اشتباكات طرابلس بين قوات باشاغا والدبيبة.. الدوافع والتداعيات والمسارات

شهدت العاصمة الليبية طرابلس، في 26 و27 أغسطس 2022، اندلاع مواجهات مسلحة في منطقتي  باب بن غشير وشارع الزاوية وسط طرابلس بين قوى مؤيدة لحكومة الاستقرار المفوضة من البرلمان الليبي بقيادة “فتحي باشاغا”، وعلى رأسها الكتيبة 777 بقيادة “هيثم التاجوري” والقوات التابعة لأسامة الجويلي من جانب، وجهاز “دعم الاستقرار” بقيادة “عبد الغني الككلي”، وهي القوات المؤيدة لحكومة الوحدة الوطنية بقيادة عبد الحميد الدبيبة من جانب أخر[1]. وذلك بعد محاولة قوات التاجوري والجويلي الاستيلاء على أراضٍ في طرابلس من عدة اتجاهات، لتصطدم بقوات دعم الاستقرار المساندة لحكومة الوحدة الوطنية، ولتنشب مواجهات عنيفة باستخدام الأسلحة الخفيفة والرشاشات الثقيلة وقذائف الهاون[2].

وتعد هذه الاشتباكات هي الاعنف منذ محاولة خليفة حفتر الاستيلاء على طرابلس عام 2019، حيث شهدت انخراط العديد من المجموعات المسلحة من غرب ليبيا، فعلى الرغم من أن الصراع كان قد بدأ بين “جهاز دعم الاستقرار” وكتيبة 777، إلا أنه سرعان ما اتسعت نطاق الاشتباكات لتشمل محاولة المجموعات المسلحة التابعة لحكومة باشاغا دخول طرابلس عبر ثلاث جبهات، من الجبهة الغربية عبر المجموعات القادمة من الزاوية، والجبهة الجنوبية عبر القوات المسلحة القادمة من الزنتان بقيادة أسامة الجويلي، وأخيراً الجبهة الشرقية من خلال القوات القادمة من مصراتة بقيادة “سالم جحا”. كما اتسعت الاشتباكات في وسط العاصمة طرابلس وأمتدت إلى عدة أحياء سكنية خصوصاً منطقتي باب بن غشير وشارع الزاوية وشارعي الصريم والجمهورية وسط طرابلس، الأمر الذي أسفر عن سقوط 32 قتلاً ونحو 160 جريحاً. وقد استمرت الاشتباكات لنحو يومين قبل أن تتوقف بشكل مفاجئ، وهو ما يعكس احتمالات وجود تحذيرات غربية (أمريكية بالأساس) من أجل توقف التصعيد[3]. وتسعي هذه الورقة إلي محاولة الوقوف علي دوافع الصراع بين الطرفين، وتداعيات هذا الصراع ومستقبله.

 

أولًا: سياق الصراع بين الدبيبة وباشاغا ودوافعه:

يمكن تفهم الدوافع والأسباب التي تقف خلف هذا التصعيد الحالي من خلال التعرف علي تطورات الأزمة الليبية عمومًا وفي طرابلس خصوصًا، والتي جاء التصعيد الأخير في سياقها، والتي تتمثل أبرزها في:

1- سياسيًا: على الرغم مما شهدته الساحة الليبية في الأشهر الأخيرة من تراجع نسبي للتفاعلات الصراعية والنزاعات المسلحة، إلا أن المشهد طغى عليه في المقابل حالة التأزم والاستقطاب السياسي، وتعدد هيئات الحكم التي تتنازع الحكم فيما بينها، خصوصًا مع تفويض مجلس النواب الليبي في فبراير 2022 لوزير الداخلية الأسبق فتحي باشاغا من أجل تشكيل حكومة جديدة تقود البلاد، وهي الخطوة التي رفضها رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، والذي أعلن عن تمسكه بالسلطة حتي تسليمها لحكومة منتخبة[4]، مستندًا في بقاء حكومته إلى مخرجات ملتقى الحوار الليبي الذي رعته الأمم المتحدة، بينما يرفض البرلمان تلك الرؤية، ويصر على سحب الثقة منه بدعوى فشل حكومته في المهام الموكلة إليها بمحاربة الفساد وتوحيد مؤسسات الدولة وعلى رأسها الجيش، والأهم عجزه عن إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها في 24 ديسمبر 2021.

يزيد الأمور تعقيدًا أن الانتخابات تأجلت إلى أجل غير مسمى، مع تأكيد الدبيبة أنه لن يسلم السلطة إلا عبر انتخابات، إذ أكد الرجل مرارًا أنه لن يقبل بأي صيغة أخرى للخروج من منصبه[5]، وفي ظل الانشغال الدولي بعدد من القضايا الأكثر إلحاحاً مثل الأزمة الأوكرانية، يبدو أنه قد تولدت قناعة لدى طرفي الصراع بأن الحل العسكري ربما يكون هو المحدد الحاسم. فضلًا عن الموقف التركي الحيادي وغير الداعم لأي طرف على حساب الأخر، ربما يكون قد وصل رسائل غير ملتبسة لطرفي الصراع بأن هذه إشارة غير مباشرة من أنقرة بعدم ممانعتها لحسم الصراع عسكريًا[6].

