موجة الاحتجاجات والثورات العالمية: تحليل الخصائص والمالآت

تقدم هذه الورقة تحليلاً لأبرز خصائص الموجة الحالية من الاحتجاجات الثورية عبر العالم ومدي قدرتها علي تحقيق آثارها بما يمكن أن يساهم في تطوير الرؤي والأفكار حول مستقبل الاحتجاجات في العالم العربي. وبشكل عام تطالب الاحتجاجات الجماهيرية بطريقة سلمية من رؤسائهم بالتنحي، حيث يعد إيفو مورالس رئيس بوليفيا اليساري لمدة ثلاث دورات رئاسية متتالية، آخر ضحية للمظاهرات الجماهيرية، بعد أن ترك الحكم للجيش، وقد سبقه الرئيسان السوداني والجزائري خلال الأشهر الماضية. وفي الرقت الراهن يتظاهر الناس ضد حكوماتهم في أماكن متنوعة مثل شيلي ولبنان والإكوادور والأرجنتين وهونغ كونغ والعراق وبريطانيا، يأتي ذلك عقب احتجاجات ملحوظة في السودان والجزائر ما يعد عودة مجددة للربيع العربي، بل إن الولايات المتحدة الأمريكية نفسها، قد تعرضت لموجة احتجاجية في يناير 2017 ضد إدارة ترامب وسياساته غير المقبولة.

قد نكون في خضم أكبر موجة من الحركات الجماهيرية اللاعنفية في تاريخ العالم، وقد سهلت وسائل التواصل الاجتماعي تنظيم الاحتجاجات الجماهيرية – ولكن ، ربما من المفارقة ، تعاني الجماهير من تلك الوسائل أيضًا. فمع تصاعد هذه الحركات بسرعة أكبر في جميع أنحاء العالم، تعرضت لبعض التحديات المشتركة، التي يصعب عليها تحقيق نجاحات محورية، بل إن أعظمها يحقق مكاسب تكتيكية قصيرة الأجل[1]. هذا صحيح بشكل خاص، لاسيما عندما يكونون بلا قيادة أو غير منظمين.  وفيما يلي نناقش أبرز خصائص تلك الموجة ثم نقوم بتحليل أسباب ضعف قدرتها علي الإنتصار.

أولاً: خصائص الموجة الراهنة من حركات الإحتجاج العالمية

  1. 1. منهج اللاعنف يترافق مع الأنشطة الإضطرابية شبه العنيفة:

في حين أن معظم هذه الاحتجاجات سلمية، فإن بعضها له مسارات اضطرابية شبه عنيفة، حيث تشير بعض الأبحاث إلى أن حرب الشوارع، والاضطرابات العنيفة – مثل زجاجات المولوتوف أو إلقاء الحجارة – ، والحقيقة أن  مثل هذه الأنشطة تهدف لجعل الحياة العادية أكثر صعوبة مما يفرض علي الناس والحكومة عدم تجاهلها، وبالتالي الضغط على النخب لحل الأزمة ، وهو ما يمنحها القوة، طالما أن الحركة ككل سلمية ومنظمة بشكل جيد، وموزعة الأدوار.

وهناك تقييمات أخرى، تشير إلى أن الحركات العنيفة المسلحة، تجعل النتائج أقل نجاحًا على المدى القصير والطويل، لأنها تميل إلى قلق المشاركين والذين لديهم ميل أو احتمال للمشاركة، وكذا جعل المعارضين أقل عرضة للانضمام إلى مطالب المحتجين.

والحقيقة أنه قد انتصرت العديد من الحركات، وتمكنت من حصد مكاسب كبيرة، بالمشاركة السياسية السلمية؛ ويفعلون ذلك من خلال التنظيم الجيد والتخطيط لنضال طويل الأجل. كما نجحت حركات سلمية أخرى، على الرغم من وجود الأجنحة العنيفة، عن طريق الحفاظ على حشد أعداد كبيرة من المشاركين، وتشتيت الانتباه عن أولئك الذين يستخدمون العنف، بتحييدهم.

