك في تاريخه، على إثر هذا الخلاف تردد قيام "عبدالنبي" باستبعاد رجل "كامل" في الرئاسة، المقدم أحمد شعبان، وانتقاله إلى جهاز المخابرات مع رئيسه الجديد، لاستكمال إدارة ملف الإعلام، ما أدى إلى وجود انقسام بين قطبين كبيرين من رجال السيسي، وقد طالب مدير مكتب السيسي بعودة ملف الإعلام إلى الرئاسة، وأن يترك جهاز المخابرات الملف، ويتفرغ لمهامه الأمنية الكبيرة، المتمثلة في ملفات الصراع في ليبيا، وملف المياه مع إثيوبيا، وملف الحدود مع السودان، وملف المصالحة مع الفلسطينيين، وملف الأزمة السورية، وغيرها من الملفات الأكثر أهمية، وحماية الدولة وتأمينها من الخارج، ومن القرائن الدالة على الصراع تأخر إطلاق قنوات مثل (DMC news)، والقناة الإخبارية العالمية التي ألمح لها السيسي قبل نحو عام، وإغلاق الكثير من القنوات وتشريد مئات الإعلاميين والفنيين والصحفيين[2]، ومن القرائن كذلك أن ترأس "عبدالنبي" في وقت سابق للشئون المعنوية يمنحه ثقة كبيرة بخبراته الإعلامية وقد أدار الجهاز الإعلامي للمؤسسة العسكرية، ويدفعه للمطالبة بحقه في الاستحواذ على الإعلام المدني ومنافسة عباس كامل على الإعلام، خاصة أن الثاني بات بعيداً عن مؤسسة الرئاسة ولديه من الملفات ما يشغله، ومن القرائن كذلك أن "عبدالنبي" يسعى حتماً لكسب ود السيسي وقد بات قريبا منه مع تكليفه بإدارة مكتب السيسي، ومنافسة عباس كامل هيمنته على السيسي، ولا شك أن السيسي يستفيد من تنافس الجنرالات في حبه وإظهار ولائهم له، ومع سيطرة العسكرة على معظم مفاصل الدولة يبدو حينها الحديث عن صراع عسكريين مرموقين على إدارة الإعلام والسيطرة عليه مقبولاً وشديد المنطقية.

3    السلطات المصرية تعتقل نجل الرئيس مرسي بعد حديثه عن صمود الرئيس المعزول إزاء انتهاكات الأجهزة الأمنية بحقه، في وقت لاحق أمر النائب العام بإخلاء سبيل عبدالله نجل الرئيس المصري المعزول محمد مرسي بكفالة في قضية اتهامه بالانضمام "لجماعة محظورة ونشر أخبار كاذبة[3]، اعتقال نجل الرئيس مرسي جاء رداً على حوار أجراه مع وكالة "أسوشيتد برس" الأميركية، كشف فيه أن "والده في عزلة تامة داخل محبسه، وبلا أي رعاية صحية، وينام على الأرض"، وقد جاءت تصريحات "عبدالله" إثر سماح الأجهزة الأمنية بزيارة العائلة لأول مرة منذ أكثر من عامين، مُنعت فيها الزيارة تماماً عن الرئيس مرسي، بالمخالفة للوائح السجون المنظمة، والاتفاقيات الدولية الموقعة عليها مصر في مجال حقوق الإنسان، وكشف عبد الله للوكالة الإخبارية أن "والده يضرب أروع الأمثلة على الصمود في مواجهة انتقام نظام عبد الفتاح السيسي منه، ومن أسرته"، وأن والده "لا يعلم بمجريات الأمور في البلاد منذ اعتقاله، لأنهم يحاصرونه في السجن الانفرادي، ويعزلونه عن بقية السجناء، ولا يسمحون له بقراءة الصحف، أو يسمحون حتى بإدخال قلم وورقة ليكتب فيها أفكاره"، وأن "والده يعيش في حالة معنوية قوية، رغم العزلة التامة، ومعاناته من اعتلال الصحة، بسبب ظروف احتجازه القاسية، وحرمانه من العلاج أو رؤية أسرته، ليقدم بذلك القدوة والمثل لكل الشرفاء والثوار"، اعتقال نجل الرئيس مرسي كان نتيجة تعليقين لـ "عبدالله مرسي":

الأول: أن الرئيس يتعرض لانتهاكات أمنية غير قانونية وغير إنسانية.

الثاني: أن الرئيس صامد في محبسه رغم الضغوط التي يتعرض له.

ويكشف ذلك الحدث عن حالة العداء التي يستشعرها النظام تجاه شخص فقد سلطاته وبات مجرداً من أية قوة إلا مبادئه وصموده، ويكشف ضعف النظام رغم مظاهر القوة البادية، ويسلط الضوء على الانتهاكات التي تحدث داخل السجون بحق شخصيات مرموقة، وبالتالي تصبح الانتهاكات بحق المواطن العادي مسألة متواترة وثابتة ولا تحتاج إثباتات، وهو يحرج النظام في الخارج ويضيف تشويه جديد لنظام باتت التشوهات تلاحقه؛ خاصة أن الحديث كان مع وكالة امريكية شهيرة وذات انتشار عالمي واسع، وبصفة عامة فإن الزيارة ومحاولة الاعتقال تحمل رسالة لأنصار الشرعية – أن الرئيس المعزول صامد في محبسه وأن حديث التنازل لا شرعية له ما بقي صاحب الشرعية صامد، فهو رسالة تشجيع للثائرين وإحراج للراغبين في التصالح على حساب الشرعية.

