تصاعد التصفية الجسدية والافراجات الشرطية عن سياسيين أيضا….محاولة لفهم السياسة المصرية!!
تصاعد التصفية الجسدية والافراجات الشرطية عن سياسيين أيضا….محاولة لفهم السياسة المصرية!! والقتل خارج اطار القانون والافراج عن سياسيين، يبدو المشهد السياسي المصري مرتبكا بصورة كبيرة في الساعات القليلة الماضية… إلا أن سبر غور القرارات والسياسات التي ينحو اليها نظام السيسي، تكشف الكثير من أساليب المخابرات والسطوة الأمنية المتحكمة بالسياسة المصرية منذ الانقلاب العسكري، وأيضا اللعب مع الغرب والتعاطي مع الضغوط الغربية ، حيث تاتي كثير من السياسات وفق تلك الضغوط ليس عن قناعة من النظام….بدليل فعل الأمر وعكسه في نفس التوقيت…. وهو ما يؤشر على خطورة الوضاع المستقبلية في مصر، وسط ارتباك سياسي تزيده المخططات الدولية والاقليمية المحيطة بمصر في الآونة الأخيرة.. فعقب ساعات من تفجير غامض لم تعلن اي جهة المسئولية عنه، استهدف اتوبيس يقل سائحين من جنوب افريقيا ، بالقرب من المتحف المصري الكبير بمنطقة الرماية بالهرم، بمحافظة الجيزة، ظهر الأحد الماضي، ما أسفر عن اصابة 19 بخدوش بسيطة وجروح سطحية، أعلنت وزارة الداخلية تصفية 12 مواطنا مصريا، في منطقتي الشروق شرق القاهرة، والسادس من اكتوبر غرب الجيزة، تلى ذلك قرار من النيبة العامة بالافراج عن 9 من معتقلي العيد ، بينهم السفير معصوم مرزوق بعد 10 اشهر من الاعتقال، ثم توالت قرارات عدة لنيابات مصرية بالافراج عن عدد كبير من المعتقلين بقضايا تتعلق بما يعرف بالارهاب… وفي نفس اليوم، الثلاثاء، وبعد أقل من يوم على تصفية الـ12 مواطنًا ، خرجت وزارة الداخلية، الثلاثاء، لتُعلن عن مقتل 16 مواطنًا في مدينة العريش بسيناء، بدعوى تخطيطهم لتنفيذ سلسلة من العمليات الإرهابية، في إطار عمليات التصفية الجسدية المعتادة خارج نطاق القانون، في أعقاب أي حادث في مصر. ليصبح الإجماليتصفية الأبرياء 28 مصريًّا فى غضون 48 ساعة فقط. القتل خارج اطار القانون لتأمين السياحة و"الكان" وجاءت عمليتا التصفية الجسدية بين يومي الإثنين والثلاثاء الماضيين، ردا على التفجير الغامض، الذي استهدف الاتوبيس السياحي، وسط تكهنات ومخاوف كثيرة تحيط بالسلطات المصرية التي تستضيف بطولة الأمم الافريقية لكرة القدم، خلال يةنيو المقبل، وأيضا استضافة مصر لبطولة العالم لكرة اليد في 2021، وهما حدثان دوليان يستهدف السيسي ونظامه توجية رسالة عالمية بأن مصر باتت أكثر أمنا وأمانا، في ظل حكمه، حيث لم تستضف مصر أحداث دولية بهذا الحجم منذ الانقلاب العسكري… وذلك لرفع نسب السياحة إلى مصر ، وسط الترويج العالمي للمتحف المصري الكبير، الذي يروج له عالميا لاستقطاب نسبة من حركة السياحة العالمية التي تراجعت بنسبة 60% عما كانت عليه في 2010… وتأتي عمليات التصفية الجسدية السريعة كرد فعل قد يقبله المتابع المحلي والأطراف الاقليمية والدولية لنظام السيسي، الذي يحتفظ بكم كبير من المختفين قسريا، ينفذ بهم حكم الاعدام الميداني من المعتقلين السياسيين… وكانت منظمات حقوقية قد وثقت قتل الداخلية المصرية أكثر من 356 مواطنًا خلال عام 2018 فقط خارج إطار القانون.. فيما شهد الربع الأول من العام الحالى 2019 تصفية وقتل 144 مواطنًا مصريًا خارج نطاق القانون. وبحسب الناشط الحقوقي أحمد العطار، خلال عام 2019 ارتفع عدد عمليات التصفية الجسدية إلى 8 عمليات نفذتها الداخلية و3 أخرى نفذها الجيش ، وتم خلال هذه العمليات اغتيال 204 مواطنين مصريين دون الإعلان عن أسمائهم أو أي معلومات عنهم، وسط صمت النيابة العامة إزاء تلك الانتهاكات وعدم مطالبتها بفتح تحقيق في تلك