دراسة: “مؤتمر كامب ديفيد” المرتقب.. بين المتاجرة بفلسطين والانتخابات الأمريكية والإسرائيلية

 دراسة: "مؤتمر كامب ديفيد" المرتقب.. بين المتاجرة بفلسطين والانتخابات الأمريكية والإسرائيلية

 

 

 

ما بين الانتخابات الرئاسية الأمريكية والانتخابات البرلمانية الصهيونية، يأتي اعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومستشاره السياسي كوشنر، عن عقد مؤتمر كامب ديفيد قبيل الانتخابات الصهيونية المعادة في 17 سبتمبر المقبل، كتلاعب سمج بالقضية الفلسطينية التي باتت مجرد ورقة سياسية بيد اليمين المتطرف في واشنطن، وسط مشاركة عربية مشرعنة لكل مغامرات اليمين الصهيوني المتطرف، لانجاز الشق السياسي لصفقة القرن ..

 

وذكرت مصادر أميركية إسرائيلية مطلعة أن دونالد ترامب سيقرر حتى نهاية أغسطس الجاري إن كان سيعلن عن خطة الإملاءات الأميركية لتصفية القضية الفلسطينية المعروفة بـ"صفقة القرن"، قبل موعد إجراء الانتخابات الإسرائيلية التي ستنظم في السابع عشر من سبتمبر المقبل.

ومن المقرر أن تعرض الإدارة الأمريكية على الدول المشاركة في هذا المؤتمر الشق السياسي من الصفقة، بعدما عرضت تفاصيل الشق الاقتصادي منها في ورشة المنامة التي عقدت في 25 و26 من يونيو الماضي.

 

جولة كوشنر

ونقلت قناة التلفزة الإسرائيلية "13"، مطلع أغسطس ، عن المصادر قولها إن الزيارة التي يقوم بها جاريد كوشنر، صهر ترامب وكبير مستشاريه، للمنطقة تهدف إلى محاولة إقناع قادة الدول العربية التي يزورها بأن يعلنوا تأييدا علنيا للخطة الأميركية.

ولفت باراك رفيد، المعلق السياسي للقناة إلى أنه في أعقاب اللقاء الذي جمع كوشنير بملك الأردن عبد الله الثاني في عمان تبين أنه لم يحدث أي تحول على الموقف الأردني من "صفقة القرن"، حيث شدد الملك على ضرورة أن تتضمن أية تسوية للصراع إقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس.

 

وقد التقى كوشنير، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مكتبه بالقدس المحتلة، لمناقشة خطة التسوية وقضايا ذات اهتمام مشترك. وبحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، فإن كوشنر حمل مقترحاً بعقد مؤتمر للسلام ينظم تحت رعاية الرئيس الأميركي دونالد ترامب في منتجع كامب ديفيد.

 

مهاترات ترامب

ومن المقرر ألا يشارك نتنياهو في لقاءات كامب ديفيد المقترحة، وأن ترامب سيعرض خلالها خطته دون الخوض في تفاصيل ملزمة، "مثل إقراره بتأييد قيام كيان فلسطيني على سبيل المثال، ولكن دون استخدام تعبير دولة، والإقرار بحق فلسطيني في القدس ولكن ليس عاصمة فلسطينية في القدس".

وتوقعت الصحيفة أن يرفض الطرف الفلسطيني المقترحات الأميركية المنتظرة، فيما سيشيد نتنياهو بها مع إبداء تحفظات كثيرة عليها.

في المقابل، ستكون وظيفة المشاركة العربية في مؤتمر كامب ديفيد المقترح إضفاء الشرعية على هذه اللقاءات.

 

دعم متبادل بين ترامب ونتانياهو

وذهبت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إلى أنه في حال انعقاد القمة المقترحة في كامب ديفيد، فإنها ستساعد نتنياهو في المعركة الانتخابية، وسيظهر نتنياهو أنه زعيم مقبول على المستوى الدولي والعربي، وهو ما من شأنه أن يخفف من معارضة حزبي "كاحول لفان" و"العمل" الانضمام لحكومة وحدة وطنية.

وقيالسياق الانتخابي في مطلع أغسطس الجاري ، قدمت القوائم المتنافسة في الانتخابات الإسرائيلية، المعادة، والمقررة في السابع عشر من سبتمبر المقبل. وباستثناء حقيقة زيادة الشرذمة في ما يسمى معسكر اليسار الإسرائيلي، تبدو صورة الوضع السياسي والحزبي في إسرائيل بدون تغيير يذكر من حيث موازين القوى الداخلية، والتعادل شبه التام بين معسكر الأحزاب المؤيدة لبنيامين نتنياهو والمعسكر المناهض له بعد أن تجردت تسميات اليسار والوسط في إسرائيل، من دلالاتها ومعانيها بحيث لم يعد صحيحاً القول بوجود فروق بين معسكرَي اليمين واليسار.