3    الأنبا بيشوي … رحيل رجل الكنيسة الذي أثار عداوة الجميع[4]، الأنبا بيشوي مطران دمياط وكفر الشيخ، الرجل الذي لم يحضر جنازته البابا تواضروس المتواجد في زيارة رعوية للولايات المتحدة، هو الرجل الثاني في الكنيسة من حيث السطوة والنفوذ بعد البابا شنودة الثالث وكاتم أسراره، والذي كان صعود البابا تواضروس تهميش له وإعلان نهاية هذا الجيل من رواد الكنيسة، وبداية جيل جديد يشترك مع سابقه في الاعتقاد بوجوب ممارسة الكنيسة لدور سياسي، ويتفاوتون في اتسام الجيل السابق بنوع من المحافظة الدينية السافرة، في حين يتسم الجيل الصاعد وأبرز رموزه تواضروس بنوع من المرونة إن جازت التسمية أو نسمها المراوغة أو البرجماتية، من المناصب الهامة التي تولاها الانبا بيشوي منصب رئيس لجنة المحاكمات الكنسية (المعنية بالتحقيق والتحقق من عقيدة رجال الدين) منصب شديد الشبه من محاكم التفتيش في اوروبا الوسيطة لكن باستبعاد الجزء العقابي. اشتهر بتصريحاته الهجومية والمثيرة للجدل بشأن الكنائس الأخرى (من أبرزها: الكاثوليك والبروتستانت لن يدخلوا الفردوس)، وله مواقف أيضا في الهجوم على المسلمين، ظلت هذه السيطرة حتى عام 2018؛ حيث عين البابا تواضروس الأنبا ابيفانيوس مراقباً للجنة الحوار، وهو الانبا الذي قتل في وقت لاحق، إن وفاة بيشوي تدعم بقوة سياسة تواضروس القائمة علي أساس تقليص نفوذ ما يمكن تسميته دولة البابا شنودة في الكنيسة لصالح تأسيس حقبة جديدة يكون الغلبة فيها لتواضروس ورجاله؛ ولعل الاحداث الأخيرة في الكنيسة وحوادث القتل والجدالات أثار جانبية لحركة التغيير التي يقودها البابا الجديد، إلا أن من أهم المعارك التي تخوضها الكنيسة الارثوذكسية هي مع الارثوذوكس العلمانيين، وهي المعركة التي تسبق معركتها مع كنائسها الأخرى، ويلاحظ أن تواضروس يراهن علي اهتمام النظام المصري بالكنيسة الارثوذكسية على وجه الخصوص بسبب أنها كنيسة الأغلبية المسيحية في مصر، وأنها صاحبة العدد الاكبر في اقباط المهجر خارج مصر، وأنها القادرة على حشد اقباط الداخل والخارج لدعم النظام وسياساته.

3    قلق حقوقي إزاء توسع الأجهزة الأمنية في أعمال الخطف والإخفاء القسري وانتزاع الاعترافات أو المعلومات تحت التعذيب في أماكن الاحتجاز غير الرسمية[5]، في بيانها المشترك بشأن إخفاء المحامي عزت غنيم، المدير التنفيذي للتنسيقية المصرية للحقوق والحريات، رغم صدور قرار بإخلاء سبيله منذ أكثر من شهر، أعربت المنظمات الموقعة على البيان (المفوضية المصرية للحقوق والحريات، ومركز النديم، والشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، ومركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان، ومركز عدالة للحقوق والحريات، ومؤسسة حرية الفكر والتعبير) عن استيائها من استمرار تدخل الأجهزة الأمنية في أعمال القضاء، بتوجيهه تارة وعدم تنفيذ قراراته تارة أخرى إذا صدرت على غير هوى النظام الحاكم، وأكدت ضرورة تفعيل الدستور الذي اعتبر هذا التدخل جريمة لا تسقط بالتقادم، وأكدت أن ارتكاب جريمة الإخفاء القسري بحق المدافعين عن حقوق الإنسان والصحافيين والنشطاء أصبحت السياسة غير الرسمية للأجهزة الأمنية المصرية، تجاوزات النظام بحق المعارضة مستمرة مع وعيه بأن الديمقراطية تعاني تراجع على الصعيد العالمي، وأن تصاعد الشعبوية في دول عريقة الديمقراطية يعني أنه بعيداً عن المسائلة أو أية ضغوط خارجية حقيقية، من جهة أخرى باتت منظمات المجتمع المدني والمنظمات الحقوقية أكثر وضوحاً في معارضة النظام على عكس ما كان منتصف 2013 وما تلاها، مع الشعبية الجارفة التي كان يتمتع بها النظام آنذاك والتي ضللت التنظيمات المدنية والحقوقية ومن جهة أخرى حالت دون معارضة النظام باعتباره نظام شعبي يحوز رضا جماهير واسعة، من الممكن القول أنه رغم التباينات الكبيرة بين قوى المعارضة وحالة التشتت التي تعانيها، وحالة الضعف العام التي يعيشها المجتمع المدني في الوقت الراهن، إلا أن ثمة شبه إجماع على الأقل بين القوى المدنية والسياسية الفاعلة أن النظام الحالي سلطوي عنيف لا يعبأ بحقوق المواطن ولا المجتمع، وهو مكسب كبير لقوى المعارضة ودليل على تآكل شرعية النظام ورهن بقائه بعدم وجود قوى قادرة على إزاحته وبدعم قوى أجنبية لاستمراره.

