ترامب يعلن رسمياً عن صفقة القرن…ما هى أبرز بنودها وردود الفعل عليها؟

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الثلاثاء 28 يناير 2020، أثناء استقباله لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، عن خطة السلام بين الإسرائليين والفلسطينيين والمعروفة إعلامياً باسم “صفقة القرن”. ويسعى هذا التقرير إلى تغطية كل ما يتعلق بهذه الخطة من حيث القرارات التى اتخذتها الإدارة الأمريكية تمهيداُ لتلك الخطة، وأهم بنودها، ودوافع الإعلان عنها فى ذلك التوقيت، وأخيراً، ردود الفعل الفلسطينية والعربية والدولية عليها.

 

أولاً: القرارات التى اتخذتها الإدارة الأمريكية تمهيداُ لصفقة القرن:

سردت ميريام برجر في تقرير لها بصحيفة «واشنطن بوست» جدولًا زمنيًّا يوضح القرارات التى اتخذها ترامب تمهيداً لصفقة القرن التى طرحها فى 28 يناير الجارى (2020)، وتتمثل فى1:

ديسمبر 2016: أعلن ترامب عن خطط لترشيح محاميه ديفيد فريدمان – وهو مؤيد سياسي ومالي صريح للمستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية – سفيرًا للولايات المتحدة في إسرائيل. وقد وافق مجلس الشيوخ على فريدمان في تصويت بأغلبية ضئيلة في مارس 2017.

بالإضافة إلى ذلك، عين ترامب جيسون جرينبلات، وهو محام سابق لدى ترامب، ككبير مبعوثي السلام في الشرق الأوسط. وقد واصل كبار المسؤولين الأمريكيين، بما في ذلك جاريد كوشنر، كبير مستشاري ترامب وصهره، في السنوات التالية الإدلاء بتعليقات أساءت للفلسطينيين، مثل التشكيك في قدرتهم على حكم أنفسهم والتعبير عن دعمهم للمستوطنات الإسرائيلية، التي تعد غير قانونية بموجب القانون الدولي.

ديسمبر 2017: أعلن ترامب أن الولايات المتحدة ستنقل سفارتها في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس – تضيف برجر – في خرق لسياسة طويلة تتبعها الولايات المتحدة.

يناير 2018: هدد ترامب بقطع المساعدات الأمريكية عن الفلسطينيين، بعد أن رفض عباس اعتراف واشنطن بالقدس عاصمة لإسرائيل وتعهدهم برفض أي خطة سلام ترعاها إدارة ترامب. ومضى ترامب يقول إنه سيخفض التمويل الأمريكي لهيئة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا».

مايو 2018: افتتحت إدارة ترامب رسميًّا السفارة الأمريكية الجديدة في القدس.

أغسطس 2018: أعلنت واشنطن عن تخفيض آخر في المساعدات للفلسطينيين، وهذه المرة 200 مليون دولار لتمويل البرامج في الضفة الغربية وقطاع غزة. وفي وقت لاحق من ذلك الشهر، قررت إدارة ترامب قطع المساعدات المتبقية للأونروا.

سبتمبر 2018: قطع ترامب أحد برامج المساعدات الفلسطينية القليلة المتبقية، الذي يوفر 25 مليون دولار كمساعدات لستة مستشفيات في القدس الشرقية. وبعد أيام قليلة، أعلنت الإدارة إغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية إلى واشنطن. وفي وقت لاحق من ذلك الشهر خفض ترامب 10 ملايين دولار كمساعدات من أجل حل النزاعات وبرامج التعايش التي تجمع الإسرائيليين والفلسطينيين معًا.

فبراير 2019: دخل قانون مكافحة الإرهاب، الذي أقره البيت الأبيض ومجلس الشيوخ بالإجماع في العام السابق بدعم من ترامب، حيز التنفيذ، مما أدى إلى قطع التمويل عن الفلسطينيين. حيث يضع القانون السلطة الفلسطينية أمام دعاوى قضائية في محاكم الولايات المتحدة إذا قبلوا تمويلًا من الولايات المتحدة، بسبب مساعدة السلطة للفلسطينيين المسجونين من قبل إسرائيل، بما في ذلك الذين سجنوا بسبب هجمات ضد الإسرائيليين.

مارس 2019: قبل الانتخابات الإسرائيلية، أقر ترامب بضم إسرائيل لمرتفعات الجولان.

يونيو 2019: استضاف كوشنر مؤتمرًا في البحرين لعرض جزء من خطة سلام ترامب، التي تركز على العناصر الاقتصادية. وتضمنت الخطة استثمار 50 مليار دولار في مشروعات استثمارية على مدى العقد المقبل، أكثر من نصفها في الضفة الغربية وقطاع غزة، والباقي في الأردن ومصر ولبنان.

نوفمبر 2019: قالت الولايات المتحدة إنها لا تعتبر المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة غير قانونية بموجب القانون الدولي.

يناير 2020: أعلن ترامب تفاصيل خطته للسلام، والتي تعد بالنسبة إلى المقترحات السابقة أكثر انحيازًا لإسرائيل. في أعقاب ذلك مباشرة – تختتم برجر بالقول – تقدمت إسرائيل بخطط للتصويت على ضم المستوطنات في أجزاء من الضفة الغربية المحتلة ووادي الأردن.

 

ثانياً: بنود الخطة:

تتمثل أهم بنود الخطة المطروحة من البيت الأبيض، والتى جاءت في نحو 180 صفحة، فى الآتي2:

الحدود: نُشرت أمس خريطة مع الخطة ظهرت فيه الدولة الفلسطينية المقترحة على شكل جيوب تتصل بعدة طرق وأنفاق. ويظهر وادي نهر الأردن، وهو ما يمثل نحو ثلث الضفة الغربية، تحت السيادة الإسرائيلية بالكامل. واقترحت الخطة بناء نفق يربط غزة بالضفة الغربية. وفي مقابل التنازل عن نحو 30% من الضفة الغربية، يحصل الفلسطينيون على قطعتي أرض في صحراء غزة. وستتضمن الدولة الفلسطينية المقترحة أكثر من 12 جيبًا إسرائيليًا في داخلها.

