دوافع مصر لإقامة قاعدة عسكرية في إريتريا

قبل أيام، أثارت صحيفة “سودان تريبون” خبرا يتضمن وجود تفاوض مصري- إريتري بإقامة قاعدة عسكرية مصرية على الأراضي الإريترية، على أن تقام تلك القاعدة على ثاني أكبر جزيرة، وعلى الرغم من خروج مصدر عسكري مصري نفى حدوث مثل هذا الأمر، وأن مصر لا تعتزم إنشاء أية قاعدة خارج أراضيها، يمكن تحليل الأمر إذا كان صحيحا، والأهداف التي قد تدفع مصر للقيام بهذا الأمر. وكان قد جمع مصر وإريتريا لقاءً رسميا بين وزيري خارجية البلدين في مارس الماضي، لمناقشة أمور تتعلق بالأمن في البحر الأحمر، ومكافحة القرصنة والأزمة اليمنية وقضية حوض النيل، والأوضاع في جنوب السودان والصومال. ففي تقدير موقف نشره الدبلوماسي السابق “بلال المصري”، يرى أن هذا الأمر ينم عن أن مصر تريد استعادة دورها ومكانتها التي أثرت عليهما اتفاقية السلام مع اسرائيل بالسلب، يضاف إلى هذا أن العلاقات المصرية- الإريترية تشهد تحسنا منذ تسعينيات القرن الماضي، في حين تشهد العلاقات المصرية بكل من السودان وإثيوبيا موجات مد وجزر، لكن يغلب عليها التوتر. فهناك صراع حدودي بين إثيوبيا وإريتريا منذ ضم الأولى قسرا للثانية عام 1936 وحتى استقلالها، وهناك نزاع مصري إثيوبي حول قضية نهر النيل، فربما يكون أمر القاعدة العسكرية له علاقة بالضغط على إثيوبيا عبر إريتريا حين ترى القوات العسكرية المصرية تقترب من أراضيها، بما يجعل التهديدات المصرية لإثيوبيا أكثر مصداقية، طالما أن التوجهات التفاوضية لم تؤت ثمارها. ربما السودان أقل تخوف من حدوث هذا الأمر لأنها ترى أن تعاونها مع إثيوبيا، بالإضافة لتصعيد الولايات المتحدة لتعاونها مع السودان ومشاركتها في نشطة القيادة الأمريكية العسكرية لأفريقيا، بما يعني التأثير على التعاون المصري العسكري الأمريكي ونطاقه، أي أن مسألة التوجد العسكري المصري في إريتري لا بد أن يخضع للترتيبات الأمريكية عسكريا بالمنطقة، وبالتالي مصالحها فيها والعوائد التي ستعود عليها، ويرتبط بمدى احتياج الولايات المتحدة لحليف مع إريتريا وفي نفس الوقت تعادي إثيوبيا، وهذا يتوفر في مصر. من جانب آخر، ربما يكون أمر القاعدة العسكرية المصرية له علاقة بالتخوف المصري من المحاولات الخليجية بالتواجد في القرن الأفريقي، وتوجههم بإقامة قواعد عسكرية قيل أنها تهدف لمواجهة الحوثيين في اليمن، ومن ثم مواجهة إيران، حيث أقامت الإمارات قاعدة في الصومال، واستأجرت مع السعودية ميناء عصب الإريتري، أي أن التخوف المصري من التواجد الخليجي ليس بدافع قوي مقارنة بما عليه الدافع الإثيوبي والسوداني. بتحليل أن مصر تريد استغلال قواتها العسكرية بالتوجه لجنوب البحر الأحمر، لبناء دور ومكانة وتمثيل تهديد على إثيوبيا، لكن هذا كان يمكنها فعل هذا إذا قامت بتفعيل اتفاقية الدفاع المشترك الموقعة مع السودان في 1976، لكن الوضع الآن أصبح مختلفا بعد إعلان كل من إثيوبيا والسودان أنه لا سقف للتعاون الأمني بينهما وأن ما يمس أمن إحداهما يمس الأخرى، وبالتالي فإنه تم القضاء على نظرية الأمن القومي المصري- السوداني. ربما ستؤدي إقامة تلك القاعدة- بفرض صحة الأمر- إلى وجود نواة لتحالف عربي يبدأ من تلك المنطقة على غرار حلف الناتو، خاصة إذا كانت تحركات هذا التحالف تدور في فلك الاستراتيجية الأمريكية بالشرق الأوسط والبحر الأحمر.  

تابع القراءة

طبيعة الحراك الإحتجاجي في مصر في اللحظة الراهنة

حذّرت ميشيل دن-الخبير الأمريكي في شئون الشرق الأوسط- في جلسة الإستماع بمجلس الشيوخ الأمريكي بالأمس -التي ناقشت الأوضاع في مصر- من أن تنامي الإحتجاجات العفوية بمصر تنذر بإنتفاضة مصرية جديدة خاصة في ظل القمع الأمني الذي يفاقم الأوضاع. ويثير هذا التصريح إنتباهنا إلى ضرورة الاهتمام بالتحركات الاحتجاجية البسيطة التي تظهر في أماكن متفرقة بشكل عفوي وسرعان ما تنتهي دون أن تحظى باهتمام كاف، وتتمثل هذه الاحتجاجات العفوية في بعض التحركات الفئوية التي ينظمها العمال أحيانًا بسبب ضغوط إقتصادية وإجتماعية مختلفة إضافة إلى احتجاجات عموم الناس بسبب ارتفاع الأسعار وقرارات رفع الدعم المفاجئة مثل ماحدث في قضية دعم الخبز في الآونة الأخيرة، علاوة على الاحتجاجات ذات الطابع السياسي المتمثلة في تظاهرات المنتمين للإخوان المسلمين أو تظاهرات إحتجاج على إنتهاكات أمنية معينة مثل اعتقال محامين بمدينة المنيا التي أثارت وقفات إحتجاجية في شهر مارس نظمها محامون في محافظات مختلفة منها محافظة البحيرة. يسعى هذا التقرير لتحليل النمط الاحتجاجي القائم في مصر حاليا، وذلك لتقييم تصريحات تصريح مشيل دن عن تنامي الإحتاجاجت العفوية بمصر وهل حقا تشهد مصر تناميا في هذه الاحتجاجات التي قد تتحوّل لاحقًا لاحتجاجات شاملة أم أن ميشيل دن قد بالغت في تصريحها؟ تنقسم الورقة إلى ثلاثة أقسام، القسم الأول يناقش الاحتاجات الفئوية والعفوية ذات الطابع الاقتصادي، ويناقش القسم الثاني الاحتجاجات ذات الطابع السياسي الجزئي الرافض لتصرف بعينه مثل قضية اعتقال محامي أو غير ذلك، بينما يناقش القسم الثالث الاحتجاجات التي تسعى للثورة الشاملة على النظام وتتركز في تظاهرات الإخوان المسلمين الرافضة للنظام بشكل كامل حيث نسعى لفهم الحالة التي توصلت إليها هذه التظاهرات وتأثيرها الفعلي في مجريات الأحداث وفي مستقبلها. ستركز الورقة على الاحتجاجات الحادثة في الأشهر الأربعة الأخيرة، أي منذ بداية عام 2017م وذلك بهدف الوصول لفهم أعمق لطبيعة الحراك الإحتجاجي في مصر والتأكد من مقولة ميشيل دن.   أولا..الاحتجاجات الفئوية:- نتناول في هذا القسم الاحتجاجات العمالية و تظاهرات الفئات المختلفة بشكل عام، إضافة إلى تصرفات المواطنين الإحتجاجية التي تتم بشكل عفوي جرّاء الأوضاع الاقتصادية، ولعل الاحتجاجات العمالية هي الأكثر أهمية في هذا المقام نظرا لقدرتها على التنظيم والاستمرار وتأثيراتها بعيدة المدى. على الرغم من القمع الأمني الذي يسارع إلى منع احتجاجات العمال وإضراباتهم إلا أن بذور الاحتجاج التي لا تنمو تؤشر على مستقبل احتجاجي قوي خاصة في ظل تزايد والإجتماعية على العمال[1]، وتشهد مصر حراكًا عماليّا متفرقًا على المستويين المكاني والزماني حيث يظهر بصورة مؤقتة وسرعان ما يختفي إما لأسباب أمنية أو إجتماعية. ففي المحلة حاول عمال مصانع الملابس الجاهزة والملايات والفوط –وأغلبهم من النساء- تنظيم إضراب عن العمل شبيه بإضراب عمال المحلة 2006، وتم ترديد الهتافات التي كانت تستخدم في إضراب عام2006، إلا أن الاستجابة لدعوات الإضراب لم تكن كبيرة وفشلت محاولة الإضراب خاصة بعد استدعاء إدارة الشركة لعددٍ من العاملات وتهديدهن[2]. ومما يثر غضب العمال وإحتجاجاتهم في الفترة الأخيرة وجود حوادث وإصابات عمل كثيرة ناتجة عن التباطؤ في توفير الحماية والسلامة لهم أثناء العمل، ففي الإسكندرية توفي ثلاثة من عمال الترسانة البحرية إختناقا نتيجة تسرب الغاز وأصيب خمسة آخرون وذلك في شهر مارس الماضي، وكان العمال قد نظموا وقفة احتجاجية في مايو 2016 للمطالبة بتوفير معدات الأمان والسلامة لهم وزيادتها من ضمن مطالب أخرى، ولكن جاء رد وزارة الدفاع بمحاكمة 26 عامل منهم وحبس 14 لمدة 6 أشهر، حتى أجبروهم على تقديم استقالاتهم، وغلق الشركة لمدة شهرين، ثم إعادة تشغيلها مع استبعاد حوالي 900 عامل عن العمل[3]، جدير بالذكر أن وفاة العمال الثلاثة مؤخرا لم تثر إحتجاجات ويبدو أن العمال يتحسّبون من قمع المحاكمات العسكرية مجددا، كما أن العمال الذين تم فصلهم لم تتم إعادتهم إلى العمل بعد على الرغم من وجود نائب برلماني سكندري يطالب بعودتهم ويدافع عن قضيتهم وحقهم في الإضراب[4]، وهؤلاء العمال المفصولين قد يمثلون قوّة إحتجاجية ضاربة مستقبلا. وتفضي ممارسات القوات المسلحة الاقتصادية عن طريق الشركة الوطنية التابعة للقوات المسلحة إلى غضب عمال المصانع المتعاملة معها، ففي الفيوم نظّم عمال مصنع السكر إضرابا عن العمل إحتجاجا على وجود مسئولي الشركة الوطنية على بوابات المصنع وتلقي ما وصف ب(الجباية) من السيارات الداخلة إلى المصنع والخارجة منه بحجة تلقي ( رسوم الميزان )، وقد احتج العمال بسبب تعطيل هذه الجباية لعمل المصنع وزيادتها لتكلفة الإنتاج خاصة وأن هذه الرسوم تحصّل على سير السيارات على طرق القوات المسلحة وليس على السيارات التي تأتي إلى المصنع والتي تأتي معظمها من داخل الفيوم، وقد علّق العمال إضرابهم بعد أن تأذّى الأهالي من تجار البنجر بسبب توقف المصنع عن العمل[5]. وكان عمال المصرية للاتصالات قد نظّموا وقفات إحتجاجية للمطالبة بصرف بدلات لغلاء المعيشة وهو ما واجهه الأمن باعتقال 9 من المتظاهرين ثم لاحقُا تم اعتقال سبعة من العمال الذين تضامنوا مع زملائهم المعتلقين، وقد أفرجت النيابة عن المعتقلين التسعة ولم يتم بعد الإفراج عن السبعة الآخرين الذين لم يتم تحرير محاضر ضدهم بعد[6]، وكانت هذه الواقعة منذ أيام في أواخر شهر أبريل. وفي بني سويف يقوم عمال شركة تيتان المالكة لمصنع أسمنت بني سويف بإحتجاجات على فترات متقطعة رفضا للسياسات المتعسفة لإدارة المصنع ضدهم والتي تقوم بإجبار بعضهم على الاستقالات الجبرية ومنعه من دخول المصنع، إضافة إلى غياب إجراءات السلامة والأمن الصناعي التي تسببت في مقتل أحدهم، وتقوم إدارة الشركة بتهديد العمال بإستخدام الأداة الأمنية ملوحين بالعلاقات الجيدة بين الإدارة والأجهزة الأمنية والقيادات المحلية[7]، ومؤخرا أصيب عدد من العمال بتسمم بعد تناولهم وجبة طعام فاسدة إنتقلوا بعدها إلى المستشفى[8]، ولم يصدر رد فعل إحتجاجي ظاهر على هذه الواقعة من قبل العمال. وفي مقابل الحراك العمالي الذي يتسم بشئ من التنظيم وقدر من التمثيل لدى القيادات الحزبية والإعلام ونواب البرلمان، نجد أن الحراك الشعبي الرافض للغلاء بشكل عام يتسم بالعفوية الكاملة وغياب التمثيل السياسي له، ولعل هذه السمات تؤثر فيه بالسلب فتجعله عفويًا بشكل كامل وخاضع للصدفة وللقرارات الغير عقلانية من قبل النظام والأزمات الكبيرة الغير محتملة، كما تجعله غير قابل للتكرار بشكل مكثف وقابل للانتهاء والاحتواء بشكل سريع. تعبر أزمة دعم الخبز الأخيرة عن هذه القضية، فهي وإن كانت قد كشفت عن استعداد شعبي للثورة والاحتجاج لرفض الغلاء وسياسات رفع الدعم المفاجئة والتي تمس حاجات أساسية للمواطنين[9]، فإنها عكست قدرة النظام على إحتواء الأزمة بسرعة وعكست غياب القيادات المحركة أو الموجهة لهذه الاحتجاجات أو حتى الممثلة لصوتها، وهو ما يتسبب في سرعة انتهاء هذه الاحتجاجات والتزام المواطنين بعدم السير لمسافات أبعد في مواجهة النظام والأجهزة الأمنية. ثانيا:- الاحتجاجات ذات الطابع السياسي: نقصد بها تلك الاحتجاجات التي تخرج لمواجهة انتهاكات معينة لحقوق الإنسان والحريات العامة وغير ذلك من القضايا السياسية والقرارات التي يتخذها النظام ولا يكون غرضها…

