النظام المصري بين مطرقة الانتخابات وسندان الدستور

النظام المصري بين مطرقة الانتخابات وسندان الدستور   شهدت الفترة الأخيرة استعار الجدل مجدداً حول مسألة تعديل الدستور، وقد انقسمت الأصوات بين مؤيد ومعارض، هذا فيما لم يتبقى على إنتهاء مدة الرئيس الحالي، وبدء تنظيم انتخابات رئاسية جديدة في بداية 2018، سوى بضعة شهور، وهو ما آثار عدد من التساؤلات، حول دلالة توقيت إثارة الجدال حول الدستور، وأيضاً التساؤل حول موقف النظام الحالي من الجدال القائم ومن مسألة التعديل، وكذلك المسارات والمالآت المتوقعة لمسألة الصراع على الدستور؛ بين تمرير التعديلات في الوقت الراهن، أو ارجائها حتى الانتهاء من الموسم الانتخابي، أو حتى التغاضي عنها نهائياً والإلتزام به في شكله الراهن. كل تلك النقاط نتناولها في السطور الأتية.    في البدء كانت الكلمة لعبدالفتاح السيسي: في كلمته خلال حفل إفطار الأسرة المصرية في يوليو 2015 اعتبر السيسي أن "الدستور ده طموح جدًا، وحط صلاحيات لو ما كانش هيستخدم في البرلمان برشد وبوطنية ممكن يتأذى المواطن قوي ومصر تتأذى قوي.. مش هنعمل إجراء استثنائي، وأنا أؤكد ذلك، وممكن البرلمان يكون أداؤه خطير جدًا بقصد أو بدون قصد يغرق كل اللي بنعمله"، وبعدها بشهرين فقط كرر الرئيس حديثه عن الدستور قائلًا إنه "كتب بنوايا حسنة والنوايا الحسنة لا تبني الدول"[1]. كانت هذه هي بداية طرح قضية تعديل الدستور. ارتفعت –بعد ذلك- نبرة الدعوة لتعديل الدستور عقب الهجمات الإرهابية الدموية التي ضربت مصر مؤخرًا؛ فعقب تشييع جنازة ضحايا تفجير الكنيسة البطرسية في 12 ديسمبر 2017،  قال علي عبد العال إن "مجلس النواب عاقد العزم على مواجهة الإرهاب بالتدابير والتشريعات المناسبة حتى لو تطلب الأمر تعديل الدستور ذاته، وسوف يتحمل مجلس النواب مسؤولية المواجهة التشريعية بما يتناسب مع تطوير الإرهاب لأساليبه، والأهداف التي يريد النيل منها، نعم أقولها بصراحة، لو تطلب الأمر، وأكرر: لو تطلب الأمر تعديل الدستور لمواجهة الإرهاب فسوف نقوم بتعديله، بما يسمح للقضاء العسكري بنظر جرائم الإرهاب بصفة أصلية"[2]. في الفترة الآخيرة عادت الأصوات للإرتفاع مجدداً مطالبة بتعديل الدستور؛ فخلال مشاركته فى مناقشة إحدى رسائل الدكتوراه بجامعة المنصورة، صرح رئيس البرلمان الحالي "علي عبدالعال" أن عمل أى دستور فى فترة تكون فيها الدولة غير مستقرة لابد من إعادة النظر فيه، مضيفاً أن هناك موادا بالدستور تحتاج لإعادة معالجة لأنها غير منطقية[3]. وقد سبق حديث رئيس مجلس النواب، دعوة أطلقها الكاتب الصحفى ياسر رزق، رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأخبار، والمقرب من مؤسسة الرئاسة، من خلال مقالة له، لتعديل الدستور؛ نظرًا لوجود إشكالية ستواجه الدولة المصرية بعد انتهاء الولاية الثانية للرئيس عبد الفتاح السيسى، الأمر الذى يتطلب تعديلًا دستوريًا لزيادة مدة الولاية[4]. وبالتالي يظهر من تتبع الجدال حول تعديل الدستور، الذي يطفو إلى السطح ثم يتبدد ثم ما يلبس أن يطفو مرة أخرى ليحوز اهتمام الرأي العام المصري، أن مؤسسة الرئاسة والنظام القائم، ونخب الحكم والمؤيدين الملتفين حولها، هم المحركين لدعاوى تعديل الدستور كل فترة، وأنه لم يسبق أن أأثار قضية تعديل الدستور أحد يقع خارج هذه الدائرة.   المواد المثيرة للجدل ومخاوف النظام: هناك مواد بعينها تُقلق النظام الحالي وتهدد بقائه في السلطة -بشكل غير مشروط- كما يريد، وأيضاً تخلق نوع من التعدد في مراكز القوى في قلب النظام؛ وهو ما يدفع النظام إلى تبني أطروحة تعديل الدستور، باعتباره المخرج الوحيد من هذه الثقوب السوداء التي تلاحقه، وهي قادرة على هدم وامتصاص كل جهود النظام ونجاحاته –خلال الفترة السابقة- في تأميم السياسة من جهة، وفي أضعاف كل ما يمثل وجوده خطورة على بقاء النظام واستقراره، في جمع كل خيوط اللعبة السياسية في يده. أبرز هذه المواد: المادة 140 من الدستور، والتي تحدد ولاية رئيس الجمهورية بـ (أربع سنوات ميلادية) وأنه (لا يجوز إعادة انتخابه إلا لمرة واحدة)، حيث تنص على أنه "يُنتخب رئيس الجمهورية لمدة أربع سنوات ميلادية، تبدأ من اليوم التالى لانتهاء مدة سلفه، ولا يجوز إعادة انتخابه إلا لمرة واحدة. وتبدأ إجراءات انتخاب رئيس الجمهورية قبل انتهاء مدة الرئاسة بمائة وعشرين يومًا على الأقل، ويجب أن تعلن النتيجة قبل نهاية هذه المدة بثلاثين يوما على الأقل. ولا يجوز لرئيس الجمهورية أن يشغل أى منصب حزبى طوال مدة الرئاسة"[5]. المادة 226 من الدستور، والتي تحظر (تعديل النصوص المتعلقة بإعادة انتخاب رئيس الجمهورية، أو بمبادئ الحرية، أو المساواة، ما لم يكن التعديل متعلقًا بالمزيد من الضمانات)، حيث تنص على أن "لرئيس الجمهورية، أو لخٌمس أعضاء مجلس النواب، طلب تعديل مادة، أو أكثر من مواد الدستور، ويجب أن يُذكر فى الطلب المواد المطلوب تعديلها، وأسباب التعديل. وفى جميع الأحوال، يناقش مجلس النواب طلب التعديل خلال ثلاثين يوماً من تاريخ تسلمه، ويصدر المجلس قراره بقبول طلب التعديل كليًا، أو جزئيًا بأغلبية أعضائه. وإذا رُفض الطلب لا يجوز إعادة طلب تعديل المواد ذاتها قبل حلول دور الانعقاد التالى. وإذا وافق المجلس على طلب التعديل، يناقش نصوص المواد المطلوب تعديلها بعد ستين يوماً من تاريخ الموافقة، فإذا وافق على التعديل ثلثا عدد أعضاء المجلس، عرض على الشعب لاستفتائه عليه خلال ثلاثين يوماً من تاريخ صدور هذه الموافقة، ويكون التعديل نافذاً من تاريخ إعلان النتيجة، وموافقة أغلبية عدد الأصوات الصحيحة للمشاركين فى الاستفتاء. وفى جميع الأحوال، لا يجوز تعديل النصوص المتعلقة بإعادة انتخاب رئيس الجمهورية، أوبمبادئ الحرية، أوالمساواة، ما لم يكن التعديل متعلقًا بالمزيد من الضمانات"[6]. المادة 234 من الدستور، والتي تحصن منصب وزير الدفاع وتحول دون إقالته إلا بموافقة المجلس الأعلى للقوات المسلحة، حيث تنص على أن (يكون تعيين وزير الدفاع بعد موافقة المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وتسرى أحكام هذه المادة لدورتين رئاسيتين كاملتين اعتبارا من تاريخ العمل بالدستور)، وهو ما يجعل منصب وزير الدفاع يقع خارج الدوائر التي تقبع تحت سيطرة مؤسسة الرئاسة بصورة كاملة، وهو ما يؤرق النظام الحالي الذي ينظر للمجال السياسي باعتباره ساحة حرب؛ إما يعلن فاعليها خضوعهم وإما يتم اعتبار مارقهم عدو ينبغي تركيعه أو إفنائه. وقد أفادت مصادر مصرية مقربة من دوائر صنع القرار، إن  عبد الفتاح السيسي يسعى من خلال دوائر سياسية تتبع توجيهاته، لطرح المادة الخاصة بتحصين منصب وزير الدفاع لمدة 8 سنوات بين التعديلات التي يعتزم البرلمان مناقشتها بداية الفصل التشريعي الجديد، والذي سينطلق في أكتوبر 2017، ومن بين السيناريوهات المطروحة لتعديل المادة أن يتم إعطاء المؤسسة العسكرية الحق في ترشيح ثلاثة أسماء، يقوم الرئيس بالاختيار من بينها لمن سيتولى منصب وزير الدفاع. وتنص المادة 234 من الدستور على أن "يكون تعيين وزير الدفاع بعد موافقة المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وتسري أحكام هذه المادة لدورتين رئاسيتين كاملتين اعتباراً من تاريخ العمل بالدستور"[7].   ردود الأفعال على دعاوى التعديل: في نهاية فبراير 2017، تقدّم عضو مجلس النوّاب إسماعيل نصر الدين النائب عن إئتلاف دعم مصر –إئتلاف الأغلبية- بمقترح…