يعني هذا أن المعركة الانتخابية الحالية لن تكون، كما سابقتها، على "وجهة إسرائيل" أو مصير الأراضي الفلسطينية والحل السلمي، فهذا المصير بات متفقا عليه، لا عودة لحدود 1967، ولا تراجع عن الاستيطان أو انسحاب من القدس ولا من هضبة الجولان.

إنها باختصار معركة على السلطة والحكم، بعد أن ذابت الفروق بين اليسار واليمين، ولم يبق منها أي شيء يذكر. ويعني هذا في نهاية المطاف حربا انتخابية ضروسا على كل صوت، يمكن أن يمنح أحد الفريقين مقعداً إضافياً من أصل 120 مقعداً في الكنيست الإسرائيلي، يرشحه لأن يكون المكلف بتشكيل الحكومة المقبلة.

ومع أن الشعار الذي يتحد خلفه مناهضو زعيم الليكود وهو "إسقاط نتنياهو" ويبدو موضع إجماع عند الأحزاب المعارضة للأخير، إلا أن ذلك لا يعني بالضرورة أن هذه الأحزاب أو بعضها على الأقل ستتخلى عنه. ولا يستبعد أن تتجه لدعم أو المشاركة في حكومة قادمة لنتنياهو، إذا أفرزت الانتخابات فعلاً حالة تعادل تام بين معسكر اليمين بقيادة نتنياهو ومعسكر معارضيه، ينتج عنها حكومة وحدة وطنية بين نتنياهو وحزب بني غانتس لتفادي الذهاب لانتخابات جديدة مرة أخرى.

 

 

وفي مثل هذه الحالة قد يكون مؤتمر السلام الذي يخطط له الرئيس الأميركي دونالد ترامب في كامب ديفيد قبل الانتخابات، المسوغ الأساسي لانضمام أي من معارضي زعيم الليكود لحكومة برئاسة نتنياهو نفسه بحجة "خدمة المصلحة الإسرائيلية العامة"، وتفضيل مصلحة إسرائيل على مصلحة الأحزاب.

ومن ثم تاتي محاولة ترامب تعويم حليفه الصهيوني نتانياهو سياسيا، قبيل المعركة الداخلية في اسرائيل في 17 سبتمبر المقبل، كرد للجميل، على حساب القضية الفلسطينية والمنطقة العربية…

ككما أن ترامب، الصديق الشخصي لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، يرد له الجميل أغلب الظن في محاولة لتثبيت مكانته كـ “زعيم دولي”؛ فبعد أن نال دعماً مكثفاً من نتنياهو عشية انتخابات الرئاسة الأمريكية، فإنه يعمل على خطوة قد تغير الخطاب الجماهيري قبل الانتخابات. وتقلُّص الانشغال بالفساد يشدد على علاقات نتنياهو الدولية وصداقته العميقة مع رئيسي القوتين العظميين، ترامب وبوتين، تلك العلاقات التي تلعب النجم في دعاية الليكود.

ومن ناحية أخرى،  يسعى الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى توظيف خطة السلام الأميركية  لحسم انتخابات الكنيست لصالح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عبر الإعلان عن خطوطها العريضة من خلال قمة تعقد في كامب ديفيد، بحضور قادة دول عربية وخليجية.

ومن جانب اخر، يسعى دونالد ترامب للحصول على المزيد من أصوات اليهود والمسيحيين الصهاينة من خلال مواقف علنية وعملية لصالح دولة الاحتلال. وفي هذا الاطار تعد مصادقة نتنياهو على بناء 700 وحدة سكنية للفلسطينيين في المنطقة "ج" الواقعة تحت سيطرة إسرائيلية مباشرة «بادرة حسن نية» للفلسطينيين، أثارت اعتراضات في أوساط اليمين الصهيوني، إلا أنها على ما يبدو جزء من الخطة، وتهدف إلى مساعدة كوشنر لا الفلسطينيين، بحسب "يديعوت أحرنوت"، التي أكدت أن «هذه المصادقة التي يؤيدها غلاة الوزراء المعروفين بمواقفهم المعادية لأي تسوية تأتي لتيسير مهمة كوشنر وتسهيل مساعيه لإقناع جهات عربية بالمشاركة في عملية تسويق «صفقة القرن» ومؤتمر "كامب ديفيد"..