في ذات السياق، امتدت حالة الاستقطاب السياسي التي تشهدها البلاد لتشمل الجوانب التشريعية؛ ففي ظل الخلافات بين مجلس النواب الليبي والمجلس الأعلى للدولة، فشلت جهود ومحاولات بناء قاعدة دستورية مستقرة تُمهد لإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية في ليبيا، بما يضمن تجاوز المرحلة الانتقالية[7].

2- أمنيًا: بعد حرب اللواء المتقاعد خليفة حفتر الفاشلة على العاصمة الليبية في عام 2019، شهدت العاصمة طرابلس أربعة مشاريع حروب متتالية، منذ تكليف مجلس النواب المنعقد في طبرق، في فبراير 2022، باشاغا بتشكيل حكومة لتكون بديلة عن حكومة الدبيبة المستقرة في طرابلس. وكانت الحرب الأولى على وشك الوقوع، حين كانت مليشيات من مدينة مصراتة، تابعة لباشاغا، على مشارف العاصمة الليبية، في 10 مارس الماضي، بهدف اقتحامها، قبل أن تتراجع لفتح المجال لمفاوضات سياسية.

في المرة الثانية، تمكنت “قوة دعم الاستقرار” التابعة للدبيبة، في مايو الماضي، من تدمير مقار قوة “لواء النواصي” في مصيف طرابلس، وقاعدة بوستة البحرية، بعدما مكّنت هذه القوة باشاغا من دخول طرابلس لساعات. أما المرة الثالثة، فقد كانت في 22 يوليو الماضي، عندما هاجمت “قوة الردع” مقار “كتيبة ثوار طرابلس” في عين زاره، بعدما ظهرت على هذه الكتيبة علامات الميل لصالح معسكر باشاغا.

أما “الحرب” المصغرة الرابعة، فاندلعت في 26 و27 أغسطس الحالي، عندما هاجمت “قوة دعم الاستقرار” مقرات “الكتيبة 777”[8]. وتأتي تلك الحرب الأخيرة، بعدما تصاعدت حدة الخطاب بين باشاغا والدبيبة، فبينما طالب باشاغا من حكومة الدبيبة تسليم السلطة بشكل سلمي لتجنب البلاد اندلاع صراعات جديدة، داعياً المجموعات المسلحة الموالية للدبيبة إلى الانضمام الى الشرعية، في المقابل هدد “عبد الحميد الدبيبة” باستخدام القوة ضد أي محاولة لدخول طرابلس[9].

وقد ترافق حدة الخطاب بين الرجلين مع تكثيف حالة الحشد العسكري التي كانت قد سبقت الاشتباكات، والتي كانت تنبئ بشكل واضح بأن الأوضاع تتجه نحو التصعيد العسكري، خاصةً مع حشد باشاغا لقواته على حدود العاصمة من عدة جبهات، فيما كانت قوات الدبيبة تتمركز داخل طرابلس وتعيد نشر عناصرها للاستعداد لأي هجوم محتمل[10]. فقد شهدت الأسابيع الاخيرة تحركات مكثفة من قبل باشاغا في غرب ليبيا، نجح خلالها من حشد دعم واسع من المجموعات المسلحة في الغرب، خاصةً في مصراته والزاوية والزنتان، فضلاً عن الدعم القبلي الواسع لباشاغا في غرب ليبيا، وهو ما انعكس في اللقاءات التي عقدها مؤخراً مع عدد من أعيان وحكماء غرب ليبيا، والتي أعلن بعدها عن وجود دعوات مكثفة له للدخول إلى العاصمة. وقد رصدت بعض التقارير وصول مجموعات مسلحة قادمة من مصراته بقيادة “سالم جحا”، وقد تمركزت هذه المجموعات في جنوب طرابلس عند منطقة “العزيزية”، إلى جانب المجموعات المسلحة من الزنتان والتي يقودها “أسامة الجويلي”[11].

وفي المقابل، بادر عدد من القيادات الموالية للدبيبة إلى تفعيل ما كان يعرف باسم “مجلس طرابلس العسكري”، تزامنًا مع تحركات لأرتال تابعة للدبيبة بهدف تأمين مداخل ومخارج المدينة الجنوبية والغربية والشرقية، بالإضافة إلى إغلاق الطرق المؤدية إلى مطار طرابلس المغلق. وبدأت الميليشيات المسلحة الموالية لـ “الدبيبة” والتي يرأسها عبد الغني الككلي، والتي يُطلق عليها “قوات حماية الدستور”، في التمركز على طريق مطار طرابلس الدولي[12]. كما أصدر الدبيبة قراراً باعادة هيكلة “جماعة القوة المشتركة مصراتة” تحت مسمى جديد هو “لواء ليبيا”، وتكليفها بحماية مقر رئاسة الحكومة بالعاصمة طرابلس[13].

