حرق عشرات الكنائس أثناء فض “رابعة”.. أدلة تورط مؤسسات الدولة العميقة

 

 

 

في يوم الفض الوحشي تعرضت ضيعة الأستاذ محمد حسنين هيكل ومكتبته في منطقة برقاش بمحافظة الجيزة لهجوم من عشرات المجهولين الذين عاثوا فيها فسادا وتردد أنهم حطموا بعض المحتويات ونهبوا أشياء أخرى. وعلى الفور وفي استباق للتحقيقات اتهمت صحف وفضائيات النظام العسكري جماعة الإخوان المسلمين بهذه الجريمة بلا دليل يؤكد صحة هذه الاتهامات سوى إعلان لجنة الثقافة التابعة لمجلس الشوري المنتخب قبل ذلك بأيام قائمة سوداء بأسماء الكتَّاب الذين دعموا الانقلاب وكان على رأس هذه القائمة اسم هيكل. وفي الخميس 12سبتمبر 2013م أجرت إحدى المذيعات حوارا مع هيكل وبدا عليها التأثر الشديد لما جرى، لكن الأخطر أن هيكل اتهم جماعة الإخوان المسلمين التي كانت تتعرض لأبشع محرقة في تاريحها وتواجه موجة من العنصرية والدعاية السوداء لم يعرف التاريخ لها مثيلا، مدعيا أن تعليمات الهجوم على المزرعة ونهب المكتبة صدرت من «رابعة»! ووقتها كتب أحدهم (كاتب ناصري مشهور) « إن التتار الجدد مروا من «برقاش»، البلدة التى تقع فيها المزرعة وإن الإخوان فى عامهم الأسود استباحوا الوطن وأشاعوا الجهل والتخلف، وأن من أحرقوا التاريخ فى «برقاش» هم أنفسهم من أشعلوا النار فى الكنائس والمساجد ومن فجروا القنابل فى أجساد الأبرياء ومن زرعوا سيناء بعصابات الإرهاب أعداء الحياة. وتحدث آخر عن غزوة مكتبة برقاش التى ارتكبها أبطال غزوة رابعة العدوية والنهضة، الذين لم يجدوا ما يتأسون به من تاريخ المسلمين سوى غزوات حرق مكتبة الإسكندرية ومكتبة بغداد».

وفي مقاله «درس في الشيطنة» المنشور بجريدة الشروق بتاريخ 15 سبتمبر 2013م، كتب الأستاذ فهمي هويدي معلقا على هذه الجريمة: «حين تزامن الهجوم على المزرعة والمكتبة مع فض الاعتصام فإن ذلك اعتبر قرينة عززت التهمة، إذ اعتبر من أصداء الصدمة التى أصابت الإخوان جراء عملية الفض صبيحة ذلك اليوم. إلا أن المعلومات التى نشرت (السبت 14/9) فاجأت الجميع بأن التحقيقات أسفرت عن أبعاد أخرى لم تكن فى الحسبان. فقد ذكرت صحيفة الأهرام أن أجهزة الأمن فى محافظة الجيزة تمكنت من إلقاء القبض على مرتكبى واقعة إشعال النيران بفيللا الأستاذ هيكل والاستيلاء منها على عدد من الوثائق التاريخية وكذا حرق نقطة شرطة المنصورية. وكان مدير مباحث الجيزة قد شكل فريقا لتحرى الأمر، إلى أن توصل الفريق إلى المتهمين الذين نصبت لهم عدة أكمنة ثم ألقى القبض عليهم بعد تبادل إطلاق النار معهم. فى التحقيق اعترف المتهم عبدالرازق جمال (23 سنة ــ قهوجى) بأنه قرر بالاشتراك مع آخرين إضرام النيران بنقطة شرطة المنصورية وسرقة محتوياتها. كما قام المتهم ومعه الآخرون بسرقة محتويات الفيللا التى يملكها الأستاذ هيكل. وعثر بحوزة الرجل على شارتين عسكريتين لرتبة نقيب وعلبتى سيجار خشبيتين ومطواة. وتبين من التحريات أن المتهم محكوم عليه وهارب من 5 قضايا. وقد اعترف بالاشتراك مع المدعو محمد عبدالفتاح عبدالمحسن بسرقة الفيللا. ويكثف رجال الأمن تحقيقاتهم لضبط الوثائق التاريحية والمقتنيات الأثرية التى استوليا عليها من مكتبة الأستاذ. وهذا الذى نشرته الأهرام، تكرر بنفس المضمون فى صحيفتى أخبار اليوم والجمهورية، دون الإشارة إلى دور للإخوان فى الجريمة». ويضيف هويدي «حين قارنت ما نشرته الصحف الخمس (الصحف الخاصة)، وجدت أن الإجماع انعقد فيها على أن الذى قاد الهجوم هو القهوجى الهارب من خمس قضايا سرقة، ولاحظت أن الصحف القومية الثلاث لم تشر إلى دور للإخوان فى العملية، الأمر الذى يعنى أن هذه معلومات جهات التحرى والتحقيق. أما الصحف الخاصة «المستقلة»، فإنها تطوعت بتسييس الخبر على النحو الذى سبقت الإشارة إليه. وهو ما ذكرنى بما سبق أن لاحظته فى نشر خبر نهب متحف ملوى، الذى قالت إحدى صحف اليوم التالى بأن الإخوان هم الذين فعلوها، فى حين ذكرت أخرى أن اللصوص وراء العملية. ليست القضية أن يبرأ الإخوان من جريمة نهب مكتبة الأستاذ، لأن ما هو أهم وأخطر هو تلك الجرأة على طمس الحقائق التى لا تهدر أخلاق المهنة فحسب، ولا تروج للأكاذيب فحسب، ولكنها أيضا تشيع بين الناس وعيا زائفا وإدراكا مشوها يخدم الأجهزة الأمنية ويضلل القارئ»[[1]].

