المشهد الأسبوعي 30 مارس 2019
المشهد الأسبوعي 30 مارس 2019 أولاً المشهد المصري: – النظام مستمر في خطته لتمرير التعديلات الدستورية: انتهت لجنة الشئون الدستورية والتشريعية بمجلس النواب من عقد جلسات الاستماع الخاصة بالتعديلات الدستورية، وقد وضعت اللجنة قائمة تضم 720 شخصية هم مَن حضروا جلسات الحوار المجتمعي الست المخصصة لمناقشة التعديلات الدستورية، وقد خلت تلك الجلسات من أي أصوات معارضة، وقد جاء ذلك متماشيًا مع ما أوضحه مصدر باﻷمانة العامة لمجلس النواب أن اختيار الحضور لهذه الجلسات "سيكون على أساس عدم وجود أصوات معارضة للتعديلات". يُسخِر النظام جميع أجهزته من أجل إنجاح خطته لتمرير تعديلاته فى ظل أجواء من الرضاء المصطنع، ولكى يبدو أنها بدفع من البرلمان وأجهزة الدولة وليست بدفع من السيسى، على الرغم من أن نجل السيسى هو من يقود تلك العملية بنفسه. ويعمل النظام فى مسارين متوازيين من أجل النجاح فى تمرير التعديلات، مسار مباشر يتمثل فى العمل على الترويج لتلك التعديلات من خلال عقد الندوات داخل الجامعات لإستهداف طبقة الشباب وجهود حزب مستقبل وطن الذى يعمل على عقد الندوات والنزول للقرى من أجل اقناع بعض الناس بأهمية التعديلات، فى مقابل مواجهة أى ردة فعل للمعارضة الجادة بالسجن والاعتقال وهو ما أدى إلى تفتيت المعارضة، فبعد أن كان هناك شبه اتفاق على المشاركة فى الاستفتاء والتصويت ب"لا" أصبح الآن هناك اختلاف حول جدوى المشاركة فى هذا الاستفتاء، أما المسار غير المباشر يتمثل فى محاولة خلق انطباعات إيجابية عن الوضع العام فى مصر، مثل انخفاض سعر الدولار حيث يبدو أنه دفع من الدولة لكى تبدو أن الأوضاع الاقتصادية تتحسن فى مصر، إلى جانب تأجيل ارتفاع أسعار الوقود إلى ما بعد تمرير تلك التعديلات، وحملة 100 مليون صحة التى يتصدرها السيسى على الرغم من أنها بتمويل خارجى، بالإضافة إلى الأخبار عن اكتشاف حقول غاز جديدة بما سيحقق اكتفاء ذاتى لمصر من الغاز الطبيعى، بالإضافة إلى قرار السيسى الخاص بسحب استشكال الحكومة على العلاوات الخاصة بأصحاب المعاشات. وتشير تلك الأنشطة إلى التخوف الكبير لدى السلطات من عزوف المصريين عن المشاركة في الاستفتاء على التعديلات الدستورية، فى ظل محاولات النظام لإظهارها كمطلب شعبى، كما جرى بالانتخابات الرئاسية الماضية التي جرت في مارس 2018، فى ظل عجز الجمعيات والمنظمات الأهلية عن دفع الجماهير إلى التصويت في اللجان. – المعارضة تفشل في تنظيم تظاهرة ضد التعديلات وتكتفي بتنظيم مؤتمرات داخل المقرات…مشاركة هامشية لبعض الرموز المعارضة فيما يسمي بجلسات الحوار المجتمعي التي ينظمها برلمان السلطة تقدمت "الحركة المدنية الديمقراطية" يوم الأحد24 مارس، بإخطار لقسم شرطة السيدة زينب لتنظيم وقفة احتجاجية أمام مقر مجلس النواب، يوم الخميس 28/3، وقد حددت الحركة بإن عدد المشاركين فى الحركة حوالى 100 شخص اعتراضًا على التعديلات الدستورية المرتقبة، خصوصاً أنه لم يتم دعوة أى من الأحزاب المعارضة لحضور جلسات الحوار المجتمعى التى تدار الآن فى البرلمان من أجل تعديل بعض مواد الدستور[1]. وأشار "مدحت الزاهد" رئيس حزب التحالف الشعبى الاشتراكى، أن الحركة لديها خطة للتحركات[2] بدأتها السبت الماضي بإرسال مذكرة إلى المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام ضد حجب الرأي الآخر المعارض للتعديلات الدستورية في أجهزة الإعلام المملوكة للدولة. وطالبت الحركة في المذكرة بحصة متكافئة لمعارضي التعديلات الدستورية في الوسائل الإعلامية. كما تقدمت الحركة يوم الاثنين 25 مارس الجاري بمذكرة للهيئة الوطنية للانتخابات احتجاجًا على قرارها ببدء الاستعداد لإجراء الاستفتاء قبل إقرار مجلس النواب التعديلات الدستورية، بالإضافة إلى المطالبة