3- اقتصاديًا: سعي الدبيبة إلى السيطرة على المؤسسة الوطنية للنفط، وذلك بعدما أصدر قرارًا، في 12 يوليو 2022، بإقالة رئيس المؤسسة الوطنية للنفط، مصطفى صنع الله، والذي يقود مؤسسة النفط الليبية منذ عام 2015، وتعيين مجلس إدارة جديدة برئاسة فرحات بن قدارة، الذي شغل سابقًا منصب محافظ البنك المركزي[14]. وفي المقابل، فقد أصدر مجلس النواب قرارًا بإقالة رئيس المصرف المركزي الصديق الكبير، وهو القرار الذي تم رفضه من قبل المجلس الرئاسي وحكومة الدبيبة، ولا يزال المصرف يقوم بتحويل الأموال إلى حكومة الدبيبة، بينما يحجب الأموال التي أقرها البرلمان لموازنة حكومة باشاغا، ويكتفي بإرسال الرواتب فقط[15].

 

ثانيًا: تداعيات الصراع بين الطرفين:

تتمثل أبرز التداعيات التي قد تنتج عن الصراع بين باشاغا والدبيبة في:

1- سياسيًا: مع فشل قوات باشاغا في دخول طرابلس، وتعزيز قوات الدبيبة لمواقعها داخل العاصمة، فإن ذلك سيعزز أكثر من حالة استمرار الانقسام أو الازدواج الحكومي، ليبقى الدبيبة في الغرب واجهة للسلطة في البلاد، وعلى الجانب الآخر، سيتعين على باشاغا البقاء في الشرق من دون أن يتسلم مقاليد السلطة فعلياً باستلام مقار الحكومة[16].

فيما عكست البيانات الدولية والإقليمية عدم دعمها لأي طرف على حساب الأخر في الصراع الراهن داخل ليبيا، وهو ما يرسخ حالة الغموض واللبس في الموقف الدولي إزاء المشهد الليبي الراهن[17]. في وقت لا يبدو أن المجتمع الدولي في خضم انشغاله بصراعات أشد احتداما – مثل الأزمة الأوكرانية- مُهتما بما يدور في ليبيا، وعلى الأرجح أنه سيتجاهل الصراع العسكري مرة أخرى على أمل أن يفرض المنتصر شرعيته السياسية في النهاية[18].

وفي مقابل غموض المواقف الدولية من الطرفين، يبدو أن الموقف التركي أصبح أكثر وضوحًا بعدما كان هو الأخر غامضًا حول دعم أي من الدبيبة وباشاغا، فقد كشفت تلك الاشتباكات عن حقيقة الموقف التركي الداعم للدبيبة، فقبيل تلك الاشتباكات، فقد أشارت تقارير إعلامية إلي أن نائب رئيس جهاز المخابرات التركية، جمال الدين تشاليك، التقى في العاصمة الليبية طرابلس برئيس جهاز المخابرات الليبية والقادة العسكريين والأمنيين بالمنطقة الغربية، حيث أكد خلال اللقاء أن أمن العاصمة خط أحمر لا يمكن العبث به، وأنهم سيتعاملون مع أي طرف مهاجم بصفته عدوًا، من خلال الاتفاقية الأمنية والعسكرية الموقعة مع المجلس الرئاسي، حاثًا جميع الأطراف إلى التوافق مع حكومة الوحدة للوصول إلى الانتخابات[19].

وأثناء الاشتباكات، فقد استخدمت قوات الدبيبة الطائرات المسيرة (الدرونز) التي تتم قيادتها من الجانب التركي، وذلك عندما استهدفت المليشيات التي تحركت من الزنتان والزاوية وقطعت عليها الطريق، واضطرت إلى العودة إلى مواقعها مرة أخرى. وقد كانت هذه الطائرات أداة حاسمة في المعركة، وأسفر استخدامها عن نتائج لصالح الدبيبة، بل وربما كانت عامل المفاجاة غير المتوقعة، حيث شكك الجويلي بداية في استخدامها لكن الدبيبة عاد ليؤكد على الأمر[20].

وعقب تلك الاشتباكات، ففي البيان الصادر عن تركيا في 28 أغسطس؛ تعليقًا علي الاشتباكات بين الدبيبة وباشاغا، فقد تبنت موقف حكومة الدبيبة تمامًا، إذ دعت إلى ضرورة عقد انتخابات حرّة ونزيهة في جميع أرجاء ليبيا، وفي «أسرع وقت ممكن»، لضمان الاستقرار والأمن الدائمين في هذا البلد[21].

