التهديدات البيئة تضع مستقبل مصر على المحك
التهديدات البيئة تضع مستقبل مصر على المحك تواجه مصر عددا من التحديات البيئية التي تهدد مستقبلها في ظل عجز النظام العسكري الذي يحكم البلاد منذ أكثر من ستة عقود؛ حيث تمثل التغيرات المناخية وارتفاع مستوى منسوب ماء البحر وزيادة معدلات التصحر وانخفاض القدرة الإنتاجية للأراضى الزراعية، وسرعة تدهور الآبار نتيجة ارتفاع درجة الحرارة، تهديدات تسهم في خلق تغيرات جوهرية ربما تفضي بحسب دراسات علمية من كبرى الجامعات ومراكز البحث في العالم إلى غرق الدلتا وفقدان نصف أراضيها الزراعية التي تعد الأكثر خصوبة، بخلاف ما ينتج من جفاف متوقع بناء على الإصرار الإثيوبي لبناء سد النهضة؛ ما يهدد بفقدان مصر كثيرا من حصتها المائية البالغة 55 مليار م مكعب سنويا. سوف ينتج عن ذلك بلا شك تقليص المساحة الزراعية بناء على هذه التغيرات الكبرى بخلاف ما يسهم فيه الزحف العمراني والبناء على أخصب الأراضي الزراعية من تقليص هذه المساحات؛ وذلك يفضي تلقائيا إلى تزايد مستوى الفجوة الغذائية بين ما يتم إنتاجه وما تم استهلاكه. وإذا كانت مصر تستورد حوالي 70% من غذائها فإن هذه التهديدات البيئية سوف تدفع هذه النسبة إلى التزايد المخيف وربما تصل بها إلى أكثر من 90% على ما يترتب على ذلك من تراجع معدلات الغذاء ورفع الأسعار والحاجة إلى العملة الأجنبية لتلبية احتياجات الاستيراد وهو ما يرفع تلقائيا من معدلات الاستدانة والغلاء الفاحش بما ينعكس أيضا على مستوى الجريمة وتفشي مظاهر العنف في ظل هيمنة فئة قليلة على ثروات البلاد وتفشي مظاهر الطبقية المستفزة بين قلة تتمتع بمظهر الثراء الفاحش وأغلبية تعاني من الجوع الحرمان. إضافة إلى ذلك فإن ثمة تداعيات مخيفة من ارتفاع درجة حرارة الأرض ما يفضي إلى إذابة الجليد في القطب الشمالي، وهو ما يفتح طريقا جديدا أكثر اختصارا للتجارة بين الشرق والغرب؛ وهو ما يهدد قناة السويس ويفضي إلى تراجع الإيراد المحلي ما يدفع نظم الحكم المتعاقبة نحو ضرورة خلق بدائل ووضع سيناريوهات تعمل على وضع حلول خلاقة من أجل التصدي لهذه التهديدات أو على الأقل التخفيف من حدتها وانعكاساتها المخيفة على مستقبل البلاد والعمل على تفادي مجاعة تبدو مؤشراتها واضحة في الطريق ما لم يتم تدارك ذلك والعمل على تفاديه. فخلال السنوات القادمة سوف نشهد ارتفاعا فى درجات الحرارة ونقصا فى معدلات سقوط الأمطار، وليس أمامنا سوى تعويض هذا النقص من مياه السيول، فوفقاً لتقديرات الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، فقد بلغت التقديرات الكمية لغازات الاحتباس الحرارى فى مصر 197 مليون طن عام 2013 وزادت إلى 197.1 مليون طن عام 2014 وهى تمثل 0.56% من إجمالى انبعاثات العالم فى نفس العام، ويعتبر قطاع الكهرباء المصدر الرئيسى لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري، حيث بلغت نسبته 40.8% من إجمالى الانبعاثات، يليه قطاع النقل بنسبة 17.6% ثم قطاع الصناعة بنسبة 16.7%، ما يعني وقوع تأثيرات على مصر تصل إلى 15% ولا يزال تعاملنا مع الاعتبارات المناخية ضعيفا للغاية.[1] هذه المخاوف والتهديدات تمثل أرقا للنظام العسكري الحاكم؛ ما دفعه إلى تحديد جلسة خاصة في "منتدى شباب العالم" الذي انعقد من 3 حتى 6 نوفمبر الجاري بمدينة شرم الشيخ، لمناقشة هذه التهديدات تحت عنوان:«الأمن المائى فى ظل التغيرات المناخية وتأثيراتها على العديد من بلدان العالم ومصر»، وخلال الجلسة حذَّر وزير الري الدكتور محمد عبدالعاطي من عدة عوامل منها: أولا، التأثيرات الضارة للتغيرات المناخية التي تتسبب فيها الانبعاثات والاحتباس الحرارى وارتفاع درجات الحرارة التى تؤدى بدورها إلى ارتفاع منسوب المياه بالبحار والمحيطات، ما قد يؤدى إلى غرق الأراضى المنخفضة التى تواجه تلك البحار والمحيطات ومنها منطقة الدلتا بمصر المعرضة لهذا الخطر. مؤكدا وجود أزمة تتعلق بنقص البيانات والمعلومات وضرورة التخطيط الاستراتيجى لمواجهة الندرة المائية بتحقيق أقصى استفادة من المياه.