تابع القراءة

علي عبدالله صالح وارهاصات الانقلاب علي جماعة الحوثي

علي عبدالله صالح وارهاصات الانقلاب علي جماعة الحوثي تشهد الأراضي اليمنية ولأول مره منذ فترة طويلة خلافات متفاقمة بين الرئيس اليمني وحزب المؤتمر وجماعة الحوثي، تلك الخلافات التي يرجعها البعض الي الدور الاماراتي المتعاظم في اليمن، ومحاولاتها اقناع السعودية بالتعامل مع الرئيس المخلوع لتهدئة أجواء الصراع والضغط علي جماعة الحوثي لبدء الحوار السياسي والتوقف عن لغة التعالي التي تتعامل بها مع التحالف الذي تقوده السعودية، وذلك دونما أي اعتبار لثورة الشعب اليمني ولا لحكومته الشرعية في عدن، وذلك ما يأتي متوافقا مع الدور الاماراتي المعتاد في دعم الأنظمة الديكتاتورية السابقة والقضاء علي ما تبقي من ثورات الربيع العربي. وفي الواقع أن علي عبدالله صالح الذي يتوق لاي دور سياسي مستقبلي قد التقط الخيط وعمل علي توجيه الادانات لجماعة الحوثي الذي سبق ومدح دورها في اليمن، متهما إياهم بنكث الوعود والانفراد بإدارة الشأن اليمني، ليكسب بذلك الرضا الاماراتي ويبرهن أنه علي استعداد للتعاون معها في القضاء علي جماعة الحوثي. وعلي عكس ما يعتقد البعض لأن يؤدي التقارب الاماراتي مع صالح إلي تهدئة الأجواء في اليمن بل إلي زيادتها اشتعالا، خاصة وان جماعة الحوثي التي تتلقى الدعم من ايران واطراف خارجية أخرى تبسط سيطرتها علي الأرض ولا تقبل بالرؤية الإماراتية لحل الأزمة اليمنية، خاصة وأن تلك الرؤية تقوم علي الاستعانة بصالح ونجله للقضاء علي الحوثي وجماعة الاخوان في اليمن. وفي سبيل تحقيق ذلك تعمل الامارات علي تقوية علي عبدالله صالح، وفي نفس الوقت اقناع السعودية بالتعامل مع الرجل وكأنه الخيار الوحيد للخروج من تلك الازمة، والتوقف عن دعم الحكومة الشرعية التي يرأسها عبدربه منصور هادي، دونما أية اعتبارات لرأي الشعب اليمني ولا لتضحياته في سبيل الحرية والديموقراطية. وفي حال استجابة المملكة للمساعى الإماراتية فإنها تكون قد خلقت كرة من اللهب لن تستطيع الوقوف في طريقها، لأنها لن تكون بذلك قد قضت علي القوى اليمنية الوحيدة القادرة علي لجم جماعة الحوثي ووضع حدود لدورها في اليمن، وإنما كذلك علي أي إمكانية مستقبلية لمواجهة التغول الإيراني في المنطقة. أما المشكلة الأكبر فتتمثل في زيادة اشتعال الأوضاع في اليمن، وهذا ما سيدفع ثمنه الشعب اليمني بعد أن يتحول الي ضحية لصراع إقليمي وداخلي لا نهاية له، لذلك مالم تعي المملكة خطورة المخططات التي تحاك لامنها ومستقبلها فستدخل هي الأخرى في آتون صراعات قد يصعب وقفها.                                                                                                                                             الخلافات قديمة وكانت تتسرب معلومات عنها خاصة في الاعلام الخليجي، إلا أنها تظهر للعلن الآن. http://www.alarabonline.org/article/1/115050/manifest.html     https://www.skynewsarabia.com/web/article/802955/%D8%B5%D8%A7%D9%84%D8%AD-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%88%D8%AB%D9%8A-%D9%88%D9%85%D8%A7%D9%94%D8%B2%D9%82-%D8%AA%D8%B5%D8%AF%D8%B9-%D8%AA%D8%AD%D8%A7%D9%84%D9%81-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%94%D8%B2%D9%85%D8%A9   http://www.alraiah.net/index.php/political-analysis/item/1397-%D8%AE%D9%84%D8%A7%D9%81-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%88%D8%AB%D9%8A-%D8%B5%D8%A7%D9%84%D8%AD-%D9%8A%D8%B2%D8%AF%D8%A7%D8%AF-%D8%B8%D9%87%D9%88%D8%B1%D8%A7     https://www.alarabiya.net/ar/arab-and-world/yemen/2017/08/18/الحوثيون-لحزب-المخلوع-سنواجه-التصعيد-بالتصعيد.html   https://www.alarabiya.net/ar/arab-and-world/yemen/2016/11/12/تصاعد-خلافات-صالح-والحوثيين.html https://www.alarabiya.net/ar/arab-and-world/yemen/2017/08/19/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AE%D9%84%D9%88%D8%B9-%D9%8A%D8%AA%D9%88%D8%B9%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%88%D8%AB%D9%8A%D9%8A%D9%86-%D9%85%D9%86-%D9%85%D9%86%D8%B9-%D8%A3%D9%86%D8%B5%D8%A7%D8%B1%D9%87-%D8%AF%D8%AE%D9%88%D9%84-%D8%B5%D9%86%D8%B9%D8%A7%D8%A1.html   https://www.alarabiya.net/ar/arab-and-world/yemen/2017/08/19/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%88%D8%AB%D9%8A-%D9%8A%D9%87%D8%A7%D8%AC%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AE%D9%84%D9%88%D8%B9-%D8%B5%D8%A7%D9%84%D8%AD-%D9%88%D8%AD%D8%B2%D8%A8%D9%87.html     [1] صالح والحوثي وتصدع تحالف المصالح، سكاي نيوز عربية، 28ديسمبر 2015. https://www.skynewsarabia.com/web/article/802955/%D8%B5%D8%A7%D9%84%D8%AD-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%88%D8%AB%D9%8A-%D9%88%D9%85%D8%A7%D9%94%D8%B2%D9%82-%D8%AA%D8%B5%D8%AF%D8%B9-%D8%AA%D8%AD%D8%A7%D9%84%D9%81-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%94%D8%B2%D9%85%D8%A9 خلاف الحوثي – صالح يزداد ظهورا، الراية، 2يناير 2016. http://www.alraiah.net/index.php/political-analysis/item/1397-%D8%AE%D9%84%D8%A7%D9%81-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%88%D8%AB%D9%8A-%D8%B5%D8%A7%D9%84%D8%AD-%D9%8A%D8%B2%D8%AF%D8%A7%D8%AF-%D8%B8%D9%87%D9%88%D8%B1%D8%A7   التحالف بين الحوثيين وصالح يتجه إلى التفكك وسط اتهامات متبادلة بالتآمر، العرب، 27 يوليو2017. http://www.alarabonline.org/article/1/115050/manifest.html   [2] مراقبون يكشفون عن هدف المخلوع من وراء حشد السبعين وتحركات الحوثيين، بويمن،21 اغسطس. http://buyemen.com/news50259.html القوة الضاربة التابعة لـ"صالح" تتحرك الان في وسط العاصمة صنعاء وترعب الحوثيين، ناس تايمز،21 أغسطس. http://nasstimes.com/mobile/news25492.html [3] عفاش يسيطر على العاصمة صنعاء.. وإحدى صوره العملاقة تربك الحوثيين..! (شاهد)، شركة بويمن الإخبارية، 17 أغسطس2017. http://www.buyemen.com/news50133.html     [4] ورد للتو: مقتل أول قيادي بارز بحزب صالح بمدخل العاصمة على يد الحوثيين (الأسم)، ناس تايمز، 21 أغسطس 2017. http://nasstimes.com/news25579.html الحوثيون يخترقون الخط الأحمر لـ صالح.. والموقف مرشح للانفجار في العاصمة صنعاء! (تفاصيل) [5] الحوثيون يخترقون الخط الأحمر لـ صالح.. والموقف مرشح للانفجار في العاصمة صنعاء! (تفاصيل)، ناس تايمز، 21 أغسطس 2017. http://nasstimes.com/news25574.html [6] مراقبون يكشفون عن هدف المخلوع من وراء حشد السبعين وتحركات الحوثيين، بويمن، مرجع سابق. [7] خيبة أمل كبيرة تصيب أنصار المؤتمر بعد خطاب " صالح " القصير في ميدان السبعين، المشهد اليمني، 24 أغسطس2017. https://almashhad-alyemeni.com/news107868.html    

