من 27 أكتوبر الى 2 نوفمبر 2017

 قراءة في الاتفاق الروسي الأمريكي حول سوريا ما تزال سوريا محل صراع قوي بين أمريكا وروسيا يتسم بالتصاعد حيناً والتهدئة حيناً آخر، فليس هناك توافق كامل حول مصير سوريا ولكن هناك توافقات وتسويات تنجح حيناً وتفشل حيناً آخر. فقد أعلن الكرملين في منتصف نوفمبر 2017 عن اتفاق مشترك بين الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" والرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" على هامش قمة آسيا الباسيفيك بشأن الوضع السوري، وذلك بأنه لا حل عسكري في سوريا، مبديان تصميمهما على مواصلة الجهود المشتركة لهزيمة داعش، والحفاظ على قنوات اتصال عسكرية مفتوحة بين العسكريين للمساعدة في ضمان سلامة القوات الأميركية والروسية على حد سواء، وأكدا التزامهما بسيادة سوريا واستقلالها وسلامة أراضيها، وطالبا كل الأطراف السورية بالمشاركة الفعالة في عملية السلام بجنيف، وطالبا أعضاء الأمم المتحدة بزيادة مساهمتهم في مساعدة سوريا. ورأت بعض أوساط المعارضة السورية أن الاتفاق اشتمل التوافق على الإبقاء على بشار الأسد في المرحلة المقبلة من مستقبل سوريا، بما يحدد سقف المؤتمرات القادمة في جنيف وأستانا والرياض، لكن لم ينص الاتفاق على بيان جنيف1 أو تفاصيل قرار مجلس الأمن 2254 والذي ينص على تشكيل هيئة حكم انتقالي واعتماد مسار لصياغة دستور جديد لسوريا وعلى أساسه يتم إجراء انتخابات نزيهة، بما يعني أن روسيا قد تنجح في القفز على هذه الأمور من أجل بقاء الأسد. ويتضح أن هذا الاتفاق له علاقة باتفاق تم الإعلان عنه في 8 نوفمبر بين الولايات المتحدة وروسيا والأردن، بوقف إطلاق النار في جنوب سورية يتعهد فيه الجميع بإبعاد قواتهم عن المناطق العازلة "أو مناطق خفض التصعيد كما قالت عنها موسكو"، إذ تضمن هذا الاتفاق إقامة مناطق عازلة على الحدود بين إسرائيل وسوريا في الجولان المحتل وفي منطقة الحدود بين الأردن وسوريا. ويعد هذه الاتفاق خطوة هامة لدعم اتفاق وقف إطلاق النار على طول خط التماس المتفق عليه في جنوب غرب سوريا وإيجاد الظروف الملائمة لحل سياسي مستدام للأزمة السورية. لكن ما حدث هو أن خرجت الرئاسة الروسية منتقدة بعض التفسير الخاطئ لنص الاتفاق، إذ أوضحت الخارجية الأمريكية أن الاتفاق نص على جلاء جميع القوات الأجنبية عن جنوب غرب سوريا بما فيها بما فيها الميليشيات الإيرانية والفصائل الموالية لها، وأن روسيا وعدت ببحث هذه القضية مع النظام بسوريا، فلم تتعهد روسيا بضمان خروج التشكيلات الموالية لإيران من سوريا، إضافة لذلك، لم تتضمن مذكرة عمّان بقاء جنوب غربي سوريا تحت سيطرة المعارضة السورية حتى إتمام التسوية السياسية لأزمة السوريين، فقالت روسيا أن المذكرة خضعت للبحث والمشاورات على مستوى الخبراء، وتم الاتفاق على صيغتها في دانانغ خلال قمة "آبيك". وقيل أنه كان هناك مطلبا إسرائيليا بإقامة منطقة عازلة على امتداد الحدود اللبنانية والسورية بعمق أربعين كيلومترا، وأن الجانب الروسي وافق على إقناع الإيرانيين وحزب الله بأن يكون هذا الحزام بعرض عشرة كيلومترات وأن يقتصر على الحدود السورية، على أن يلتزم الحزب -بضمانة روسية- بعدم تنفيذ أي عملية ضد إسرائيل من جنوب لبنان، مقابل التزام إسرائيل بالمثل. لكن إسرائيل كانت ترى وجود غموض يكتنف الاتفاق الأمريكي الروسي، ما جعل مسئولون إسرائيليون يقيمون محادثات في واشنطن وموسكو من أجل تحسين شروط الاتفاق بما يلبي مطالب إسرائيل الأمنية، لأن إسرائيل لن تقبل بأي حال وجود قوات إيرانية في هضبة الجولان. من الواضح أيضا أن أمر الميليشيات الشيعية كان شئ أساسي سعت إليه الأردن في الاتفاق، فهي لا تقبل وجودها على حدودها، لكن جاءت موسكو لتتنصل مما تم الاتفاق عليه، مما يشير إلى أنها لا تريد التوصل لحل جدي في سوريا، فهي تعتبر سوريا ورقة ضغط على الغرب بسبب أوكرانيا والعقوبات الاقصادية المفروضة عليها. من ناحية أخرى، من غير المتوقع أن تقوم الأردن بإرسال قوات لها في سوريا، إضافة إلى أن النظام الأردني لن يقوم بالتطبيع مع النظام السوري إلا بعد حل الملفات العالقة وأهمها إجبار القوات الإيرانية والميليشيات الموالية لها على التراجع من الحدود السورية الأردنية لعشرات الكيلومترات نحو العمق السوري. ختاما، فالاتفاق الذي تم بين واشنطن وموسكو يأتي بمثابة اعتراف سياسي أمريكي- روسي بتقاسم النفوذ في سوريا، وهذا يخالف التأكيد على وحدة سوريا وسيادتها، ومن ناحية أخرى سيتم فلترة اللاعبين الآخرين خاصة تركيا وإيران، بما يعطي رسالة طمأنة لإسرائيل، ويساعد أمريكا بعد دحر داعش أن تركز جهودها على إيران وميليشياتها، وذلك لأن الاتفاق لم ينجح في حسم مصير تواجد تلك الميليشات، ويشير الاتفاق ضمنا إلى أنه بغض النظر عن بقاء بشار مستقبلا من عدمه، فيجب أن يستمر النظام السوري القادم بالحفاظ على مصالح البلدين وخريطة نفوذهما التي أفرزتها الأزمة السورية.

