المشهد السياسى عن الفترة من 20 يونيو إلى 26 يونيو 2020

أولا: المشهد المصري

على الصعيد الوطني:

  • قرار ترقية العصار تمهيدًا للاستبعاد أم تكريمًا متأخرًا لجهوده في خدمة النظام؟:

أصدر عبد الفتاح السيسي، قرارًا بترقية وزير الإنتاج الحربي، اللواء محمد العصار، إلى رتبة “فريق فخري”، مع منحه “وشاح النيل”، والذي يأتي في الترتيب قبل وسام الجمهورية من الطبقة الأولى، ويُمنح لمن هم في مرتبة نائب رئيس وزراء، أو الوزراء الذين خدموا لفترة طويلة، وأدوا خدمات مميزة، ويُراد منحهم وسامًا أعلى من وسام الجمهورية. والعصار هو أحد الأعضاء البارزين في المجلس العسكري، الذي حكم مصر في أعقاب ثورة 25 يناير 2011، ويشغل منصبه الوزاري منذ 19 سبتمبر 2015؛ إذ شغل في السابق منصب مساعد وزير الدفاع لشؤون التسليح، وهو يعد المسؤول الأول في صفقات التسليح على مدار العقدين الأخيرين، لا سيما مع الولايات المتحدة. وكان العصار قد أحيل للتقاعد في عام 2003، إلا أن وزير الدفاع الأسبق، المشير حسين طنطاوي، استحدث له منصب مساعد الوزير لشؤون التسليح، ليعود إلى الخدمة مرة أخرى في المنصب الذي شغله في عهد كل من الرؤساء حسني مبارك، ومحمد مرسي، وعبد الفتاح السيسي[1].

  • السلطة في خدمة الفساد: النزاع على النفوذ والمال تعصف بالنظام الحاكم في مصر:

بعد فترة من استبعاد نجل السيسي، كجزء من تسويات سياسية بين السيسي وبين ضباط المخابرات المحسوبين على دولة مبارك من رجال عمر سليمان، وعلى خلفية فشل محمود السيسي في إدارة ملف الأزمة التي سببها المقاول محمد علي، إثر عدد من الفيديوهات التي تحدث فيها عن الفساد المستشري في مشروعات الجيش -الهيئة الهندسية- وفي عمليات بناء قصور رئاسية تكلفت مبالغ طائلة، في وقت تعاني فيه البلاد من أزمة اقتصادية طاحنة. وقيل وقتها إن نجل السيسي انتقل للعمل ملحقًا عسكريًّا في سفارة مصر في روسيا. إلا أنه في الفترة الأخيرة عاد اسم محمود السيسي يتردد بقوة مجددًا داخل دوائر رئيس جهاز المخابرات، اللواء عباس كامل، وذلك على خلفية تولي السيسي الابن إدارة ملفات من الباطن بتكليف من عباس كامل، الذي يعدّ رجل السيسي القوي داخل منظومة الحكم المصرية، على رأس هذه الملفات ملف التواصل مع قبائل في سيناء، في إطار تنسيق الحملة الأمنية المشتركة بين الجيش وأبناء القبائل، ضدّ العناصر الإرهابية وتنظيم “ولاية سيناء” الموالي لـ “داعش” هناك؛ وذلك بحكم عمله على هذا الملف لفترة ليست بالقليلة[2].

يبدو أن عودة السيسي الابن ليست القضية الشائكة الوحيدة التي تؤجج الخلافات داخل النظام، فمن هذه القضايا أيضًا: (1) استعادة الضابط بالمخابرات أحمد شعبان لعدد من الملفات التي كان مسؤولًا عنها، والتي سحبت منه في نفس الفترة التي جرى فيها استبعاد محمود السيسي من جهاز المخابرات، أو على الأقل تقليص أدواره وصلاحياته. فقد أثارت اتصالات أجراها “شعبان”، الذراع اليمنى لمدير جهاز المخابرات العامة عباس كامل، بعدد من القيادات الشبابية ببرنامج الشباب الرئاسي، غضب ضابط مخابرات يدعى حازم، والذي انتقل إليه ملف الإشراف على البرنامج، وذلك بعدما نما إلى علمه تنسيق شعبان مع هؤلاء الشباب، على الرغم من أنّ ذلك لم يعد من اختصاصه، وتوليه ملفات أخرى داخل جهاز المخابرات العامة، أقرب إلى العمل الإداري. (2) قضية أخرى ترتبط باللواء محسن عبد النبي، مدير مكتب الخسيس، الذي جرى تهميشه أخيرًا، ونزع الكثير من صلاحياته، في ظلّ توتر العلاقات بينه وبين جناح اللواء عباس كامل؛ إذ سعى عبد النبي فور وصوله لموقع مدير مكتب الخسيس إلى وراثة وخلافة كامل في الملفات كافة التي كان يسيطر عليها الأخير، قبل تركه موقعه وتوليه منصب مدير جهاز المخابرات العامة، قبل أن ينتهي الأمر بتحديد صلاحيات عبد النبي، كنوع من الترضية للأطراف كافة. ويذكر في هذا السياق أن هناك توترًا آخر بين جهاز المخابرات العامة ووزير الدولة للإعلام أسامة هيكل، من بين أسبابه أنّ الأخير استقوى بمؤسسة الرئاسة، وتحديدًا بعبد النبي، في مواجهة جناح المخابرات العامة الذي يفرض هيمنته على الإعلام المصري. (3) القضية الأخيرة متعلقة بالشراكة بين نجل السيسي محمود وبين رجل الأعمال السيناوي إبراهيم العرجاني، الذي يحتكر إدخال البضائع إلى غزة، مقابل مبلغ مالي كبير لقاء كل شاحنة، وذلك دونًا عن بقية الشركات المصرية والفلسطينية التي اضطرت إلى التعامل مع العرجاني لإدخال بضائعها. فالعرجاني يوظف نفوذ السيسي الابن في السيطرة على حركة التجارة بين مصر وغزة، محققين من خلال هذا الاحتكار أرباحًا طائلة؛ فلا يمكن لأي تاجر مصري أو فلسطيني إدخال بضائع مصرية إلى قطاع غزة عبر معبر رفح بدون التنسيق مع شركة “مصر سيناء للاستثمار” التي يترأس مجلس إدارتها العرجاني. الغريب أن العرجاني -بحسب شيوخ قبائل سيناوية- جمع أمواله من “تهريب المخدرات عبر الحدود بين مصر والأراضي المحتلة، وكذلك من خلال عمله في تهريب البشر، خصوصًا الأفارقة من سيناء لإسرائيل، بالإضافة إلى عمله في التهريب من سيناء لقطاع غزة عبر الأنفاق خلال السنوات العشر الماضية”[3].

المشهد الاجتماعي:

  • تراجع في مداخيل الأسر المصرية يتراوح بين 4585% جراء تداعيات فيروس كورونا:

أفادت دراسة تفصيلية صادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، حول تأثيرات فيروس كورونا المستجد على الأسر المصرية، أن غالبية الأسر المصرية انخفضت دخولها، عدا 25% منها ظلت ثابتة. وذكرت الدراسة أن دخول غير القادرين على القراءة والكتابة الأكثر تراجعًا بنسبة 85%، بينما سجل تراجع الدخول لدى الأفراد الحاصلين على تعليم جامعي فأعلى حوالي 48%، وهم الفئة الأقل تراجعًا في دخولهم جراء الأزمة. وأن تراجع الدخول قد انعكس بشدة على أنماط الاستهلاك، خاصة فيما يتعلق بالسلع الغذائية؛ حيث انخفض الإنفاق على اللحوم والأسماك والطيور، في المقابل زاد الإنفاق على سلع غذائية أخرى، مثل الأزر وزيوت الطعام والبقوليات؛ لتعويض نقص السلع الأغلى. وفي الدراسة نفسها، فإن تدني نسب كبيرة من دخول الأسر، أدى إلى ظهور فجوة بين النفقات والدخل، وهي الفجوة التي لجأت الأسر لسدها عبر عدة طرق، كان في مقدمتها الاقتراض من الغير، ثم الاعتماد على التبرعات الخيرية، وجاء في نهاية القائمة الحصول على منحة العمالة غير المنتظمة[4].