وكلما طال عمر الحركة أكبر، كلما طالت معركتها ضد الحكومة، كلما ساهم ذلك في زيادة احتمالية ظهور حركات إثارة الشغب. فعندما تظهر قوات أمن الدولة في أعمال الشغب، أو عندما يعرقل المحرضون في ثياب مدنية المظاهرات السلمية ، فمن الصعب حتى القيام بحملات منضبطة جيدًا لقمع العنف، ما يجعل العنف أكثر قدرة على التواجد، بمنطق مواجه لقمع الدولة[2].

  1. 2. التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن تعزز الحركة أو تضعفها:

تتيح وسائل التواصل الاجتماعي للعديد من الأشخاص التعلم من بعضهم البعض، نتيجة نشر المعلومات والإلهام بسهولة أكبر مما كانت عليه في الماضي. غالبًا ما تجعل شبكات التواصل الاجتماعي الأشخاص يشاركون في الاحتجاجات بسرعة. وتشير الأبحاث الحديثة إلى أن الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي تجعل الاحتجاجات أكثر عرضة للنمو بمجرد إطلاقها. لكن يمكن لوسائل التواصل الاجتماعي، أن تعيق الحركات طويلة الأجل من أجل التغيير، لأنه يمكن أن يجمع الناس بسرعة، ولكن بدون أساس للمشاركة المستمرة ، الأمر الذي يتطلب فرصًا للتخطيط والتدريب والاستعداد وصياغة الإستراتيجية.

والأكثر من ذلك ، تستخدم الحكومات أدوات الإنترنت لتقويض الحركات، حيث يمكن لوسائل التواصل الاجتماعي أن تساعد في نشر المعلومات الخاطئة. والأدوات والمنصات الرقمية معرضة بدرجة كبيرة للمراقبة والتسلل ومخاطر أخرى[3].

  1. 3. يحشد الديكتاتوريون مظاهراتهم المضادة:

وفقًا لإحدى الدراسات ، نظمت الحكومات الاستبدادية نظيرًا مضادًا لكل احتجاج ضد النظام. من خلال جلب أنصارهم إلى الشوارع ، يسعى الديكتاتوريون للتأكيد على الشرعية الشعبية والقوة السياسية. يمكن أن تسمح الاحتجاجات المضادة للديكتاتوريين بتأطير الاحتجاجات المناهضة للنظام، ليس كمعركة بين الشعب والنظام ، ولكن كمصدر للاضطرابات الداخلية.

وغالبا ما تثير الاحتجاجات المضادة العنف أو تدفع المتظاهرين المعارضين إلى الخروج من الشوارع. ففي هونغ كونغ ، اشتبك المحتجون المؤيدون للديمقراطية مع المتظاهرين المؤيدين لبكين. وكذا في لبنان ، يحتج المتظاهرون المؤيدون للحكومة في الشوارع ، ويتصادمون مع الحركة المناهضة للنظام. يمكن للحركات التي تفوق باستمرار أعداد أنصار النظام، أن تعزز مساراتها نحو الأمام، ولكن شريطة الحفاظ  على الانضباط في وجههم، وذلك لأن التحركات بدون خطة لاحتواء الاحتجاجات المناهضة، تكون مخاطرة بفقدان الكفاح العام من أجل الشرعية، وقد تؤدي لحدوث حرب أهلية[4].

  1. 4. الحركات بلا قيادة تكافح للتفاوض من الشوارع:

تميل حركات اليوم إلى اعتناق المقاومة بلا قيادة، في حين أن هذا له مزايا تكتيكية وجاذبية أيديولوجية ، كما أن له في المقابل ثمن باهظ، حيث تستفيد الحركات عادة من بعض أشكال القيادة الجماعية ، سواء كانت تسمى بالمجالس أو التعاونيات أو أي شيء آخر. يمكن أن تساعد هياكل القيادة الحركات في التعبير عن مطالبها والتفاوض والتوازن في القوة داخل الائتلاف. كان لدى معظم القادة الكاريزميين ، بمن فيهم مارتن لوثر كنغ وغاندي ، قاعدة متينة من الخلفاء المحتملين وتم مساءلتهم من قبل قادة الحركة الآخرين ، مما أبقى معظم أعمالهم متسقة مع ما تريده قاعدة الحركة.