تابع القراءة

من 27 أكتوبر الى 2 نوفمبر 2017

 سد النهضة – حقيقة الأزمة الخيارات المصرية لم يكن الموقف الذي اتخذته القاهرة على لسان وزير الري عبد المعطي، بالتطور المفاجئ المغاير للأحداث، بل سبقه تصريح وزير الخارجية شكري في يونيو الماضي قائلاً: "إن مصر ليستْ راضيةً عن مسار المفاوضات مع إثيوبيا حول سد النهضة… والاجتماعات الأخيرة على المستوى الفني كانت صعبة" ، وتليمحه بوجود مسارات أخرى، ستقوم بها القاهرة في حالة استمرار مسار المفاوضات على هذا المنوال. وربما تتجه مسارات النظام الأخرى نحو تدويل القضية، لأنه الأقرب إلى الواقع، لاسيما مع محاولة السيسي الظهور والتسويق بكونه راعي السلام الإنساني، لذا يتعرض مسار التوجه نحو تبني الخيار المسلح، لسلبيات عديدة. ورغم ذلك، ربما يكون التدخل العسكري –كما يرى البعض- وسيلة فعالة للنظام لتدعيم شرعيته في الداخل، وتقريب وجهة نظره ربما مع وجهات نظر قادة المجلس العسكري، كما يمنحه فرصة لمزيد من الإجراءات التقشفية، التي تساعده في استمرار مشروعه الاقتصادي. فما هو سر الأزمة؟ وما هي مواقف الدول الثلاث منها؟ وماذا كان الموقف الخارجي منها؟ كل هذا ستحاول تلك الورقة الإجابة عنه في ضوء المتاح من المعلومات.. * التقرير الاستهلالي وتصاعد الأزمة.. تُعد المرحلة الحالية للمفاوضات هي الأعقد بين اجتماعات سد النهضة باعتبارها تحدد التفاصيل الفنية للمنهجية التي يستخدمها المكتب الاستشاري الفرنسي "بي آر إل" في تنفيذ الدراسات، حيث تشهد اجتماعات اللجنة الوطنية الثلاثية لدراسة آثار سد النهضة مناقشة ملاحظات الدول الثلاث على مسودة التقرير الاستهلالي للدراسات الفنية الخاصة بتقييم التأثيرات الهيدرولوجية والبيئية والاقتصادية للسد، والذي قُدم من المكتب الاستشاري الفرنسي أواخر مارس الماضي. وأوضح خلالهما خبراء الدول الثلاث مواقفها إزاء فهم الاستشاري للشروط المرجعية للدراسات مع مراجعة قائمة البيانات المطلوبة من قبل الاستشاري، حيث تم توافق الدول على الحزمة الأولى من البيانات الممكن تسليمها للاستشاري حالياً، وكذلك الآلية والمنهجية الخاصة بتبادل البيانات الخاصة بالاحتياجات المائية والكهرومائية والدراسات الفنية التي أعدها خبراء الدول الثلاث مع الاستشاري وتم التحقق من صحتها. ومن ثمَّ فالموافقة المبدئية على تقارير المكتب الاستشاري المنوط به إنجاز الدراسات الفنية حول قضايا محددة بخصوص سد النهضة، ومن أهمها "أمان السد"، تعني في القانون الدولي أن هذه موافقة من حيث المبدأ، وليست نهائية. فمثلاً الموافقة المبدئية التي أعلنها رئيس الوزراء المصري على التقارير، تعني أنها قد تتغير مستقبلاً بعد استكمال كل التفاصيل النهائية حول المسائل الفنية العالقة، والتي تتمحور حول عوامل أمان السد، وبما تفضي إليها هذه التقارير، والملاحظات الفنية، والتي تحفظت عليها دولة إثيوبيا في ذات الوقت. واعتماد التقرير الاستهلالي من شأنه الدفع بعمل المكتب الاستشاري والسير قُدماً في إنهاء التقرير النهائي، والمقرر أن يتم الانتهاء منه خلال 11 شهر من انطلاق أعمال المكتب، والتي بدأت منتصف فبراير الماضي. * آراء مُتفاوتة حول سبب تعثر المفاوضات الأخيرة.. – مصر.. سرَّب مصدر مصري رسمي مرتبط بسد النهضة أن مصر رفضت التعديلات التي طلبتها إثيوبيا لأنها لا تتفق مع المادة 5 من إعلان المبادئ. وتتضمن المادة 5 اتفاقاً على قواعد ملء السد الأول وتشغيله، فضلاً عن الفترة الزمنية المتوقعة لملء خزان السد بماء النيل. وتطالب مصر بأن تكون هذه الفترة من 7 إلى 10 سنوات، بينما تصر إثيوبيا على ثلاث سنوات كحد أقصى. قالت الخارجية المصرية، مساء الثلاثاء، إن لديها خطة تحرك واضحة فى التعامل مع ملف سد النهضة تبدأ بـ"إشراك المجتمع الدولى بتفاصيل المفاوضات". جاء ذلك في تصريحات متلفزة أدلى بها أحمد أبوزيد، المتحدث باسم الخارجية بعد يوم من إعلان وزير الري المصري "تعثر" المفاوضات. وأوضح أبوزيد أن ملف سد النهضة يتحرك على مسارين أحدهما فني والآخر سياسي. وأشار إلى أن "المسار الفنى فى ملف النهضة أساسى ومهم لأنه من خلاله يتم إعداد الدراسات حول تأثير السد على دولتى المصب (مصر والسودان) والتوصل إلى نتائج تتوافق عليها الدول الثلاث فهو مسار لا غنى عنه وضرورى أن يصل إلى نهايته". وتابع: "وأي تعثر فيه يأتى بعده الدور السياسى لإزالة الخلافات وإظهار الإطار السياسى الحاكم لهذه العلاقة الثلاثية، لأنه يوجد اتفاق إطاري (الموقع في مارس 2015) يجمع الدول الثلاث". وحسب اتفاق الدول الثلاث في سبتمبر 2016، يُعد المكتب الاستشاري الفرنسي مسئولاً عن الملف الفني عن السد وآثاره وأضراره، إضافة إلى تحديد أنسب آلية لملء خزان السد والتشغيل. ويجسد عمل المكتب الاستشاري الفرنسي التزاماً بأهم بنود اتفاق المبادئ الذي وقعه قادة الدول الثلاث، في مارس 2015، والذي يتضمن 10 مبادئ أساسية، تحفظ في مجملها الحقوق والمصالح المائية. ولفت المتحدث باسم الخارجية المصرية "نحن في مرحلة إشراك المجتمع الدولى فى معرفة التفاصيل، وأين تقع العثرات وسبب التعثر فى هذا الملف، ومن المسئول عن تعثر هذا المسار"، في إشارة إلى إثيوبيا. وأضاف: "تم تكليف السفارات المصرية فى الخارج لشرح ما وصلت إليه المفاوضات والمرونة التى تعاملت بها مصر فى هذا الملف على مدار الأشهر الأخيرة والتأكيد على أهمية الالتزام بالاتفاق الإطاري". وتابع: "ثم الانتقال إلى مرحلة التحرك السياسى التى تتطلب أن يمارس المجتمع الدولى الضغط على الأطراف التى تتسبب فى تعثر هذا الملف، وهناك اتصالات سياسية مباشرة بين مصر وإثيوبيا". وقال إن الجانبين بصدد عقد اللجنة العليا المشتركة بالقاهرة على مستوى رئيس الوزراء الإثيوبي (هيلي ماريام ديسالين)، والسيسى فى شهر ديسمبر المقبل، ستتيح الفرصة للحديث على مستوى القيادة السياسية". ورأى الدكتور خالد أبوزيد الخبير الدولي في الموارد المائية والري، أنه لابد من الإفصاح عن طبيعة الخلافات التي شهدتها اجتماعات اللجنة الثلاثية لسد النهضة بالقاهرة يومي السبت والأحد الماضيين، مشيراً إلى أنه على الجانبين الأثيوبي والسوداني الإعلان عن أسباب عدم التوافق على التقرير الاستهلالي وذلك حتى يمكن الوقوف على منطقية الاعتراضات. وأوضح أنه يُفترض أن المكتب الاستشاري جهه دولية علمية محايدة، ولابد أن يتضح وجه الاعتراض على التقرير الاستهلالي، الذي يشرح منهجية الدراسة والأسس العلمية التي توضح الآثار السلبية للسد على دول المصب، مبينا أنه لايُمكن التحدث عن منطقية الاعتراضات؛ قبل أن يتم إيضاح طبيعتها ومدى توافقها مع القواعد العلمية التي تبنى عليها دراسات تقييم الآثار السلبية للسد. – السودان.. وقعت السودان ومصر وإثيوبيا إعلاناً حول مشروع السد يوافق على بنائه ولكنه يدعو إلى إجراء دراسات فنية لحماية حصص المياه للدول الثلاث المشاطئة. وفي 22 سبتمبر 2014، اتفق خبراء من البلدان الثلاث على إجراء دراستين بشأن مشروع السد: أولهما عن أثر السد على حصص المياه في السودان ومصر، والثاني لدراسة الآثار الإيكولوجية والاقتصادية والاجتماعية للسد على السودان ومصر. وقال وزير الموارد المائية والرى والكهرباء السوداني معتز موسى أن السودان وإثيوبيا تقدمتا "بمقترحات بناءة وموضوعية" استناداً إلى الاتفاقات القائمة واقترحت مطالبة المستشارين بتقديم المزيد من الإيضاحات من أجل دفع المفاوضات قُدماً ولكن مصر رفضت. وكشفت الخرطوم يوم الأحد 19 نوفمبر عن ظهور خلافات جديدة مع مصر حول نتائج تقرير الاستشاري الذي يتعلق بتأثير سد النهضة…