 

حل الدولتين مستبعد

وهي اجراءات تسويقية ليس إلا في ظل تأكيدات السفير الأميركي في إسرائيل ديفيد فريدمان، الذي  أوضح في مقابلة مع قناة التلفزة الأميركية "سي إن إن" الأسبوع الجاري، أن الخطة الأميركية للتسوية لا تتضمن أية إشارة إلى حل الدولتين، مؤكدا أن هذه الخطة تمنح الفلسطينيين حكما ذاتيا موسعا في الضفة الغربية.


يشار إلى أن  النقاط الرئيسية المسربة في خطة صفقة القرن أثارت سابقا غضبا فلسطينيا كبيرا وشعبيا بالمنطقة العربية، حيث تضمنت الاعتراف بالقدس عاصمة لـ (إسرائيل) وتقديم أبو ديس كعاصمة لدولة فلسطينية مستقبلية، وإسقاط حق اللاجئين في العودة
.

 

التحفيز الاقتصادي والاغراءات للعرب

 

وبجسب مراقبين سياسيين، جاءت جولة كوشنر في المنطقة من أجل  التنسيق بشأن تدشين وإطلاق عدد من المشاريع الاقتصادية "التحفيزية"، بين الدول التي تستهدفها "صفقة القرن" الأميركية (الهادفة لتصفية القضية الفلسطينية)، وفي مقدمتها مشاريع الغاز الطبيعي والربط الإقليمي الخاص بها.

 وكان كوشنر فور وصوله إلى القاهرة، التقى والوفد المرافق، رئيس المخابرات المصرية اللواء عباس كامل، الذي أطلعه بدوره على ما دار في الاجتماع الذي عُقد في وقت سابق من الأسبوع الحالي، مع مسؤولين أمنيين رفيعي المستوى في عدد من دول المنطقة، مثل مصر والأردن، والتي انتهت لاقرار  تأجيل إطلاق الشق السياسي من "صفقة القرن" في ظل وجود تباينات واضحة في الرؤى لدى البعض، وفي مقدمتهم الأردن، الذي ما زال يتمسك بموقف كلّي رافض للإجراءات التي تستهدفها الخطة الأميركية، والتي تتحمّل فيها عمّان جانباً كبيراً من اللاجئين الفلسطينيين، وخسارة مساحة من الأراضي الأردنية، والانتقاص من سيادتها على مقدسات القدس.

 

تنسيق مخابراتي عربي أمريكي اسرائيلي

 

وتأتي زيارة كوشنر بعد اجتماع سري لأجهزة مخابرات مصر والسعودية والإمارات والأردن بحضور رئيس "الموساد" الإسرائيلي يوسي كوهين، وتم التباحث بشأن مجموعة من الملفات المرتبطة بالخطة الأميركية، وكذلك بحث مسألة تصاعد التوتر في منطقة الخليج وتضييق الخناق على طهران.

وفي هذا السياق، أوضحت المصادر أن "ما يدور في الكواليس، يشير إلى اتفاق حول فترة إضافية وتمهيدية عبر التوسع في الشق الاقتصادي للخطة الأميركية، من خلال تفعيل مجموعة من العقود الخاصة بإنشاء مراكز للطاقة تشارك فيها إسرائيل إلى جانب عدد من الدول العربية، بالإضافة إلى الشروع في تنفيذ عدد من المشاريع اللوجستية التي تخدم بدورها محاور سياسية ضمن بنود صفقة القرن، مثل الدور الذي يقوم به النظام المصري في شمال سيناء عبر مجموعة من المشاريع التي تستهدف أهالي قطاع غزة في مرحلة لاحقة". وبحسب المصادر، فإن المشاورات المتعلقة بالشق الاقتصادي لـ"صفقة القرن"، تتضمن دخول السعودية في مشاريع مباشرة مع إسرائيل.

 

تعاون سعودي صهيوني

 

وهو ما يتماشى مع ما نشرته وكالة "بلومبيرغ" بشأن بحث السعودية شراء الغاز الطبيعي الإسرائيلي، نقلاً عن الوزير الإسرائيلي السابق أيوب قرا، أحد المقربين من بنيامين نتنياهو. وبحسب قرا، فإن المملكة ناقشت مع الحكومة الإسرائيلية، تدشين خط أنابيب لربط السعودية بإيلات، مشيراً إلى أنه تم اختيار مدينة إيلات التي تقع على خليج العقبة لقربها من الحدود السعودية وتبعد نحو 40 كيلومترا فقط. وقال قرا، إنه في الوقت الذي اعتاد فيه زعماء العالم العربي أن يكونوا متحدين خلف الفلسطينيين، "إلا أن هذا الدعم بدأ يتراجع بسبب التوترات بين إيران ودول الخليج"، مشيراً إلى أن المملكة وحلفاءها الإقليميين يسعون لتطوير روابط عسكرية واقتصادية مع إسرائيل لمواجهة إيران. وأضاف أن التعاون بين السعودية وإسرائيل، سيسمح للمملكة بتصدير نفطها إلى أوروبا والأسواق الغربية.