المستوطنات: تتيح الخطة لإسرائيل أن تضم بشكل فوري مستوطناتها داخل الضفة الغربية المحتلة، مع تجميد بناء المستوطنات في المناطق المخصصة للدولة الفلسطينية المقترحة لمدة أربع سنوات. غير أن رئيس الوزراء الإسرائيلي ، بنيامين نتنياهو، أوضح لاحقًا أثناء ردوده على أسئلة الصحفيين أن هذا ينطبق فقط على المناطق التي لا يوجد بها مستوطنات، كما أن إسرائيل لا تعتزم ضمها، واعتبر أن الخطة لا تفرض أي قيود على بناء المستوطنات.

القدس: وفق الخطة، ستصبح القدس عاصمة لإسرائيل، وستبقى القدس الشرقية المحتلة بما في ذلك المدينة القديمة والمسجد الأقصى تحت السيطرة الإسرائيلية. في المقابل، سيُسمح للفلسطينيين بإنشاء عاصمة على الجانب الآخر من جدار الفصل الإسرائيلي، في منطقة تسمى أبو ديس.

الأمن: تحتفظ إسرائيل بالمسؤولية الأمنية عن الدولة الفلسطينية التي ستكون بلا قوات مسلحة بشكل كامل. وسيكون للفلسطينيين أجهزتهم الأمنية الداخلية، غير أن إسرائيل ستتحكم في الحدود وكل المعابر.

اللاجئون:ترفض الخطة حق العودة أو استيعاب أي لاجئين فلسطينيين داخل دولة إسرائيل. وتنص على أنه يمكن للاجئين العيش داخل دولة فلسطين أو يصبحوا مواطنين في بلاد المهجر أو استيعابهم داخل أي دول أخرى. وستحاول الولايات المتحدة تقديم ««بعض التعويضات»» للاجئين.

شروط للفلسطينيين: تنفذ إسرائيل التزاماتها المذكورة في الخطة فقط إذا عاد قطاع غزة تحت سيطرة السلطة الفلسطينية أو أي جهة أخرى مقبولة من إسرائيل. وأن يتم نزع سلاح حماس وكل القوى المسلحة الأخرى في القطاع بالكامل.

إضافات:تطرح الخطة احتمال أن تقوم إسرائيل، في سياق إعادة ترسيم حدودها، بضم منطقة المثلث، التي تحتوي على عدد من القرى والمدن الفلسطينية من بينها أم الفحم ثالث أكبر مدينة فلسطينية داخل إسرائيل، للدولة الفلسطينية وبالتبعية تجريد سكانها من الجنسية الإسرائيلية.

 

ثالثاً: دوافع الإعلان عن الخطة فى هذا التوقيت:

ترجح وجهات نظر محللين ومراكز بحثية أن اختيار التوقيت الحالي للإعلان عن الخطة مرتبط برغبة ترامب ونتنياهو في صرف الأنظار عن مشاكل داخلية، فترامب يواجه محاكمة في مجلس الشيوخ في إطار مساءلة يمكن أن تؤدي إلى عزله، بينما وُجهت إلى نتنياهو تهم فساد في نوفمبر الماضى (2019).

الأمر الآخر يتعلق بسعي الأثنين لتوظيف هذه الصفقة سياسيًّا في الإنتخابات المُقبلة، فنتنياهو سيدخل الإنتخابات في مارس بعدما فشل مرتين في الحصول على أغلبية في الكنيست بعد جولتي إنتخابات العام الماضي، وترامب، هو الآخر، سيدخل الإنتخابات في نوفمبر القادم (2020)3.

 

رابعاً: رد الفعل الفلسطينى:

1- على المستوى الرسمى: الموقف الرسمي للسلطة الفلسطينية ممثلة في الرئيس محمود عباس هو رفض خطة ترامب للسلام، أو حتى القبول بالتفاوض على بنودها، بعدما رفض الرد على اتصالات ترامب في الأيام الأخيرة. وقد سارت السلطة فى ثلاثة اتجاهات لمواجهة تلك الخطة:

الإتجاه الأول/ اللجوء إلى مجلس الأمن: إذ أعلن مراقب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور، الأربعاء 29 يناير الجارى، أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، سيتحدث في مجلس الأمن الدولي خلال الأسبوعين المقبلين عن خطة السلام الأميركية، وأوضح للصحافيين، أنه يأمل في أن يصوت مجلس الأمن خلال وجود عباس على مشروع قرار بشأن الخطة. وإن كان هناك تأكيد بإفشال الولايات المتحدة لتلك الخطوة عبر استخدام الفيتو4.

الإتجاه الثانى/ اللجوء إلى الجامعة العربية: فقد أعلن السفير حسام زكي، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، أن دولة فلسطين طلبت عقد دورة غير عادية لمجلس الجامعة على المستوى الوزاري بحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس، السبت المقبل (1 فبراير). وقال إن “المندوبية الدائمة لدولة فلسطين لدى الجامعة طلبت، 28 يناير، عقد هذا الاجتماع بهدف الاستماع إلى رؤية أبو مازن، وبحث ما يُسمى (خطة السلام)، التي من المنتظر أن يعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترمب بشأن القضية الفلسطينية”5.