3    القبض على هشام عشماوي في درنة الليبية[6]، أعلن المتحدث العسكري باسم قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر العميد أحمد المسماري، القبض على ضابط الصاعقة المصري المفصول من الجيش هشام عشماوي، قائد تنظيم "المرابطون" المتطرف المحسوب على تنظيم "القاعدة" في شمال أفريقيا، وذلك خلال عملية أمنية نفذت في مدينة درنة شرق ليبيا، يذكر أن السلطات السودانية قد ألقت القبض على زوجة عشماوي وأبنائه العام الماضي، في المنطقة الحدودية بين السودان وليبيا، أثناء محاولتهم التسلل إلى الأراضي الليبية، إذ أكدت مصادر أن السلطات السودانية كانت قد دخلت في مفاوضات مع نظيرتها المصرية لتسليم زوجة المطلوب الأمني الأول وأطفاله لمصر، عمل (هشام علي عشماوي مسعد إبراهيم) كضابط في سلاح المشاة، ثم الصاعقة في القوات المسلحة، قبل أن يُحال، بناء على تحريات المخابرات الحربية، إلى الأعمال الإدارية في الجيش، غير أن عشماوي واصل نزعته المتشددة، وكان يوزع كتب شيوخ السلفية على زملائه في الخدمة، مما أدى إلى فصله عقب محاكمته عسكريًا في العام 2012، في بدايات 2013 رصدت الأجهزة الأمنية سفر عشماوي ومشاركته في الصراع السوري إلى جوار "جبهة النصرة"، التي كانت وقتها ذراع تنظيم القاعدة في سوريا قبل أن تعلن فك الارتباط مع التنظيم، بعدها بعدة أشهر، ظهر عشماوي في خضم الهجمات الإرهابية التي كانت آخذة في الصعود بشكل أساسي في شمال سيناء وبعض محافظات الدلتا، خاصةً القاهرة والدقهلية، كما ظهر دوره جليًا في عمليات تنظيم "أنصار بيت المقدس" قبل أن يبايع تنظيم "داعش" في 2014 بدأت في ذلك الوقت ملامح الخلافات بين العشماوي و"أنصار بيت المقدس" في الظهور على السطح، إذ أعلن التنظيم مسؤوليته عن عملية الفرافرة – والتي راح ضحيتها 28 من ضباط وجنود القوات المسلحة[7] ــ في شريط دعائي له بعنوان "صولة الأنصار"، ووعد بأن يصدر الشريط الدعائي القادم متضمنًا لقطات من العملية، وبعد أسابيع، صدر الشريط الجديد متضمنًا للعديد من العمليات، إلا عملية الفرافرة تحديدًا، وبين الشريط الأول والثاني، بايع التنظيم "داعش" وواليه أبو بكر البغدادي، وقَبِل الأخير البيعة، وأمرهم بإلغاء الاسم القديم، والتحول إلى اسم "ولاية سيناء". وهنا افترق عشماوي عن جماعة داعش الجدد، بعدها ظهر هشام عشماوي في مقطع مصور وكنى نفسه بـ "أبو عمر المهاجر"، وأعلن مسؤوليته عن عملية الفرافرة، والتي جرت في يوليو 2014، مؤكدًا على موقعه التنظيمي الجديد كأمير لجماعة جديدة حملت اسم "المرابطون"[8]، وهو التنظيم الموالي "للقاعدة بالمغرب الإسلامي" والذي تكوّن بعد اندماج تنظيمين هما كتيبة "الموقعون بالدم" التي يقودها الجزائري مختار بلمختار، وجماعة "التوحيد والجهاد" في غرب إفريقيا، بعدها أصبح "عشماوي" يترأس فرع التنظيم بليبيا، وقد سافر إلى هناك وتدرب في معسكرات تنظيم القاعدة الموجودة في درنة، واستطاع استقطاب وتجنيد عناصر جديدة من مصر إلى درنة، وقام بتدريبها لتنفيذ عمليات في الداخل المصري[9]، ورغم أن مجموعة عشماوي ليست كبيرة، إلا أنها تلقت تدريبات قتالية عالية، نتيجة عملها مع التنظيمات الليبية، ومدربة على تنفيذ عمليات انتحارية[10]، يمثل القبض على "عشماوي" ضربة قوية لتنظيمات العنف المصرية؛ خاصة للمواهب والقدرات الكبيرة التي يتمتع بها الرجل، والمعلومات التي يحوزها والتي ستبذل أجهزة الأمن المصرية جهود ضخمة للحصول عليها حتى ولو تحت تعذيب لا إنساني، كما أن اعتقاله هزيمة ثقيلة لهذه التنظيمات وذات تأثير على صورتها وتماسكها، من جهة أخرى القبض على عشماوي دفعة قوية للجيش المصري، وتدعيم لصورته لدى الرأي العام، وانتصار سيستغله العسكريون المصريون بالتأكيد، وفي ذات السياق، يؤكد القبض على عشماوي بواسطة أنصار خليفة حفتر أن الأخير بات يسيطر بالفعل على درنة وأنه نجح بشكل كبير في إخضاعها بعد فترة طويلة بدت عصية ومستقلة وتخضع لنفوذ التنظيمات الجهادية في ليبيا.

3    الايكونوميست تتوقع تحسن الأوضاع الاقتصادية المصرية خلال الفترة من 2018 إلى 2022 ولكنها تحذر من المخاطر الناجمة عن سياسات الإصلاح الاقتصادي[11]، اهتم تقرير المجلة الاقتصادية العالمية برصد مؤشرات التحسن الكمي كما يعلنها النظام والصندوق وهي مؤشرات لا تفيد الشعب على الاطلاق ولكنها تخدم بقاء النظام فقط في ظل تطبيقه الحرفي لسياسات الصندوق، ومن جهة أخري عرضت المجلة لمجموعة من المخاطر التي قد تحول دون حدوث التطورات الايجابية في الاقتصاد المصري السابق ذكرها، أبرزها:

§         خروج الأصول الأجنبية من مصر بنسب تؤدي إلى تزايد حدة تقلبات العملة المحلية.

§         مخاطر ظهور خلافات بين النظام والقضاء تؤدي في النهاية للإطاحة بالسيسي.

§         زيادة الإقراض للحكومة بشكل يعرض القطاع المصرفي لمخاطر سيادية.

§         قلق الحكومة إزاء حدوث اضطرابات شعبية قد يدفعها إلى تخفيف وتيرة الإصلاحات ذات الحساسية الاجتماعية.

§         اتخاذ إجراءات قانونية مبهمة تقيد المستثمرين.

اعتبر التقرير أن لجوء الحكومة إلى تخفيف وتيرة الإصلاحات الاقتصادية ذات الحساسية الاجتماعية احتمالات وقوعه متوسطة لكن ستكون له – في حال حدوثه – تأثيرات سلبية كبيرة على الاقتصاد المصري، في حين اعتبر التقرير أن اتخاذ إجراءات قانونية مبهمة تقيد المستثمرين احتمال وقوعها متوسطة لكن ستكون لها تأثيرات شديدة السلبية على تعافي الاقتصاد المصري، بينما اعتبر التقرير أن مخاطر ظهور خلافات بين النظام والقضاء تؤدي في النهاية للإطاحة بالسيسي تبقى ممكنة لكن تأثيراتها السلبية على الاقتصاد ستكون كبيرة جدا، بمعنى أن التقرير يعلق حدوث تحسن اقتصادي في مصر مرهون بمتغيرين اقتصاديين ذات طبيعة نيو ليبرالية (حماية المستثمرين، واستمرار سياسات التقشف)، ومتغير سياسي يرتبط ببقاء واستقرار النظام الحالي (الحيلولة دون حدوث خلافات بين الرئيس والقضاء) لكن الغريب أن يعتبر التقرير أن خلافات النظام مع القضاء هي مصدر تهديد النظام وليست خلافاته مع المؤسسة العسكرية أو الدولة العميقة؛ وتفسير هذا أحد نقطتين:

الأولى: أن التقرير يعي أن النظام الحاكم جزء من المؤسسة العسكرية ويملك سيطرة تامة عليها، وأن التهديد الحقيقي يأتي من السلطة القضائية؛ نتيجة أن السلطة التنفيذية (الرئاسة) نجحت في ترويض المؤسسات الأمنية والعسكرية وفي امتلاك لجام المؤسسات البرلمانية.

