المشهد السياسي الأسبوعي 9 يونيو 2019
المشهد السياسي الأسبوعي 9 يونيو 2019 أولاً المشهد المصري – صدام جديد بين الأزهر والسيسي حول الإسلاموفوبيا صدام جديد اشتعل بين رئيس النظام الانقلابي في مصر عبد الفتاح السيسي وشيخ الازهر أحمد الطيب بعد حديث كل منهما عن الإسلاموفوبيا. شيخ الأزهر اتهم في حديثه الغرب بتشويه صورة الإسلام، بينما سارع السيسي بنفي ذلك الاتهام والرد بأن "ممارسات المسلمين هي المسؤولة عن الإساءة لصورة الإسلام حول العالم". جاء هذا خلال احتفالية وزارة الأوقاف بليلة القدر للعام الهجري الجاري 1440. وكان شيخ الأزهر قد قال في حديثه: " على الرغم من إدانة العالم الإسلامي الدائمة للإرهاب، إلا أن كل ذلك لم يفلح في تصحيح صورة الإسلام والمسلمين في نظر الغرب وأمريكا، لأن المطلوب هو إدانة الإسلام ورميه بأفظع البذاءات والاتهامات". وأضاف الطيب: "المسلمون دَفَعُوا ثمنًا فادِحًا من دمائهم وأشلائهم في الحروب الصليبيَّة، ومع ذلك لم يجرؤ مُؤرِّخ ولا كاتب مسلم أن يتفوَّه بكلمةٍ واحدةٍ تُسئ إلى المسيحية أو اليهودية كأديان إلهيَّة". وتابع: "إننا حين نَذْكُر المجازر البشعة التي تعرَّض لها المسلمون على أيدي أبناء الأديان الأخرى – فإنَّنا لا نُحمِّلها لهذه الأديان ، فهناك فرق هائل بين الأديان والمؤمنين بها، وبين المتاجرين بالدِّين في أسواق السِّلاح وإشعال الحروب". وعن الإسلاموفوبيا قال الطيب: "لن تجرؤ جريدة أو قناة أو برنامج فضائي في الغرب أو الشرق، على مجرَّد النطق بفوبيا ما شئت من المِلَل والنِّحَل والمذاهب .. على الرغم من التاريخ يَشْهَد على أنَّ الأديان كلها نُسِبَت إليها أعمال عُنف". وأردف: "ما كان للإسلاموفوبيا أن تتجذَّر في الثقافة الغربية، لولا التمويلُ الضَّخم المخصَّصُ لدعمِ الاستعمار الحديث، وسياسته الجديدة في الهيمنة والانقضاض على ثروات العالَمين العربي والإسلامي، و تقاعسنا نحن: العربَ والمسلمين". أما السيسي فقد قال: "الذين يقدمون الدين بشكل سيء هم أهله، وممارسات المسلمين هي جزء أساسي في الإساءة للإسلام، فحينما تعطي تأشيرة في دولة مسلمة لضيف أيًا ما كان هذا الضيف، يهودي مسيحي بوذي بلا دين، هل يكون آمنا في بلاد المسلمين أم لا؟ المسلمون ليسوا آمنين في بلادهم فهم يُقتلون في بلادهم، ليس منذ خمس سنوات فقط وإنما بأيادي أناس منا، وننفق على تأمين أنفسنا أرقاما هائلة نتيجة هذا الفكر". ويؤكد ذلك أن تصورات السيسي منسحقة تماماً ومنسجمة بصورة شبه كلية مع الرؤي المتطرفة المعادية للإسلام والمسلمين وهي الرؤي التي يعبر عنها الاسستشراق واليمين الشعبوي القومي المتطرف الذي تمثله شخصيات مثل دونالد ترامب والكنائيس الانجليكانية، ويري السيسي نفسه مسئولاً عن الدين وتقديمه للناس بعد تشويهه بما يحقق مصلحته ومصالح القوي الداعمة له في الغرب وإسرائيل[1]. -هل انتهى الإسلاميون؟[2]: يعرض الباحث "مصطفى عاشور" لمؤشرات غياب الإسلاميين عن الساحة السياسية والاجتماعية والدينية الذى بات أكثر وضوحاً فى رمضان هذا العام، مستنداً إلى حالة القمع التي يتعرضون لها منذ 3 يوليو 2013، والتي جعلت الاقتراب منهم مخاطرة كبيرة، وكذلك تعرض بعض الطبقات المؤيدة للإسلاميين لحالة من التفكيك بفعل الضغوط الأمنية والاقتصادية وهو ما أضعف القاعدة الاجتماعية المساندة لهم، وباتت تلك القاعدة غير قادرة على توفير الدعم السياسي للإسلاميين، فضلاً عن تأميم المساجد والخطاب الديني الذي تنتهجه وزارة الأوقاف والتي ضمت جزءًا كبيرًا من المساجد الأهلية لهيمنتها، وإصرارها على توحيد خطبة الجمعة موضوعًا ونصًّا. أضف إلى ذلك الأزمة التي يتعرض لها الإسلاميون بجناحيهم الكبيرين الإخوان والسلفيين، فالإخوان أصبحوا غائبين ومطاردين، أما السلفيون فخسروا جزءًا من قاعدتهم الدينية التي كانت تحذو طريقهم وتسير على نهجهم، وبات دعاة السلفية أكثر تراجعًا عن التأثير في المشهد الديني بعد حرمان مشايخهم من المنابر والفضائيات. ولكن هل تلك المؤشرات تحتم الحديث عن انتهاء الإسلاميين؟ يرى الباحث أن الإجابة عن هذا السؤال تحتم العودة إلى عوامل نشأة الإسلاميين ومدى ارتباطها بأفولهم أو استمرارهم في المشهد في الفترة المقبلة، حيث يرى أن نشأة الإسلاميين كانت لها مسببات موضوعية نابعة من الرغبة فى مقاومة أمراض المجتمع، فالمجتمعات الحية تفرز دائماً دفاعات ومقاومة لأمراضها ومشكلاتها وأعدائها، وبالتالى كان نشأة الإسلاميين فى نهاية عشرينيات القرن الماضى مقاومة لمحاولات محو الهوية الناتجة عن موجات الاستعمار الغربى، والتحولات على المستوى الاجتماعي والطبقي داخل المجتمعات الإسلامية خاصة المجتمع المصري، والتى باتت فيه الطبقة المتأثرة بالتغريب هي المسيطرة على المجتمع، وهي التي ترسم له مساراته وتحدد قيمه وأفكاره، وبالتالى فقد كانت نشأة الإسلاميين رداً على أزمات تتعلق بالهوية والدين والأخلاق والمشروع الوطني والقومي، وهذه المخاطر ما زالت قائمة إلى الآن إلى جانب غيرها من الأزمات. وبالتالى فمبررات استمرار وجود الإسلاميين مازالت موجودة بشرط تجاوز الأزمة التي ضربت مرتكزات الفعالية وهما: الحلم والثقة. – قراءة في قرارات الإفراج الأخيرة عن مئات المعتقلين بمصر[3] أفرجت السلطات المصرية، عن خمسة من المعارضين البارزين أبرزهم السفير معصوم مرزوق، بعد أيام قليلة من الإفراج عن مئات السجناء والنشطاء السياسيين، بموجب عفو رئاسي من قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، في خطوة أثارت جدلا في الأوساط السياسية بالبلاد. وكان السيسي قد أصدر الجمعة الماضية قرارا بالعفو عن 560 سجينا، تم إدانتهم في أكثر من 300 قضية أمام المحاكم العادية والعسكرية والطوارئ، الغالبية العظمى منها قضايا تظاهر وعنف وانضمام إلى جماعات إرهابية وقعت أحداثها في الفترة من يوليو 2013 إلى 2017، من بينهم صحفي بارز ونشطاء سياسيون وضباط شرطة متهمون بالقتل. وجاءت هذه القرارات فيما يشن النظام حملة اعتقالات جديدة، ويدرج نشطاء سبق اعتقالهم من قبل في قضايا جديدة، ليبقيهم محبوسين ومشغولين عن أي نشاط سياسي أو تأثير في الرأي العام، بحسب مراقبين. ونقلت وسائل الإعلام المؤيدة للنظام عن مصدر أمني مسؤول بوزارة الداخلية، قوله إن هذا القرار جاء استجابة لمناشدات حقوقية ومطالبات مختلفة واستغاثات أسرية طالبت بإخلاء سبيل المتهمين. وأضاف المصدر أن إخلاء سبيل هؤلاء المتهمين يعدّ خطوة هامة في سبيل تحقيق العدالة الجادة، متوقعا أن يكون له بالغ الأثر في صفوف المعارضة والنشطاء السياسيين، وأن يفتح الآفاق بشأن النظر مجددا إلى ما يثار من اتهامات للسلطة بشأن موقفها من المختلفين معها سياسيا. ملاحظات أساسية: -على الرغم من أن بضع مئات من المحبوسين غادروا السجن بعفو من السيسي، في قائمة تعدّ من أكبر المجموعات التي استفادت بقرارات العفو الرئاسي، إلا أن هناك أكثر من 60 ألف سجين قابعين في المعتقلات، بعضهم حكم عليه بالإعدام أو بالسجن المؤبد دون جريمة ارتكبوها سوى التعبير عن آرائهم. القائمة تضمنت تسعة من ضباط الشرطة الذي أدينوا بجريمة قتل أسرة كاملة في كمين أمني بمحافظة الغربية في مارس عام 2013وهؤلاء الضباط لم يقضوا في السجن سوى شهرين فقط من مدة حبسهم المقررة. إن العفو الأخير شمل واحدا فقط من السياسيين المعروفين، هو الصحفي البارز عبد الحليم قنديل، الذي كان يقضي حكما بالسجن ثلاثة أعوام بتهمة إهانة القضاء، فيما رفض النظام العفو عن أي شخصية مشهورة من الإخوان المسلمين، واكتفى بإطلاق…