صفقة القرن.. حلم صهيوني لن يتحقق

  

 

صفقة القرن.. حلم صهيوني لن يتحقق

 

بقلم: حازم عبد الرحمن

 

بالتزامن مع الهرولة العربية للتطبيع مع العدو الصهيوني, وفي خطوة غير مسبوقة لمحاولة تصفية القضية الفلسطينية, أعلن جاريد كوشنار صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومستشاره أن صفقة القرن سيتم إعلان تفاصيلها بعد شهر رمضان, وبدأ الصهاينة في تسريب معلومات عن الصفقة, تشمل رعايتها من جانب الولايات المتحدة والاتحاد الأوربي, ودول الخليج النفطية, وتثبيت يد الصهاينة على الأراضي المغتصبة, وتنازل قائد الانقلاب في مصر عن أراض في سيناء, ونزع سلاح المقاومة, مع تهديد حماس ومنظمة التحرير بأنهما إذا رفضتا الصفقة فإن الولايات المتحدة سوف تعمل جاهدة لمنع أي دولة أخرى من مساعدة الفلسطينيين, وكذلك تهديد حماس والجهاد بدعم أمريكي للصهاينة لإلحاق الأذى الشخصي بقيادات حركتي المقاومة.

وهذه الصفقة أطرافها أنظمة الهوان العربي مع الكيان الصهيوني, لكن الشعب الفلسطيني ليس طرفا فيها, بل هو المقصود إجباره على الاعتراف باحتلال أراضيه ومنح الشرعية للكيان الصهيوني, ما يعني تصفية القضية تماما, فلم يتطرقوا إلى الحل الذي رددوه طويلا من قبل حول قيام دولة فلسطينية على حدود 1967 .

 

من الذي أعد الصفقة؟

 

يقف وراء إعداد ما يسمى "صفقة القرن" عدد  من السياسيين والاقتصاديين يكشف جانب من سيرتهم الذاتية عما وراء أهدافهم من الصفقة, ومن أبرزهم:

  

1 ـ جاريد كوشنار:

هو رجل أعمال ومستثمر أمريكي يهودي أرثوذكسي, وهو المالك الرئيسي لشركة «كوشنر بروبرتي» وصحيفة «نيويورك أوبزيرفر»، التي اشتراها في العام 2005 ووالده قطب العقارات الأمريكي تشارلز كوشنر، كما أنه متزوج من إيفانكا ترامب، ابنة الرئيس الأمريكي, وتساهم أموال عائلته في بناء "مستوطنات" فى الضفة الغربية المحتلة منذ سنوات.

 

قام ترامب بتعيين صهره جاريد كوشنر مستشاراً له، كما أوكل إليه الكثير من المهام المتعلقة بالحرب على داعش وعملية السلام في الشرق الأوسط.

 

2ـ ديفيد فريدمان

هو سفير الولايات المتحدة لدى الكيان الصهيوني ، اشتغل بالمحاماة في قضايا الإفلاس, وانضم في 1994 إلى شركة المحاماة كازوفيتس وبنسون وتورس وفريدمان (المعروفة حينها باسم كازوفيتس وهوف وبنسون وتورس)، وهناك التقى بدونالد ترامب، الذي كان حينها رئيسًا لمنظمة ترامب, وعمل مستشارًا له خلال حملته الرئاسية في ديسمبر 2016، وأعلن الفريق الانتقالي للرئيس المنتخب دونالد ترامب ترشيح ديفيد فريدمان لمنصب سفير, واستقبلت الجماعات اليهودية الأمريكية النشطة والصهاينة المحافظون هذا الترشيح بدعم ملحوظ، فيما عارضته وأدانته منظمات ليبرالية، على رأسها جيه ستريت.

 

جيسون جرينبلات

هو يهودي أمريكي أرثوذكسي كان نائب الرئيس التنفيذي وكبير الموظفين القانونيين لدونالد ترامب ومنظمة ترامب، ومستشاره بشأن "الكيان الصهيوني" وفي يناير 2017، عُين مساعدا للرئيس والممثل الخاص للمفاوضات الدولية من قبل الرئيس دونالد ترامب.