الثاني: أن التقرير يفترض بداية أن النظم الحديثة (الديمقراطية) يستبعد فيها حدوث انقلابات تقودها السلطة التنفيذية أو الأمنية والعسكرية، وأن حدوث تغييرات دراماتيكية في السلطة لا يكون إلا نتيجة تحركات السلطة القضائية ضد الجهاز التنفيذي ومؤسسة الرئاسة.

3    البيانات الرئيسية لميزان المدفوعات تكشف هشاشة الاقتصاد وضعف مردودات برنامج الإصلاح الاقتصادي الذي تتبعه الحكومة بالتعاون مع صندوق النقد، أفرج البنك المركزي المصري مؤخرًا عن البيانات الرئيسة لميزان المدفوعات عن العام المالي 2017 /2018، الذي انتهى في 30 يونيو الماضي، توحي الأرقام الواردة في بيانات البنك المركزي بوجود فائض بميزان المدفوعات بلغ 12.8 مليار دولار، بينما الحقيقة أن هناك عجزًا؛ والسبب أن طريقة إعداد أرقام الميزان تعتبر أن القروض الخارجية في جانب الإيرادات، وهي كذلك، لكنها ليست إيرادات ذاتية صافية، بل هي التزامات في حق الدولة[12]، وميزان المدفوعات يتكون من ثلاثة موازين فرعية:

الأول: الميزان التجاري وهو الخاص بالتجارة السلعية، وحقق عجزًا بقيمة 37.2 مليار دولار.

الثاني ميزان الخدمات المعني بتجارة الخدمات مثل السياحة وخدمات النقل والسفر، ومن أبرز بنودها عوائد قناة السويس، وهذا الميزان حقق فائضًا بـ 11.1 مليار دولار.

الثالث فخاص بالميزان الرأسمالي والمالي، والذي يضم بنوداً عدة أهمها الاستثمارات الأجنبية والقروض الخارجية، وهذا الميزان حقق فائضًا قدّر بـ 21.9 مليار دولار.

إذا ما جمعنا حصيلة ميزان الخدمات والميزان الرأسمالي والمالي نجد أنهما حققا فائضًا بنحو 33 مليار دولار، وبطرحها من العجز المتحقق في الميزان التجاري البالغ 37.2 مليار دولار، نجد أن هناك عجزًا يبلغ 4.2 مليارات دولار. جدير بالذكر أن هناك 10.2 مليارات دولار تحت بند صافي القروض الخارجية، تم إدراجها ضمن إيرادات الميزان الرأسمالي والمالي، وهي وإن كانت تعد محاسبيًا ضمن الإيرادات، إلا أنها التزام في حق الدولة، وهي واجبة السداد وتترتب عليها فوائد وأقساط تثقل كاهل الموازنة العامة.

ثمة بعض المظاهر على تحسن مؤشرات ميزان المدفوعات، لكنها للأسف تأتي جميعها في إطار الإيرادات الريعية، مثل عوائد قناة السويس، وإيرادات قطاع السياحة، وزيادة تحويلات العاملين بالخارج، وهي كلها تعتمد على الخارج بشكل كبير، فضلًا عن غياب دور القطاع الإنتاجي بها، وتظهر بيانات ميزان المدفوعات مجموعة من الحقائق الكاشفة للأداء غير التنموي للاقتصادي المصري خلال العام المالي الأخير.

كما كشف ميزان المدفوعات لعام 2018/2017 عن مجموعة من الحقائق الاقتصادية، منها غياب أي أثر واضح للنشاط الإنتاجي على أداء الاقتصاد، فالصادرات اعتمدت بشكل كبير على الزيادة في الصادرات البترولية، كما أن الزيادة بالصادرات السلعية قابلتها وبنفس القيمة تقريبًا زيادة مناظرة في الواردات السلعية. كذلك بقيت الفجوة التمويلية لمصر كما هي، رغم تطبيق سياسات تقليص الدعم، وزيادة الضرائب، ورفع أسعار السلع والخدمات العامة، وزيادة الديون.

3    نزيف الديون يستمر … مصر تخطط لاقتراض 20 مليار دولار من الأسواق الدولية حتى 2022، بلغت ديون مصر الخارجية 93 مليار دولار وفقاً للأرقام الرسمية، بزيادة 17.2% على أساس سنوي، وكان الدين الخارجي لمصر لدى وصول عبد الفتاح السيسي إلى الحكم في يونيو 2014 نحو 46.06 مليار دولار، أي أن الدين الخارجي ارتفع أكثر من 100% منذ وصول عبد الفتاح السيسي إلى الحكم منتصف عام 2014[13]، المؤشرات الاقتصادية التي تقيس أداء الاقتصاد مراوغة ويسهل التلاعب بها من قبل النظام؛ ويظهر ذلك في التصريحات والبيانات الرسمية التي تتحدث عن حدوث تحسن في أداء الاقتصاد المصري وتتوقع نمو هذا التحسن، في الوقت الذي تزداد فيه معاناة المواطن وتنتشر نسب البطالة وتنمو معدلات البطالة، والنظام لا يهتم إلا برضا مؤسسات الإقراض للحصول على المزيد من القروض دون النظرة للأعباء التي يفرضها على الميزانية وعلى المستقبل مع النمو المتسارع في الديون، وفي ظل غياب أية مساءلة يبدو المستقبل قاتماً والسيناريوهات منذرة بأوضاع أشد سوءاً.

المشهد الدولي والإقليمي:

3    مصر تهدد بوقف التدخل في المصالحة والتهدئة[14]، بحسب صحيفة "إسرائيل اليوم" هدد مسؤولو جهاز المخابرات المصرية، الذين يتوسطون في جهود التهدئة والترتيب في قطاع غزة وتنفيذ اتفاق المصالحة الفلسطينية الداخلية بين فتح وحماس، بإنهاء مشاركة مصر في المحادثات؛ جراء التوتر المتزايد على حدود غزة، وبحسب الصحيفة أبلغت القاهرة وفد حماس، برئاسة صالح العاروري (نائب رئيس المكتب السياسي لحماس)، ووفد حركة فتح، خلال اجتماعاتهم بكبار مسؤولي المخابرات المصرية، أن مصر قررت إعادة النظر في مشاركتها المستمرة في قضية غزة وجهود المصالحة.