معنى ذلك أنه بالتزامن مع فض الاعتصام كانت أجهزة السيسي الأمنية قد أعدت باقي مخطط الفوضى وهو سيناريو شيطاني قد جرى إعداده بمشاركة أجهزة مختلفة يقوم على توجيه آلاف البلطجية والمسجلين خطر على مستوى الجمهورية للهجوم على أقسام شرطة وكنائس ومنازل بعض المشاهير والأقباط، على أن تتولى الآلة الإعلامية الجبارة للنظام العسكري اتهام الإخوان بهذه الجرائم والتسبب في تلك الفوضى وأعمال العنف والإرهاب؛ حتى يكون لذلك صدى عالميا مدويا يمكن توظيفه لخدمة أجندة الانقلاب وتشويه جماعة الإخوان المسلمين ومن يؤيدون الديمقراطية ويرفضون الانقلاب عليها والسطو على الحكم بأدوات العنف والإرهاب. وحتى يومنا هذا لا تزال الآلة الإعلامية للنظام العسكري تتهم الإخوان في حريق ضيعة هيكل وبعض كنائس الأقباط!. [[2]]

اللافت في الأمر أنه جرى التعتيم على هذه التحقيقات الجادة كما جرى التعتيم على ما أصدرته  لجنتا التحقيق في أحداث ثورة 25 يناير، وهي التحقيقات التي أدانت الجيش والشرطة، لكن جرى طمس كل ذلك والترويج للرواية الأمنية التي اعتبرت الثورة مؤامرة. كذلك جرى التعتيم على هذه التحقيقات في حريق فيلا هيكل رغم أنها كان يمكن أن تكشف عمن يقفون وراء هؤلاء البلطجية ومن يوجهونهم لإثارة هذه الفوضى ولحساب من يعملون. التعتيم عليها جرى بأوامر عليها لأن المضي في هذا الطريق كان سيقود إلى أجهزة المخابرات والأمن الوطني ومؤسسات الدولة العميقة التي تقف وراء كل الكوارث التي تحل بمصر. ولا أستبعد أن يكون ذلك قد جرى بتنسيق مسبق بين هيكل وهذه الأجهزة كجزء من المخططات الشيطانية التي جرى طبخها إقليميا لإنجاح الانقلاب على ثورة يناير والمسار الديمقراطي كله، وإقصاء الإخوان والتيار الإسلامي كله من المشهد السياسي؛ وهو ما يلبي الشهورة العارمة لعتاة المتطرفين من العسكر والعلمانيين على حد سواء، كما أن ذلك يقدم خدمة كبرى للمشروع الصهيوني في المنطقة، ويمثل ترجمة حرفية لتوجيهاتهم للمستبدين العرب الذين يشنون منذ عقود حرب استئصال بحق الإخوان وحركات المقاومة الفلسطينية   على نحو  خاص.

 

من يقف وراء مؤامرة حرق الكنائس؟

نفس الأمر ينطبق تماما على مؤامرة حرق عدة كنائس بشكل جزئي بالتزامن مع جريمة فض اعتصامي رابعة والنهضة، يبرهن على ذلك أنه أثناء انشغال الإخوان بدفن شهدائهم ومداواة جرحاهم وبعد المذبحة بيومين فقط، أصدر ما يسمى باتحاد شباب ماسبيرو تقريرا يوم 18 أغسطس 2013م، قال فيه إنه رصد ووثق بالصور والفيديوهات وشهادة شهود عيان 63 اعتداء على كنائس ومبان تابعة لها مدارس قبطية، مُضيفا أن 39 منزلا و75 محلا تجاريا و15 صيدلية و3 فنادق و58 أتوبيسا وسيارة مملوكة للكنائس والأقباط تمت سرقتها ثم حرقها بالكامل.[[3]] وكما فعل الناصريون وإعلام العسكر في استباق أي تحقيقات لكشف الجناة والمتورطين في الاعتداء على ضيعة هيكل اتهمت الكنيسة واتحاد شباب ماسبيرو الإخوان بهذه الجرائم وفقا لتصريحات قيادات كنسية ومينا ثابت، القيادي باتحاد شباب ماسيبرو.[[4]] حيث ادعى مينا ثابت، القيادي بالاتحاد أن «أعمال العنف تستمر وتزداد من قبل جماعة الإخوان المسلمين وأنصارهم تجاه الشعب المصري العظيم يوماً بعد يوم، وبالأخص ضد أقباط مصر، الذين يتعرضون لانتهاكات عدة بين حرق وهدم كنائسهم وسلب ونهب ممتلكاتهم، وقتلهم والتمثيل بجثثهم».