تابع القراءة

من 15 ديسمبر الى 22 ديسمبر 2017

 المشهد السياسي المشهد المصري 3    أطلقت 8 أحزاب مصرية معارضة، جبهة “الحركة المدنية الديمقراطية”، لمواجهة سياسات النظام الحالي، مطالبة بالإفراج عن معتقلي الرأي، واستعادة ما أسمته بما تم التفريط فيه من أراضي، وفي مقدمتها جزيرتي تيران وصنافير والحفاظ على حقوق مصر التاريخية في مياه النيل، ومواجهة الفساد وفتح المجال العام؛ والثمانية أحزاب الموقعة هي أحزاب الإصلاح والتنمية، والتحالف الشعبي الاشتراكي، والدستور، والعدل، والمصري الديمقراطي الاجتماعي، وتيار الكرامة، ومصر الحرية، وحزب العيش والحرية “تحت التأسيس” مؤتمرا صحافياً لإعلان انطلاق الحركة في مقر حزب تيار الكرامة، وإضافة إلى الأحزاب، تتضمن الحركة عددا كبيرا من الشخصيات العامة، بينهم حمدين صباحي وأحمد البرادعي، وزير القوى العامة السابق، وجورج إسحاق عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، والمستشار هشام جنينة الرئيس السابق للجهاز المركزي للمحاسبات، والكاتب الصحافي عمار علي حسن، والسفير معصوم مرزوق مساعد وزير الخارجية السابق، والدكتور عبد الجليل مصطفى. ويمكن التشكيك في امكانية أن تنتج عن هذه التحركات جدوى، إلا في حالة ان ينضم لها شخصية من شخصيات الدولة لاسيما لو كانت شخصية عسكرية أو حركات إسلامية قوية، فيما عدا ذلك، فغالبا، لن يكون لهذه التحركات الأثر المتوقع. 3    في أول ظهور حزبي له، «أحمد شفيق» اجتماعً في مقر إقامته بأحد فنادق القاهرة مع قيادات حزب «الحركة الوطنية المصرية»، وذلك في ظل تأكيدات من حزبه أنه يجري مشاورات لحسم ترشحه بشكل نهائي من عدمه؛ وغالبا، يأتي هذا الاجتماع في ضوء محاولة النظام، عدم الظهور بأنه يتحفظ على أحد رموز المؤسسة العسكرية، وأن الرجل يجتمع بحزبه، وسوف يكون قراره، بناء على ما تفتضيه رؤية الحزب، ومشروعه، وذلك عكس طريقة تعامل النظام مع العقيد قنصوه، الذي تم سجنه 6 سنوات، بتهمة خرق القانون العسكري، المتمثل في الظهور بالبدلة العسكرية، في اطار ابداء آراءً سياسيةً، وذلك لأن الأخير لا يمتلك، نفس المكانة والتاريخ، الذي يتمتع به الفريق، في القوات المسلحة، وربما تشهد الأيام المقبلة، إعلان الحزب، في بيان له، تراجع الفريق، عن خطوة الترشح للانتخابات الرئاسية، وربما دعمه السيسي، للترشح في ولاية جديدة، لاسيما بعد بيانه الذي شكر فيه الجهات المسئولة عن صدق نواياها في الاصلاح، وشعوره بالارتياح من الأوضاع في مصر، ورغبته في سيادة الاستقرار في المنطقة، وقد يستمر في اجراءات الترشح إن حصل على دعم من داخل المؤسسة العسكرية لترشيحه. 3    السيسي يكرم الفريق محمود حجازي ويمنحه وسام الجمهورية من الطبقة الأولى، وغالبا هدف هذا الحفل، محاولة السيسي إظهار القوات المسلحة، بصورة المؤسسة المتماسكة خلف رؤيته، ومحاولة دحض احتمالات حدوث خلافات بينهما. 3    نتائج انتخابات الاتحادات الطلابية التي أجريت الأسبوع الماضي في مصر، حُسِمت لصالح مرشّحي الدولة، وهي لم تأتِ مفاجِئة للمراقبين، ولا سيّما أنّ طلاب الإخوان لجأوا إلى مقاطعة العملية الانتخابية، فالنظام السياسي، يؤمن بأن عملية ترك هامش بسيط من الحرية، قد يعيد تجربة يناير مجددا، التي كان صداها سابقا في الجامعات، ويسيطر النظام علي الانتخابات من خلال الاقصاء للطلبة المترشحين من خلال عمليات الشطب والاعتقال إلي جانب اللائحة الطلابية واستغلال أجواء الامتحانات حيث انتهت انتخابات معظم الكليات بالتعيين والتزكية. 3    قال بيان رسمي للقوات المسلحة: "عاد الفريق أول صدقي صبحي، واللواء مجدي عبد الغفار، عقب جولة تفقدية لعناصر القوات المسلحة والشرطة المتمركزة بقطاعات التأمين بنطاق شمال سيناء، ثم وصلا للقاهرة عقب تفقد القوات والحالة الأمنية بالعريش"؛ وكشف المتحدث العسكري، عن استهداف مطار العريش بإحدى القذائف، وقد نتج عن الحادث مقتل ضابط، وإصابة 2 آخرين، وإحداث تلفيات جزئية بإحدى الطائرات الهليكوبتر؛ الحادث بين تفسيرين: التفسير الأول: أن الحادث محاولة اغتيال سياسي مرتبطة بصراع داخل السلطة، التفسير الثاني: أن الحادث عمل إرهابي نفذته تنظيم ولاية سيناء بشكل منفرد، والحقيقة أنه في حال كانت العملية بتواطؤ من قيادة النظام؛ بغرض التخلص من وزير الدفاع؛ فذلك يعني أن الصراع بين أجنحة السلطة بات مفتوحاً على كل السيناريوهات، وأن تطور العلاقة قد يأخذ مناحي شديدة التطرف، وشديدة الخطر وعالية الأضرار في الوقت ذاته، وأن الفترة القادمة قد تحمل مفاجئات غير متوقعة، وقد تسهم في حدوث تغيرات كبيرة في المشهد العام في مصر؛ وفي حال كان تنظيم داعش هو المسئول عن الحادث بشكل منفرد، وأن الحادث جاء نتيجة اخفاق حقيقي للأجهزة الأمنية والعسكرية والاستخباراتية، فإن ذلك يعني أن الفشل والتراخي في التأمين والتمشيط الذي يفترض أن يكون اعتياديًا وتزيد حدته وتتسع جغرافيًا وتسليحًا بسبب الزيارة قبلها وأثنائها وبعدها، يشي بامتلاك التنظيم الضالع في تنفيذ الهجوم لجهاز معلومات على قدر من الكفاءة والتجهيز، بحيث يتمكن من رصد ومراقبة معلومات سرية تتعلق بوزيري الدفاع والداخلية، كما يُظهر الهجوم مقدار من وصل إليه ولاية سيناء من تطور عملياتي على قدر كبير من الاحترافية، في رسالة مفادها "نحن هنا"، بعد فترة كُمون أعقبت جريمة الهجوم على مسجد الروضة بمدينة بئر العبد، والذي لم يعلن التنظيم عن تبنيه حتى الآن. علاقات مصر الخارجية: 3    أعلن مسئول الاستخبارات الايرانية، أنه يرى في قطر وجماعة الاخوان داعمين للإرهاب، وقد اختلفت التفسيرات، التي تعاملت مع هذا التصريح، بين اتجاه يرى، أن هدف هذا التصريح مداعبة الجانب المصري، لاسيما مع عدم تبنى الأخير لأسلوب عدائي ضدهم، وبين من يرى أن هدف التصريح كان الضغط على قطر، حتى لا تقترب مجددا من مجلس التعاون الخليجي، بعد القمة الأخيرة، فيما كان اتجاه ثالث، يرى أن ايران ترغب في تقديم قطر تنازلات أكثر فيما يخص خطابها، تجاه أزمات المنطقة، ولاسيما الأزمة اليمنية، إلا أننا نرى أن هذا التصريح، ربما يقترب أكثر، نحو توجهه للإدارة المصرية، التي تستهدف في رؤيتها الخارجية، دولة قطر وجماعة الاخوان، بصورة رئيسية، إلا اننا من ناحية أخرى، لا نعتقد أن الموقف الايراني الرسمي، سيحدث له تحول، فيما يخص قطر والاخوان. 3    وقعت مصر وروسيا بروتوكول استئناف الرحلات الجوية بينهما، على أن يتم فتح الطيران الروسي لمصر اعتبارا من أول فبراير 2018، وستكون هناك مباحثات على عودة الرحلات للمقاصد السياحية المصرية بدءا من أبريل 2018. 3    أكد الفريق مهاب مميش رئيس المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، أن المنطقة الصناعية الروسية في شرق بورسعيد تحظي باهتمام بالغ، والتي تقام على مساحة 5.25 كيلومتر مربع باستثمارات تبلغ6.9 مليار دولار في المنطقة الصناعية بشرق بورسعيد حيث يتم تقسيم المنطقة على 3 مراحل للعمل بها، ليبدأ العمل بأول مرحلة خلال 2018، ولذا ربما تشهد المرحلة المقبلة، تزايد توجه القاهرة نحو الشرق، لاسيما مع عدم اطمئنان النظام الحالي، بالدعم الأمريكي الكامل لنظامه السلطوي، وهي حاجة سيجد صداها في النظام الروسي، الذي يدعم السلطات المستبدة، لذا ربما تشهد المرحلة المقبلة، تأسيس علاقة تحالف استراتيجي بين القاهرة وموسكو، في ضوء تطورات محطة الضبعة، فضلا عن اتفاق استئناف الرحلات الروسية، وهي قضية ربما يمكن أن تستغلها المعارضة، أو بعض الأطراف داخل المؤسسة العسكرية، في الحصول على دعم أمريكي، للإطاحة بالسيسي، في حالة…

تابع القراءة

المشهد من 8 الي 14 سبتمبر2017

  المشهد السياسي المشهد :المصري قضايا السياسة الخارجية والدور الإقليمي w    أعلنت مصر قطع علاقاتها العسكرية مع كوريا الشمالية، وجاء ذلك على لسان وزير الدفاع المصري صدقي صبحي أثناء زيارته لكوريا الجنوبية. ويأتي ذلك كاستجابة مصرية للضغوط الأمريكية التي قامت بوقف 290 مليون دولار من المعونة الأمريكية لمصر في العام الحالي، و337 مليون للعام القادم، حيث أن أحد أسباب تخفيض المعونة العسكرية الأمريكية جاء بسبب علاقة مصر مع كوريا الشمالية، وهو ما يعكس حالة الخضوع وغياب السيادة والقدرة على صياغة القرار المستقل في السياسة الخارجية وقضايا الأمن القومي. w    توجه إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إلى القاهرة على رأس وفد رسمي من 21 قياديا من الحركة، حيث يلتقي مسؤولين مصريين، على رأسهم مدير المخابرات خالد فوزي، يُذكر أن هذه هي زيارة هنية الأولى لمصر منذ انتخابه لقيادة الحركة في مايو الماضي، ويضم الوفد القائد العام لحركة حماس يحيى السنوار، وخليل الحية، وروحي مشتهي، وأنضم إليهم موسى أبو مرزوق من قياديي الخارج، وتستقبل مصر الجمعة المقبلة وفد من حركة فتح لبحث سبل المصالحة الفلسطينية؛ تسعى حماس إلى تخفيف الحصار المفروض عليها في ظل استمرار الأزمة الخليجية وأثرها في تراجع ملف غزة كأولوية في العواصم الداعمة تحت وطأة الأزمة، كما تريد حماس عقد صفقة تبادل أسرى مع إسرائيل عن طريق مصر، كما أنها تدرك أن العلاقة مع القاهرة ضرورية للتواصل مع العالم الخارجي بسبب القيود علي قطاع غزة، وتسعى مصر أيضاً إلى سحب الورقة الفلسطينية من يد قطر. وهناك مساعي مصرية للعب دور إقليمي في القضية الفلسطينية بالتنسيق بين حماس وفتح أو استئناف مفاوضات المصالحة بين أبو مازن وحماس. بعدما أثير من أن تراجع دور مصر الإقليمي خاصة في القضية الفلسطينية يعتبر من أسباب تخفيض المعونة الأمريكية لمصر. w    أكد السفير البريطاني في القاهرة جون كآسن، أن الانتماء لجماعة الإخوان المسلمين مؤشر على تبنى العنف. يأتي هذا التصريح بعد أيام قليلة من مقال وزير بريطانيا لشئون الشرق الأوسط، اليستر بيرت، الذي نُشر في جريدة الأهرام، والذى أكد على نفس الكلام، وهو ما قد يشير إلى وجود مراجعة حقيقية من جانب بريطانيا حول التعامل مع الإخوان، وتشديد الرقابة عليهم. وربما يكون هذا التصريح محاولة لاسترضاء النظام المصري، خاصة وأن مبعوث رئيس الوزراء البريطاني للتجارة مع مصر جيفرى دونالدسون، سيزور القاهرة نهاية الشهر الجاري على رأس وفد من ممثلي الشركات البريطانية، حيث يسعى جيفرى إلى الحصول على فرص استثمارية في مصر، مثل مشاريع البنية التحتية كـ المترو والعاصمة الإدارية الجديدة ومحور قناة السويس وإنشاء محطات توليد الطاقة، وكذلك القطاع الطبي عبر الاستثمار في المستشفيات، وقطاع الأمن وشركات الحراسة. w    قدم السفير الإيطالي الجديد لدى القاهرة، جيامباولو كانتينى، أوراق اعتماده لوزارة الخارجية، كما يعود السفير المصري في روما هشام بدر إلى إيطاليا لتسلم مهام عمله؛ كان قد تم قطع العلاقات بين البلدين بعد حادث قتل الباحث الإيطالي جوليو ريجينى، إلا أن العلاقات عادت بسبب؛ الأزمة الليبية، حيث أن إيطاليا تسعى إلى لعب دور قوى في ليبيا، عن طريق تقريب وجهات النظر مع مصر، كما تريد إيطاليا التنسيق مع مصر حول مسألة الهجرة غير الشرعية. w    بدأت اجتماعات الجولة الـ 15 للجنة الفنية الثلاثية لسد النهضة الإثيوبي في 14 سبتمبر، بمدينة عطبرة السودانية، بحضور 12 عضواً من مصر والسودان وإثيوبيا، بغرض استكمال مناقشة النقاط الخلافية في التقرير الاستهلالي للمكتب الاستشاري الفرنسي المعنى بتنفيذ الدراسات الفنية للسد بعد توقف دام أكثر من 4 أشهر، تأتى هذه الاجتماعات، في ضوء تعنت الجانب الأثيوبي، ومحاولة مد فترة المفاوضات إلى أن ينتهي من بناء السد حيث تم وضع مصر أمام الأمر الواقع، لذلك يتم التركيز فقط في الوقت الراهن علي قواعد الملء والتخزين، بما يقلل التأثير على حصة مصر من المياه. المشهد الاقتصادي w    مشروع المحطة النووية في الضبعة، طلب السيسي من الرئيس بوتين الحضور إلى مصر للاحتفال بوضع حجر الأساس للمحطة النووية في الضبعة لإنتاج الكهرباء، بالنظر إلى هذا المشروع نجده مثل مشروع تفريعة قناة السويس، والعاصمة الإدارية الجديدة، حيث لم يتم توضيح الجدوى الاقتصادية للمشروع، خاصة في ظل التأكيد على أن الطاقة الإنتاجية للمشروع ليست ضخمة، وتكاليف المشروع كبيرة للغاية تقدر بنحو25-35 مليار دولار، وهناك مخاطر محتملة قد ترجع لعيوب صناعية أو أخطاء بشرية أو كوارث طبيعية مما ينتج عنها آثار خطيرة، كما أن الاتجاه العالمي يسير في اتجاه تقليل الاعتماد على الطاقة النووية لتوليد الكهرباء مثل فرنسا وألمانيا. المشهد الحقوقي w    أصدرت منظمة هيومان رايتس ووتش ، تقريرًا تحت عنوان "مصر.. وباء التعذيب قد يشكل جريمة ضد الإنسانية"، اتهمت فيه قوات الشرطة وعناصر الأمن الوطني في مصر، بتعذيب المعتقلين السياسيين بأساليب مختلفة من بينها الاغتصاب؛ والحقيقة فإن التوصيف المذكور في تقرير هيومان رايتس ووتش، بأن التعذيب في مصر يرقى إلى وصفه جرائم ضد الإنسانية، يعدّ في القانون الدولي ونظام المحكمة الجنائية الدولية جريمة موصوفة، ربما ينتج عنها – إذا تغيرت الإرادة السياسية الدولية – اتخاذ إجراءات تصعيدية من المحكمة بحق القيادات في مصر في إطار حيازة المزيد من أوراق الضغط ضد النظام؛ ولذلك قد تلجأ مصر إلى بعض الإجراءات التي تظهرها باحترامها لحقوق الإنسان مثل: قرارات العفو الرئاسي ، وزيادة الزيارات التي تجريها المنظمات الحقوقية إلى السجون وأماكن الاحتجاز لبحث أوضاعها. w    أصدرت لجنة مناهضة التعذيب بالأمم المتحدة، تقرير تؤكد فيه على وجود انتهاكات لحقوق الإنسان في مصر وممارسة تعذيب ممنهج بحق المعتقلين السياسيين؛ وهذا التقرير يمثل أول إدانة دولية تؤكد بشكل واضح على مسؤولية أفراد من الجيش بارتكاب جرائم لتعذيب المواطنين في مصر. المشهد الأمني w    قامت الشرطة الدولية "الإنتربول" بشطب اسم يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين من قائمة المطلوبين، بالإضافة إلى كل من عاصم عبد الماجد عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية، ومدحت الحداد القيادي الإخواني المتواجد في تركيا، ووجدي غنيم المتواجد أيضا في تركيا، بالإضافة إلى أربعين من قيادات الإخوان؛ ولم يتبق في الوقت الراهن سوى الدكتور محمد محسوب كمصري، وحيد مطلوب ضبطه بناء على طلب مصري – ويكشف ذلك عن كيدية الاتهامات المصرية وكون  التهم الجنائية مجرد ستار لاتهامات سياسية بسبب معارضتهم لنظام الحكم، ولا شك أن ذلك يكشف عن عدم مصداقية الأحكام القضائية في مصر، وبالتالي فإنه من الممكن ألا يقوم الإنتربول في المستقبل بالقبض على أشخاص مطلوبين من جانب مصر، حتى لو صدرت ضدهم أحكام قضائية؛ وقد حاولت الداخلية المصرية نفي هذه الأخبار جملة وتفصيلاً في اطار حفظ ماء الوجه أو لوجود ثغرات قانونية سوف تلجأ للاستفادة منها. w    قامت وزرارة الداخلية المصرية بتصفية 10 أشخاص في شقة بأرض اللواء في الجيزة، وأكدت الداخلية أن هؤلاء الأشخاص ينتمون إلى العناصر التكفيرية الهاربة من شمال سيناء؛ وتتهم مراكز…

