المشهد السياسي.. عن الفترة من 6 فبراير وحتى 12 فبراير 2021

 

 

المشهد المصري:

  • الزمالك يحيي ذكرى ضحايا أحداث الدفاع الجوي.. ما الدلالات.

للمرة الأولى، منذ وقوع الحادث في 8 فبراير 2015، يحيي نادي الزمالك ذكرى وفاة 20 من مشجعيه، في أحداث ملعب الدفاع الجوي، بعد سنوات من التجاهل، وقد صرح النادي في رسالة مصورة، قائلاً “أبداً ما نسينا، وأبداً لن ننسى ما حيينَا.. طِبتم وطَابَ مثواكُم؛ رسالة فارس الزمالك إلى شهدائنا فى ذكراهم السادسة”، كما ارتدى لاعبو فريق الزمالك قمصانا كتب عليها الرقم 20 قبل مباراتهم، أمام الاتحاد السكندري في الدوري الممتاز، تخليدا لذكرى مشجعيه، كذلك قررت اللجنة المكلفة بإدارة نادي الزمالك برئاسة عماد عبد العزيز حلمي، بإقامة حفل تأبين لضحايا المذبحة للمرة الأولى[1].

وقد لاقت رسالة نادي الزمالك تفاعلا واسعا من مشجعي النادي، واستنكر عدد منهم دور رئيس النادي السابق مرتضي منصور فى تجاهل تلك الذكرى على مدار السنوات الست الماضية وعدم المطالبة بمحاسبة الجناة، كما حملوه المسؤولية عن الحادث، وطالبوا بمحاكمته، تصدر وسم (#رحم_الله_العشرين) قائمة التفاعلات على مواقع التواصل في مصر، واستذكر الناشطون من خلاله الذكرى المؤلمة مطالبين بالقصاص للضحايا، ومحاسبة “الجناة الطلقاء” الذين حرضوا على الجماهير آنذاك[2].

وقع حادث مصرع قرابة عشرين من جماهير الزمالك، أثناء محاولتهم دخول ملعب أستاد القاهرة لمساندة فريقهم أمام إنبي -كانت التذاكر محدودة لاعتبارات أمنية، وكان هذا موسم الدوري الأول الذي سمح فيه لمشجعين بحضور المباريات منذ وقعت أحداث مشابهة في استاد بورسعيد عام 2012 وأودت بحياة 74 شخصا- لكن قوات الأمن حاصرتهم بين بوابات المدرج المغلقة والقفص الحديدي الذي نصب قبل المباراة بيوم واحد، فلم تترك لهم فرصة الرحيل، كما لم تسمح لهم بالدخول، وألقت عليهم قنابل الغاز، ما أدى إلى مصرعهم؛ إما تحت القفص الحديدي الذي سقط عليهم، أو نتيجة الاختناق، أو التدافع أثناء محاولة الخروج من الحصار المفروض عليهم[3].

أما عن السياقات التي واكبت إحياء نادي الزمالك لذكرى مصرع 20 من جماهيره للمرة الأولى؛ فهي، رحيل مرتضى منصور عن القلعة البيضاء، وقد تزامنت مع رفض القضاء الإداري الطعن المقدم من مرتضى منصور، رئيس نادي الزمالك السابق ضد قرار وزارة الشباب والرياضة بتجميد عضويته[4]، والربط بين رحيل مرتضى وأحياء الذكرى يعود للاتهام الموجه من جماهير “زملكاوية” لمرتضى منصور بمسئوليته عن الحادث، كما يرجع للعلاقة المتوترة دائما بين “منصور” وروابط مشجعي نادي الزمالك “وايت نايتس”[5].

 

  • للمرة الأولى منذ 19 شهراً: السلطات المصرية تسمح لزوجة رامي شعث بزيارته في السجن.. ما علاقة ذلك بـ بايدن“.

أعلنت زوجة المعتقل الفلسطيني في السجون المصرية رامي شعث أن السلطات المصرية سمحت لها بزيارة زوجها بعد 19 شهر من اعتقاله، وقالت سيلين لوبران أنه منذ اعتقال رامي سمح لي التحدث إليه مرتين فقط، وأضافت أن “هذا الأسبوع أيضًا حاسم بالنسبة لوضع رامي. خلال زيارتي، ستُعقد جلسة استماع في 10 فبراير للنظر في طعن رامي في القرار التعسفي والجائر بإضافته إلى القائمة المصرية للأفراد والكيانات الإرهابية”.

وقد ألقت قوات الأمن القبض على “شعث”، 5 يوليو 2018، بتهمة المشاركة في تشكيل “خلية الأمل” المتهم فيها مجموعة من المعارضين المصريين. كما تم إجبار زوجته، الفرنسية الجنسية التي تعيش معه في مصر وتمارس تعليم اللغة الفرنسية منذ سنوات، على الرحيل إلى فرنسا من قبل أجهزة الأمن، بطريقة تَعسّفية من غير الكَشف عن الأسباب أو السّماح لها بالاتصال بالقنصلية الفرنسية. وفي أبريل 2020، قضت محكمة جنايات القاهرة (الدائرة 5 إرهاب)، بإدراج 13 ناشطا سياسيا مُعتقلين على ذمة القضية المعروفة إعلاميا بقضية “تحالف الأمل”، على قوائم الإرهاب، لمدة 5 سنوات. ومن بين هؤلاء النشطاء رامي شعث[6].

رامي شعث هو نجل نبيل شعث وزير الخارجية الفلسطيني الأسبق، والمستشار الحالي للرئيس محمود عباس للشؤون الخارجية والعلاقات الدولية ورئيس دائرة المغتربين، ويحمل “رامي” الجنسيتين المصرية والفلسطينية، ويقيم في مصر، ويمارس أعمال إقتصادية متعددة، وله دور بارز في حملة مقاطعة إسرائيل[7]؛ حيث شارك في تأسيس حركة مقاطعة إسرائيل في مصر، وهو تحالف وطني أطلقته أكثر من عشرَة أحزاب سياسية ونقابات طلابية ونقابات ومنظمات غير حكومية وشخصيات عامة للدفاعِ عن الحق الفلسطيني في حرية تقرير المصير، وقُبيل اعتقالِهِ، أعلَنَ رامي بشكل واضح وصريح عن رفضهِ لصفقة القَرن وانتقاده لأي مشاركة مصريّة في مؤتمرات البحرين. وفيما يتعلق بالشأن المصري فإن رامي ساعدَ في تأسيس مجموعة من الحركات والائتلافات التي لعبت دوراً نشطاً في الانتقال الديمقراطي للبلاد، بما في ذلك حزب “الدستور” الذي عمل كأمين عام له قبل إنشائه الرسمي[8].

وقد رأى مراقبون أن هذه الخطوة، ضمن خطوات أخرى أتخذتها القاهرة، تأتي استباقاً لأية انتقادات توجه لمصر من واشنطن بخصوص أوضاع حقوق الإنسان[9].

 

  • الإفراج عن محمود حسين: هل للأمر علاقة بالمصالحة الخليجية أم بالإدارة الامريكية الجديدة.

أفرجت السلطات المصرية عن محمود حسين الصحفي المصري بشبكة الجزيرة، بعد 4 سنوات من الاعتقال التعسفي دون محاكمة، وكانت قوات الأمن قد اعتقلت “حسين” في ديسمبر 2016 أثناء قضائه إجازة مع عائلته، وأدرجته على ذمة القضية رقم 1152 لسنة 2016 حصر تحقيق أمن دولة، بتهم نشر أخبار وبيانات وشائعات كاذبة حول الأوضاع الداخلية لمصر واصطناع مشاهد وتقارير إعلامية والترويج لأخبار كاذبة بما يهدد أمن الوطن، ومنذ تاريخ اعتقاله استمرت السلطات المصرية في تمديد احتجازه إحتياطياً[10]. جدير بالذكر أن الإفراج عن محمود حسين تم مع الإبقاء على تدابير احترازية، منها المبيت ليلتين في قسم الشرطة المجاور لمسكنه أسبوعيا[11]. وقد رحبت شبكة الجزيرة بقرار الإفراج عن “حسين”، حيث قال مصطفى سواق، القائم بأعمال المدير العام لقناة الجزيرة، في بيان، أن “شبكة الجزيرة الإعلامية ترحب بنبأ حرية محمود، وتؤمن بأنه يجب ألا يتعرض أي صحفي لما عانى منه محمود خلال السنوات الأربع الماضية لمجرد ممارسته مهنته”[12].

بينما رحب كثيرون بهذا القرار، باعتباره خطوة في اتجاه علاقة أكثر إيجابية بين السلطات المصرية والعاملون في المجال الصحفي والإعلامي، وأنها قد تكون بداية تعامل السلطات المصرية بشكل مختلف مع ملف المعتقلين. إلا أن وجهات النظر تباينت في تفسير دوافع هذه الخطوة، حيث رأى البعض أن الأمر له صلة بالمصالحة القطرية الخليجية؛ وأن إطلاق سراح حسين جاء بعد حوالي أسبوعين من عودة العلاقات الدبلوماسية بين مصر وقطر في أعقاب مقاطعة الدوحة من قبل بعض الدول بقيادة السعودية التي استمرت لثلاث سنوات[13]. بينما رأى آخرون أن القرار له علاقة بـ “خشية النظام المصري من الإدارة الأمريكية الجديدة”[14].

  • إستعداداً لبايدن.. هل يتصالح النظام المصري مع قوى المعارضة.

تحدث الصحفي المصري عماد البحيري[15] نقلا عن آخرون أن هناك بعض الجهود التي تبذل للوساطة بين السلطات المصرية وقوى المعارضة للتقريب بينها.