2- أمنيًا: مثلت الاشتباكات الأخيرة انتقاصاً من رصيد باشاغا داخلياً وخارجياً، خاصةً مع خسارة المجموعات التابعة له لعدد من المواقع الهامة التي كانت تتمركز فيها، فيما عززت هذه الاشتباكات من موقف الدبيبة، داخلياً عبر تعزيز سيطرته داخل العاصمة، وخارجياً عبر تقديم نفسه في صورة رد الفعل، وأن الطرف الآخر هو الذي يثير العنف[22].

وفي هذا السياق، فقد نجحت قوات حكومة الوحدة الوطنية في صد الهجوم الثاني من نوعه خلال ثلاثة أشهر، فيما أفضت الاشتباكات إلى سيطرة كاملة لـ6 مجاميع مسلحة داعمة للدبيبة، على رأسها “قوة دعم الاستقرار” القوية في طرابلس، على العاصمة بعد سيطرتها على مقرات الكتيبة 777، آخر معاقل باشاغا العسكرية في طرابلس، وانسحاب القوى المسلحة الموالية لباشاغا والآتية من مدينتي الزاوية والزنتان من محيط طرابلس الغربي والجنوبي تماماً، إلى مواقعها في الزنتان والزاوية، ما يعني إنهاء وجود كل القوى المسلحة الموالية لباشاغا في قلب العاصمة وتخومها الغربية والجنوبية، وليعلن الدبيبة، في خطاب وجهه لليبيين، عن نهاية “العدوان من دون رجعة”.

وعليه، فإن السيطرة في طرابلس باتت محسومة لصالح القوى المؤيدة للدبيبة، بعد تلك الاشتباكات، فالقوى المسيطرة في طرابلس حالياً هي: جهاز دعم الاستقرار(يقوده عبد الغني الككلي، ويتخذ من حي أبو سليم وسط العاصمة مركزاً له)، الكتيبة 301 مشاة (بقيادة عبد السلام زوبي، وتتمركز غربي العاصمة)، لواء 53 مشاة (بقيادة محمود بن رجب، وهذا الفصيل يصنف ضمن المجموعات العسكرية الكبيرة، ويتمتع مقاتلوه بتسليح وتدريب عاليين)، قوة غرفة العمليات المشتركة وقوات محمد بحرون (وهذان الفصيلان تلقى مقاتلوهما تدريبا مكثفا وتسليحا متطورا)، وهي كلها قوات موالية للدبيبة.

وفي المقابل، فقد خسرت الفصائل الموالية لحكومة باشاغا مواقعها  داخل طرابلس، وتتمثل هذه القوات في: قوات اللواء أسامة جويلي (تتمركز في جنوب غربي طرابلس)، اللواء 777 مشاة (بقيادة هيثم التاجوري، ويتخذ هذا اللواء من المعسكر 77 وسط العاصمة، مقرا له)، اللواء 217 (بقيادة سالم جحا، وهو فصيل مقاتلوه من مدينة مصراتة)، قوات من مدينة الزاوية (هناك قوات من مدينة الزاوية غربي طرابلس محسوبة على عضو مجلس النواب علي أبو زريبة).

فيما لا تزال هناك بعض الفصائل التي  لم تتخذ موقفا وتقف علي الحياد في الصراع بين الطرفين، تتمثل في: جهاز الردع لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة (يتخذ من قاعدة معيتيقة، مقراً له)، اللواء 444- قتال (بقيادة محمود حمزة، ويتمركز في جنوب غربي طرابلس)[23].

بينما في خارج طرابلس، صارت مدينتا الزاوية والزنتان، أبرز المدن ذات الثقل العسكري، خارج سيطرة حكومة الدبيبة، كما أن مصراتة تعيش انقساماً عسكرياً كبيراً؛ فلواء المحجوب والكتيبة 166 مواليان لباشاغا، أما القوة المشتركة فولاؤها للدبيبة، بينما تتخذ قوى مسلحة أخرى موقف الحياد، وأبرزها لواء الحلبوص[24].

وفيما يتعلق بالجبهة الشرقية التي أصبحت حليفة لباشاغا، فقد أكد حفتر علي وقوفه علي الحياد في الحرب بين الدبيبة وباشاغا بعدما كان هناك تحالف بين باشاغا وحفتر، وهو ما أكده المتحدث الرسمي باسم قيادة مليشيات حفتر، أحمد المسماري، على إحدى القنوات المؤيدة لسياسات حفتر، عندما كرر المسماري عبارة أن “ما يدور في طرابلس صراع على السلطة والقوات المسلحة (مليشيات حفتر) لا تدعم أي من الطرفين”. وقال المسماري إن “كلاً من الرجلين (الدبيبة وباشاغا) لديه قوة مسلحة وحلفاء على الأرض هناك، ومن سيتمركز في العاصمة، سواء قبل القتال أو بعده، هو من سيستطيع تمثيل الحكومة الليبية”.