تابع القراءة

المشهد الاقليمي والدولي في 25 أغسطس 2017

  المشهد الاقليمي والدولي  خلال الفترة من 18 إلى 25 أغسطس 2017   w   يعقد بالعاصمة السودانية الخرطوم، خلال أيام، اجتماع لممثلى مصر والسودان وإثيوبيا، الأعضاء باللجنة الفنية المشتركة لمفاوضات سد النهضة الإثيوبي، لبحث ومناقشة النقاط العالقة والعقبات الخاصة بالآثار السلبية للسد على مصر والسودان، والملء الأول والتشغيل، والإدارة المشتركة للسد، بما لا يضر بتشغيل المنشآت المائية الكبرى على النيل. w   جامعة الزيتونة تعارض مبادرة السبسى للمساواة فى الميراث، والأزهر يرفض وأزهريون يقولون للسبسي: "تب إلى الله"، ومن جانبه. وقد تعرض تصريح رئيس الجمهورية التونسي، لحالة جدل كبيرة، شهدتها مواقع التواصل الاجتماعي، بين رافض لهذا القرار ومستهجناً له، وبين مشجع مؤيد لهذه الخطوة، وبين أخرون وجدوا ضرورة بحث التداعيات الاقتصادية والاجتماعية من هذا القرار. w   حالة من التوتر الشديد ما بين جماعة الحوثي وعلي عبد الله صالح بسبب دعوة صالح عقد احتفال كبير بمناسبة الذكري السنوي لإنشاء الحزب، ويخشى الحوثيون من أن يكون الاحتفال فخا وخطة لاستقطاب القبائل إلى صنعاء وفرض واقع جديد يضرهم. وبعد انتشار اخبار وتقارير عديدة، تشير الى تعرض أنصار على عبد الله صالح، لمضايقات مستمرة، من جانب الحوثيين، شهدت الدعوة التي أصدرها صالح لحلفائه بالاحتشاد في ميدان السبعين، دعم كبير من انصاره داخلياً، ومن المتابعين للشأن اليمني، وعلى رأسهم، السعودية والامارات، التي ترغب في ازاحة الحوثي التابع لايران، إلا أن خطاب صالح في الحشد مثل خيبة أمل كبيرة لكثيرين كانوا ينتظرون ازاحة الحوثي من خلال التعاون مع عبد الله صالح، حيث دعا الاخير الى استمرار القتال، ورفض الحديث عن الخلافات مع صالح. w   اسرائيل تسمح لنواب البرلمان باقتحام باحات المسجد الاقصى، ومحكمة اسرائيلية تقرر تمديد اعتقال الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الاسلامية. w   دعت الأمم المتحدة إلى هدنة إنسانية للسماح لنحو 20 ألف مدني محاصرين في الرقة بالخروج منها، وحثت التحالف بقيادة الولايات المتحدة على تحجيم ضرباته الجوية التي أسفرت عن قتلى، حيث تتعرض الرقة لقصف عنيف من قوات التحالف الدولي، وهجوم بري مستمر من قوات سوريا الديمقراطية الكردية، حيث يعاني المدنيين بالداخل من مطرقة التحالف وقوات "قسد" خارجيا، وتنظيم الدولة داخليا، وهو ما دعا الامم المتحدة لذلك، بعد تزايد الرأي العام العالمي، ضد المجازر التي يتعرض لها المدنيين هناك. w   بعد نجاحها في الحصول على ممرات طوارئ دولية من قبل هيئة الملاحة الجوية العالمية، اعلنت مجموعة "ملاحة" القطرية (حكومية)، إطلاق أول خدمة نقل مباشر للبضائع المبرَّدة بين قطر وتركيا؛ وهذا يمثل خطوة متقدمة في طريق كسر الحصار المفروض علي قطر، إذ يعني ذلك أن الحصار لم يعد يمثل مشكلة بالنسبة لقطر التي بدأت تجد بدائل للحفاظ علي أوضاع شعبها وتوفير كافة متطلباته بشكل دائم ودون الحاجة لدول الجوار العربي؛ كمن أعلنت قطر عودة سفيرها إلى ايران، بعد 20 شهراً من سحبه، عقب اقتحام السفارة السعودية في طهران، حيث تسعى قطر للضغط على السعودية من خلال التقارب مع ايران؛ وفي المقابل تقوم السعودية بتقديم دعم معنوي وسياسي للشيخ عبد الله بن علي آل الثاني كبديل محتمل لحكم الأمير تميم ووالده. w   التقى بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الصهيوني، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للمرة السادسة خلال سنتين، في منتجع سوتشي على البحر الأسود، في مهمة صعبة المنال، وهي إقناع بوتين بإخراج إيران و حزب_الله من تفاهمات وقف إطلاق النار التي تم التوصل إليها بين واشنطن و موسكو، ومنع تأسيس إيران جبهة عسكرية نشطة ضد إسرائيل في الجولان السوري، وعلي ما يبدو أن الحكومة الصهيونية قلقة من ترتيبات الأوضاع في سورية وتسعى لأن تصب مختلف التفاهمات في صالحها.  