يرى أسامة دياب الباحث في الحقوق الاقتصادية، أن “تراجع الإنفاق على السلع الأغلى في الطعام يُعد مؤشرًا على أن الشرائح الأدنى هي الأكثر تأثرًا بالأزمة؛ لأنها تنفق غالبية دخولها على سد احتياجاتها من الطعام”، وأن هناك “علاقة عكسية بين المستوى التعليمي وبين نسبة الانخفاض في الدخل”، بالتالي فإن أصحاب المهن اليدوية هم الأكثر تضررًا؛ نظرًا لظروف عملهم المرتبطة بالتنقل والازدحام، والتعامل المباشر مع الأفراد، بخلاف أصحاب الوظائف المهنية التي تسمح طبيعة عملهم بالعمل عن بُعد، دون الإخلال بمهامهم[5].

  • رسوم جديدة بدعوى تنمية موارد الدولة:

نشرت الجريدة الرسمية، قانون رقم 83 لسنة 2020، بتعديل أحكام قانون رسوم تنمية الموارد المالية للدولة 147 لسنة 1948، وذلك بعد تصديق الخسيس عليه. وذلك بعد شهر من موافقة مجلس النواب على تعديلات بالقانون[6]، تفرض رسوم تنمية جديدة أو إضافية على العديد من الأنشطة، ومنها: عقود شراء وإعارة الرياضيين، والحفلات الترفيهية، ومحررات الشهر العقاري، وشركات الخدمات الرياضية، وخدمات الإنترنت للشركات، والتبغ والحديد، وأغذية الحيوانات الأليفة، والموبايل وأجزائه والإكسسوارات الخاصة به، بالإضافة لزيادة رسم التنمية[7].

هذه الرسوم وإن كانت مفروضة على فئات أكثر دخلًا، إلا أنها تسلط الضوء على جانب آخر من جوانب هشاشة الدولة؛ فإن عجز الدولة عن فرض ضرائب مباشرة، واللجوء إلى فرض ضرائب على السلع والخدمات يطعن في قدرتها.

كرة × سياسة:

أعلن الاتحاد المصري لكرة القدم عن تحمل الدولة لتكاليف مسحات «كورونا» بدلًا من الأندية، ضمن خطة استئناف النشاط الرياضي في مصر، وعودة الدوري يوم 25 يوليو المقبل. وذلك بعد اجتماعات اللجنة الخماسية لإدارة الاتحاد مع الأندية، وتلقيها شكاوى جماعية من تكاليف المسحات، التي ستؤخذ من الفرق مرتين قبل بدء التدريبات، ثم مرتين أسبوعيًّا قبل بدء الدوري وأثناء المباريات[8].

لكن يبدو أن هناك من يرفض عودة المسابقات الرياضية وعلى رأسها الدوري الممتاز، في هذا السياق، رفض نادي مصر المسحات المجانية، وعلّق تدريباته الجماعية لأجلٍ غير مسمى، وأوصى بالتبرع بالمسحات «لمن هم في حاجةٍ إليها»[9]، كما أعرب المدير الفني لفريق إنبي، حلمي طولان، عن رفضه لهذه الإجراءات، مصرّحًا لقناة «أون تايم سبورتس 1»: «أنتم تجلسون في البرامج التليفزيونية تتحدثون عن عودة الدوري، وستشاهدوننا نموت وترموننا في التهلكة»[10]. ومما زاد الأمور تعقيدًا، إعلان الاتحاد المصري لكرة القدم، اكتشاف 11 حالة إيجابية بفيروس كورونا، ضمن المسح الطبي الذي تجريه أندية الدوري الممتاز؛ تمهيدًا لعودة المسابقات، وأوضح الاتحاد أن من ضمن الحالات، خمسة في صفوف نادي طنطا، الذي خضع لاعبوه للمسح[11]، بينما كشف المدير التنفيذي لاتحاد الكرة وليد العطار، عن أربع حالات في نادي «إنبي»، وحالة واحدة في «المقاولون العرب»، وأخرى في نادي الاتحاد السكندري[12]. فيما أعلن مرتضى منصور رئيس نادي الزمالك، بعد يوم واحد من اجتماعات اتحاد الكرة، أن مجلس إدارة النادي قرر بالإجماع عدم استكمال مسابقة الدوري الممتاز هذا الموسم[13].

أخبار كورونا المستجد:

  • نسب التعافي والإصابات والوفيات بفيروس كورونا خلال أسبوع:

قالت وزارة الصحة، إنه حتى يوم الجمعة 26 يونيو 2020، ارتفع إجمالي المتعافين من الفيروس إلى 16737 حالة، وأن إجمالي العدد الذي تم تسجيله في مصر بفيروس كورونا المستجد هو 62755 حالة، من ضمنهم 16737 حالة تم شفاؤها وخرجت من مستشفيات العزل والحجر الصحي، و2620 حالة وفاة. وأن المحافظات التي سجلت أعلى معدل إصابات بفيروس كورونا هي “القاهرة، والجيزة والقليوبية”، بينما سجلت محافظات “البحر الأحمر، ومطروح وجنوب سيناء” أقل معدلات إصابات بالفيروس[14].

  • الحكومة تقرر تخفيف الإجراءات الاحترازية رغم استمرار زيادة أعداد المصابين بكورونا:

قررت لجنة إدارة أزمة كورونا، التخفيف من الإجراءات الاحترازية التي كانت متخذة بغرض منع تفشي الوباء، على أن يبدأ تنفيذ الإجراءات الجديدة بدءًا من 27 يونيو الجاري، وقد شملت حزمة الإجراءات الجديدة، وهي: (1) السماح بسير وسائل النقل الجماعي بدايةً من الساعة 4 صباحًا حتى الساعة 12 منتصف الليل. مع إلغاء حظر انتقال وتحرك المواطنين على جميع الطرق بأنحاء الجمهورية كافة[15]. (2) إعادة فتح المطاعم والمقاهي بـ 25% من طاقتها الاستيعابية، مع استمرار منع تناول الشيشة. (3) إعادة فتح النوادي الرياضية الخاصة ومراكز الشباب بـ 25% من طاقتها الاستيعابية، مع وعودة الأنشطة الرياضية وفقًا لخطة وزارة الشباب والرياضة. (4) إغلاق المطاعم والمقاهي بدءًا من 10 مساءً، والمحال التجارية من 9 مساءً. (5) فتح دور العبادة لأداء الشعائر اليومية مع تعليق الصلوات الرئيسة الأسبوعية، كقداس الأحد وصلاة الجمعة، حتى إشعار آخر، مع استمرار غلق دورات المياه ودور المناسبات بها. (6) فتح دور السينما والمسارح بطاقة استيعابية 25%، مع اتخاذ جميع الإجراءات الاحترازية لضمان التباعد. (7) استمرار غلق الأماكن ذات التكدس الشديد، مثل الشواطئ العامة والمتنزهات والحدائق[16]. فيما أعلنت وزارة العدل عودة العمل بالمحاكم، والمصالح التابعة لها (الشهر العقاري – الطب الشرعي – الخبراء) بكامل طاقتها، بدءًا من 27 يونيو الجاري أيضًا[17].

الغريب أن الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الحكومة المصرية من شهور للحد من تفشي الفيروس بين المواطنين، اتخذت في توقيت لم تكن نسبة الإصابة في أعلى مستوياتها. الأغرب أن الحكومة قررت التخلي عن الإجراءات الاحترازية في وقت تعيش البلاد في فترة ذروة تفشي وباء كورونا؛ كأن الإجراءات الاحترازية والتخلي عنها لا يرتبط بحالة فيروس كورونا في مصر وانتشاره.