وأفاد متابعون أن من المفترض – في حال استمرت جهود الوساطة المصرية – أن تتضمن الخطة التي وضعها الوسيط المصري عدة مراحل، أولها وقف إطلاق النار والهدوء بين إسرائيل وقطاع غزة، وفي حال "استمرت الهدنة، ستقوم حماس وإسرائيل بعملية تبادل ستعيد حماس في إطارها، جثتي الجنديين أورون شاؤول وهدار غولدين، وستقدم معلومات حول أبراه منغيستو وهشام السيد، في الوقت نفسه، "سيتم تخصيص مئات ملايين الدولارات لإعادة إعمار وتحسين البنية التحتية والمشاريع المدنية لصالح السكان في غزة، إضافة إلى ذلك، سيتم فتح معبر رفح بشكل متكرر بين غزة ومصر، وسيتم منح امتيازات من إسرائيل، بما في ذلك القيود على الصيد"، أما المرحلة الثالثة وفقا للخطة؛ فهي "العمل بإصرار على تنفيذ المصالحة بين حماس وفتح والنقل التدريجي للسيطرة المدنية على قطاع غزة إلى السلطة الفلسطينية، وسيتم دمج رجال حماس (الموظفين في السلطة) في أجهزة الأمن والشرطة التابعة للسلطة الفلسطينية، بينما كانت حماس مستعدة لمناقشة الخطة، باستثناء المرحلة التي سينزع فيها الجناح العسكري (القسام) سلاحه – فقد أكدت حماس أكثر من مرة، رفضها بشكل قاطع أي نقاش أو حديث بشأن سلاح المقاومة الفلسطينية، رفض أبو مازن حتى الاستماع وطالب بإلغاء الخطة فورا.

في ذات السياق، تشير بعض التقارير إلى تفاصيل مكالمة جرت بين السيسي ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، سادها التوتر؛ حيث طلب السيسي من أبو مازن رفع العقوبات عن قطاع غزة، فيما رد الأخير بحزم: لا، وفق القناة، خلال المكالمة قال: السيسي لـ "عباس" (إن أي خطوات إضافية ضد قطاع غزة تشكل خطورة على الأمن القومي المصري)، فكان رد عباس: (ليس أنا من يشكل الخطر على الأمن القومي، ولا خطواتي، بل إقامة دول الإخوان المسلمين في غزة)[15].

وقد أكد مسئول مصري رفيع المستوى – بحسب نوافذ إخبارية – أن "الاتصالات المصرية مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس شهدت سجالات وشداً وجذباً بشأن ملفات المصالحة الداخلية المرتبطة بشكل مباشر بالتقدم خطوة في تنفيذ اتفاق التهدئة بين فصائل غزة وإسرائيل، وبالتبعية التقدم خطوات في صفقة القرن"، وأشار المسؤول البارز إلى أن "عباس قال في لهجة حادة إنه إذا استمر هذا النهج، فإن قرار حل السلطة الفلسطينية لنفسها لن يكون بعيدا، وليتحمّل الجميع مسؤوليته، لتكون القضية بشكل واضح، قضية شعب يقاوم أمام سلطات احتلال"، وذلك من دون أن يوضح إن كانت هذه التهديدات نُقلت خلال لقاء مباشر أم عبر اتصالات[16].

تسعى الحكومة المصرية لتمرير التهدئة بين حماس وتل أبيب بدعم من إسرائيل، وتسعى لتحقيق مصالحة بين الفرقاء الفلسطينيين، وهو ما يناهضة رئيس السلطة الفلسطينية؛ خوفاً من الامتيازات التي سوف تحصلها حماس من هذا التطور، في ظل تمسك حماس بحقها في المقاومة ورفضها نزع سلاحها، ما يكسبها ميزة نسبية في مواجهة فتح، خاصة مع الاعتراف الدولي الذي حصلته مع وجودها في قلب التفاعلات الدائرة بشأن القضية الفلسطينية، والذي ستعززه في حال نجحت الجهود الراغبة في تحقيق المصالحة والتهدئة تمهيداً للانتهاء من صفقة القرن، هذه المعارضة تقابل باستياء مصري، خاصة مع استجابة حماس – على الأقل في الوقت الراهن، وتبقى نهاية هذه التحركات مرهونة بإخضاع عباس أو تغييره في حال بات عائقاً أمام تمرير التسويات المرغوبة.

3    استمرار مسيرات العودة وسقوط نحو سبعة شهداء يوم الجمعة … هنية يشارك في المسيرات ويتعرض لإطلاق قنابل الغاز … مخاطر التصعيد العسكري بين حماس وإسرائيل، تشهد الأيام الأخيرة في قطاع غزة تطورات هامة في ملفي المصالحة والتهدئة، وهي التطورات التي تشير إلى حدوث ما يشبه انهيار وفشل هذين الملفين، بل وإمكانية حدوث تصعيد عسكري بين حماس وإسرائيل، حيث يحشد الاحتلال الإسرائيلي مزيداً من قوات الجيش على الحدود مع قطاع غزة، بزعم نية حماس التصعيد العسكري، وعلي الرغم من هذا التصعيد فإنه ما تزال هناك امكانية للتوصل لاتفاق تهدئة حيث لا يمانع الكيان الصهيوني في إبرام اتفاق، سبق أن أبرم مثله، وإن كان الحديث هذه المرة عن تهدئة طويلة، ولكن هناك بعض الأصوات داخل إسرائيل تحذِر من أن تصب تلك التهدئة، وذلك الاتفاق مع حماس، ولو عبر وسطاء، في تقوية حماس، باعتراف ضمني بها وبسلطتها على قطاع غزة، في مقابل إضعاف السلطة الفلسطينية وخطها المعتدل غير المتوقف، حتى في أحرج الظروف، عن التنسيق والتعاون الأمني مع دولة الاحتلال؛ ما يترك رسالة سلبية عند الفلسطينيين عن الخيار السلمي التفاوضي الذي لا يُجدي مع إسرائيل، وقناعة إيجابية لديهم بخيار المقاومة، الذى أدى إلى رفع الحصار عن غزة حتى من دون أن تضطر حماس إلى التخلي عن سلاحها، أو من دون التعهد بذلك[17].

3    تتوالى الأنباء عن مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي داخل القنصلية السعودية بتركيا وسط نفي سعودي للاتهامات الموجه إليها وعدم تقديم أي دليل على مصير الصحافي، استمرت التسريبات الإعلامية التي تؤكد على مقتل الصحفي داخل القنصلية، وسط تعنت الجانب السعودي للمشاركة أو التسهيل فريق التحقيق التركي حسب الجانب التركي، ولكن علي ما يبدو أن المملكة لاتزال تناور من أجل عدم إلصاق تلك التهمة بولي العهد السعودي محمد سلمان، ووسط تصريحات من قبل المملكة تنفى بأن القيادة العليا أمرت باغتيال خاشفجي، وقد أفصحت تركيا في وقت سابق عن شخصيات الـ 15 سعوديا الذين دخلوا القنصلية السعودية في نفس توقيت دخول خاشقجي لها، وتأكيدها أن هؤلاء عناصر في المخابرات والشرطة والحرس الملكي السعودي، الأمر الذي من شأنه زاد من حدة الخناق حول المملكة التي لم تجد لها بداً الا من اعلان موافقتها على التنسيق مع تركيا بالمشاركة في المساهمة في التحقيقات.

