هل يصل قطار العلاقات الصهيونية للسودان؟

 هل يصل قطار العلاقات الصهيونية للسودان؟

 

"بعد سلطنة عمان وتشاد، السودان والبحرين ينتظران نتنياهو" .. هكذا خرجت الصحف الصهيونية تهلل لزيارة رئيس تشاد "ادريس ديبي" إلى تل أبيب في أول زيارة رسمية منذ 46 عامًا حين تم قطع العلاقات من جانب غالبية الدول الافريقية مع دولة الاحتلال عام 1972.

ما فتح الباب أمام هذه التكهنات الصهيونية هو حديث رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو يوم 25 نوفمبر 2018، عن زيارات قريبة إلى دول عربية لا تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل على غرار زيارته المفاجئة لسلطنة عمان، حيث استقبله السلطان قابوس.

ثم تطوعت الصحف الإسرائيلية لتشير إلى مساع مكثفة لتحسين العلاقات مع البحرين والسودان أيضا.

والغريب ان هذه الهوجة من التطبيع الصهيوني العربي الافريقي تأتي في الوقت الذي يمارس فيه الاحتلال حصارا خانقا على غزة ويستمر في عدوانه على الفلسطينيين، ويرفض اعادة اراضي محتلة في سوريا (الجولان) وفلسطين، ما يطرح تساؤلات حول اسباب هذا التطبيع الملحة من الجانب العربي والافريقي خصوصا، ولماذا تخلي العرب عن معادلة "السلام مقابل الارض" بلا ثمن؟!.

3 اهداف لإسرائيل من وراء التطبيع

الاهداف الصهيونية من وراء هذا التطبيع الاخير لم تخفيها صحف الاحتلال ولا المسئولون والمراسلون الصهاينة وهي تتلخص في ثلاثة: البحث عن "الشرعية والاعتراف" بالدولة الصهيونية، والسعي لاستغلال موارد طبيعية في هذه الدولة مثل؛ توفير اليورانيوم لقنابل اسرائيل النووية من تشاد، فضلا عن السعي لاستغلال أجواء هذه الدول في اختصار وتوفير طرق مواصلات جوية للطيران الاسرائيلي تخدمه تجاريا واستراتيجيا.

البحث عن "الشرعية" سر تكالب الاحتلال علي العرب

تفسر رئيسة تحرير موقع "المصدر" الإسرائيلي "شيمريت مئير" هذا التكالب الاسرائيلي على الدول العربية والاسلامية في بحث دولة الاحتلال عن "الشرعية"، و"الاعتراف"، مؤكدا أن أقل ما تحتاجه إسرائيل من هذه الدول ذات أنظمة الحكم الدكتاتورية هو الشرعية.

وتقول "مئير" أن "إحدى السمات الأساسية في الحمض النووي الإسرائيلي هو التوق، الذي يكون مؤثرا أحيانا ومثيرا للشفقة في أحيان أخرى، من أجل الحصول على الاعتراف، الشرعية، والقبول، في العالم العربي والإسلامي"، وأنه "من أجل التقاط صورة مع زعيم عربي أو مسلم، فإن الزعماء الإسرائيليين من اليسار واليمين، مستعدون للدفع بالعملة الصعبة رغم أن قيمة هذه الصور ليست كبيرة" بحسب زعمها.

وتبرر ذلك بان "إسرائيل أشبه بجزيرة صغيرة تقع في حيز يسود فيه العداء والعنف، لهذا من الأفضل لها أن تبني جسورا عندما تسنح لها الفرصة، تعقد تحالفات، وأن تبذل قصارى جهودها لتطبيع العلاقات مع الدول التي يمكن القيام بهذه الخطوة معها".

وذكرت اسباب اخري منها إن: "إسرائيل دولة قوية وقادرة على المساهمة كثيرا من أجل الدول الجارة، في مجال التكنولوجيا، والطب، والزراعة، ومجال الأسلحة والاستخبارات المتقدمة".

ولكن "مئير" دعت الاسرائيليين لعدم الانفعال والانبهار وتوقع الاكبر من وراء لقاءات نتنياهو مع رئيس تشاد وملك سلطنة عمان، مؤكده أنه: "لن تُقام علاقات دبلوماسية الآن بين اسرائيل وتشاد، والعلاقات الاقتصادية بينهما قائمة منذ زمن، ولكن اسرائيل ستواصل بيع الأسلحة للرئيس ديبي، الذي لديه ماض مثير للشك في مجال حقوق الإنسان".

وترجح مكاسب الرئيس التشادي "ديبي" بانه يريد هذه الصور في إسرائيل كي تكون مفيدة له في الحصول على مساعدة دولية ودعم من واشنطن"، كما أن هذه الخطوة هامة أيضا من أجل نتنياهو، الذي يرغب في إظهار إنجازات سياسية قبيل الانتخابات.