بالالتزام بالمعايير التي تضمن نزاهة الاستفتاء. فضلاً عن ذلك عقدت الحركة، يوم الأربعاء 27 مارس الجاري، مؤتمرًا صحفيًا بمقر الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي لبيان موقف الأحزاب والشخصيات العامة المعارضة لتعديل الدستور. نظمت الحركة مؤتمرًا في مقر حزب التحالف الشعبي الاشتراكي بالمنصورة يوم الجمعة29 مارس، فى إطار خطة التحرك فى المحافظات. إلى جانب ذلك دعت الحركة إلى المشاركة فى الاستفتاء ورفض التعديل المقترح على الدستور القائم، مؤكدة على أن الأغلبية سوف تنحاز إلى اختيار الحرية والديمقراطية وترفض الديكتاتورية ، إذا ما كان المناخ والظروف المحيطة بعملية الاستفتاء ستسمح للشعب بالتعبير عن إرادته[3]. وقد ردت وزارة الداخلية، يوم الأربعاء27 مارس، على طلب الحركة، برفض تنظيمها للوقفة الاحتجاجية للاعتراض على التعديلات[4]، إلى جانب ذلك أرسل مجلس النواب دعوات لبعض قيادات الحركة المدنية الديمقراطية لحضور جلسات الحوار المجتمعى، والذى يبدو أن ذلك من أجل تهدأتهم وامتصاص غضبهم فى مجموعة من الإجراءات الشكلانية التى تفتقد إلى أى مضمون حقيقى والتى يسعى من خلالها النظام إلى إحكام قبضته على المعارضة. إلى جانب ذلك، شهد محيط مجلس النواب المصري، وعدد من الوزارات والسفارات الأجنبية، يوم الأربعاء، تشديدات أمنية واسعة النطاق، وانتشارا لقوات الأمن بالزي المدني في شوارع وسط القاهرة، بالتزامن مع انعقاد مؤتمر "الحركة المدنية الديمقراطية" في مقر "الحزب المصري الديمقراطي"، بالقرب من ميدان التحرير. ورفعت الأجهزة الأمنية في القاهرة الاستعداد الأمني إلى الدرجة القصوى على مختلف القطاعات خصوصاً في المناطق الحيوية[5]. فضلاً عن توسيع دائرة الاشتباه السياسي بعدد من المحافظات، واعتقال مجموعة من الناشطين الرافضين لتعديل الدستور بمحافظات الوجه البحري، على ضوء تضامنهم مع دعوات بعض القوى السياسية المطالبة برفض تعديل الدستور[6]. – دوائر السيسي تجهز القوائم المغلقة للتحكم بتركيبة برلمان 2020. تشير مصادر برلمانية محسوبة على المعارضة، أن 75% على الأقل من أعضاء البرلمان الحالي لن يفوزوا بمقاعدهم مجدداً، وسيكون العام المتبقي على انتهاء الدورة التشريعية آخر عهدهم في مجلس النواب، وتشير إلى أن النظام استقر بصورة نهائية على شكل النظام الانتخابي في قانون الانتخابات الجديد، والمقرر طرحه للنقاش والتصويت في أعقاب تمرير الدستور[7]. بحيث يكون نظام الانتخاب المحدد لمجلسي النواب والشيوخ في 2020، بواقع 75 %للقوائم المغلقة، و25 %للمقاعد الفردية، ما يعني أن القوائم التي سيضعها النظام هي التي ستستحوذ على ثلاثة أرباع مقاعد البرلمان، على اعتبار أن إعلان فوزها كاملة يكون بحصولها على 50% + 1 من أصوات الناخبين. وتضيف المصادر أن النظام يرفض تماماً الأخذ بنظام القائمة النسبية، والذي يسمح بتمثيل أوسع للأحزاب بما يعوق سيطرته الكاملة على تشكيلة البرلمان المقبل. كما أن تخصيص25% للنظام الفردى سيوسع بشكل كبير من النطاق الجغرافى للدوائر، بما يقلص حظوظ النواب الحاليين، خصوصاً المستقلين منهم وأصحاب الشعبية في دوائرهم، لعدم قدرتهم على الحصول على أصوات الناخبين من خارج مناطق نفوذهم، فى المقابل يعزز ذلك من فرص رجال الأعمال المحسوبين على الدولة (النظام)، والذين يستطيعون صرف الملايين من الجنيهات على الدعاية الانتخابية في المساحات المترامية. إلى جانب ذلك كشفت مصادر سياسية بحزب "مستقبل وطن" الذي يسعي لأن يحل محل الحزب الوطني القديم، إنّ تعليمات صدرت من اللواء عباس كامل، مدير الاستخبارات العامة والمدير السابق لمكتب السيسي، لقيادات الحزب، بسرعة تنظيم ورش عمل وندوات تثقيفية للكوادر الجديدة المنضمة للحزب في الأشهر القليلة الماضية، لتدريبها على مهارات التواصل…