الإتجاه الثالث/ إنهاء الانقسام: فقد أشار أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، أن وفداً من حركة فتح والفصائل سيصل إلى قطاع غزة الأسبوع المقبل، لإجراء مباحثات مع حركة حماس، بهدف تجاوز الانقسام الحالي، بما يسمح للرئيس الفلسطيني محمود عباس بزيارة غزة لاحقاً.

وجاءت هذه التطورات بعد اتصال هاتفي جرى بين عباس ورئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية، الذي بادر إلى الاتصال بالرئيس الفلسطيني، ودعاه إلى لقاء فوري من أجل التصدي لخطة السلام الأميركية. ويأتى اتصال هنية بعباس بعدما دعا الأخير قادة حماس والجهاد الإسلامي إلى حضور اجتماع للقيادة الفلسطينية، في حدث غير مسبوق، والتقى بهم فعلاً. وهذه المرة الأولى التي يبدي فيها عباس استعداده لزيارة قطاع غزة منذ سيطرة حماس عليه عام 20076.

الإتجاه الرابع/ التهديد بوقف التعاون الأمنى مع إسرائيل: فقد كشفت قناة التلفزة الإسرائيلية “12”، فى 29 يناير الجارى، أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بعث برسالة شخصية إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أكد فيها أن الخطة التي أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب تعني أن إسرائيل والولايات المتحدة قد ألغتا إتفاقية أوسلو.

وقالت المعلقة السياسية للقناة دانا فايس، إن عباس شدد في الرسالة التي سلمها وفد فلسطيني إلى وزير المالية الإسرائيلي موشيه كحلون، لينقلها إلى نتنياهو، على أن السلطة ترى نفسها “غير ملزمة بتنفيذ كل التزاماتها في اتفاقية أوسلو، وضمن ذلك التعاون الأمني مع إسرائيل”. وأضاف عباس في رسالته: “يحق لنا أن نقوم بتحطيم القواعد تماماً كما تفعلون، من خلال الإجراءات الأحادية الجانب”. وحسب فايس، فإن عباس شدد في رسالته على أنه معني بنقل هذه الرسائل الواضحة لنتنياهو، قبل أن يقوم بإبلاغ اجتماع الجامعة العربية بها يوم السبت المقبل (1 فبراير)7.

ولكن يرى البعض أن هذه الخطوات من قبل السلطة ليست جدية ولن تكلل بالنجاح، فقد نقلت صحيفة “الأخبار” من مصادر أمنية في رام الله أنه وصل تعميم شديد اللهجة من رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، بمنع إطلاق أي رصاصة باتجاه العدو، مع مراقبة المسيرات بكل قوة والحرص على منع الاشتباك المباشر، بل أن تحاول الأجهزة الأمنية بلباس مدني منع إحراق صور دونالد ترامب أو رفع أي شعارات مسيئة إليه، مع الحرص على رفع صور عباس لتوحيد الصف الوطني خلفه.

وقالت المصادر إن ما يزعج السلطة ليس صفقة القرن التي ستؤول إلى الفشل، بل ما تتسبب فيه من ظرف مؤاتٍ لعمليات ضم تقدم عليها تل أبيب في غور الأردن وأجزاء واسعة من الضفة المحتلة، ما يمكن أن يتسبب في تحول كبير في العلاقة بين إسرائيل والسلطة، إذ سيؤدي إلى أزمة سياسية وأزمة على الأرض. سيتعين على السلطة أن تلغي الإتفاقات مع إسرائيل، سواء أرادت ذلك أو لا. وبطبيعة الحال، الحديث هنا تهديدي، مع أنه موقف متطور من ناحية السلطة. لكن هذا التهديد لا يزن كثيراً لدى الجانب الإسرائيلي، بل قدرت مصادر أمنية إسرائيلية، وفق صحيفة «هآرتس»، أن عباس لن يوقف التنسيق الأمني، ويفضل الانتظار لرؤية الآثار الحقيقية للصفقة، وإن كانت تل أبيب تعتزم اتخاذ إجراءات أحادية8.

أكثر من ذلك فإن رئيس المخابرات العامة الفلسطينية، ماجد فرج، يبدو أنه من الشخصيات التى عملت على إنجاح الصفقة، فهو كان مجتمعًا مع مايك بومبيو، وزير الخارجية الأمريكية، سرًا، لمناقشة من سيخلف عباس في منصب الرئاسة الفلسطينية، لما أصبح يمثله عباس من عبء على أمريكا فى ظل رفضه للسياسات الأمريكية تجاه القضية الفلسطينية والتى كان أخرها رفضه لصفقة ترامب. بل أن فرج خلال الأعوام الأخيرة، قام بمجموعة من المهام التى مهدت لتمرير بنود الصفقة، إذ نجح الرجل الذي ينادونه بـ«الباشا» في استئصال حركة حماس وأسلحتها والحد من نفوذها العسكري كثيرًا في الضفة الغربية9.

 

2- على مستوى فصائل المقاومة: أكدت كافة الفصائل الفلسطينية وحركة حماس على رفضها للصفقة التي وصفتها بأنها «تصفية للمشروع الوطني الفلسطيني»، مشيرين إلى استعدادهم للنضال الشعبي لقطع الطريق على هذه التوجهات الأمريكية الإسرائيلية.

وقد دعت حماس عباس إلى “حمل الراية وتوحيد الشعب الفلسطيني ومقاتلة ومواجهة الاحتلال معاً”، مؤكدة أن “بنادقها وجماهيرها مقدمة لإسقاط الصفقة”. كما هاتف رئيس مكتبها السياسي، إسماعيل هنية، رئيس السلطة، مبدياً جهوزية حركته “للعمل المشترك سياسياً وميدانياً”10. وفى مؤشر على إمكانية تطور الأمور نحو مزيد من المواجهات العسكرية بين إسرائيل والمقاومة المسلحة فى قطاع غزة، فبعد يوم واحد فقط من الإعلان عن صفقة القرن أعلن جيش إسرائيل، فى 29 يناير 2020، عن إطلاق صواريخ من قطاع غزة تجاه المستوطنات القريبة من القطاع، ولتقوم المقاتلات الإسرائيلية، فى ذات اليوم، بشن غارات على موقع عسكري تابع لحركة حماس، وأرض زراعية، جنوب ووسط قطاع غزة11.