تابع القراءة

المشهد من 18 إلي 25 أغسطس2017

المشهد السياسي المشهد المصري : w   أهالي جزيرة الوراق يتظاهرون رفضاً لترك منازلهم، ومن جانبها قررت النيابة إخلاء سبيل 8 من "الوراق"، حيث تحاول الحكومة تهدئة الأوضاع معهم مؤقتاً تمهيداً لهجمة جديدة منتظرة، تضعف من قوتهم، حتى يستسلموا لقراراتها في النهاية. w   في ضوء استمرار النظام في تأميم المجال العام واستنزاف المجتمع المصري وحيويته الاقتصادية، جاء التأميم هذا المرة بإسم التقنين، حيث أعلن المركزي، "تحفظه على 19 شركة جديدة، بحجة انتماء أصحابها لجماعة الاخوان المسلمين. وهو يأتي في ضوء حرص النظام على استمرار تجفيف تواجد جماعة الاخوان في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية للبلاد، بما يساعد أكثر في تحقيق استراتيجية النظام الراغبة في استئصال الجماعة واضعاف المجتمع. w   رئيس المجلس القومى لحقوق الإنسان: مد فترة الرئاسة لـ 6 سنوات غير دستوري، والسيسى لن يقبل، كما وصف المرشح الرئاسي السابق أحمد شفيق، محاولات مد الرئاسة، بأنها "تصرفات صبيانية، سيكون لها عواقب سلبية وخيمة" وهو الأمر الذي يوضح تواجد رفض داخل دوائر النظام وخارجه من الإقدام على تعديل الدستور لصالح بقاء السيسي. w   نشر موقع البوابة خبراً بأن هناك 15 مليون صوفى يبايعون "السيسى" مدى الحياة، ويأتي هذا في ضوء الدعاية الساعية لتعزيز ثقة المواطنين في السيسي، الا أنها تشير من ناحية أهم، الى حقيقة وأهمية التواجد الصوفي في الحياة السياسية، بما يجعل منه أداة مطية في يد كافة الأنظمة، حيث يكتفي الصوفيون باتاحة المجال أمام ممارساتهم وطقوسهم فقط، دون السعي للاشتباك مع السلطة، أو ممارسة السياسة. w   صرح المفتي بقول: لا يمكن تكفير "الدواعش" طالما نطقوا بالشهادتين، ويأتي هذا التصريح، في ضوء سعي شتي وسائل الاعلام والمثقفين، في محاولة دفع مؤسسة الافتاء والازهر، للخروج بفتوى تكفير لداعش، وهو الأمر الذي يرفضه الأزهر، بحجة الحفاظ على تماسك المجتمع من انتشار دعوات التكفير، حيث يرفض منهج الأزهر الوسطي، التوسع في استخدام التكفير. w   تعرض عقيد في دمياط لمحاولة اغتيال أمام منزله، حيث قام ملثمان، بتوجيه رصاصهم نحوه، إلا أنه استطاع النجاة منهم؛ كما توفي لواء بالمخابرات الحربية في حادث سير؛ كما أعلن الجيش قتل 5 ممن وصفهم "بالارهابيين"، كما أعلنت وزارة الداخلية، أنها قامت بتصفية، اثنين من عناصر "حسم" التي تصفها بالارهابية، بمنطقة وادي النطرون، بمحافظة البحيرة، إلا أن هناك تعليقات، تنتقد سياسات الشرطة التي وصفتها بالقتل خارج القانون، حيث قتلت اثنين عزل، بعد أن قامت باعتقالهما. المشهد الاحتجاجي: w   علّق عمال شركة مصر للغزل والنسيج «غزل المحلة» يوم الأحد الماضي إضرابهم عن العمل، الذي بدأوه قبل أسبوعين، بعد تعهد المفوض العام للشركة في منشور وقع عليه ستة نواب بالبرلمان عن مدينتي المحلة وسمنود، بالبت في طلبات العمال خلال أسبوع، وفي حالة عدم الاستجابة سيعود العمال للإضراب مجددًا. w   من ناحية أخرى، وللأسبوع الثالث على التوالي، واصل عمال شركة غزل شبين الكوم في المنوفية، خفض الإنتاج اليومي، لتنفيذ مطالبهم، وهي المطالب ذاتها التي اعتصم الآلاف من عمال غزل المحلة عن العمل بسببها. w   تجمع العشرات من حاجزي شقق الإسكان الاجتماعي منذ عام ٢٠٠٨ أمام ديوان عام محافظة كفر الشيخ، في مظاهره، احتجاجا على عدم تسلمهم شققهم حتى الآن، وأكدوا أنهم تعرضوا للعديد من الوعود الكاذبة من المسؤولين، ولم يتم تسليمهم الشقق حتى الآن. المشهد الاقتصادي والاجتماعي: w   بعد تزايد الاخبار والتقارير التي تؤكد عزم الدولة خصخصة السكك الحديدية، أعلن وزير النقل: لا "خصخصة " للسكك الحديدية، ومع ذلك ربما تشير توجهات الحكومة وسياساتها إلى وجود احتمالية كبيرة لخصخصة وسائل النقل المهترئة تلك، لاسيما مع رفض السيسي للاستثمار فيها من قبل، لذا وإذا لم تكن هناك نية حاليا، فربما تتواجد مستقبلياً. w   الكهرباء تتعاقد مع "فالكون "شركة الأمن" لتحصيل الفواتير، 15 ألف فرد للمرور على المنازل، حيث تحاول الدولة، استخدم شتى الطرق لجباية الأموال من المواطنين لسد العجز في ميزانيتها. w   بعد اذاعة فيلم استقصائي صحفي، كشف كوارث المستشفيات وأطبائها، في المتجارة بأعضاء البشر، حيث حدثت موجة احتجاجية استهجانية، من جانب عدد غير قليل على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث ردت وزارة الصحة على الفيلم قائلة: مستشفياتنا لا تتاجر بالأعضاء البشرية؛ وهناك أيضا حالة من الاستهجان بين المواطنين نتيجة غلاء أسعار الادوات المدرسية، حيث تزيد هذه المطلبات من أعبائهم المعيشية الصعبة بالأساس. مصر والخارج: w   قمة مصرية صومالية لتعزيز التعاون بين البلدين، حيث أعلن السيسي دعمه للجيش الوطني الصومالي، وعمله في اعادة تأسيس مؤسسات الدولة، وتطويرها، حيث يأتي ذلك في ضوء سعى مصر لتطوير علاقاتها الافريقية بالتركيز على الصومال بعد تنامي التوتر مع العلاقة مع السودان واثيوبيا. w   في محاولة لاحتواء الخلافات المتفاقمة مع السودان بحث وزير الدفاع صدقى مع نظيره السودانى التعاون بين البلدين، حيث أعلن الاخير، دعمه للشراكة مع القاهرة، كما أكد الأول، على رفضه أى اجراءات قد تعرقل العلاقة التاريخية بين البلدين. w   عن تزايد الدور المصري في سوريا، أكد وزير الخارجية المصري، حرص مـصـر على توسيع مناطق خفض التصعيد في ســوريا لإنقاذ المدنيين، مشددا على أن دور مـصـر سياسي ولا يمتد إلى المراقبة العسكرية. w   أصدرت الإدارة الأمريكية الأربعاء قرارًا بإلغاء مبلغ 95.7 مليون دولارًا من المنح والمساعدات المقدمة لمصر، بالإضافة إلى تأجيل صرف 195 مليون دولار، ضمن برنامج المساعدات العسكرية، بسبب ما وصفته وكالة «رويترز»، نقلًا عن مصادر في إدارة ترامب، بـ «فشل مصر في إحراز تقدم في احترام حقوق الإنسان والمعايير الديمقراطية». وعلى الرغم من أن السبب الظاهر مسألة حقوق الانسان، ولكن يبدو أن هناك أمورا أخرى بينها عدم الرضا الأمريكي عن أداء النظام المصري بشكل عام، وفي نفس الوقت رغبة الإدارة الامريكية في تقليل تلك الاعتمادات بشكل عام. w   في أول تصريح له، بعد إلغاء جزء من المعونة الامريكية عن مصر، السيسي يقول أن مصر حريصة على تعزيز علاقتها مع واشنطن، وأضاف أن تسوية القضية الفلسطينية ستضيف واقعا جديدا في المنطقة، في محاولة منه لتذكير ترامب وإسرائيل بدوره في هذا الملف الهام وكورقة  يستغلها للضغط على الادارة الامريكية للتراجع عن قراراها الأخير؛ من جانبها، علقت الخارجية على القرار الاخير بأنه: يعكس سوء تقدير للعلاقات الإستراتيجية، من ناحية اخرى، اعلنت وزارة الخارجية الامريكية في بيان لها، أن مصر كانت على علم مسبق، بقرارها حول المساعدات.

تابع القراءة

المشهد السياسي (10 إلى 17 أغسطس 2017 )