  • غضب بين الأطباء بعد تصريح مدبولي بمسؤوليتهم عن زيادة وفيات كورونا:

طالبت نقابة الأطباء رئيس الوزراء، مصطفى مدبولي، بالاعتذار عن تصريحاته[18]، التي أشار فيها لتسبب بعض الأطباء في زيادة وفيات مصابي فيروس كورونا؛ بسبب تغيبهم عن العمل، وهي التصريحات التي وصفتها النقابة بالمحرضة ضد الأطباء. واستنكرت النقابة تجاهل رئيس الوزراء للأسباب الحقيقية لزيادة الوفيات، مثل ضعف الإمكانات، ونقص المستلزمات الطبية، والعجز الشديد في أَسِرَّة الرعاية المركزة، بالإضافة للتعنت الإداري، ومنع الإجازات الوجوبية.

الحكومة منذ البداية تهتم بتبرير ساحتها أمام الرأي العام، أكثر من اهتمامها بتحقيق نجاحات فعلية في مواجهة الجائحة.

  • مصر تحجز كمية من لقاح أكسفورد البريطانية للوقاية من كورونا:

قال مستشار هيئة الدواء المصرية، عاطف الغمراوي، إن مصر حجزت كمية من اللقاح الذي تطوره جامعة «أكسفورد» البريطانية؛ للوقاية من «كورونا»، وذلك عن طريق شركة «أسترازينيكا» للصناعات الدوائية التي تشارك في تطويره، غير أن الغمراوي فضّل عدم تحديد الكمية، مؤكدًا أنها كافية لما تحتاجه مصر، التي من المقرر أن تكون أول الدول الحاصلة على هذا اللقاح بمجرد توزيعه[19].

كانت شركة «أسترازينيكا» أعلنت عن إنتاج كميات من اللقاح في الوقت الحالي، حتى قبل انتهاء الاختبارات اللازمة؛ وذلك كي تتمكن من تلبية الطلبات فور الموافقة عليه، مُعلنة أنها ستكون قادرة على إنتاج ملياري جرعة. ووافقت الشركة على تزويد دول ذات أجور منخفضة ومتوسطة بمليار جرعة من العقار، فيما تتوقع الشركة أن تعرف إن كان العقار فعّالًا أم لا بحلول أغسطس المقبل[20]. كما أعلنت الشركة عن إبرامها عقودًا مع ألمانيا وإيطاليا وفرنسا وهولندا لتوريد 400 مليون جرعة من اللقاح بحلول نهاية 2021[21].

بدون تعليق:

  • ملكيون أكثر من الملك:

بدعوى الحفاظ على الأمن القومي، حذر عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بالبرلمان، خالد أبو طالب، من الطائرات الورقية التي انتشرت مؤخرًا؛ حيث يمكن تزويدها بكاميرات مراقبة لتصوير المنشآت المهمة. بالإضافة لخطر الطائرات على الأفراد؛ بسبب تركيزهم على وصول طائراتهم لأبعد مكان، دون الانتباه لخطواتهم مما قد يتسبب في سقوط البعض[22].

 

ثانيا : المشهد الإقليمي والدولي

القضية الفلسطينية

– الخلافات بين إسرائيل وأمريكا حول خطة الضم .. حقيقية أم مصطنعة؟:

تستعد إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لعقد مباحثات داخلية في البيت الأبيض خلال الأيام المقبلة؛ لحسم موقفها من خطة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لضم أجزاء واسعة من الضفة الغربية في الأول من يوليو 2020. بحسب ما ذكرته القناة 13 العبرية، في تقرير لها يوم 20 يونيو الجاري.

ونقلت القناة عن مصادر أمريكية وإسرائيلية، قولها: “إن المباحثات ستجرى وسط تساؤلات عما إذا كانت الإدارة الأمريكية ستمنح إسرائيل الضوء الأخضر للشروع في تنفيذ خطة الضم، وفقًا للموعد الذي حدده نتنياهو”. وأكدت القناة أن السفير الأمريكي في تل أبيب، ديفيد فريدمان، سيسافر إلى واشنطن؛ بهدف المشاركة في المباحثات المهمة التي حدد لها يوم 21 أو 22 يونيو الجاري. كما أن المبعوث الخاص للبيت الأبيض إلى الشرق الأوسط، آفي بيركوفيتش، قد ألغى زيارته التي كانت مُعدة لإسرائيل؛ من أجل أن يشارك في مباحثات البيت الأبيض التي وصفتها القناة بـ “الإستراتيجية”. ومن المتوقع أن يشارك في المباحثات إلى جانب فريدمان، وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، ومستشار وصهر ترامب، غاريد كوشنر، ومستشار الأمن القومي الأمريكي ريتشارد أوريان، كما يتوقع أن يشارك ترامب في المباحثات.

وتأتي هذه المباحثات في ظل خلاف داخلي بالحكومة الإسرائيلية بين نتنياهو وشريكه الائتلافي في الحكومة رئيس الوزراء البديل ووزير الجيش بيني غانتس، ووزير الخارجية غابي أشكنازي، بشأن آليات وتوقيت الضم. حيث يبدي غانتس وأشكنازي إصرارهما على أن “تنفيذ أية خطوة ضم يجب أن يكون ضمن عملية سياسية واسعة النطاق، يتلقى الفلسطينيون في إطارها مقابلًا، وليست كخطوة إسرائيلية أحادية الجانب”. فيما سبق أن أعلن نتنياهو عزمه الشروع في عملية الضم في الأول من يوليو المقبل، لتشمل غور الأردن ومساحات واسعة من الضفة، دون الاعتراف بالدولة الفلسطينية[23].

ومثلما يتم إبراز الجدل مع حزب “كاحول لفان”، تم أيضًا هذا الأسبوع إبراز حالة من الخلاف، بغض النظر عن حجمه، مع الإدارة الأمريكية، ونُسبت المعارضة الأمريكية لصهر الرئيس جاريد كوشنر، كجهة ضاغطة، من شأنها أن تعرقل عملية الضم الواسعة، والاكتفاء بعملية بسط السيادة الإسرائيلية على المستوطنات المعزولة أولًا، وعلى الكتل الاستيطانية لاحقًا[24]. فضلًا عن أن الإدارة في واشنطن تربط اعترافها بالضم الإسرائيلي للمستوطنات بموافقة حزب «أزرق أبيض»[25].

إلا أن هذه الخلافات (سواء بين نتنياهو وغانتس أو بين إسرائيل وأمريكا) تبدو غير حقيقية، وهو ما يمكن تأكيده من خلال ما نشره موقع “معاريف”، في 19 يونيو الجاري، عن قيام بيني غانتس بمساومة نتنياهو على تأييد خطواته للضم مقابل تمرير ميزانية لحكومة الاحتلال لعامين؛ وذلك لضمان بقاء الحكومة الحالية حتى نوفمبر من العام المقبل، موعد تنفيذ اتفاقية التناوب بين نتنياهو وغانتس[26]. وهو ما يشير إلى أن معارضة غانتس هي جزء من المناورة السياسية ضد نتنياهو، وليست معارضة حقيقية لخطوة الضم.

وفي السياق ذاته، فقد كشفت صحيفة “يسرائيل هيوم”، في 22 يونيو الجاري، أن رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، هدد غانتس بحل الحكومة والذهاب إلى انتخابات إذا لم يدعم خطة فرض السيادة الإسرائيلية على أجزاء من الضفة الغربية وغور الأردن. وليقوم غانتس، في 23 يونيو، بانتقاد رفض القيادة الفلسطينية الجلوس للتفاوض، قائلًا “لن ننتظرهم”[27]. في إشارة إلى تخليه عن شرط التنسيق مع السلطة الفلسطينية لموافقته على إجراءات الضم.

ولكن يبقى السؤال القائم هو: لماذا تحاول إسرائيل والولايات المتحدة إظهار أن هناك خلافات داخل الحكومة الإسرائيلية ومع الولايات المتحدة، وهو ما يمكن إرجاعه إلى:

– حث الفلسطينيين على الموافقة على صفقة القرن، عبر تقديم فرض السيادة الإسرائيلية على جزء من الضفة وليس كلها بأنه نوع من التنازل الإسرائيلي من أجل عدم عرقلة خطة ترامب.