الحركات المنظمة هي أكثر قدرة على مقاومة ردود الفعل الحكومية، حيث يبدو أن الحركات بلا قيادة أقل فعالية في المناورة حول القمع الحكومي ، والحفاظ على الانضباط اللاعنفي ، أو التفاوض مع الحكومة. وحتي عندما تقدم الحكومة تنازلات ، تميل الحركات الأفقية أو التي تفتقد للقيادة إلى الحشد في حراك مستمر، وما يحدث عندما تستوعب الحكومات الحركات بلا قيادة: إنه ببساطة يشجع تلك الحركات على طلب المزيد. على سبيل المثال ، على الرغم من موافقة الحكومة اللبنانية على التغييرات الاقتصادية الرئيسية، تصاعدت الاحتجاجات إلى مطالب لإصلاح النظام السياسي في البلاد.

ويمكن القول أن الحراك الشعبي بلا قيادة تنظم العلاقات بين المجموعات المختلفة للحركة يسمح بظهور دور أكبر للجماعات المؤسسية الأكثر تنظيماً بالانتصار.ويضرب الكاتب مثالاً بأنه  في مصر ، كان الإخوان المسلمون أفضل كيان سياسي منظم بعد ثورة 25 يناير 2011 ، التي أطاحت بحسني مبارك، فقد فاز الاخوان في الانتخابات التي تلت ذلك. لكن الانقلاب المعادي للثورة من قبل الجيش الأكثر تنظيماً بتحالفاته المنظمة نجح في الاطاحة بالرئيس المنتخب محمد مرسي.

تنطوي الحركات اللاعنفية الناجحة على أكثر من مجرد احتجاج في الشوارع. إنهم يحتاجون إلى دائرة انتخابية متنوعة ومتنامية باستمرار وخطة وقدرة على إعادة توزيع السلطة عندما يتم الفوز في المعركة. من الصعب الاستغناء عن القيادة والتنظيم، وبدون الانضباط اللاعنفي والتكتيكات الإبداعية التي يمكن أن تقدمها الحركات المنسقة تنسيقا جيدا[5].

 

ثانياً: أسباب عدم القدرة علي التغيير الثوري الكامل

لقد أصبحت الاحتجاجات العالمية مدفوعة بأكثر من مجرد الأسباب المباشرة لكل انتفاضة فردية، حيث أصبح العالم يتغير بطرق تجعل الناس أكثر ميلاً إلى البحث عن تغيير سياسي كاسح من خلال النزول إلى الشوارع. وقبل أن نفسر تلك التغييرات وكيف خلقت حقبة من الاضطرابات العالمية، هناك ملاحظة يجب الالتفات لها، وهى أنه على الرغم من تصاعد وتيرة الاحتجاجات إلا أنها أصبحت أكثر إحباطاً وأكثر ميلاً إلى الفشل. فمنذ 20 عامًا فقط، كان 70% من الاحتجاجات التى تطالب بتغيير سياسي، تنجح فى تحقيق ذلك، ثم أصبح هذا الرقم ينمو بشكل مطرد منذ الخمسينيات. إلا أنه منذ منتصف عام 2000 انخفض معدل نجاح المتظاهرين فى جميع أنحاء العالم فى تحقيق مطالبهم إلى 30%، وفقاً لدراسة أجرتها إيريكا تشينوويث، عالمة سياسية بجامعة هارفارد، التى وصفت ذلك التراجع بإنه “تراجع مذهل ويكشف عن تحول حقيقى بالفعل”[6].ولفهم هذا التحول، فيما يلى أربعة تغييرات رئيسية وراء الاحتجاج العالمي الشامل الجديد وما يكشفه عن العالم.