كما أصرت حركة فتح على اتخاذ قرار مختلف هذه المرة. فقد أوضح المجلس الثوري أنه في حال أعلن الرئيس ترمب خطته للسلام، فإن “الحل الوحيد المطروح على الساحة هو العودة إلى الكفاح المسلح”. وبالتالي تكون حركة فتح وضعت السلطة الفلسطينية خلف ظهرها، ولم تعد تابعة لها، بحسب ما جاء على لسان أمين سر المجلس الثوري للحركة ماجد الفتياني، الذي قال “إن لم تكن السلطة قادرة على إيقاف صفقة القرن بشكلٍ فعلي، فعليها إعادة زمام القرار إلى الفلسطينيين، وهم أصحاب الحق في تقرير مصيرهم”. وإن كان البعض يقلل من إمكانية عودة حركة فتح إلى السلاح، حيث أن هذا القرار لم يعد بيد فتح بل بيد السلطة التى سترفض ذلك، كما أن تفعيل قرار العودة إلى الكفاح المسلح قد يجعلها في وضع حرج أمام المحافل الدولية12.

كما أنه، لأول مرة منذ سنوات، تَجمع فتح، ورئيسها، محمود عباس، الفصائل كافة في اجتماع قيادي في رام الله. شاركت كل من الجهاد الإسلامي، وحماس التي دعيت إلى الجلسة بصورة علنية في خطوة ثمنتها، مؤكدة حضور ممثليها على رغم أن الدعوة لم تأتِ بمخاطبة رسمية، بل جرى الاتصال بأشخاص محددين13.

ولكن يشكك البعض فى إمكانية توحيد الفصائل الفلسطينية، فعلى رغم حضور الفصائل كافة، قالت حركة الجهاد إن تلبية الدعوة “ليس معناها أن هذا الاجتماع بديل من الدعوة التي أجمعت عليها القوى لعقد لقاء وطني يحضره الأمناء العامون للفصائل، لوضع استراتيجية مواجهة شاملة”، فيما دعت “الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين” إلى “تحويل قرارات الإجتماع الوطني إلى إجراءات عملية تتلاءم مع توقعات الشارع الفلسطيني والعربي، وليس مجرد قرارات كما حدث سابقاً”14. وهو ما يعنى تشكك تلك الفصائل فى صدق مساعى السلطة فى توحيد الصف الفلسطينى.

3- على المستوى الشعبى: فقد تصاعدت الاحتجاجات والمواجهات مع قوات الاحتلال عند نقاط التماس فى الضفة الغربية وغزة15. وقد عمت في غزة مسيرات عدة، في وقت كثفت فيه الوحدات الشعبية إطلاق البالونات المفخخة تجاه مستوطنات غلاف غزة، الأمر الذي دفع المستوطنين إلى الشكوى من سماع انفجارات ضخمة فوق منازلهم، فيما تمكنت مجموعة من الشبان من قطع أجزاء كبيرة من السياج الفاصل شرق مدينة خانيونس (جنوب). كما أعلنت «لجنة المتابعة العليا للقوى الوطنية والإسلامية» الإضراب الشامل لكل مرافق الحياة باستثناء الصحة يوم 29 يناير، داعية إلى «رفع الأعلام السوداء»16.

ويبدو أن إجماع من قبل العديد من المراقبين على أن الحل الأفضل لمواجهة خطة ترامب تتمثل فى إنتفاضة شعبية على غرار الإنتفاضة الأولى، والتركيز على إنهاء الانقسام ورص صفوف الشعب الفلسطيني. ومحذرين من اللجوء للسلاح وتكرار “خطأ إنتفاضة الأقصى”، خاصة أن ميزان السلاح لصالح إسرائيل، وربما تستغل إسرائيل الأمر لقضم المزيد من الأراضي الفلسطينية عبر القوة العسكرية17.

 

وإجمالاً لما سبق، يمكن القول أن ثمة إجماع فلسطيني على رفض صفقة القرن نظرياً، لكنه من الصعب أن نرى إجماعاً ميدانياً إجرائياً عملياً لمواجهتها. لدينا مقاومة فلسطينية في غزة، لكنها ليست على احتكاك مباشر مع الاحتلال بسبب عدم وجود قوات إسرائيلية في القطاع، وفاعلية هذه المقاومة لا تظهر حقيقة إلا وقت المواجهة المباشرة مع الجيش الصهيوني عبر الخطوط الفاصلة.

الاحتكاك المباشر مع الاحتلال متوفر في الضفة الغربية، لكن الضفة لم تشهد تطويراً لقوى المقاومة، وتمكنت أجهزة الاحتلال الأمنية بالتعاون مع أجهزة السلطة الفلسطينية من قتل المقاومة، وملاحقة كل الذين يفكرون بمواجهة الاحتلال. كما تم الإعلان من قبل حركة فتح أن أيام الغضب آتية، وسيتم إقامة فعاليات ضد صفقة القرن ورفضاً لها، لكن هذا لم يكن جدياً عبر الزمن، وكل أيام الغضب السابقة انتهت مع غروب الشمس، واستمر الاحتلال في تنفيذ سياساته، وفرض أمر واقع على الشعب الفلسطيني18.