– قد يكون إثارة الخلاف مبرر لنتنياهو لتأجيل عملية الضم، خاصة في ظل وجود تقديرات أمنية إسرائيلية بأن الضم قد يؤدي إلى انتفاضة فلسطينية في الضفة الغربية، وتصعيد عسكري مع حماس في غزة، قد يصل إلى وقوع حرب بينهما، فضلًا عن تصاعد المعارضة العربية والأوروبية والدولية لإجراءات الضم الأحادية.

ملف سد النهضة

– مصر تلجأ إلى مجلس الأمن لحل أزمة سد النهضة وسط توقع بفشل تلك الخطوة:

دعت مصر، 19 يونيو الحالي، في بيان صادر عن وزارة خارجيتها، مجلس الأمن “إلى التدخل من أجل تأكيد أهمية مواصلة الدول الثلاث مصر وإثيوبيا والسودان التفاوض بحسن نية”، و”تحمل مسؤولياته لتجنب أي شكل من أشكال التوتر وحفظ السلم والأمن الدوليين”، واستند الخطاب إلى “المادة 35 من ميثاق الأمم المتحدة، التي تجيز للدول الأعضاء أن تنبه المجلس إلى أي أزمة من شأنها تهديد الأمن والسلم الدوليين”. وقد صدر بيان الخارجية بعد ساعات من تصريح وزير الخارجية الإثيوبي غيدو أندارغاشيو، جاء فيه، “إن بلاده ماضية قدمًا في ملء سد النهضة الشهر المقبل، سواء بالاتفاق مع مصر أو من دونه”[28].

تزامن هذا التحرك مع مقترح تقدم به السودان لتصعيد المسار التفاوضي إلى مستويات أعلى، وذلك عبر إحالة المفاوضات مع مصر وإثيوبيا بشأن السد إلى مستوى رؤساء وزراء الدول الثلاثة وليس وزراء الخارجية والري. وكانت الدول الثلاثة قد استأنفت على مدار الأسبوع الماضي مباحثات التفاوض بشأن النقاط الخلافية، التي تتمحور في كيفية تشغيل السد في فترات الجفاف وآلية حل النزاعات، إلا أنها لم تسفر عن شيء؛ حيث أشارت وزارتا الري في القاهرة والخرطوم إلى فشل المفاوضات بصورة رسمية، فيما وجهت أديس أبابا اتهامها للجانب المصري بالتعاطي مع القضية بعدم جدية[29].

ووفقًا للائحة الداخلية لمجلس الأمن الدولي، فإن رئيس المجلس (فرنسا خلال شهر يونيو) إذا نُبه إلى نزاع معين (أزمة سد النهضة في هذه الحالة) من إحدى الدول الأعضاء (مصر)، طبقا للمادة 35 من ميثاق الأمم المتحدة، له أن يحدد جلسة طارئة لفحص الطلب، والتباحث مع أطراف النزاع فيما اتخذوه من إجراءات لتسوية النزاع.

ويملك مجلس الأمن إصدار واحد من 3 قرارات، هي: إحالة الأمر إلى محكمة العدل الدولية؛ باعتباره نزاعًا قانونيًّا. أو إصدار توصية لإثيوبيا بالعودة للمفاوضات وعدم الملء بشكل منفرد. أو إصدار قرار ملزم، وفقا للفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، بوقف الملء وكذلك البناء، مع تشكيل لجنة فنية للفصل في الأمور العالقة، وذلك بشرط موافقة 9 أعضاء من أصل 15 عضوًا، على ألا يصدر اعتراض من الدول الخمس الدائمة العضوية[30].

وحول مدى نجاح الخطوة المصرية باللجوء إلى مجلس الأمن، فقد رأى البعض أن تلك الخطوة مصيرها الفشل، لمجموعة من الأسباب، منها:

– أن الطلب في الأساس مقدم لحمل أديس أبابا على التفاوض، وليس لمنعها من المضي قدمًا في إنجاز المشروع وتشغيله.

– أن الاختراق الإيجابي المصري للدوائر الدبلوماسية الغربية ما زال محدودًا في مواجهة تعاطف واسع مع إثيوبيا في دول مؤثرة، بما في ذلك دول من الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن، وكذلك عدم صدور أي تعليقات من الدول دائمة العضوية في صالح مصر، عدا من الولايات المتحدة، ولهذا تبذل الدبلوماسية المصرية حاليًّا جهودًا مضنية، ولكنها متأخرة؛ لإقناع العواصم الكبرى -كموسكو وبكين ولندن وباريس- لإبداء مواقف دافعة للتفاوض الجاد وصولًا إلى اتفاق.

– إذا انتقلت الأزمة إلى محكمة العدل الدولية، بتوصية من مجلس الأمن، فإن طول الفترة التي قد تستغرقها عملية فحص المواقف القانونية لكل طرف، بناء على سوابق المحكمة التي تستغرق زمنًا طويلًا، قد توفر لإثيوبيا الوقت للانتهاء من بناء وملء السد[31].

– أن مصر سبق وأن نقلت ملف قضية سد النهضة إلى مجلس الأمن، في مطلع شهر مايو الماضي، حين أرسلت القاهرة خطابًا إلى المجلس؛ لإطلاعه على التعثر الذي تشهده المفاوضات، بسبب المماطلات الإثيوبية. إلا أن محاولة القاهرة لم تأتِ بأي مردود يذكر[32].

الملف الليبى

– لماذا يلوح السيسي بالتدخل العسكري في ليبيا؟:

كشف عبد الفتاح السيسي عن إمكانية تدخل مصر عسكريًّا في ليبيا، وذلك في كلمته، في 21 يونيو الحالي، أثناء تفقده للوحدات المقاتلة للقوات الجوية – المنطقة الغربية العسكرية، وذلك بحضور وزير الدفاع، ورئيس أركان الجيش المصري، وقادة الأفرع الرئيسة للقوات المسلحة، بجانب بعض مشايخ القبائل الليبية.

وقد حدد السيسي خطًّا ميدانيًّا أحمر على الأراضي الليبية، يتمثل في الخط الممتد بين مدينتي سرت والجفرة، لن تسمح مصر بتجاوزه (من قبل حكومة الوفاق وتركيا) سواء كان ذلك عبر تدريب شباب القبائل وتسليحهم، أو حتى عبر التدخل العسكري المباشر، خاصة أن “أي تدخل مباشر من الدولة المصرية باتت تتوفر له الشرعية الدولية، سواء وفق حق الدفاع عن النفس بميثاق الأمم المتحدة، أو بناءً على السلطة الشرعية الوحيدة المنتخبة، ممثلة بمجلس النواب الليبي”، وفقًا لكلام السيسي[33].

وحول دوافع تهديدات السيسي بالتدخل العسكري في ليبيا، يمكن الإشارة إلى مجموعة من الدوافع، تتمثل في دوافع إستراتيجية:

1- المشروع الأيديولوجي المصري المتمثل في القضاء على الإسلام السياسي. فالهدف الرئيس للقاهرة هو تحجيم جماعة الإخوان المسلمين في الداخل والخارج، وهو ما يشمل التصدي لتأثير جماعة الإخوان المسلمين في ليبيا، الموجودة بحكومة الوفاق. كما أن الإجراءات المصرية تحمل أهمية خاصة بالنظر إلى دعم القوى الإقليمية الأخرى، مثل تركيا أو قطر لجماعة الإخوان المسلمين في ليبيا[34].