مشدداً على حدوث تحولات إقليمية ودولية من المنطقي أن تجبر النظام المصري على الميل باتجاه المصالحة مع قوى المعارضة المصرية؛ منها، الضغوط التي قد تمارسها الإدارة الأمريكية الجديدة على النظام المصري، خاصة فيما يتعلق بقضايا الحريات وحقوق الإنسان، وقد أشار جو بايدن بشكل واضح في خطابه عن الملامح الرئيسية للسياسة الخارجية الأمريكية في عهده، إلى أن “نشر ودعم الديمقراطية وحقوق الإنسان والحريات العامة على المستوى العالمي ومواجهة الدكتاتوريات” أحد أهداف سياساته الخارجية[16]، كما أن منها تفكك التحالف الذي كان قائماً بين مصر والإمارات، ومنها تفكك التحالف المناهض لتركيا في البحر المتوسط بين مصر وإسرائيل واليونان وفرنسا، وأخيراً رحيل رئيس الوزراء الإيطالي المتحالف مع الرئيس السيسي ووصول آخر أكثر إلحاحاً على قضية الباحث جوليو ريجيني وتورط رجال أمن مصريين في قتله. هذه العوامل كلها قد تدفع النظام المصري صوب التقارب مع قوى المعارضة لتخفيف الضغط عليه.

لكنه يرى أن السلطات المصرية، رغم كل هذه الضغوط لن تميل إلى سيناريو المصالحة، لأنها تعتقد أن أية انفراجة في الداخل المصري ستقود حتماً لانفجار الوضع وهو ما يستحيل عندها التعامل مع تداعياته، بالتالي سيحتفظ النظام بسياسة الاغلاق التام للمجال العام. لكنه –أي النظام المصري- في تعامله مع الضغوط الامريكية عليه، سيتبنى سياسة المناورة أحياناً، والاستجابة البطيئة للمطالبات الأمريكية في أحيان أخرى، ولرفض مطالبها في أحيان ثالثة بحجة أنها تتعارض مع الأمن القومي المصري.

 

 

 

 

المشهد الإقليمي والدولي

القضية الفلسطينية:

– لقاء الفصائل الفلسطينية فى القاهرة..النجاحات والتحديات:

استضافت القاهرة، فى 8 و9 فبراير الجارى، جلسات الحوار الوطني الفلسطيني، بمشاركة 14 فصيلاً، على رأسها حركتا “فتح” و”حماس”، حول ترتيبات تنظيم انتخابات تشريعية ورئاسية فلسطينية للمرة الأولى منذ 15 عاماً، وذلك عقب اصدار الرئيس الفلسطينى محمود عباس مرسومًا، فى 15 يناير 2020، بإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية والمجلس الوطنى بالتتابع.

وقد اتفق المجتمعون على مجموعة من النقاط، تتمثل أهمها فى:

1ـ الالتزام بالجدول الزمنى الذى حدده مرسوم الانتخابات التشريعية والرئاسية، مع التأكيد على إجرائها فى مدينة القدس والضفة الغربية وقطاع غزة، دون استثناء، والتعهد باحترام وقبول نتائجها.

2ـ تشكيل محكمة قضايا الانتخابات، بالتوافق من قضاة من القدس والضفة الغربية وقطاع غزة، وتتولى هذه المحكمة حصرا دون غيرها من الجهات القضائية، متابعة كل ما يتعلق بالعملية الإنتخابية ونتائجها والقضايا الناشئة عنها، ويصدر الرئيس الفلسطينى مرسوماً رئاسياً بتشكيلها وتوضيح مهامها إستناداً لهذا التوافق وطبقاً للقانون.

3ـ تتولى الشرطة الفلسطينية “دون غيرها”، فى الضفة الغربية وقطاع غزة بزيها الرسمى تأمين مقار الانتخابات.

4ـ إطلاق الحريات العامة وإشاعة أجواء الحرية السياسية، والإفراج الفورى عن كل المعتقلين على خلفية فصائلية أو لأسباب تتعلق بحرية الرأى، وضمان حق العمل السياسى والوطنى للفصائل الفلسطينية كافة فى الضفة الغربية وقطاع غزة، والتوقف عن ملاحقة المواطنين على خلفية الانتماء السياسى أو الرأى بما يوفر بيئة ملائمة لإجراء إنتخابات نزيهة.

5ـ معالجة إفرازات الإنقسام بكل جوانبه الإنسانية والاجتماعية والوظيفية والقانونية، على أسس وطنية شاملة وعادلة وخالية من كل مظاهر التميز الجغرافى والسياسى، من خلال لجنة يتم تشكيلها للتوافق، وتقدم تقريرها للرئيس الذى يحيلها لحكومة ما بعد الانتخابات للمجلس التشريعى للتنفيذ[17].

ولكن هناك مجموعة من التحديات التى قد تؤدى إلى افشال ما تم الاتفاق عليه، منها:

1- اختلاف حماس وفتح حول الهدف من اللقاء، ففى حين ترى فتح أن الهدف من لقاء القاهرة هو التركيز فقط على كيفية إجراء الإنتخابات كمدخل وحيد لإنهاء الانقسام والشراكة السياسية، دون الدخول فى مناقشات حول القضايا الخلافية الأخرى. فإن حماس ترى أن الهدف من اللقاء لا يقتصر فقط على الانتخابات ولكنه يشمل مناقشة مجموعة كبيرة من الإشكاليات التى رسخت الانقسام أهمها قضية الموظفين في وزاراتها الحكومية، ومدى التزام السلطة الفلسطينية بدمجهم ضمن كادرها الوظيفي، ومسألة الوضع الداخلي لقطاع غزة بعد الانتخابات[18].

2- الخلاف حول المحكمة الدستورية، ففى حين ترى فتح أن القرارات التي أقرها رئيس السلطة، محمود عباس، في شأن القضاء، ولا سيما المحكمة الدستورية، على أساس أنه شأن «لا دخل له بالحوار»، وحجة «الفتحاويين» في تبرير قرارات عباس هي أن «الأراضي الفلسطينية تعيش حالة استثنائية قانونية، لأن الانتخابات لا تشرف عليها وزارة الداخلية بل لجنة الانتخابات المركزية المستقلة بشخصية قانونية». وكان عباس قد أجرى، قبل يومين من إصدار مرسوم الانتخابات الثلاثية، سلسلة تعديلات على الجهاز القضائي عزل خلالها قضاة، وأعاد صياغة قوانين، إلى جانب تغيير رؤساء هيئات رقابية ومالية.

وهو الأمر الذي وصفته «حماس» بـ«التعديلات السوداء» و«السيطرة غير الدستورية على أهمّ مؤسسات السلطة»[19]. كما تتخوف حماس من المحكمة الدستورية، خاصة أنها المحكمة التي قامت بحل المجلس التشريعي السابق، وقطعت رواتب نواب كتلة (التغيير والإصلاح) التابعة لحركة حماس منذ 26 شهراً، فهذه المحكمة ستكون جاهزة لحل المجلس التشريعي القادم، إذا لم تعجب نتائج الانتخابات حركة فتح والقيادة الفلسطينية، ولا يوجد ما يمنعها من حل المجلس القادم وقطع رواتب الموظفين الجدد، بذريعة أن نتائج الانتخابات غير شرعية وغير قانونية، لأنها محكمة سياسية[20].

3- تأكيد البيان الختامى على أن إفرازات الانقسام بكل جوانبها ستعالج من قبل لجنة وطنية يتم تشكيلها بالتوافق، وسترفع توصياتها للرئيس لإقرارها وتحويلها لحكومة بعد الانتخابات لتنفيذها. هذا القرار هو أحد عوامل التفجير الخطيرة للاتفاق، إذ أنه يضع العربة أمام الحصان، ولا يشترط التوافق على إجراءات معالجة إفرازات الانقسام قبل عقد الانتخابات، وهو ما يجعل الباب مفتوحا لصراعات لا تنتهي إذا أجريت الانتخابات قبل حل هذه المشكلات التي لا يمكن لحكومة ما بعد الانتخابات أن تعمل بدون حلها[21].

4- شكوك عدد من الفصائل في نوايا “فتح” و”حماس”، واحتمال ترشح الطرفين عبر قائمة مشتركة أو اتفاقهما على تقسيم المقاعد بينهما. ولا ينفي المتحدثون باسم المنظمتين هذا الاحتمال، بل يثيرونه كقضية مشروعة للنقاش[22].

5- عدم وجود ضمانات لعدم تدخل الاحتلال الإسرائيلى فى تلك الانتخابات، فمن سيمنع الاحتلال من إعاقة حركة مرشحي حماس في مدن وقرى الضفة الغربية؟، ومن سيمنعه من اعتقالهم؟، وما / من الذي سيجبره على إجراء الانتخابات في القدس وعدم اعتقال الفائزين أو إبعادهم كما فعل في انتخابات 2006؟، ومن الذي سيجبر جنود الاحتلال على عدم التدخل في يوم الانتخابات بالأمن وترك المهمة للشرطة الفلسطينية؟. وبالتالى فإنه فهم من تركيز البيان الختامى على اقتصار تأمين الانتخابات على الشرطة الفلسطينية بأن المقصود هو الأجنحة العسكرية للفصائل فقط وليس الاحتلال[23].

 

  • هل تستعين إسرائيل بالحركة الإسلامية الجنوبية في تخفيف عواقب الجنائية الدولية:

الحدث: شهد المجتمع الفلسطيني حالة جديدة من التفائل عقب خروج قرار إدانة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في 2014، والتي سميت وقتها بالجرف الصامد. وكان للفلسطينيين بعد الحملة أكثر من 2000 قتيل وأكثر من 10 آلاف جريح، بينما كان لإسرائيل أكثر من 74 قتيلاً، معظمهم جنود، وأكثر من 2.200 جريح، ربعهم أصيبوا فزعاً. من جهة أخرى، تواصلت قيادات سياسية وأمنية إسرائيلية مع النائب العربي منصور عباس وطالبته بتوصيل عدد من الرسائل إلى زعيم حركة حماس السيد خالد مشعل.

