ماذا حدث؟؟.. قبل سحب الثقة من الدبيبة اليوم

 

أعلن المتحدث الرسمي باسم مجلس النواب الليبي: سحب الثقة من الحكومة بأغلبية 89 نائباً من أصل 113 نائب حاضرين، في جلسة اليوم الثلاثاء 21 سبتمبر 2021.

وزدات الأوضاع الليبية تعقيداً مع اقتراب موعد إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المحدد بيوم 24 ديسمبر المقبل. فمن جانب، هناك الخلاف بين مجلس النواب والحكومة مع إعلان رئاسة مجلس النواب عن استعداد المجلس لمناقشة طلب 45 نائباً لسحب الثقة من الحكومة، وذلك بعد أسبوع من استجابة الأخيرة والمشاركة في جلسة استجواب بمقر مجلس النواب في طبرق، عقب أسابيع من الجدل بين الطرفين، رفض خلالها الدبيبة المثول أمام النواب لاستجواب حكومته، مشدداً على ضرورة أن يحدد المجلس أسئلته قبل الجلسة. بل اتهم الدبيبة مجلس النواب بعرقلة عمل حكومته، على خلفية عدم اعتماده ميزانية الحكومة، فيما ردّ صالح متوعداً الحكومة بسحب الثقة منها إذا لم تستجب لطلب المثول أمام النواب لاستجوابها حول “تقصيرها في عملها”.

ومن جانب ثان، فقد طفت إلى السطح أزمة أخرى بين المجلس الرئاسي والحكومة بشأن قرارات أصدرتها وزيرة الخارجية نجلاء المنقوش حول تعيين وإعفاء عدد من الدبلوماسيين الممثلين للبلاد في الخارج. وزاد حدة الصدام بعد أن وجه رئيس المجلس الرئاسى محمد المنفي خطاباً للدبيبة أخيراً بضرورة تنسيق وزيرة الخارجية مع المجلس الرئاسي في قرارتها الخاصة بممثلي الدبلوماسية في الخارج، بل إبطاله كافة قراراتها الصادرة في هذا الصدد، ما حدا بالوزارة إلى الرد ببيان أكدت فيه أنها أعلمت المجلس الرئاسي بقراراتها وطالبته بسرعة تعيين سفراء بدلاً من المعفيين من مناصبهم. ودخل النائب العام الصديق الصور على خط الأزمة، معتبراً أن قرارات المنقوش “تعدّ تعسفاً في استعمال السلطة”، ما يضعها “تحت طائلة المساءلة الجنائية”. وتدخل النائب العام بعدما طلب منه المجلس الرئاسي الرأي القانوني.

ومن جانب ثالث، فهناك جدل آخر يتعلق بالقوانين اللازمة لإجراء الانتخابات، وتحديداً بين مجلس النواب، الذي اعتمد قانون انتخاب رئيس الدولة من دون التصويت عليه من قبل النواب، والمجلس الأعلى للدولة الذي يصر على ضرورة إشراكه في إعداد تلك القوانين[1]. ويسمح القانون لمتصدري المشهد الليبي، سواء السياسيون أو العسكريون، بالترشح، شرط التنازل عن منصبهم قبل الانتخابات بثلاثة أشهر، دون أي قيود أخرى تمنع مزدوجي الجنسيات من الترشح أو القادة العسكريين، كما أن نصوصه لا تشير بوضوح لأوضاع المطلوبين للعدالة في جرائم جنائية[2].

أكثر من ذلك، فهناك انتقادات كبيرة لمقترح “قانون ترسيم الدوائر الانتخابية وتوزيع المقاعد الخاصة” الصادر عن المفوضية العليا للانتخابات في ليبيا، كآلية تشريعية وتنفيذية لإجراء الانتخابات البرلمانية المقبلة في 24 ديسمبر 2021. ومن هذه الانتقادات؛ الزيادة المقترحة في عدد الدوائر الانتخابية التي استقرت في انتخابات 2012 و2014 بـ(13) دائرة انتخابية رئيسية، والملاحظ أن الزيادة في الدوائر الانتخابية كانت جُلها في المنطقة الشرقية، مما يترتب على ذلك زيادة الحصة الانتخابية في عدد المقاعد المقررة في البرلمان، وبالتالي يمكن أن تتغير التركيبة السياسية البرلمانية إن أُقرَّ هذا المقترح. كما ان المقترح لم يراع المناطق المكتظة بالسكان، في حين غلَّبت عليها مناطق أخرى أقلَّ منها عددًا، أو حتى ساوت بينهما، وعليه فإن مقاعد التمثيل للمنطقة الغربية مقارنة بالمنطقة الشرقية لم تكن عادلة من ناحية التوزيع السكاني[3].

وفى ظل تصاعد حدة هذه الخلافات، فقد ظهرت العديد من الوساطات الاقليمية التى تحاول احتواء هذه الخلافات وعدم تطورها بما يهدد إجراء الانتخابات فى موعدها، ويأتى على رأس تلك الوساطات الجهود التى تبذلها كلًا من مصر وقطر. حيث يزور رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي العاصمة القطرية الدوحة في زيارة رسمية. وذلك بالتزامن مع وصول عقيلة صالح، رئيس مجلس النواب الليبي، واللواء المتقاعد خليفة حفتر، الذي يقود قوات شرقي ليبيا، إلى مصر[4]. بجانب، زيارة رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية “عبدالحميد الدبيبة” إلى العاصمة المصرية القاهرة[5]. وهناك توقعات بإمكانية عقد قمة ثلاثية بين الدبيبة وعقيلة وحفتر بوساطة القاهرة[6].

[1] “محاولات إقليمية لاحتواء الخلافات الليبية القديمة منها والمستجدة”، العربى الجديد، 15/9/2021، الرابط: https://bit.ly/396E2Wd

[2] “ليبيا: قانون انتخابات جدلي.. هل يسعى مجلس النواب لتعميق الأزمة الدستورية؟”، العربى الجديد، 11/9/2021، الرابط: https://bit.ly/3AgqALi

[3] “أزمة المقاعد الانتخابية الجديدة في ليبيا: الدلالات والمآلات”، مركز الجزيرة للدراسات، 13/9/2021، الرابط: https://bit.ly/3EoCDII

[4] “حفتر وصالح في مصر.. ورئيس المجلس الليبي يصل قطر”، الخليج أونلاين، 14/9/2021، الرابط: https://bit.ly/3nD2y9W

[5] “بعد صالح وحفتر.. رئيس الحكومة الليبية يبدأ زيارة للقاهرة”، الأناضول، 15/9/2021، الرابط: https://bit.ly/3ChUteS

[6] “هل تنجح القاهرة في عقد لقاء بين الدبيبة وحفتر وعقيلة صالح؟”، عربى21، 14/9/2021، الرابط: https://bit.ly/3Aky53O

Editor P.S.

كاتب ومدون

جميع المشاركات

المنشورات ذات الصلة

الأكثر قراءة

اتبعنا

التصنيفات

آخر المقالات

Edit Template

رؤية تحليلية للأخبار السياسية والاقتصادية في العالم العربي والإسلامي والعالمي، ودراسات استراتيجية للوضع السياسي المحلي والإقليمي والعالمي

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا لتلقي التحديثات على البريد الإلكتروني الخاص بك

You have been successfully Subscribed! Ops! Something went wrong, please try again.

جميع الحقوق محفوظة لرؤية للتخطيط والدراسات الاستراتيجية ©2022