2- تخوف مصر من أن تؤدي هزائم حفتر في المنطقة الغربية إلى انهيار قواته في المنطقة الشرقية في حالة ما إذا لم تتدخل مصر عسكريًّا لدعمه في تلك المنطقة، والتي تخشى القاهرة من تحولها إلى قاعدة للإرهاب الذي يستهدف مصر. خاصة وأن ليبيا مثلت ملاذًا آمنًا للجهاديين المصريين، مثل هشام عشماوي، المسؤول عن العديد من العمليات التي نفذت في مصر بإدارة وتوجيه من ليبيا، ومذبحة الأقباط المصريين في ليبيا من قبل داعش في فبراير عام 2015، والعديد من محاولات تسلل إرهابيين من ليبيا إلى مصر[35].

3- خوف مصر على مصالحها الاقتصادية، فقبل عام 2011، كان نحو 1.5 مليون مصري يعيشون ويعملون في ليبيا، مما نجم عنه حوالات مالية تصل إلى 33 مليون دولار أمريكي سنويًّا. لكن بحلول عام 2015، انخفض عدد العمال المهاجرين المصريين في ليبيا إلى النصف، مع انخفاض الحوالات المالية؛ الأمر الذي جاء بعواقب وخيمة على الاقتصاد المصري[36].

وتخشى مصر من إمكانية أن تؤدي سيطرة حكومة الوفاق على ليبيا إلى خروج مزيد من العمالة المصرية من ليبيا، خاصة بعد اعتقال قوات الوفاق عشرات العمال المصريين في مدينة ترهونة، وقيامها بتعنيفهم وتعذيبهم، بتهمة دعم الجيش الليبي والعمل في صفوفه. ما دفع مصر إلى إجراء اتصالات لتأمين الإفراج الفوري عنهم، وإعادتهم إلى القاهرة[37].

ومن المصالح الاقتصادية أيضًا رغبة القاهرة في تأمين مصالحها في مجال الطاقة في ليبيا؛ إذ إن مصر في الوقت الحالي تستورد طاقتها بشكل كامل، وتراكمت ديونها لأكثر من ثلاثة مليارات دولار مع شركات الطاقة الأجنبية؛ ما يعني أن وجود ليبيا الغنية بالنفط والغاز يمكن أن يسمح لمصر باستيراد مصادر الطاقة الليبية بأسعار منخفضة[38].

4- الأهمية الإستراتيجية لسرت؛ فقد أشار الخبير العسكري المصري اللواء سمير راغب، إلى أن محور مدينة سرت الليبية يمثل المدخل الرئيس لمنطقة الهلال النفطي الليبي ذات الأهمية الإستراتيجية. كما أن هذه المنطقة تمثل المصدر الرئيس للنفط، بحد متوسط 900 ألف برميل يوميًّا، مقابل 30 ألف برميل في الغرب، وفيها موانئ تصديره (موانئ زويتينة وراس لانوف والسدرة والبريقة، حيث يوجد 11 خط نفط و3 قنوات غاز)، وبالتالي فسيطرة الوفاق، ومن خلفها تركيا، على الهلال النفطي يجعلها تسيطر على عملية إنتاج وتصدير النفط.

كما يوجد بسرت قواعد عسكرية مهمة مثل قاعدة القرضابية الجوية، كما أنها المدخل الرئيس لقاعدة الجفرة الجوية[39]، وهي القواعد التي تمثل تهديدًا مباشرًا للأمن القومي والمصالح المصرية، في حال سيطرت عليها قوات معادية مصر.

في حين يمكن الإشارة إلى أن أبرز الأهداف التكتيكية من خلف تصريحات السيسي تتمثل في:

1- محاولة تجميد الوضع الميداني عند هذا الحد (عند حدود سرت)، أي منع حكومة الوفاق
-ومن خلفها تركيا- من الوصول إلى مناطق سيطرة الجيش الوطني الليبي (قوات حفتر) في المنطقة الشرقية وصولًا إلى الحدود المصرية. خاصة بعد أن ربطت تركيا إرساء هدنة مستدامة في ليبيا بسيطرة حكومة الوفاق على مدينتي سرت والجفرة، وفقًا لما أكده متحدث الرئاسة التركية، إبراهيم قالن[40].

ومن المعروف أن السيطرة على سرت (التي تقع في المنتصف بين الشرق والغرب الليبي) تسهل الطريق للسيطرة على المنطقة الشرقية (إقليم برقة) المحاذية للحدود الغربية المصرية، ما يعني إمكانية سيطرة حكومة الوفاق ومن خلفها تركيا المعادية للقاهرة على المنطقة الشرقية المحاذية للحدود الغربية المصرية، وهو ما لن تسمح به مصر بأي ثمن، حتى لو تطلب ذلك منها التدخل عسكريًّا.

2- تصريحات السيسي تحمل رسالة لروسيا، مفادها أن أي اتفاق منفرد بين روسيا وتركيا دون مشاركة مصرية لن تسمح به مصر. وبالتالي إظهار أوراق القوة سواء عسكريًّا، أو ظهور ممثلي قبائل ليبيبة هو رسالة من السيسي لموسكو وأنقرة أن القاهرة لديها من الأوراق ما يمكنها من خلط الأوضاع في ليبيا إذا لم تكن جزءًا أصيلًا من أي اتفاق مستقبلي لليبيا[41].

3- قد يكون التصعيد العسكري في ليبيا بهدف التغطية على فشل المفاوضات السياسية مع إثيوبيا حول سد النهضة، واستبعاد الخيار العسكري ضدها؛ بدعوى عدم القدرة على فتح جبهتين للحرب في وقت واحد.

ويهدف السيسي أيضًا من خلف تلك التصريحات إلى صرف الأنظار وامتصاص الغضب الشعبي تجاه الأزمات التي فشل في إدارتها، مثل أزمة كورونا، وأزمة الغلاء الفاحش التي تزداد صعوبة بعد رفع أسعار الكهرباء مؤخرًا، والمعروف أن رفع الكهرباء يجر خلفه العديد من الأسعار الأخرى للسلع والخدمات. فضلًا عن أزمة القروض الخارجية الضخمة التي تجاوزت الـ125 مليار دولار. وعليه فقد لجأ السيسي إلى التحشيد على الحدود الليبية؛ ليرفع شعار العسكر الأثير الذي يختبئون خلفه عند أزماتهم: “لا صوت يعلو على صوت المعركة”[42].

لبنان

  • لبنان الجريح: متى يعلن الإفلاس؟:

تهافت اللبنانيون لشراء الخبز بعد إعلان الأفران عدم تسليم أي ربطة للمحال والسوبرماركت، مع البقاء على بيعه في أفرانها وذلك حتى حلّ أزمة الدولار التي وضعتهم أمام خسائر كبيرة جدًّا لتحمّل تكاليف التوزيع والعرض من دون زيادة سعر ربطة الخبز، باعتبار أنهم لا يزالون يتعاملون وفق سعر الصرف الرسمي أي 1515 ليرة لبنانية، بينما تخطى سعر الصرف في السوق السوداء في اليومين الماضيين عتبة الـ7500 ليرة.

ووقف المواطنون بالطوابير أمام الأفران لشراء كميات من الخبز مع ورود أخبار تفيد بوقف توزيع الخبز، واحتمال رفع سعر الربطة في الأيام المقبلة، في حين امتنعت بعض الأفران عن تسليم المواطن الواحد أكثر من ربطة واحدة[43].

وذلك بعدما هوت الليرة اللبنانية إلى مستوى منخفض جديد مقابل الدولار، في السوق الموازية؛ حيث فقدت حاليًّا نحو 80 بالمئة من قيمتها منذ أكتوبر. وأزمة العملة جزء من انهيار اقتصادي أوسع نطاقًا، يشكل أكبر تهديد لاستقرار لبنان، المعتمد على الواردات منذ الحرب الأهلية التي دارت في الفترة بين 1970 و1990، حيث تواصل الليرة انخفاضها، على الرغم من تعهد الرئيس ميشال عون في 16 يونيو بأن يمد البنك المركزي سوق العملة بالدولارات لدعمها.