قراءة في السياق والدلالة: يبدو أن الحالة السياسية الفلسطينية ستحصل على جرعات دعم في الفترة المقبلة، أولهما عقب ازاحة الرئيس العنصري ترامب الذي كان يحمل عداء كبير للعرب والمسلمين عامة، والفلسطينيين خاصة، حيث تواصلت قيادات إسرائيلية مع النائب عن الكتلة العربية منصور عباس وطلبت منه توصيل رسائل لخالد مشعل، وهو ما رآه  البعض متعلقاً بقرار الجنائية الدولية[24]، وبأن إسرائيل قد تسمح ببعض التخفيف في حال انسحبت فلسطين من القضية التي رفعتها ضد تل أبيب.

لكن وجب الإشارة إلى السياق السياسي للفلسطينين في الأراضي المحتلة بعيدًا عن حركتي فتح وحماس الذان لطالما تصدرا الحديث بإسم الشارع الفلسطيني، فهناك تنوعات أخرى وجب الإشارة إليها وبحث مواقف أصحابها من عدد من القضايا الهامة كقضية المقاطعة والمشاركة في العملية السياسية الصهيونية، وتعد القائمة العربية الموحدة التي تنتمي لـ الحركة الإسلامية الجنوبية، إحدى حركات الإخوان المسلمين في العالم العربي قديمًا، فقد حاولت الحركة الإسلامية، بعد اتفاقات أوسلو، الانخراط في السياسة الإسرائيلية، بل وسجلت حزب القائمة العربية الموحدة وذلك بخلاف الخط الأيديولوجي التأسيسي لها، على هذه الخلفية، انقسمت الحركة في 1996 إلى حركتين: الحركة الإسلامية الشمالية برئاسة الشيخ رائد صلاح، التي تقاطع انتخابات الكنيست بل وتعد خارجة عن القانون في تل أبيب، وفي مقابلها “الحركة الإسلامية الجنوبية” التي بعثت بمندوبها إلى الكنيست وطورت علاقات مع محافل رسمية وغير رسمية، دينية وغير دينية، في دولة إسرائيل، انطلاقاً من الرغبة في العمل على الجسر بين القيادة اليهودية وقيادة حركات إسلامية مثل حماس والجهاد الإسلامي، ويقيم كثيرون في القيادة العليا للحركة الإسلامية الجنوبية علاقات شخصية مع زعماء ومسؤولين دينيين كبار يهود في إسرائيل، بل ويشاركونهم في الإدارة والترويج لجمعيات ومنظمات مختلفة، وبالتوازي، يخوضون أيضاً حواراً متواصلاً مع القيادة الدينية الأعلى في العالم العربي، ولا سيما في مصر والسعودية، ولا شك بأن رسائل كهذه أو تلك تنقل عبرهم من جهات عليا، سياسة، دينية وربما أمنية في إسرائيل.

وهذا يشرح كيف يمكن لمسؤولي الحركة أن يتحركوا بحرية بخلاف رجال الحركة الإسلامية الشمالية، التي تخضع تحركاتهم لرقابة أجهزة الأمن وتثير اتصالاتهم مع جهات مثل حماس انتقاداً حاداً في القيادة السياسية، يتبقى الآن أن نتبين إذا كانت الشجرة التي غرستها في 1997 ستعطي ثماراً انتخابية في انتخابات 2021[25]، ويبدو أن إسرائيل على موعد مع بعض التنازلات الشكلية لتخفيف من حدة السخط الكبير الذي تتعرض له في أوساط الرأي العام العالمي.

 

ملف سد النهضة:

  • تحركات مصرية جديدة في ملف سد النهضة.

يتجه ملف سد النهضة إلى تصعيد جديد بعد فشل كل جولات المفاوضات السابقة بين السودان ومصر وإثيوبيا، إذ وجهت أديس أبابا هذا الأسبوع رسالة واضحة بأنها تسير في مخططاتها لبناء السد ولن تتراجع عن تعبئته في يوليو المقبل، وهو ما دفع القاهرة إلى تنشيط التحرك في قضية السد على مستويين أحدهما فردي والآخر ثنائي، وهما كالتالي:

التحرك الفردي: ترددت خلال الفترة الأخيرة أنباء عن طلب السفارة المصرية في واشنطن من شركة “براونستين هيات فاربر شريك” للعلاقات العامة والضغط السياسي، التركيز في الفترة المُقبلة على ضم بعض السياسيين الأميركيين من ذوي الأصول الإفريقية، لإقناعهم بالمشاركة في الحملة التي تنتهجها مصر لتثبيت الموقف الأميركي الرسمي القائم حاليًا من ملف سد النهضة. وتسعى السفارة بهذا التحرك إلى منع انجراف الإدارة الجديدة للبيت الأبيض للاستجابة للنشاط الدعائي المكثف لإثيوبيا، بالاشتراك مع مجموعات واسعة من النواب ذوي الأصول الإفريقية، المدعوم من شخصيات قريبة من الرئيس الأميركي جو بايدن ونائبته كامالا هاريس، وفي هذا الإطار؛ تركز الشركة، التي تتقاضى شهريًا 65 ألف دولار من مصر، على قضايا أخرى تهم النظام الحاكم في مصر؛ مثل: أوضاع الحريات العامة والمعتقلين السياسيين، وأهمية العلاقات الاقتصادية بين القاهرة وواشنطن، وحساسية المساس بها بأي صورة، أو التقليل من أهمية الدور المصري في التقارب العربي مع الكيان الصهيوني، وهي من أكثر القضايا أهمية لدى الأوساط السياسية التقليدية في واشنطن والحزب الديمقراطي خصوصًا، وقد وردت أخبار بأن النظام المصري تلقى نصائح جديدة من بعض النواب والسياسيين من جماعات الضغط التي تُكثِّف مصر التعاون معها، وكذلك من المتعاملين مع شركة “براونستين هيات فاربر شريك”، بضرورة الاستعداد لاتخاذ إجراءات تعكس رغبة النظام في تحسين أوضاع حقوق الإنسان خلال الفترة المقبلة، حيث كان بايدن قد انتقد سابقًا أوضاع المعتقلين في مصر[26]، وفي المُقابل؛ تداولت معلومات تفيد تلقِّي القاهرة ردًا من الإدارة الأميركية الجديدة، بشأن إمكانية لعب دور في حل أزمة سد النهضة، على غرار الإدارة السابقة، التي قادت وساطة، لم تكتمل، بين الأطراف الثلاث، حيث بعث الجانب الأميركي برسالة مفادها؛ أن الإدارة الحالية تعيد دراسة الأزمة برمتها للتوصل لرؤية شاملة بشأن الأزمة، وتحديد طبيعة الدور الذي من الممكن أن تشارك به، للتوصل إلى صيغة تضمن الأمن والسلم الدوليين، والحفاظ على الاستقرار النسبي في منطقة القرن الإفريقي[27].

التحرك الثنائي: كشفت مصادر دبلوماسية مصرية عن طرح خيار الانسحاب الثنائي، أو المنفرد لدولة واحدة، من اتفاق المبادئ المُوقَّع في مارس 2015 بشأن سد النهضة، خلال المفاوضات الاستخباراتية والدبلوماسية القائمة حاليًا بين مصر والسودان، بإشراف مباشر من رئيس المخابرات العامة المصرية عباس كامل ومكتب رئيس المجلس العسكري والسيادي السوداني عبد الفتاح البرهان، بهدف تنسيق التحركات المقبلة إزاء التعنت الإثيوبي والتصريحات الاستفزازية من وزيري الري والخارجية، والإصرار على الملء الثاني للسد بغض النظر عن التوصل إلى اتفاق نهائي على قواعد ملء وتشغيل السد، فيما تواجه المفاوضات بشأنه حاليًا عقبات عديدة تحت مظلة الاتحاد الإفريقي.

وكان الانسحاب من اتفاق المبادئ من المطالبات القديمة للخبراء الفنيين المصريين، وبعض الخبراء السودانيين، نتيجة اعتراضهم على الطريقة التي صيغت بها النصوص في حينه، لكن القيادة السياسية للبلدين، وبصفة خاصة السيسي، كان يصر على عدم طرح هذا الخيار، باعتباره مضرًا بمصلحة مصر في المفاوضات التي تشارك فيها أطراف خارجية كوسطاء أو مسهلين أو حتى كمراقبين، ومن المطروح أن يكون الانسحاب من الاتفاق في صورة إعلان ثنائي من القاهرة والخرطوم، وأن تسبق دولة الأخرى إلى ذلك كنوع من التنسيق التكتيكي بينهما، وفي الحالتين سيكون الانسحاب خطوة مباشرة للجوء إلى مجلس الأمن الدولي في شكوى رسمية جديدة ضد إثيوبيا[28].

هكذا يتبين أن التحرك الأول للجانب المصري؛ يأتي بالتزامن مع اعتراض بايدن على السياسات الأخيرة لرئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، وكان بايدن قد انتقد تعامل آبي مع إقليم تيجراي، وتصعيده مع السودان ومصر، بالرغم من كونه في المقابل، لا يرغب في الخروج بتصريحات تُفسر بكونها داعمة للموقف المصري، كما كان يحدث بشكل علني في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، هذا بينما تسعي الشخصيات والمجموعات المساندة لإثيوبيا حاليًا على الفصل بين قضية سد النهضة وموقف إدارة بايدن من آبي أحمد.