أهداف السودان واسرائيل من العلاقات

قد تبدو العلاقات الاسرائيلية مع سلطنة عمان او البحرين أو تشاد أمرا طبيعيا في ظل التاريخ السري للقاءات بين هذه الاطراف وبعضها البعض، ولكن اللغز الحقيقي هو السودان، ليس فقط لأن الخرطوم هي بلد اللاءات العربية الثلاثة في مؤتمر قمة الخرطوم العربية الشهيرة 29 أغسطس 1967 بعد هزيمة 1967 (لا صلح ولا اعتراف ولا تفاوض مع العدو الصهيوني)، ولكن أيضا لأن طيران الاحتلال سبق ان قصف السودان 3 مرات بدعوي منع مرور سلاح لغزة من البحر الاحمر، ما يجعل الامر مرتبط بعداء سياسي.

ويبدو أن تل ابيب تراهن على موجة التطبيع في مساعدتها على تحقيق مكاسب أمنية ذات طابع استراتيجي، مثل أن تفيدها علاقتها مع نظام الحكم في السودان في اخراج الخرطوم من قائمة الإرهاب الأمريكية مقابل تعاون السودان معها في منع حركة نقل السلاح الإيراني إلى حزب الله وحركة حماس-كما تدعي أمريكا واسرائيل ، حيث أن إسرائيل كانت تتهم السلطات السودانية بالسماح بنقل السلاح إلى هذين الفصيلين، وسبق أن شنت عمليات قصف داخل الأراضي السودانية ثلاث مرات.

وجزء من تفسير هذا اللغز رواه "شمعون آران" مراسل هيئة البث الإسرائيلي (مكان) وهو يسرد تفاصيل عن العلاقات كاشفا أن "الدبلوماسي الإسرائيلي بروس كشدان التقى سرا في اسطنبول قبل حوالي عام بمجموعة من المسؤولين السودانيين الكبار برئاسة مساعد خاص لرئيس المخابرات السودانية، وبحثوا توطيد العلاقات بين إسرائيل والسودان في مجالات مختلفة"، بحسب زعمه.

واوضح أن "الدبلوماسي الإسرائيلي بروس كشدان يعمل منذ التسعينات مبعوثا خاصا لوزارة الخارجية في دول الخليج التي لا تقيم علاقات مع إسرائيل، وأن "كشدان التقى بالمسؤول السوداني في منزل رجل اعمال تركي مقرب من رئيس السودان عمر البشير في اسطنبول، في مسعى لفتح قناة تحاور بين إسرائيل والسودان"، أي انها باعترافه مجرد محاولة.

ويبدو ما زعمته صحيفة "هآرتس" بشأن توسط إسرائيل للسودان في البيت الأبيض من أجل تخفيق العقوبات الاقتصادية، على خلفية قطع السودان علاقتها مع إيران، ووقف تهريب الأسلحة عبرها إلى قطاع غزة، مبررا منطقيا لوجود قناة اتصال خلفية استخبارية بين الخرطوم وتل ابيب.

فقد أفادت تقارير سابقة قبل عامين بأن إسرائيل توجهت إلى الإدارة الأمريكية ودول أخرى وشجعتها على تحسين علاقاتها مع السودان ومكافئتها، على خلفية قطعها علاقاتها مع إيران.

أما المكاسب الصهيونية مع العلاقات مع السودان فهي "الشرعية والاعتراف" اللذان تبحثان عنهما تل ابيب لدي أي عاصمة عربية أو اسلامية، كما أن إسرائيل ستستفيد من تسوية العلاقات مع السودان وتشاد في تقصير الرحلات الجوية إلى جنوب أمريكا، كما تقول "هآرتس".

حيث ذكرت القناة العبرية الثانية، أنه فيما لو تمت تسوية العلاقات مع السودان، فإن مسار الطيران من "إسرائيل" إلى البرازيل سيتم تقصيره، عندما تتمكن طائرات شركة "العال" الإسرائيلية المتوجهة إليها من استخدام المجال الجوي السوداني والتشادي.

والغريب أنه لم يصدر نفي سوداني رسمي للرواية الصهيونية علي اعلي المستويات، واكتفي أحد قيادات الحزب الحاكم في السودان، عبد السخي عباس، بنفي صحة التقارير الإسرائيلية، عن مساعٍ لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، ونية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو زيارة الخرطوم.

وقال إن "الأنباء عن زيارة لنتنياهو غير صحيحة"، مشيرًا إلى أن "نتنياهو لا يمكنه زيارة السودان بسبب استمرار احتلال فلسطين والاعتداء على المقدسات في القدس ومع المسلمين من ممارسة شعائرهم الدينية"، ولكنه أشار إلى أنه "في حال قامت إسرائيل بالكف عن ممارساتها العدائية تجاه فلسطين، يمكن للسودان تأسيس علاقة معها بعيدًا عن التأثيرات الدينية".