وعلاوة على ما في هذا التصريح من نبذ لقرارات مجلس النواب بشأن شرعية حكومة باشاغا، فهو بمثابة إعلان لتقارب جديد مع الدبيبة، ولا سيما أن هذا “التقارب” ليس الأول. فقد سبق ذلك تقارب لهما من بوابة مؤسسة النفط عندما عيّن الدبيبة شخصية مقربة من حفتر (فرحات بن قدارة) لرئاسة المؤسسة التي تعد أكثر المؤسسات الليبية أهمية وحساسية[25].

 

ثالثًا: مستقبل الصراع ومساراته:

تطرح اشتباكات طرابلس العديد من السيناريوهات، والتي يمكن تجميعها في سيناريوهين أثنين هما:

1- السيناريو الأول: لا يمكن استبعاد تجدد الاشتباكات مرة أخرى خلال الفترة المقبلة، وربما يكون هذا السيناريو هو الأقرب حال عدم تدخل دولي حاسم لتجنب التصعيد مرة أخرى والتوصل إلى تسوية للأزمة.

وتتصاعد احتمالات هذا السيناريو في ظل استمرار الحشود العسكرية، والاتهامات المتبادلة بين باشاغا والدبيبة بشأن المسؤول عن هذه الاشتباكات، فبينما لوح باشاغا بأنه لا علاقة له بهذا التصعيد، وحمل الدبيبة مسؤولة الفوضى بالعاصمة، وجه الاخير اتهامات لباشاغا بشن هجمات على طرابلس، ولوح إلى أنه سوف يتم ملاحقة كافة المتورطين في الهجوم[26].

وقال “الدبيبة” في خطاب تلفزيوني: “سنلاحق كل من تورط في العدوان الأخير على طرابلس، من عسكريين ومدنيين، ساهموا بالعمل المباشر أو الدعم، وسنسعى لعدم إفلاتهم من العقاب”[27]. وليقوم المدعي العام العسكري التابع لحكومة الوحدة الوطنية، 28 أغسطس الحالي، باصدار أوامر بالقبض على كل من آمر المنطقة العسكرية الغربية اللواء أسامة الجويلي، ورئيس الحكومة المكلفة من مجلس النواب فتحي باشاغا، ووزير الصحة والناطق باسم الحكومة عثمان عبد الجليل، ورئيس الحزب الديمقراطي محمد صوان، ومنعهم من السفر ووضعهم في منظومة الترقب والوصول، على خلفية التحقيقات الجارية لديه في القضية رهن التحقيق بأحداث العدوان على مدينة طرابلس وترويع الآمنين بتاريخ 27 أغسطس الجاري[28].

وربما لن تقبل الحكومتين بإجراء مفاوضات أو وساطات بينهما لحل النزاع العسكري، خاصة بعدما وصفت حكومة الدبيبة ما حدث «بالغدر والخيانة»، وأوضحت أنها كانت تخوض مفاوضات لتجنيب العاصمة الدماء، بمبادرة ذاتية تلزم جميع الأطراف الذهاب للانتخابات في نهاية العام، كحل للأزمة السياسية، إلا أن الطرف الممثل لباشاغا تهرب في آخر لحظة، بعد أن كانت هناك مؤشرات إيجابية نحو الحل السلمي، بدلاً من العنف والفوضى. وقالت إن هذا التفاوض، الذي أبدت فيه الحكومة مرونة عالية، كان بمشاركة أطراف عسكرية وسياسية ممثلة للطرف الآخر، الذي أبدت بعض عناصره استجابة وطنية للسلام، وكان من المفترض أن يعقد جلسته الثالثة في 26 أغسطس 2022، في مدينة مصراتة لمناقشة تفاصيل الاتفاق، إلا أنها أُلغيت بشكل مفاجئ في آخر لحظة، بالتزامن مع التصعيدات العسكرية التي شهدتها طرابلس ومحيطها.

في المقابل، نفى باشاغا ما جاء في هذا البيان بخصوص رفض حكومته أي مفاوضات مع حكومة الدبيبة، وأكد أنه رحب طوال الأشهر الستة الماضية بكل المبادرات المحلية والدولية لحل أزمة انتقال السلطة سلمياً، لكن دون أي استجابة من الحكومة منتهية الولاية[29].

وفي حالة ما إذا تجدد الصراع بين الطرفين مرة أخري، فمن المتوقع أن يكون أشد حدة وأطول زمنًا وأكثر عددًا. ويمكن تلمس ذلك، في التصريحات التي أدلي بها حفتر، أثناء زيارته للجنوب حيث مدينة الكفرة، فهناك أطلق عددًا من التصريحات المثيرة للجدل لما تضمنته من توجيه رسائل وتحذيرات أثارت قلق البعض من نشوب حرب جديدة خاصة بعد قوله بأنه “لم نبنِ الجيش الوطني ليقف متفرجًا على ليبيا العزيزة يجرها العابثون إلى الهاوية”، مضيفًا “الشعب والجيش يد واحدة قادرة على تحطيم أصنام الساسة”[30].