[2] ثانيا، التحذير من مشكلات الزيادة السكانية المطردة والصحة والفقر باعتبارها تعد من أهم التحديات التى تواجه العديد من دول العالم، ومنها مصر ما يضع ضغوطا على الموارد المائية للأخيرة لأن 97% من الموارد المائية تأتى من خارج الحدود خاصة فى ظل زيادة الطلب على المياه مع ثبات الموارد. ثالثا، التأكيد على وجود فجوة بين الموارد والاحتياجات تقدر بنحو 21 مليار متر مكعب سنوياً، فضلاً عن كميات المياه المطلوبة لتوفير الأمن الغذائى من خلال الواردات الغذائية فى صورة مياه افتراضية، والتى تقدر بنحو 34 مليار متر مكعب. مع التأكيد على أن التغير فى نمط المناخ قد يلعب دوراً أساسياً فى منظومة الموارد المائية فى أحواض الأنهار، الأمر الذى يجب أن تتنبه له جميع الدول المتشاطئة فى أحواض الأنهار بالعمل. "الاحتباس الحراري" وذوبان الجليد التغير الأكثر خطورة على مصر والعالم هو ارتفاع درجة حرارة الأرض، نتيجة ظاهرة "الاحتباس الحراري"؛ وهو ما سيؤدي إلى إذابة الجليد في القارة القطبية وارتفاع مناسيب مياه البحار، وغرق أجزاء كبيرة من الدلتا، وبحسب دراسات علمية فإن ذلك سوف يؤدي إلى نتيجتين في غاية الخطورة على مستقبل مصر: أولا، غرق الدلتا وفقدان معظم الأراضي الصالحة للزراعة، ولذلك نظمت وزارة الري بحكومة الانقلاب بعد الانتهاء من فعاليات منتدى الشباب مباشرة مؤتمرا لمناقشة تداعيات ذوبان الجليد وارتفاع منسوب البحر مما يهدد باختفاء جزر مأهولة بالسكان في العالم، وتأتي مصر في مرمى الآثار السلبية المتوقعة.[3] ويحذر كثير من الخبراء من عدة مخاوف: 1) مصر تعتمد بشكل رئيسي على مياه نهر النيل؛ حيث يمد مصر بما يعادل نحو 97% من إجمالي احتياجاتها المائية الحالية، كما تواجه مصر شحًا وفقرًا في مواردها المائية منذ التسعينات نتيجة انخفاض حصة الفرد من الموارد المائية المتجددة عن 1000 متر مكعب سنويا، وهو خط الفقر المائي وفقا للتعريفات الدولية. والفجوة المائية الحالية تقدر بين الاحتياجات الفعلية والموارد المائية المتاحة بما يقرب من 20 مليار متر مكعب. وهناك توقعات بزيادة الاحتياجات المائية بنسبة 20% بحلول 2020 نتيجة لزيادة الطلب على المياه بسبب الزيادة السكانية، فضلا عن التغيرات المناخية التي تشير كافة الدراسات إلى أنها ستؤثر بشكل كبير على الموارد المائية في المستقبل، وكذلك الأمن الغذائي واستخدامات الأراضي في مصر. 2) التأثيرات المحتملة للتغيرات المناخية طبقًا للتقارير الدولية تتوقع سيناريوهات محاكاة التغير المناخي عالميًا إلى ارتفاع مناسيب سطح البحار والمحيطات بسبب ارتفاع درجات الحرارة، كما أن الباحثين استعانوا بعمليات حسابية معدلة ونماذج رياضية للتنبؤ بمدى ارتفاع منسوب المياه، وتوصلوا إلى أنه من المتوقع ارتفاع منسوب المياه في المحيطات على مستوى العالم بما يتراوح بين 50 و130 سنتيمترًا عن المستوى الحالي بنهاية هذا القرن بسبب ارتفاع درجة حرارة الأرض بمقدار 3 درجات مئوية. إذا لم تقل انبعاث الغازات الدفيئة بشكل سريع؛ سيرتفع منسوب البحار بواقع 50 إلى 100 سنتيمتر بحلول عام 2100، بحسب تنبؤات الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة. 3) هذه النتائج المتوقعة لارتفاع مناسيب المياه في البحار والمحيطات فإنه من المحتمل غرق…