الأمر كان مؤامرة لا أستبعد أنه جرى التنسيق بشأنها بين مؤسسات الدولة العميقة التي قادت الانقلاب وأشرفت على كل خطواته (الجيش ـ الأمن الوطني ـ  المخابرات) وبين الكنيسة التي شاركت في 30 يونيو بكثافة عالية، وجيء بالبابا تواضروس إلى مشهد الانقلاب في 3 يوليو على متن طائرة حربية خاصة. والبرهان على ذلك أن الكنيسة استبقت أي تحقيقات بشأن المتورطين في هذه الجرائم وعملت على تضخيم ما جرى وأعدت تقريرا  بعد فض رابعة بيومين فقط وأرسلته إلى الصحف المحلية والعالمية زعمت فيها أنها وثقت بالصور أحداث حرق الكنائس ونهب محال ومنازل الأقباط،وأنها رصدت نحو 22 حادثة اعتداء على الكنائس بالصوت والصورة خصوصا في محافظة المنيا.[[5]]

من جانب آخر فإن ما جرى كان مجرد حرائق صغيرة سرعان ما جرى احتواؤها وحتى الأسماء الخمسة  التي ذكر بيان اتحاد شباب ماسبيرو أنهم تضرروا في هذه الحوادث (رامى زكريا، ومينا رأفت عزيز (الإسكندرية)، وإسكندر طوس، وبيشوى ميخائيل (المنيا)، وفوزى موريد فارس، (المرج، القاهرة)[[6]]، لم يصفهم البيان بالقتلى ولا حتى المصابين حيث استخدم البيان عبارة “سقطوا” وهي كلمة غامضة لا توضح ما جرى بالضبط. وإذا كان بيان الاتحاد قد أكد  أنهم وثقوا هذه الاعتداءات بالصوت والصورة؛ فلماذا لم يعرضوا صور المتورطين والجناة في هذه  الحرائق حتى اليوم؟! ولماذا اعتمد النظام على التحريات الأمنية فقط للزج بمئات الأبرياء في  قضايا ملفقة بهذه الجرائم ما دامت توجد أدلة مادية قاطعة؟!

الحق أن ما جرى هو مسرحية كبيرة مفتعلة جرى إخراجها على هذا النحو في دهاليز وغرف المخابرات والأمن الوطني بالتنسيق مع الكنيسة، فلم يقتل أحد من الأقباط في هذه الحرائق ولم تنظر حتى يومنا هذا قضية واحدة جرى فيها مقتل أحد من الأقباط في هذه الحرائق المفتعلة والمدبرة في ذات الوقت من النظام الانقلابي، فلم يرصد مقتل أو إصابة قبطي واحد في هذه الاعتداءات كما يزعم عضو اتحاد شباب ماسبيرو، ولم تهدم كنائس ولم يقتل قبطي واحد أو يصاب، ولم يتم التمثيل بجثث أحد، والحرائق الصغيرة التي وقعت كلها جرائم مفتعلة ومدبرة تماما كما جرى في ضيعة محمد حسنين هيكل، لكن الجرائم الحقيقية والوحشية بحق هي التي فعلها الجيش والشرطة بحق الآلاف من الإسلاميين وجرى بث ذلك بثا مباشرا عبر عشرات الشاشات في عشرات المذابح. كما لم يحدث أن تعرض الأقباط لمذبحة جماعية في العصر الحديث إلا في أكتوبر 2011م على يد قوات الجيش حيث قتل نحو 21 قبطيا وأصيب العشرات في هذه المذبحة  أمام مبنى التلفزيون “ماسبيرو” التي تغاضت عنها الكنيسة والائتلافات القبطية في سبيل القضاء على الإسلاميين وإقصائهم من المشهد نهائيا.

معنى ذلك أن الهدف من مخططات حرق الكنائس كان أولا، الدعاية المضادة وشيطنة التيار الإسلامي كله والإخوان على وجه الخصوص من خلال توفير مادة إعلامية دسمة لشيطنة الإسلاميين. ثانيا، توظيف هذه الجرائم والاعتداءات للتغطية على جريمة الفض الوحشية، بل تبريرها على النحو الذي جرى وقد برهنت التغطية الإعلامية لصحف ومواقع وفضائيات النظام حتى يومنا هذا على صحة ذلك. ثالثا التوظيف السياسي لهذه الحرائق والاعتداءات لتحقيق أمرين: الأول توظيف هذه الاعتداءات للدعاية للانقلاب في الدوائر الأمريكية والغربية باعتباره إجراء أنقذ الأقباط من المتطرفين الإسلاميين الذين كانوا يجرون مصر نحو دولة دينية لا وجود للأقباط فيها. الثاني، يوفر للكنيسة ذرائع كبيرة لاستجلاب الملايين من الدوائر القبطية في الخارج بدعوى دعم الكنيسة وثبات الأقباط؛ وهو ما يحقق مكاسب هائلة للانقلاب من جهة والكنيسة من جهة ثانية.