المشهد الأسبوعي المشهد المصري: المشهد السياسي: w   اقتراح برلماني بتعديل 6 مواد بالدستور، ومد الفترة الرئاسية إلى 6 سنوات؛ وهو ما ترافق مع تمهيد إعلامي لهذه الخطوة، خاصة مع تصريحات رئيس مجلس النواب، علي عبد العال، وتصريحات رئيس مجلس إدارة مؤسسة "أخبار اليوم" ياسر رزق، الداعية إلى اتخاذ نفس المسار. بالطبع النظام لا يعتبر مسألة تعديل الدستور هو الطريق الوحيد لتخطي عائق الانتخابات الرئاسية في أول 2018، لكن يعتبره أحد السيناريوهات المحتملة للتعامل مع العملية الانتخابية المنتظرة. من جهة أخرى مسألة تعديل الدستور مسألة حتمية للنظام الحالي، حتى بعد انتهاء الانتخابات الرئاسية بفوز السيسي، لأنها الطريقة الوحيدة لبقاء السيسي في السلطة، حيث لا يسمح له الدستور بالبقاء في السلطة أكثر من فترتين رئاسيتين. w   تواضروس: السيسي يعمل من أجل مصر ويستمد قوته من الله. المؤسسات القديمة ومراكز القوى التقليدية والمحافظة القائمة تعلم أن بقاء السيسي على سدة السلطة مسألة حتمية للإبقاء على الاستقرار الحالي حتى ولو كان هشاً، والحفاظ على النفوذ والمصالح والمكاسب التي جرى حيازتها خلال سنوات ما بعد الثورة، وأن التغيير الوحيد المقبول هو التغيير القادم من داخل الدولة العميقة نفسها، لذلك ستظل هذه المؤسسات داعمة للنظام حتى النهاية. w   تعطل حركة قطارات الصعيد بسبب خروج قطار ركاب عن القضبان فى المنيا، وتعطل قطار "القاهرة ـ أسوان" 9 ساعات بعد تكرار تغيير جراره بسبب أعطال فنية، كذلك خروج عربتين بقطار 48 عن القضبان بخط "طنطا – سمنود"، وأيضاً حادث تصادم قطارين بمدينة الإسكندرية، مما يسفر عن مقتل 49 شخصاً، وإصابة 132 آخرين. في ذات السياق صرح وزير النقل أن تكلفة تطوير الكيلو الواحد لقضبان السكة الحديد 21 مليون جنيه، فيما أقترح برلماني بإسناد إدارة السكة الحديد للجيش، بينما طالب آخر بإسناد هيئة السكة الحديد لشركات استثمار عالمية. حوادث القطارات التي تفاقمت خلال الاسابيع الأخيرة بشكل غريب تكشف بالتأكيد عن فشل وفساد مستشري، ولكن قد تستغل من جهة أخرى في التمهيد لأحد اختيارات ثلاث؛ أما خصخصتها لصالح مستثمرين، وإما إسناد إدراتها للمؤسسة العسكرية، وإما رفع اسعار الخدمة (التذاكر). المشهد الاقتصادي: w   أكد البنك المركزي المصري أن الدين الخارجي للبلاد ارتفع إلى 73.8 مليار دولار في مارس 2017. كما زاد الدين العام المحلي إلى 3.073 تريليونات جنيه (172 مليار دولار). ليكون مجموع الدين العام على الدولة المصرية 245.8 مليار دولار. في السياق ذاته وصول معدل التضخم الحالي لـ 34.2%، وهو الأعلى الذي تشهده مصر في تاريخها على مدى 100 سنة ماضية. الأزمات الاقتصادية المتتالية تكشف عن عمق الأزمة الاقتصادية التي يعانيها الاقتصاد المصري، والتي لا تكبل النظام الحالي وفقط، بل تجعل فرص أية نظام آخر (جديد) في تحقيق التنمية على المدى القريب – أو حتى المتوسط – ضعيفة للغاية أو شبه معدومة، ومن جهة أخرى تزيد من سوء أوضاع المجتمع خاصة طبقاته الفقيرة والمتوسطة، دون أفق واضح للتحسن.   المشهد الأمني: w   أعلنت وزارة الداخلية مقتل 3 أشخاص بينهم اثنين من المتورطين في استهداف شرطيين في المنوفية، وذلك في تبادل لاطلاق الرصاص؛ من جهة أخرى قضت المحكمة العسكرية، بمعاقبة 12 متهمًا بالسجن المؤبد و10 سنوات للمتهم الثالث عشر في أحداث حرق كنائس ومدارس بالمنيا، بينما قضت بمعاقبة 16 متهمًا بالسجن المشدد 10 سنوات ومتهما آخر بالسجن لمدة عام، بينما برأت 5 آخرين في اقتحام قسم شرطة دير مواس. الدولة المصرية تصر على تجذير المساحات بينها وبين المجتمع، وتعميق العداء بين الجانبين، بما يعرقل أية محاولات للتقريب بين الطرفين، أو معالجة نقاط الخلاف بينهم؛ وذلك من خلال تجييش سلطاتها الثلاث، ومختلف مؤسساتها، في صراعاتها مع مجموعات المعارضة ومجموعات المتضررين من السياسات القائمة، بما يزيد من رفض المواطنين لمنظومة الدولة كلها، والسعي للبحث عن المخرج من المأزق الراهن في بنى ومؤسسات جديدة، مع رفض منظومة الدولة الوطنية برمتها. w   مقتل ضابط ومجند وإصابة آخرين بتفجير في سيناء؛ مقتل ضابط شرطة و3 مجندين برصاص مسلحين في سيناء؛ مقتل أمين شرطة ومجند وإصابة 6 آخرين في تفجير عبوة ناسفة بالعريش. الفشل الأمني يتواصل في شمال سيناء، وتحول المنطقة إلى ساحة حرب أصبح بادياً للعيان، ومسألة التهجير والهجرة وتمزيق النسيج المجتمعي القائم هناك يجري بسرعة كبيرة، وهو ما يمهد إما إعلان فشل الدولة في سيناء، أو استخدامها في تنفيذ مشروع اقليمي أكبر يقضي بتسكين فلسطينيين في سيناء تمهيد لمعالجة القضية الفلسطينية بصورة نهائية. المشهد الحقوقي: w   مؤسسة حرية الفكر والتعبير ترصد في تقريرها ربع السنوي عن حالة حرية التعبير في مصر للربع الثاني من عام 2017م؛ 108 انتهاك لحرية الصحافة والإعلام، و169 انتهاك لحرية التعبير الرقمي، و44 انتهاكا لحرية الإبداع؛ كما وثقت مؤسسة عدالة لحقوق الإنسان بالتعاون مع مركز الشهاب لحقوق الإنسان أبرز الانتهاكات والجرائم، التي ارتكبها النظام المصري خلال أربع سنوات منذ 3 يوليو 2013 وحتى 3 يوليو 2017؛ وبحسب التقرير بلغت حالات التعذيب خلال الأربع سنوات (1230)، والقتل خارج نطاق القانون (2441)، والقتلى من النساء (100)، وإخفاء قسري لنساء (15)، وإجمالي من تعرضوا للاعتقال (60000 سجين)، واعتقال بحق الأطفال (3000 طفل)، واعتقال نساء (2000)، ونساء معتقلات حتى الآن (31)؛ وبلغت الانتهاكات ضد صحفيين (793)، وإغلاق قنوات فضائية (10)، وغلق ومداهمة مكاتب مؤسسات إعلامية (12)، وفصل صحفيين تعسفا (30)، ومحاكمة عسكرية لصحفيين (6)، ومساجين من الصحفيين (100)، وقتل صحفيين خارج نطاق القانون (9)، واقتحام الجامعات لفض تظاهرات وقمع الطلاب (160 مرة)، وقضاة تم عزلهم من مناصبهم (44)، وإنشاء سجون جديدة (21)، ليصل عدد السجون إلى 66 سجنا، بحسب التقرير. النظام يواصل قمعه ومحاولته للسيطرة على المجال العام وتأميم السياسة واعتماد العسكرة نسق حاكم للتفاعلات بين الدولة والمجتمع، وهو ما يجعل مسألة الانفجار الشعبي مسألة وقت وتنسيق بين الأطراف الفاعلة التي يمكن أن تقود حركة الاحتجاج ومساعي التغيير. مصر والعالم: w   العراق يراجع صفقة تسليح مع مصر، كما يزور الصدر القاهرة بعد زيارته السعودية والإمارات. التقارب المصري الراهن مع القوى (الشيعية) في المنطقة جزء من سياسات سعودية إماراتية جديدة تجاه الصراع السني الشيعي في المنطقة، والقاهرة جزء من هذا الاتجاه الجديد، وبالتالي لا تكشف تحركات القاهرة عن استقلال مصري في مواجهة حكومات الخليج ومحاولة للاستفادة من صراعهم مع القوى الشيعية، بقدر ما يكشف عن مواقف مشتركة وتنسيق بين الطرفين. w   أكدت الحكومة الإثيوبية، أنها انتهت من 60% من أعمال بناء "سد النهضة" على نهر النيل. اثيوبيا تواصل بناء السد دون أية اعتبار للمصالح المائية المصرية، في حين يقف النظام المصري عن التعاطي الايجابي مع الأزمة. w   وفد ممثلي الفصائل الفلسطينية بالقاهرة ناقش فتح معبر رفح وفق آلية جديدة، في غياب ممثلين عن حركة فتح. الامارات تسعى جاهدة لإعادة ترتيب البيت الفلسطيني من الداخل بمساعدة القاهرة، وهي سياسات مرفوضة بالطبع من قادة حركة فتح الذين…

تابع القراءة

تساؤلات حول السياسة الامريكية

الولايات المتحدة واسئلة بشأن محاولاتها فك الحصار عن قطر تكتنف السياسة الأمريكية بشأن الحصار المفروض علي قطر حالة من الغموض تشبه تلك التى اتبعتها الولايات المتحدة في تعاملها مع بدايات الازمة السورية، إذ لم تحرص الولايات المتحدة علي اتخاذ موقف واضح وصريح بالرغم من المجازر البشرية التى يرتكبها نظام بشار الاسد ضد الشعب السوري، والتى اتضحت بعد ذلك انها كانت مواقف مقصودة الهدف منها اتاحة المجال لكافة الاطراف لاستنفاذ قواهم حتى تصبح عملية تقسيم سورية واقع وحقيقة لا يستطيع طرف التصدي لها، وهو نفس السيناريو المتبع فيما يتعلق بأزمة قطر والحصار المفروض عليها، إذ تثور العديد من التساؤلات حول حقيقة الدور الامريكي، وهل الولايات المتحدة بما لها من نفوذ لدى السعودية والامارات غير قادرة علي اجبار تلك الدول علي فك هذا الحصار، والعكس اليس بمقدورها الضغط علي قطر للرضوخ للاملاءات الخليجية، وما الذي يدفعها للقبول بالحلول الوسط التى تبقى الامور مكانها دون حلحلة، إلي غير ذلك من الاسئلة التى تثير الشكوك حول الموقف الامريكية بشأن الحصار المفروض علي قطر. والواضح من السياسات والتحركات الامريكية أن الولايات المتحدة تملك استراتيجية وخطة تسير وفقها، وأن تحركاتها والمحاولات التى تجريها لفك الحصار إنما تسير وفق اجندة خاصة مرسومة، فهذه التحركات ليست عشوائية، ولا تهدف في النهاية الي فك الحصار، إذ ليس من مصلحة الادارة الامريكية الحالية انتصار قطر في صراعها مع بقية الدول الخليجية خاصة الامارات الحليف الاستراتيجي للولايات المتحدة في منطقة الخليج، وإنما تهدف إلي تحقيق عدة أمور في غاية الاهمية منها: أولاً: استنزاف قدرات الدول الخليجية واشغالهم بصراعاتهم الداخلية من اجل الضغط عليهم لتحقيق اجنداتها السياسية في المنطقة وخاصة في مناطق الصراع المختلفة سواء في سورية او العراق او اليمن او حتى ليبيا. ثانياً: استنزاف القدرة المالية لدول الخليج خاصة قطر التى رفضت ان تدفع الجزية الامريكية مثلما فعلت السعودية التى قدمت لترامب مئات الملايين من الدولارات في صفقات سلاح واستثمارات مختلفة من أن أجل ان تحوز الرضا الامريكي. ثالثاً: اطالة الصراع إلي اطول فترة ممكنة حتى ينتهي الصراع الامريكي الداخلي ما بين ترامب وافراد ادارته وما بين الكونجرس ووسائل الاعلام الامريكية التى تتهم روسيا بالتدخل في الانتخابات الامريكية لصالح ترامب، تلك الاتهامات التى قد تفضي الي اقالة ترامب من منصبه. رابعاً: اختيار الوقت المناسب لوضع نهاية للدور القطري في الصراعات الدائرة في المنطقة، وقد يكون ذلك مرتبط بالدور الذي تقوم به جماعات الاسلام السياسي في دول الربيع العربي، والتى تملك قطر اوراق تواصل معها، وهو ما قد تحتاجه الولايات المتحدة خلال اي فترة من الفترات القادمة خاصة وان مستقبل الانظمة الديكتاتورية البديلة التى سطت علي ثورات الربيع العربي لاتزال علي المحك، فإذا تيقنت الولايات المتحدة من نهاية الدور السياسي لتلك الجماعات ونجاح الامارات ومصر في القضاء علي تلك الجماعات فقد تضع النهاية لقطر وتسمح لدول الحصار بانهاء دورها في المنطقة. لذلك يتوقع ان تستمر تلك الازمة لفترة من الزمن، علي أن تتحدد نهايتها علي وقع التغييرات الدراماتيكية التى تشهدها المنطقة، وإن كان الواضح ان تبعات تلك الازمة ستطول ليس فقط بل كافة الدول الخليجية بما في ذلك الامارات والسعودية، لذلك ما لم تحكم السعودية لغة العقل وتسرع في فك ذلك الحصار فإن العواقب ستكون وخيمة علي المنطقة بأسرها.    