تابع القراءة

المشهد السياسي من 1 الي 7 سبتمبر17

المشهد السياسي المشهد المصري: w    السيسي: الحرب على الإرهاب لم تثننا عن التعامل مع الأزمة الاقتصادية. تصريح السيسي يكشف عن اختزاله دور الدولة في الوظيفتين الاقتصادية والأمنية، دون أدنى اهتمام بالسياسي أو الاجتماعي أو الحقوقي؛ وأن مساعي النظام للسيطرة على المجال السياسي وتأميمه واغلاق أية مساحات للتنافس؛ والتضييق الأمني على النشاط السياسي والحقوقي وعلى حرية الرأي والتعبير؛ وعدم الاهتمام بالآثار السلبية للسياسات الأمنية والاقتصادية العنيفة والمجحفة تأكيد على هذه الرؤية التي تختزل الدولة في الاقتصاد والأمن، وتنفي السياسة وأهميتها، ولا ترى المجتمع ولا تعتد بقضاياه وهمومه. w    حشد برلماني لإسقاط عضوية عبد الرحيم علي بعد تهكم جريدته على "النواب". الجمهورية: قصة صعود وسقوط الصعلوك. الصندوق الأسود لعبد الرحيم علي وبوابته. المساء: عبد الرحيم علي تاريخ حافل من التلون. يمكن القول بأن الهجمة الراهنة على "عبد الرحيم علي" تعد تجلي واضح للصراع بين مراكز القوى في جسد الدولة العميقة، خاصة مع الحديث عن العلاقات القوية بين عبد الرحيم علي والمرشح المحتمل للرئاسة أحمد شفيق، واعتبار عبد الرحيم علي ومؤسسته الاخبارية والبحثية أحد النوافذ التي سيتفاعل شفيق من خلالها مع المشهد السياسي المصري وفي القلب منه الانتخابات الرئاسية المنتظرة. w    عضو المكتب السياسي لـ "دعم مصر": مدة الرئاسة محصنة ضد التعديل. في ذات السياق تشكيل الهيئة الوطنية للانتخابات سيصدر خلال أيام، وذلك تمهيدا لمباشرة أعمالها واتخاذ الإجراءات اللازمة بشأن الانتخابات الرئاسية المقبلة، والمنتظر عقدها في يونيو 8120، النظام حسم موقفه في الأغلب لصالح تنظيم الانتخابات الرئاسية في 2018، بعد عجزه عن بناء جبهة داعمة لمسار تعديل الدستور وتعطيل الانتخابات؛ ومن الممكن في ذات السياق أن يكون قرار واشنطن بتجميد جزء من المساعدات الأمريكية للقاهرة جاءت رداً على رغبة النظام في تأبيد بقائه وفي الانقلاب الكامل على مكتسبات يناير 2011م. w    وزير القوى العاملة الأسبق كمال أبوعيطة: الدولة تسير مجددا نحو التنظيم النقابى الواحد، والقضاء على التنظيمات المستقلة التى أنتجتها ثورة 25 يناير. يكشف تصريح الوزير جانب من جوانب الصراع الذي يقوده النظام الحالي مع القوى المستقلة في المجتمع، مسابقاً الزمن، في مسعى مستمر ومتلهف للهيمنة والتأميم، واستتباع أية جزر مقاومة في فضاء عام خاضع ومؤمم. كما يكشف عن تفكك تحالف 30 يونيو بين العسكر والعلمانيين. w    تواضروس: شاركت فى عزل (مرسى) من باب المواطنة، وأن المصريين عامة يحبون الدين ولكنهم لا يقبلون أن يكون النظام الحاكم دينياً؛ الكنيسة تواصل تأييدها للنظام الحالي، والدفع باتجاه استمرار السيسي على سدة الحكم، مع إبراز دوافع دعم الكنيسة للنظم العسكرية مقابل رفضها للقوى الإسلامية؛ وتبرير ذلك بأنه على رغم حب المصريين للدين، إلا أن حكم مجموعة الجيش "العلمانية" هو الاختيار الأمثل لدى المصريين "الأقباط". w    برلماني: قانون بناء الكنائس انتصار غير مكتمل للأقباط لعدم صدور لائحته. عدم صدور اللائحة التنفيذية لقانون الكنائس يظهر كيف يستخدم النظام السياسي أوراق القوة التي يمتلكها في الضغط على شركائه – مؤسسة الكنيسة – الاستراتيجيين في المجتمع المصري، وكيف يمكن أن تظل مسألة الكنائس ورقة هامة في التفاعل بين الدولة والكنيسة، يستغلها النظام في كسب تأييد الكنيسة، دون أن يمنح الكنيسة القدرة الكاملة على الاستفادة من هذا التشريع. المشهد الاقتصادي: w    فوائد الديون تستحوذ على 35 % من موازنة 2016م، كما تطرح وزارة المالية سندات خزانة بقيمة 1.7 مليار جنيه. في المقابل 100 مليون دولار زيادة بالاحتياطى الأجنبى ليسجل 36.143 مليار دولار. كذلك قالت وزارة التجارة: صادراتنا لأوروبا زادت 16.5% ووارداتنا تراجعت 29%. المؤشرات السلبية تخيم على المشهد الاقتصادي المصري؛ واستحواذ فوائد الديون على الموازنة تعني مزيد من العجز في الموازنة، وتعني مزيد من الاجراءات التقشفية التي تزيد من الضغوط على المواطن؛ وطرح سندات خزانة يعني إضافة ديون جديدة على كاهل الخزانة المصرية؛ من جهة أخرى، زيادة الاحتياطي الأجنبي مؤشر مخادع لا يكشف عن تعافي اقتصادي حقيقي؛ لأنها زيادة ناجمة عن الاقتراض والاستدانة؛ وانخفاض الواردات أيضاً مؤشر مخادع، لأنه لا يكشف عن نمو في الانتاج المحلي بقدر ما يكشف عن ارتفاع معدلات الفقر وعجز السوق المحلية عن استيعاب واردات أكثر؛ لذلك فالمؤشر الايجابي الوحيد هو زيادة الصادرات المصرية لأوروبا. w    توقيع عقود محطة الضبعة النووية بين مصر وروسيا، بتكلفة إجمالية بنحو 29 مليار دولار، يموّل الجانب الروسي 25 مليار دولار، ويتكلف الجانب المصري ما يقرب من 4 مليارات دولار. هذا في حين ارتفع إجمالي ديون مصر الخارجية إلى 73.88 مليار دولار بنهاية مارس 2017، مقابل 67.332 مليار دولار بنهاية 2016، بارتفاع قدره 6.5 مليار دولار. البحث عن انجازات وهمية جديدة في الداخل، وشراء الشرعية الدولية والقبول الدولي للنظام الحاكم؛ هي دافع النظام لإبرام عقود محطة الضبعة؛ رغم ما تشكله تكلفة المحطة 25 مليار دولار يتحملها الشريك الروسي من ديون "ضخمة" وجديدة يتم تحميلها على الخزانة المصرية بشكل غير مدروس. المشهد الحقوقي: w    القبض على 24 من شباب النوبة في مسيرة سلمية نظموها مساء الأحد الماضي، بمدينة أسوان ضد قرار عبد الفتاح السيسي، باقتطاع 17 قرية / 125 كيلومتراً من أراضي النوبة التاريخية وتعيينها حدوداً عسكرية. الدولة تواصل ممارساتها الاستبدادية التي لا تعبأ بالمجتمع، والتي تضيف جماعات جديدة لصفوف معارضي النظام الحاكم، وتزيد من حدة السخط الشعبي العام، وهو ما يمهد بدوره لاستحداث آليات معارضة ومساحات احتجاج جديدة لا يحسن النظام التعامل معها، كما يساعد على ظهور كوادر قيادية من المجموعات الغاضبة، ما يسمح بدوره لحدوث تداول لمقاعد القيادة بين نخبة فقدت فاعليتها ونخبة جديدة وليدة الظرف الراهن أكثر قدرة على نحت مسارات جديدة أمام تيار الرفض الذي يزداد اتساعاً مع إصرار النظام على سياساته. السياسات الخارجية للنظام: w    عبد الفتاح السيسي يشارك في قمة البريكس في الصين للترويج لنظامه السياسي واعطاء نفسه شرعية دولية قبيل الانتخابات الرئاسية العام المقبل، دون أن يكون لذلك أي مردود اقتصادي او استثماري لمصر التى تعاني أوضاعا سياسية واقتصادية وامنية متأزمة. w    السيسي يغازل بوتين ويدعوه لحضور افتتاح محطة الضبعة النووية، وذلك خلال قمة جمعت بوتين والسيسي تناولت الأوضاع السياسية الخاصة بالمنطقة، وكان من الواضح أن السيسي يحاول كسب التعاطف الروسي من خلال الموافقة على بناء روسيا لمحطة الضبعة النووية وذلك في ظل أجواء القلق في العلاقة المصرية الأمريكية بعد تقليص المعونة الأمريكية. w    نتنياهو مشيداً بعلاقات إسرائيل مع الدول العربية: "غير مسبوقة". السيسى مُدينًا أحداث عنف ميانمار: تغذى الإرهاب والفكر المتطرف. تشهد المنطقة العربية حالة ثورية تمارسها النظم الشمولية الحاكمة من خلال الخروج على الثوابت و"التابوهات" الراسخة، في السياسة العربية وفي العقلية العربية. من أبرز هذه الثوابت: العلاقة مع الكيان الصهيوني، والعلاقة مع الجسد الإسلامي الكبير الذي تعتبر المنطقة العربية جزء منه. وتصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي وتصريحات السيسي تؤكد هذا الانقلاب على ثوابت السياسة العربية في مرحلة ما قبل 2011. وهو ما يزيد من…

