قراءة في مقال بصحيفة بلومبرج بعنوان ” جماعة الإخوان المسلمين في مصر تحصل على القبول مجدداً”

 قراءة في مقال بصحيفة بلومبرج بعنوان " جماعة الإخوان المسلمين في مصر تحصل على القبول مجدداً"

عبد الله هنداوي وجينياف آبدو – 6 فبراير 2018

بالرغم من عنوان المقال المثير للجدل والذي يوحي بوجود تواصل ما بين نظام السيسي وجماعة الإخوان، إلا أن الجزء الأكبر من المقال ما يزيد عن ثلثيه لم يتطرق إلي هذه النقطة، وأخذ يتحدث عن أهمية الوجود الإخواني في الحياة السياسية المصرية، وكيف أن الرئيس السادات قد أفسح لهم المجال من أجل تحقيق بعض المكاسب السياسية للطرفين بشرط ألا يتجاوزوا الخطوط الحمراء وألا يتعرضوا لشخص الرئيس، وهو ما استمر إلي أن قام السادات بعقد اتفاقية كامب ديفيد مع الكيان الصهيوني وتسبب في توتير العلاقة بين الطرفين، وما تسبب فيه ذلك من اعتقال قيادات الجماعة في أحداث عام 81 التى انتهت باغتيال الرئيس السادات.

ويضيف أن الرئيس مبارك عندما تولي زمام الأمور خلفاً للرئيس السادات، سار على نفس النهج الذي كان يسير عليه الرئيس السابق، وعمد إلى إفساح المجال لجماعة الإخوان لكي تشارك في العملية السياسية ولكن بحدود معينة وبحيث تبقي الكلمة الفصل في يد الرئيس ونظامه وحزبه السياسي، وهو ما استمر لفترة طويلة ولم ينقطع إلا في عام 2010 عندما أصر مبارك علي إقصاء الجماعة من الحياة السياسية، وهو ما تسبب في توتير الاجواء السياسية في مصر والتى انتهت بثورة الخامس والعشرين من يناير.

ويحاول المؤلف أن يدلل على أن مشاركة الإخوان في الحياة السياسية كانت على الدوام بمثابة رمانة النظام لاستقرار الحياة السياسية المصرية، إلا أنه وبعد استيلاء السيسي علي السلطة واقصاء الرئيس المنتخب فقد تعمد النظام الجديد اقصاء جماعة الإخوان والعمل من أجل القضاء على دورهم السياسي في مصر، إلا أن ذلك وكما حدث خلال الفترات السابقة قد تسبب في اثارة القلاقل والاضطرابات الداخلية ومن ثم عدم استقرار النظام الحالي.

ويصل الكاتبان إلى أن نظام السيسي سيضطر في نهاية المطاف إلي فتح المجال للإخوان من جديد من أجل المصالحة مقابل الإفراج عن بعض القيادات المحكوم عليهم بالإعدام، ويستدلان على ذلك بتسريبات وصلت إليهم من خلال بعض قيادات الإخوان المسلمين في الداخل ممن أخبروهم بقيام قيادات في الجيش المصري بالتواصل سراً مع قيادات الإخوان في السجون من أجل الإفراج عن بعضهم مقابل التصالح مع النظام، اعتقاداً من النظام بأن ذلك يصب في مصلحته في نهاية المطاف.

كما يستدلان على ذلك بخروج مدير المخابرات المصرية السابق خالد فوزي من الخدمة واعتباره من كان يقف حجر عثرة في عملية المصالحة، وأن الطريق بناءً على ذلك قد أصبح ممهدا لتقارب الطرفين.

إلا أنه وبقراءة الواقع وما سبق من تسريبات في هذا الشأن، أنما تدل علي أن الأمر لم يخرج عن كونه اجتهاد من كاتبي المقال، وقد يكون هناك تواصل مع أشخاص علي مقربة من الجماعة ولكن ليسوا من صناع القرار فيها، ويلاحظ أن  هناك اشاعات كثيرة حول هذا الأمر خاصة داخل أسر المعتقلين والمحكوم عليهم بالاعدام، بشأن وجود اتصالات بين قيادات الجماعة والنظام من أجل الإفراج عنهم، وإن كان هذا في الحقيقة غير صحيح، لأن هذه الأمور لا يمكن القبول بها في هذا التوقيت، فضلا عن أن النظام أساسا لا يقبل بالتصالح مع الإخوان وهو يحمل أجندة للقضاء عليها من أجل استكمال مشروع صفقة القرن، يضاف إلي ذلك أنه لا توجد مستجدات علي الساحة تدفع الجماعة لسلوك هذا الاتجاه،

لذلك كان من المهم سرعة الرد على هذه الاشاعات – كما حدث في البيان الذي ينفي رواية المصالحة – مع القاء الكره في ملعب النظام، والتأكيد علي أنه يسد المنافذ أمام الجميع بما في ذلك شركاءه في الانقلاب، وأن الجماعة متمسكة بثوابتها ومبادئها المستمدة من مباديء ثورة الخامس والعشرين من يناير، وأنها إنما تمد يدها لشركائها من القوى والاحزاب السياسية التى تؤمن بالديموقراية، وتعمل علي التعاون معهم من أجل وضع حد لعملية الاختطاف التى يعيشها الوطن في الوقت الحالي.

adminu

كاتب ومدون

جميع المشاركات

المنشورات ذات الصلة

الأكثر قراءة

اتبعنا

التصنيفات

آخر المقالات

Edit Template

رؤية تحليلية للأخبار السياسية والاقتصادية في العالم العربي والإسلامي والعالمي، ودراسات استراتيجية للوضع السياسي المحلي والإقليمي والعالمي

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا لتلقي التحديثات على البريد الإلكتروني الخاص بك

You have been successfully Subscribed! Ops! Something went wrong, please try again.

جميع الحقوق محفوظة لرؤية للتخطيط والدراسات الاستراتيجية ©2022