أما عن التحرك الثاني؛ فقد حمل اتفاق المبادئ اعترافًا مبدئيًا مصريًا بحق إثيوبيا في بناء السد، الأمر الذي لم تكن مصر قد بادرت به من قبل، وأقر ثانيًا بحق أديس أبابا السيادي في إدارته، ولم يقرر أي جزاء قانوني دولي عليها في حال مخالفة الاتفاقات السابق توقيعها في إطار الإدارة المشتركة لمياه النيل، خصوصًا عامي 1902 و1993، وعلى الرغم من أن لجنة الخبراء الدولية، وكذلك تقريري المكتبين الاستشاريين اللذين تمت الاستعانة بهما في بداية المفاوضات، كانت قد أكدت الآثار السلبية الاجتماعية والاقتصادية التي ستلحق بمصر جراء المشروع، إلا إن اتفاق المبادئ يوفر حماية للتصرفات الإثيوبية، وهو ما حذر منه خبراء وزارة الري وبعض الدبلوماسيين المصريين، لذا كان لابد من طرح خيار الانسحاب من اتفاق المبادئ كخطوة مبدئية للتوجه بالملف إلى مجلس الأمن، لرفع الإطار القانوني عن الموقف الإثيوبي، الأمر الذي جاء متأخرًا؛ لاسيما لتشدد السيسي في التمسك به لما أثير حوله من ضجة إعلامية باعتباره الاتفاق الذي سينقذ مصر من خطر سد النهضة.

 

العلاقات المصرية الروسية:

  • بعد زيارة فريق التفتيش الروسى إلى مصر.. هل تعود حركة الطيران بين البلدين قريبًا؟:

كشفت مصادر في وزارة الطيران المدني المصرية، لـ”العربي الجديد”، أن فريق التفتيش الروسي، المكون من الخبراء الأمنيين والتقنيين، الذي زار جميع مطارات الجمهورية الأسبوع الماضي، قد غادر البلاد بانطباعات إيجابية، وأبلغ المسؤولين المصريين عن تقديم توصيات إيجابية بشأن قرب عودة الطيران الروسي المباشر إلى منتجعات البحر الأحمر، بعد دراسة الوضع الأمني والفني بمطاري شرم الشيخ والغردقة تحديداً، وأنه من المتوقع أن يتم الإعلان عن عودة الرحلات الروسية إلى مصر خلال الزيارة المرتقبة للرئيس بوتين المقررة فى مارس المقبل.

وترجع هذه الانطباعات الايجابية للخبراء الروس إلى استجابة مصر لاشتراط موسكو تركيب أنظمة قياس بصمة بيومترية متقدمة، وبصمة الوجه، في المناطق الأمنية الخلفية بمطاري شرم الشيخ والغردقة، كما تم تركيب بعض الأجهزة في المناطق الخاصة بدخول وخروج الأمتعة وعمل الموظفين. وقد اعتمدت القاهرة فى تركيب هذه الأجهزة على الميزانية المخصصة لتأهيل المطارات، أمنياً وفنياً، من القروض التي حصلت عليها العام الماضي، من مؤسسات تمويل دولية وأوروبية.

ومع ذلك، فهناك استبعاد لعودة الطيران الروسى قريبًا لعدة أسباب، منها: ما هو قانونى، حيث أن مصر لا تزال متمسكة باحتمال حدوث مشاكل فنية، وعدم الاعتراف بمسؤوليتها الأمنية عن واقعة سقوط الطائرة الروسية فى سيناء، التي كان تنظيم “ولاية سيناء”، التابع لتنظيم “داعش”، قد أعلن مسؤوليته عن تنفيذها بواسطة علبة مشروبات غازية متفجرة أدخلت إلى الطائرة، وهو ما ترتب عليه خلافات بين القاهرة وموسكو حول التعويضات المستحقة لشركة الطيران وذوي الضحايا.

وما هو سياسى، حيث يتزامن دائماً التلويح الروسي بعودة الطيران أو الإرجاء، مع ممارسة الولايات المتحدة ضغوطاً على القاهرة لوقف صفقات التسليح المتصاعدة في عهد السيسي، خاصة بشأن شراء طائرات “سوخوي-35” المزمع تسليمها للجيش المصري خلال العامين الحالي والقادم، ويخشى الروس أن تؤثر هذه الضغوط، إلى جانب رغبة السيسي في إرضاء العواصم الأوروبية، على مركزها بين مصادر تسليح الجيش المصري، الذي أصبح من أكبر المستوردين على مستوى العالم أخيراً، خاصة بعد انتزاع فرنسا صدارة لائحة مصادر التسليح، ومزاحمة إيطاليا للروس أيضاً[29].

بجانب، استخدام موسكو عودة الطيران كورقة ضغط على  القاهرة من أجل التوافق على بعض الرؤى والملفات الإقليمية، حيث طلبت روسيا تسهيلات في بعض مناطق البحر المتوسط ولكن القاهرة تبدو متحفظة[30]، فضلًا عن التحفظ المصرى على إنشاء القاعدة الروسية العسكرية فى السودان لما تمثله من تهديد لأمنها القومي من الناحية الجنوبية وحركة الملاحة في قناة السويس[31].

 

 

ملف الأزمة الليبية:

ماذا يعنى فوز قائمة المنفى برئاسة المجلس الرئاسى ورئاسة الحكومة الليبية؟:

انتهت جولات الحوار السياسي في جنيف، فى 5 فبراير 2021، ومن بين ترشح 24 شخصية للمجلس الرئاسي و21 شخصية لمنصب رئيس الوزراء، وصلت قوائم المرشحين للتصويت النهائي بين قائمتين، ضمت القائمة الأولى للرئاسي عقيلة صالح (رئيس مجلس النواب)، أسامة جويلي (عسكري وآمر المنطقة العسكرية الغربية بحكومة الوفاق)، عبد المجيد سيف النصر (عضو المجلس الانتقالي السابق)، ولرئاسة الحكومة فتحي باشاغا (وزير داخلية الوفاق)، أما القائمة الثانية ضمت للرئاسي محمد المنفي (سفير ليبيا السابق لدى اليونان)، وعبد الله اللافي (عضو مجلس النواب عن دائرة الزاوية)، وموسى الكوني (عضو المجلس الرئاسي السابق)، وعبد الحميد دبيبة (رجل أعمال). وتفوقت قائمة دبيبة على قائمة باشاغا بـ 39 صوت مقابل 34 صوت من أعضاء الحوار السياسي[32].

وتكشف نتيجة هذا التصويت عن مجموعة من الملاحظات والدلالات الهامة، منها:

1- أن التصويت للقائمة الفائزة كان تصويتا ضد قائمة (عقيلة-باشاغا) أكثر من كونه تصويتا لصالح (دبيبة-المنفي)، فرغم أن قائمة عقيلة صالح التي راهنت عليها الأطراف المحلية (حزب العدالة والبناء وحفتر) والدولية (مصر، تركيا، فرنسا) هي القائمة المعبرة عن الواقع على الأرض على مستوى البلاد، إلا أن جدلية الأسماء ومواقفها كانت سببًا أساسيًّا في فشلها.

فنجاح عقيلة صالح -الذي دعم انقلاب حفتر في 2014، ودعمه على طول الخط في حروبه منذ ذلك الحين وصولا لحربه على طرابلس وحكومة الوفاق في إبريل 2019- في الوصول لرئاسة المجلس الرئاسي؛ سيعد نصرا كبيرا لحفتر والدول الداعمة له، وربما ستكون تلك الخطوة قبل الأخيرة ليستكمل بها حفتر سيطرته على الدولة، بعد أن تمكن من انتزاع اتفاق تقاسم المناصب في 23 يناير بين مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة، والذي تحصل بموجبه المنطقة الشرقية على منصب محافظ المصرف المركزي.

وفى المقابل، فإن تحركات باشاغا الأخيرة التي تهدف إلى تعزيز سيطرة وزارة الداخلية على العاصمة طرابلس وتقويض نفوذ الميليشيات، وتصريحاته حول عملية “صيد الأفاعي” وخلافاته المتصاعدة مع رئيس مجلس الوزراء فايز السراج، فاقمت من حالة الاحتقان والتوتر الأمني في المنطقة الغربية وأثارت تخوفا كبيرا من صعوده لرئاسة الحكومة.

وعلى الجهة الأخرى جاءت قائمة (دبيبة-المنفي) كقائمة تتحقق فيها شروط توافقية غائبة في القائمة السابقة، فالشخصيات المكونة للقائمة غير جدلية وغير مصنفة حزبيًّا وأيدولوجيا وتتسم بالبراغماتية والمرونة مع وجود رصيد أخلاقي تعززه مناهضتها لحروب حفتر العسكرية منذ عام 2014، كما أنها قائمة يستطيع أعضاؤها ممارسة أعمالهم من طرابلس ويستطيعون التنقل بين الأقاليم الثلاث بسهولة –على خلاف قائمة (عقيلة-باشاغا)-، فهي إذًا قائمة تلبي تطلعات خصوم حفتر وخصوم العدالة والبناء[33].

2- يمثّل وجود اللافي المنحدر من الزاوية، وعبد الحميد الدبيبة المنحدر من مصراتة، ترضية للمدينتين اللتين كان لتشكيلاتهما العسكرية الدور المحوري في دحر قوات حفتر عن العاصمة والمنطقة الغربية، أما اختيار موسى الكوني، المنحدر من قبائل الطوارق في الجنوب، فيبدو رسالة ضمنية مفادها الحرص على الوحدة الوطنية بالانفتاح على جميع مكونات المجتمع الليبي وإثنياته في المرحلة الجديدة، وإشراكها في الحكم والمسؤوليات[34].