تابع القراءة

دروس من التاريخ … النظام الدولي الجديد لترامب

 مرت عشرة أيام على انتخاب “دونالد ترامب” الذي سيكون الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة، هناك فجوة في اليقين عما ستكون عليه سياسته الخارجية، لكن يمكن التخمين في هذا الشأن اعتمادا على الأشياء التي قالها في خطاباته والمقابلات التي أجراها. قلما اعتمدت السياسة الخارجية لأي رئيس على خطابات حملته الانتخابية، وفي نفس الوقت قلما خالف سياسة أسلافه في هذا المنصب، لأنه يمكن القول أن الممارسة العملية أثبتت أن السياسة الخارجية عبارة عن عقيدة متماسكة وتعد جزءا من استراتيجية شاملة. وتشير التجربة أن السياسة الخارجية لإدارة ترامب ستعتمد على من سيتولى المناصب الأساسية: الخارجية والدفاع ومستشار الأمن القومي. بدلا من التكهن حول هذه الأسئلة الانتقالية، من الممكن أن نتساءل في الوقت الراهن حول الخيارات الاستراتيجية لترامب بشكلها الواقعي. في هذا السياق، يمكن اللجوء لأحد المفكرين “هنري كسينجر”، هو لم يؤيد أي من المرشحين للرئاسة ولكنه قابل كل منهما، ويجب معرفة رأيه في هذا النطاق. ليس من المؤكد أن وجهة نظره ستصل للرئيس المنتخب أو فريق الأمن الوطني. دعونا نبدأ من المشهد الجيوسياسي الذي ورثه ترامب من سلفه، فيقول “كسينجر” في أحدث كتاب له بعنوان “النظام الدولي” الصادر في 2014 أن العالم في حالة محفوفة بالمخاطر تقارب الفوضى الدولية، ليس هذا فقط بسبب التحولات في الميزان المادي من الغرب للشرق ، ولكن أيضا بسبب أن شرعية النظام الذي خلفته الحرب العالمية الثانية أصبح موضع تحدي. أ{بع رؤى متنافسة حول النظام الدولي هي الأوروبية والإسلامية والصينية والأمريكية. ونشأ من الاضطراب الدولي تكتلات إقليمية غير متوافقة مما سيؤدي إلى صراع أخطر من الصراع الذي يكون بني الدول. وخلافا لوجهة النظر التي ترى أن العالم قد تجاوز فكرة احتمالية نشوب حرب شاملة كبرى، يرى “كسينجر” أن السياق العالمي شديد الاشتعال، فهناك توتر بين العولمة الاقتصادية وبين استمرار الجانب السياسي من الدولة القومية، وهو ما كشفت عنه الأزمة المالية في 2008، بالإضافة إلى السعي لامتلاك الأسلحة النووية عقب الحرب الباردة وأصبح هناك ما يسمى ” النادي”. وهناك أيضا ما يسمى “الحرب الالكترونية، التي تعد النسخة الجديدة لحالة “الطبيعة” التي ذكرها هوبز. وفقا للمقابلات التي أجراها “كسينجر” وما يكتبه كتّاب سيرته الذاتية، فهو يرى أن هناك أربعة سيناريوهات تعد المحفز الأساسي لصراع واسع النطاق: تدهور العلاقات الصينية الأمريكية، إذ ستتجه البلدين لما يسمى أن القوة الحالية يظهر لها منافس صاعد يعمل على تحديها. انهيار العلاقات بين روسيا والغرب بسبب انهيار ما تبقى من القوة الصلبة لأوروبا أو الاستعداد لاستخدامها، وبسبب عدم قدرة القادة الأوروبيين الجدد على قبول الدبلوماسية دون وجود تهديد حقيقي. تصعيد الصراع في الشرق الأوسط بسبب ما تعتقده الدول العربية وإسرائيل بأن إدارة أوباما تستعد لتوجيه الهيمنة في المنطقة لإيران. أحد هذه السيناريوهات أو مزيج بينها في ظل غياب استراتيجية أمريكية متماسكة، يهدد بتحويل مجرد الاضطراب لحريق. تزايد التعاون في آسيا، والذي قد يكون له دور في موازنة الولايات المتحدة، لكن الولايات المتحدة في نفس الوقت حليف لليابان وشريك معلن للصين، مثلما فعل بسمارك عندما تحالف مع النمسا ووازن ذلك بمعاهدة مع روسيا. واستطاع أن يحافظ على مرونة التوازن الأوروبي، لكن المفارقة تكمن في أن ذلك زاد من المواجهات وبلغت ذروتها في الحرب العالمية الأولى. “كسينجر” لا يقول أن الإدارة الفاشلة “محور آسيا” يمكن أن تمثل تكرارا لنفس الخطأ الذي حدث من قادة ألمانيا بعد بسمارك، لكنه أكثر وضوحا فيما يخص الشرق الأوسط، إذ يرفض الحجج التي تقد بها أوباما في يناير 2014 في مجلة نيويوركر، إّ أكد أن هدفه هو تحقيق التوازن بين السنة والشيعة، ويتمحور اعتراض “كسينجر” أن أمريكا يمكنها أداء هذا الدول على أساس المشاركة وليس الانسحاب، في الواقع، قد أحدث أوباما تراجعا استراتيجيا مدفوعا بحسابات سياسية داخلية. ففي مقابلة له مع “جيفري جولدبرج” من صحيفة ذي أتلانتك، ذهب “كسينجر” إلى أن قرار أوباما بعدم التدخل في سوريا حتى بعد تخطي الأسد الخطوط الحمراء حين استخدم الأسلحة الكيميائية. بأن قرار استخدام لقوة العسكرية لا يجب أن يكون وسطا في صراع قوى محلية، لكن مهما كانت المبررات في جهود أوباما لتحقيق توازن جديد بين السنة والشيعة، لكنهخلق انطباعا بالانسحاب الاستراتيجي الأمريكية من المنطقة. الاتفاق الإيراني كان يحمل تفضيلات أكثر لإيران لأنه ترك العقوبات دون أن يحددها بأن تحد إيران من سياستها الخارجية الجهادية والتوسعية في المنطقة. افتراض أن التفاوض لأجل تحديد الأسلحة يمكن أن يؤدي إلى اختراق نفسي في تفكيرهم بأنه لا يعكس الخبرة الإيرانية التوسعية المستمرة لألفين عام. “كسينجر” يرى أن أوباما يفكر في نفسه وليس بوصفه جزءا من العملية السياسية، وهو يلاحظ الهجوم عليه، ولكنه يعتبر ذلك أمورا ذات طابع خاص، وأنه يعرف أن مسئوليته هي الحفاظ على العناصر الأمريكية الحساسة من زعزعة العالم، فهو يرى أن الاتجاهات العالمية تسير في اتجاه إيجابي نحو القيم الأمريكية، وأن الالتزام الاستراتيجي هو ألا يتم إجبار الولايات المتحدة على الدخول في طريق لا يمكنها الفرار منه. لكن رؤيته للتاريخ تنتج سياسة سلبية، فهو فخور بنفسه أنه منع أحداث معينة من الوقوع، وهو رأي آخر لقيادة تركز على تشكيل التاريخ بدلا من تجنب الدخول في طريقها. دونالد تارمب عمل على التقليل مما فعله أوباما الذي فشل في سياسته الخارجية وخاصة في الشرق الأوسط، حيث الخراب الدائر في سوريا ناهيك عن العراق وليبيا، مما يدل على سذاجة نهجه الذي أوضحه في خطابه بالقاهرة في 2009 ومحاولته إيجاد توازن بين السنة والشيعة، لكنه تعامل مع الدول العربية الصديقة لأمريكا بازدراء واضح، إذ ساعد إيران من خلال الاتفاق النووي على ترك يدها في المنطقة، فهو لم يحقق السلام ولكنه خلق آلية للصراع والانقسام مع إمكانية إحداث سباق تسلح نووي، وفي نفس الوقت سمح لروسيا أن تكون لاعب كبير بالمنطقة لأول مرة منذ تقليص تواجد السوفييت في مصر منذ السبعينيات من القرن العشرين، فيقترب عدد القتلى في سوريا من نصف مليون شخص، ولا أحد يعرف كم سيصبح ما بين الآن وحتى تنصيب الرئيس ترامب. يضاف إلى ذلك تصاعد وتيرة الإرهاب العالمي في ظل إدارة أوباما، ففي الـ16 سنة الماضية كان عام 2014 الأسوأ، حيث عانت 93 دولة من هجوم وقُتل 32765 شخصا، وفي 2015 الذي كان ثاني أسوأ عام قُتل 29376 شخصا، وفي العام الماضي كان هناك أربع مجموعات إسلامية متطرفة مسئولة عن 74% من الوفيات الناجمة عن الإرهاب، هي : داعش وبوكوحرام وطالبان والقاعدة، في هذا السياث يعد حديث الرئيس عن نجاحه ضد ما يسميه “التطرف العنيف” أمر سخيف، وقد ازدرى أوباما ترامب في العام الماضي، لكن ترامب كان محقا حين قال في 15 أغسطس حول خطاب سياسته الخارجية أن إدارة أوباما فشلت في إلحاق الهزيمة بالتطرف الإسلامي. وقد فشلت “عقيدة أوباما” في أوروبا أيضا، حيث اختار الناخبون…

