تناقضات الموقف الأمريكي ومستقبل العلاقة مع السعودية

 تناقضات الموقف الأمريكي ومستقبل العلاقة مع السعودية

 

بالرغم من تصريح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن عدم المشاركة في المؤتمر السعودي للاستثمار والمقرر عقده في الرياض هذا الاسبوع بسبب الجريمة التى ارتكبتها السعودية تجاه الصحفي جمال خاشقجي، فوجئنا بزيارة وزيرة الخزانة الأمريكي ستيفن منوشين الرياض ولقاء ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وتأكيده عل أهمية الشراكة الاستراتيجية السعودية – الأميركية، والدور المستقبلي لهذه الشراكة وفق رؤية المملكة 2030. كما تم استعراض أوجه العلاقات الثنائية بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأميركية في الجانبين التجاري والاستثماري، وفرص تطويرهما.

وفي الواقع تعكس تلك الزيارة عدة حقائق تتمثل فيما يلي:

1-    متانة العلاقات الأمريكية السعودية وقدرتها علي تجاوز العديد من التحديات والأزمات بما في ذلك الأزمة التى سببها مقتل الصحفي السعودية في قنصليتها باستانبول.

2-    أن ما يهم الإدارة الأمريكية ليس السعودية في حد ذاتها ولا النظام الحالي وإنما المصالح الأمريكية التى يحققها لها هذا النظام دون تحمل أي اعباء مقابل ذلك.

3-    إمكانية استخدام تلك الأزمة من قبل الإدارة الأمريكية الحالية لاستنزاف المزيد من الأموال السعودية واستخدامها في مواجهة الحرب التجارية ما بين الولايات المتحدة والصين، والحد من معدلات البطالة في الولايات المتحدة وتنشيط الاستثمارات الخارجية في المملكة، وفتح أسواق لخليج لمبيعات السلاح الأمريكي.

4-    لا ترغب الإدارة الأمريكية أو لا تملك الوقت الكافي لتغيير النظام السعودي الحالي، خاصة وأنه يحقق لها كل ما تطلبه، ولا يعمل عامل الوقت لصالحها لذلك فإن الحفاظ علي هذا النظام وفقا لترامب بكل مساوئه أفضل لتحقيق رؤى وخطط ترامب من أن يتم تغييره بنظام أخر حتى ولو كان أكثر ولاءً للولايات المتحدة.

5-    تعتبر الولايات المتحدة صاحبة الدور الأكبر في الضغط علي النظام التركي من أجل التعامل مع الأزمة بمنظور سياسي ومصلحي علي أن تعم الاستفادة تركيا.

6-       محمد بن سلمان ولي العهد السعودي في الغالب سيبقى في مكانه ولن يتم تغييره علي الاقل خلال الفترة المقبلة من قبل الولايات المتحدة، وأن الاحتمال الوحيد وهذا مستبعد إلي حد ما إلا إذا اجتمعت الأسرة الحاكمة المفككة الآن علي ذلك حفاظا علي مصالحها ومكانتها في الداخل السعودي،

7-    ستبقى العلاقات الأمريكية السعودية علي حالها ولن يطرأ عليها تغيير طالما بقى الرئيس ترامب في سدة الحكم نتيجة للمصالح الكبيرة التى تجمع الطرفين، والتى يحرص عليها ترامب مثلما تحرص عليها المملكة.

8-    قد تستغل الحالة التى عليها الأسرة السعودية في الوقت الحالي من أجل عمل تطبيع كامل ومعلن مع الكيان الصهيوني، ومن ثم استكمال ما يعرف بصفقة القرن.

وفيما تتضارب مواقف الرئيس ترامب الذي يتراوح موقفه بين نقد بن سلمان حيناً وتوفير مخرج له حيناً آخر، فإن الكونجرس والاعلام والرأي العام الامريكي يتخذ موقفاً شديد القوة في مواجهة السعودية، وفي ظل تفرد الرئيس الامريكي بقرار السياسة الخارجية فإن القرار الراهن يبقي في يديه إلا اذا توحدت المؤسسات الاستخباراتية والامنية مع الكونجرس والرأي العام والاعلام ضد السعودية مما يجبر ترامب علي اتخاذ موقف حاسم ضد محمد بن سلمان.

وفي العموم تبدو الأيام القادمة حبلي بالمفاجآت والتى قد تغير من المشهد بشكل عام، وهذه التغييرات قد لا تكون ناتجة من أدوار خارجية وإنما من الداخل السعودي سواء من داخل النظام أو من قبل الشعب السعودي الذي تابع قضية خاشقجي ويعز عليه صورة دولته التى أضيرت بشكل كبير خلال الفترة الماضية.

adminu

كاتب ومدون

جميع المشاركات

المنشورات ذات الصلة

الأكثر قراءة

اتبعنا

التصنيفات

آخر المقالات

Edit Template

رؤية تحليلية للأخبار السياسية والاقتصادية في العالم العربي والإسلامي والعالمي، ودراسات استراتيجية للوضع السياسي المحلي والإقليمي والعالمي

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا لتلقي التحديثات على البريد الإلكتروني الخاص بك

You have been successfully Subscribed! Ops! Something went wrong, please try again.

جميع الحقوق محفوظة لرؤية للتخطيط والدراسات الاستراتيجية ©2022