كما يشير العديد من المراقبين إلى أن اختيار اللافي، المتحدر من مدينة الزاوية، يعكس نوع من الترضية للمجموعات المسلحة في المدينة التي وقفت إلى جانب وزير الدفاع بحكومة الوفاق، صلاح الدين النمروش، الرافض لهيمنة وزير الداخلية، فتحي باشاغا، على المشهد الأمني والعسكري في طرابلس[35].

3- يرى العديد من المراقبين أن هذه النتيجة تصب بصورة رئيسية فى صالح جماعة الإخوان المسلمين، وتمثلت المكاسب السياسية للإخوان فى؛ أنها لم تخسر منصب رئيس المجلس الأعلى للدولة بتراجع خالد المشري عن استكمال الترشح لمنصب رئاسة المجلس الرئاسي، وفوز حليفها عبد الحميد دبيبة بمنصب رئيس الوزراء، كما فاز محمد المنفي “ممثل برقة” برئاسة المجلس الرئاسي، وهو الذي تربطه تفاهمات بجماعة الإخوان منذ أن كان عضواً بالمؤتمر الوطني العام، وعبد الله اللافي “ممثل طرابلس” وهو عضو مجلس النواب المقاطع، وموسى الكوني “ممثل فزان” وهو عضو المجلس الرئاسي السابق لحكومة الوفاق[36].

وفى المقابل، فقد تم استبعاد عقيلة صالح الغريم الأقوى للجماعة سياسياً بخسارته منصب رئيس المجلس الرئاسي، بالإضافة لهذا فإن اتفاق المحاصصة يقتضي انتقال رئاسة مجلس النواب للجنوب بعد أن تولت المنطقة الشرقية رئاسة المجلس الرئاسي والمنطقة الغربية رئاسة الحكومة. ما يعني أن الخسارة خسارتان لعقيلة صالح حيث يفترض أن يتنحى عن رئاسة مجلس النواب حسب الاتفاق، في حين ربما يستمر مرشحا المنطقة الغربية (فتحي باشاغا وأسامة الجويلي) في مناصبهما بعد خسارتهما في حال حدث توافق بينهما وبين السلطة التنفيذية الجديدة[37].

وإن كان هناك بعض التخوفات من قبل جماعة الإخوان، من إمكانية أن يكون هناك استنساخ للنموذج المصرى من حيث تصدير الشخصيات المحسوبة على الجماعة إلى الحكم خلال تلك الفترة الانتقالية مع العمل على تصدير المشكلات اليومية للمواطنين وابراز عجز الحكومة الجديدة عن تقديم حلول لتلك المشكلات، ما يعنى تحميل هذه الحكومة ومن يقف خلفها (الإخوان) فاتورة وتكلفة عدم حل تلك المشكلات، وبالتالى يصبحوا أمام غضب جماهيرى قد ينعكس على عدم التصويت لهم خلال الانتخابات القادمة فى ديسمبر المقبل، أو تمهيد الطريق لحدوث انقلاب عسكرى مثلما حدث فى مصر عندما انقلب السيسى على مرسى فى 2013 بعد سماح الجيش للإخوان بالوصول إلى الحكم مع تصدير المشكلات للمواطنين والقاء اللوم على الإخوان.

أضف إلى ذلك، أن تلك الحكومة ستكون مؤقتة، ولا يسمح لأي من أعضائها بالمشاركة كمرشحين في الانتخابات العامة التي من المقرر أن تجرى نهاية العام. أما عقيلة صالح والآخرون فإمكانهم خوض غمار تلك المعركة.

4- أن السلطة التنفيذية الجديدة أقرب لتركيا من أي طرف دولي آخر، فاللافي محسوب على تيار الثورة المدعوم من تركيا، والكوني مناهض لحفتر، في حين أن المنفي كان سفير حكومة الوفاق لليونان قبل أن يتم طرده على خلفية اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع تركيا، في حين أن رجل الأعمال ورئيس مجلس إدارة الشركة الليبية للتنمية والاستثمار ورئيس الحكومة الحالى عبد الحميد دبيبة له علاقات جيدة مع الحكومة التركية بحكم العلاقات التجارية بين البلدين حيث حصلت تركيا على عقود إنشاءات بمليارات الدولارات عبر الشركات والمؤسسات التي يتنفذ فيها آل دبيبة[38].

5- الاصرار الأمريكى على تقليل النفوذ الروسى فى ليبيا، فقد اتهم نشطاء ليبيين الولايات المتحدة بمحاولة التأثير بمجريات ملتقى الحوار لفرض أجندتها، ما دفع السفير الأميركي لدى ليبيا، ريتشارد نورلاند للتأكيد على أن “القول بأن الولايات المتحدة تحاول فرض نتيجة معينة على ملتقى الحوار الليبي، تفكير قديم وإهانة للشعب الليبي الذي استودع آماله في هذه العملية”.

وما يرجح صحة اتهام هؤلاء النشطاء، على الرغم من نفى السفير الأمريكى، إصرار واشنطن على بقاء الدبلوماسية الأميركية ويليامز في منصبها الأممي حتى بعد تعيين مبعوث جديد. كما أن تشكيل السلطة الجديدة من أعضاء محايدين يعكس رغبة واشنطن بعزل موسكو وحلفائها مثل حفتر، والضغط عليها من خلال لجنة مراقبة دولية لاتفاق وقف إطلاق النار ستطالب السلطة الجديدة بتسريع إرسالها[39].

 

الشأن الخليجي:

  • إدارة بايدن تبدأ مهامها بضغط حقوقي ضد السعودية.

الحدث: قامت السعودية باطلاق سراح الناشطة الحقوقية لجين الهذلول، بعدما نشطت منظمات حقوقية عقب رحيل ترامب، مطالبة الرئيس الجديد بضرورة الضغط على الحكومة السعودية للتراجع عن انتهاكات حقوقية في الداخل السعودي، وأمنية وسياسية وعسكرية ضد الشعب اليمني. وكان القضاء السعودي حكم على لجين الهذلول بالسجن خمس سنوات وثمانية أشهر، بعد إدانتها بـتنفيذ أجندة خارجية لتغيير نظام الحكم.

قراءة في السياق وردود الفعل والدلالة: أثارت قضية الهذلول، التي اعتقلت في العام 2018، وعدد من الناشطين السعوديين المعتقلين تفاعلا كبيرا على الساحة الدولية، وقد طرأ تحرك كبير على قضيتها، مع انتهاء ولاية الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وإطلاق مسؤولين في إدارة الرئيس الجديد بايدن، تصريحات تطالب السعودية، بإنهاء قضيتها والإفراج عنها وعن المعتقلين الحقوقيين.

وقد أوقفت المحكمة تنفيذ عامين وعشرة أشهر من العقوبة المقررة، بعد أن أمضت معظم تلك الفترة قيد الاحتجاز على ذمة القضية، فيما لا تزال لجين ممنوعة من السفر لمدة خمس سنوات، بموجب حكم المحكمة، وقد تفاعل ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مع صور الناشطة السعودية لجين الهذلول، بعد الإفراج عنها، وأبدوا مقارنة بصورها قبل و بعد اعتقال 1001 يوم[40]،كما نشرت شقيقتها لينا صورة لها بعد وصولها إلى المنزل، بدت فيها نحيلة بخلاف صورها قبل اعتقالها، فضلا عن ظهور الشيب على شعرها بشكل كبير، وقالت علياء الهذلول، شقيقة الناشطة السعودية لجين الهذلول، إنه ما يزال هنالك معتقلون يتعرضون للظلم في السجون السعودية، بعد الإفراج عن شقيقتها[41].

من جانبها رحبت الولايات المتحدة، بإطلاق سراح الهذلول، مضيفة أنه ما كان ينبغي أن تسجن، وقد ثمّن الرئيس الأمريكي جو بايدن، الإفراج عن لجين الهذلول، وقال: كانت مدافعة قوية عن حقوق المرأة، وإطلاق سراحها من السجن هو الأمر الصائب الذي ينبغي القيام به، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية نيد برايس: بالتأكيد أن إطلاق سراحها تطور مرحب به للغاية، مضيفًا: لا ينبغي أبدا تجريم الدفاع عن حقوق المرأة وغيرها من حقوق الإنسان ولا عن مناصرتهان فيما علَقت خديجة جنكيز، خطيبة الصحفي السعودي الراحل جمال خاشقجي، وقالت إنه أجمل خبر سمعته، اليوم لجين الهذلول تم الإفراج عنها، مضيفة: يا ليتهم لم يقتلوا جمال، وأفرح مثل أسرة لجين اليوم[42].

وتقول جماعات حقوقية وعائلتها إن لجين، تعرضت للتعذيب، بما شمل الصعق بالكهرباء، والإيهام بالغرق، والجلد، والاعتداء الجنسي بينما نفت السلطات السعودية هذه الاتهامات، وقالت عائلة لجين إن محكمة استئناف سعودية رفضت ادعاء لجين بأنها تعرضت للتعذيب في السجن، معللة ذلك بعدم كفاية الأدلة، وقد حثت منظمة العفو الدولية الرياض، على إحالة المسؤولين عن تعذيبها للقضاء، وضمان عدم مواجهة الهذلول أي إجراءات عقابية أخرى، مثل المنع من السفر[43].

 

 

  • تصعيد حوثي في الداخل اليمني والداخل السعودي أيضًا:

الحدث: أعلنت جماعة الحوثي عن تبنيها عملية استهداف مطار أبها السعودي، وأكدت عزمها الاستمرار في توجيه صواريخ باليستية وطائرات مسيرة نحو الأهداف السعودية، ما دامت تتعرض الأراضي اليمنية التابعة لسيطرتهم لاستهداف طائرات التحالف.