 

مايك بنس

هو نائب الرئيس الأمريكي ترامب, وأحد أبرز رموز تيار المسيحية الصهيونية الذي يعتقد أن أصل الصراع وقلب المشكلة يتمثل فى عدم الاعتراف الفلسطيني بالكيان الصهيوني كدولة يهودية مستقلة, كما يؤمن هذا التيار أيضا بما يسميه "ضرورة عودة الشعب اليهودي إلى أرضه الموعودة فى فلسطين، وإقامة كيان يهودي فيها يمهد للعودة الثانية للمسيح.

ويرى ترامب في هذا التيار داعما قويا له في الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر من العام المقبل .

 

شيلدون أديلسون

هو رجل أعمال يهودي, يصفونه بأنه الذي صنع ترامب ، يعتبر أكثر رجال المال إنفاقا على السياسة، وقام بتمويل نفقات إنشاء السفارة الأمريكية بالقدس المحتلة ، وأنفق مئات الملايين من الدولارات لدعم الكيان الصهيوني, وقدم دعما مشروطا لترامب ضد هيلاري كلنتون.

 

وهو رئيس مجلس إدارة شركة لاس فيجاس ساندز والرئيس التنفيذي لهاو التي تدير عددا من أكبر الكازينوهات وقاعات المؤتمرات في لاس فيجاس، يملك أديلسون أيضا الجريدة الصهيونية اليومية "إسرائيل هايوم"، وصنفته مجلة فوربس ضمن أغنياء العالم, حيث احتل المرتبة الثامنة بثروة تقدر بـ40 مليار دولار, وقام شيلدون مع زوجته بتأسيس الجمعية الخيرية أديلسون فاونديشن، والتي تركز بشكل كبير على دعم الصهاينة بشكل عام، وتُعتبر أكبر مؤسسة خيرية داعمة للكيان الصهيوني.

 

ماذا يعني ذلك؟

 

يعني أن الذين أعدوا ما يسمى "صفقة القرن" صهاينة من اليهود الأمريكيين أو من المسيحيين المتصهينين, ومن ثم فلا بد أن تكون الصفقة في خدمة الكيان الصهيوني وتحقق أهدافه, التي تمتلئ بها البرامج السياسية للأحزاب الصهيونية فهي ترتكز على رؤية " لا للقدس، لا للدولة الفلسطينية، ولا لعودة اللاجئين، ونعم لضم المستوطنات", ولا شيء للشعب الفلسطيني سوى الاستسلام, وهو ما لن يكون مقبولا لدى المقاومة ومن خلفها الشعب الفلسطيني, وقد تكون هذه نقطة تحول كبرى في تاريخ المواجهة مع الاحتلال.  

 

وتتضح الصورة أكثر مع ربط ما يسمى "صفقة القرن" بما يجري في المنطقة من أحداث مثل تطبيع دول الخليج المتسارع مع الصهاينة, والتصعيد الأمريكي ضد إيران, والضغط على ملك الأردن ليقبل الصفقة, والحرب الباردة التي يشنها محمد بن زايد ومحمد بن سلمان على تركيا التي رفضت الصفقة جملة وتفصيلا .. فكل هذه الأحداث ترتبط بالمخطط الصهيوني لتصفية القضية الفلسطينية, لكنهم لم يحسبوا رد المقاومة التي تفاجئهم كل مرة بنوع جديد من وسائل المواجهة, ولن تتخلى عن سلاحها, وقد يكون تزامن هذه الأحداث مع الموجة الجديدة للربيع العربي إيذانا بسقوط الأنظمة العربية العميلة, وتحرر الشعوب التي لن تترك الشعب الفلسطيني وحيدا, بل ستعمل معه جنبا إلى جنب لتحرير كل فلسطين. 

adminu

كاتب ومدون

جميع المشاركات

المنشورات ذات الصلة

الأكثر قراءة

اتبعنا

التصنيفات

آخر المقالات

Edit Template

رؤية تحليلية للأخبار السياسية والاقتصادية في العالم العربي والإسلامي والعالمي، ودراسات استراتيجية للوضع السياسي المحلي والإقليمي والعالمي

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا لتلقي التحديثات على البريد الإلكتروني الخاص بك

You have been successfully Subscribed! Ops! Something went wrong, please try again.

جميع الحقوق محفوظة لرؤية للتخطيط والدراسات الاستراتيجية ©2022