تابع القراءة

المشهد السياسي في 10أغسطس

  المشهد الأسبوعي من 3 الي 10 أغسطس المشهد المصري: w   شهدت محافظتي قنا وسوهاج هذا الأسبوع عمليتين إرهابيتين نتج عنهما مقتل أمين شرطة بسوهاج وضابط بقوات الأمن المركزي بقنا، حيث لا يفصل بين العمليتين سوى بضع أيام وهو ما ينذر بوجود توجه لدى المجموعات المسلحة بالنشاط في صعيد مصر خلال الفترة المقبلة. w   شهدت مدينة قويسنا بمحافظة المنوفية مقتل اثنين من أمناء الشرطة في اشتباكات مع مسلحين، حيث أعلن محافظ المنوفية أن الاشتباكات لاعلاقة لها بالإرهاب وإنما كانت خلال مهاجمة وكر لتجار المخدرات. w   على الصعيد الاقتصادي، توصلت وزارة الزراعة لاتفاق مع الصين لتصدير البلح المصري لها لأول مرة، بالإضافة إلى إجراء مباحثات مع الجانب الاسترالى لفتح سوق جديد، كما أعلنت أن محصول القطن لهذا العام هو الأقل منذ عهد محمد علي حيث لم يتعدى 700 ألف قنطار فقط. w   دخل عمال شركة غزل المحلة في اضراب عام بسبب عدم صرف العلاوة التي أقرتها الدولة بواقع 10% للعاملين بالقطاع العام، مع جواز منحها للعاملين بقطاع الأعمال العام، وتعديل قيمة بدل الغذاء أسوة بالشركات الأخرى، وسوء أداء اللجنة النقابية والنقابة العامة للغزل والنسيج، فيما يتعلق بموضوع العلاوة الخاصة، ولايزال الإضراب قائماً حتى الآن ويرفض العمال العودة للعمل قبل تحقيق مطالبهم ويهددون بالتصعيد في حال استمرار الإدارة على عودتهم للعمل كشرط مسبق للنظر في مطالبهم. w   من جهة أخرى نشرت الجريدة الرسمية قراراً جديداً للحكومة بعدم اصدار بطاقات التموين لمن يزيد دخله عن 1500 جنيه من العاملين بالقطاع الحكومي والخاص، وعن 1200ج للمحالين على المعاش، وقد أثار هذا القرار غضباً شعبياً على مواقع التواصل الاجتماعي إلى جانب الغضب من قرار زيادة أسعار تذاكر النقل العام يوم الجمعة الماضي، فضلاً عما أثاره خبر وفاة الطفلة جنى التي رفضت مستشفى سرطان الأطفال استقبالها من غضب شديد على مواقع التواصل. w   صدق السيسي على قانون الهيئة الوطنية للانتخابات بعد اقرار البرلمان للقانون، ومن ثم ينتهي العمل تماماً باللجان العليا للانتخابات التي كانت تمثل الاشراف القضائي على الانتخابات لتحل محلها هذه الهيئة التي تحتوي على قاضيين فقط من قضاة مجلس الدولة، ويثور الجدل في مجلس الدولة حول المرشحين من قضاة المجلس لعضوية الهيئة، حيث ذكرت مصادر أن الاختيار سيتجاوز قاعدة الأقدمية لرفض الجهة المسئولة عن التعيين شخصية القاضيين المؤهلين للمنصب وفقاً للقانون وبالتالي سيتم تجاوزهما وتعيين قاضيين أحدث منهما، وهو ما سيسبب أزمة جديدة بمجلس الدولة يسعى رئيس المجلس لحلها. w   أوصت هيئة المفوضين بالمحكمة الإدارية العليا برفض طعن المستشار هشام جنينه على قرار عزله من منصبه، وكان جنينه قد تقدم بطعن لمجلس الدولة يرفض فيه قرار عزله بحجة مخالفته للقانون. w   ظهرت في هذا الأسبوع رسائل من القيادات الإخوانية في السجون أبرزها تمسك الدكتور محمد مرسي بحقه الشرعي كرئيس لجمهورية مصر العربية وذلك على الرغم من الضغوط الهائلة التي يتعرض لها، كما أكد الأستاذ أحمد عارف الناطق الرسمي باسم الاخوان على ضرورة الثبات والتمسك بالحقوق وعدم استعداد المعتقلين لتقديم أية تنازلات داعياً لوحدة الصف والثقة بالقيادة وتجاوز الخلافات. w   صدق السيسي على القانون الذي أقره البرلمان بغرض تنظيم العمل في سوق الغاز، وهو الذي يسمح لشركات القطاع الخاص باستيراد الغاز من الخارج، الأمر الذي أثار مخاوف المراقبين بشأن قيام هذه الشركان باستيراد الغاز من كل من اسرائيل وقبرص اللتان تنازعان مصر بعض حقول البترول، وترى الحكومة أن القانون يخفف العبء عن قطاع البترول ويشجع الاستثمار في هذا القطاع. مصر والعالم w   تقدم السيسي بمبادرة للمصالحة الوطنية في فلسطين قبلتها حماس واعترض عليها عباس، حيث تضمنت المبادرة ستة بنود تتعلق بحل مشاكل قطاع غزة وتنظيم انتخابات عامة ورعاية مصر للحوار بين الطرفين، وقد رفض محمود عباس هذه المبادرة مكلفاً رئيس مخابراته بتقديم مبادرة جديدة تمثّل شروطاً سابقة وضعها عباس على حماس. w   تسلمت مصر الغواصة الألمانية الثانية التي تم ضمها للعمل بالقوات البحرية المصرية، وقد أولى الإعلام المصري اهتماماً كبيراً بهذه الصفقة وهي تعكس توجه الدول الغربية لدعم الجيش من أجل ضبط المنطقة والحفاظ على استقرار الأوضاع فيها، ولا شك أن الصفقات العسكرية الضخمة تكون على حساب الانفاق العام على الخدمات مثل الصحة والتعليم ومستويات المعيشة التي تتدهور بشكل متسارع. w   قام خليفة حفتر بزيارة للقاهرة التقى خلالها رئيس الأركان المصري وبعض المسئولين المصرين بهدف التنسيق والتعاون فيما يتعلق بالأوضاع في ليبيا من أجل تسوية الأوضاع وانهاء الصراع والتطرف في ليبيا من أجل أن تكون قوة إقليمية داعمة للاستقرار في المنطقة. w   من جهة أخرى، تواصل الكويت جهودها الهادفة للوساطة بين أطراف الأزمة الخليجية القطرية، وفي هذا السبيل بعث أمير الكويت رسالة خطية للسيسي سلمها له وزير الخارجية الكويتي في زيارته الأخيرة لمصر، وأعرب السيسي عن تقديره لجهود الكويت وتجاوبه معها معرباً عن أمله في استجابة قطر لشواغل دول الحصار. w   تقوم القوات المسلحة المصرية بالتضييق على المواطنين السودانيين بمثلث حلايب واعتقال العشرات منهم وتغيير ملامح البيوت السودانية إلى ملامح مصرية، وهو الأمر الذي أثار غضباً سودانياً انتقل إلى وسائل الإعلام دون رد فعل رسمي سوداني؛ ويكشف ذلك عن زيادة التوتر ما بين مصر والسودان في مثلث حلايب وشلاتين بعد قرار القاهرة صرف ما يقرب من مائة مليون لتغيير هوية المدينة وذلك تحت مزاعم التطوير، والواضح أن هناك عدة أهداف وراء استفزاز السودان بهذا الشكل، منها زيادة الضغط علي حكومة الخرطوم بسبب موقفها الداعم لقطر، والرغبة في اضعافها حتى يسهل علي القاهرة والامارات تهريب السلاح إلي حفتر في ليبيا، وقد يأتي ذلك ايضا في اطار الحرب التى تخوضها الامارات ومصر ضد الحركات الاسلامية ذات  المرجعية الشاملة. w   انعقدت في الخرطوم فعاليات الاجتماع الوزراي لوزراء مياه دول الحوض النيل الذي غابت عنه مصر بسبب تجميدها عضويتها في مبادرة حوض النيل، ويعكس ذلك فشلاً مصريا في التوصل لحل أو تسوية مع دول الحوض الأمر الذي دفع القيادة المصرية لعدم حضور الاجتماع الذي سيكون بلا جدوى، كما يعكس توتراً حاداً في العلاقة مع السودان قد تكون أحد دوافع غياب مصر عن الاجتماع المنعقد في الخرطوم. w   وافق السيسي على إنشاء شركة تنمية رئيسية مشتركة بين الهيئة العامة الاقتصادية لمنطقة قناة السويس، ومجموعة موانئ دبي العالمية، لتقوم بتنفيذ مشروعات في منطقة قناة السويس، يذكر أن الإمارات كانت قد عارضت قيام مصر بشكل مستقل بتنمية ميناء قناة السويس حتى لاينافس موانئ دبي ويؤثر في إيراداتها، وما يبدو حالياً أن التنمية ستتم بشراكة إماراتية تضمن لها أرباحاً كبيرة. المشهد الاقليمي والدولي: w   أعلنت قطر مؤخراً قرارين هامين بهدف تسهيل دخول المواطنين من الدول المختلفة إلى قطر وتشجيعهم على الإقامة فيها، حيث أعلنت منح حق الإقامة الدائمة لفئات معينة من غير القطريين الذين ترى الدولة كفائتهم وأهليتهم لتقديم خدمات كبيرة للدولة،…