 

خامساً: رد الفعل العربى:

يمكن الإشارة إلى أهم الردود العربية على تلك الخطة كما يلى:

مصر: طالبت مصر في بيان لوزارة خارجيتها “الطرفين المعنيين بالدراسة المتأنية للرؤية الأمريكية.. والوقوف على كافة أبعادها، وفتح قنوات الحوار لاستئناف المفاوضات برعاية أميركية، لطرح رؤية الطرفيّن الفلسطيني والإسرائيلي إزاءها”19.

السعودية: قالت السعودية إنها “تقدر الجهود التي تقوم بها إدارة ترامب لتطوير خطة شاملة للسلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وتشجع البدء في مفاوضات مباشرة للسلام بين الجانبين .. تحت رعاية الولايات المتحدة الأمريكية، ومعالجة أي خلافات حول أي من جوانب الخطة من خلال المفاوضات”20.

الإمارات: فقد رحبت بخطة ترامب، وقال سفيرها لدى واشنطن يوسف العتيبة في بيان على تويتر “تقدر الإمارات العربية المتحدة الجهود المستمرة التي تبذلها الولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاق سلام فلسطيني إسرائيلي”. كان الدبلوماسي الإماراتي، إلى جانب نظرائه من سلطنة عمان والبحرين، أحد ممثلي الدول العربية الحاضرة لدى الإعلان عن خطة ترامب في البيت الأبيض21.

قطر: أصدرت قطر بياناً أقرب إلى رفض الصفقة بشكل ضمني. وأعربت الخارجية القطرية في بيان نشرته وكالة الأنباء القطرية “قنا” عن تقديرها لمساعي الإدارة الأميركية الحالية لإيجاد حلول للقضية الفلسطينية والصراع العربي – الإسرائيلي، “طالما كان ذلك في إطار الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة”. وأكّدت أنّه “لا يمكن للسلام أن يكون مستداماً ما لم تتم صيانة حقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولة مستقلة ذات سيادة على حدود 1967، بما في ذلك القدس الشرقية وفي العودة إلى أراضيه”. ويعتبر الموقف القطري هو الموقف الخليجي الوحيد بعد إعلان “صفقة القرن” الذي أكد ضرورة وجود دولة فلسطينية ضمن حدود عام 1967، وإعلان القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية، على خلاف ما تقرر في خطة ترامب22.

الكويت: تأخرت الكويت حتى مساء اليوم الأربعاء، 29يناير الجارى، في إصدار موقف رسمي، إذ قالت وزارة الخارجية الكويتية في بيان نشرته وكالة الأنباء الرسمية إن الكويت “تقدر عالياً مساعي الولايات المتحدة لحل القضية الفلسطينية وإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي الذي امتد لأكثر من 70 عاماً”. وشدد البيان على أن “الحل العادل والشامل للقضية الفلسطينية لا يتحقق إلا بالالتزام بقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة وبالمرجعيات التي استقر عليها المجتمع الدولي، وفي مقدمتها إقامة دولته المستقلة ذات السيادة في حدود 4 يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس الشرقية”.

لبنان: أعلن الرئيس اللبناني ميشال عون، تضامن بلاده “رئيساً وشعباً” مع الفلسطينيين، في مواجهة “صفقة القرن”. وجاء ذلك في اتصال هاتفي مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، حسب بيان صادر عن الرئاسة اللبنانية. وقال عون إنّ “لبنان متمسك بالمبادرة العربية للسلام التي أُقرت في قمّة بيروت (عام 2002) لا سيما حق عودة الفلسطينيين إلى أرضهم وقيام دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس”. كما شدد الرئيس اللبناني على “أهمية وحدة الموقف العربي حيال مسألة صفقة القرن”.

بدوره، كتب رئيس الحكومة اللبنانية حسان دياب، على حسابه في “تويتر: “ستبقى القدس هي البوصلة وستبقى فلسطين هي القضية”. وكان رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري قد قال، في بيان، إنّ الصفقة “تجهض ما تبقى من الحلم الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة”، وشدد على أنّ لبنان “لن يقبل أن يكون شريكاً في بيع أو مقايضة الحقوق الفلسطينية”23.

العراق: أكد العراق وقوفه إلى جانب الفلسطينيين بإقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس.جاء ذلك في بيان صادر عن وزارة الخارجية العراقية بشأن موقف بغداد من “صفقة القرن”. وقال المُتحدّث باسم الوزارة أحمد الصحّاف، إن “العراق يُؤكّد وُقوفه مع إخوانه الفلسطينيّين في دفاعهم عن حُقوقهم المشروعة، ومنها: حقُّ العودة، وإقامة دولتهم المُستقلة وعاصمتها القدس الشريف”24.

وإجمالاً لما سبق؛ يمكن القول أن هناك موافقة عربية على الخطة، وهى الموافقة التى لم تكتفي بالموافقة الضمنية والصمت من قبل الدول العربية، وإنما أطلقت بيانات ترحيب ببنود الصفقة، ودعوات لدراستها جيداً. فضلاً عن وجود ضغوطات عربية هائلة تُمارس على قيادة السلطة الفلسطينية للقبول بالصفقة، وهى الضغوط التى تقودها السعودية ومصر والإمارات لإجبار قيادة السلطة على التعامل إيجاباً مع الصفقة الأمريكية وعدم معارضتها25.