الانتهاكات. ولعل ما يؤشر لعمل السلطات الامنية خارج اطار القانون ؛ ادعائها العمل الاستباقي لتنفيذ عملياتها، بالمخالفة للقواعد القانونية التي من المفترض ان تستند إلى إجراءات مقننة وفق نصوص قانونية، من خلال تحريات تقدمها المباحث، وبعد عرضها على النيابة توافق على استخراج إذن الضبط وليس القتل، حيث لا يعرف القانون ما يسمى بالإجراءات الاستباقية، وهو ما جعل الـ48 بيانًا التي اصدرتهم الداخلية “صورة طبق الأصل” تتحدث عن تحريات يعقبها إذن نيابة، ثم توجهت القوات إلى المكان ووقع تبادل لإطلاق النار نتج عنه اغتيال كل الضحايا دون أن يصاب أو يقتل فرد واحد من قوات الشرطة، بحسب القانوني والحقوقي خلف بيومي. الافراجات القضائية عن السياسيين وفي المقابل شهد الثلاثاء، إصدار دوئر المحاكم الجنائية قرارات بإخلاء سبيل في قضايا تتعلق بالإرهاب، بعد فترات طويلة من الحبس للأشخاص المفرج عنهم بقرارات من النيابة، وسط وضع تدابير احترازية، كبديل عن الحبس الاحتياطي، ومما تم رصده: –إخلاء سبيل جميع المعروضين في القضية 359 لسنة 2017 والمعروفة باسم قضية “عنف الإخوان” حيث جددت النيابة لهم في آخر جلسة حبس 7 المتهمين في القضية قبل أن يتم الإفراج عنهم جميعًا الثلاثاء. كما تكرر الأمر نفسه في إجراءات القضية رقم 598 والتي قررت المحكمة الإفراج فيها عن المتهم أحمد علي جابر، حيث تنظر محكمة أمن الدولة العليا القضية المعروفة باسم قضية الانضمام لتنظيم "داعش".. وأيضا إخلاء سبيل جميع المعروضين في القضية 316 لسنة 2017 من الدائرة 15 والمتهم فيها أشخاص مما يعرف بـ"حركة حسم ".. وكذلك الدائرة 15 نفسها أخلت سبيل جميع المعروضين في القضية 760- 2017 والمتعلقة بالانضمام لجماعة إرهابية. بجانب إخلاء سبيل كلًا من مصطفي محمود ورزق سمير في القضية 11586 قسم الجيزة. وتأييد قرار إخلاء السبيل في القضية رقم 760. وإخلاء سبيل محمد سيد داوود حسين في القضية 1869 عين شمس من الدائرة 29 جنايات القاهرة. وقرار بإخلاء سبيل الشاب إسلام الحضرى، فى قضية بالإسكندرية بضمان محل الإقامة. معتقلي العيد بجانب قرار النيابة العامة بشأن الإفراج عن كل من: السفير معصوم مرزوق وعبد الفتاح السعيد البنا، والدكتور رائد سلامة، والدكتور يحيى القزاز، والناشطة نرمين حسين، على خلفية الاتهامات الموجهة إليهم بشأن الإنضمام إلى جماعة محظورة وتكدير السلم والأمن العام، ونشر أخبار كاذبة. أهداف الافراجات تجميل وجه النظام: وبحسب مراقبين، تأتي عمليات الافراج عن المعتقلين السياسيين، كمحاولة لتجميل وجه النظام الذي بات قبيحا في الاوساط الدولية، وباتت الانتقادات الحقوقية هي ما يكاد يجمع عليه في الاوساط السياسية الدولية، حتى وان كانت العلاقات الدبلوماسية مع النظم الغربية متطورة… فكما تم اعتقالهم بلا سبب او بيان واضح صدر قرار باخلاء سبيل 9 نشطاء، المعروفين بمعتقلي العيد، على خلفية الاتهامات الموجهة إليهم بالانضمام إلى جماعة محظورة وتكدير السلم والأمن العام ونشر أخبار كاذبة، في القضية رقم 316 لسنة 2016. وكانت النيابة العامة نسبت للمتهمين عدة تهم، منها المشاركة فى الدعوة لأهداف جماعة إرهابية، وتلقى تمويلات بغرض الإرهاب، والمشاركة فى اتفاق جنائي الغرض منه ارتكاب جريمة إرهابية. ويرى بعض المراقبين ان القرار يحمل رسالة لتجميل صورة النظام في الغرب، حيث شمل نشطاء التيار المدني، الذين يرحب بهم في الغرب ، وتبرز الدوائر الغربية الانتقادات للسيسي ونظامه بشأنهم… أيضا يسعى السيسي لاضفاء مسحة حقوقية على نظامه عقب تمرير التعديلات الدستورية المشبوهة والتي جرت مؤخرا، في ظل تغييب النشطاء والسياسيين الذين كان…