 

بيان الإخون

الإخوان من جانبهم فطنوا لهذه المؤامرة، وأصدروا بيانا في الجمعة 23 أغسطس 2013م تحت عنوان ««السلمية والتسامح.. عنوان ثورتنا» اشتمل على الردود والمضامين الآتية[[7]]:

  • الأجهزة التابعة للانقلاب هي من قامت وتقوم بافتعال حرق الكنائس أو بعض الممتلكات لمواطنين مصريين مسيحيين، أو تدفع بعض العناصر الإجرامية للقيام بهذه الأعمال المنكرة، أو تنزع الحماية وتتباطأ في الدفاع عن هذه المنشآت وتمتنع عن القبض على مرتكبي تلك الجرائم».
  • القاصي والداني يعلم أن أجهزة المخابرات التابعة للانقلابيين لها تاريخ طويل في ارتكاب مثل هذه الجرائم الطائفية، وأن الثوار الأحرار، وفي القلب منهم الإسلاميون، يرفضون ويدينون بكل قوة هذه الجرائم المنكرة ويتصدون لكل من يريد إفساد وحدة الوطن والوقيعة بين أبنائه.
  • في خلال 85 عامًا هي عمر الإخوان المسلمين كبرى الحركات الإسلامية لم يثبت أنهم قاموا بعمل واحد عنيف ضد إخوانهم المسيحيين»، كما أن الجماعات الإسلامية الأخرى قامت بعمل دروع بشرية لحماية الكنائس المصرية لدى شيوع أي تهديد لها، وقد أدان الجميع بمنتهى الوضوح كل عمليات العنف المجرمة التي طالت الكنائس والمنشآت.
  • أشار البيان إلى تواتر أنباء على مواقع تابعة للانقلاب حول القبض على تشكيل إجرامي في إحدى المحافظات كان وراء الكثير من هذه الجرائم، «ويقينًا فإن الأجهزة التابعة للانقلاب تعلم كل أو معظم من فعلوا ذلك، ولكنها تضحي بأرواح وممتلكات المصريين من أجل شيطنة الثورة والثوار، وهيهات أن تفلح في ذلك».
  • مؤامرة حرق الكنائس والعدوان على بعض منازل الأقباط تستهدف رسم صورة مشوهة للوضع المصري، حيث تبادر أجهزة الإعلام (الانقلابية) وبعض المنظمات التابعة للانقلاب في تقديمها للعالم على أن الثوار هم الذين قاموا بهذه الجرائم الوحشية المستنكرة أو على الأقل حرضوا على ارتكابها بهدف تشويه الثورة والثوار. فـ«الانقلابيون» يسعون دائمًا لتشويه ثورة الحق والعدل والحرية، والترويج بالباطل لمحاولة شيطنتها وتأليب الناس ضدها، مستغلين الآلة الإعلامية الجبارة التي يتحكمون فيها في اللعب بالعقول وتزييف الحقائق، أملًا في صرف الشعب عن ثورته ورغبة في صرف الدنيا عن دعم الشعب الحر في المطالبة بحقوقه ونيل حريته وكرامته.
  • التأكيد على أنه رغم كل الفظائع التي ارتكبها الانقلابيون بحق مصر والمصريين، فإن الجماعة لا تكفرهم دينيا ولكنهم “بغاة” بحسب البيان «هم إخواننا بغوا علينا، وهم منا لكنهم أجرموا في حق أمتنا، وخلافنا معهم لا علاقة له بالإيمان والكفر، بل هم نقضوا العهود وخانوا الأمانة واغتصبوا إرادة الأمة واستباحوا الدماء المعصومة والأعراض المصونة، وملأوا الأرض فسادًا واستبدادًا بخروجهم على الرئيس الشرعي المنتخب وتعطيلهم للدستور واستبدادهم بالأمر عن طريق القوة المسلحة دون إرادة الشعب واستغلالهم لجيش الشعب في ضرب الشعب بدلًا من حمايته».

 

أدلة تورط مؤسسات الدولة العميقة

البرهان على أن مؤسسات الدولة العميقة التي دبرت الانقلاب هي نفسها التي دبرت وافتعلت حرائق الكنائس أنه كما جرى في الحريق المفتعل في ضعة حسنين هيكل جرى بالضبط في جريمة حرق كنائس حيث تم ضبط البلطجية المتورطين فيها ثم جرى الطمس على التحقيقات للزج باسم الإخوان فيها، وقد نشرت صحيفة الشروق بتاريخ  الإثنين 26 أغسطس 2013م أن ضباط قسم أول أسيوط تمكنوا من التعرف على المتهم الرئيس في حرق بعض الكنائس والمحلات التجارية بقصد سرقتها، من خلال تحليل الفيديو والصور الخاصة بالأحداث. وطبقا لإخطار يوم 22  أغسطس الجاري في المحضر رقم “392/42” بشأن ضبط المدعو “محمد أحمد حلمي- 30 سنة- مقيم غرب البلد- قسم أول أسيوط”، في واقعة المحضرين رقمي 4607، 4462 إداري أول أسيوط لسنة 2013 “إحراز سلاح أبيض وكسر حظر”. وأشارت تحريات ضباط مباحث القسم ولقطات الفيديو والصور أمام كنيسة ماري جرجس بأن المذكور استغل أحداث 14 أغسطس الجاري في حرق الكنائس وبعض المحلات التجارية بقصد سرقتها، وبالكشف عن المذكور جنائياً تبين أن له «كارت» تخصص إجرامي رقم 818/8 أو سبق اتهامه في عدد (10) قضايا متنوعة ما بين (سرقة- ضرب- سرقة بالإكراه) أولها القضية رقم 11853 جنح قسم أول أسيوط لسنة 2012- سرقة خزينة وآخرها القضية رقم 7225 جنح قسم أول لسنة 2013 شروع في سرقة، وسبق اعتقاله جنائيا. وتحرر المحضر رقم 50 أحوال قسم أول أسيوط بتاريخ اليوم، وجارى العرض على النيابة.[[8]]  وكما جرى مع البلطجية الذين اعتدوا على ضيعة حسنين هيكل جرى طمس القضية والتعميم على باقي التحقيقات بشأن هذا المدعو مسجل الخطر الذي وصفته صحف النظام بالمسئول الرئيس عن حرق الكنائس ونهب بعض محلات ومنازل الأقباط!