تابع القراءة

الانتخابات الرئاسية الأمريكية.. “دونالد ترامب” رئيسًا

أُعلنت يوم 9 نوفمبر نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية بفوز المرشح الجمهوري “دونالد ترامب”، بإجمالي 279 صوتا مقابل 228 صوتا لمنافسته “هيلاري كلينتون”، يشير هذا التقرير لعدد من المحاور الهامة التي صاحبت الانتخابات الرئاسية الأمريكية، لا سيما المتعلقة بطبيعة الخطابات التي أدلى بها ترامب أثناء حملته الانتخابية وبعد فوزه بالرئاسة، وما تشير إليه من سياسات مستقبليه تعبر عن توجهاته سواء كانت على المستوى الداخلي أو الخارجي، بالإضافة إلى ردود بعض دول الشرق الأوسط على التصريحات الخاصة بالمنطقة، وهناك عنصر خاص بشبكة الدعم والمصالح التي كانت على نفس خطى ترامب، وأخيرا يشير التقرير لطبيعة الفترة الانتقالية منذ فترة إعلان النتائج حتى تولي الرئاسة رسميا في يناير من العام القادم، مع الإشارة للاحتجاجات التي شهدتها الولايات المتحدة عقب إعلان فوز ترامب بالرئاسة. محاور الدراسة المحور الأول- نظرة على خطابات “ترامب” الانتخابية وخطاب فوزه بالرئاسة الأمريكية المحور الثاني- ردود فعل دول الشرق الأوسط حول تصريحات ترامب في حملته الانتخابية المحور الثالث- شبكة الدعم والمصالح الترامبية المحور الرابع- حول الفريق الرئاسي لترامب المحور الخامس- المرحلة الانتقالية بين أوباما وترامب   المحور الأول- نظرة على خطابات “ترامب” الانتخابية وخطاب فوزه بالرئاسة الأمريكية: أعلن ترامب في خطاب النصر أنه سيكون رئيسا لكل الأمريكيين، وطالب الذين لم يصوتوا له بالتعاون معه من أجل إعلاء مكانة البلاد استنادا لشعار حملته الانتخابية “لنعيد مجد أمريكا من جديد” واصفا لاحملته بـ”حركة التغيير” بهدف تحقيق الحلم الأمريكي الذي يضم الجميع، فأكد أنه سيتم مضاعفة النمو ليصبح الاقتصاد الأمريكي هو الأقوى في العالم، وأشار إلى أن الولايات المتحدة ستكون على علاقات طيبة مع كل الدول وبناء شراكات بعيدا عن تأجيج النزاعات، وستتعاون مع الدول الراغبة في التعاون معها.[1] هذا الخطاب ربما لا يثير أية جدليات مثلما فعلت خطاباته السابقة سواء قبل قبول الحزب الجمهوري به كمرشح عنه، أو بعد أن أصبح مرشحا رسميا له، حيث لم تختلف لغة الخطاب كثيرا عن المراحل السابقة وخلال المناظرات مع منافسته الديمقراطية “هيلاري كلينتون”، إذ استمر بتوجيه الانتقاد للعرب الأمريكيين واعتبرهم كانوا مؤيدين لهجمات 11 سبتمبر، وأكد على إمكانية استخدام الأسلحة النووية ضد الإرهابيين، وأنه سيتم بناء جدار على الحدود الجنوبية مع المكسيك على أن تدفع الأخيرة تكلفة بنائه، واعتبر المكسيكيين المقيمين في الولايات المتحدة هم عبارة عن مجرمين ومغتصبي نساء، وكذلك سيقوم بتقليل معدلات الهجرة إلى البلاد وخاصة من المكسيك بالإضافة لمنع اللاجئين السوريين والمسلمين من دخول البلاد ومراقبة المساجد بل وإغلاقها مثلما فعلت بريطانيا في حملات لمكافحة تنظيم داعش، سيقوم بوضع قاعدة بيانات خاصة بالجالية المسلمة المقيمة في الولايات المتحدة، والتي من شأنها تحديد هوية خاصة للمسلمين المقيمين في أمريكا، وترحيل حوالي 11 مليون مهاجر غير شرعي للبلاد، وأوضح أنه سيعمل على تغيير القانون الذي يعطي الجنسية الأمريكية للمولودين على الأراضي الأمريكية والذي يعتبر من أهم دوافع الهجرة، واُعتبر هذا الخطاب خرقا لقوانين منع خطاب الكراهية،[2] وأعلن أنه سيتعاون مع روسيا ضد الأعداء المشتركين، وسيبحث عن وسيلة لإعادة التفاوض مع إيران بشأن الاتفاق النووي،[3] واعتبر أن “هيلاري” و”أوباما” مسئولين عن نشوء واتنشار تنظيم داعش الإرهابي وذلك بسبب الطريقة التي تمت بها سحب القوات الأمريكية من العراق، فالأولوية يجب أن تكون لمحاربة هذا التنظيم قبل إبداء التوجهات لأزمات الشرق الأوسط ومنها الأزمة السورية، وعبر عن رغبته في إعادة النظر في علاقة أمريكا بحلف الناتو،[4] وحظر التصنيع الأمريكي لخدمة سوق الولايات المتحدة فقط، والانسحاب من اتفاق أمريكا الشمالية للتجارة الحرة والشراكة عبر المحيط الهادئ، ووعد إسرائيل بالاعتراف بالقدس عاصمة لها ونقل السفارة الأمريكية من “تل أبيب” للقدس.[5] وُصفت تلك التصريحات بأنها دعوة مباشرة للعنصرية، والتفرقة بين البشر بحسب العرق والدين، وأنه يستغل مخاوف الناس للحصول على تأييد لحملته،[6] وأن ذلك بإمكانه تمكين الأعداء من استخدامه ضد أمريكا، خاصة وأن هناك الكثير من الرعايا الأمريكان في مناطق خطرة كثير حول العالم وخاصة في الشرق الأوسط.[7] لكن في استطلاع أجرته محطة “سي بي أس” التلفزيونية أظهر أن غالبية الجمهوريين يدعمون ترامب في توجهه لمنع المسلمين من دخول البلاد، وذلك بالرغم من أن بعضهم يشعر بأن توجهات ترامب تخالف القيم الأميركية الموروثة.[8] من ناحية أخرى يمكن تحليل تلك التصريحات بأنها لم تأتِ إلا في سياق خطابات حملته الانتخابية، والهدف منها هو إثارة الجدل والعاطفة لدى جماهير الناخبين واستخدام بعض الأحداث المواتية كإستراتيجية انتخابية جديدة للوصول في النهاية للهدف المنشود، وذلك انطلاقا من أن الخطاب العقلاني لا يؤثر على الجماهير، لأنها في اللاوعي تفضّل كل ما هو عاطفي وفوضوي،[9] فقد استطاع إقناع الإنسان الأمريكي الأبيض أساسا ونسبة من السود وخاصة الذين تفوق أعمارهم الثلاثين بأنهم ضحايا السياسات الاقتصادية لرؤساء جاؤوا بعد مرحلة الرئيس الجمهوري رونالد ريغان وجورج بوش الأب، استطاع نقض فكرة رئيسية وهي أن الولايات المتحدة هي دولة الإثنيات المتعددة بل يجب أن تعود إلى جذورها البيضاء المسيحية، يحاول استعادة الصناعات الأمريكية في الخارج إلى الولايات المتحدة وخاصة من الصين لخلق مناصب شغل وتعزيز الطبقة المتوسطة، بالإضافة إلى أن 85% من ناخبي دونالد ترامب لا يحبذون رئيسا قادما من الهياكل السياسية والإدارية العميقة للدولة لأنهم لم يعودوا يثقون في النخبة السياسية.[10] بالنظر لخطابات “ترامب” المختلفة، لوحظ أنه يتبع عددا من المبادئ، فقد تبنى مبدأ “أمريكا أولا” كالهدف العام من سياسته الخارجية، وأن ذلك سيكون الدافع الأساسي لأي تحرك على مستوي السياسة الخارجية، وذلك من منطلق أن أمريكا ليس عليها أن تتحمل عبء حماية أو دفاع عن دول أخرى دون مقابل، ويرتبط بذلك مبدأ العزلة، أي أن أمريكا ليس عليها التدخل في تنظيم شئون العالم من حولها وحل مشاكله، لذا فهو يعارض مفهوم العولمة “globalism”، ويعظم الروح القومية، ولا يؤمن بمفهوم التدخل الإنساني إلا إذا مس الأمر المصالح الأمريكية،[11] وأنه لن يستعين بالقوات المسلحة إلا في الضرورة، ورأى أن الولايات المتحدة تفتقر إلى سياسة خارجية متماسكة منذ نهاية الحرب الباردة، ما أدى إلى عدم انتشار السلام في العالم ليؤكد أنه كلما كانت بلاده قوية عم العالم السلام.[12] لكن على الرغم من هذه المبادئ، إلا أنها لم تنف صفة الغموض وعدم الوضوح، بدليل أن خطاب الفوز في الانتخابات اتسم بالتصالح مع الجميع، بعكس كل الجدليات التي أثارها في خطاباته السابقة التي احتوت في الأساس على عدد كبير من التناقضات والمغالطات، واتسم الكثير منها بالحدة والهجومية مع تراجع المكون الدبلوماسي بشكل خطير.[13] المحور الثاني- ردود فعل دول الشرق الأوسط حول تصريحات ترامب في حملته الانتخابية: من التصريحات التي أدلى بها ترامب بخصوص سياسته الخارجية وأثارت بعض التفاعل وردود الفعل، كان منها ما يخص الشرق الأوسط، فقد أكد على حماية أمن إسرائيل وتحقيق مصالحها في المنطقة، والوقوف أمام توجهات إيران لزعزعة استقرار المنطقة، وأنه يجب إعادة النظر في الاتفاق النووي لأنه لا يمثل…