تابع القراءة

الاعلام المصري 5 سبتمبر

   اهتمت المواقع الاخبارية العالمية والعربية ( الجزيرة – العربي الجديد – عربي 21 –  bbc   – البديل – مصر العربية )   1-صراع إعلامي بين أجنحة مبارك والسيسي وشفيق.. لماذا الآن؟ 2- صراع مصطنع أم حقيقي؟ 3- العلاقات المصرية الصينية في أرقام 4- تراجع الإنفاق على اللحمة في العيد.. القرارات الاقتصادية تعصف بالفقراء 5- مع اقتراب العام الدراسي.. غضب يسيطر على المعلمين من تصريحات الوزير 6- برلمانيون يحتفون بزيارة الرئيس للصين ويتجاهلون دورهم الرقابي 7- مناشدة تواضروس استراليا للجوء 20 آسرة مصرية.. هل تكشف تغير موقف البابا؟ 8- بعد مصادرة «البوابة نيوز» مجددًا.. «المصادرة والحجب» الرسالة الأمنية للمعارضة 9- النوبة على صفيح ساخن بعد القبض على شباب مسيرة الدفوف                              صراع إعلامي بين أجنحة مبارك والسيسي وشفيق.. لماذا الآن؟ صراع مصطنع أم حقيقي؟ فاجأ رئيس تحرير صحيفة الجمهورية الأسبق في عهد حسني مبارك، محمد علي إبراهيم، الوسط الصحفي والسياسي بهجوم حاد على الصحفي والإعلامي الموالي للنظام العسكري، خالد صلاح.   وعبر مقال في موقع "مصر العربية"، وصف الأول الأخير بأنه "عاهرة الصحافة".   كما يشهد الوسط الإعلامي المصري حالة من "الردح" بين أنصار قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، والصحفي عبد الرحيم علي، المؤيد للفريق أحمد شفيق، على إثر هجوم صحيفة "البوابة نيوز" التي يترأس تحريرها عبد الرحيم علي؛ على النظام، واتهامه بالعجز عن توقيف وزير داخلية مبارك، حبيب العادلي، الهارب من حكم بالسجن، وهو ما تسبب في منع السلطات طباعة عدد الصحيفة ليوم الأحد.   ويقول مراقبون إن هذه الصراعات حقيقية وتأتي قبل انتخابات الرئاسة في 2018، وهي بين المرشحين المحتملين: عبد الفتاح السيسي، والفريق أحمد شفيق، وجمال مبارك، نجل الرئيس المخلوع حسني مبارك، حيث يشحن كل طرف ضد الآخر في معركة اللاعودة و"حرق مراكب" الآخرين.   لكن آخرين يرون أن تلك "المعارك"؛ إنما هي لإلهاء المصريين عن معاناتهم الاقتصادية والاجتماعية، وتدهور أوضاع الحقوق والحريات، وقضايا مثل تيران وصنافير.   صراع "جواري السلطان"   من جانبه، أكد الكاتب قطب العربي، الأمين العام المساعد السابق للمجلس الأعلى للصحافة ورئيس المرصد العربي لحرية الإعلام، أن "مقال الكاتب المباركي (نسبة لمبارك) محمد علي إبراهيم (..) الذي يمسح فيه الأرض بزميله الكاتب العسكرتاري خالد صلاح ويصفه بعاهرة الصحافة؛ هو نموذج لصراع الجواري في بلاط السلطان"، على حد وصفه.   وقال العربي في حديثه لـ"عربي21"؛ إن "ما يجري بين بعض الإعلاميين الداعمين للانقلاب، وحتى بعض الصحف والمؤسسات، يعكس حالة تنافس بينها للوصول إلى قبول أكبر لدى النظام".   ورأى أن "بعض هذا الصراع هو تصفيات سياسية لبعض الأجنحة التي تمثل خطرا على السيسي، مثل الفريق شفيق؛ الذي يلوّح باحتمال ترشحه في 2018، وبالتالي تتحرك سلطة السيسي لتصفية الخلايا الداعمة له، مثل عبد الرحيم علي"، كما قال.   وأضاف: "هذه الصراعات الوهمية لا تقوم على قضية حيوية للشعب، وليس هناك من أطراف هذه الصراعات من يتبنى قضايا تشغل الناس مثل الحالة الاقتصادية أو قضايا الحريات مثلا، بل جميعهم كانوا ولا زالوا مع قمع هذه الحريات، وهم الآن يحترقون بهذا القمع".   هذا ما أشعل المعركة   ويرى المحلل السياسي والإعلامي، عماد البحيري، أن "هذه المعركة بين الإعلاميين لا تهم الشعب، فهي أداة إلهاء له عما يعانيه من سوء الأوضاع"، مؤكدا أنها "معركة حقيقية بين دولة مبارك ودولة الجنرالات وخصوصا مع اقتراب الانتخابات الرئاسية 2018".   وأكد البحيري لـ"عربي21"؛ أن "الصراع بين دولة مبارك ودولة الجنرالات بدأ بعد أن أفسد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب؛ الخطة الرئيسية للسيسي، برفضه التعديلات الدستورية التي كان مقررا لبرلمان العار أن يمررها بمد فترة الرئاسة"، وفق قوله.   وأضاف البحيري: "رفض الإدارة الأمريكية للتعديلات الدستورية وبغض النظر أنه يطعن في سيادة الدولة المصرية المزعوم، إلا أنه أربك خطط نظام الانقلاب، وأصبح السيسي يشك في أن المجتمع الدولي والإقليمي يرغب في استبداله عبر جنرال آخر، وبالتأكيد سيكون هو أحمد شفيق"، وفق تقديره.   معارك..   وقال الخبير الإعلامي حازم غراب؛ إنه "بمناسبة حملة فضح صحف دار التحرير وجريدة الجمهورية للصحفي المخبر الانقلابي عبد الرحيم علي، تذكرت الرئيس أنور السادات، منتصف السبعينيات، وهو يطلق الصحفي موسى صبري ومؤسسة الأخبار على المغضوب عليه حينذاك محمد حسنين هيكل، ذراع جمال عبد الناصر، الأمهر تدليسا"، على حد وصفه.   وأضاف غراب لـ"عربي21": "تذكرت من زمن السادات أيضا ما شهدته بأم العين؛ وهو أمر أجهزة مهمة جدا بالسلطة لقدامى الأذرع بألا يضيفوا كلمة أو عبارة لموضوعات كانت تسلم إليهم لينشروها بأسمائهم، ويعرف مخضرمو المهنة تبعات تجرؤ كبير مؤسسة (الأهرام) بمناقشة السادات بهذا الأمر، يومذاك غضب السادات أشد الغضب فشتم رئيس تحرير الأهرام، علي حمدي الجمال، بألفاظ بلغت في قسوتها على الرجل حد قتله كمدا".   وأوضح أن "السيسي شخصيا؛ لا يسمح لأي ذراع أن يتخيل، مجرد تخيل، أن له جميلا وفضلا صحفيا أو إعلاميا على الانقلاب، وبعض الأذرع الصحفية التي جندها النظام تتصور أن من حقها أحيانا تمثيل دور المعارض أو الصحفي الشريف، ويتخيل هذا الذراع أو ذاك أنه إذا فعل ذلك مرة أو مرات قليلة فقد يسترد قدرا ولو يسيرا من مصداقيته المفقودة، أو أن يرقع شرفه المهني المهتوك"، بحسب تعبيره.   واستدرك غراب بقوله: "لكن النظام الانقلابي يدرك يقينا أن أذرعه وأبواقه؛ إن تكلمت عنه بأي قدر من النقد الخفيف اليوم، فقد يوظف بعضهم غدا السلاح المعطى لهم ليطعن به أسياده الذين منحوه إياه فيصيبهم في مقتل"، مذكرا بـ"توفيق عكاشة وإفشائه سر لجوء الانقلاب إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للتوسط لدى السلطات الأمريكية".   وأوضح غراب أن "الانقلاب إذن لا ولن يتردد في إقصاء وإخفاء، بل وربما ذبح، أي ذراع يفتح فمه بكلمة يوظف فيها، دون إذن مسبق، المعلومات التي أتيحت له من الأجهزة الأمنية بغرض تشويه الخصوم واغتيالهم معنويا، وليس مسموحا لأي ذراع أو بوق صحفي وظفه الانقلاب وامتطاه أن يقول أو يكتب أي شيء لم يكتبه له الجهاز الذي يوظفه"، كما قال.   العلاقات المصرية الصينية في أرقام زار الرئيس عبد الفتاج السيسي، الصين على مدى 3 أيام، للمشاركة في مجموعة "بريكس" التي أنهت أعمالها اليوم.   ووفقا لبيانات هيئة الاستثمار، يبلغ عدد الشركات المؤسسة لدولة الصين في مصر ١٣٤٥ شركة تصل مساهمتها في رأس المال المصدر لهذه الشركات نحو 792 مليون دولار.   وتحتل الصين المركز 21 بين الدول المستثمرة في مصر.   وتتوزع الصينية في مصر" target="_blank">الاستثمارات الصينية في مصر على عدد من القطاعات منها ٧٠٢ شركة في القطاع الصناعي، و٤٣٢ شركة في القطاع الخدمي، و٧٠ شركة في القطاع الإنشائي.   كما تشمل القطاعات ٧٩ شركة بقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، و٤٧ شركة في القطاع الزراعي، و٦…

