لماذا تقل احتمالية حدوث قمة ترامب في كوريا الشمالية؟

 لماذا تقل احتمالية حدوث قمة ترامب في كوريا الشمالية؟

نشر موقع VOX تحليلا لأحد الخبراء المتخصصين في الشأن الكوري "روبرت كيلي"، الأستاذ في جامعة بوسان الوطنية في كوريا الجنوبية،[1] أشار فيه إلى أن هناك مشكلات تواجه القمة التي طال انتظارها بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، والتي من المقرر عقدها في 12 يونيو.

وأشار الموقع إلى أنه "بعد أن قال مستشار الأمن القومي جون بولتون الأسبوع الماضي أن الولايات المتحدة ستسعى لنزع السلاح النووي الكامل والشامل لكوريا الشمالية، قالت كوريا الشمالية علناً إنها لن تقبل مثل هذه النتيجة، وهددت بالانسحاب من الاجتماع إذا لم تعدل واشنطن موقفها".

ويرى الموقع أن الولايات المتحدة وكوريا الشمالية توقعتا منذ فترة طويلة نتائج متعارضة تماما من المحادثات، في ظل رغبة الولايات المتحدة في أن تتخلى كوريا الشمالية عن أسلحتها النووية، في حين تطالب كوريا الشمالية بالاعتراف بها كقوة نووية مشروعة، لكن لم يكن أي من الطرفين مستعدًا لمواجهة واقع الموقف.

ويرى "روبرت كيلي" أن الأمر كله يرجع إلى الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي-إن، ذو التوجهات اليسارية، وتولى منصبه في وقت كان يهدد ترامب بالحرب مع كوريا الشمالية، وبذل جهودًا كبيرة للتوسط في المفاوضات بين ترامب وكيم لإنهاء التوتر، وجزء من استراتيجيته هو تقديم وعود كبيرة حول ما يمكن أن تحققه المحادثات، حتى فكرة أن يفوز ترامب بجائزة نوبل لإغرائه.

ويرى "كيلي" أن البلدين يريدان أشياء مختلفة جوهريًا، وقال أن الاجتماع بين ترامب ومون يستهدف محاولة إصلاح الأمور، لكن لا أحد يعلم نتائجها.

ودارت ترجيحات "كيلي" لتطورات الأمر بأن إدارة مون بالغت في تقدير رغبة كوريا الشمالية، ومن المرجح أن تبالغ أيضا في ربط ترامب بمسار دبلوماسي لمنعه من التراجع إلى تهديدات الحرب التي وقعت في العام الماضي والتي أثارت مخاوف كوريا الجنوبية.

وفيما يخص الحديث عن ترشيح ترامب لجائزة نوبل لإغرائه من أجل منعه من خوض حرب، يرى "كيلي" أنه من غير المتوقع أن وسائل الإعلام الغربية ناقشت هذا الأمر بجدية.

ويرى أن كوريا الشمالية لن تنزع سلاحها النووي، وأن ما دفعها للتفاوض ليس الضغط المفروض عليها، وإنما لأنها أنشأت الردع النووي الكافي مع الولايات المتحدة.

ويرى أن ترامب لا يستحق جائزة نوبل، بسبب التهديد بالتدمير الكامل لكوريا الشمالية في الأمم المتحدة.

وأشار إلى أن وسائل الإعلام الأمريكية المحافظة لن تعترف بأن ترامب دفع كوريا الجنوبية للطاولة، وليس كوريا الشمالية، فقد تسبب خطاب ترامب العام الماضي في تخويف الكوريين الجنوبيين، وأصبح على إدارة "مون" تقديم تنازلات لتهدئة الوضع.

لذا رأى "كيلي" أنه من الأفضل أن يتم تأجيل القمة لحين العثور على أرضية مشتركة أكبر بين الدول الثلاث، والسماح للخبراء بالتوافق، لكن في نفس الوقت سيفتح تأخير الاجتماع المجال السياسي لبولتون.

ورجح أيضا حاجة ترامب لهذه القمة من أجل مزيد من تسويقه في الداخل على أنها فوز سياسي للتغطية على فضائحه، ومن الواضح أن الوقت الذي يسبق انعقاد القمة سيكون مثيرا.

 



[1] Zack Beauchamp, "Why Trump’s North Korea summit is going off the rails, explained by an expert", VOX, 21/5/2018, available through: https://www.vox.com/world/2018/5/21/17376130/north-korea-trump-kim-jong-un-summit-bbc-dad

adminu

كاتب ومدون

جميع المشاركات

المنشورات ذات الصلة

الأكثر قراءة

اتبعنا

التصنيفات

آخر المقالات

Edit Template

رؤية تحليلية للأخبار السياسية والاقتصادية في العالم العربي والإسلامي والعالمي، ودراسات استراتيجية للوضع السياسي المحلي والإقليمي والعالمي

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا لتلقي التحديثات على البريد الإلكتروني الخاص بك

You have been successfully Subscribed! Ops! Something went wrong, please try again.

جميع الحقوق محفوظة لرؤية للتخطيط والدراسات الاستراتيجية ©2022