من جهته، ظهر رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني وليد جنبلاط في مقطع فيديو، خلال حديثه مع قيادات درزية عن الوضع الصعب الذي يشهده لبنان، يقول فيه إن “حياة الرفاهية انتهت، وسنعود إلى أيام الأجداد”. وأشار جنبلاط في الفيديو إلى أن لبنان قادم على ما هو أسوأ، قائلًا: “نحن ذاهبون إلى حالة أسوأ، لكن أهم شيء وحدة الصف والتضامن. الحياة ستكون مختلفة .. الليرة لن يهديها شيء”. وحذر جنبلاط من القيام بقطع الطرق، قائلًا إنه لا يجوز أن “ننفعل ونقطع الطرقات متل غيرنا .. اليوم قطع الطرقات في الجية وتعلبايا وبمنطقتنا ما بتحرز قطع الطرقات، فقطع الطرقات هو عحالنا وعغيرنا” .. واختتم كلامه: “سنعمل مع الجميع لتأمين الحد الأدنى من الاكتفاء الذاتي من القمح والمازوت”، مضيفا: “الكهرباء سوف تنقطع، والمازوت سوف ينقطع، وهناك القمح والبرغل والدجاج عم يغلى كثير وفي الخروف والماعز”[44].

ويعد لبنان واحدًا من أصغر الدول العربية، فجغرافيته تزيد قليلا على عشرة آلاف كيلومتر مربع، وعدد سكانه من اللبنانيين فوق الأربعة ملايين، إضافة لنحو مليونين آخرين من اللاجئين الفلسطينيين والسوريين، واللبنانيون أكثر شعوب العرب هجرة من بلادهم، ويقدر عدد المغتربين اللبنانيين بما قد يجاوز ضعف عدد المقيمين، ونظام لبنان السياسي فريد في بابه، فالشعب اللبناني عظيم الحيوية، لكن النظام الحاكم غاية في الجمود، ولم تنجح حرب أهلية امتدت 15 سنة، وسقط فيها 120 ألف قتيل على أقل تقدير، أن تغير شيئا في صيغة الحكم، والمحاصصة الطائفية فيه، رغم تغيرات كبرى حدثت في الأوزان النسبية للطوائف، فقد نزلت نسبة المسيحيين المقيمين في لبنان إلى ما يزيد قليلا على ثلث إجمالي السكان، لكن ظلت لهم عموما نصف مقاعد التوزيع الطائفي في الحكم والإدارة، والنصف الآخر لطوائف المسلمين السنة والشيعة مع الدروز، كانت نسبة المسيحيين نحو 84% في لبنان الأول تحت الاحتلال الفرنسي، أواسط عشرينيات القرن العشرين، وعند نهاية الانتداب الفرنسي بالقرب من أواسط أربعينيات القرن الفائت، وولادة لبنان الموسع المستقل (الميثاقي) كما يوصف، كان اختيار المناصفة بين المسيحيين والمسلمين، على أن يكون رئيس الجمهورية مسيحيًّا مارونيًّا، ويكون رئيس الوزراء مسلمًا سنيًّا، ويكون رئيس مجلس النواب مسلمًا شيعيًّا، مع مناصفة عضوية مجلس النواب (128 مقعدًا) بين المسيحيين من جهة والمسلمين والدروز من جهة أخرى، مع أنصبة محفوظة للطوائف الفرعية، وعددها 18 طائفة، ومع حفظ الأنصبة التفصيلية ذاتها في الوزارات والإدارات، وفي الوظائف المالية والقضائية والشرطية والعسكرية، ولم يتغير شيء جوهري في نهاية الحرب الأهلية (1975 – 1990)، وعقد اتفاق الطائف، الذي حافظ على المحاصصات كلها، وباستثناء وحيد، هو الحد من صلاحيات رئيس الجمهورية الماروني حتمًا، والزيادة في صلاحيات رئيس الوزراء السني حتمًا. وكان طبيعيًّا، أن يتوق اللبنانيون بحيويتهم الفائقة إلى فك القيد الطائفي، خصوصًا أنهم يتمتعون بحريات حركة وتعبير ملحوظة، مع حكم هش، أشبه بوضع الشركة المساهمة التي لا تتغير طبيعة ملاكها، وهو ما جعل الوضع عرضة لانفجارات متلاحقة، لا يحتويها إلا ضامن من خارج لبنان، وعلى نحو ما ضمنت مصر عبد الناصر استقرار لبنان لوقت طويل نسبيًّا، حتى انفجرت دواعي الحرب فيه أواسط السبعينيات، ربما في الوقت ذاته، الذي جرى فيه الانقلاب على اختيارات عبد الناصر في مصر عقب حرب أكتوبر 1973، ثم تقدمت أطراف أخرى لملء فراغ الدور المصري، بعد الحرب الأهلية اللبنانية، كان أبرزها الدور السعودي المزدوج مع دور نظام الأسد في سوريا، إلى أن انفجرت الشراكة السعودية – السورية مع اغتيال رفيق الحريري، أواسط العقد الأول من القرن الجاري، ودخلت إيران على الخط اللبناني بقوة عبر دعم متصل لحزب الله الشيعي، وكانت المحصلة، أن تزايدت هشاشة الحكم الطائفي، وظل الوضع قريبًا على الدوام من حافة التفجير، بالذات مع تزايد وتيرة عقوبات أمريكا ضد إيران، وضد حزب الله بالذات؛ خدمة لإسرائيل، مع دخول سوريا في نفق الحرب المهلكة، بعد ثورة سلمية قصيرة المدى مقصوفة العمر، وتخلي السعودية عن دورها كداعم نقدي لحكومات لبنان[45].

كانت تلك كلها موارد صنعت محنة لبنان الحالية المتفاقمة، فقد قارب إجمالي ديون البلد الصغير الجميل نحو المئة مليار دولار، واضطر للتوقف عجزًا عن سداد ديون سندات اليوروبوند (1.2 مليار دولار) قبل شهور، وتفاقمت أرقام البطالة، وزادت نسبتها على الأربعين في المئة من قوة العمل المفترضة، مع اقتصاد ريعي (سياحي أساسًا)، كاد أن يغلق أبوابه، حتى قبل تداعي مضاعفات جائحة كورونا، وانهيار مرعب في قيمة الليرة اللبنانية، التي كان مصرف لبنان قد ثبّت قيمتها لعقود عند 1500 ليرة، مقابل الدولار الواحد، بينما هوت قيمتها باطراد، وصار الدولار الواحد يساوي نحو ثمانية آلاف ليرة، رغم تدخل حكومة حسان دياب، ودفعها (مصرف لبنان) إلى ضخ مئات ملايين الدولارات في السوق، وكان الإجراء عبثيًّا، وأثره عابرًا جدًّا، ولم يؤد سوى لاستنزاف القدر القليل المتبقي من احتياطي العملات الأجنبية، وربما يدفع إلى بيع احتياطي الذهب في مصرف لبنان المركزي، المقدر بنحو 269 طنًّا، وهو ما قد يعني إشهارًا كاملًا للإفلاس، وقد أفلست مصارف لبنانية عديدة بالفعل، مع ضغط عقوبات التتبع الأمريكية، وتراكم ديون البنوك المتعثرة لدى الحكومة والقطاع الخاص، بعد أن كانت ضمانات مصارف لبنان وسرية حساباتها، واحدة من امتيازات الوضع اللبناني، وكانت خدماتها مفضلة لدى أثرياء المنطقة بعامة، أضف إلى هذه المحن كلها، ما جرى ويجري مستجدًّا من تبعات سريان (قانون قيصر) ضد الحكومة السورية، وهذا القانون يطارد كل المتعاملين مع الاقتصاد السوري، وليس بين سوريا ولبنان فواصل تذكر، ولا حدود جرى ترسيمها إلى اليوم، فقد كان لبنان جزءًا من سوريا كما هو معروف، ولم يجر تبادل التمثيل الدبلوماسي بين البلدين، إلا بعد خروج القوات السورية من لبنان قبل سنوات.