السياق: يأتي التصعيد الحوثي عقب واقعتين ربما يبدوان متناقضين لأول وهلة، الواقعة الأولى هي وضع جماعة الحوثي على قائمة المنظمات الإرهابية، وفرض عقوبات علي قادتها، وجعلها جماعة محظورة، ويجب تتبع مصادر تمويلها وتحركاتها رموزها. بينما تمثلت الواقعة الثانية في تصريح الرئيس الأمريكي جو بايدن برفع دعم بلاده للعمليات العسكرية التي تشنها السعودية والإمارات منذ ست سنوات ضد الحوثيين في اليمن، وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان إن القرار يمسّ الدعم الأمريكي للعمليات الهجومية في الحرب بين الحكومة اليمنية والحوثيين، ويشمل بيع الذخيرة الموجهة بدقة للسعودية والإمارات.

من جانبها، رحبت منظمات إغاثة دولية بالقرار، لعلاج آثار المجاعة التي تشهدها اليمن، التي توصف بأنها المجاعة الأشد وطأة في العالم منذ 40 عاماً، كما كان مارتن غريفيث، مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن، قد أعرب عن مخاوفه من أن تصنيف الحوثيين منظمةً إرهابية من شأنه أن يعرقل جهود التفاوض على أي إنهاء للصراع طويل الأمد[44]، فيما تضغط عدد من المنظمات على الملف السابق، لخشيتهم من أن يؤدي قرار تصنيف الحوثيين كجماعة إرهابية باضعاف محاولات المنظمات الإنسانية إدخال المساعدات الطبية والغذائية، لذلك يبدو أن بعض حيثيات اسراع بايدن في رفع الدعم الأمريكي عن العملية العسكرية الخليجية ضد اليمن، لمحاولة تهدئة غضب الحوثيين، واعطاء المسار السياسي أملًا في التحقق.

حاولت السعودية اعادة اصطفاف المحور الخليجي وتقريب  وجهات نظر أصحابه وتجاوز حصار قطر، مع محاولات مستمرة من جانبها للتصالح مع أنقرة، في حين قامت الامارات بالتبرأ من حرب اليمن، وأكد وزير الدولة للشئون الخارجية أنور قرقاش، أن بلاده أنهت علاقتها بالحرب منذ أكتوبر الماضي وأنه لم لبلاده أي وجود هناك، وقد حولت تصريحات قرقاش الحرب في اليمن وكأنها بين السعودية والحوثيين، وأن الامارات ليس لها أي صلة بمخاطبتها من جانب تصريحات بايدن فيما يخص الشأن اليمني.

التداعيات: أحدث هذا الارتباك في المشهد اليمني السابق حالة من الترقب من جانب الحوثيين، ومحاولة من جانبهم للضغط على واشنطن للتراجع عن أي محاولة لاقصائهم من اليمن، فقد أعلن التحالف السعودي الإماراتي، عن اعتراضه وتدميره لطائرة مسيرة مفخخة أطلقها الحوثيون باتجاه جنوب السعودية، بعد يوم من تسببهم في حريق بطائرة في مطار أبها من خلال هجمات الدرونز، يأتي ذلك غداة إعلان التحالف السيطرة على حريق اندلع في طائرة مدنية كانت رابضة بمطار أبها الدولي، بالسعودية، إثر تعرضها لهجوم من الحوثيين.

من جهته، أعلن المتحدث العسكري للحوثيين يحيى سريع، أن سلاح الجو المسير التابع لهم “استهدف بـ 4 طائرات مسيرة مرابض الطائرات الحربية في مطار أبها الدولي، وكانت الإصابة دقيقة”. وفي خلال عشرة أيام فقط، أعلن التحالف العربي، في 3 بيانات منفصلة، عن تدمير 7 طائرات مسيرة مفخخة أطلقها الحوثيون باتجاه السعودية، وذلك بالتزامن مع دعوة وزارة الخارجية الأمريكية، مليشيات الحوثيين إلى وقف فوري لهجماتها ضد السعودية والداخل اليمني. وتسعى الرياض استغلال تلك الأحداث في اظهار نفسها وكأن أمنها القومي يتعرض للأخطار والتهديدات وأنها مجرد رد فعل وليس فعل، ولذلك بحث وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان ووزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، في اتصال هاتفي ضرورة وقف هذه الأعمال العدوانية، ودعم جهود التوصل إلى حل سياسي لإنهاء الأزمة في اليمن. كما أدان الوزير الأمريكي الاعتداء على مطار أبها الدولي، مؤكدا وقوف بلاده مع السعودية ضد هذه الأعمال العدوانية والتزامها بتعزيز دفاع المملكة.[45]

من جهة أخرى، تحاول الرياض استغلال الحكومة الشرعية في تخفيف حدة الضغوط المفروضة عليها من إدارة بايدن، وطالبت من مجلس النواب اليمني الذي عينت رئيس له من أتباعها منذ أيام، حيث نشر بيان للمجلس التشريعي، قال إن العدوان الذي يشنه مقاتلو جماعة الحوثيون على محافظتي مأرب والجوف، منذ أيام، قضى على المبادرة الأمريكية في المهد، وأسقطها قبل أن ترى النور، في محاولة للضغط على بايدن لتعديل تصريحه.وأكد المجلس أن العدوان الحوثي على محافظتي مأرب والجوف خلال الأيام الماضية تأكيد قاطع على أن إيران ومليشيا الجماعة لا يؤمنون بالسلام على الإطلاق، ولا يقبلون به، مضيفًا أن استهداف مطار أبها الدولي بالسعودية، وقبلها استهداف مطار عدن الدولي في 30 ديسمبر 2020م، أثناء عودة الحكومة إلى العاصمة المؤقتة عدن، يدل دلالة قاطعة على وحشية عصابة الحوثي الإرهابية ودمويتها، وبشاعة أفعالها، واستهتارها بدم الإنسان والقوانين والأعراف الدولية[46].

ماذا عن أهداف ثورة فبراير اليمنية: تزايدت تساؤلات الناشطين السياسيين في صنعاء حول مصير المبادرة الأمريكية وهل تنم على مشروع حقيقي للتسوية السياسية؟ أم أنه يأتي في إطار محاولة بايدن تخفيف الضغوط المفروضة عليه من المنظمات الحقوقية التي تضغط لانهاء معاناة الشعب اليمني؟ وماذا عن أهداف ثورة الحادي عشر من فبراير؟ واذا كانت هناك نية لذلك بالفعل، فما هي الإجراءات المنتظرة لتحقيق أحلام الشعب اليمني في المواطنة ودولة المؤسسات[47]؟

لكن في حقيقة الأمر، ماتزال المبادرة الأمريكية في طور الاستجابة الداخلية للرأي العام العالمي والأمريكي بصفة خاصة من جهة، ومحاولة من جانب بايدن لاستمالة الجانب الإيراني من جهة أخرى، وتأكيد لحسن نيته في التعاون فيما يخص الملف النووي، ويبدو أن الفيروس هو الذي سيشكل الواقع الدولي في السنة المقبلة أكثر من أي ظاهرة أخرى، وسيواصل فعل ذلك في الفترة المقبلة، وأيضاً في السياقات الاستراتيجية. في الوقت الذي تعاني فيه جميع الحكومات من ضائقات اقتصادية وصحية غير مسبوقة في العصر الحديث، كما أن شهية الحروب قلت إلا للضرورة القصوى، والضرورة تقدر بقدرها، وإذا لم يكن منها مفر، فلتكن حربًا اقتصادية طويلة المدى تتعاقب عليها الإدارات، ويبدو أن الأقرب لها هي واشنطن وبكين. لذلك مازالت الأمور غامضة إلى أن يتم اتخاذ اجراءات فعلية تسهم في امكانية قياس الإجراءات الفعالة في دعم مشروع الثورة اليمنية.

 

الشأن الأفريقي:

  • تبادل المراشقات الكلامية ببين ماكرون وأردوغان يمتد لإفريقيا:

تبادلت باريس وأنقرة الاتهامات بشأن الأزمة في ليبيا، فبعد أن اتهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نظيره التركي رجب طيب أردوغان بعدم احترام كلامه حول التدخل في ليبيا والمُتعلق بإنهاء التدخل الخارجي في الأزمة الليبية، اعتبرت وزارة الخارجية التركية أن فرنسا هي الفاعل الرئيسي المسؤول عن المشكلات في ليبيا منذ بدء الأزمة في العام 2011، حيث تُقدِّم الدعم اللامشروط لقوات حفتر في شرق ليبيا، في محاولة منها لإحكام السيطرة على موارد ليبيا الطبيعية، على حساب سيادة الحكومة الشرعية على الأراضي الليبية[48].

وفي تحوُّل لتلك التصريحات نحو إفريقيا؛ قال أردوغان في تصريحات صحفية له؛ معلقًا على دعوة ماكرون لسحب تركيا جنودها من ليبيا، أن القوات التركية موجودة في ليبيا تلبيةً لدعوة من حكومتها الشرعية وفق اتفاقية التعاون الأمني والعسكري بينهما، وأنه يتعين على ماكرون توجيه دعوته إلى الأطراف الأخرى التي ترسل مقاتلين مرتزقة إلى ليبيا؛ منبِّهًا إلى وجود مقاتلين في ليبيا قادمين من تشاد ومالي، وفي هذا الإطار؛ تساءل أردوغان عن سبب تواجد الفرنسيين في مالي وتشاد[49]؛ في إشارة إلى النفوذ الفرنسي المُتنامي في دول الساحل كقوة تقليدية قديمة.