يبرهن ثانيا على أن حرق الكنائس كان مخططا مدبرا ومفتعلا من مؤسسات الدولة العميقة أن راعي كنيسة ماري جرجس بمدينة المنيا القس أيوب يوسف  اتهم ‘البلطجية’  بأنهم الذين أحرقوا الكنائس في المحافظة، وأن الشيوخ هم الذين نادوا بحمايتها  في خلال خطابات صلاة الجمعة بمساجد المدينة. وقال القس يوسف في تصريح لقناة ‘أون تي في” الموالية للنظام إن ‘البلطجية اعتادوا الاعتداء على الكنائس من يوم الثالث من يوليو منذ إعلان الانقلاب، وتم نهب دير أثري يرجع لأكثر من 1500 عام من قبلهم”. وأكد الأنبا مكاريوس، أسقف المنيا لفضائية “الحياة المصرية” الخاصة في أغسطس 2013، أن الأمن اعتذر عن التواجد لحماية الكنائس التي تم الاعتداء عليها رغم الاستنجاد به، مؤكدا أن تواجد الأمن كان من شأنه أن يمنع الاعتداءات أو حتى يقلل من نتائجها.[[9]] وقد انتقدت منظمة هيومن رايتس ووتش الدولية غياب الجيش والشرطة عن حماية الكنائس، وقالت في بيان لها الخميس 22 أغسطس 2013م إن «مجموعة من الغوغاء هاجموا ما لا يقل عن 42 كنيسة، وتم حرق أو إتلاف 37 منها في محافظات «المنيا، أسيوط، الفيوم، الجيزة، السويس، سوهاج، بني سويف، وشمال سيناء»، وذلك منذ ما وصفته بـ«الفض العنيف» للاعتصامات المؤيدة للرئيس السابق محمد مرسي”. وكشفت «هيومان ووتش» أن قوات الشرطة والجيش لم تتواجد في الغالبية من حوادث الاعتداء على الكنائس والممتلكات المسيحية سواء في بداية الهجوم أو خلال وقوعه.[[10]]  تفسير ذلك أن غياب الجيش والشرطة كان مقصودا ومدبرا؛ إذا كيف يواجهون العصابات التي حرضوها من الأساس على القيام بهذه الجرائم المفتعلة والمدبرة؟! فالقبض على الجناة الحقيقيين سوف يؤدي إلى فضح القائمين على هذه المخطط الشيطاني وهم مؤسسات الدولة العميقة الأمنية والمخابراتية.

الدليل الثالث، عندما جرى اتهام الإسلاميين وخصوصا الجماعة الإسلامية العضو وقتها بتحالف دعم الشرعية، أكد الشيخ رجب حسن، أمير الجماعة الإسلامية بالمنيا، لموقع “مصراوي” التابع لنجيب ساويرس على أن الداخلية قد ضبطت بالفعل بعض المتورطين في هذه  الجرائم وهم مسجلون خطر وأرباب سوابق وأن الجهات الأمنية تعرفهم جيدا. وأكد أن محاضر الشرطة  في هذه الحرائق حررت ضد بلطجية؛ لأن الشرطة تعرف أن من قام بذلك بلطجية، والذين قبض عليهم في الأحداث بلطجية باعترافات رعاة الكنائس مثل البابا يوليوس راعي كنيسة جلدة، كما أن الذين وقفوا مع المسيحيين هم مسلمون. مؤكدا أن الجهات الأمنية تعلم علم اليقين أن من هاجموا كنائس وأقسام شرطة هم بلطجية قد يكون لهم ثارات ضد الشرطة.[[11]]  وأصدرت الجماعة الإسلامية يوم الأربعاء 21 أغسطس 2013م بيانا نشرته المصري اليوم وصحف أخرى تابعة للنظام، رحبت فيه بإعلان الشرطة في محافظة المنيا إلقاء القبض على مجموعة من البلطجية والمسجلين خطر وبحوزتهم متعلقات تخص الكنائس المعتدى عليها في المنيا، وقالت إن ذلك يثبت أن البلطجية والمسجلين خطر مسؤولون عن حرائق الكنائس بالمنيا. وأكدت الجماعة في بيانها أن من قام بالاعتداء على هذه الكنائس هم البلطجية الذين تستدعيهم بعض الجهات الأمنية لمهمات خاصة، كان المراد من حرق الكنائس محاولة تشويه الثوار السلميين، ولكن يأبى الله إلا أن يضرب بعضهم ببعض ويكشف الحقيقة للجميع.[[12]] لكن كل هذا جرى طمسه حتى يبقى الفاعلون مجهولين ليسمح لأجهزة الانقلاب بالزج بأسماء من تشاء في هذه الجرائم المدبرة.