اليورانيوم سر الرهان الإسرائيلي على تشاد

يقول المحلل الفلسطيني صالح النعامي أن "الاستفادة من احتياطات اليورانيوم التشادي في مواصلة المشروع النووي هو أحد اهداف التقارب الصهيوني الاخير مع تشاد، كما أن المكانة الجيواستراتيجية لتشاد تسمح لإسرائيل بمراقبة حركة نقل السلاح من ليبيا، الذي تدعي تل أبيب أنه يصل إلى غزة".

ايضا العلاقات مع تشاد تساهم في: "تجنيد تشاد في التصويت لصالح إسرائيل في المحافل الدولية، واستغلال مجالها الجوي في تقصير المسافة التي تقطعها طائرات شركة العال الإسرائيلية في طريقها إلى أمريكا الجنوبية، كما أن كونها دولة إسلامية تشجع العلاقة معها دولا اسلامية أخرى على أن تحذو حذوها".

وقد اشار موقع "ديبكا" الاستخباري الصهيوني لأن قضية النفط الليبي تسيطر على خفايا إعادة العلاقات بين اسرائيل وتشاد، فالجيش التشادي يقاتل على ثلاث جبهات قرب الجنوب الليبي، وخاصة في المنطقة الغنية بمنابع النفط حيث أنابيب نقله إلى موانئ التصدير على سواحل البحر المتوسط، ما يجعله بحاجة للسلاح الذي تزوده به تل ابيب.

40 دعوة عربية واسلامية لنتنياهو!

وعلى ما يبدو فإن تل ابيب تراهن على موجة التطبيع في مساعدتها على تحقيق مكاسب أمنية ذات طابع استراتيجي، مثل أن تفيدها علاقتها مع نظام الحكم في السودان في اخراج الخرطوم من قائمة الإرهاب الأمريكية مقابل تعاون السودان معها في منع حركة نقل السلاح الإيراني إلى حزب الله وحركة حماس، حيث أن إسرائيل كانت تتهم السلطات السودانية بالسماح بنقل السلاح إلى هذين الفصيلين، وسبق أن شنت عمليات قصف داخل الأراضي السودانية ثلاث مرات.

ربما لهذا كشف سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة، داني دانون، النقاب عن لقاءات سرية جمعت رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بعدد من رؤساء الدول التي لا تقيم علاقات دبلوماسية مع تل أبيب دون اعلانها حتى الان.

ونقلت القناة العبرية السابعة عن دانون، قوله إن نتنياهو اجتمع سرًا مع عدد من زعماء الدول العربية والإسلامية، بالإضافة إلى دول أخرى، ورجح دانون أن تشهد الفترة المقبلة مزيدًا من التطورات في هذا الملف، وأن تكون هناك اجتماعات ولقاءات وزيارات علنية.

ولفت إلى أنه بصفته سفيرًا لـ “إسرائيل” لدى الأمم المتحدة، فقد أجرى هو الآخر اتصالات وعقد لقاءات مع ممثلي بلدان ليس لها علاقات مع تل أبيب، مبينًا أن بعض تلك الدول باتت تمتنع عن التصويت ضد إسرائيل في الأمم المتحدة.

وقد تباهى نتنياهو يوم 28 نوفمبر 2018 أمام كتلة حزبه البرلمانية بأنه لديه 40 دعوة لزيارة دول منها دول عربية وإسلامية، وأنه عازم على إجابة أربع دعوات فقط!.

مخاطر التمدد الصهيوني بالعمق العربي والافريقي

تتمثل مخاطر هذه الهجمة التطبيعية الصهيونية مع دول عربية وأفريقية في عدد من النقاط والتداعيات الاستراتيجية على النحو التالي:

1-      منذ إنشاء دولة الاحتلال في نهاية الاربعينات من القرن الماضي، سعت "إسرائيل" منذ الخمسينات إلى بناء قاعدة استراتيجية تحقق لها الهيمنة الإقليمية على محيطها الأفريقي باعتباره يمثل المجال الحيوي لوجودها، لهذا لجأت في منطقة حوض النيل لسياسة "شد الأطراف"، أي دعم الجماعات المارقة لتفكيك دول افريقية مثل جنوب السودان، وكذا تحسين علاقاتها مع دول حوض النيل لقناعتها أن الهيمنة والسيطرة على نهر النيل هو واحد من الأهداف الحيوية والتاريخية للاحتلال خاصة في حربه مع الدولة العربية والافريقية الاكبر (مصر)، لهذا جاءت الموجة التطبيعية الجديدة لتعزيز هذه المصالح الاستراتيجية المتعلقة بتهديد أمنها القومي من قبل الدول العربية، من خلال اختراقها للحزام الجنوبي في مناطق التَماس العربية الأفريقية، مثل تشاد وكينيا وأوغندا، واختراق الحزام المالي للدول العربية المتمثل في دول الخليج.