أكثر من ذلك، فإن الدول الخليجية هى من ستتولى تمويل تلك الصفقة26. كما هناك أحاديث عن إمكانية اقتطاع أراضى من لبنان ومصر والأردن، وما يؤكد ذلك هو تأكيد ترامب على تويتر بأن هذه الخطة قد تكون هى خطة السلام، أى أنها ليست الخطة النهائية. وبناءً على ذلك، يمكن القول أن تلك الخطة التى أعلن عنها ترامب تمثل المرحلة الأولى التى تسمح بضم أراضى فى الضفة الغربية، وفى حالة ما إذا مرت تلك المرحلة بسلام ودون ردة فعل شعبية من قبل الدول العربية والإسلامية، فسيقوم ترامب بالإعلان عن المرحلة الثانية التى تشمل ضم أجزاء من أراضى مصر والأردن ولبنان27. وربما كان هناك دافع اضافى هو ما جعل ترامب يتريث فى طرح المحلة الثانية المتعلقة بضم أراضى عربية وهو إمكانية حدوث غضب شعبى ضد الأنظمة الحاكمة فى مصر (فى ظل وجود دعوات للاحتجاج مع الذكرى التاسعة لثورة 25 يناير) ولبنان والأردن التى تشهد احتجاجات جماهيرية.

وفيمل يتعلق بالأسباب التى تقف خلف تلك المواقف العربية الداعمة لصفقة القرن، فيمكن تلخيصها فى سببين رئيسيين هما28: الأول/ أن القضية الفلسطينية لم تعد هى القضية المركزية للعرب، فهناك أولويات أخرى تتمثل فى الخطر الإيرانى على دول الخليج، والتهديد التركى لمصر، وهى الأخطار التى تراهن تلك الدول العربية فى مواجهتها على وجود دعم أمريكى عبر التحالف مع إسرائيل، وهو ما دفع إلى توجه هذه الدول إلى التطبيع مع إسرائيل كما هو ظاهر فى تحسن العلاقات مؤخراً مع دل الخليج، وتوثيق العلاقات مع مصر مثل مشاركة الدولتين فى منتدى غاز شرق المتوسط. السبب الثانى/ أن الدول العربية تدرك أن هذه الصفقة ستفشل نتيجة الرفض الفلسطينى لها، وبالتالى فإنهم يتفادوا إغضاب ترامب فى حالة ما إذا أعلنوا رفضهم للخطة.

 

سادساً: رد الفعل الدولى:

يمكن الإشارة إلى أهم ردود الفعل الدولية كما يلى:

روسيا: رد الفعل الروسي جاء على لسان المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وأفريقيا ميخائيل بوغدانوف، الذي أكد أن بلاده ستدرس خطة السلام الأميركية بين فلسطين وإسرائيل. وأضاف بوغدانوف، الذي يشغل أيضاً منصب نائب وزير الخارجية، في تصريحات لوكالة “ريا نوفوستي” الروسية، أن “المهم هو موقف فلسطين وباقي الدول العربية من الخطة”. وأردف: “يجب انتظار ردود فعل الأطراف الأخرى، وروسيا بدورها ستدرس العرض”، مؤكداً أن “القرار الأخير بشأن الخطة سيكون بيد الفلسطينيين والإسرائيليين، وليس الأميركيين (..) نحن لسنا طرفاً في هذا الصراع”29.

وقد سبق، وأن أكد وزير الخارجية الروسى، سيرجى لافروف، ضرورة استخدام “اللجنة الرباعية” الدولية للوسطاء في تقييم “صفقة القرن”، وقال بهذا الصدد: “بالطبع، أود حقاً أن تقوم مجموعة رباعية الوسطاء الدوليين بتحليل هذا الموقف، وهؤلاء هم روسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، وهي آلية لم تستخدم في السنوات الأخيرة .. يجب إيجاد حلول قابلة للتطبيق عالمياً”30.

كما أعادت روسيا تذكير “معدّي صفقة القرن بأن الجولان أرض سورية محتلة من قبل إسرائيل بشكل غير شرعي”، وأن “موسكو لم ولن تعترف بالسيادة الإسرائيلية على هذه المنطقة المحتلة”، وقال الممثل الدائم الروسي لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا إن “الخرائط التي أرفقت بهذه الصفقة وادعت بأن الجولان أرض إسرائيلية تخالف قرارات مجلس الأمن الدولي بشأنها”.

تركيا: فقد أعتبرت أنقرة أن “خطة السلام الأمريكية المزعومة ولدت ميتة”، حسب بيان للخارجية التركية، الذي أضاف أنها “خطة ضم (للأراضي) تهدف إلى نسف حل إقامة الدولتين وإلى سلب الأراضي الفلسطينية”31.

إيران: اعتبر المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي أن مشروع “صفقة القرن” الذي كشف عنه الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتصفية القضية الفلسطينية، “سياسة شيطانية وخبيثة لأميركا تجاه فلسطين”. وأكد خامنئي، في تغريدة على “تويتر”، أن ما يسمى بـ”صفقة القرن” “ستفشل ولن تتحقق”.

وكان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، قد قال إنّ خطة ترامب ستكون بمثابة كابوس على المنطقة والعالم أجمع، داعياً دول المنطقة إلى التوحد والتحرك معا ضد الخطة. جاء ذلك في تغريدة نشرها ظريف على حسابه الشخصي بموقع “تويتر”، وصف فيها “صفقة القرن” المزعومة بأنها “مشروع حلم لمقاول مفلس”.وأشار ظريف إلى أنه “في حال عدم إعداد مخطط مقابل، فإن الخطة ستكون كابوسا على المنطقة والعالم”، مضيفاً: “أتمنى أن يكون هذا الإعلان بمثابة جرس إنذار لكافة المسلمين للتوحد بشأن فلسطين”. كما دعا ظريف دول المنطقة إلى التحرك معا في مواجهة الخطة التي تسعى الولايات المتحدة لفرضها على الفلسطينيين، واصفا إياها بـ”خيانة القرن” بدلا من “صفقة القرن”32.