الدليل الرابع، أن صحيفة “الشروق” نشرت بتاريخ الإثنين 10 يوليو 2017م، تقريرا حول متابعة قضية حرق كنيسة كفر حكيم التابعة لمركز كرداسة بمحافظ الجيزة، ونشرت تصريحات شاهد الإثبات محمد غالي عبدالرسول علي”قهوجي” أنه كان لديه مشكلة في المقهي وحرر محضرا”، لافتا إلى أن محاميه قال له: إنه «سيشهد في شجار حدث في الكنيسة، ليتفاجأ أنه سئل عن حرق كنيسة كرداسة». وأضاف الشاهد، أنه «بعدما أقر بعدم معرفتي بحرق الكنيسة، قام وكيل النيابة، بإخراجي من الغرفة بعد توقيعي على محضر.. وعلمت بعدها أني شهدت على المتهمين في المحضر». وقال شاهد إثبات ثان، جمعة غالي عبد الرسول «قهوجي» شقيق الأول، إنه «ذهب مع أخيه محمد، للشهادة حول مشاجرة بالمقهى، ولا يعرف شيئًا»، مضيفا أنه «بصم على محضر، ولا يعلم أنه اتهم الحاضرين بحرق الكنيسة».[[13]]  وخلال إعادة محاكمة 21 بريئا في هذه القضية في جلسة 10 يوليو 2017م أمام القاضي شعبان الشامي، نفى قس كنيسة العذراء مريم بكفر حكيم قيام المتهمين في القضية بالاعتداء على الكنيسة أو حرقها، وأنه لم يرى أيا من المتهمين في الواقعة شارك في حرق الكنيسة. واتهم الإخوان (بشكل عام) بالجريمة، وعندما سئل عن كيف عرف أنهم الإخوان، أجاب أنه عرف ذلك من خلال التلفزيون! [[14]]

معنى ذلك أن النيابة أيضا شاركت في  جريمة الاتهامات الملفقة للأبرياء من الإخوان والإسلاميين في قضية حرق الكنائس المفتعلة، وأن مؤسسات النظام طمست الأدلة الحقيقية التي تكشف المتورطين الحقيقيين في الجريمة وهي النظام نفسه، وراحت تختلق أدلة مزورة وشهود زور لتستيف أوراق القضية وهو ما باركته قيادة الكنيسة التي غضت الطرف عن الجناة الحقيقيين وراحت تتهم أبرياء لتسقط في فخ الغل والأحقاد الدينية.

الدليل الخامس، أن النظام العسكري معروف عنه وضع خطط بديل لإثارة الفوضى وقت اللزوم من أجل حماية وجوده وضمان استمراره، وقد فعل ذلك أثناء ثورة 25 يناير؛ فسيناريو فتح السجون وإثارة  الفوضى أشرفت عليه وزارة الداخلية نفسها بحسب لجان تقصي الحقائق التي جرى تشكيلها خلال المرحلة الانتقالية. كما أن للنظام تجارب سابقة في تفجير الكنائس، ولعل تفجير كنيسة القديسين في الإسكندرية عشية رأس السنة الميلادية سنة 2010م خير برهان على ذلك؛ حيث جرى تعذيب الشاب السلفي البريء سيد بلال للاعتراف بالجريمة التي لم فعلوها هم حتى لفظ أنفاسه الأخيرة شهيدا، ثم جرى تبرئة قاتليه أمام القضاء المسيس فيما بعد.

الدليل السادس على براءة الإخوان والإسلاميين المعتدلين من هذه الجرائم الشيطانية أن الإخوان وطوال 90 سنة لم يرصد عليهم اعتداء واحد بحق أحد من الأقباط، وحتى الحركات الصغيرة التي خرجت من الجماعة وانتهجت شيئا من العنف للرد على عنف النظام المفرط والوحشي، وخرجت عن الإطار الفكري والسياسي والتنظيمي للجماعة كـ(حسم ــ العقاب الثوري ـ مولوتوف) وغيرها لم يرصد عليها اعتداء واحد بحق الأقباط، وكانت فقط تستهدف الأجهزة الأمنية وفق سياسة رد العنف بالمثل.  وحتى التفجيرات التي وقعت ضد كنائس في 2016 و2017م كان يقف خلفها تنظيم “ولاية سيناء” التابع لتنظيم “داعش” والذي أدى إلى مقتل عشرات الأقباط وإصابة المئات. معنى ذلك أن المذابح التي تعرض لها أقباط وقعت على يد الغريمين المتطرفين (العسكر في ماسبيرو وداعش في تفجير الكنائس).

 