  • 1- تعطل الديمقراطية وعجزها عن ارضاء الجميع[7]:

لقد توقف النمو المطرد للديمقراطية في جميع أنحاء العالم، وربما بدأ في التراجع، فلأول مرة منذ الحرب العالمية الثانية، يتجاوز عدد الدول التي تتحرك نحو الاستبداد عدد الدول التي تتحرك نحو الديمقراطية، وفقًا لدراسة حديثة أجرتها آنا لورمان وستافان ليندبرج من جامعة جوتنبرج.

وتعد أسباب هذا التغيير معقدة وما زالت موضع خلاف، فالمواقف القومية آخذة في الازدياد، كما تراجعت الضغوط الدولية لإرساء الديمقراطية، بالإضافة إلى الفساد العالمي الذى ساعد في ترسيخ النظم السياسية الهزيلة.

وعلى الرغم من كل هذه الأسباب، فمازال هناك شيئاً لم يتغير، وهو أنه لا يزال هناك ضغط مستمر من أجل الحصول على الديمقراطية، من قِبل الطبقات الوسطى الصاعدة، يتم التعبير عنه من خلال الهبّات التى يقوم بها الجماهير كوسيلة للتغيير، خصوصاً مع عدم موثوقية طرق التغيير من داخل النظام، كـالتصويت في الانتخابات أو الضغط على المسؤولين المنتخبين، وبالتالى  يسعى الجماهير إلى التغيير من خارج النظام، من خلال الاحتجاجات الجماهيرية.

ففي حين أن الدكتاتوريين اعتادوا الصعود بين عشية وضحاها، في الانقلابات أو التتويج الذاتي، فإنهم يخرجون الآن تدريجياً، من خلال عملية يمكن أن نطلق عليها “دورات الاحتجاج الطويلة”.

إلا أن معظم الحكومات تتعثر في مكان ما بين الديمقراطية والسلطوية – مثل لبنان أو العراق-  التي لديها انتخابات ولكن الأحزاب فيها غير مستجيبة. تلك البلدان الوسطى، التى يتمتع المواطنون بحرية كافية للمطالبة بالتغيير ولكن دون الحصول عليها، هي الأكثر عرضة للثورات الشعبية المتكررة.

حيث يشير “سيفا غونيتسكى”، عالم السياسة بجامعة تورنتو: “أن مثل تلك الدول يمكن أن تصبح”عالقة في فخ التوازن المنخفض” بين الاضطرابات والإصلاح، حيث أن “الديمقراطيات الضحلة” يمكن أن تكون سريعة الاستجابة بما يكفي لتخريب الاحتجاجات أو إجهاضها دون الاضطرار إلى إجراء إصلاحات تحررية أساسية أو تخفيف احتكارها للسيطرة السياسية”.

  • 2- وسائل التواصل الاجتماعي تجعل الاحتجاجات سريعة التكون، لكنها أشبه بكرة الثلج التى تزيد وتتراكم سريعا وتذوب سريعاً أيضاً[8].

تشير “السيدة تشينويث” أن وسائل التواصل الاجتماعي التي تم الترحيب بها في البداية كقوة من أجل التحرر، “أصبحت تميز القمع في العصر الرقمي”. تفترض إحدى النظريات التي طورتها “زينب توفيكتشي”، عالمة بجامعة نورث كارولينا ، أن وسائل التواصل الاجتماعي تجعل من السهل على الناشطين تنظيم الاحتجاجات وحشد أعداد لا يمكن حشدها بسهولة من قبل، إلا أن ذلك في الواقع مسؤولية، حيث تشير إلى أن السهولة التي تسمح بها وسائل التواصل الاجتماعي للنشطاء بحشد المواطنين إلى الشوارع ، يمكن أن تمنح الناس شعوراً بالثقة الزائفة، حيث أن مائتاً ألف اليوم ليس هو نفسه مائتاً ألف قبل ثلاثين عاماً،  لأنه التزام أقل”. واستشهدت، على سبيل المقارنة، بلجنة التنسيق الطلابية اللاعنفية أو SNCC””، وهي مجموعة حقوق مدنية للطلاب لعبت دورًا رئيسيًا في حركة الحقوق المدنية،