تابع القراءة

هل یعاني قطاع كبیر من المجتمع الأمریكي من الـ”xenophobia”؟ .. ما لا نراه في أمریكا

لم تكن علاقة القس الأمریكي “بیلي جراهام” – الذي أثر في مئات الملایین حول العالم – برؤساء الولایات المتحدة وخاصة الرئیس جورج بوش أمرًا غیر معروف، إذ أن جراهام كان مطلعًا على أكثر التفاصیل حمیمیة من حیاة الرؤساء الشخصیة والمهنیة، و بذلك استطاع تقدیم المشورة بشكل دائم من أول نصائح دخول الجنة إلى اتخاذ قرارات شن الحروب.   “الإسلام لیس دین سلام كما أخبرنا جورج بوش. یجب علینا إصلاح سیاسات الهجرة في الولایات المتحدة. لا یمكن أن نسمح للمهاجرین المسلمین أن یأتوا عبر حدودنا، بینما نحن نخوض هذه الحرب على الإرهاب. على الرئیس و السیاسیین في واشنطن أن یستفیقوا قبل فوات الآوان” بیلي جراهام ـــ تعلیقًا على أحداث باریس ـــ 14 نوفمبر 2015 لم یكن هناك ما یشیر إلى أن القس جراهام سیكون واحد من أكثر المبشرین المسیحیین حول العالم، إذ ​ یقدر عدد متابعیه ومعتنقي أفكاره بحوالي 215 ملیون شخص في أكثر من 185 بلدًا. إذ أنه لم یستغرق وقًتا طویلًا حتى بات صاحب الخطب الكاریزمیة الدینیة عام 1949 في مجموعة تسمى “مسیح لوس أنجلس الكبرى”؛ و بذلك أصبح جراهام نجم مسیحي، خاصة بعد فترة الحرب العالمیة الثانیة التي تحدث فیها عن شرور الشیوعیة و تصریحه بأن “الشیوعیة أما أن تموت أو المسیحیة هي التي ستموت، لأنها معركة بین المسیح والمسیخ الدجال”. “BGEA” وفوبیا الأجانب في الولایات المتحدة تأسست رابطة بیلي جراهام الإنجیلیة “BGEA” عام 1950 والتي افتتحت عدة مكاتب دولیة لنشر الدوریات والتسجیلات والأشرطة والأفلام والكتب. كما استحوذت على عدة محطات إذاعیة في أنحاء الولایات المتحدة لبث برامج جراهام لقطاع أوسع من الجمهور، وهذا ما عضد قدرة توجیهات جراهام على التأثیر في البیت الأبیض منذ فترة حكم ایزنهاور إلى جورج بوش، ولیلقبه أحد الصحفیین الأمریكیین أنه “بابا البروتستانتیة الأمریكیة”. ومع تصریحات جراهام عن فوز ترامب بالرئاسة، بأن السیاسیون لم یفهموا إرادة اﷲ، وأن ید اﷲ تدخلت في هذا الأمر، إذ بدا كل شيء على أنه احتفالات نازیة جدیدة – كما وصفها العدید من التقدمیین هناك – حیث لم یفهم الكثیرون الجرح العمیق الذي أسفر عن “الدین الأبیض” – كما وصفته واشنطن بوست – في هذا السباق. الجدیر بالذكر هنا أن جراهام یعكس ما یؤمن به الكثیر من الأمریكیین على عكس ما یروج في الإعلام، إذ أن 40% من الأمریكیین، بما في ذلك ثلثي الجمهوریین و 77% من أنصار ترامب؛ دعموا فرض حظر مؤقت على المسلمین القادمین إلى الولایات المتحدة، وفقا لتقریر صادر عن معهد أبحاث الدین العام ومعهد بروكنجز أثناء السباق الانتخابي. كذلك یشعر ما یقرب من نصف الأمریكیین بالقلق أیضا من أنهم أو عائلاتهم ستكون ضحیة لهجوم إرهابي، وفقا لمسح PRRI 2015. وفي أحدث استطلاع رأي أجرته رویترز بالإشتراك مع ابسوس یومي 30 و31 ینایر – بعد أیام من صدور قرار ترامب الذي یحظر دخول 7 دول ذات أغلبیة مسلمة إلى الولایات المتحدة – أید 48% القرار، في حین لم یوافق 41% على القرار، أي أن الأغلبیة توافق على قرار ترامب وتراه جیدًا! “كو كلوكس كلان” و شعار الـ”MAGA” یرید ترامب أن یجعل أمریكا عظیمة مرة أخرى، و هذا یبدو رائعًا حقًا، لكن علینا أن نسأل أنفسنا في المقام الأول: ما الذي جعل أمریكا عظیمة قدیمًا؟ فإجابة هذا السؤال هي التي یكمن فیها إجابة سؤال تقریرنا: هل یعاني قطاع كبیر من المجتمع الأمریكي من الـ”xenophobia – كره الأجانب”؟ بالنسبة لكثیرین من مناصري ترامب – وهم الأغلبیة التي أیدت ترامب رئیسًا للولایات المتحدة – فالولایات المتحدة تأسست على أنها “الجمهوریة المسیحیة البیضاء”. وكونها كذلك هي من جعلها عظیمة. ففي الوقت التي تمیزت فیه حملة ترامب بكرهها للأجانب، ومناهضة العدیدین لذلك، جاء دعم العدید من الكیانات والمجتمعات الأمریكیة السریة على النقیض؛ لمناصرة القیم التي قامت علیها الحملة، و التي كانت من بینها كو كلوكس كلان. فمن بین عدد قلیل من الصحف الأمریكیة التي تبنت حملة دونالد ترامب، و تحت شعار ترامب “جعل أمریكا عظیمة مرة أخرى” – ورمزها MAGA – أفردت صحیفة The Crusader – إحدى صحف كو كلوكس كلان – صفحتها الأولى للدفاع عن ما اسمته رسالة ترامب.   فمنذ الأیام الأولى من حملته الإنتخابیة، اجتذبت حملة ترامب دعم القومیین البیض بشكل بارز في جمیع أنحاء البلاد، والتي تتبنى كره الأجانب والإیمان بتفوق العنصر الأبیض وتوجیه هذه القیم لتكون الاتجاه السائد في السیاسة الأمریكیة. وفي هذا الصدد صرح دیفید دیوك – زعیم كو كلوكس كلان – بتفاخره في لعب دورًا كبیرًا في نصر الرئیس الأمریكي دونالد ترامب. تأسست كو كلوكس كلان – KKK عام 1866 و امتدت في كل ولایات الجنوب بحلول عام 1870 وأصبحت الداعم الأساسي لمحاربة تحریر السود ونیل حقوقهم المدنیة، كما تنادي المنظمة بسامیة العرق الأبیض المعتنق للمذهب البروتستانتي المسیحي على جمیع الأعراق والمذاهب الأخرى. ،،، إذًا هل بهذا یغیر ترامب من وجه أمریكا أم أنه یعبر عن الوجه الحقیقي فقط؟،،، المصادر Pastor to Power: Billy Graham and the Presidents ● Billy Graham Biography ● The racist history of Southern white evangelicalism and the rise of Donald Trump ● Where Christian Leaders Stand on Trump’s Refugee Policy ● Support for Trump travel ban in line with anti-Muslim attitudes in America ● KKK’s official newspaper supports Donald Trump for president ● Former Ku Klux Klan leader and US alt-right hail election result ●    