فيما كشف الموقع الرسمي لعملية المراقبة الأوروبية الخاصة بمراقبة ومنع تهريب الأسلحة إلى ليبيا المعروفة بـ”إيريني”، عن استمرار خرق الأردن للقرارات الأممية؛ حيث يواصل بصورة سرية تهريب أسلحة ومعدات عسكرية إلى قوات “خليفة حفتر” في ليبيا. وقال الموقع إنه تم العثور على عدد كبير من الآليات المعدة للاستخدام العسكري، بعضها مزود بمدافع أسلحة معدلة أردنيًا ودروع وصناديق ذخيرة، على متن سفينة “إن في فيكتوري رورو”، قادمة من ميناء العقبة، والتي ترفع علم غينيا الاستوائية والتي تم تفتيشها في 18 يوليو الماضي قبالة السواحل الليبية، وتم سحبها لميناء مرسيليا الفرنسي[31].

وما قد يزيد الأمور تعقيدًا، أن تجدد الصراع هذه المرة قد يأتي كنوع من الحرب بالوكالة بين روسيا وأمريكا، وذلك في ظل إدراك روسيا لانخراط واشنطن المتزايد في ليبيا من أجل منع تكرار الاغلاق النفطي لحقول البترول في ليبيا. حيث أن مُجمل التحركات الأمريكية منذ اندلاع الحرب الروسية – الأوكرانية تستهدف زيادة إنتاج البترول من الدول المُصدرة للنفط، بهدف خفض الأسعار عالمياً والعمل على إيجاد مصادر بديلة عن النفط الروسي، خاصة أن ليبيا تمتلك أحد أكبر احتياطات النفط في أفريقيا. وبالتالي، فإن موسكو تستغل علاقاتها مع الشرق الليبي لزعزعة الاستقرار وإطالة أمد الأزمة؛ وذلك لممارسة مزيد من الضغط على أسواق النفط العالمية، ومن ثم إجهاض مخطط واشنطن الرامي لفرض حظر على النفط الروسي[32].

ومن تلك المحاولات الروسية، اسقاط مسيرة تابعة للجيش الأمريكي، بسلاح روسي، أثناء تحليقها بالقرب من محيط مركز قيادة قوات الشرق الليبي التي يتزعمها خليفة حفتر، بمنطقة الرجمة، بالقرب من مطار بنينا، والتي تزعم بعض المواقع الإخبارية أنها كانت تقوم بعمليات استطلاع وتجسس على مرتزقة شركة فاغنر الروسية، المنتشرين في المنطقة.

جدير بالذكر هنا، أن جهات غربية سجلت تضاعف أعداد فاغنر في ليبيا بعدما كانت تتناقص بسبب الحرب في أوكرانيا. فبعد أن كان الحديث عن 2200 عنصر من فاغنر، غادر منهم 1300 فرد، وبقي 900 في ليبيا في مارس الماضي. إلا أنه في أبريل الماضي، أي بعد شهر فقط، كشف موقع “فاينانشل تايمز” الأمريكي عن بقاء 5 آلاف عنصر من فاغنر في ليبيا، رغم انسحاب أكثر من ألف عنصر للمشاركة في الحرب ضد أوكرانيا. وبقاء 5 ألاف عنصر من فاغنر في ليبيا، يعني أن أعدادهم تضاعفت، وأن موسكو لا تنوي التخلي قريبا عن مواقعها في البلاد، بل تعززها في إطار صراعها المحتدم مع الغرب.

ولا تخف واشنطن قلقها من تواجد فاغنر في ليبيا، وتهديدها للجناح الجنوبي لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، وتسعى عبر طائراتها بدون طيار، لمراقبة نشاطاتهم وتحركاتهم. بالمقابل تسعى روسيا لتثبيت أقدامها في ليبيا وخاصة في الجهة الشرقية عبر دعمها لقوات حفتر، لكن تمركزها الأساسي في مدينة سرت وقاعدة الجفرة الجوية، وقاعدة براك الشاطئ الجوية. والتواجد العسكري الروسي بليبيا، يمنح موسكو القدرة على المناورة أمام زحف حلف الناتو نحو حدودها الغربية[33].

2- السيناريو الثاني: حل النزاع الحكومي بين باشاغا والدبيبة عبر وساطات دولية وتركية بالأساس من أجل صياغة تسوية تحول دون تكرار التصعيد، وتمهد الطريق نحو الانتخابات، مع عدم استبعاد الحديث عن خارطة طريق جديدة خلال الفترة المقبلة[34].

تتصاعد احتمالات هذا السيناريو في ظل ما كشفت عنه تقارير إعلامية من قيام باشاغا ومسؤولين رفيعي المستوى من حكومة الدبيبة بالتوجه إلى أنقره تلبية لدعوة تركية، وذلك بهدف إجراء مفاوضات بشأن تسوية النزاع الحكومي. وكانت وكالة “الأناضول” التركية أفادت بأن وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو، التقى، في 31 أغسطس الحالي، نائب رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية رمضان أبو جناح، حيث قيّم الطرفان “التطورات في ليبيا والعملية الانتخابية”، وفق ما كتبه الوزير التركي على “تويتر”. وكان الدبيبة أكد، خلاله لقائه بعدد من القيادات الاجتماعية والسياسية من مصراتة، في30 أغسطس، أن “اليد ما زالت ممدودة للخصوم للعمل معاً من أجل الوصول بليبيا إلى بر الأمان”[35].

