نزار بنات .. شهيد الكلمة في فلسطين

 

نزار بنات الذي اغتلته السلطة الفلسطينية، من النشطاء البارزين ضد سياسات السلطة الفلسطينية، وكان يهاجم سياساتها وأشخاصا كان يصفهم بالنافذين فيها بالفساد، سواء بمنشورات عبر منصات التواصل الاجتماعي، أو فيديوهات يتحدث من خلالها.

وفي أحد آخر فيديوهاته التي نشرها عبر صفحته في فيسبوك بعد صفقة اللقاحات بين السلطة وإسرائيل، قال في مقطع فيديو إن “فضيحة اللقاحات ليست سلوكا جديدا، وهناك أشخاص متنفذون ومرتزقة في السلطة، ويبدو أن هؤلاء يريدون ترك البلد خرابا قبل الخروج منها”.

وترشح نزار بنات مؤخرا عن قائمة “الحرية والكرامة” لخوض الانتخابات التشريعية في الانتخابات الفلسطينية التي تأجلت وكان مقررا إجراؤها في شهر مايو/أيار الماضي.

وقبل أيام من من الحادثة، توقع نزار في منشور له على الفيس بوك، الطريقة التي سيموت بها.

رواية السلطة

وأعلنت السلطة الفلسطينية رسميا وفاة الناشط نزار خليل بنات (49 عاما) بعد اعتقاله من قبل قوة أمنية من منزله في محافظة الخليل جنوب الضفة الغربية فجر اليوم الخميس، في حين اتهمت عائلته السلطة بأنها اغتالته مع سبق الإصرار.

وقال محافظ الخليل جبرين البكري في بيان مقتضب إنه “على إثر صدور مذكرة إحضار من النيابة العامة لاعتقال المواطن نزار خليل محمد بنات، قامت فجر (اليوم) الخميس قوة من الأجهزة الأمنية باعتقاله، وخلال ذلك تدهورت حالته الصحية، وفورا تم تحويله إلى مشفى الخليل الحكومي، وتم معاينته من قبل الأطباء، وتبين أن المواطن المذكور متوفى، وعلى الفور تم إبلاغ النيابة العامة التي حضرت وباشرت بإجراءاتها وفق الأصول”.

رواية العائلة

بينما اتهم عمار بنات ابن عم الناشط نزار السلطة الفلسطينية باغتياله مع سبق الإصرار والترصد، وفي تصريح له للجزيرة نت قال “ما حصل هو مداهمة أحد منازل العائلة في محافظة الخليل عند الساعة 3:35 فجر اليوم الخميس، وتفجير الأبواب والنوافذ، وكان نزار نائما، قبل مهاجمته من قبل حوالي 25 عنصرا أمنيا والاعتداء عليه بالضرب”.

ويقول عمار إن الأمن الفلسطيني إذا كان بالفعل لديه مذكرة اعتقال، فيجب معاملته وفق القانون وأسس الاعتقال المعروفة، ولكن هذا الأمر لم يتم، وتم التعامل معه بحقد وعنف وتعصب أعمى، وقام الأمن بضربه بالهراوات على رأسه وأجزاء من جسده، ورشوا غازات حارقة على وجهه، ثم تم تعريته من كامل ملابسه ونقله إلى جهة مجهولة.

وأكد عمار أن ابن عمه نزار خرج حيّا ويتنفس من المنزل، وهناك أدلة على ذلك سيتم كشفها في وقتها، ولكن بعد ساعة من الاعتقال تم نقله إلى مستشفى عالية الحكومي في الخليل وإعلان وفاته، واصفا الضرب الذي تعرض له نزار بأنه “كان شديدا لا يتحمله إنسان ولا حتى حيوان، ثم يتم تبرير ذلك بأن وفاته محتمل أن تكون بنوبة قلبية”.

وقالت زوجته في مقطع مصور نشر عبر صفحات التواصل إن زوجها “شهيد ولم يكن فاسدا أو متعاونا”، محملة الأجهزة الأمنية الفلسطينية مسؤولية اغتياله لأن زوجها لم يكن يعاني من أية مشاكل صحية.

الفحص الأولي للطب الشرعي

وقال عمار الدويك مدير الهيئة المستقلة -في مؤتمر صحفي بحضور ممثلين عن المنظمات وطبيب التشريح المتقاعد الدكتور سليم أبو زعرور في رام الله- إن مشاهدات التشريح “أكدت وجود إصابات تتمثل في كدمات وتسحجات في مناطق عديدة من الجسم، بما في ذلك الرأس والعنق والكتفين والصدر والظهر والأطراف العلوية والسفلية، مع وجود آثار تربيط على المعصمين، وكسور في الأضلاع”.

وأضاف الدويك أن الطبيب الشرعي الذي انتدبته المنظمات وطبيب العائلة أكدا أن الوفاة “غير طبيعية أي جنائية”.

ولكن الدويك أشار إلى أن تحديد سبب الوفاة من الناحية الإكلينيكية “يحتاج إلى بعض الوقت لحين ظهور النتائج المخبرية لفحص الأنسجة والسوائل”.

لجنة تحقيق

وبحسب وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا)، فإن اشتيه، “أوعز بتشكيل لجنة تحقيق فورية ومحايدة، بخصوص وفاة المواطن نزار بنات بعد اعتقاله من قبل قوى الأمن، تنفيذا لقرار النيابة العامة”.

ومع ذلك، يقول مؤسس ومدير مجموعة “محامون من أجل العدالة”، مهند كراجة، قبل إعلان الحكومة الفلسطينية  تشكيل لجنة تحقيق محايدة، إن “الشارع الفلسطيني لن يعترف بأي تحقيق. ليس هناك ثقة في ذلك. نطالب بلجان دولية ومستقلة للتحقيق”.

تظاهرات

نزار بنات .. شهيد الكلمة في فلسطين

وخرجت مظاهرات تنديدا بمقتل نزار بنات وهتف المحتجون “ارحل ارحل يا عباس.. هذا صوت كل الناس” مطالبين برحيل رئيس السلطة الفلسطينية الموجود في منصبه منذ مطلع عام 2005، كما هتفوا بشعار “الشعب يريد إسقاط النظام”.

إدانات

وأدانت حركة المقاومة الإسلامية حماس اغتيال بنات وقال المتحدث باسم الحركة سامي أبو زهري عبر حسابه على تويتر “ندين جريمة اغتيال أجهزة أمن السلطة للناشط والمرشح البرلماني #نزار_بنات ، وهي تعكس السياسة الدموية للسلطة في تصفية الحسابات، وندعو الى محاكمة القتلة، ونعتبر أن رئيس الحكومة محمد شتية يتحمل المسؤولية الأولى عن الجريمة”.

كما أدانت حركة الجهاد الإسلامي اغتيال بنان وقالت “ندين ونستنكر الجريمة التي أدت لاستشهاد المعارض السياسي نزار بنات المعروف بمواقفه المعارضة للسلطة وحكومتها”.

 

 

Editor P.S.

كاتب ومدون

جميع المشاركات

المنشورات ذات الصلة

الأكثر قراءة

اتبعنا

التصنيفات

آخر المقالات

Edit Template

رؤية تحليلية للأخبار السياسية والاقتصادية في العالم العربي والإسلامي والعالمي، ودراسات استراتيجية للوضع السياسي المحلي والإقليمي والعالمي

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا لتلقي التحديثات على البريد الإلكتروني الخاص بك

You have been successfully Subscribed! Ops! Something went wrong, please try again.

جميع الحقوق محفوظة لرؤية للتخطيط والدراسات الاستراتيجية ©2022