تابع القراءة

المشهد السياسي في الفترة من 8 إلى 14 فبراير

أولاَ: الرئاسة المصرية أقيم في هذا الأسبوع الندوة التثقيفية الـ 24للقوات المسلحة بعنوان: مجابهة الإرهاب إرادة أمة، وهي ندوه يرد فيها الجيش علي الشبهات المثارة في الشارع لتحصين أفراده ومؤيديه وتحفيزهم لكل ما هو آت وكان مستهدف هذه الندوة يدور حول الهجوم علي الاخوان وتشويههم وإيجاد رابط بين الجماعة والجماعات الإرهابية وإلقاء الشبهات علي المرجعية الاسلامية والخلافة، بالإضافة الي تجييش عواطف المؤيدين له حول العمليات الارهابية والإرهابيين بما فيهم الاخوان كما يزعم، ثم الرد علي شبهات ضعف تدريب الجيش في سيناء واستهداف المدنيين، ثم تحدث عن أن الاخوان والثورة ستجعل مصيرنا كما حدث في سوريا، ثم الحديث عن أن تصفية الإرهابي هي الحل الأمثل لذلك، ثم علمانية الجيش ثم الحديث عن وضع آلية لمجابهة إعلام الاخوان ونشاطهم علي السوشيال ميديا، لذلك نخرج بمجموعه مهمة من محاور للعمل من هذه الندوة، الأول: أن النظام يزعم أنهم بعد تحجيم أدوار الاخوان علي الأرض من حراك واتصال جماهيري، فنبدأ بمواجهة النشاط الإعلامي والسوشيال لذلك يجب عمل سيناريوهات للتعامل معها حال التضييق علي هذه الوسائل، الأمر الثاني: مضمون المؤتمر فيه الكثير من الأكاذيب يجب الرد عليه وتفنيده، الثالث: إخراج مجموعه من المنتجات الإعلامية التي تستجيش عواطف العامة عن جرائم العسكر في السجون وفي سيناء، الرابع: مجموعه من التساؤلات عن ــ هل الاخوان جماعه إرهابية؟ ونفند كل كلام النظام؛ الخامس: توظيف ملف جنرالات الذهب إعلاميا للحديث أن الجنرالات تخرب البلاد لصالح إمبراطورتهم الاقتصادية والسياسية والاجتماعية ثم عمل فيلم وثائقي وبروموهات عن معاناة أهل سيناء وعلاقته بالجيش وإسرائيل. اجتماع للسيسي مع رئيس الوزراء ومحافظ البنك المركزي ووزراء الدفاع والإنتاج الحربي والخارجية والداخلية والعدل والمالية ورئيسي المخابرات والرقابة الإدارية ويؤكد أن الإصلاح الاقتصادي يحقق نتائجه بفضل تفهم الشعب وذلك للتوصية بتشديد الرقابة على المخابز والأسواق وإجراءات ضد المتلاعبين ويطلب بسرعة تحديث قوائم البطاقات؛ ووزير التموين: تطبيق أسعار استرشاديه على السلع التموينية؛ والسيسي يعلن ارتفاع الاحتياطي النقدي إلى 3مليار دولار. والملاحظات على هذا الاجتماع هو كما عودنا السيسي استغلال مواسم معينه بإعطاء انطباع بأداء معين ففي اجازات عيد الأضحى انخفض الدولار فأصدر هو واعلامه مجموعه من التصريحات تعطي انطباع بإنجازه الكبير والان في الأعياد الصينية وتراجع الاستيراد لموسم الاجازات في الصين يعد لحمله اعلاميه تعطي انطباع بالإنجاز. نشرت جيروساليم بوست تحقيق مع عدد من المفكرين اليهود عن العلاقات المصرية الإسرائيلية خلص إلي أن العلاقات الآن في عصرها الذهبي ولم تكن يوما في حاله من التحسن كما هي الآن، وأن إسرائيل تعتبر بقاء النظام الحالي واستقراره من أولوياتها ولكنها تريد من السيسي مزيد من التنازلات علي الجانب السياسي مثل مزيد من التطبيع والتنسيق العلني، لكن الأهم كما يقول إيريكر ماندل مؤسس ومدير الشبكة السياسية والإعلام في الشرق الأوسط: أنه يجب أن نسعي لمزيد من الدعاية لإسرائيل لدي الشعب المصري لصالح إسرائيل وضد الإرهاب وان تفتح مراكز ثقافيه إسرائيلية في القاهرة والإسكندرية كما نريد ان يتم تبادل الزيارة علي المستوي الإعلامي والثقافي وأعد جيان ليفي ورقة عن مستقبل العمل الإعلامي للتسويق لإسرائيل ومحاربة الإسلاميين في مصر تضع خطه قد تكون موضع التنفيذ في الأيام المقبلة، لذلك يجب عمل حمله مضادة عن الغزو الإسرائيلي الإعلامي لمصر. تم في هذا الأسبوع زيارة الرئيس اللبناني العماد ميشيل عون للقاهرة ولقائه السيسي وتم معالجة الموضوع علي أنه لقاء وزيري دفاع أصبحا رئيسين واتفقا علي التعاون في محاربة الإرهاب، إلا أن الزيارة بها كثير من الدلالات الهامة فعون محسوب علي المحور الإيراني السوري، بل وامتدح حزب الله ودوره الوطني في الاعلام المصري، ثم أنه وإن كان سيزور السعودية إلا أن هناك حاله من المكايدة في الزيارة للسعودية وذلك بعد ان أصدرت فورين افير تفاصيل دعم مصر لنظام بشار في تقرير خطير تحدث عن الأول من فبراير الجاري غادرت طائرة نقل عسكرية من قاعدة جوية روسية في اللاذقية، وهبطت في مطار قرب الحدود المصرية مع ليبيا، ثم عادت مرة أخرى إلى سوريا، حيث لعدة أشهر كانت هناك تقارير غير مؤكدة تشير إلى أن القاهرة قد أرسلت قوات لمساعدة النظام السوري في الحرب الأهلية في البلاد، مما يؤكد أن القاهرة بالتنسيق مع تحالف “دمشق موسكو“تدعم النظام السوري بقيادة بشار الأسد؛ في نوفمبر الماضي، اعترف السيسي بدعم جيوش الأنظمة، حينما قال: على سبيل المثال في ليبيا، نحن ندعم الجيوش الوطنية، وقال للتلفزيون الحكومي البرتغالي إن الأولوية بالنسبة للقاهرة هي دعم الجيوش الوطنية في سوريا والعراق، وعندما سأله المضيف: هل تقصد النظام السوري؟، فأجاب السيسي نعم؛ وتعتبر هذه هي المرة الأولى التي تعترف فيها مصر وهي حليف الولايات المتحدة منذ فترة طويلة، علنا بأنها تقف مع الحكومة السورية، ومتحالفة مع نظام الأسد وخصوم الولايات المتحدة إيران وروسيا، كما أن السيسي الآن واحد من القادة العرب الذين أعلنوا بوضوح دعم دمشق؛ اختتمت المجلة بأن الشرق الأوسط عام 2017يختلف بشكل كبير عما كان عليه قبل ست سنوات، حيث أن الإطاحة بحسني مبارك جاءت بحكم الإخوان ومن ثم الجيش مرة أخرى، فضلا عن أن الصراع مع حماس لم ينته بعد، ومن المتوقع أن يكون العام القادم زاخما بالمفاجآت وليس أقلها في منطقة الشرق الأوسط. استقبل السيسي ووزير الدفاع وفد من مجلس الشيوخ والنواب الأمريكي برئاسة الجمهوري دانا رورباخر: ويغلب عليهم الأعضاء الجمهوريين بل واللجنة التي تشكلت من نواب يمينين وموالين لإسرائيل بعد انقلاب يوليو ثم الحديث عن النسيق في مكافحة الإرهاب ولمز السيسي عدم تفريق الإرهاب بعضه عن بعض يقصد الاخوان ثم الحديث عن عمل محور مصري إسرائيلي سعودي لوضع آليات لحل القضية الفلسطينية بما يشمل اقتراح السيسي الذي يتحدث عنه نتانياهو بتبادل أراضي في سيناء. ثانياً: حكومة السيسي تحدثت كثير من الصحف ومراكز الأبحاث عن تسريب سامح شكري مع إسحاق مولخو محامي نتانياهو الذي بثته قناة مكملين وبعيدا عن المضمون هناك ملاحظات نرصدها الأول: هو ان وزير الخارجية يعطي اقتراحات وملوخو يسجل للعرض مما يعني أنه يدرس ويعرض علي لجان ثم يملي علينا، الثاني: هو خروج صراعات الأجنحة للعلن وإعلان إعلامه ذلك، الثالث: هو أنه بالنسبة لإسرائيل فلا يوجد اعتبارات للأمن القومي فهي تعرف أدق التفاصيل، الرابع: أن إسرائيل هي المستفيد الأكبر؛ وهذا يحتاج الي توظيف من جهة محاكمة مرسي للتخابر مع حماس فما هو المطلوب بالنسبة للسيسي وإسرائيل. هناك حاله من اللغط في الأوساط الاقتصادية والإعلامية حول تقرير الجهاز المركزي للتعبئة والاحصاء حول وصول التضخم الي أعلي مستوي له من 40عام وتجاوزه الـ 30% رغم أن هذا الرقم كما يقول كثيرون منافي للواقع الذي تحدث عنه نفس الجهاز حيث أعلن ان مستوي التضخم الشهري بين 5 – 5 % مما يعني في العام حول 60% إلا ان الدلالة الأخطر أن وصول أسعار السلع الأساسية الي سعرها الأعلى على الاطلاق…