تابع القراءة

قراءة في تطورات الحصار المفروض علي قطر

قراءة في تطورات الحصار المفروض علي قطر شهدت الأزمة القطرية العديد من التطورات هذا الاسبوع، حيث اجتمعت دول الحصار ورؤساء الاجهزة المخابراتية في المنامة لتدارس العقوبات المفروضة علي قطر، وذلك في إطار اللقاءات الدورية التى يتم عقدها للنظر في المواقف القطرية من الحصار وتحديد الشكل المستقبلي للتعامل مع تلك الأزمة. وقد كان الملاحظ علي لقاء هذا الشهر عدة أمور في غاية الاهمية منها: 1-  عودة دول الحصار إلي مطالبة قطر بتنفيذ البنود الثلاث عشر التى سبق وان استبدلتها بستة بنود أخرى في اللقاء قبل الماضي، الامر الذي يثير العديد من التساؤلات حول هذا التراجع ومسبباته، خاصة وأنه يأتي بعد أيام من نجاح الشعب الفلسطيني في القدس المحتلة بفك الحصار المفروض علي المسجد الاقصى، وطلب رئيس الوزراء الصهيوني وقف بث قناة الجزيرة بزعم انها تحرض علي العنف، ما يعني أن تلك الدول تحاول استغلال الغضب الصهيوني علي قطر والجزيرة لاعادة المطالبة بغلق قناة الجزيرة وكافة الوسائل الاعلامية التى تمثل مشكلة لتلك الانظمة وللكيان الصهيوني علي حد سواء، كما يعكس ذلك ايضا مدى التنسيق الكبير ما بين دول الحصار والكيان الصهيوني، ومحاولة الطرفين كسر ارادة الامة وتركيع الانظمة المعارضة لسياساتهم وعلي رأسها تركيا وقطر. 2-  وجود رغبة إماراتية – مصرية في استمرار الحصار مهما كانت النتائج والتحديات، لأن الفشل في هذه الخطوة يعني فشل غالية الخطط والاستراتيجيات الاماراتية الخاصة بمستقبل المنطقة، فضلا عن ان ذلك يعد انتصارا لقطر التى تحاول الامارات القضاء علي دورها في المنطقة. 3-  ضعف الدور السعودي وسيره في فلك الامارات بشكل بات يسيء الي المملكة التى حولت سياساتها وبدأت تحاول التقارب مع الشيعة لتهدئة الاجواء علي حدودها وفي داخلها بدلا من تقوية دورها ووضع حد للتغلغل الشيعي في المنطقة، وهذا ما بدا بعد زيارة مقتدي الصدر ووزير الداخلية العراقي الي المملكة بالرغم من اتهاماتهم السابقة للمملكة بنشر الفوضى في المنطقة. 4-  افتقاد السعودية ممثلة في ولي العهد الجديد لبوصلة التهديدات الحقيقية للمملكة والمنطقة، يجعلها تواصل السير خلف الامارات في معاداة قطر بالرغم من تأثير ذلك السلبي علي المنطقة وعلي الامن والاستقرار فيها، وذلك بالرغم من الانتقادات المتزايدة الصادرة عن افراد داخل الاسرة المالكة السعودية للامارات ولمحمد بن زايد. 5-  افتقاد الثقة في امكانية الضغط علي قطر واجبارها علي الرضوخ للمطالب الخليجية، ولذلك لا ضير من وجهة نظر الدول المحاصرة في الاصرار علي تتنفيذ كل المطالب، حتى يبدو وكأنهم يمضون قدما ولا يتراجعون عن مواقفهم في العموم، لعلهم يستطيعون تحقيق اي تقدم علي الصعيد السياسي. وفي الواقع أن الامارات والسعودية باتتا فاقدتين للرؤية وتسيرا بشكل يضر الامن والاستقرار في المنطقة، فحسب اغلب الخبراء ما تقوم به الرياض وأبوظبي سيعود بالسلب علي  الخليج بأكمله بالعواصف. فالهجوم على قطر سيُزعزِع الشرق الأوسط بصورةٍ أكبر، ويزعج العديد من أقرب حلفاء واشنطن. وسينتهي المطاف بالسعوديين والإماراتيين في مأزقٍ عالمي، وسيجدوا انفسهم في عزلة أكثر من قطر، فضلا عن الاساءة الكبيرة لصورتهم شعبيا ورسميا علي مستوى العالم، وإن كان يتوقع أن يستغرق الحل النهائي بعض الوقت.ولن يفيد ذلك أحداً، سوى إيران التى تحاول المملكة تملقها في الفترة الاخيرة.    

