بوادر حرب بارده بين موسكو وواشنطن

 

بوادر حرب باردة بين موسكو وواشنطن
من الواضح أن العلاقات الأمريكية الروسية لا تسير على ما يرام كما كان يرى أو يتوقع البعض منذ بدء تولي "دونالد ترامب" مهام منصبه في الولايات المتحدة، فقد أصدر العربي الجديد تقريرا حول بعض العراقيل التي تشهدها علاقة البلدين لأول مرة منذ نهاية الحرب الباردة، بسبب عدم الثقة، وأصبحت روسيا بمثابة العدو بعدما تشككت المخابرات الأمريكية بوجود تماهي بين ترامب أو فريقه وبين روسيا، مما أدى لخضوعهم لابتزازها.
لكن أشار التقرير إلى أن الأبعاد الداخلية لتأزم العلاقة أكبر من الأبعاد الداخلية، يظهر في الهجوم الإعلامي في الولايات المتحدة ضد روسيا، لكن حرص البيت الأبيض على عدم التصعيد، مما أدى لعدم تبلور استراتيجية أمريكية حيال روسيا، فقد أشار مدير وكالة الأمن القومي "مايك روجرز" في شهادته أمام الكونجرس في فبراير الماضي، أن وزارة الخارجية لم تصرف حتى الآن شيئا من مبلغ الـ120 دولار المخصص لردع التدخل الروسي في الحياة السياسية الأمريكية.
وأوضح التقرير أن هناك ثلاثة أسباب وراء هجوم بوتين السياسي: التوقيت، إذ تشهد روسيا انتخابات رئاسية يتوقع أن يخوض بعدا بوتين فترة رئاسية أخرى، وفي ظل عدم وجود منافس قوي له، تظهر حاجته لخلق عدو خارجي لحشد إقبال كبير على الاقتراع.
السبب الثاني هو قناعة الكرملين بأنه لا يمكن المراهنة على ترامب الذي لن يكسب معاركه الداخلية ضد المؤسسة الحاكمة، بما يعني انتهاء مفعول المهادنة منذ طرد أوباما 35 دبلوماسيا روسيا في ديسمبر 2016.
السبب الثالث يدور حول تغير الوضعية العسكرية الأمريكية تجاه موسكو، فقد بدأت بتعزيز انتشارها في البحر الأسود على عتبة روسيا، بالإضافة لمطالبة إدارة ترامب لزيادة التمويل لمبادرة الرع الأوروبية بحوالي ملياري دولار، والتي تهدف لتعزيز دفاعات حلف شمال الأطلسي ضد روسيا، وهناك كذلك إعلان الإدارة الأمريكية عن بيع أسلحة نوعية لأول مرة لأوكرانيا بقيمة 47 مليون دولار.
من الواضح أن هناك تنامي في العداء ضد روسيا في واشنطن، لكن لم يصل الأمر إلى حد مستوى الحرب الباردة، لكنها مجرد توترات تظهر بين الحين والآخر، مثلما حدث في 2015، بعدما نشرت موسكو في المحيط الأطلسي غواصات محملة بصواريخ كروز نووية، حتى في ظل ما تشهده الساحة السورية من فوضى، لا تزال قنوات الاتصال مفتوحة بين موسكو وواشنطن.
أشار التقرير إلى إلى وجود تحذيرات سرية من البيت الأبيض للكرملين لوقف أي محاولات للتدخل في انتخابات الكونجرس في نوفمبر القادم، بالإضافة إلى أن إدارة ترامب ستنفذ قانون ردع خصوم أمريكا م خلال العقوبات الذي أقره الكونجرس قبل سبعة أشهر.
هناك أيضا الحديث عن تحديث الترسانة النووية في البلدين، التي يريد بوتين من خلالها استدراج إدارة ترامب لحوار مباشر يشمل إحياء المحادثات الثنائية حول مراقبة التسلح.
أما ما يخص حقيقة التدخل الروسي في الانتخابات، يتضح أن البيت الأبي لا يمانع من وجود تدخل روسي بالانتخابات الرئاسية، لكن ما يمانعه هو أن يكون لهذا التدخل تأثير على نتائج الانتخابات، أو وجود تواطؤ بين فريق ترامب وروسيا، بما يعني التشكيك في شرعية انتخاب ترامب.

adminu

كاتب ومدون

جميع المشاركات

المنشورات ذات الصلة

الأكثر قراءة

اتبعنا

التصنيفات

آخر المقالات

Edit Template

رؤية تحليلية للأخبار السياسية والاقتصادية في العالم العربي والإسلامي والعالمي، ودراسات استراتيجية للوضع السياسي المحلي والإقليمي والعالمي

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا لتلقي التحديثات على البريد الإلكتروني الخاص بك

You have been successfully Subscribed! Ops! Something went wrong, please try again.

جميع الحقوق محفوظة لرؤية للتخطيط والدراسات الاستراتيجية ©2022