تابع القراءة

المشهد السياسي من 11 يناير حتى 17 يناير

المشهد السياسي أولاَ: الرئاسة المصرية شهد المناخ السياسي في مصر حاله كبيرة من الشد والجذب بين حكم المحكمة الإدارية العليا برفض طعن الحكومة علي حكم اول درجه بمصرية تيران وصنافير وحالة الارتباك الشديدة في منظومة الحكم وكان من الواضح أنهم كانوا يظنوا ان القضاء الإداري نتيجة الضغوط الأمنية على منتسبيه أنه سيستجيب للحكومة ويقبل الطعن مما خلق حالة من الارتباك، وعدم وجود رؤية محدده وراي واضح، في ماذا سنفعل؟ فبين قائل بأن الحكم غير ملزم لأن القرار من أعمال السيادة، وقائل نذهب للدستورية، وقائل البرلمان يخرجنا منها، والخبراء الحقيقيين يقولون أن الحكم يمنع كل تلك الإجراءات، حتي التلويح للتحكيم الدولي غير ممكن، لأن الدستور تحدث أنه لا يمكن عرض سيادة الدولة علي اقليمها للتحكيم الدولي. الأمر الثاني هو تماهي الإدارة الأمريكية القادمة مع الحكومة المصرية في السعي لإدراج الاخوان كجماعه ارهابيه أمريكيا، فقد تحرك النظام في هذا الأسبوع في دعم هذا التوجه بتحويل كل المتحفظ علي أموالهم وعددهم 1503 علي قوائم الإرهاب وصدور احكام مشدده في معظم القضايا هذا الأسبوع، أما بالنسبة لدوافع الحركة الأمريكية فقد اصدر مركز بلومبرج عن الشراكة التجارية بين ترامب و رجل الأعمال الإماراتي حسين السجواني، الذي يرأس شركة “داماك” العقارية ومقرها دبي وحديث ترامب في أول مؤتمر صحفي له عن رفضه صفقة بـ 2 مليار دولار بعد نجاحه مع هذه الشركة والصحيح ان ترامب قد ترك اعماله التجارية لأبنائه وانه يريد مجاملة الامارات عن طريق ادارته القادمة ولكن هل توافق المؤسسات الأمريكية علي هذا العبث وهو ما ستسفر عنه الأيام القادمة. استقبل السيسي هذا الأسبوع وفد من مجلس أعمال الأمن القومي الأمريكي والمخابرات البريطانية ثم رئيس البرلمان الإيرلندي، وهي زيارات روتينية من الغرب خصوصا مع اقتراب المحطات الثورية لدعم السيسي، والاطمئنان علي الترتيبات الأمنية، خصوصا بعد زيارة سامح شكري لألمانيا والتوقيع علي اتفاقيات للتعاون الأمني خصوصا مع دور ألمانيا الأمني المعروف في الاتحاد الأوربي، أما زيارة رئيس مقدونيا وبلاروسيا فهي زيارات دعائية ليس إلا وتمت بتنسيق من الكنيسة المصرية التي تدين الدولتين بديانتهما فدولة بيلاروسيا دوله زراعية حبيسة لا توجد لها حدود بحرية، يحدها من الشمال الشرقي والشرق دولة روسيا الاتحادية، ومن الجنوب أوكرانيا، ومن جهة الغرب بولندا وليتوانيا، وإلى الشمال الغربي توجد دولة لاتفيا، يحكمها آخر ديكتاتور في أوروبا بالإضافة الي ضعف الإمكانات الاقتصادية والصناعية. أثار رد فعل الشرطة الحاد علي عمليات سيناء الأخيرة من اغتيال 19 من المحتجزين لديهم من أبناء سيناء، مما أدى إلى ردة فعل عنيفة من أبناء سيناء، وتهديدات بعصيان مدني، واستهداف مؤسسات الدولة، مما يهدد بتفاقم الأمور في سيناء نتيجة ممارسات الشرطة التي أسبتت انها جزء كبير من المشكلة، ولأن تحقيقات كثيرة أثبتت أنها مخترقة، ووجود حالة من عدم الاستعداد والتراخي، وضعف التدريب، وعدم وجود رؤيه سليمة للتعامل مع المشهد المتداعي، ويأتي هذا التصعيد بعد لقاء السيسي بوزير الدفاع ووزير الداخلية ثم القرار بمنع دخول سيناء إلا من يحمل تصريح أمني في محاوله لزيادة العزلة لـ سيناء مما يهدد بمزيد من تفاقم الأزمة وتصاعد أكبر للتوتر ويفاقم الشعور بعدم الاستقرار والقمع الشديد فقد صرح مدير هيومان رايتس واتش عن ديكتاتورية السيسي، فبعد أن رحب المصريون، غير السعداء بحكم الإخوان، بعزل محمد مرسي أول رئيس مدني منتخب في 2013م، مضى السيسي قدما في حكم أكثر قمعا بفارق شاسع عن ديكتاتورية حسني مبارك طويلة الأمد، وكذلك قرار أخر خرج من هذا الاجتماع بمنع التظاهر قرب مؤسسات الدولة مما يعني القلق من القادم. كما هي عادة السيسي عموما حرصه علي الظهور الإعلامي المكثف والرد علي الشبهات المثارة حول نظامه وكذلك لقاءه قبل أي محطه ثورية بوسائل الاعلام لاجترار التعاطف والحديث عن إنجازاته التي لم تحدث في التاريخ وقد شمل اللقاء في جزئيه علي مضامين (لن أترك الناس أسرى لآليات السوق، افتتاح أضخم مصنع للأدوية في ٣٠ يونيو، ومصنع آخر لألبان الأطفال خلال ٧ شهور، أتوقع خلال ٦ شهور انخفاض الدولار وأسعار السلع وتخفيف الوطأة على المواطنين، نعيد صياغة الاقتصاد ونجدد دماءه لبناء الدولة التي نريدها، أسعى لإقامة آليات منضبطة لمواجهة شراسة السوق، وسأواجه المغالاة بحسم القانون، تسليم مصانع مدينتي الأثاث والجلود لصغار الصناع خلال 9 شهور، إنشاء مصنع لإنتاج 4 ملايين طن أسمنت يصل إلى 20 مليونا نهاية 2017، اكتمال إنشاء 3 مطارات دولية، منها «سفنكس» غرب القاهرة و «القطامية» شرقها، توفير اللحوم والسلع الأساسية بأسعار مناسبة قبل رمضان المقبل، ننفق ١٠٤٠ مليار جنيه على كل المشروعات، والعائد من أراضي المدن الجديدة وحدها ١٤٠٠ مليار لا أخشى “عش الدبابير”، ولا “أحد على رأسه ريشة”، تعديل وزاري قريب، الأسطول الجنوبي لوضع الممر الملاحي من باب المندب إلى بورسعيد تحت السيطرة المصرية، من سيرفع السلاح سنواجهه بالسلاح، أولوياتي في 2017 الارتقاء بالاقتصاد ومعيشة المواطنين والنهوض بالتعليم والصحة والأمن، سيخرج من مصر نور حقيقي للمواطنة واحترام عقائد الآخرين، نعم الصدر يضيق من إعلام غير مهني ينشر الإحباط، تفاهم أكبر وتنسيق أعمق في مكافحة الإرهاب مع الإدارة الأمريكية الجديدة، إعلان الاتفاق النهائي مع روسيا لإنشاء محطة الضبعة أصبح وشيكا، نشارك في مؤتمر “أستانة” لو وجدنا مساهمتنا تنهى معاناة سوريا، جهدنا للحفاظ على وحدة ليبيا ودعم جيشها واحترام إرادة شعبها، أقول لأشقائنا العرب: هذا وقت التماسك فأمننا مرتبط بوحدتنا وتفاهمنا، وللإثيوبيين: ما دمنا وضعنا أيدينا في أيديكم فإننا لن نضحى بعلاقاتنا معكم، اطمئنوا على قواتكم المسلحة، قدراتها فوق ما تتصورون، اتفاق سد النهضة دولي والمكتب الاستشاري مستمر في عمله. يغلب عليها التصريحات الوردية، ولكن يلاحظ أن كل المشروعات استهلاكيه، واغلبها انشائي يستهلك سيوله، ولا يعطي عائد قريب بالإضافة الي انها تعطي مزيد من الأدلة علي سيطرة الجيش المتعاظمة علي الاقتصاد من ناحيه. ثانياً: حكومة إسماعيل شريف استمرار في نفس السياسات المخابراتية، تعلن حكومة إسماعيل شريف عن رفض أحد الإجراءات لخلق حاله من اللغط الإعلامي والشعبي حوله ثم تبدا في الإعلان عن الإجراءات بشكل متشدد، ثم يصدر القرار بشكل اقل تشددا كأنه انجاز بتخفيف من الحكومة فبعد نفي الحكومة انها ستلغي أسماء 14 مليون مواطن من البطاقات التموينية، بدأ الإعلان عن إزالة 4 مليون اول فبراير بحجة سفرهم للخارج أو بسبب الوفاة أو بسبب خطا في الرقم القومي في المرحلة الاولي ثم رفع أسعار المواد التموينية وتخفيض حجمها ليصبح الدعم صفر كما قال وزير التموين السابق ثم في المرحلة الثانية وضع معايير جديده للبطاقة حسب الدخل والإنفاق تمهيدا لإلغاء الدعم بالكامل علي كل السلع والخدمات واستبداله بدعم نقدي ل 5 مليون مستحق من مستحقي معاش الضمان فقط في الوقت الذي يطحن لهيب الأسعار والسلع الأساسية المواطنين حتي الطبقة المتوسطة، وفي نفس السياق يتم قتل الزراعة بالعمل بالأسعار الجديدة للأسمدة، 2960 جنيهًا سعر الطن بزيادة 50%، و148 جنيهًا…