ومع ازدياد الاهتمام بقضية خاشقجي لكونه إعلاميا بارزاً، اهتمت وسائل الاعلام العالمية وكذلك ردود الفعل لشخصيات ورموز ودول وخصوصا الجانب الأمريكي الذي امتعض لاختفاء خاشقجي، وقال لو صحت تلك الأنباء ستفرض عقوبات على السعودية لم يحددها، وقد تعامل الجانب التركي مع القضية بشكل من الحكمة حيث سرب بعض التصريحات التي زادت الضغط على الجانب السعودي، والذي لو صحت التسريبات ستكون لها مآلات شديده على نظام الحكم بالسعودية.

3    الرئيس الأمريكي ترامب يعاود الحديث عن طلبه الخاص من الملك سلمان بدفع ثمن الحماية الأمريكية للنظام السعودي، يبدو من تصريحات ترامب أنه جاد في طلبه وأنه إذا ما قدر له أن يستمر في السلطة فإنه سيتحصل علي تلك الأموال من المملكة التي تعاني أوضاعاً سيئة إقليميا ودوليا خاصة بعد أزمة اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي داخل القنصلية السعودية بأنقرة، الأمر الذي يعني أنه لم يعد أمام النظام السعودي الحالي سوى أن يرهن إرادته بالكامل لإدارة ترامب وأن يتركها تتحكم بمصيره ومصير المملكة خلال الفترة القادمة، وهو ما قد يؤثر علي النظام السعودي ويدخله في آتون صراعات داخلية بسبب زيادة الاحتقان الداخلي علي هذا النظام الضعيف والذي يهدر مقدرات المملكة في غير وجهها الصحيح.

3    بعد ازدياد ابتزاز ترامب للسعودية … عماد أديب للرئيس الامريكي أحم نفسك (قبل التهديد برفع الحماية) السعودية في يد أمينة وخبيرة، في سلسلة مقالات تناول فيها بالعرض (كتاب الخوف) للكاتب الأمريكي "بوب وودورد" بلغة تصعيدية ضد ترامب تعكس عجز الاعلام السعودي عن انتقاد ترامب والاعتماد علي مرتزقة مصريين للقيام بهذا الدور، فقد جاء صدور الكتاب في وقت يكرر فيها ترامب اساءته للسعودية بصفة دورية، عبر مطالبتها بدفع تكاليف حماية واشنطن لها أو تتكفل بحماية نفسها[18]؛ وقد أكسب هذا السياق رواج إضافي للكتاب في المنطقة العربية؛ في معرض محاولة مثقفين مقربين للرياض الرد عنها في مواجهة عنجهية ترامب واساءاته المستمرة[19]، خاصة أن الكتاب يكيل الاتهامات ويسوق الانتقادات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي قد تكون مبررة بالفعل وأقرب للحقيقة، لكن الغريب هو الاحتفاء بها من قبل صحفيين عرب في معرض احتجاجهم الصامت حيال اساءات ترامب المتكررة في حق حكام الرياض.

تتضح بشكل أكبر الدوافع الحقيقية لاحتفاء "أديب" بكتاب الخوف وانتقاداته الكثيفة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، من جملة المقالات التي كتبها عقب انتهاءه من عرض كتاب "بوب وودورد" حيث يهاجم ترامب ويمتدح حوار ولي العهد السعودي محمد بن سلمان مع "بلومبيرج"، وبالتالي فجملة المقالات التي كتبها أديب استهدفت ثلاثة غايات؛ انتقاد الرئيس الأمريكي وتأكيد اضطراب سياساته ولا عقلانيتها. انتقاد تصريحات ترامب التي طالب فيها الرياض بدفع تكلفة حماية واشنطن لأمنها القومي. امتداح ولي العهد السعودي وزعم عقلانية ودقة وشجاعة وحكمة رده على استفزازات البيت الأبيض للقول ختاماً أن المملكة السعودية في أيدً أمينة، وقد وظف "أديب" في إعلان هذه المقولات العروض التي كتبها لكتاب الصحفي الأمريكي "بوب وودورد" الخوف الذي وجه انتقادات لاذعة للرئيس ترامب، وتعليقه على حوار ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لـ "بلومبيرج".

3    أكد رئيس وزراء الكيان الصهيوني، بنيامين نتنياهو، خلال لقاء له مع نائب رئيس الوزراء الروسي، مكسيم أكيموف، أن إسرائيل ستواصل تصديها لإيران وحزب الله في سوريا، وصرح نتنياهو بأن إسرائيل ستواصل تصدّيها، لما وصفه بمحاولات إيران الرامية لترسيخ وجودها العسكري في سوريا، وإرسال أسلحة متطورة إلى "حزب الله" اللبناني، وأكد أن إسرائيل ملتزمة بمواصلة عملياتها في سوريا ضد إيران، وأتباعها الذين يعبرون عن نيتهم تدمير إسرائيل"، وتعكس تصريحات نتانياهو قلق إسرائيل من تسليم روسيا إس 300 إلي النظام السوري، كما تعكس احتمالات تأثير ذلك علي العلاقة مع روسيا، وتأثير ذلك السلبي علي التنسيق الأمني بين الطرفين في سورية، خاصة وأن تسليم روسيا إس300 للنظام السوري يزيد من مخاوف الكيان الصهيوني تجاه النوايا الروسية ويدفعها للرد بقوة من أجل إثبات استمرار تفوقها العسكري علي الجميع في المنطقة.