تابع القراءة

الخلافات الروسية الامريكية وتأثيرها علي العلاقات بين القطبين

الخلافات الروسية الامريكية وتأثيرها علي العلاقات بين القطبين ازداد تدهور العلاقات الاميركية الروسية، المتوترة بسبب النزاعات في اوكرانيا وسوريا، بعد اتهامات بتدخل روسيا في الانتخابات الرئاسية التي أوصلت ترامب إلى البيت الأبيض وفتحت واشنطن تحقيقا بشأنها. وبعد تصويتين بإجماع شبه تام الاسبوع الفائت في مجلسي الكونغرس الاميركي أُقرت عقوبات اقتصادية جديدة على موسكو، ردت عليها روسيا بفرض تقليص كبير لعدد العاملين في البعثات الدبلوماسية الأميركية على أراضيها من دبلوماسيين او موظفين فنيين. وقد وافق مجلس الشيوخ الأمريكي بأغلبية ساحقة على فرض عقوبات جديدة ضد روسيا وإيران وكوريا الشمالية رغم اعتراضات الرئيس دونالد ترامب على التشريع. ومع استمرار التصويت أيد المجلس التشريع بواقع 76 صوتا مقابل صوت واحد. وسيرسل مشروع القانون الآن إلى البيت الأبيض ليتخذ ترامب قرارا إما بتوقيعه أو رفضه. وقد تصاعدت المواجهة بين روسيا والولايات المتحدة الاثنين بعد تبادل عقوبات جديدة بدت بمثابة ضربة شديدة لآمال التقارب التي أثارها انتخاب دونالد ترامب رئيسا. ولا يترك اعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاحد بوجوب مغادرة 755 دبلوماسيا اميركيا الاراضي الروسية، في إجراء غير مسبوق، أي مجال للشك. وقال بوتين إن التحقيقات في اتهامات بتدخل روسيا في انتخابات الرئاسة الأمريكية مجرد عرض من أعراض الهيستريا المتزايدة المناهضة لروسيا في الولايات المتحدة. كما انتقد الرئيس الروسي التحقيق المكثف في تدخل روسي محتمل في انتخابات الرئاسة الاميركية قائلا انه يشهد على “ازدياد الهستيريا المعادية للروس” في واشنطن. واضاف “من المؤسف ان يتم التضحية بالعلاقات الروسية الاميركية في سبيل حل قضايا سياسية داخلية” مشيرا الى “المعركة بين الرئيس دونالد ترامب وخصومه السياسيين”. وختم بوتين ان الدولتين اللتين تعملان بشكل منسق “يمكن ان تحلا مشاكل صعبة جدا في شكل اكثر فعالية”. وفي الواقع وحسب مقال تحليلي نشرته “فورين بوليسي” للباحث “مايكل سينغ” وهو زميل أقدم في زمالة “لين- سويغ” والمدير الإداري في معهد واشنطن قد يُلقي الشبح الروسي بظلاله على رئاسة ترامب، ومعها تحالفات أمريكا العابرة للأطلسي، وسيواصل هذا الشبح القيام بذلك دون إجراءات حاسمة. وبالتالي، لا بدّ من اتخاذ ثلاث خطوات: أولاً: يتعين على إدارة ترامب التوصّل إلى تقييم واضح لدوافع روسيا وأهدافها واستراتيجيتها، من أجل إطلاع صناع الساسة الأمريكيين عليها. ففي ظل رئاسة بوتين تُعتبر روسيا قوة تعديلية [استرجاعية]، غير راضية عن وضع العالم الراهن، ولكنها تتطلع إلى إعادة تشكيل النظام الدولي من أجل مصلحتها الخاصة. ويعني ذلك استعادة القوة الروسية إلى أمجادها السابقة وسط انتقام موسكو على طول الطريق من أي ازدراء بها سواء أكان فعلياً أو من نسج الخيال. ويعني ذلك أيضاً تقليص الدور الأمريكي في النظام الدولي – لأن بوتين يبدو وكأنه يلقي نظرة خاطئة على العالم، بتقليله من الدور الأمريكي في النظام الدولي. ومع ذلك، فبسبب جميع هذه التطلعات، لا تزال روسيا ضعيفة اقتصادياً ودبلوماسياً، وبالتالي يجب أن تبحث عن فرص لاغتنامها ونقاط ضعفها لاستغلالها – على سبيل المثال، الإهمال الغربي لسوريا أو اضمحلال وفساد دول مثل أوكرانيا. ثانياً: بعد الانتهاء من هذا التقييم، يتعيّن على ترامب رسم مسار واضح وحاسم للسياسة الأمريكية تجاه روسيا. فليس هناك أي ضرر في إشراك موسكو دبلوماسياً أو حتى في البحث عن مجالات تعاون بين البلدين. لكن على الولايات المتحدة توخّي الحذر في خضم ذلك، فلا بدّ من أن تحدّد ما تريده من هذه المشاركة وأن تحرص على ضمان ميزة لها مسبقاً. وكما هو الحال مع الخصوم الآخرين، تتطلب استراتيجية روسيا الشاملة معارضة الولايات المتحدة من أجل المعارضة. وبالتالي، فمهما كانت التقاربات التكتيكية بين البلدين، فإنهما سيبقيان، على الأقل في الوقت الحاضر، على طرفي نقيض على الصعيد الاستراتيجي. ثالثا: ينبغي على استراتيجية الولايات المتحدة تجاه روسيا أن تتصدّى لاستراتيجية موسكو تجاهها لا أن تعكسها. ويجب على واشنطن أن لا تركّز على الحد من النفوذ الروسي – الضئيل في معظم المناطق – بحدّ ذاته، كما يجب ألّا تعمل بذهنية بوتين القائمة على مبدأ [معركة] محصلتها صفر. وبدلاً من ذلك، يتعين على الولايات المتحدة ردع موسكو من خلال عدم منحها أي فرصة سهلة للتدخل، لا سيما في أوروبا، وضمان ليس فقط عدم تحقيق عملياتها الحالية في أوكرانيا وسوريا أي مكاسب، بل تكبدها تكلفة استراتيجية باهظة أيضاً. وسيكون ردع روسيا في الفضاء السيبراني [الإنترنت] أكثر صعوبة لكنه على نفس القدر من الإلحاح أيضاً، لمنع تكرار تدخلها في الانتخابات الأمريكية. ويُعتبر اتخاذ موقف حازم تجاه هذه المسألة الأخيرة مهماً بشكل خاص بالنسبة لترامب. وقد يخشى أن يصبح ذلك سلاحاً مشهراً في وجهه، ولكن في الواقع، من شأن إصدار أوامر بمراجعة التدخل الروسي وتعزيز الدفاعات الأمريكية للتصدي لمثل محاولات تخريب كهذه، أن يكونا مؤشرين على القوة والثقة. وبالنسبة إلى أي إدارة أمريكية، سيطرح التعامل مع روسيا وغيرها من الخصوم الذي يتحلّون بالجرأة والقوة، مشكلةً كبيرة. أما بالنسبة إلى إدارة ترامب، فيكتسي تخطي هذا التحدي أهميةً خاصة إذا كانت تأمل في استعادة السيطرة على أجندة السياسة الخارجية الخاصة بها. وقال نيكولاي بتروف من المدرسة العليا للاقتصاد في موسكو ان “الاجراءات التي اتخذتها روسيا تعكس توسيعا وتعزيزا للمواجهة مع الولايات المتحدة”. وأضاف المحلل السياسي ان “روسيا لا تملك قدرا كبيرا من الموارد الاقتصادية والعسكرية للرد بعقوبات، لكن روسيا قادرة على إلحاق الضرر بالولايات المتحدة على مستوى السياسة الدولية”، مشيرا إلى احتمال وقوع “هجمات معلوماتية جديدة”. كذلك اعتبر المحلل السياسي فيكتور اوليفيتش في صحيفة إيزفستيا الموالية للكرملين ان عقوبات الكونغرس الاميركي “بددت آمال موسكو بتطبيع سريع”. من جهتها أوردت صحيفة فيدوموستي الليبرالية ان “آمال تحسن العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة انهارت حتما” متحدثة عن “مستوى جديد في حرب العقوبات (…) يهدد بإلحاق خسائر بروسيا اكبر من تلك التي ستطاول الولايات المتحدة”.    

تابع القراءة

دلالات زيارة الصدر للسعودية وتاثيرها علي العلاقة مع ايران

دلالات زيارة الصدر للسعودية وتاثيرها علي العلاقة مع ايران في الوقت الذي تفرض فيه السعودية والامارات حصارا خانقا علي قطر وتطالبه فيه بتخفيض حجم العلاقات مع ايران، فوجأ الرأي العام العربي ولي العهد السعودي يستقبل المرجع الشيعي مقتدي الصدر ووزير الداخلية العراقي في الرياض، هذا في الوقت الذي يحرص فيه وزير الخارجية السعودي خلال قمة منظمة المؤتمر الاسلامي المنعقدة في استانبول علي ان يلتقى بوزير الخارجية الايراني ويتبادل معه التهاني، الأمر الذي يعكس حالة من التناقض الشديد الذي تعيشه السياسة السعودية علي الصعيدين الداخلي والخارجي علي حد سواء. فالواضح من سياسات ولي العهد الجديد محمد بن سلمان أن  هناك حالة من التخبط وعدم الوضوح في الرؤى والتوجهات السعودية، إذ علي الرغم من حالة العداء المعلنة ما بين المملكة وإيران، نلحظ حرص علي تهدئة الاجواء والتواصل بشكل مباشر أو غير مباشر، بل وتقديم ما يدل علي حسن النوايا السعودية من خلال استقبال وفود الحجاج الايرانيين وتوفير سبل الراحة الكاملة لهم، هذا في الوقت الذي يتم فيه التضييق علي قطر ومنع حجاجها من السفر الي المملكة لاداء مناسب الحج. ومن الجدير بالذكر ملاحظة أن السياسة السعودية تركز علي القيادات الشيعية العراقية، وهو ما يبرره المقربون من السعودية بأنه محاولة لاستقطاب شيعة العراق العرب خصوصا من تيار الصدر والعبادي وابعادهم عن النفوذ الايراني، ولكن المرجح أن ذلك التقارب يمثل نوعاً من التهدئة مع الحلف الشيعي في المنطقة بقيادة إيران . ويعكس هذا الأمر في الحقيقة مدى التوتر التى باتت تعيشه المملكة داخليا وخارجياً، وخاصة بعد التخلص من ولي العهد السابق محمد بن نايف الرجل القوي في المملكة، وتولية محمد بن سلمان بدلا منه، والتقارب من الرؤى الاماراتية  الساعية لاحكام الحصار علي قطر ومنعها من استعادة دورها ومكانتها في منطقة الخليج العربي، وكذلك تضييق الخناق علي تيار الاسلام السياسي في دول الربيع العربي بالرغم من الحاجة الشديدة الي دوره في مواجهة المد الشيعي والنفوذ الايراني المتزايد. كما يعكس هذا الامر كذلك حالة من الاذعان السعودي لما يفرضه الواقع الاقليمي والدولي من تحديات باتت تعجز المملكة عن مواجهتها بالرغم من ان ذلك قد يفضي في النهاية الي الاضرار بأمن واستقرار المملكة، وهو ما ظهر جليا بعد الازمة مع قطر حيث تمكنت جماعة الحوثي من اطلاق صاروخ باليستي داخل العمق السعودي، كما دخلت في مواجهات مباشرة مع القوات السعودية واستطاعت قتل بعض العناصر. وبات واضحا ان سياسة المملكة ازاء التحديات المتصاعدة تفتقد للمناورة والقدرة علي اللعب بما تملكه من أوراق، وتحاول بدلا من ذلك تهدئة الاجواء مع ايران، بل وقد يصل الامر الي طلب مساعدتها لتهدئة الاجواء مع جماعة الحوثي والاتفاق علي شكل لمستقبل الاوضاع في اليمن، بعد ان بات من الصعب حسم المعركة عسكريا من خلال التحالف الذي تقوده، والذي يكلفه ملايين الدولارات يوميا دون ان يحقق عائد كبير علي ارض الواقع، حتى ولو كان ذلك علي حساب وحدة اليمن وعلي شرعية الرئيس عبدربه هادي منصور. لذلك يتوقع أن تشهد الفترة المقبلة تراجعا كبيرا في الدور السعودي لصالح أدوار اخرى علي راأها الدور الاماراتي، وهو ما سيفسح المجال في النهاية ليس امام الامارات وإنما امام ايران وحلفاءها في المنطقة، الامر الذي من شأنه أن يضر في النهاية بامن واستقرار المنطقة، ويعجل بوصول قطار التقسيم الي المملكة مثلما وصل الي اليمن وسوريا والعراق.  

تابع القراءة

رؤية تحليلية للأخبار السياسية والاقتصادية في العالم العربي والإسلامي والعالمي، ودراسات استراتيجية للوضع السياسي المحلي والإقليمي والعالمي

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا لتلقي التحديثات على البريد الإلكتروني الخاص بك

You have been successfully Subscribed! Ops! Something went wrong, please try again.

جميع الحقوق محفوظة لرؤية للتخطيط والدراسات الاستراتيجية ©2022