تابع القراءة

المشهد السياسي من 25 ايل 31 اغسطس17

المشهد السياسي المشهد الداخلي المصري: w    تناولت وسائل الإعلام المصرية مؤخراً خبر القبض على سعاد الخولي نائب محافظ الاسكندرية إلى جانب 5 من رجال الأعمال لتورطها في قضايا رشوة وفساد، وقد أبرز الإعلام المصري هذه القضية بشكل مبالغ فيه علماً بأن الفساد في الجهاز الإداري المصري ليس شيئاً جديداً بالنسبة للشعب المصري، كما تناول الإعلام خبر القبض على عميد شرطة بتهمة حيازة مخدرات، ويعكس ذلك رغبة النظام المصري في الظهور بمظهر محارب الفساد في الوقت الراهن الذي تزداد فيه الانتقادات لسوء إدارة البلاد والأوضاع الاقتصادية، وهي استراتيجية اعتاد النظام استخدامها لجذب دعم بعض الشرائح السياسية لدعم بقائه أو تشتيت الانتباه عن الفساد وسوء الإدارة في القمة. w    كما أعلنت وزارة الكهرباء في مصر تعاقدها مع شركة فالكون جروب الأمنية لقراءة العدادات وتحصيل الرسوم من المواطنين، تعويضاً عن النقص في عدد الكشافين التابعين للوزارة، ولعل هذا القرار يعبر عن توجه حكومي لتمكين شركات الأمن الخاصة وزيادة نفوذها ودورها خلال الفترة المقبلة خاصة في ظل الحديث عن الهجرة الحكومية للعاصمة الإدارية الجديدة. w    إلى جانب ذلك تتناول وسائل الإعلام تقارير حول أعداد كبيرة من الموظفين التابعين لجماعة الإخوان والموجودين بمؤسسات الدولة وخاصة في 4 وزارات هي التنمية المحلية والأوقاف والتربية والتعليم والتعليم العالي، وربما يكون ذلك تمهيداً لحملة تصفيات وعزل للإسلاميين في الجهاز الحكومي وقد يمتد الأمر إلي من لهم صلة قرابة بالإسلاميين بحيث تكون حجة الفصل هي حجة أمنية في المقام الأوّل. w    في إطار الضغوط على الجهاز الإداري للدولة أعلنت هيئة التنظيم والإدارة عن اتخاذ قرار بتنظيم حملات دورية مفاجئة لعمل تحليل لتعاطي المخدرات لكافة الموظفين بالدولة، على أن يتم فصل الموظف الذي يثبت تكرار تعاطيه للمخدرات. w    أعلن السيسي عن نيته للبدء في تنفيذ مشروع محطة الضبعة النووية قريباً حيث بحث مع رئيس شركة  "روس آتوم" الموقف النهائي لعقود التنفيذ كما أكد السيسي أن هذه المحطة ستكون بوابة صداقة جديدة مع الروسيين، كما أعلنت شركة إيني الإيطالية أن حقل ظهر للغاز في البحر المتوسط سيكون جاهزاً للافتتاح بنهاية 2017م، وتؤكد الصحافة المصرية أن هذين الملفين سيسهمان في تدعيم العلاقات المصرية مع كل من روسيا وإيطاليا، كما تعكس هذه الملفات رغبة مصر في تجاوز بعض الخلافات مع روسيا فيما يتعلق بالسياحة ومع إيطاليا فيما يتعلق بمقتل ريجيني. w    أعلنت محكمة القضاء الإداري أنها غير مختصة بمناقشة قضايا الحدود وأعمال السيادة وفقاً لقرار المحكمة الدستورية العليا، وذلك في حكمها على قضية تعيين الحدود بين مصر وقبرص، وهو ما يعني التنازل الكامل لمجلس الدولة عن حكمه في قضية تيران وصنافير. التفاعلات الخارجية المصرية: w    نفت الخارجية المصرية ما قيل بشأن معرفة مصر المسبقة بقرار قطع المساعدات الأمريكية مع تأكيدها أنها لم تتفاجأ بهذا القرار، وذلك بعد تصريح بعض المسئولين في الإدارة الأمريكية بأن تيرلسون كان قد ألمح إلى هذا القرار في أحد لقاءاته مع شكري، وأكدت الخارجية المصرية أن مصر قد أبلغت بالقرار بعد صدوره وقبل ساعات قليلة من إعلانه. w    رئيس لجنة القوات المسلحة فى مجلس الشيوخ الأمريكي السيناتور جون ماكين، يطالب إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، بالعمل على إطلاق سراح مواطنين أمريكيين محتجزين فى مصر، ومواصلة ضغوطها على القاهرة بعد قرار وقف جزء من المساعدات التى تقدمها واشنطن، ويبدو من تصريحات ماكين وقطع جزء من المعونات عن القاهرة، أن الولايات المتحدة تستشعر الحرج من ملف حقوق الانسان في مصر وتحاول الضغط على النظام لتخفيف القبضة الامنية المفروضة على الشعب. w    أعلن وزير خارجية ألمانيا في مؤتمر صحفي مع سامح شكري عن تأييد بلاده لموقف مصر فيما يتعلق بمياه النيل مؤكداً ضرورة موافقة مصر على أي إجراء بتعلق بمياه النيل، وهو ما يعكس نجاح مصر في تعزيز التعاون مع ألمانيا واستقطابها في قضية النيل، كما يعكس توجه الدول الأوربية لدعم النظام المصري بقوة في الفترة الحالية، وربما الدخول في وساطات مع اثيوبيا ومصر بعد الوصول لطريق مسدود في المفاوضات مع الدول الإفريقية. ولعل الدافع الألماني لذلك هو التوصل لاتفاق نهائي مع مصر بشأن قضية هروب اللاجئين والتي يرى البعض أنها دخلت حيز التنفيذ الفعلي بانعقاد المؤتمر الصحفي في برلين بين وزيري خارجية البلدين، وهو الاتفاق الذي ينص على بناء مراكز توظيف وإعادة تأهيل للاجئين بمصر لمنعهم من الوصول إلى أوربا. w    ثمة توجه مصري لتوطيد العلاقات الاقتصادية مع دول البريكس وفيتنام، حيث تم الإعلان عن زيارة إلى الصين وفيتنام، كان عدد من الوزراء والمسئولين المصريين منهم مهاب مميش ووزيرة الاستثمار قد توجهوا إلى هناك من أجل الاعداد للزيارة التي تتمحور حول الأبعاد الاقتصادية والاستثمار. المشهد الدولي والاقليمي w    أكد إيمانويل ماكرون أن مكافحة "الإرهاب الإسلامي" ستكون في صلب الدبلوماسية الفرنسية، مؤكداً أنه سيُعيد إلى فرنسا "المستقلة" المكانة التي تستحقها في العالم، وذلك في أول خطاب له خُصص للسياسة الخارجية، ويعكس خطاب ماكرون مدي العداء الذي يكنه للإسلام، واعتباره العدو الأول للجمهورية الفرنسية، الأمر الذي يكشف شكل السياسة الخارجية تجاه قضايا وأزمات العالم الاسلامي. w    أثار تصريح وزير الخارجية الأمريكي مؤخراً والذي انتقد فيه أحداث العنف العنصري في إحدى الولايات الأمريكية مؤكداً أن تعليق الرئيس ترمب على هذه الأحداث يعبر عن موقفه الشخصي وليس موقف الشعب الأمريكي – التساؤلات بشأن مدى تماسك الرئيس ترامب وقدرته على الاستمرار في السلطة في ظل الجدل الكبير الذي تثيره تصريحاته ومواقفه، وفي ظل اتخاذ الكثير من القرارات بعكس رغباته وتوجهاته المعلنة، وهو ما يعكس رفضاً داخل المؤسسات الأمريكية الأمريكي لتوجهات وأفكار ترامب ويقلل من فرص استمراره في الحكم. w    شهد تحالف المصالح الهش بين حزب المؤتمر والحوثيين خلال الأيام الماضية تطورات بالغة وصلت إلى حد الاشتباك المسلح بين مسلحي الطرفين والتي أسفرت عن مقتل البعض، كما أقدم الحوثيون على محاصرة منزل على عبد الله صالح تمهيداً لوضعه قيد الاقامة الجبرية، ويفيد ذلك بأن توازنات القوي تبرز قوّة الحوثيين النسبية مقارنة بحزب المؤتمر وقدرتهم على إخضاعه والانتصار عليه في حالة غياب حلفاء أقوياء للمؤتمر؛ وقد تم احتواء التوتر مؤقتاً بعد التوصل لاتفاق ينص على تعزيز الشراكة بين الطرفين تجنّباً لانفجار الأوضاع، وكانت قوى التحالف العربي تراهن على زيادة التوتر بين الجانبين لتعزيز موقفها واستعادة سيطرتها على صنعاء. w    رئيس المجلس الرئاسي الليبي فايز السراح يزور الرئيس السوداني عمر البشير، وتمثل الزيارة أهمية كبيرة كونها تأتي في وقت يزداد فيه الخناق الدولي على حكومة الوفاق في مقابل افساح المجال لحفتر لتوسيع مجاله الاقليمي والدولي بدعم مصر والامارات. w    وزير الخارجية الروسي يقوم بزيارة للمنطقة تشمل الكويت والامارات وقطر للمساهمة في حل الأزمة الخليجية، وتعكس الزيارة رغبة روسيا في لعب دور كبير في المنطقة بعد دورها في سوريا، مستغلة التراجع الامريكي بسبب انشغال ترمب في ازماته الداخلية واسهامه…