تابع القراءة

المشهد السياسي من 4 يناير حتى 10 يناير

المشهد السياسي أولاَ: الرئاسة المصرية مقدمه: تشبيه استخدمته صحيفة كريستيان ساينس مونيتور حول الأوضاع السياسية في مصر وتجزر الفساد فيها وفشل محاولات إصلاح النظام أو تعديل مساره أو مراكز القوي في داخله بالهيدرا ويذكر أن الهيدرا في الأساطير اليونانية هو كائن ضخم أشبه بالأفعى أو التنين، ولديه تسعة رؤوس، وإذا قطعت له رأس، تنمو له رأسان مكانهما، وهو ما يجعل قتلها في عداد المستحيل مما يدلل حجم اليأس من إمكانية إصلاح هذا النظام ويدلل على أن الحل هو إما استئصال هذه النظام بقواه الداعمة او اليأس من أي إصلاح. كما هو واضح من سلوك السيسي في التعامل مع كل محطه ثوريه وهو تكثيف ظهوره الإعلامي والرد علي الشبهات المثارة حوله ثم التكثيف الأمني قبل هذه المحطة الثورية وخصوصا في المناطق المركزية الحيوية فقد حضر السيسي هذا الأسبوع افتتاح ميناء سفاجا وتدشين حاملة الطائرات جمال عبد الناصر وفي خلال هذه الزيارة هناك مجموعه من الدلالات المهمة، الأولي هو ارتدائه للبدلة العسكرية وتقديم العسكريين من الوزراء ورجال الجيش في دلاله علي ولائه المطلق للقوات المسلحة وأن علاقته بها علي ما يرام، والامر الثاني وهو استمرار في تهميش دور شريف إسماعيل في كل الأحوال، والأمر الثالث حرصه الحديث عن الوضع الاقتصادي وتداعياته وانه يعمل علي حل اشكالياته بمساعدة القوات المسلحة، مما يعني مزيد من سيطرة العسكر علي الاقتصاد، فبعد الزيارة تم الإعلان عن 6 مصانع لمواد تخص الحياه المدنية يملكها الجيش 3 منهم لتصنيع الدواء والبان الأطفال ومصنع للمبيدات الحشرية ومصنع للمنتجات الغذائية واخر لمواد البناء ثم يحدث البسطاء أن الجيش لا يسيطر علي الاقتصاد. المرة الثانية هذه الأسبوع وهو خروجه في حوار علي الهاتف مع عمرو اديب وهو حوار يحمل مضامين أن ما يحدث في سيناء يتم بتامر دولي علينا ويهدد القري التي يخرج منها الإرهابيين بأنه لم يستهدفها حتي الآن وانه كان يعلم بحجم التحدي الإرهابي، لذلك طلب التفويض، ويهاجم الاعلام الذي يعرقل جهوده عن قصد وبغير قصد ويقول: أن الإدارة الأمريكية الجديدة معي وستساعدني وأن الشعب يقف معي ويساندني، ويرفض محاولات التهييج ضده رغم الظروف الصعبة، مما يدلل علي مجموعه من الدلالات، الأول استخدام أسلوب العصي والجزرة للجميع مجتمع وإعلام ومستثمرين وغيرهم، الثاني: يقول لا خوف من ردة فعل الشعب علي موضوع تيران وصنافير أو الأوضاع الاقتصادية، الثالث: أنني لي الدور الأكبر في العالم في الحرب علي الإرهاب ولن تتخلي عني أمريكا، الرابع: أن ما يحدث في سيناء سيستمر لفترة طويلة ولن نستطيع انهائه، الخامس: أن الأولوية ليست الأوضاع الاقتصادية او الحريات لكن الأولوية هي محاربة الإرهاب واهل الشر. هذا على الرغم من تقرير لفورين افير يتحدث عن السلوك القمعي لنظام السيسي يؤدي الي مزيد من التطرف في سيناء وضد المسيحيين. حرص السيسي علي التودد للمسيحيين كشركاء حيث دعي السيسي للتبرع لبناء أكبر مسجد وكنيسه في العاصمة الجديدة والمقصود منه غير التودد للمسيحيين هو اشغال الراي العام ومزيد من الجباية من رجال الاعمال والمواطن العادي ثم إعطاء انطباع أن مشروع المليون وحدة سكنية يسير علي قدم وساق رغم التقارير التي تتحدث عن تعثره وعدم جدواه. أصدر مركز الامن القومي تقرير مهم يتحدث عن أن الامارات أصبحت قوي اقليميه صاعده وأنها ثاني أكبر اقتصاد في الشرق الأوسط الا انه تحدث عن تنامي قدرتها العسكرية وأنها رغم قلة عدد جنودها الا ان تسليحها النوعي الأكثر تطورا في المنطقة إلا أن الشاهد من التقرير أنه يتحدث عن استخدام الإماراتيين لقوتهم في ضرب الربيع العربي في مصر والمنطقة، بل ضرب الطيران الاماراتي للثوار في ليبيا انطلاقا من مصر، وأنها تستخدم مصر كواجهة لكثير من عملياتها في المنطقة. ثانياً: حكومة إسماعيل شريف رغم إصرار الحكومة علي اصدار تقارير ورديه عن المؤشرات الاقتصادية في مصر من تراجع الاستيراد وارتفاع الجنيه إلا أن الجهاز المركزي للتعبئة والاحصاء، أصدر تقرير صادم ومحبط عن الأوضاع الاقتصادية المتهاوية في مصر في 2016م، فتحدث عن ارتفاع التضخم إلي 25% مما يعني انخفاض ودائع البنوك بربع قيمتها بالإضافة الي الإرتفاع الرهيب في أسعار السلع الأساسية والخدمات حيث ارتفعت الخدمات الصحية 33% والطعام 35%، مثل السكر 80% والدقيق 77% والأرز 70% والزيوت 50%، اللحوم والدواجن 27%، البيض ومنتجات الالبان 33%، بالإضافة الي تراجع السياحة 65% وتراجع عائدات القناة، مما يدلل علي كارثه اقتصادية قادمة وخصوصا مع الإعلان عن تراجع أصول الدولة بحوالي 50% من قيمتها بعد تعويم الجنيه أي انها ستبيع الأصول بنصف القيمة بعد التعويم ومع بداية طرح شركات في البورصة فتم الإعلان عن طرح شركة انبي للبترول للبيع في البورصة مما يعني بيع الأصول ووصول الدين الي مستوي 123% من حجم الاقتصاد و تزايدت إجمالي ديون مصر لتجمع دول “نادى باريس” إلى نحو 3.655 مليار دولار بنهاية سبتمبر 2016م، من نحو 3.553 مليار دولار بنهاية يونيو الماضي، – نهاية العام المالي 2015 – 2016 – من إجمالي ديون مصر الخارجية البالغة نحو 60.1 مليار دولار بنهاية سبتمبر الماضي، بارتفاع قدره نحو 102 مليون دولار، وفقًا لأحدث التقارير الصادرة عن البنك المركزي المصري، مما يعني أن الإفلاس أصبح واقع ولن يبقي إلا الإعلان عنه فقط. في وسط زخم إعلامي يتحدث عن انتهاء الإرهاب في سيناء تعود العمليات العسكرية مرة أخري ويتم استهداف كمين في العريش ومقتل حوالي 9 أفراد إلا أن الغريب أن الإعلام المؤيد للسيسي يتحدث عن نجاح الأمن في صد الهجوم رغم مقتل 9 افراد وانهيار المباني المجاورة والهجوم علي الكمين وتصويره، فيتحدث الاعلام عن نجاح الأمن في قتل 5 من المهاجمين، مما يدلل حجم الاختراق الأمني، وعدم القدرة علي التعامل مع الأوضاع رغم الدعم الإسرائيلي والإقليمي والغربي الكبير للقوات في سيناء فيما يلقي ظلال بالشك حول رغبة النظام في بقاء الأوضاع لاستمرار تفريغ سيناء لصالح إسرائيل وللتسويق للغرب بأنهم في حرب علي الإرهاب. تصاعد وتيرة الهجوم على الحكومة وخصوصا المدنيين فيها وانهم سبب الفشل في كل النواحي وتصاعد التكهنات حول التعديل الوزاري وهو ما يقصد به تصفير العداد بما يعني تحميل الحكومة سبب الفشل والفساد والسقوط لتأتي حكومة جديده لنبدأ من جديد وننتظر حتى يتراكم الفشل أكثر ثم الحديث عن تغييرها رغم ان سبب الفشل المتراكم من عشرات السنين رغم الإمكانات هو تسلط العسكر على هذه البلاد لأكثر من 60 عام، مما يوجب على كل مصري وطني، الثورة ضد هذا الكابوس. تصاعد بشكل كبير هذه الفترة حملات اشغال الراي العام بعيدا عن الكارثة الاقتصادية وبيع تيران وصنافير حيث يتم اشغال الناس بأكاذيب تجنيد الفتيات، ولحوم الحمير، وتعذيب الأطفال في دور الايتام، تسريبات البرادعي، فيلم مولانا وتهجمه على الدين، التبرع للمسجد والكنيسة وغيره في الحملات التي لا تنتهي منذ بداية عزل محمد مرسي أول رئيس مدني منتخب. ثالثاَ: الأحزاب…