بريطانيا: قال وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب أن خطة ترامب للسلام هي “بكل وضوح اقتراح جدي”، مؤكداً في بيان أن “اتفاقاً للسلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين يؤدي إلى تعايش سلمي يمكن أن يفتح آفاق المنطقة برمّتها، وأن يمنح الجانبين فرصة لمستقبل أفضل”. وقال إن المسؤولين الإسرائيليين والفلسطينيين “هم الوحيدون القادرون” على اتخاذ موقف حيال هذه المقترحات ومدى “استجابتها لاحتياجات وتطلعات شعبيهما”، و”نشجعهم على دراسة الخطة بطريقة صادقة ومنصفة، وبحث ما إذا يمكن أن تشكل خطوة أولى للعودة إلى مسار التفاوض”. وصدر بيان الخارجية البريطانية بعيد ترحيب رئيس الوزراء بوريس جونسون بالخطة الأمريكية33.

ألمانيا: قال وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس إن «خطة ترامب تثير التساؤلات ولا سلام دائماً إلا من خلال حل الدولتين المتفاوض عليه»، مؤكداً اعتزامه دراسة خطة ترامب بشكل مكثف. وذكر أن «المبادرة الأمريكية تثير قضايا سنناقشها الآن مع الشركاء في الاتحاد الأوروبي، من بين أشياء أخرى، هذه الأسئلة حول مشاركة أطراف النزاع في عملية التفاوض، وكذلك حول موقفها (المبادرة) تجاه المعايير والمواقف القانونية المعترف بها دولياً». وشدد على أن «الحل المقبول من الطرفين هو وحده يمكن أن يؤدي إلى سلام دائم بين الإسرائيليين والفلسطينيين»34.

فرنسا: فى موقف لافت، رحبت فرنسا بأحدث مساعي الرئيس الأميركي لإبرام اتفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين، وقالت إنها ستدرس المقترحات بعناية. وقال بيان لوزارة الخارجية الفرنسية: “ترحب فرنسا بجهود الرئيس ترامب وستدرس بعناية برنامج السلام الذي طرحه”. وأكد البيان مجدداً رغبة فرنسا في حل الدولتين35.

الإتحاد الأوروبى: أعلن الاتحاد الأوروبي التزامه الكامل بالتفاوض لإيجاد تسوية سياسية بين الفلسطينيين والإسرائيليين “على أساس مقترح حل الدولتين”، بحسب بيان صادر عن الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، جوزيب بوريل، نشر على الموقع الإلكتروني للاتحاد.

وجاء في البيان أنّ الاتحاد “يؤكد موقفه الثابت والموحد تجاه مقترح حل الدولتين المتفاوض عليه والقابل للتطبيق، والذي يأخذ في الاعتبار التطلعات المشروعة لكل من الفلسطينيين والإسرائيليين”. وأكد البيان أن الاتحاد سيدرس الخطة الأميركية المزعومة، شرط أن “تحترم قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة والمعايير المتفق عليها”. ولفت إلى أنّ المبادرة الأميركية “توفر فرصة لإعادة إطلاق الجهود الضرورية من أجل إيجاد حل تفاوضي وقابل للتطبيق في مسألة النزاع الإسرائيلي – الفلسطيني”36.

الأمم المتحدة: قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، في بيان، إن “الأمين العام (أنطونيو غوتيريس) اطّلع على إعلان خطة الولايات المتحدة الخاصة بالشرق الأوسط”. وأضاف أن “موقف الأمم المتحدة من حل الدولتين (الفلسطينية والإسرائيلية) قد تم تحديده على مر السنين، ونحن ملتزمون بقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة ذات الصلة”، مشدداً على أن “الأمم المتحدة ستظل ملتزمة بدعم الفلسطينيين والإسرائيليين لحل النزاع، على أساس قرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي والاتفاقات الثنائية وتحقيق رؤية دولتين تعيشان جنبًا إلى جنب في سلام وأمن داخل حدود معترف بها، على أساس خطوط ما قبل عام 1967”37.

 

وإجمالاً لما سبق؛ يمكن القول أن هناك رفض قاطع للخطة من قبل كلاً من تركيا وإيران. وبالنسبة لروسيا فإنها أكدت على أنها تدرس الخطة ولم تصدر موقف نهائى بشأنها، وإن كانت أنتقدت طريقة الوساطة الأمريكية التى تجاهلت الجانب الفلسطينى، كما تجاهلت مشاركة اللجنة الرباعية (وربما تسعى روسيا إلى مغازلة الفلسطينيين كوسيط بديل عن الوسيط الأمريكى)، كما أنها أكدت على ضرورة استبعاد هضبة الجولان من الصفقة وإعادتها مرة أخرى إلى السيادة السورية. وفيما يتعلق بالموقف الأوروبى فالموقف البريطانى يبدو أنه داعم بقوة للخطة، والفرنسى داعم بدرجة أقل، بينما الموقف الألمانى يبدو أنه متحفظ على طريقة الوساطة الأمريكية التى استبعدت الطرف الفلسطينى، وأكد على أن الحل يكمن فى حل الدولتين “المتفاوض عليه” أى أن الحل يكون بالتفاوض بين الطرفين، وليس عن طريق فرضه من قبل الوسيط الأمريكى.

 

1 ” «واشنطن بوست»: هذه هي قرارات ترامب منذ 2016 التي مهدت لصفقة القرن”، ساسة بوست (مترجم)، 29/1/2020، الرابط: https://bit.ly/2U5KCpz

2 ” الأربعاء 29 يناير: المحذوف من بيان الخارجية عن «صفقة القرن»”، مدى مصر، 29/1/2020، الرابط: https://bit.ly/36GAPZy

3 “10 أسئلة تشرح لك «صفقة القرن» التي أعلنها ترامب بالأمس”، ساسة بوست، 29/1/2020، الرابط: https://bit.ly/2REBF4T

4 ” بعد “خطة السلام” الأميركية… فلسطين تتحرك في اتجاهين مختلفين”، إندبندنت عربية، 30/1/2020، الرابط: https://bit.ly/2RD40sg

5 “اجتماع طارئ للجامعة العربية لمواجهة “خطة السلام” السبت المقبل”، إندبندنت عربية، 28/1/2020، الرابط: https://bit.ly/2Ug61MZ

6 ” بعد “خطة السلام” الأميركية… فلسطين تتحرك في اتجاهين مختلفين”، مرجع سابق.