وعلى كل حال، لقد جاء تفسير الوضع اللبناني الحالي بجلاء على لسان السفيرة الأمريكية في بيروت خلال الأيام الماضية، عندما أعلنت أن غياب الحل الاقتصادي يأتي بسبب سيطرة حزب الله على الدولة اللبنانية[46]، وهو الأمر الذي يوضح نية الغرب ومقصده من تركيع لبنان بضرورة رفع يد طهران عن بيروت. ولكن حزب الله أكد صحة المعلومة، عندما أصدرت محكمة القضاء الأمور المستعجلة أمرًا قضائيًّا بمنع السفيرة من الإدلاء بأي تصريحات خاصة بأمن لبنان؛ حيث أثبتت تلك الواقعة مقدار التغلغل الذي يتمتع به حزب الله في لبنان.

بريطانيا

  • معاداة السامية تقيل وزيرة في حكومة الظل البريطانية:

تعرضت ريبيكا لونغ وزيرة التعليم في حكومة الظل للإقالة، وفصلها من حزب العمال البريطاني، بعدما نشرت تغريدة على صفحتها، حول مقال يدين إسرائيل، ويتهم شركات الأمن التابعة لها، باغتيال جورج فلويد، نتيجة تدريب المخابرات الإسرائيلية للشرطة الأمريكية؛ حيث يؤكد المقال على أن آلية وضع القدم على الركبة، هي من صنع إسرائيل في تعاملها مع الفلسطينيين.

أحدثت واقعة فصل لونغ حالة من الجدل الشديد داخل أوساط الحزب وخارجه، فبينما يعارض كثيرون فكرة الربط بين سياسات إسرائيل في حق الفلسطينيين وبين معاداة السامية بشكل عام، حيث يرى هؤلاء أن هناك ربطًا غريبًا بين معارضة إسرائيل وقضية معاداة السامية[47].

تمكن كير ستارمر زعيم حزب العمال الجديد من كسب ثقة الجالية اليهودية في بريطانيا، عقب قراره بفصل لونغ من الحزب، احتجاجًا على ما قامت به؛ حيث أكد ستارمر على الوفاء بوعده بتطهير الحزب من المعادين للسامية، عندما جعل هذا الأمر على رأس أولويات أجندته الحزبية، ولذلك أشادت الجالية اليهودية بقرار ستارمر، وطالبته بالمزيد من الإجراءات الرافضة لمعاداة السامية.

على الجهة الأخرى، انتقدت الجالية العربية والفلسطينية قرار ستارمر بفصل المتحدثة باسمه ووزيرة الظل لونغ، ورأوا ضرورة الفصل بين معاداة السامية، وانتقاد سياسات الكيان الصهيوني[48].

على كل حال، مازالت القضية الفلسطينية تعاني الأمَرَّين يومًا بعد يوم، حيث تتعرض للحصار في كل مكان، في الداخل والخارج، في المحلي والإقليمي والدولي، ورغم ذلك مازالت تنبض بالقوة وبالحضور، فريبيكا لونغ هي خليفة جيرمي كوربن في التيار المدافع عن حقوق الفلسطينيين، والسيدة جاءت في المرتبة الثانية عقب ستارمر، لذلك فهي ليست ضعيفة؛ بل هي قادرة على التأثير، وبالطبع كان لتغريدتها تأثير وتداعيات قوية، أدت إلى فصلها، الذي سيزيد من التأكيد على استبداد الجالية اليهودية وكل من ينتمي لها ويدافع عنها.

 

[1] العربي الجديد، السيسي يرقي العصار: تكريم مسؤول صفقات التسليح، 26 يونيو 2020، الرابط: https://bit.ly/3dzOftP

[2] العربي الجديد، عودة نجل السيسي تجدد الغضب داخل الأجهزة السيادية، 26 يونيو 2020، الرابط: https://bit.ly/3g7nVZE

[3] المرجع السابق.

[4] الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، دراسة لقياس أثر فيروس كورونا علي الأسر المصرية، 20 يونيو 2020، الرابط: https://bit.ly/2A7iU43

[5] مدى مصر، مصر دبلوماسية في «سد النهضة» للنهاية .. وتنتظر «طلبًا شعبيًّا» للتدخل في ليبيا عسكريًّا، 20 يونيو 2020، الرابط: https://bit.ly/2BHcbyg

[6] الشروق، بعد حذف رسوم البنزين .. خطة النواب توافق على مشروع قانون تنمية موارد الدولة، 3 مايو 2020، الرابط: https://bit.ly/38cZmb9

[7] مدى مصر، خالد علي: طعنت بتزوير محضر ضبط سناء سيف | «الإغلاق المبكر» .. الحكومة تستغل الفرصة الذهبية الكورونية، 24 يونيو 2020، الرابط: https://bit.ly/3eFwdrF

[8] في الجول، اتحاد الكرة: الدولة تتحمل تكاليف مسحات فيروس كورونا لأندية الدوري .. وهذه خطتنا، 20 يونيو 2020، الرابط: https://bit.ly/3g0xSIz

[9] مدى مصر،  أول أيام «الثانوية الكورونية»: تعقيم ولكن!، 21 يونيو 2020، الرابط: https://bit.ly/3g6pqau

[10] في الجول، طولان ينفجر: تطالبون بعودة الدوري ونحن في ذروة تفشي كورونا .. هل تضحون بنا؟، 21 يونيو 2020، الرابط: https://bit.ly/2B7kweV

[11] الاتحاد المصري لكرة القدم EFA (فيس بوك)، 5 حالات إيجابية في اليوم الثالث للمسح الطبي، 25 يونيو 2020، الرابط: https://bit.ly/2NATAa0

[12] في الجول، خاص  اتحاد الكرة لـ “في الجول”: لا صحة لوجود إصابات كورونا في طلائع الجيش .. مصابو الدوري 11 حالة، 26 يونيو 2020، الرابط: https://bit.ly/2NwL8sh

[13] في الجول، الزمالك يقرر عدم استكمال الدوري، 24 يونيو 2020، الرابط: https://bit.ly/3i9rNvi

[14] جمهورية مصر العربية – رئاسة مجلس الوزراء، الصحة: ارتفاع حالات الشفاء من مصابي فيروس كورونا إلى 16737 وخروجهم من مستشفيات العزل والحجر الصحي، 26 يونيو 2020، الرابط: https://bit.ly/3i47hvY

[15] رئاسة مجلس الوزراء المصري (فيس بوك)، رئيس الوزراء يصدر قرارًا بالإجراءات التي سيتم العمل بأحكامها اعتبارا من السبت المقبل 27 يونيو الجاري، 25 يونيو 2020، الرابط: https://bit.ly/2VnYqvf

[16] إكسترا نيوز (يوتيوب)، الآن | المؤتمر الصحفي لرئيس الوزراء وقرارات جديدة حول حظر التجول، 23 يونيو 2020، الرابط: https://bit.ly/3fYJdso

[17] بوابة أخبار اليوم، وزير العدل يوجه بعودة العمل كليًّا بالمحاكم وديوان الوزارة والمصالح التابعة لها، 24 يونيو 2020، الرابط: https://bit.ly/2VpvnaS

[18] النهار (يوتيوب)، ملخص قرارت مجلس الوزراء ابتداء من السبت المقبل .. فتح دور العبادة، 32 يونيو 2020، الرابط: https://bit.ly/2VrTDJw

[19] الوطن، هيئة الدواء: مصر حجزت كمية من لقاح كورونا الخاص بجامعة أكسفورد، 22 يونيو 2020، الرابط: https://bit.ly/3g39HJl

[20] BBC عربي، فيروس كورونا: شركة أسترازينيكا للأدوية تبدأ في إنتاج لقاح محتمل لعلاج كوفيد-19، 5 يونيو 2020، الرابط: https://bbc.in/2ZldIT0

[21] BBC عربي، لقاح فيروس كورونا: شركة أسترازينيكا تبرم عقودًا لتجهيز دول أوروبية بـ 400 مليون جرعة، 13 يونيو 2020، الرابط: https://bbc.in/3i9jIqs

[22] مدى مصر، خالد علي: طعنت بتزوير محضر ضبط سناء سيف | «الإغلاق المبكر» .. الحكومة تستغل الفرصة الذهبية الكورونية، 24 يونيو 2020، الرابط: https://bit.ly/3eFwdrF

[23] “اجتماع “حاسم” في واشنطن لنقاش مصير خطة الضم بالضفة”، عكا للشؤون الإسرائيلية، 21/6/2020، الرابط: https://bit.ly/2YsjuCR

[24] “خطة الضم: جدل إسرائيلي حول الشكل والمسمى لا المضمون”، العربي الجديد، 20/6/2020، الرابط: https://bit.ly/2B9TNOu

[25] هآرتس، “شروط غانتس للقبول بالضمّ”، الأيام، يومية سياسية مستقلة، 20/6/2020، الرابط: https://bit.ly/2B6kSlO

[26] “خطة الضم: جدل إسرائيلي حول الشكل والمسمى لا المضمون”، مرجع سابق.