تابع القراءة

مأزق ترامب الداخلي تأثير على الشرق الأوسط

مأزق ترامب الداخلي وتأثيره علي أزمات الشرق الاوسط يعيش الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حالة من التراجع الشديد في شعبيته نتيجة لآرائه السياسية المتطرفة والتى تشجع الغلو والتطرف، تلك اللغة التى يأباها قطاع واسع من الشعب الامريكي ويرفضها لأنها تؤثر علي حريته وعلي حياته، مثلما شاهدنا عندما اندلعت المظاهرات المناهضة لليمين المتطرف، والتى تسببت في مقتل مواطنة امريكية تحت عجلات سيارة أحد المتطرفين البيض المؤيدين لترامب. وعلي ما يبدو أن ترامب لم يكتف بأزمة التدخلات الروسية في الانتخابات الرئاسية الامريكية لصالحه، والتى لا زال يعاني هو وافراد اسرته من تداعياتها، وإنما يصر علي ادخال نفسه وادارته في دوامة لا تنتهي من الأزمات مع الشعب الامريكي ومؤسساته المختلفة، ولا يعرف علي وجه الدقة ما إذا كان ذلك مقصودا أم لا، وإن كان الواضح أن من زج بترامب ذو الشخصية المزاجية والآراء المتطرفة إنما يعلم جيدا ذلك، وهو ما قد يدفعنا الي ترجيح أن ما يحدث الآن داخل الولايات المتحدة إنما هو أمر مقصود، دفعت له المؤسسات الامريكية المسئولة عن صنع القرار في الولايات المتحدة، لأنها تحتاج لأن تنفرد بعملية صنع القرار خلال الفترة الحالية والمستقبلية، تاركة الرئيس الامريكي في متاهة الازمات الداخلية التى قد لا تنتهي حتى يكمل فترته الرئاسية. والحقيقة أن ما يثير التساؤل هو كيف للولايات المتحدة الدولة الأولي عالميا في مجال تكنولوجيا الحاسب الآلي وفي مجال المخابرات أن تسمح لروسيا بأن تتدخل بهذا الشكل السافر في الانتخابات الامريكية بالرغم من التسريبات التى أشارت لهذا الدور أثناء فترة الحملات الانتخابية دون أن تضع لذلك حدا، وأن تترك الامور تسير بهذا الشكل الي أن ينتخب ترامب، ثم فجأة تصحو من غفلتها وتثير الموضوع في وسائل الاعلام المختلفة وتقوم بمحاسبة المسئولين عنه، إلا إذا كان ذلك مقصودا وأن ما تم كان مخططا له بدقة وعناية، وأن الهدف من وراء ذلك كله هو وجود رئيس من نوعية ترامب، لتنفيذ استراتيجيات خاصة لا يمكن تنفيذها في حالة وجود رئيس صاحب رؤيا واستراتيجية خاصة بمنطقة الشرق الاوسط والعالم. ولذلك، وفي ظل حالة التخبط التى يعيشها الرئيس ترامب، لا يتوقع أن تتخلي الولايات المتحدة عن دورها في منطقة الشرق الاوسط، بل ستعمل علي استكمال ما بدأه الرئيس الاسبق جورج دبليوبوش في المنطقة من جديد، وفي القلب من ذلك عمليات التقسيم والتفتيت التى بدأت منذ فترة وتسير علي قدم وساق، وتحويل الكيان الصهيوني من دولة صغيرة إلي دولة استراتيجية في المنطقة، واشعال فتيل الحروب الاهلية في الدول الكبيرة حتى يسهل عليهم عمليات تقسيمها مثلما يحدث في سورية واليمن. ويعني ذلك انه مالم تعي الحكومات والانظمة والشعوب العربية خطورة ما يحاك لها من مؤسسات صنع القرار في الولايات المتحدة وخارجها، فإن ما حدث في سورية مرجح لان يتكرر في غالبية الدول العربية والاسلامية بما في ذلك مصر والسعودية، وهذا ما يدفع تركيا وايران لنبذ خلافاتهما البينية والاتفاق علي تشكيل لجان مشتركة لمكافحة الارهاب، لتشكيل حائط صد في مواجهة الهجمات الغربية والامريكية التى تستهدف امنهم واستقرارهم بالاساس.    

تابع القراءة

زيارة السيسي لتشاد والملف الليبي

زيارة السيسي لتشاد والملف الليبي قام السيسي بجولة في أربعة بلاد أفريقية في منتصف أغسطس ولكن أبرز هذه الزيارات جاءت إلي تشاد التي تستمد أهميتها في الوقت الراهن من علاقتها بكل من ليبيا والسودان. أما باقي الدول التي شملتها الزيارة فهي زيارات بروتوكولية وشكلية بلا مضمون حقيقي. وفيما يلي نعرض لأبرز الدلالات المتعلقة بزيارة تشاد التي تقع في جنوب ليبيا وتشتبك بحدود طويلة مع السودان النظام التشادي والتقارب مع السيسي في الملف الليبي: تدعم تشاد قوات خليفة حفتر، ويقع تنسيق بينها وبين حفتر في العمليات التي يحركها في الجنوب الليبي؛حيث أعلنت مجموعات تعارض الحكم في تشاد ، أنها تعرضت لقصف جوي نفذته طائرات تابعة لحفتر، وتتهم المعارضة التشادية حفتر بمساندته لإدريس ديبي في حربه ضد من يسميهم المتمردين الذي يتمركزون في المناطق المحاذية لليبيا. يقوم الموقف التشادي المساند لجبهة طبرق على الاستقواء بحفتر لدحر المعارضين، ويتحدث خصوم حفتر عن عناصر تشادية يستعين بهم في حروبه في الشرق والجنوب.[1] يمكن تفسير الموقف المعادى لتشاد ضد حكومة الوفاق برئاسة السراج ، لوجود جبهة الوفاق من أجل تغيير تشاد ضمن القوات التى تقاتل إلى جانب حكومة الوفاق، وهذه الجبهة هى القوة المعارضة للرئيس التشادي إدريس ديبي، في فزان الليبي.[2] وبالتالى فإن موقف تشاد يتفق مع الموقف المصرى حول ليبيا ، والمتمثل فى دعم قوات خليفة حفتر ، الذى يقاتل ضد قوات حكومة الوفاق ، كما أن مصر تدعم حفتر ضد حكومة الوفاق ، التى تضم عناصر محسوبة على التيار الإسلامي وجماعة الأخوان. وتسعى مصر إلى حشد الدعم الاقليمى للاعتراف بالمشير حفتر كفاعل رئيسي فى معادلة الصراع الليبى ، فقامت مصر بزيارة دولة تشاد للتنسيق فيما بينهما حول الأزمة الليبية ، وتظهر نتائج هذه الزيارة فى قيام دولة تشاد بقطع العلاقات الدبلومسية مع قطر ، متهمة قطر بدعم الجماعات الإرهابية ، فى إشارة إلى المعارضة التشادية المسلحة التى تقاتل إلى جانب حكومة السراج. وتؤكد مصادر ليبية أن قطر قامت باستقطاب عناصر المعارضة التشادية المسلحة التي ترتبط معها بعلاقات جيدة، لدعم حلفائها في ليبيا ضد الجيش الوطني بقيادة خليفة حفتر. وقد أقرت المعارضة التشادية بوجود عناصر لها بليبيا تقاتل ضمن ميليشيات سرايا بنغازي المدعومة قطرياً.[3] خصومة سودانية تشادية: قال المتحدث باسم الخارجية السودانية، قريب الله الخضر، في المؤتمر الذى عقده المبعوث الاممى الى ليبيا مارتن كوبلر فى ابريل 2017، أن وزير الخارجية السودانية إبراهيم غندور أوضح للمبعوث الأممي أن السودان له “هدفين إستراتيجيين في ليبيا الأول وجود مؤسسات قوية تحفظ وحدة أراضيها”. والهدف الثاني وفقا للخضر أن “لا يقدم أي طرف (في ليبيا) لحركات التمرد في دارفور دعم أو إيواء، يهدد الأمن القومي”.[4] ويقاتل الى جانب حفتر حركة العدل والمساواة السودانية ، وتُعد حركة العدل والمساواة السودانية المعارضة إحدى حركات التمرد في إقليم دارفور. وهذا ما يفسر موقف السودان من حكومة حفتر ، التى تعتبرها داعمة لحركات التمرد فى دارفور. [1] الأزمة الليبية ودول الجوار: مواقف وحسابات،تاريخ الدخول 22/8/2017 studies.aljazeera.net/ar/reports/2017/04/170413143914655.html [2] مرتزقة من دارفور وتشاد يقاتلون إلى جانب المشير خليفة حفتر،تاريخ الدخول24/8/2017 http://www.almoharir.com/64074.html [3] تشاد.. فصل آخر من تدخلات الدوحة في شؤون الدول – دور المعارضة التشادية في ليبيا،تاريخ الدخول23/8/2017 http://www.foreignmediaauthority-ly.com/2017/06/20 [4] كوبلر من الخرطوم:موقف السودان متناغم مع الموقف الاممى حول ليبيا،تاريخ الدخول24/8/2017 http://www.raialyoum.com/?p=666372  

