
المشهد من 28 يونيه الي 6 يوليو2017
المشهد الأٍسبوعي 28 يونيو – 6 يوليو المشهد المصري 3السيسي يصدق على اتفاقية تعيين الحدود البحرية بين مصر والمملكة العربية السعودية، رغم المعارضة. ويصدر قرارًا جمهوريًا بتعيين رؤساء الهيئات القضائية ومحكمة النقض، رغم الجدل الذي أثاره قانون تعيين روؤساء الهيئات القضائية. 3في سياق إخضاع النظام لمؤسسات الدولة، وزير الداخلية يعتمد أكبر حركة تنقلات منذ ثورة 25 يناير لأكثر من 300 ألف شرطي، وتعد هذه الحركة الأكبر من نوعها منذ ثورة 25 يناير. وفي الحقيقة، استمرار النظام في استعداء مؤسسات الدولة، فضلاً عن قوى المعارضة، والمجتمع المدني، وفئات وشرائح المجتمع المتعددة، يثير التساؤل والتعجب في نفس الوقت، حول أسباب عدم تخوف النظام من ردود الفعل الغاضبة وغير المتوقعة على سياساته، خاصة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية، وارتفاع حدة الاحتقان الشعبي جراء النتاج السلبية للسياسات الحكومية الراهنة. 3 استمرارا لتسيس القضاء : الإعدام لــ 20 متهمًا في "مذبحة كرداسة"، ومعاقبة 80 بالسجن المؤبد والمشدد 15 عامًا لــ 34 آخرين؛ وبراءة 21، والقاضي قائلا: المتهمون أفسدوا الأرض، في السياق ذاته، حبس 13 وحجز 8 للتحريات فى "التظاهر ضد الغلاء". النظام يواصل قمعه المتنامي ضد قوى المعارضة، وفئات المجتمع، دون أية اعتبار للغضب الشعبي ومخاطره. 3"النواب" يوافق على مد حالة الطوارئ 3 أشهر أخرى، وكذلك إلغاء الإشراف القضائي على الانتخابات سنة 2024؛ ولا شك أن حالة الطوارئ تطلق يد النظام في التعامل مع المشهد السياسي الداخلي بتعقيداته وتوتراته. وإلغاء الإشراف القضائي على الانتخابات في 2024، وهي الفترة التي ستشهد الانتخابات الرئاسية ما بعد القادمة في 2018، تظهر في جانب منها وعي النظام الحالي، أن المخاطر التي تتهدد بقائه تتعلق بالأساس هذه المرحلة دون غيرها، وفي حال نجاحه في تخطيها، فإن بقائه في السلطة فيما يلي ذلك يصبح ممكن وبسهولة نسبية. 3أعلنت شخصيات مصرية معارضة في الداخل والخارج من توجهات سياسية مختلفة (إسلامية وليبرالية ويسارية ومستقلة) عن تدشين كيان وطني جامع حمل اسم "الجبهة الوطنية المصرية – تحت التأسيس"، ليكون مظلة جامعة لكل القوى الراغبة في التحرك والخلاص مما وصفوه بالحكم العسكري الاستبدادي على اختلاف توجهاتهم الأيدولوجية والفكرية بما فيهم جماعة الإخوان المسلمين؛ ذلك خلال مؤتمرين صحفيين عُقدا، بمدينتي جنيف السويسرية وإسطنبول التركية، بحضور عدد من الشخصيات المصرية المعارضة بالخارج، تم الإعلان خلالهما بشكل رسمي عن تدشين الجبهة الوطنية المصرية ومبادئ العمل المشترك بينهم. ويبدو أن الجبهة ما تزال في مرحلة تطوير الأدوات وأساليب التأُثير على الأرض ولكن ما يزال أمامها تحدي اسيتعاب فئات معارضة في الداخل لتنضم إلى الجبهة. 3زيادة جديدة في أسعار الوقود، و٣٠٪ متوسط الزيادة المرتقبة فى أسعار الكهرباء اعتبارا من أول أغسطس 2017، ورفع أسعار السكر والزيت، وبيعه بسعر التكلفة بدون هامش ربح؛ بدعوى منع السوق السوداء، كما تبحث الحكومة المصرية خفض الدعم على "رغيف العيش". وغيرها من الاجراءات التقشفية، التي تزيد الضغط على الطبقات المتوسطة والفقيرة، ومن ثم يزيد من سخط مواطني هذه الشرائح والفئات، ويزيد من فرص تحول هذا الغضب المكتوم إلى احتجاج ظاهر، مجهول العواقب. إن رفع اسعار الوقود والاتجاه نحو خصخصة شركات الكهرباء يؤكد على استمرار انسحاب الدولة لصالح السوق ليعيد تشكيل المجتمع على أسس جديدة، هذه الأسس تزيد من عزلة المواطن عن المشاركة في المجال العام والانشغال بالسياسة، وفي نفس الوقت تزيد من استقلاليته عن الدولة، وتخلق حالة من الندية في التعامل معها، وإن كانت سيترتب عليها مزيد من تآكل الطبقة المتوسطة، مع زيادة الضغوط على الطبقات الفقيرة والمهمشة. ويعد تبني الدولة لسياسات الخصخصة فإنها مؤشر هام كذلك على تبني النظام لهذا الاتجاه، وفي هذا السياق بدء طرح أسهم الشركات الحكومية بالبورصة خلال شهرين. حيث تعتزم الحكومة طرح 50 شركة بنسب تتراوح ما بين 10 و35% من شركات القطاع العام والأعمال العامة، وستبقي الدولة على حصص تتراوح بين 30 و67% من الشركات الكبرى. 