فقبل عصر مواقع التواصل الاجتماعي، كان على الناشطين قضاء سنوات في التعبئة من خلال التواصل المجتمعي وبناء المنظمات،  وإلتقاء النشطاء يوميًا لوضع استراتيجيات للحركة، لكن تلك المهام جعلت الحركة أكثر دواما، مما يضمن أنها بنيت على شبكات شعبية في العالم الحقيقي. وهذا يعني أن الحركة لديها تنظيم داخلي صلب يستطيع ترجمة انتصارات الشارع إلى نتائج سياسية مخططة بعناية.

إلا أن وسائل التواصل الاجتماعي تسمح للحركات بتخطي العديد من تلك الخطوات، ووضع المزيد من الأجساد في الشوارع بسرعة أكبر، ولكن بدون الهيكل الأساسي للمساعدة في الحصول على النتائج. هذا يضع المجتمعات فى دورات متكررة من الاحتجاجات الجماهيرية العاجزة عن تحقيق التغيير.

على الجانب الآخر، استطاعت الحكومات استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لنشر الدعاية وحشد المتعاطفين معها، أو مجرد نشر الفوضى من أجل إخماد المعارضة، وخلق مزيد من الشك والانقسام بين المتظاهرين.

  • 3- الاستقطابات بين الاتجاهات المتعارضة في الشعوب[9]:

هناك حقيقة حول حركة الاحتجاجات، التي غالباً ما يتم تجاهلها، وهى أنها غالبًا ما يتم التفكير في الاحتجاجات الجماهيرية على أنها “الشعب”، هكذا يصفها المشاركون، بما يعطي احتجاجاتهم درجة من الشرعية، إلا أنها فى الحقيقة – في جميع الحالات تقريبًا- مدفوعة أساسًا بفئة اجتماعية معينة أو مجموعة من الطبقات الاجتماعية.

هذا لا يجعل الاحتجاجات أقل شرعية، لكن أي حركة، خاصةً في البداية، عادة ما يتم تنشيطها بواسطة طبقة اجتماعية تطالب بإجراء تغييرات تخدم تلك الفئة. أو ربما في كثير من الأحيان، المطالبة بعكس التغييرات التي أضرت بها. فعلى سبيل المثال، في هونغ كونغ، كانت الحركة الاحتجاجية التى قامت بها تدور حول حماية الديمقراطية وسيادة القانون من تأثير بكين الاستبدادي، إلا أن تلك الحركة وجهها فى المقام الأول طلاب الطبقة المتوسطة والمهنيون الذين تعطلت مكانتهم في المجتمع بسبب التغييرات في هيكل اقتصاد هونغ كونغ.

وبالتالى فسبب أساسى لفهم موجة الاضطرابات العالمية، هو أن الاستقطاب الاجتماعي آخذ فى الازدياد في جميع أنحاء العالم، حيث أصبح الناس أكثر استقطاباً على أسس عنصرية وطبقية وحزبية، ونتيجة لذلك، فإن احساس مجموعة من الناس ذو هوية اجتماعية واحدة بالظلم يدفعهم إلى الانتفاض.

وهناك مجموعة من الأسباب التى تؤدى إلى زيادة معدلات الاستقطاب الاجتماعى؛ منها الاضطراب الاقتصادى، وارتفاع معدلات الهجرة فى جميع أنحاء العالم، إلى جانب ارتفاعها كرد فعل على المثل الليبرالية  التى ظهرت بعد الحرب العالمية الثانيه للتعددية والمساواة.

خامساً: التعلم السلطوي[10]:

يبدو أن رجال العالم الأقوياء، والأقوياء المحتملين والديكتاتوريين الصريحين لاحظوا تزايد الاضطرابات المدنية ونجاح المتظاهرين في فرض التغيير، حيث أصبحت الاحتجاجات غير العنيفة تمثل تهديداً بالنسبة للسلطويين في العالم بنفس خطورة أي جيش أجنبي، إن لم يكن أكثر من ذلك.