تابع القراءة

ملخص حول أزمة مشروع قانون السلطة القضائية (1)

في بداية الأمر، نشرت صحيفة اليوم السابع في يوم الجمعة قبل الماضية، الموافقه 23 ديسمبر 2016م، تقريرا قالت فيه إنه نص مشروع قانون السلطة القضائية الجديد، المقدم من النائب أحمد حلمي الشريف- وكيل لجنة الشئون الدستورية والتشريعية بمجلس النواب ورئيس الهيئة البرلمانية لحزب المؤتمر-، بشأن تعديل قوانين السلطة القضائية رقم 46 لسنة 1972، وقانون هيئة النيابة الادارية رقم 117 لسنة 1958 ، وقانون هيئة قضايا الدولة رقم 75 لسنة 1963 وقانون مجلس الدولة رقم 47 لسنة 1972، والخاص بكيفية تعيين رؤساء الهيئات القضائية. [1] ينص مشروع على أن يعين رئيس هيئة النيابة الإدارية بقرار من رئيس الجمهورية من بين ثلاثة من نوابه يرشحهم المجلس الأعلى للهيئة، وتعيين رئيس هيئة قضايا الدولة بقرار من رئيس الجمهورية من بين ثلاثة من نوابه يرشحهم المجلس الأعلى للهيئة، وتعيين رئيس محكمة النقض بقرار من رئيس الجمهورية من بين ثلاثة من نوابه يرشحهم مجلس القضاء الأعلى. كما يعين رئيس مجلس الدولة بقرار من رئيس الجمهورية من بين ثلاثة من نوابه ترشحهم الجمعية العمومية الخاصة بمجلس الدولة. وكرد سريع من نادى قضاة مصر، اعلنت اللجنة الاعلامية لنادى قضاة مصر في يوم السبت 24 ديسمبر 2016 بيانا قالت فيه :”بشأن ما نشر ببعض وسائل الإعلام المختلفة عن مشروع قانون لتعديل نص الماده 44 من قانون السلطة القضائية وبعض مواد قوانين الهيئات القضائية الأخرى، التى تمس ثوابت قضائية مستقرة هى من صميم استقلال القضاء فإنه لم يتأكد لنا صحة ما نشر وجارى التواصل مع الجهات المعنية بذلك“. وقد حدثت عاصفة من السجالات بعد أن احال الدكتور على عبدالعال مشروع القانون الى اللجنة التشريعية، بدأت عند رئيس نادي القضاة، حيث قال المستشار محمد عبد المحسن رئيس نادى القضاة، إن مشروع القانون يمثل اعتداء على استقلال القضاء لمساسه بالثوابت القضائية المستقرة، مشيراً إلى أنه جارى التشاور مع مجلس القضاء الأعلى والجهات القضائية الأخرى فى هذا الأمر، وتم دعوة المجلس الاستشارى لرؤساء أندية الأقاليم لاجتماع عاجل بشأن مناقشته. من جانبها، اعلنت الحكومة رفضها لمشروع القانون المقدم حيث اعلن وزير الشئون القانونية ومجلس النواب المستشار/ مجدي العجاتي قائلا: “أرفض ذلك التعديل لأنه يخل بالأقدميات فليس من المعقول أن يأتى الأحدث لكى يكون رئيسا على الأقدم”، مشيرا إلى أنه لا شأن له أو الحكومة بتعديلات القانون وأنه فوجئ ببعض النواب يقدمونه ، مؤكدا أن الحكومة لا شأن لها بهذا التعديل .“[2] قال المستشار احمد سليمان، وزير العدل الاسبق: ان مشروع قانون الهيئات القضائية المطروح حاليا به شبهة تصفية حسابات مع بعض رجال القضاء سواء من تربطهم علاقة بشخصيات قضائية لا ترضي عنهم السلطة او من اصدر حكما له علاقة بقضية مسيسة كما هو هو الحال في قضية تيران وصنافير وهوالحكم الذي اصدره المستشار يحي الدكروري بشان هذه القضية وهوما اثار ردرود افعال كثيرة في حينه وتسبب في حرج بالغ للسلطة ويبدو ان هذا الحكم ياتي كسبب من اسباب الدفع بهذا القانون الان للرد علي هذا الحكم وحرمان صاحبه من رئاسة مجلس الدولة وهو ما اثار ازمة بين السلطة والقضاة. [3] [1] https://goo.gl/1tGwSy [2] https://goo.gl/Q1pqUR [3] http://rassd.net/198622.htm 

تابع القراءة

دلالات الزيارات الخارجية لمصر الفترة الماضية

شهدت مصر خلال الفترة الماضية العديد من الزيارات التى قام بها وفود برلمانية ورئاسية اخرها زيارة رئيس بيلاروسيا القاهرة واشادته بالسيسي، وأن كان اهمها زيارة وفد من الكونجرس الامريكي ورئيس الاستخبارات البريطانية ولقائهم بالسيسي. وقد كان الملاحظ علي تلك الزيارات باستثناء زيارة الوفدين البريطاني والامريكي ان اغلب وفودها من دول نامية وليس لها تأثير او وزن سياسي، بل إن اغلبها تعاني مشاكل وازمات سياسية مثل دولة جنوب السودان، وإن كان الواضح ان الهدف من تلك الزيارات هو اشعار المواطن بحالة من الحراك السياسي الخارجي للنظام، وأنه يتواصل مع العالم الخارجي من اجل صالح الشعب المصري، واخراجه من ازماته الاقتصادية المتفاقمة، وفي نفس الوقت تسويق نفسه علي الصعيد الخارجي بعد ان عجز خلال السنوات الماضية علي ايجاد اي شرعيه له علي الصعيد الخارجي. اما الزيارات الامريكية والبريطانية فتعتبر زيارات روتينية يتم تكرارها قبل المناسبات الحساسة التى يمر بها النظام، حيث تخشى بريطانيا وامريكا من أن تؤثر شعبية النظام المنخفضة في اوساط الشعب المصري علي بقاءه خلال الخامس والعشرين من يناير، وتحاول ان تعمل معه من اجل اضعاف القوى الداخلية وعلي راسها جماعة الاخوان، لذلك نلحظ انه عقب تلك الزيارات ظهر في الولايات المتحدة القرار الخاص باعتبار الاخوان جماعة ارهابية، وفي نفس الوقت توصيل رسائل لقوى المعارضة بان هذا النظام لا يزال يحظى بالدعم الصهيو امريكي وانه لا سبيل لتغييره خلال الفترة المقبلة. وفي الواقع تعكس تلك الزيارات ازمة حقيقية يعاني منها هذا النظام، حيث تعكس عجزه عن التواصل بشكل حقيقي مع الانظمة الغربية، وعدم قدرته علي لعب دور مؤثر علي الساحة الاقليمية تجعله رقم مؤثر في المعادلة الدولية، ولذلك فهو يحاول ان يستعيض عن ذلك بدعوة دول ليس لها وزن علي الصعيد الخارجي من اجل احداث حالة من الحراك الداخلي، خاصة وانه لم يعد هناك امل في ان تلعب مصر دورا اقليميا مؤثرا نتيجة لضعفها الداخلي واعتماد الاطراف الاقليمية علي قوى اخرى اكثر تأثيرا. 

تابع القراءة

رؤية تحليلية للأخبار السياسية والاقتصادية في العالم العربي والإسلامي والعالمي، ودراسات استراتيجية للوضع السياسي المحلي والإقليمي والعالمي

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا لتلقي التحديثات على البريد الإلكتروني الخاص بك

You have been successfully Subscribed! Ops! Something went wrong, please try again.

جميع الحقوق محفوظة لرؤية للتخطيط والدراسات الاستراتيجية ©2022