وهكذا يبدو أن المعركة بين فرنسا وتركيا انتقلت من ليبيا وشرق المتوسط إلى منطقتي الساحل والصحراء، وذلك بعد تحرك الدبلوماسية التركية نحو دول إفريقية، لطالما اعتُبرت من الملاعب التقليدية للسياسة الفرنسية، حيث وسعت تركيا علاقاتها بدول إفريقية عدة لا سيما في الساحل والصحراء، مثل النيجر، وتشاد، ومالي، وبوركينا فاسو، وموريتانيا، وهي دول تواجه أزمات عدة على غرار انتشار الجماعات الإرهابية فيها، وتفشي الفقر والمجاعة، والصراعات القبلية والعرقية والإثنية، وغياب التنمية وفساد الأنظمة[50]، وقد تعهَّدت أنقرة بتقديم خمسة ملايين دولار مساعدات مالية لجهود مكافحة الإرهاب التي تبذلها كتلة الدول الساحلية الخمس[51].

ومن ثم فإن منطقة الساحل الإفريقي تظهر باعتبارها محطة صراع مستقبلية مفصلية بين باريس وأنقرة، بينما لا تمانع الولايات المتحدة الوجود المتزايد لأنقرة على الأرجح؛ كونها قوة مضادة للنفوذ الصيني المتزايد كذلك، ومع احتدام التوترات بين دول الخليج وفرنسا من جهة، وتركيا من جهة أخرى في الشمال الإفريقي؛ سيصبح الغرب الإفريقي مساحة صراع مهمة وحاسمة لتحديد اللاعب الجديد الأقوى مستقبلاً في نصف القارة الأعلى، تلك القارة التي يعدها خبراء أنها المكان القادم والأهم للعبة النفوذ السياسي العالمي.

 

  • نشاط دبلوماسي مُكثَّف لرئيس المرحلة الانتقالية في مالي:

بدأ الرئيس المالي المؤقت “با انداو” يوم الخميس 11 فبراير؛ جولة له في دول الساحل، بدأت بزيارة عمل لموريتانيا تستمر ليوم واحد، وتم استقباله في مطار نواكشوط الدولي من طرف الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، وبعض أعضاء الحكومة، ورافق رئيس السلطة الانتقالية في مالي خلال هذه الزيارة، وفد ضم وزير الدفاع والمحاربين القدامى، العقيد ساديو كامرا، ووزير الإدارة الترابية واللامركزية، المقدم عبد الله ميغا، ووزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، زيني مولاي، وسفير مالي المعتمد لدى موريتانيا، محمد دي باسي، وبعض الموظفين في الرئاسة.

كانت موريتانيا قد أكدت أكثر من مرة على دعمها للمرحلة الانتقالية في مالي، وعبرت على لسان وزير الخارجية، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، شهر نوفمبر الماضي 2020، عن استعدادها لتقديم كل الدعم الذي تتطلبه الفترة الانتقالية في دولة مالي[52]، فيما أعلنت الرئاسة المالية إن الرئيسين الموريتاني والمالي قد بحثا تنسيق وجهات نظرهما بشأن الاستجابات والتدابير العاجلة التي يتعين تقديمها في مواجهة التحديات متعددة الأوجه، وأضافت الرئاسة المالية في بيان صادر عنها، أن من ضمن المواضع التي استأثرت باهتمام الرئيسين “التهديد الإرهابي على الحدود”[53]، هذا وقد قام الرئيس الانتقالي المالي “باه نداو” يومي الجمعة والسبت بزيارتي عمل على التوالي لكل من النيجر وبوركينا فاسو، في زيارات مماثلة لما قام بها في موريتانيا[54].

تأتي تلك الزيارات لبا نداو بعد أيام من زيارة الرئيس الانتقالي المالي لفرنسا، وفي إطار الترتيبات الجارية لعقد قمة فرنسا- دول مجموعة الساحل، والمقررة يومي 14 و15 فبراير في العاصمة التشادية نجامينا، وتضم مجموعة الساحل الخمس كلاً من بوركينا فاسو ومالي وموريتانيا والنيجر وتشاد، والتي تقع على رأس أولوياتها؛ التحديات الأمنية التي تواجهها دول الساحل هذه الفترة نتيجة نشاط الجماعات الإرهابية والتوترات الداخلية لتلك الدول الخمس، والتواجد العسكري الفرنسي هناك.

وقد تم اختيار با نداو لتولي رئاسة المرحلة الانتقالية في مالي بعد مشاورات أطلقها العسكريون الذين أطاحوا بالرئيس المالي السابق ابراهيم بوبكر كيتا، شاركت فيها أحزاب سياسية، ونقابات ومنظمات غير حكومية، وقد تعهد با اندو ذو الخلفية العسكرية، نهاية شهر سبتمبر الماضي بتسليم السلطة في إطار زمني متفق عليه (18 شهر) واحترام الاتفاقيات الدولية.

 

الشأن العالمي:

  • الصين تستبق الهجوم على ترامب وبايدن يحرجها.

حاولت الصين استغلال حالة الغضب التي سبقت تنصيب الرئيس الأمريكي جو بايدن، نتيجة أحداث الفوضى التي أحدثها أنصار ترامب في الكابيتول، وفرضت السلطات الصينية عقوبات على مسؤولين بإدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بينهم وزير الخارجية السابق مايك بومبيو، تزامنا مع يوم تنصيب الرئيس الجديد جو بايدن. وقالت وزارة الخارجية الصينية في بيان إن بكين قررت فرض عقوبات على 28 شخصا كانوا مسؤولين عن تنفيذ سلسلة من الأعمال المجنونة، التي أصبحت تدخلا خطيرا في الشؤون الداخلية للصين، وأضرت بمصالح جمهورية الصين الشعبية، وأشار البيان الصيني إلى أن القائمة تشمل نائب مستشار رئيس الولايات المتحدة للأمن القومي سابقا ماثيو بتينجر، ومايك بومبيو، ومستشار ترامب بيتر نافارو، ومستشار الأمن القومي روبرت أوبراين، ووزير الصحة السابق أليكس عازار[55].

في المقابل سارعت الإدارة الأمريكية الجديدة إلى التنديد بالعقوبات الصينية ضد المسؤولين في إدارة ترامب، وقالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي إن فرض بكين عقوبات على المسؤولين السابقين، تحرك غير مثمر ومثير للسخرية، بحسب تعبيرها، ودعت المسؤولة في إدارة بايدن، الأمريكيين من كلا الحزبين الديمقراطي والجمهوري، إلى إدانة هذه الخطوة الصينية. وفي رد على تلك الخطوة، أعلن البيت الأبيض أنّ الرئيس جو بايدن أعرب لنظيره الصيني شي جينبينغ، عن قلقه بشأن أوضاع حقوق الإنسان في كلّ من هونغ كونغ وشينجيانغ، في أول محادثة هاتفية بين الرجلين منذ تسلّم بايدن مهامه في 20 يناير الماضي.

فيما يؤكّد ناشطين في مجال حقوق الإنسان ومنظمات حقوقية عدة، أنّ أكثر من مليون شخص من الإيغور المسلمين الذين يشكّلون الأقليّة العرقية الرئيسية في إقليم شينغيانغ، احتجزوا خلال السنوات الأخيرة في معسكرات “لإعادة التأهيل السياسي”، بينما تخضع هذه المنطقة شبه الصحراوية التي لها حدود خصوصاً مع باكستان وأفغانستان لمراقبة مشدّدة من قبل الشرطة منذ سلسلة من الهجمات القاتلة التي ارتكبت في الصين ونسبت إلى انفصاليين وإسلاميين إيغور،

لكنّ بكين تنفي احتجاز هؤلاء الإيغور في معسكرات اعتقال، وتقول إنّ هذه مجرد مراكز للتدريب المهني تهدف إلى إبعاد سكان الإقليم عن إغواء الإسلام المتطرّف والإرهاب والنزعات الانفصالية[56]، أما في هونغ كونغ فصعّدت بكين من حملتها القمعية واعتقلت ناشطين مهمّين، بعدما فرضت قانوناً جديداً للأمن القومي في أعقاب احتجاجات حاشدة شهدتها المستعمرة البريطانية السابقة، التي تعهّدت بكين في السابق باحترام الحكم الذاتي الذي تتمتّع به.

وقالت الرئاسة الأمريكية، في بيان، إنّ بايدن أكّد على مخاوفه العميقة بشأن الممارسات الصينية الاقتصادية القسرية وغير العادلة، والقمع في هونغ كونغ، وانتهاكات حقوق الإنسان في شينجيانغ، والإجراءات الحازمة المتزايدة في المنطقة، بما في ذلك تجاه تايوان[57].

 

 

 

 

————————-

[1] الجزيرة مباشر، لأول مرة.. الزمالك المصري يحيي ذكرى ضحايا ملعب الدفاع الجوي (فيديو)، 8 فبراير 2021، الرابط: http://bit.ly/3qhZpuz

[2] الجزيرة مباشر، “رحم الله العشرين”.. مصريون يحيون ذكرى ضحايا ملعب الدفاع الجوي، 7 فبراير 2021، الرابط: http://bit.ly/3daIre0

[3] المصري اليوم، بالفيديو.. 10 مشاهد تكشف «المتورط» في «كارثة استاد الدفاع الجوي»، 10 فبراير 2015، الرابط: http://bit.ly/37sV807

[4] العربي الجديد، في ذكرى مذبحة “الدفاع الجوي”… جماهير الزمالك تحتفل بإقصاء مرتضى منصور، 7 فبراير 2021، الرابط: http://bit.ly/3rRcGKV

[5] مصر العربية، في الذكرى الأولى.. 5 أسباب أدت إلى مذبحة الدفاع الجوي، 8 فبراير 2016، الرابط: http://bit.ly/3agOMT0

[6] عربي 21، بعد عام ونصف من المنع.. مصر تسمح لزوجة رامي شعث بزيارته، 7 فبراير 2021، الرابط: http://bit.ly/3b2Oqib

[7] الجزيرة مباشر، بعد 19 شهرا.. السلطات المصرية تسمح لزوجة الناشط المعتقل رامي شعث بزيارته في السجن (فيديو)، 8 فبراير 2021، الرابط: http://bit.ly/3qiDDGR

[8] العربي الجديد، السلطات المصرية تسمح لزوجة رامي شعث بزيارته بعد عام ونصف من ترحيلها، 8 فبراير 2021، الرابط: http://bit.ly/37dK1I5

[9] عربي 21، بعد عام ونصف من المنع.. مصر تسمح لزوجة رامي شعث بزيارته، مرجع سابق.