 

من جهة أخرى، سمحت هيئة منع الاحتكار الإسرائيلية، لشركتي "ديليك" الإسرائيلية و"نوبل إنرجي" الأميركية، بإتمام الاستحواذ على نسبة من خط أنابيب شركة غاز شرق المتوسط الرابط بين مصر وإسرائيل، بشرط السماح لأطراف آخرين باستخدام خط الأنابيب.

كما رجحت صحيفة هآرتس أنه من بين القضايا التي تم طرحها ومناقشتها بين الجانبين الإسرائيلي والأميركي إنشاء الصندوق الدولي لدعم الاقتصاد الفلسطيني، ورصد 50 مليار دولار، وذلك وفقا للقسم الاقتصادي لخطة السلام الأميركية التي يحركها البيت الأبيض ويأمل أن يتم إنشاء مكاتب الصندوق الدولي بالعاصمة البحرينية المنامة.

 

وذكرت الصحيفة أن الإدارة الأميركية تقدر أن وضع الصندوق الدولي في البحرين -وهي دولة عربية لها علاقات وثيقة مع السعودية وقريبة من إسرائيل على مدى العامين الماضيين- سيساعد الصندوق على الانطلاق وبدء جمع الأموال للمشاريع المستقبلية.

 

 

الموقف المصري

وتبلور الموقف المصري إزاء المؤتمر المزمع بكامب ديفيد ، خلال لقاء كوشنر بالسيسي، حيث أكد الأخير أن مصر تدعم الجهود الرامية للتوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، كما أكد "السيسي" على أهمية الاستمرار في التنسيق والتشاور مع الإدارة الأمريكية حول سبل ترسيخ السلام والاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط، خاصة فى ضوء حالة عدم الاستقرار التى تعانى منها المنطقة.

 

 

مصالح سعودية

وعلى الرغم من عدم تأكد عقد المؤتمر المرتقب بكامب ديفيد، والذي سيحدد غالبا، عقب اجتماع كوشنر بالرئيس الامريكي ترامب وتقديم تقرير بالتقديرات ونتائج زيارته للشرق الأوسط،  إلا أن الكاتب الصحفي البريطاني "ديفيد هيرست" أكد أن ولي العهد السعودي "محمد بن سلمان" يدرس بجدية لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" علنا في ضيافة الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" على غرار قمة كامب ديفيد التي جمعت بين الرئيس المصري الراحل "أنور السادات" ورئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق  "مناحم بيغن" عام 1987.

 

ونقل "هيرست" عن مصادر وصفها بأنها وثيقة الصلة بمناقشات الدراسة، أن فريق عمل سعودي، يجمع أعضاء بالمخابرات والجيش والإعلام ومسؤولين بوزارة الخارجية، يدرس الترتيب للقاء بهدف إظهار "بن سلمان" كقائد صانع للسلام، ولصرف الأضواء الإعلامية المتركزة بقوة على جريمة اغتيال الكاتب الصحفي "جمال خاشقجي"، وفقا لما أورده موقع ميدل إيست آي. فالدائرة المقربة من "بن سلمان" تدرك تمامًا الضرر الذي لحق بصورته في واشنطن جراء تقارير سلبية شبه يومية في الصفحات الأولى بوسائل الإعلام الأمريكية، الأمر الذي قد يمتد أثره إلى تنامي الغضب بين الجمهوريين في الكونغرس، الذين طالما دعموا ولي العهد السعودية في إطار صورته كـ"مصلح"، التي تم الترويج لها بالولايات المتحدة.

وتتضمن فكرة اللقاء أن يصنع ولي العهد السعودي حدثا كبيرا يغطي إعلاميا على قضية "خاشقجي" عبر تقديمه بقالب جديد للرأي العام الأمريكي مصافحا "نتنياهو"، ما يستدعي تداعيات لقاء كامب ديفيد بين "السادات" و"بيغن" الذي أدى لأن تكون مصر أول دولة عربية تعترف بـ (إسرائيل) وتبرم معها معاهدة سلام.