3    تشهد الجزائر مؤخراً حالة من الجدل السياسي الكبير ما بين رئيس البرلمان ورئيس الحكومة، وذلك علي خلفية اتهام رئيس البرلمان بالفساد والعجز عن إدارة البرلمان، ويصر رئيس البرلمان الجزائري، السعيد بوحجة على عدم الاستقالة رغم الضغوطات النفسية التي تمارس عليه، وردا علي تلك الضغوط عقدت الغرفة الأولى بالبرلمان اجتماعاً وأصدرت بيانا لنفي الاتهامات التي وجهها خصوم السعيد بوحجة حول سوء تسيير البرلمان، وأشار البيان أن "أعمالهم التنفيذية تمت في إطار القانون والنظام الداخلي والتنظيم المعمول به، إلى جانب التقيد بالتعليمات والقرارات المتخذة على مستوى مكتب المجلس″. واعتبر مراقبون أن هذا البيان بمثابة دعم لإدارة البرلمان والمصالح الإدارية والعلاقات الخارجية لمصلحة رئيس البرلمان ضد الكتل البرلمانية الخمس التي اتهمت بوحجة بـ "الفساد في التسيير"، وأعلنوا عن تجميد عمل البرلمان إلى غاية استقالته. وقد عبر الحزب الإسلامي المعارض «حركة مجتمع السلم»، الذي يملك نواباً في البرلمان، في بيان عن استنكاره للأزمة، وهاجم نواب الأغلبية التي قال عنها إنها «أغلبية مزيفة باتت تمثل الخطر الوحيد على استقرار البلد، والكابح الأساسي لتطوره وازدهاره.

وجاء في البيان، الذي وقعه رئيس الحزب عبد الرزاق مقري، أن النواب المحتجين «تسببوا (من خلال حركة الإطاحة ببوحجة) في إذلال الوطن و(بهدلته) أمام الأمم والدول»، مشيراً إلى أن "سبب الأوضاع المزرية التي تعرفها مختلف مؤسسات ومصالح الدولة، هو اهتزاز الشرعية وفقدان المصداقية، وغياب الحس الوطني، وعدم تقدير المصلحة العليا للشعب الجزائري".

3    اعتبرت الفصائل السورية المسلحة في إدلب أن سحب سلاح الفصائل المعارضة من المنطقة العازلة في إدلب خطوة إيجابية، ويحقق فوائد متعددة للشعب السوري، وتتمثل هذه الفوائد في قطع الحجة على داعمي نظام بشار الأسد لاستهداف المنطقة، كما تشمل أيضا منع مجموعات مخترقة في مناطق المعارضة من ارتكاب حماقة يدفع ثمنها الأهالي، يضاف إلى ذلك أن التفاهم التركي – الروسي، يفشل مشاريع وحدات الحماية الكردية في السيطرة على الشريط الحدودي مع تركيا، كما يكسر أيضا الجمود الذي فرضه النظام على مفاوضات جنيف، كما يوفر الاتفاق فرصة للمعارضة لإعادة ترتيب صفوفها وتوحيد مواقفها.

3    الخارجية الأمريكية تتهم إيران بإنفاق أكثر من 18 مليار دولار لدعم الإرهاب في العراق وسوريا واليمن وذلك خلال السنوات الثماني الماضية، وأكد التقرير الذي أعدته مجموعة العمل الخاصة بإيران في الخارجية الأميركية أن نظام طهران، ومن خلال فيلق القدس، نقل هذه الأموال بطرق ملتوية إلى الميليشيات والجماعات التي تقاتل نيابة عنه في دول المنطقة، ويحتوي التقرير على تفاصيل السلوك المدمر للنظام الإيراني في المنطقة من خلال تمويل ودعم الإرهاب وبرنامج الصواريخ والالتفاف على العقوبات والتهديدات البحرية والأمنية وانتهاكات حقوق الإنسان والأضرار البيئية. كما أشار التقرير الى استمرار إيواء إيران لأعضاء تنظيم القاعدة وتأمين الإقامة والمرور لهم، ما مكن التنظيم من نقل المقاتلين والأموال إلى سوريا ومناطق في جنوب آسيا، ويبدو من تقرير الخارجية الأمريكية أن إيران باتت تمثل مشكلة للولايات المتحدة بسبب تواجدها الفعلي في سورية والعراق وعجز الولايات المتحدة بالرغم من العقوبات الاقتصادية في دفع إيران للسير في الفلك الأمريكي الأمر الذي يدفع المجال لأحد احتمالين: الأول: التنسيق مع إيران في سورية والعراق، والثاني: زيادة حدة الخلاف والتوتر بين الجانبين ومن ثم استمرار الصراع في سورية إلي أجل غير مسمى.

3    إيني الايطالية تتجه للاستحواذ على نصف أصول بي بي الانجليزية في قطاع النفط والغاز بليبيا[20]، استحواذ شركة النفط الايطالية "ايني" (شركة نفط وغاز طبيعي إيطالية متعددة الجنسيات، وتعتبر أكبر شركة صناعية في ايطاليا، تملك الدولة الايطالية نسبة 30% من أسهم الشركة, تم شراء 20% عن طريقة وزارة المالية و10% عن طريق النقد والودائع والقروض) على نصف أصول شركة "بي بي" (بريتيش بتروليوم British Petroleum هي شركة بريطانية تعتبر ثالت أكبر شركة نفط خاصة في العالم بعد إكسون موبيل وشل، شكلت الشركة الذراع النفطي للحكومة البريطانية لسنوات عدة قبل خصصتها سنة 1976) في قطاع النفط والغاز بليبيا، والتي بدورها تبلغ حصتها 85% في رخصة للنفط والغاز في ليبيا، والنسبة المتبقية 15% تمتلكها المؤسسة الليبية للاستثمار (شركة قابضة حكومية تعتبر صندوق الثروة السيادية لليبيا). يكشف أن الفترة القادمة ستشهد تدخل ايطالي اكبر في ليبيا لحماية استثماراتها الجديدة وبالتالي تنسيق ايطالي مصري اكبر بشأن الشأن الليبي، أما تداعيات هذا التدخل على الصراع الدائر هناك فسيكون لصالح تحقيق الاستقرار وهو هدف مطاط قد يدفع باتجاه دعم التغيير السلمي والدفع باتجاه التوافق والتفاوض بين اطراف النزاع، وقد يدفع باتجاه دعم طرف على حساب طرف اذا استشعرت ايطاليا ان احد الاطراف اقرب لها ويمتلك من الموارد ما يمكنه من حسم الصراع لصالحه من خلال دعم خارجي مناسب، لكن يبقى وجود اطراف اخرى فاعلة في الازمة الليبية – على غرار باريس –  سيصعب عمل ايطاليا في ليبيا، وهناك الصراع بين شركتي اينى الإيطالية وتوتال الفرنسية على النفط والغاز الليبي، وهو جزء أساسي في الخلاف بين البلدين، وبالنسبة للموقف الدولي (بريطانيا وأمريكا بالأساس) من هذا الصراع فهو يميل إلى جانب إيطاليا، لأن إيطاليا – من وجهة نظر هذه الدول – لها النفوذ التاريخي في ليبيا، فهناك دعم سياسي أمريكي لوجهة النظر الإيطالية، وربما بيع حصة من شركة بي بي البريطانية لإيطاليا وليس لفرنسا يأتي في ذات السياق، كما أن الدول الأوروبية تسعى إلى وجود حالة من التوازن فيما بينها في السيطرة على حقول الغاز والنفط، حيث أن فرنسا تسيطر على النسبة الأكبر من هذه الحقول في منطقة شمال أفريقيا والصحراء، وربما يأتي بيع هذا الجزء كخطوة لتحقيق التوازن، يبقى الجزء الذي يحتاج إلى مزيد من البحث، هو مناطق نفوذ كل دولة في حقول الغاز والنفط سواء في الشرق أو الغرب، والتي ربما تكون أحد الأسباب الأساسية في دعم طرف ليبي على حساب الأخر