ففي منتصف العقد الأول من القرن العشرين، بدأوا فى مواجهة تلك التحركات بما وصفته السيدة “تشينويث” في ورقة عام 2017، بـ “الجهود المشتركة لتطوير أفضل الممارسات لاحتواء مثل هذه التهديدات”.

فمن تلك الأدوات التى طورها السلطويين، ما يسمى ” بتحليل الشبكات”، حيث تساعد تلك الأداة، الحكومات على تحديد حفنة من الناشطين والمنظمين وتتبعهم والقبض عليهم. ويعد ذلك مفيداً للحكومات، حيث أن سجن هؤلاء الأفراد أو تهديدهم يعد أكثر إزعاجًا من حملة واسعة النطاق، مع خطر أقل في إثارة ردة فعل أوسع.

حيث تشير السيدة “تشينويث” أن الحكومات تعلمت مشاهدة بعضها البعض للحصول على دروس حول الأدوات والتكتيكات لمواجهة التظاهرات، وحتى مشاركتها علنًا.حيث تشير إلى مصطلح يسمى ” التعلم الاستبدادى” أو تعلم كيفية ممارسة الاستبداد، القائم على مشاركة استراتيجيات مواجهة التظاهرات بأساليب مباشرة وغير مباشرة. إلا أنه هذه الاستراتيجيات القائمة على إحباط المعارضة الشعبية وإعادة توجيهها دون سحقها بشكل مباشر هي سبب رئيسي لانخفاض معدل نجاح الاحتجاجات، إلا أن مثل هذه الاستراتيجيات لا تهزم المعارضة تمامًا، بما يساعد في ضمان دورات الاحتجاج في المستقبل والحفاظ على معدلها العالمي المرتفع.

وختاماً؛ فلا يبدو أن حركات الاحتجاج  تحقق تغييرًا سياسيًا سريعًا وتحوليًا بطريقة موثوق بها لكنها لم تعد تُسحق بعنف كما كان فى السابق. تظل مظالمهم الأساسية قائمة وكذلك قدرتهم واستعدادهم لإغراق الشوارع  في دورات متكررة من الاضطرابات التخريبية ولكن غير التحويلية. إنها ليست النتيجة المثالية لأي حكومة، لكنها في النهاية نصر. لذا ، في حين أن هذا قد يشبه عصر “سلطة الجماهير”، فقد يكون من الأصح وصفه بأنه “عصر الإحباط الغاضب”.

[1]

            https://www.washingtonpost.com/politics/2019/11/16/this-may-be-largest-wave-nonviolent-mass-movements-world-history-what-comes-next/?fbclid=IwAR0S8vR5-yNIxgp3LMMapOqMk-xS4jWEK9-EdjvOfOKdopYWWuZzbWd6xxA#click=https://t.co/MlsvDOnjlG

 

[2]

            https://www.washingtonpost.com/politics/2019/11/16/this-may-be-largest-wave-nonviolent-mass-movements-world-history-what-comes-next/?fbclid=IwAR0S8vR5-yNIxgp3LMMapOqMk-xS4jWEK9-EdjvOfOKdopYWWuZzbWd6xxA#click=https://t.co/MlsvDOnjlG

 

[3]

            https://www.washingtonpost.com/politics/2019/11/16/this-may-be-largest-wave-nonviolent-mass-movements-world-history-what-comes-next/?fbclid=IwAR0S8vR5-yNIxgp3LMMapOqMk-xS4jWEK9-EdjvOfOKdopYWWuZzbWd6xxA#click=https://t.co/MlsvDOnjlG

 

[4]

            https://www.washingtonpost.com/politics/2019/11/16/this-may-be-largest-wave-nonviolent-mass-movements-world-history-what-comes-next/?fbclid=IwAR0S8vR5-yNIxgp3LMMapOqMk-xS4jWEK9-EdjvOfOKdopYWWuZzbWd6xxA#click=https://t.co/MlsvDOnjlG