وقد سبق أن تم طرح عدة مقترحات لحل النزاع الحكومي بين باشاغا والدبيبة لا تزال ممكنة التنفيذ، من بين هذه المقترحات؛ تشكيل حكومة إنقاذ تتولى تسيير الأعمال، إلى حين تهيئة الأوضاع وإجراء انتخابات قبل نهاية العام الحالي. وقد سبق أن أكد باشاغا استعداده تسليم الحكومة لأي شخص يتم التوافق عليه من قبل مجلسي النواب والدولة، حال تم التوصل إلى اتفاق بشأن تشكيل حكومة مصغرة تتولى السلطة لإدارة المرحلة الانتقالية وتنهي حالة الاستقطاب الحالية[36]. فيما نقلت تقارير إعلامية عن مصادر غربية، أن الدبيبة قد أبدى إمكانية تسليم السلطة إلى رئيس حكومة جديدة لا يكون باشاغا، على أن يكون مشاركاً في اختياره[37].

وفي حالة ما إذا فشل هذا المقترح (تشكيل حكومة تسيير أعمال بديلة عن الدبيبة وباشاغا)؛ فقد يتم اللجوء إلي إجراء انتخابات عامة في طل وجود الحكومتين، وفقًا لمقترح السفير الأميركي في ليبيا ريتشارد نورلاند[38].

وعقب الاشتباكات، تحدثت تقارير إعلامية عن عقد مفاوضات بين الأطراف المتنازعة لوضع مسارٍ جديد، وأن المفاوضات غير المباشرة المتواصلة في الوقت الراهن، وضعت عدة أسس غير قابلة للمساومة، أهمها ضرورة إجراء الانتخابات في أسرع وقت، والوصول إلى حلول توافقية تُنهي الانقسام الداخلي، مع آليات واضحة وجدول زمني معقول، والغض عما قام به جميع الأطراف في السنوات الماضية، بما يعني وأْد أي إمكانية للتحقيق والمحاسبة.

والظاهر أن الوسطاء يسعون للوصول إلى انتخابات تضْمن للجميع مناصب في مناطق بعيْنها، وفق خريطة توزّع نفوذهم، على أن تتم الدعوة إلى تعديل الدستور ووضع قوانين جديدة مع انتخاب السلطة الليبية قبل الصيف المقبل، وهو تصوُّر ترعاه مصر ودول خليجية ويحظى بتأييد فرنسي حتى الآن. وسيكون أساس هذا التصوّر هو المفاوضات التي جرت في مصر وسويسرا بين غرفتي البرلمان[39].

 

 

 

[1] “الأزمة الليبية وتساؤلات العودة إلى دائرة العنف”، المرصد المصري، 28/8/2022، الرابط:

[2] “اشتباكات طرابلس.. شبح الحرب المفتوحة يخيم على الأجواء الليبية”، نون بوست، 28/8/2022، الرابط:

[3] “الانعكاسات المحتملة للاشتباكات الاخيرة في العاصمة الليبية”، المركز القومي لدراسات الشرق الأوسط، 30/8/2022، الرابط:

[4] “الأزمة الليبية وتساؤلات العودة إلى دائرة العنف”، مرجع سابق.

[5] “صراع الدبيبة وباشاغا.. هل عادت الحرب الأهلية إلى ليبيا مجددا؟”، ميدان، 28/8/2022، الرابط:

[6] “الانعكاسات المحتملة للاشتباكات الاخيرة في العاصمة الليبية”، مرجع سابق.

[7] “الأزمة الليبية وتساؤلات العودة إلى دائرة العنف”، مرجع سابق.

[8] “اشتباكات طرابلس: خريطة جديدة للولاءات العسكرية في الغرب الليبي”، العربي الجديد، 30/8/2022، الرابط:

[9] ” هل يقف الغرب الليبي على حافة حرب أهلية جديدة؟”، المركز القومي لدراسات الشرق الأوسط، 27/8/2022، الرابط:

[10] “الانعكاسات المحتملة للاشتباكات الاخيرة في العاصمة الليبية”، مرجع سابق.

[11] ” هل يقف الغرب الليبي على حافة حرب أهلية جديدة؟”، مرجع سابق.

[12] “الأزمة الليبية وتساؤلات العودة إلى دائرة العنف”، مرجع سابق.

[13] ” هل يقف الغرب الليبي على حافة حرب أهلية جديدة؟”، مرجع سابق.

[14] “الأزمة الليبية وتساؤلات العودة إلى دائرة العنف”، مرجع سابق.