وأشار "هيرست" إلى وجود خلافات بين أعضاء الفريق، إذ أعرب بعضهم عن قلقه من عواقب هكذا تحرك من جانب "بن سلمان" على المستويين العربي والإسلامي، خاصة أن موقف الدول العربية من السلام مع (إسرائيل) بات مستندا لمرجعية مبادرة العاهل السعودي السابق "عبدالله بن عبدالعزيز" عام 2002، والتي تشترط أن تتوصل (إسرائيل) لسلام مع الفلسطينيين أولا للاعتراف بها والتطبيع معها.

بينما يشجع عدد آخر من أعضاء الفريق هذه الخطوة، بدعوى أن القوى السياسية المرتبطة بالربيع العربي، والتي يخشى من اعتراضها على التطبيع مع (إسرائيل)، متشرذمة حاليا، مدللين على ذلك بغياب أي تحرك عربي بعد الزيارات الأخيرة لرياضيين ووزراء إسرائيليين إلى بعض دول الخليج.

كما يعتقد مؤيدو عقد اللقاء أنهم يستطيعون التحكم في أي رد فعل داخل المملكة عبر "استخدام السلطات الدينية لتبريرها".

 

وأوصى الفريق في نهاية مناقشاته بإعطائه مزيدا من الوقت لـ "تحضير الرأي العام"، في ظل أغلبية كانت مؤيدة لعقد أول لقاء بين زعيم سعودي ورئيس وزراء (إسرائيل).

 

وأشار الكاتب البريطاني إلى أن السعودية سبق وأن طلبت من (إسرائيل) شن عملية عسكرية ضد حركة حماس في غزة بعد أن تصدرت جريمة اغتيال "خاشقجي" عناوين الأخبار العالمية، في إطار مخطط لإعادة تركيز اهتمام واشنطن على الدور الذي تلعبه الرياض في تعزيز المصالح الاستراتيجية لدولة الاحتلال.

 لكن الأمور لم تسر على النحو الذي أرداه السعوديون، عندما اكتشفت المقاومة الفلسطينية عملية مراقبة سرية ومحاولة تسلل إسرائيلية، ما أسفر عن مقتل ضابط كبير في القوات الخاصة الإسرائيلية.

وبدلا من ذلك، اتجه "نتنياهو" لمساعدة "بن سلمان"، إذ أرسل له رسائل متعددة، مفادها أنه يقف معه بكل حزم، وأن جماعات الضغط المتصهينة هناك يمكنها أن تغير الحالة المزاجية في واشنطن.

وبحسب "هيرست" فقد تكثفت هذه العروض الإسرائيلية للسعودية، خلال الأسبوعين الماضيين، بعد إحاطة مديرة وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "جينا هاسبل" مجلس الشيوخ بتفاصيل اغتيال "خاشقجي".

خاتمة

ويبقى أن مؤتمر
كامب ديفيد" المزمع في حال انعقاده سيكون الباب الأخير لتصفية القضية الفلسطينية، بدعم عربي وصمت إسلامي، بعد أن ضمن الصهاينة والأمريكان عدم التئام الشمل العربي والإسلامي خلف مطالب الفلسطينيين، في ظل الخلافات التي تفاقمها الأطراف الأمريكية والغربية بين إيران والدول الخليجية ، من ناحية، وبين الخلافات التركية المصرية المتصاعدة، بل والأزمة الخليجية الخليحية، بما يرتد سلبا على القضية الفلسطينية، في ظل ضغوط مصرية متصاعدة على الفلسطينيين، والتي يتوقع أن تتصاعد في ظل رفض حركات المقاومة الفلسطينية لخطة التسمين الدولية، التي تستهدف تغيير المعادلة الفلسطينية "الأرض مقابل السلام" إلى "الأرض مقابل الأموال" ، وهو ما يعني تصفية كاملة للحق الفلسطيني قد  يقلب كافة المعادلات الصراعية في المنطقة التي باتت قاب قوسين أو أدنى من تفجر الصراعات المسلحة…

adminu

كاتب ومدون

جميع المشاركات

المنشورات ذات الصلة

الأكثر قراءة

اتبعنا

التصنيفات

آخر المقالات

Edit Template

رؤية تحليلية للأخبار السياسية والاقتصادية في العالم العربي والإسلامي والعالمي، ودراسات استراتيجية للوضع السياسي المحلي والإقليمي والعالمي

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا لتلقي التحديثات على البريد الإلكتروني الخاص بك

You have been successfully Subscribed! Ops! Something went wrong, please try again.

جميع الحقوق محفوظة لرؤية للتخطيط والدراسات الاستراتيجية ©2022