 

[5]

            https://www.washingtonpost.com/politics/2019/11/16/this-may-be-largest-wave-nonviolent-mass-movements-world-history-what-comes-next/?fbclid=IwAR0S8vR5-yNIxgp3LMMapOqMk-xS4jWEK9-EdjvOfOKdopYWWuZzbWd6xxA#click=https://t.co/MlsvDOnjlG

 

[6]               Max fisher.Amanda Taub. The Global Protest Wave, Explained. New York Times.20.11.2019 . link:

https://messaging-custom-newsletters.nytimes.com/template/oakv2?uri=nyt%3A%2F%2Fnewsletter%2F375eeb8b-49fd-4a0f-933c-9ef2ed0a10d8&te=1&nl=the-interpreter&emc=edit_int_20191025&fbclid=IwAR2oFZX8OA9VXsnL7m7oqgbTBe5IeuVFlJFymOJ4vTOpmQhbwRsZAUvrX08

 

[7]               Max fisher.Amanda Taub. The Global Protest Wave, Explained. New York Times.20.11.2019 . link:

https://messaging-custom-newsletters.nytimes.com/template/oakv2?uri=nyt%3A%2F%2Fnewsletter%2F375eeb8b-49fd-4a0f-933c-9ef2ed0a10d8&te=1&nl=the-interpreter&emc=edit_int_20191025&fbclid=IwAR2oFZX8OA9VXsnL7m7oqgbTBe5IeuVFlJFymOJ4vTOpmQhbwRsZAUvrX08

 

[8]               Max fisher.Amanda Taub. The Global Protest Wave, Explained. New York Times.20.11.2019 . link:

https://messaging-custom-newsletters.nytimes.com/template/oakv2?uri=nyt%3A%2F%2Fnewsletter%2F375eeb8b-49fd-4a0f-933c-9ef2ed0a10d8&te=1&nl=the-interpreter&emc=edit_int_20191025&fbclid=IwAR2oFZX8OA9VXsnL7m7oqgbTBe5IeuVFlJFymOJ4vTOpmQhbwRsZAUvrX08

 

[9]               Max fisher.Amanda Taub. The Global Protest Wave, Explained. New York Times.20.11.2019 . link:

https://messaging-custom-newsletters.nytimes.com/template/oakv2?uri=nyt%3A%2F%2Fnewsletter%2F375eeb8b-49fd-4a0f-933c-9ef2ed0a10d8&te=1&nl=the-interpreter&emc=edit_int_20191025&fbclid=IwAR2oFZX8OA9VXsnL7m7oqgbTBe5IeuVFlJFymOJ4vTOpmQhbwRsZAUvrX08

 

[10]             Max fisher.Amanda Taub. The Global Protest Wave, Explained. New York Times.20.11.2019 . link:

https://messaging-custom-newsletters.nytimes.com/template/oakv2?uri=nyt%3A%2F%2Fnewsletter%2F375eeb8b-49fd-4a0f-933c-9ef2ed0a10d8&te=1&nl=the-interpreter&emc=edit_int_20191025&fbclid=IwAR2oFZX8OA9VXsnL7m7oqgbTBe5IeuVFlJFymOJ4vTOpmQhbwRsZAUvrX08

 

Editor P.S.

كاتب ومدون

جميع المشاركات

المنشورات ذات الصلة

الأكثر قراءة

اتبعنا

التصنيفات

آخر المقالات

Edit Template

رؤية تحليلية للأخبار السياسية والاقتصادية في العالم العربي والإسلامي والعالمي، ودراسات استراتيجية للوضع السياسي المحلي والإقليمي والعالمي

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا لتلقي التحديثات على البريد الإلكتروني الخاص بك

You have been successfully Subscribed! Ops! Something went wrong, please try again.

جميع الحقوق محفوظة لرؤية للتخطيط والدراسات الاستراتيجية ©2022