الازمة اليمنية تواصل الحرب وتغير التكتيكات

تشهد الازمة اليمنية تطورات كبيرة علي الارض، حيث بدأ التحالف بعد فترة من الركود في تحقيق بعض الانتصارات علي الارض، وإن كان الواضح ان السعودية تتحرك في اليمن الأن وبعد فترة طويلة من الصراع بما يخدم امنها القومي بالدرجة الاولي وليس بما يخدم الشعب اليمني ويحقق طموحه في القضاء علي الانقلاب علي الشرعية واستعادة المسار الديموقراطي من جديد.
حيث تعمل المملكة علي تأمين مناطق الجوار الجغرافي والتى تسببت خلال الفترة الماضية في تكبيد المملكة خسائر جمة في الارواح وعمل تهديدات حقيقية لامن واستقرار المملكة في الجنوب، وهو ما تخشى المملكة من تطوره للدرجه التى تهدد امن النظام وتظهر عجزه عن تأمين حدود المملكة مع اليمن، هذا من ناحية.
ومن ناحية اخرى تعمل المملكة علي قطع طرق الامدادات البحرية عن جماعة الحوثي من خلال السيطرة علي مناطق التماس البحري واخراج جماعة الحوثي وعلي عبدالله صالح منها، تلك المناطق التى تشهد حاليا صراعا شرسا بين الطرفين للسيطرة علي تلك المناطق.
ويبدو ان ما ساعد المملكة والتحالف الذي تقوده لتحقيق ذلك عدة امور من اهمها: الانشغال الروسي والايراني في الملف السوري، واستشعار ايران الخطر من ضياع مكتسباتها في سورية وخروجها والنظام خاسرين من مؤتمر الاستانة خاصة وان الواضح ان نية المجتمع الدولي وعلي راسه روسيا تتجه نحو تهدئة هذا الملف بالرغم من عدم حسمه حتى الان، يضاف الي ذلك الضغوط التى باتت تتعرض لها ايران من قبل ا لولايات المتحدة بسبب تخوفها من سياسات ترمب المستقبلية تجاهها بعد شهر عسل طويل مع ادارة اوباما السابقة، مع يجعل ايران تغفل قليلا عن الملف اليمني وتترك جماعة الحوثي وصالح يديرا امورهما بنفسهما خلال تلك الفترة، ما فتح المجال امام المملكة لاستغلال الانشغال الايراني لتوجيه ضربات قاصمة للحوثيين في اليمن.
يضاف الي ذلك ايضا استغلال النظام السعودي محاولات النظام المصري استرضاءه لاحكام الحركة داخل البحر الاحمر ووضع حد للنشاطات الغير شرعية والتى كانت السبب الرئيسي وراء امداد الحوثيين بالسلاح خلال الفترة الماضية، الامر الذي يعني ان جماعة الحوثي اليمن تبدو تحت ضغط شديد بسبب نجاح المملكة في استغلال التغيرات الدولية لصالحها وتوظيف تلك التغييرات من اجل تحقيق مكاسب علي الارض، ولكن يبقى السؤال هل تنجح المملكة في الاستمرار في تحقيق النجاح في اليمن؟
وفي الواقع ان ما تحققه المملكة اليوم هو نجاح مؤقت للعديد من الاسباب، اهمها ان ايران التى يبدو انها خسرت حتى الان في الملف السوري لن تسمح بضياع اليمن، بل ستعاود العمل علي تقديم كافة انواع الدعم المادي والمعنوي الي الحوثيين من اجل البقاء والحفاظ علي مواقعهم الاستراتيجية في اليمن، وذلك لتيقنها من ان ذلك من شأنه ان يخفف من الضغط عليها سواء في العراق او حتى في سورية، إ ذ من شأن نجاح السعودية في احراز تقدم حقيقي في اليمن ان يغريها بمعاودة دعم فصائل المقاومة في سورية لمجابهة النظام واسترداد الاراضي والمناطق التى فقدوها خلال الفترة الماضية هذا من ناحية.
ومن ناحية اخرى تخشى ايران علي انهيار مشروع الهلال الشيعي الخاص بها وفقدان السيطرة علي الممرات الحيوية في المنطقة وترك المجال للسعودية لممارسة دور قيادي في المنطقة علي حسابها، خاصة وانها تبذل قصاري جهدها من اجل التحول من لاعب هامشي الي لاعب استراتيجي في منطقة الشرق الاوسط.
اما علي الصعيد الدولي فليس من مصلحة امريكا ولا الادارة الامريكية الجديدة التى تسعى لبيع خدماتها الامنية لدول الخليج عموما والسعودية علي وجه الخصوص استتباب الاوضاع في اليمن لصالح السعودية، ما يعني ان الولايات المتحدة ستعمل علي استمرار الصراع اليمني لاطول فترة ممكنة حتى يتم استنزاف السعودية والممالك الخليجية في صراعات وهمية تعود بالنفع علي الولايات المتحدة والادارة الجديدة.
الامر نفسه بالنسبة لروسيا التى ستلعب علي كافة الاطراف من اجل الحصول علي جزء من الكعكة الخليجية، خاصة وانها حتى الان لم تجني اي مكاسب من تدخلها في الصراع السوري، الامر الذي يعني ان الصراع في اليمن سوف يطول وان ذلك سيكون في النهاية علي حساب الشعب اليمني وامنه واستقراره.
 

adminu

كاتب ومدون

جميع المشاركات

المنشورات ذات الصلة

الأكثر قراءة

اتبعنا

التصنيفات

آخر المقالات

Edit Template

رؤية تحليلية للأخبار السياسية والاقتصادية في العالم العربي والإسلامي والعالمي، ودراسات استراتيجية للوضع السياسي المحلي والإقليمي والعالمي

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا لتلقي التحديثات على البريد الإلكتروني الخاص بك

You have been successfully Subscribed! Ops! Something went wrong, please try again.

جميع الحقوق محفوظة لرؤية للتخطيط والدراسات الاستراتيجية ©2022