3    استقالة غريبة ومفاجئة تقدمت بها السفيرة الأمريكي بالأمم المتحدة، دون إبداء أسباب حقيقية لهذا الأمر، إذ لم توضح هيلي، البالغة من العمر 46 عاما وواحدة من الوجوه النسائية القليلة في إدارة ترامب، سبب استقالتها بعد عامين من توليها هذا المنصب، وإن كان الواضح أن العديد من أعضاء إدارة الرئيس ترامب تحاول أن تتركه قبل فوات الأوان، وذلك بالرغم من نجاحه في الضغط علي الكونجرس لاعتماد مرشحه للمحكمة العليا بالرغم مما أثير حوله من اتهامات بالتحرش في السابق، وهو ما يعني أن ترامب لا يلقى بالا بأحد ويضغط علي الجميع من أجل تنفيذ سياساته والتي قد تكون في غير صالح الولايات المتحدة ومستقبلها السياسي.

 



[1] محمود جمال، العلاقات الخارجية للمؤسسة العسكرية، المعهد المصري للدراسات، 10 اكتوبر 2018، الرابط: https://bit.ly/2A3ihpq

[2] عربي 21، المخابرات العامة ومكتب السيسي يتنازعان هذه "الكعكة"، 4 اكتوبر 2018، الرابط: https://bit.ly/2zQMMil

[3] بوابة الأهرام، النائب العام يقرر إخلاء سبيل نجل مرسي بكفالة 5 آلاف جنيه، 10 اكتوبر 2018، الرابط: https://bit.ly/2IQT30r

[4]  التفسيرات والتأويلات للباحث، أما المعلومات الواردة فهي مأخوذة عن تقرير (الأنبا بيشوي.. رحيل رجل الكنيسة الذي أثار عداوة الجميع، مدى مصر، 5 اكتوبر 2018، الرابط: https://bit.ly/2C1icE6.

[5] العربي الجديد، منظمات مصرية: إخفاء غنيم رغم إخلاء سبيله يثير المخاوف، 9 اكتوبر 2018، الرابط: https://bit.ly/2Cx3rdb

[6] العربي الجديد، قوات حفتر تقبض على القيادي المتطرف المصري هشام عشماوي، 8 اكتوبر 2018، الرابط: https://bit.ly/2ONu1EK

[7] ارتدادات مذبحة الواحات: خلافات المؤسستين العسكرية والأمنية في مصر، العربي الجديد، 23 أكتوبر 2017، الرابط: https://is.gd/XFepLC

[8] عمر سعيد، ما الجهات المحتمل تورطها في هجوم الواحات؟، مدى مصر، 21 أكتوبر 2017، الرابط: https://bit.ly/2ufXR8F

[9] منية غانمي، مهاجم المنيا..من ضابط بالجيش المصري لقائد إرهابي بليبيا، العربية نت، 3 يونيو 2017، الرابط: https://is.gd/GwvvoM

[10] هشام العشماوي.. الضابط المنشق الذي قلب موازين التنظيمات المتطرفة في سيناء، ساسة بوست، 26 يوليو 2015، الرابط: https://is.gd/SEMJ4s

[11] المعهد المصري للدراسات، مستقبل الاقتصاد المصري ـ أرقام وتوقعات، 5 اكتوبر 2018، الرابط: https://bit.ly/2CBhQ8m

[12] عبدالحافظ الصاوي، حقيقة الفائض الوهمي في ميزان المدفوعات المصري، العربي الجديد، https://bit.ly/2pKGjiU

[13] العربي الجديد، ديون مصر الخارجية 93 مليار دولار والحكومة تروج لقروض جديدة، 7 اكتوبر 2018، الرابط: https://bit.ly/2Pu3jxU

[14] عربي 21، صحيفة إسرائيلية: مصر هددت بوقف التدخل بالمصالحة والتهدئة، 7 اكتوبر 2018، الرابط: https://bit.ly/2RCPm29

[15] عربي 21، قناة عبرية تكشف تفاصيل مكالمة "متوترة" بين عباس والسيسي، 7 اكتوبر 2018، الرابط: https://bit.ly/2REIK3l

[16] العربي الجديد، تهديدات متبادلة بين عباس والإدارة المصرية بسبب "صفقة القرن"، 8 اكتوبر 2018، الرابط: https://bit.ly/2RySGeR

[17] المرجع السابق.

 

[18] الإتجاه، للمرة الرابعة .. ترامب يطالب السعودية بدفع أموال مقابل حمايتها، 10 اكتوبر 2018، الرابط: https://bit.ly/2OR4bzL

[19] يوتيوب، عماد أديب يرد على مغالطات الرئيس الأمريكي تجاه السعودية، 6 اكتوبر 2018، الرابط: https://bit.ly/2OQLKeq

[20] رويترز، إيني تتجه للاستحواذ على نصف أصول بي.بي في قطاع النفط والغاز بليبيا، 8 اكتوبر 2018، الرابط: https://bit.ly/2OjPUw3

adminu

كاتب ومدون

جميع المشاركات

المنشورات ذات الصلة

الأكثر قراءة

اتبعنا

التصنيفات

آخر المقالات

Edit Template

رؤية تحليلية للأخبار السياسية والاقتصادية في العالم العربي والإسلامي والعالمي، ودراسات استراتيجية للوضع السياسي المحلي والإقليمي والعالمي

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا لتلقي التحديثات على البريد الإلكتروني الخاص بك

You have been successfully Subscribed! Ops! Something went wrong, please try again.

جميع الحقوق محفوظة لرؤية للتخطيط والدراسات الاستراتيجية ©2022