2-      ظلت دولة الاحتلال محاصرة من جهة البحر الاحمر وليس لها منفذ في هذه المنطقة حتى حرب 1967 حين هزمت الجيش المصري ثم توقيع اتفاقيات كامب ديفيد، ولكن التحرر الصهيوني الاكبر ورفع الحصار عنها في منطقة البحر الاحمر لم يحظ بمكاسب استراتيجية سوي في اعقاب تسليم مصر جزيرتي تيران وصنافير للسعودية التي سمحت بموجب تعهد رسمي ارسل لمصر واسرائيل بالسماح بحرية الملاحة الصهيونية في مضيق تيران والبحر الاحمر، وجاء التطبيع مع باقي دول الخليج وتقوية الشراكة الصهيونية الاثيوبية والتطبيع مع تشاد وغيرها ليفتح الطريق أكثر نحو انهاء حقبة حصار دولة الاحتلال في منطقة البحر الاحمر ومنع تحويله إلى بحيرة عربية، مستغلة في ذلك عمليات التسليح التي تقدمها "إسرائيل" للدول الأفريقية ومنها تشاد.

3-       تمتلك أفريقيا 30% من الثروات المعدنية في العالم، التي تحتاجها دولة الاحتلال خاصة اليورانيوم المستخدم في المفاعلات والسلاح النووي، كما ظهر في العديد من دولها النفط الذي يسعي الاحتلال لتأمينه من مصادر قريبة توفيرا للنفقات (من نيجيريا وأنجولا والجابون ومنطقة خليج غينيا وشرق أفريقيا)، وتأتي الأهمية الاقتصادية الأفريقية بالنسبة لـ "إسرائيل"، بموجب عدة اعتبارات، أبرزها غناها بالثروات المعدنية والموارد الطبيعية، بأسعار رخيصة لدعم صناعاتها، فضلاً عن استغلالها كأسواق لتصدير منتجاتها، حيث وفرت أفريقيا للاحتلال الماس، الذي تسيطر شركات الاحتلال على 75% من مناجم الماس الموجودة في أفريقيا، وكذا اليورانيوم الذي وفرته عدة دول اخرها تشاد.

4-      سياسيا، ينهي هذا التطبيع الخليجي مع دولة الاحتلال مخاوف دول اخري قطعت علاقتها سابقا مع الاحتلال ويدفعها لإعادة العلاقات، ما يوفر للاحتلال "الشرعية والاعتراف" اللذان يسعي لهما، كما يرفع عن كاهل الاحتلال أي ضغوط كي يعيد الارض المحتلة الي الفلسطينيين أو السوريين وينهي معادلة "الارض مقابل السلام والتطبيع"، ويجعل الارض رهنا للاحتلال يرفض اعادته لأنها باتت بلا ثمن.

5-      تعزيز التطبيع الصهيوني الخليجي الافريقي ينهي مشكلة كبري تواجه الاحتلال هي ارتفاع نسبة الدول المصوتة ضد تل ابيب في المنظمات الدولية، حيث تسعى "إسرائيل" إلى محاولة التأثير على السلوك التصويتي للدول الأفريقية في الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى من أجل تأييد "إسرائيل" وخدمة مصالحها ودعم مركزها الدولي، كما تسعى إلى إضعاف التأييد الأفريقي للقضايا العربية وكسب تأييد الرأي العام الأفريقي لها، خاصةً في القضايا ذات العلاقة بالصراع العربي الإسرائيلي، الأمر الذى يمكنه أن يُفقد العرب رصيداً كبيراً من التأييد الدولي لهم، بحكم الثقل التصويتي لدول القارة في المنظمات الدولية، فإسرائيل" تدرك أهمية وثقل كتلة التصويت الأفريقية بالأمم المتحدة والمنظمات الدولية، حيث تشكل حوالي 31-32% من إجمالي أصوات أعضاء منظمة الأمم المتحدة.

 

 

adminu

كاتب ومدون

جميع المشاركات

المنشورات ذات الصلة

الأكثر قراءة

اتبعنا

التصنيفات

آخر المقالات

Edit Template

رؤية تحليلية للأخبار السياسية والاقتصادية في العالم العربي والإسلامي والعالمي، ودراسات استراتيجية للوضع السياسي المحلي والإقليمي والعالمي

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا لتلقي التحديثات على البريد الإلكتروني الخاص بك

You have been successfully Subscribed! Ops! Something went wrong, please try again.

جميع الحقوق محفوظة لرؤية للتخطيط والدراسات الاستراتيجية ©2022