3مع إقرار الموازنة الجديدة يتضح فوائد الديون المستحقة على مصر تعتبر أكبر بنود المصروفات وتساوى 3 أضعاف الاستثمارات تقريبا، بـ 380 مليار جنيه. والضرائب تعد أكبر بنود الإيرادات بنحو 604 مليار. وفيما يتعلق بالموازنة كذلك، أظهر التقرير الشهري لوزارة المالية، أن إجمالي دين الموازنة العامة "المحلى والخارجي" بلغ نحو 3 تريليون و676 مليار جنيه مع نهاية شهر مارس الماضي، أى بنسبة بلغت نحو 107.9% من الناتج المحلي الإجمالي. وتسعى الحكومة، من خلال الموازنة الجديدة، إلى تقليص العجز عند 9.1 بالمئة، مقارنة بعجز متوقع 10.8 بالمئة في 2016-2017. 3استمرار عملية استهداف الكمائن الأمنية، في هجوم جديد قاده مجهولين بحوزتهم أسلحة نارية آلية، على قوات الأمن بنقطة كارتة البليدة في العياط، وأطلقوا الأعيرة النارية بكثافة، ما أسفر عن مقتل 3 أشخاص اثنان من الضباط المتقاعدين ومجند، وفروا هاربين. أيضاً أفادت مصادر أمنية وطبية بشمال سيناء أن 3 بين ظباط ومجندين قتلوا وأصيب 10 اخرين فى انفجار عبوة ناسفة فى مدرعة اثناء سيرها فى منطقة حى الصفا جنوب مدينة العريش. وهو جزء آخر من المشهد المتخبط في مصر، الشاهد على فشل النظام في التعاطي مع التحديات الداخلية والخارجية. المشهد الإقليمي والدولي: 3للمرة الثانية خلال فترة قصيرة يزور وفد فلسطيني تابع لحركة حماس القاهرة ويلتقي مع مسئولين بجهاز المخابرات، وسط تصريحات تشير إلي جودة العلاقات وتبادل الثقة بين الطرفين، وإن كان الواضح أن حماس تبذل كل جهودها الممكنة من خلال اظهار حسن النوايا مع القاهرة من أجل الحيلولة دون تنفيذ صفقة القرن والقضاء على حلم اقامة الدولة الفلسطينية، خاصة وأن الفترة الحالية تشهد حالة من التكالب العربي الشديد ضد الحركة لدرجة وصلت الي وصمها بالارهاب والمطالبة بإخراج قيادتها من قطر. 3ألقي اسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يلقى خطابا يطالب فيه بوقف التعاون الامني مع الكيان الصهيوني، ويثمن الدور القطري مع القضية الفلسطينية ويعكس تطوير التعاون مع القاهرة، ويؤكد وعي الحركة بالمخططات الخاصة بالقضية واصرارها على تفويت الفرصة على الساعين لتنفيذ صفقة القرن على حساب الحق الفلسطيني في تحرير الارض والمقدسات. 3في سيناريو بات مكررا يزور وفد من الكونجرس الأمريكي القاهرة، تحت مزاعم التباحث من أجل تطوير العلاقات، ولكن يبدو أن الوفد يأتي في اطار الجهود التى يبذلها اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة لاعطاء الثقة للنظام المصري، وارسال اشارات للمعارضين بقوة ومتانة العلاقة مع الولايات المتحدة، وذلك كجزء من الزيارات المتوقعة خلال الفترة المقبلة لتوطيد أركان النظام وتمهيد السبيل له للفوز بدورة رئاسية ثانية. 3الملفت هذا الاسبوع ان يترك السيسي القمة الافريقية ويقوم بزيارة إلي المجر، علي الرغم من أهمية تلك القمة، كونها فرصة لمناقشة مشكلة سد النهضة مع اثيوبيا خاصة بعد بدء تخزين المياه خلف السد، ولكن يبدو أن السيسي حاول الابتعاد عن ذلك الملف الحساس، وكأن هناك حالة من الرضا علي ما تقوم به اثيوبيا، او حالة من الضعف التى تجعل النظام عاجزا عن…