7 ” رسالة من عباس لنتنياهو: لا أوسلو ولا تعاون أمنياً”، العربى الجديد، 30/1/2020، الرابط: https://bit.ly/2OcJyMS

8 “الموقف الحقيقي للسلطة: لا اشتباك، لا حرق لصور ترامب”، الأخبار، 29/1/2020، الرابط: https://bit.ly/2RWVVh6

9 “10 أسئلة تشرح لك «صفقة القرن» التي أعلنها ترامب بالأمس”، مرجع سابق.

10 “ترامب «يُهدي» فلسطين لنتنياهو… وخيانة عربية علنية: اليوم غضبٌ ومواجهة”، الأخبار، 29/1/2020، الرابط: https://bit.ly/2RDpC82

11 “طائرات إسرائيلية تقصف أهدافا في قطاع غزة بعد إطلاق صواريخ”، القدس العربى، 29/1/2020، الرابط: https://bit.ly/2vC5E4R

12 ” “فتح” تلوح بـ “الخيار العسكري”… وعباس مهدد لرفضه مكالمة ترمب”، إندبندنت عربية، 28/1/2020، الرابط: https://bit.ly/2OabAZt

13 “ترامب «يُهدي» فلسطين لنتنياهو… وخيانة عربية علنية: اليوم غضبٌ ومواجهة”، مرجع سابق.

14 المرجع السابق.

15 “اشتعال الاحتجاجات وإصابة العشرات… الرئاسة الفلسطينية: اجتماع قريب في غزة لـ«إنهاء الانقسام»”، القدس العربى، 29/1/2020، الرابط: https://bit.ly/3aXSDTg

16 “ترامب «يُهدي» فلسطين لنتنياهو… وخيانة عربية علنية: اليوم غضبٌ ومواجهة”، مرجع سابق.

17 ” أوراق الفلسطينيين وخياراتهم “المحدودة” لمواجهة “صفقة القرن””، دويتشه فيلة، 27/1/2020، الرابط: https://bit.ly/2GBORkU

18 عبدالستار قاسم، ” صفقة القرن والرد الفلسطيني”، تى أر تى عربى، 30/1/2020، الرابط: https://bit.ly/36BCvUd

19 ” “صفقة القرن” ـ رفض فلسطيني صريح وتحفظ عربي ودولي”، دويتشه فيلة، 28/1/2020، الرابط: https://bit.ly/3aUQjg8

20 المرجع السابق.

21 المرجع السابق.

22 “تباين في مواقف دول مجلس التعاون الخليجي من “صفقة القرن””، العربى الجديد، 29/1/2020، الرابط: https://bit.ly/3aRLyUl

23 “مواقف دولية وعربية تتوحد على رفض “صفقة القرن””، العربى الجديد، 29/1/2020، الرابط: https://bit.ly/2vv8d8M

24 المرجع السابق.

25 “خريطة أموال بالمليارات.. من سيدفع لإتمام “صفقة القرن” وكم؟”، الخليج أونلاين، 27/1/2020، الرابط: https://bit.ly/315SoRK

26 المرجع السابق.

27 صابر مشهور، “ترامب يستبعد أراضي مصر والأردن من صفقة القرن”، يوتيوب، 28/1/2020، الرابط: https://bit.ly/2UkQ73Z

28 سيدجبيل، “الأهداف الخفية لصفقة القرن .. ولماذا أيدتها دول عربية؟”، موقع يوتيوب، 30/1/2020، الرابط: https://bit.ly/36JGHl3

29 “مواقف دولية وعربية تتوحد على رفض “صفقة القرن””، مرجع سابق.

30 “لافروف: اقترح أن تناقش “اللجنة الرباعية الدولية” صفقة القرن”، أر تى اسأل أكثر، 28/1/2020، الرابط: https://bit.ly/38VvDmq

31 ” “صفقة القرن” ـ رفض فلسطيني صريح وتحفظ عربي ودولي”، دويتشه فيلة، 28/1/2020، الرابط: https://bit.ly/3aUQjg8

32 “مواقف دولية وعربية تتوحد على رفض “صفقة القرن””، مرجع سابق.

33 ” “صفقة القرن” ـ رفض فلسطيني صريح وتحفظ عربي ودولي”، مرجع سابق.

34 “اشتعال الاحتجاجات وإصابة العشرات… الرئاسة الفلسطينية: اجتماع قريب في غزة لـ«إنهاء الانقسام»”، القدس العربى، 29/1/2020، الرابط: https://bit.ly/3aXSDTg

35 “مواقف دولية وعربية تتوحد على رفض “صفقة القرن””، مرجع سابق.

36المرجع السابق.

37 المرجع السابق.

 

Editor P.S.

كاتب ومدون

جميع المشاركات

المنشورات ذات الصلة

الأكثر قراءة

اتبعنا

التصنيفات

آخر المقالات

Edit Template

رؤية تحليلية للأخبار السياسية والاقتصادية في العالم العربي والإسلامي والعالمي، ودراسات استراتيجية للوضع السياسي المحلي والإقليمي والعالمي

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا لتلقي التحديثات على البريد الإلكتروني الخاص بك

You have been successfully Subscribed! Ops! Something went wrong, please try again.

جميع الحقوق محفوظة لرؤية للتخطيط والدراسات الاستراتيجية ©2022