أهداف المخطط الشيطاني

أريد بهذه المخطط الشيطاني أن يكون دعاية للانقلاب العسكري في الدوائر الأمريكية والغربية ليبدو في صورة من ينقد الأقباط من الإسلاميين المتطرفين؛ وقد تولت الكنيسة القيام بهذا الدور، ففي 5 سبتمبر 2013م، استقبل البابا تواضروس وفدا من الكونجرس الأمريكي بالمقر البابوي في الكاتدرائية المرقسية بالعباسية. لجنة الكونجرس جاءت للتحقق بشأن ما جرى في 14 أغسطس خصوصا ما تردد عن تعرض عشرات الكنائس لاعتداءات منظمة. وادعى البابا أنه «في 14 أغسطس الماضي استهدفت هجمات منظمة ومخططة من جماعات إرهابية منظمة ممتلكات الدولة وأجهزتها، إضافة إلى استهداف الأقباط والكنائس وممتلكاتهم ومنازلهم في توقيت واحد، في مصر كلها، وأدى ذلك الى فقدان العشرات من الأرواح البريئة وتدمير 43 كنيسة تدميرًا شاملاً، وتدمير 207 من ممتلكات الأقباط، بالإضافة إلى تشرد أكثر من 1000 أسرة ودور أيتام ومؤسسات قبطية»[[15]]، على حد قول البابا». نلاحظ هنا أن البابا استخدم لغة التدليس حيث تحدث عن عشرات الأرواح البريئة التي أزهقت في أعقاب حرق كنائس، بما يفهم منه أن عشرات الأقباط قد قتلوا في هذه الأحداث وهو إصرار على ترويج الأكاذيب بما ينطوي على إصرار على شيطنة الإسلاميين وإقناع الوفد الأمريكي بضرورة دعم النظام العسكري الانقلابي.  وفي 11 ديسمبر 2013م، عقدت لجنة العلاقات الخارجية بالكونجرس الأمريكي جلسة استماع رسمية عن انتهاك حقوق الإنسان في مصر، بحضور الأنبا أنجيلوس، أسقف عام إنجلترا، ممثلاً عن الكنيسة الأرثوذكسية، استمع فيها أعضاء اللجنة لشهادات ضحايا أحداث الاعتداءات على الأقباط والكنائس بمحافظة المنيا، ورفض الكونجرس الإفصاح عن أسمائهم، مبررًا ذلك بدواعٍ أمنية.[[16]] ولمزيد من الحبكة الدرامية على المؤامرة المدبرة خرج السيسي في 15 أغسطس 2013م بعد مذبحة رابعة بيوم  واحد ليعلن أن وجه الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بسرعة إعادة بناء وترميم الكنائس التي تم الاعتداء عليها خلال أحداث الأربعاء (فض رابعة) على نفقة القوات المسلحة. [[17]] وقد اعتبر السيسي ما قامت به الكنيسة في 30 يونيو وما تلاها دورا وطنيا وذلك في حوار تلفزيوني مع خالد صلاح على قناة دريم في مايو 2014م.[[18]] البرهان على ذلك أيضا الرسالة التي بعث بها بطرس بطرس غالي إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وقتها؛ حيث استغل بطرس غالي مكانته الدولية كأمين سابق للأمم المتحدة وادعى في رسالته الشخصية أن 30 يونيو ثورة متكاملة الأركان جرى خلالها التخلص من حكم فاشي بغطاء ديني![[19]]  وهي الرسالة التي جاءت للتخفيف من حدة الانتقادات الدولية لنظام الانقلاب لتؤكد الدعم اللا محدود من الكنيسة ورموز الأقباط للانقلاب العسكري.

الخلاصة أن بعض الباحثين يذهبون إلى أن النظام هو من دبر وافتعل جرائم حرق عشرات الكنائس ومحلات ومنازل أقباط وأقسام شرطة بالتزامن مع جريمة فض الاعتصامات في رابعة والنهضة؛ حتى يدفع الكنيسة نحو الارتماء كليا في أحضان النظام وتكوين شراكة فعلية بين الطرفين (الجيش والكنيسة)، وبالتالي لا يتم تحييد الكنيسة سياسيا فقط بل يجعلها أداة من أدوات النظام يوظفها لخدمة الأجندة التي يسعى لتكريسها حتى يضمن الانفراد بالسلطة وعدم مراقبة شركاته وأنشطته الاقتصادية المترامية الأطراف والتي لا تصب في الموازنة العامة للدولة.

كذلك يستهدف النظام الانقلابي من هذا المخطط الشيطاني تأليب الأقباط على الجماعات الإسلامية وخاصة الإخوان وهو ما يعطي للنظام زخما كبيرا خارجيا في الترويج لنفسه كحارس للدولة من هذه التيّارات العنيفة وبالتالي يضمن استمرار الدعم الخارجي له. إضافة إلى تفكيك المجتمع، فالنظم السلطوية تعتمد في بقائها على المجتمعات المفككة المتناحرة التي تصبح ضعيفة في مواجهة السلطة.

بالفعل تمكنت الكنيسة من استعادة علاقتها التاريخية بالنظام المصري في أعقاب انقلاب الثالث من يوليو والقائمة على احتكار تمثيل الأقباط سياسيا ودينيا. إلا أنه بالقدر الذي زادت فيه قوة الكنيسة كمؤسسة من مؤسسات الدولة المصرية وإن كانت مستقلة فعليا عنها، إلّا أنّها أضعفت الأقباط كمواطنين مصريين لهم حقوق وعليهم واجبات، فعززت الكنيسة من حضور “الطائفة” على حساب “المواطنة”.

سلوك البابا ودعمه للنمط الدكتاتوري الوحشي للسيسي في تعامله مع معارضيه والمجازر التي ارتكبها تسبب في خلل ديني بنيوي في علاقة الكنيسة برعاياها، فالبابا المقدس لدى الأقباط والذي من المفترض أن يمثّل النموذج الأخلاقي الأعلى للأقباط، لا يتوانى عن دعم حاكم طاغية دموي ويدافع عن جرائمه الوحشية تجاه معارضيه بل حتى تجاه الأقباط أنفسهم لتحقيق مكاسب سياسية وقتية.