تابع القراءة

دلالات تقليص المساعدات الامريكية لمصر

دلالات تقليص المساعدات الأمريكية لمصر التوظيف الأمريكي للمساعدات الاقتصادية والعسكرية لمصر كأداة ضغط سياسي في خطوة جديدة من الإدارة الأمريكية تخص علاقتها بالنظام المصري، تقرر حجب مساعدات عن مصر (الحرمان من 95.7 ، وتأجيل صرف 195 مليون دولار)، وكان السبب المعلن بأن ذلك يرجع لعدم إحراز النظام تقدما على صعيد احترام حقوق الإنسان والمعايير الديمقراطية، وذلك إثر قانون الجمعيات الأهلية الجديد والذي دخل حيز التنفيذ في مايو الماضي وتم النظر إليه باعتباره حملة متزايدة على المعارضة وقوي المجتمع المدني بما فيها الجمعيات والمؤسسات ذات العلاقة بأمريكا وأوروبا. وأوضحت مصادر أمريكية أن الأمر يعبر عن رغبة واشنطن في مواصلة التعاون الأمني، لكنه يعكس في نفس الوقت إحباطاً من موقف القاهرة بخصوص الحريات المدنية. وعلي الرغم من أن السبب الظاهر الظاهر مسألة حقوق الانسان، ولكن يبدو أن هناك أمورا أخرى بينها عدم الرضا الأمريكي عن أداء النظام المصري بشكل عام، وفي نفس الوقت رغبة الإدارة الامريكية في تقليل تلك الاعتمادات بشكل عام، واستخدام حقوق الانسان كذريعه لتبرير وتحسين موقفها امام الرأي العام المصري والعربي. وقد عبر بيان لوزارة الخارجية المصرية عن الاستياء من القرار المذكور، إذ اعتبرته سوء تقدير للعلاقات الاستراتيجية بين البلدين، وللتحديات الأمنية والاقتصادية التي تواجه مصر، بما يعد خلطا للأوراق قد يكون له تداعيات سلبية على تحقيق المصالح المشتركة بين البلدين. وعلي الرغم من إعلان عن الغاء اجتماع بين "سامح شكري" ومستشار الرئيس الأمريكي "جاريد كوشنر" إلا أن الأخير التقي السيسي بحضور شكري علي الرغم من الإحراج البالغ الذي سببه القرار الأمريكي. وفي أول تصريح له، بعد إلغاء جزء من المعونة الامريكية عن مصر، السيسي يقول أن مصر حريصة على تعزيز علاقتها مع واشنطن، وأضاف أن تسوية القضية الفلسطينية ستضيف واقعا جديدا في المنطقة، في محاولة منه لتذكير ترامب وإسرائيل بدوره في هذا الملف الهام وكورقة  يستغلها للضغط على الادارة الامريكية للتراجع عن قراراها الاخير.  كانت الخارجية الأمريكية قد أعلنت في بيان لها، أن مصر كانت على علم مسبق، بقرارها حول المساعدات.   تحليل مضمون القرار: 1-  إعادة توجيه أموال المعونة الاقتصادية لدول أخرى: كان هناك حديث في الأشهر الماضية خلال هذا العام بأنه سيتم اتخاذ قرار يخص تخفيض المساعدات الأمريكية لمصر، وهو ما جاء في سياق التوجه الأمريكي بتخفيض المساعدات لمعظم دول إفريقيا وآسيا، بما فيها الدول الحليفة لواشنطن مثل مصر والأردن، لكن كان الحديث عن أن الأمر لن يمس المساعدات العسكرية. وبحسب ما قالته مصادر أمريكية لـ «رويترز» فإن مبلغ 95.7 مليون دولار من المساعدات لمصر سيتم توجيهها إلى دول أخرى ضمن برامج المساعدات الأمريكية، بما يعني قرارًا نهائيًا بحجب تلك المعونة عن الحكومة المصرية. ينقسم هذا المبلغ إلى جزأين: 30 مليون دولار مخصصة للمساعدات الاقتصادية ضمن المعونات المقررة للسنة المالية 2016، والأهم: 65.7 مليون دولار مخصصة للمساعدات العسكرية. فيما يخص المبلغ المخصص للمساعدات الاقتصادية (30 مليون دولار)، فإن الحكومة المصرية اعتادت عدم استخدام جزء من المساعدات الاقتصادية بسبب رفضها تسليم هذه المبالغ لشركاء من منظمات المجتمع المدني الأمريكية، كما يشترط قانون المعونة. وهو النهج الذي زاد مؤخرًا بسبب الضغط على منظمات المجتمع المدني. وعلى مدار سنوات، تراكم نحو 400 مليون دولار من المساعدات الاقتصادية دون استخدام من قِبل الحكومة المصرية. ولهذا مرر الكونجرس هذا العام قانونًا لإعادة توجيه هذه الأموال لبلاد أخرى، مثل تونس. 2-  أموال المساعدات العسكرية وحقوق الإنسان: هناك عدم وضوح حول سبب إعادة توجيه المبلغ المخصص للمساعدات العسكرية (65.7 مليون دولار)، خاصة أنه كان بيد الحكومة الأمريكية الانتظار حتى 30 سبتمبر 2018 (نهاية السنة المالية الحالية) لاتخاذ قرار بشأنها. لكن تحليلاً صدر اليوم عن معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى أوضح أن قرار الإدارة غير المسبوق بحجب هذا المبلغ من المعونات العسكرية عن الجيش المصري يعود إلى السنة المالية 2014، حين قرر الكونجرس تطبيق «قانون ليهي» الأمريكي على هذا المبلغ، وهو القانون الذي يمنع تقديم مساعدات لقوات أمن دول أجنبية في حال ثبوت «تورطها في انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان». وقال المعهد إن الكونجرس قرر وقتها توافر شبهات حول استخدام الجيش المصري لمعدات وأسلحة أمريكية في عملياته بشبه جزيرة سيناء بشكل تسبب في وقوع خسائر بين المدنيين، وهي الشبهات التي قررت إدارة ترامب أنها لن تستطيع الرد عليها قبل الموعد المقرر لانقضاء المعونة العسكرية نهاية سبتمبر المقبل، لتتخذ قراراً بحجب ذلك المبلغ عن الجيش المصري. وتعد هذه المرة الأولى تاريخيًا التي تقتطع فيها الإدارة الأمريكية قسمًا من المساعدات العسكرية لمصر بسبب شكاوى انتهاكات حقوق الإنسان. ووفقًا للقانون الأمريكي، تلتزم حكومة الولايات المتحدة بوقف 15٪، أو ما يعادل 195 مليون دولار، من المعونة العسكرية الأمريكية لمصر للعام المالي 2016، والتي تبلغ 1.3 مليار دولار، إذا لم تحرز الحكومة المصرية تقدمًا في سجل حقوق الإنسان والديمقراطية الخاصة بها. وبدأ اتباع ذلك الشرط بداية من عام 2012، حيث يحدد الكونجرس الأمريكي عددًا من الاشتراطات يجب الوفاء بها قبل تسليم تلك النسبة. بل انتهاء السنة المالية في 30 سبتمبر يصبح لزامًا على الحكومة الأمريكية إما أن تصدر شهادة بإحراز مصر تقدمًا على صعيد أوضاع حقوق الإنسان والديمقراطية، أو يتم إلغاء نسبة الـ 15٪ من المعونة. ويمنح قانون المساعدات وزارة الخارجية الأمريكية الحق في إصدار قرار بإعفاء القاهرة من الشرط الخاص بحقوق الإنسان وإرسال المعونات العسكرية إلى مصر إذا كان ذلك لـ «مصلحة الأمن القومي الأمريكي». وتلتزم الإدارة الأمريكية وقتها بتقديم تقريرًا للكونجرس الأمريكي بأسباب ذلك الإجراء، وهو ما تم من قِبل الإدارة الأمريكية السابقة سنة 2015. ما قامت به الحكومة الأمريكية بالضبط هو الإجراء السابق. فبحسب رويترز، وافقت «الخارجية الأمريكية» على إعفاء مصر من اشتراطات الديمقراطية، وقامت بتحويل نسبة الـ15٪ إلى حساب بنكي باسم مصر، تفاديًا لحجب ذلك المبلغ أيضًا عن مصر في حال عدم إصدار الشهادة أو الإعفاء قبل 30 سبتمبر المقبل (موعد انتهاء السنة المالية الحالية). غير أن إدارة ترامب أجلت السماح لمصر بصرف ذلك المبلغ، لحين اتخاذ القاهرة إجراءات لم يعلن عنها في ملف حقوق الإنسان والمعايير الديمقراطية   خصوصاً في ملف المنظمات الحقوقية ذات العلاقة بالولايات المتحدة والغرب. أسباب خارجية: وفي هذا الصدد يري بعض الخبراء في الشأن الأمريكي أن سبب القرار الأمريكي لا يعود فقط لأسباب داخلية مرتبطة بحقوق الانسان وإنما لأسباب لها علاقة بالسياسة الخارجية المصرية خصوصاً في الملف الكوري حيث سبق وأن طالبت الإدارة الأمريكية مصر بقطع علاقتها مع كوريا الشمالية وهي علاقة قديمة خصوصاً في المجالات العسكرية وذلك في ظل التوتر المتزايد بين أمريكا وكوريا الشمالية ولكن لا يبدو أن الإدارة المصرية قد اتخذت خطوات فعلية في هذا الصدد، ومن جهة أخري فإن مواقف السيسي الخارجية في سوريا وليبيا قد تكون محل خلاف مع السياسة الأمريكية خصوصاً لجهة التقارب المصري الروسي…

تابع القراءة

رؤية تحليلية للأخبار السياسية والاقتصادية في العالم العربي والإسلامي والعالمي، ودراسات استراتيجية للوضع السياسي المحلي والإقليمي والعالمي

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا لتلقي التحديثات على البريد الإلكتروني الخاص بك

You have been successfully Subscribed! Ops! Something went wrong, please try again.

جميع الحقوق محفوظة لرؤية للتخطيط والدراسات الاستراتيجية ©2022