[15] “فشل نموذج “الحرب الخاطفة”: المشهد الليبي عقب معركة 27 أغسطس”، مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، 28/8/2022، الرابط:

[16] المرجع السابق.

[17] “الانعكاسات المحتملة للاشتباكات الاخيرة في العاصمة الليبية”، مرجع سابق.

[18] “صراع الدبيبة وباشاغا.. هل عادت الحرب الأهلية إلى ليبيا مجددا؟”، مرجع سابق.

[19] “لقاء رفيع المستوى بين المخابرات التركية والليبية لضبط أمن العاصمة طرابلس”، مركز صدارة للمعلومات والاستشارات، 25/8/2022، الرابط:

[20] “فشل نموذج “الحرب الخاطفة”: المشهد الليبي عقب معركة 27 أغسطس”، مرجع سابق.

[21] “بروفا حرب في طرابلس: الفوضى المستدامة”، الأخبار، 29/8/2022، الرابط: https://bit.ly/3wLrT5g

[22] “الانعكاسات المحتملة للاشتباكات الاخيرة في العاصمة الليبية”، مرجع سابق.

[23] “يتوزع ولاء معظمها بين الدبيبة وباشاغا.. قائمة ومعلومات عن التشكيلات المسلحة في طرابلس”، مرجع سابق.

[24] “اشتباكات طرابلس: خريطة جديدة للولاءات العسكرية في الغرب الليبي”، مرجع سابق.

[25] “ماذا بعد حرب طرابلس؟”، العربي الجديد، 1/9/2022، الرابط: https://bit.ly/3KDtbET

[26] “الانعكاسات المحتملة للاشتباكات الاخيرة في العاصمة الليبية”، مرجع سابق.

[27] “الدبيبة يعلن عن تحركات أمنية ويتوعد بملاحقة مهاجمي طرابلس”، الخليج الجديد، 28/8/2022، الرابط: https://bit.ly/3KGkVnJ

[28] “ليبيا: المدعي العام العسكري يصدر أوامر بالقبض على باشاغا والجويلي”، القدس العربي، 29/8/2022، الرابط: https://bit.ly/3KxveKT

[29] “عشرات الضحايا بمعارك عنيفة في طرابلس”، الشرق الأوسط جريدة العرب الدولية، 28/8/2022، الرابط: https://bit.ly/3pZ1YTM

[30] “حفتر يهدد ساسة ليبيا.. هل يخوض حربا جديدة؟”، عربي21، 31/8/2022، الرابط: https://bit.ly/3cxv2P0

[31] “الأردن يواصل إمداد قوات حفتر بالأسلحة تزامنًا مع محاولات اقتحام طرابلس”، صدارة للمعلومات والاستشارات، 31/8/2022، الرابط: https://bit.ly/3COkx4P

[32] ” صراع باشاغا – الدبيبة: دوافع الجدل حول آلية توزيع عوائد النفط في ليبيا”، مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة، 2/6/2022، الرابط: https://bit.ly/3MxV3de

[33] ” هل تشهد ليبيا مواجهة أمريكية روسية؟ (تحليل)”، الأناضول، 1/9/2022، الرابط: https://bit.ly/3wN34pB

[34] “الانعكاسات المحتملة للاشتباكات الاخيرة في العاصمة الليبية”، مرجع سابق.

[35] “محادثات لقادة ليبيين في القاهرة وأنقرة”، العربي الجديد، 31/8/2022، الرابط: https://bit.ly/3Q7XzZt

[36] “”النواب” و”الدولة” يشكلان لجنة لحل الخلاف حول شروط الترشح”، عربي21، 13/6/2022، الرابط:  https://bit.ly/3mIxILb

[37] “أفكار لتسوية ليبية: حل الأزمة باستبعاد الدبيبة وباشاغا؟”، العربي الجديد، 16/6/2022، الرابط: https://bit.ly/3b6bvEn

[38] “انتخابات ليبيا قد تحصل في ظل حكومتين.. واشنطن تقترح”، العربية نت، 29/6/2022، الرابط: https://bit.ly/3CPEAjn

[39] “ليبيا | الدبيبة – باشاغا: مفاوضاتٌ لا تُسكت البنادق”، الأخبار، 31/8/2022، الرابط: https://bit.ly/3Q8Szn3

Editor P.S.

كاتب ومدون

جميع المشاركات

المنشورات ذات الصلة

الأكثر قراءة

اتبعنا

التصنيفات

آخر المقالات

Edit Template

رؤية تحليلية للأخبار السياسية والاقتصادية في العالم العربي والإسلامي والعالمي، ودراسات استراتيجية للوضع السياسي المحلي والإقليمي والعالمي

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا لتلقي التحديثات على البريد الإلكتروني الخاص بك

You have been successfully Subscribed! Ops! Something went wrong, please try again.

جميع الحقوق محفوظة لرؤية للتخطيط والدراسات الاستراتيجية ©2022