يقدم الشارع السياسي لمشاهديه فقرة (قراءة في خبر) للوصول إلى دلالات وتداعيات أهم الأخبار المطروحة في المنصات الإعلامية.
أهم الأخبار
شهدت الساحة الإعلامية جدلًا عقب حادثة انسحاب مجموعة من الفنانيين المصريين من مشاهدة فيلم مصري فاز بجائزتين عالميتين في مهرجان كان، بزعم أن الفيلم يشوه الدولة المصرية، والحادثة الأخرى هي انسحاب اللاعب محمد أبو تريكة من استكمال الاستوديو التحليلي الخاص بمناقشة مباراة في الدوري الإنجليزي، بعد تعرض مشجع لأزمة قلبية واصرار المسئولين على استكمال المباراة وكأن شيء لم يكن، حادثتان قد يراهما البعض بعيدتان عن بعضهما البعض، ولكنهما في الحقيقة ينطلقا من أرضيتين متصارعتين.
القراءة:
في الحادثة الأولى قرر الفنانون المصريون الانسحاب بدعوى أن الفيلم يشوه الدولة المصرية، وأكد شريف منير أننا نعيش دولة جديدة وجمهورية جديدة يجب تسليط الضوء عليها، وعدم تكرار مأساة فيلم حين ميسرة، وقامت الفنانة المصرية بطلة فيلم “ريش” بالرد على الواقعة قائلًا تصوير الفيلم بهذه الصورة، سيساعد الناس على التفرقة بين حياة الأقاليم قبل مبادرة حياة كريمة وبعدها، وهي إمراة مصرية غير متعلمة لم يسبق لها التمثيل من قبل، وردت الصفحة الرسمية لمبادرة حياة كريمة أن حرية الإبداع والتعبير مكفولة للجميع، وأننا لا نرى أن الفيلم يسئ لسمعة مصر، وأن الفيلم سيساعدنا في توضيح الفارق بين حياة الريف قبل المبادرة وبعدها.
في المقابل، شن إعلامي النظام المصري هجومًا شرسًا على أبو تريكة، بدعوى أن ما قام به هو أسلوب إخواني خبيث يستهدف دس السم في العسل.
التداعيات:
على المستوى الجماهيري الشعبي غير الرسمي، تعرض موقف الفنانيين المصريين للسخرية والنقد عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مؤكدين أن نغمة الوطنية تستخدم في كل شيء لنفاق النظام، حتى لو كان هذا الانتقاد سيحرم فيلم مصري من المنافسة على جائزة أوسكار العالمية، بعدما تعرضت لنقد شديد من الفنانيين المصريين. وفي المقابل، أشادت جميع جماهير الكرة المصرية بموقف اللاعب أبو تريكة، وأكده أن موقفه هذا غير جديد، فقد سبق له دعم غزة أثناء حصار مبارك لها، وسبق ورفض مصافحة المشير طنطاوي عقب مجزرة بورسعيد، وأن مواقف الرجل تشهد لها ذلك، بعكس النفاق والرياء في مواقف الأخرين.
طريقة تفاعل الناس العادية مع الموقفين، توضح حجم الهوة بين النظام وأنصاره وبين الشارع المصري من جهة، ورؤية الشارع المصري للإسلاميين عقب مرورا عقد كامل من الثورة باعتبار أن اللاعب أبو تريكة ينتمي لجماعة الإخوان وموضوع على قوائم الإرهاب من جهة أخرى.
فطريقة انسحاب مؤيدي النظام شهدت سخرية وانتقاد، وطريقة انسحاب أحد رموز الربيع العربي شهدت إشادة واعجاب، وهنا بيت القصيد، وللقصة بقية، لم تنتهي بعد.