[27] “غانتس حول الضم: سنمضي دون انتظار الفلسطينيين”، عكا للشؤون الإسرائيلية، 23/6/2020، الرابط: https://bit.ly/31f7PcC

[28] “مصر تحيل أزمة السد لمجلس الأمن وإثيوبيا تمضي في “الملء””، إندبندنت عربية، 20/6/2020، الرابط: https://bit.ly/2YvTA1d

[29] “مصر تلجأ لمجلس الأمن بعد 9 سنوات من مفاوضات السد .. إلى أين تسير الأمور؟”، نون بوست، 20/6/2020، الرابط: https://bit.ly/2NtYMfv

[30] “كيف يفصل مجلس الأمن في نزاع سد النهضة؟ أستاذ قانون دولي يوضح”، الشروق، 20/6/2020، الرابط: https://bit.ly/3hV7YaS

[31] “فيديو: سد النهضة أمام مجلس الأمن: آخر أوراق الدبلوماسية”، العربي الجديد، 21/6/2020، الرابط: https://bit.ly/3fT0V0A

[32] “مصر والسد ومجلس الأمن”، العربي الجديد، 22/6/2020، الرابط: https://bit.ly/3dzM7SW

[33] “مصر تمهّد لتدخل عسكري في ليبيا .. وتعد تجاوز سرت والجفرة «خطًّا أحمر»”، الشرق الأوسط، 21/6/2020، الرابط: https://bit.ly/2V9kR7r

[34] “المفارقة الأمنية لمصر في ليبيا .. كيف أسّست مصر لتدخُّلها العسكري في ليبيا؟”، ميدان (مترجم)، 22/6/2020، الرابط: https://bit.ly/2YuiZrU

[35] “لماذا لوّحت مصر بالتدخل العسكري في ليبيا؟”، حفريات، 21/6/2020، الرابط: https://bit.ly/3dlkZHi

[36] “المفارقة الأمنية لمصر في ليبيا .. كيف أسّست مصر لتدخُّلها العسكري في ليبيا؟”، مرجع سابق.

[37] “ميليشيات الوفاق تعذب عمالًا مصريين بترهونة .. والقاهرة تتدخل”، العربية، 15/6/2020، الرابط: https://bit.ly/3825O4L

[38] “المفارقة الأمنية لمصر في ليبيا .. كيف أسّست مصر لتدخُّلها العسكري في ليبيا؟”، مرجع سابق.

[39] “خبير عسكري يكشف أهمية سرت والجفرة اللتين ذكرهما السيسي في حديثه للجيش المصري”، تي أر تي عربي، 20/6/2020، الرابط: https://bit.ly/3eqdK1Z

[40] “تركيا تطالب بانسحاب قوات حفتر من “سرت” و”الجفرة” وهدنة مستدامة في ليبيا”، القدس العربي، 21/6/2020، الرابط: https://bit.ly/3emZoPY

[41] طارق دياب، “(بخصوص تصريحات السيسي بالأمس حول ليبيا)”، الصفحة الشخصية على الفيسبوك، 21/6/2020، الرابط: https://bit.ly/2Bu2X8A

[42] “سد النهضة “الليبي” .. الحَوَل السياسي”، عربي 21، 21/6/2020، الرابط: https://bit.ly/2B1JTi1

[43]ريتا الجمال، “لبنانيون أمام طوابير شراء الخبز بعد قرار الأفران عدم تسليمه للمحال التجارية”، العربي الجديد، 27/6/2020

https://www.alaraby.co.uk/economy/2020/6/27/%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86%D9%8A%D9%88%D9%86-%D8%A3%D9%85%D8%A7%D9%85-%D8%B7%D9%88%D8%A7%D8%A8%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%A8%D8%B2-%D8%A8%D8%B9%D8%AF-%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%81%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D8%B9%D8%AF%D9%85-%D8%AA%D8%B3%D9%84%D9%8A%D9%85%D9%87

[44]  جنبلاط: “حياة الرفاهية انتهت وسنعود إلى أيام الأجداد” – (فيديو)، القدس العربي، 26/6/2020

https://www.alquds.co.uk/%d8%ac%d9%86%d8%a8%d9%84%d8%a7%d8%b7-%d8%ad%d9%8a%d8%a7%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d9%81%d8%a7%d9%87%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%86%d8%aa%d9%87%d8%aa-%d9%88%d8%b3%d9%86%d8%b9%d9%88%d8%af-%d8%a5%d9%84%d9%89/

 

[45]  عبد الحليم قنديل، “ثورة ومؤامرة في لبنان”، القدس العربي، 26/6/2020

https://www.alquds.co.uk/%d8%ab%d9%88%d8%b1%d8%a9-%d9%88%d9%85%d8%a4%d8%a7%d9%85%d8%b1%d8%a9-%d9%81%d9%8a-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86/

 

[46]  سعد إلياس، “أمر قضائي بمنع السفيرة الأمريكية في لبنان من الإدلاء بتصريحات .. وردود عاصفة – (فيديو)”، القدس العربي، 27/6/2020

https://www.alquds.co.uk/%d8%a3%d9%85%d8%b1-%d9%82%d8%b6%d8%a7%d8%a6%d9%8a-%d8%a8%d9%85%d9%86%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%81%d9%8a%d8%b1%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85%d8%b1%d9%8a%d9%83%d9%8a%d8%a9-%d9%81%d9%8a-%d9%84%d8%a8/

 

[47]  بريطانيا: إقالة وزيرة في حكومة الظل العمالية .. ما علاقة “فلويد” وإسرائيل؟ ـ (تغريدات)، القدس العربي، 25/6/2020

https://www.alquds.co.uk/%d8%a8%d8%b1%d9%8a%d8%b7%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a7-%d8%a5%d9%82%d8%a7%d9%84%d8%a9-%d9%88%d8%b2%d9%8a%d8%b1%d8%a9-%d9%81%d9%8a-%d8%ad%d9%83%d9%88%d9%85%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b8%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%b9/

[48]  حزب العمال المعارض ببريطانيا يشهد انقسامات مجددًا بعد فصل عضوة بسبب “معاداة السامية”، القدس العربي، 27/6/2020

https://www.alquds.co.uk/%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d9%85%d8%a7%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b9%d8%a7%d8%b1%d8%b6-%d8%a8%d8%a8%d8%b1%d9%8a%d8%b7%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a7-%d9%8a%d8%b4%d9%87%d8%af-%d8%a7%d9%86%d9%82/

 

Editor P.S.

كاتب ومدون

جميع المشاركات

المنشورات ذات الصلة

الأكثر قراءة

اتبعنا

التصنيفات

آخر المقالات

Edit Template

رؤية تحليلية للأخبار السياسية والاقتصادية في العالم العربي والإسلامي والعالمي، ودراسات استراتيجية للوضع السياسي المحلي والإقليمي والعالمي

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا لتلقي التحديثات على البريد الإلكتروني الخاص بك

You have been successfully Subscribed! Ops! Something went wrong, please try again.

جميع الحقوق محفوظة لرؤية للتخطيط والدراسات الاستراتيجية ©2022