ورغم هذه الشراكة الدموية بين البابا والجنرال إلا أن الأقباط والكنيسة لم يحصلا على ما يكافئ هذا الدعم السخي للسيسي ونظامه؛ فزيادة عدد الكنائس أو تقنين أوضاعها أو زيادة التمثيل السياسي في البرلمان أو الوزارة كلها مكاسب فئوية ومؤقتة، فكان الأولى بالكنيسة أن تكون ضمير المجتمع ككل وأنّ تغلّب مطالب الشعب المقهور والمأزوم على مطالب الطائفة، لأن المجتمعات هي ما تبقى في النهاية وهي ما تمثّل شبكة الأمان الحقيقية لمواطنيها وليس الأنظمة السلطوية الهشة.[[20]]

 

 

 

 

[1] فهمي هويدي/ درس فى «الشيطنة»/ بوابة الشروق ــ  الأحد 15 سبتمبر 2013  

[2] محمد أباظة/ جيران «الأستاذ» هيكل يروون حكايات مزرعة برقاش: استقبلت زعماء وبسطاء..عم جبريل: الإخوان ماكنش عاجبهم دعم هيكل للبلد فحرقوا المزرعة/ الوطن ــ الأربعاء 17 فبراير 2021

[3] عماد خليل/«شباب ماسبيرو»: 63 اعتداء على كنائس ومنشآت قبطية.. والإخوان مستمرون في استهدافها/ المصري اليوم ــ  الجمعة 16 أغسطس       2013  

[4] عماد خليل/«شباب ماسبيرو»: 63 اعتداء على كنائس ومنشآت قبطية.. والإخوان مستمرون في استهدافها/ المصري اليوم ــ  الجمعة 16 أغسطس 2013 

[5] جرجس فكرى/ الكنيسة ترسل توثيقا لحرق الكنائس إلى الصحف المحلية والعالميةبوابة الشروق ــ الأحد 18 أغسطس 2013 

[6] جرجس فكرى/ الكنيسة ترسل توثيقا لحرق الكنائس إلى الصحف المحلية والعالميةبوابة الشروق ــ الأحد 18 أغسطس 2013   

[7] «الإخوان»: «الانقلابيون» يسعون لتشويه ثورتنا بورقتي «العنف الطائفي والتكفير»/المصري اليوم ــ السبت 24 أغسطس 2013

[8] يونس درويش/ مباحث أسيوط تتعرف على هوية المتهم الرئيسي في حرق الكنائس والمحال بالمحافظة/ بوابة الشروق ــ الإثنين 26 أغسطس 2013

[9] انس زكي/نار الصراع المصري تصل الكنائس/ الجزيرة نت 16 اغسطس 2013 //https://www.youtube.com/watch?v=TUeHea0-pxo

[10] بسمة المهدي/«هيومان رايتس»: نطالب بتحقيق في «غياب أو فشل» الأمن في منع الهجمات على الكنائسالمصري اليوم الخميس 22 أغسطس 2013م

[11] محمد أبو ليلة وعزة جرجس/ حوار- أمير الجماعة الإسلامية بالمنيا يتبرأ من حرق الكنائس ويتهم ”البلطجية”/ مصراوي ــ  الأحد 1 سبتمبر 2013

[12] «الجماعة الإسلامية» تتهم «مسجلين خطر» بحرق الكنائس بالمنيا/ المصري اليوم ــ الخميس 22 أغسطس 2013 

[13] مصطفى المنشاوي/ شاهد في «حريق كرداسة»: لا أعرف شيئا.. «ورحت النيابة بسبب مشكلة في القهوة»/ بوابة الشروق ــ الإثنين 10 يوليه 2017

[14] كاهن كنيسة كفر حكيم بكرداسة ينفى قيام المتهمين في القضية بحرقها/ صدى البلد ــ الإثنين 10/يوليو/2017   

[15] «البابا تواضروس» لوفد الكونجرس: حرق الكنائس ثمن لبناء الديمقراطية وندفعه بحب/ المصري اليوم ــ الخميس 5 سبتمبر 2013 

[16] عماد خليل/ «الكونجرس» يستمع لشهادات ضحايا الاعتداء على الأقباط بحضور ممثل الكنيسة/ المصري اليوم ــ الأربعاء 11 ديسمبر 2013

[17] «السيسي» يوجه بسرعة ترميم وإعادة بناء الكنائس المتضررة على نفقة الجيشالمصري اليوم ــ الخميس 15 أغسطس 2013م// كما نشرته كل الصحف والمواقع والفضائيات

[18] https://www.youtube.com/watch?v=k01QuZxjWWg

[19] بطرس غالي: المصريون أسقطوا حكما فاشيا بغطاء ديني/ سي إن إن عربي ــ الثلاثاء 17 أيلول/سبتمبر 2013م

[20] د. ممدوح المنيّر/ الكنيسة في عهد الانقلاب العسكري: طائفة أم مواطنة؟/ المعهد المصري للدراسات ــ 1 مارس 2020م

 

Editor P.S.

كاتب ومدون

جميع المشاركات

المنشورات ذات الصلة

الأكثر قراءة

اتبعنا

التصنيفات

آخر المقالات

Edit Template

رؤية تحليلية للأخبار السياسية والاقتصادية في العالم العربي والإسلامي والعالمي، ودراسات استراتيجية للوضع السياسي المحلي والإقليمي والعالمي

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا لتلقي التحديثات على البريد الإلكتروني الخاص بك

You have been successfully Subscribed! Ops! Something went wrong, please try again.

جميع الحقوق محفوظة لرؤية للتخطيط والدراسات الاستراتيجية ©2022