[10] الجزيرة مباشر، مصر.. الإفراج عن صحفي الجزيرة محمود حسين بعد اعتقال دام لأكثر من ٤ سنوات بلا محاكمة، 6 فبراير 2021، الرابط: http://bit.ly/2OrFISS

[11] BBC عربي، محمود حسين: السلطات المصرية تطلق سراح صحفي الجزيرة بعد أربع سنوات من الحبس الاحتياطي، 7 فبراير 2021، الرابط: http://bbc.in/3d9R8VL

[12] CNN بالعربية، مصر تطلق سراح صحفي الجزيرة محمود حسين بعد سجنه أكثر من 4 سنوات دون محاكمة، 6 فبراير 2021، الرابط: http://cnn.it/3ag7rhS

[13] عربي بوست، مصر تفرج رسمياً عن صحفي الجزيرة محمود حسين.. قضى أكثر من 4 سنوات على ذمة الحبس الاحتياطي، 6 فبراير 2021، الرابط: https://bit.ly/2Nsx2Lq

[14] رأي اليوم، الإفراج عن مراسل “الجزيرة” محمود حسين هل هو أول الغيث؟ وهل بايدن فعلا هو السبب؟ القناة القطرية تنكأ جراح “الظلم” وعبد الرحمن يوسف القرضاوي يذكّر بمأساة 1310 أيام على اعتقال أخته.. هل يفتح النظام المصري صفحة جديدة؟، 6 فبراير 2021، الرابط: http://bit.ly/3dbhkiE

[15] عماد البحيري (يوتيوب)، المصالحة .. هل يسعى السيسى للتصالح مع الإخوان،وكيف سيطبق السيسى خطة الإخوان في التعامل مع بايدن، 5 فبراير 2021، الرابط: https://bit.ly/3tQ26Wt

[16] أمين مشاقبة، ملامح السياسة الخارجية في عهد جو بايدن، صحيفة الرأي، 7 فبراير 2021، الرابط: http://bit.ly/37c3OHO

[17] “ننشر البيان الختامي لاجتماع الفصائل الفلسطينية بالقاهرة بشأن الانتخابات”، المرصد المصرى، 9/2/2021، الرابط: https://bit.ly/2NgqRu9

[18] “الإفراج الفوري عن المعتقلين واستياء من سوء المعاملة على المعابر المصرية.. ماذا دار في اجتماع الفصائل الفلسطينية بالقاهرة؟”، عربى بوست، 9/2/2021، الرابط: https://bit.ly/3p6xkF3

[19] “حوار القاهرة اليوم: لا آمال كبيرة”، الأخبار، 8/2/2021، الرابط: https://bit.ly/3aasTEQ

[20] “أبرز النقاط الخلافية في حوار القاهرة المرتقب للفصائل الفلسطينية”، العربى الجديد، 5/2/2021، الرابط: https://bit.ly/372cOiE

[21] “عوامل التفجير في وثيقة الحوار الوطني الفلسطيني في القاهرة”، عربى21، 9/2/2021، الرابط: https://bit.ly/3727cFc

[22] “هل تمثل الانتخابات الفلسطينية نهاية لأوسلو أم مجرد مناورة سياسية؟”، الخليج الجيدد، 10/2/2021، الرابط: https://bit.ly/2MNjA5e

[23] “عوامل التفجير في وثيقة الحوار الوطني الفلسطيني في القاهرة”، مرجع سابق.

[24] صحيفة إسرائيلية: يا “أبطال الجرف الصامد”.. ابحثوا لأنفسكم عن محامين جيدين، القدس العربي، 10/2/2021، تاريخ الاطلاع 11/2/2021، الرابط: http://bit.ly/3afmXKY

[25] ماذا وراء لقاء منصور عباس بخالد مشعل وإبلاغه رسائل من “جهات إسرائيلية”؟، القدس العربي، 10/2/2021، تاريخ الاطلاع 11/2/2021، الرابط: http://bit.ly/3qd2FY2

[26]  الاتصالات والفعاليات المصرية في واشنطن: سد النهضة وحقوق الإنسان”، العربي الجديد، 9/2/2021، الرابط: https://cutt.us/cm5s8

[27]  مصر تتلقى ردًا جديدًا من إدارة بايدن بشأن أزمة سد النهضة”، العربي الجديد، 9/2/2021، الرابط: https://cutt.us/xBmMH

[28]  “مصر والسودان يبحثان الانسحاب من اتفاق مبادئ سد النهضة”، العربي الجديد، 11/2/2021، الرابط: https://cutt.us/8B02R

[29] “تطمينات بقرب عودة الطيران الروسي لمطارات البحر الأحمر”، العربى الجديد، 10/2/2021، الرابط: https://bit.ly/3aRhXLO

[30] “خبير مصري: موسكو تبتز القاهرة بملف استئناف الرحلات الجوية”، الخليج الجديد، 4/2/2021، الرابط: https://bit.ly/3cSJCyD

[31] “قاعدة عسكرية روسية في السودان.. ماذا عن حلفاء جنرالات الخرطوم؟”، نون بوست، 12/11/2020، الرابط: https://bit.ly/39K8lmD

[32] “دليل استرشادي لفهم ما يحدث في ليبيا”، مركز الانذار المبكر، 9/2/2021، الرابط: https://bit.ly/3tHUvcn

[33] ” الانتخابات الليبية الأخيرة (جذور المفاجأة وتداعياتها)”، منتدى العاصمة، 7/2/2021، الرابط: https://bit.ly/3a6pIOF

[34] ” انتخاب السلطة التنفيذية الجديدة في ليبيا: حيثياته وآفاقه”، المركز العربى للأبحاث ودراسة السياسات، 8/2/2021، الرابط: https://bit.ly/2Z0bHvJ

[35] “السلطة التنفيذية الجديدة في ليبيا برئاسة المنفي ودبيبة: نقاط القوة والضعف وفرص النجاح”، العربى الجديد، 6/2/2021، الرابط: https://bit.ly/2OeMawq

[36] “دليل استرشادي لفهم ما يحدث في ليبيا”، مرجع سابق.

[37] ” الانتخابات الليبية الأخيرة (جذور المفاجأة وتداعياتها)”، مرجع سابق.

[38] المرجع السابق.

[39] “السلطة التنفيذية الجديدة في ليبيا برئاسة المنفي ودبيبة: نقاط القوة والضعف وفرص النجاح”، مرجع سابق.

[40] مقارنة بين صور “الهذلول” قبل اعتقالها وبعده (شاهد)، عربي 21، 10/2/2021، تاريخ الاطلاع 11/2/2021، الرابط: http://bit.ly/3tT23Jg

[41] شقيقة الهذلول: لا يزال هنالك معتقلون يتعرضون للظلم، عربي 21، 10/2/2021، تاريخ الاطلاع 11/2/2021، الرابط: http://bit.ly/3d65yGj

[42] خطيبة خاشقجي تعلق على إفراج الرياض عن لجين الهذلول، عربي 21، 11/2/2021، تاريخ الاطلاع 11/2/2021، الرابط: http://bit.ly/2N0Ldrs

[43] ترحيب أمريكي رسمي بإفراج السعودية عن الهذلول، العربي الجديد، 10/2/ 2021، تاريخ الاطلاع 11/2/2021، الرابط: http://bit.ly/3tRkrlP

[44] رسالة عاجلة من إدارة بايدن إلى السعودية بشأن حرب اليمن.. مباحثات تجمع وزيرَي خارجية واشنطن والرياض، عربي بوست، 10/2/2021، تاريخ الاطلاع 12/2/2021، الرابط: http://bit.ly/3tTEfoN

[45] التحالف العربي يعلن تدمير مسيرة حوثية باتجاه السعودية، عربي 21، 10/2/2021، تاريخ الاطلاع 11/2/2021، الرابط: http://bit.ly/3b2dNAx

[46] اشرف الفلاحي،  البرلمان اليمني: عدوان الحوثيين قضى على مبادرة واشنطن، عربي 21، 10/2/2021، تاريخ الاطلاع 11/2/2021، الرابط: http://bit.ly/3deNIkN

[47] ثوار اليمن يتمسكون بقيم فبراير لإنهاء الحرب، العربي الجديد، 10/2/2021، تاريخ الاطلاع 11/2/2021، الرابط: http://bit.ly/3peuZIo

[48]  “تبادل الاتهامات بين باريس وأنقرة بشأن الأزمة الليبية”، France 24، 30/1/2020، الرابط: https://cutt.us/0SXrJ

[49]  “أردوغان ينتقد تصريحات ماكرون والتصريحات الأمريكية والأوروبية”، RT Online، 5/2/2021، الرابط: https://cutt.us/iRUvA

[50]  علي ياحي، “اقتحام تركيا “ملعب فرنسا التقليدي” في إفريقيا يهدد أمن الساحل”، عربية Independent، 14/8/2020، الرابط: https://cutt.us/4bHyI

[51]  ميرفت عوف، “الحرب التركية الفرنسية.. لماذا يخشى الفرنسيون الأتراك في غرب إفريقيا؟”، الجزيرة نت، 2/11/2020، الرابط: https://cutt.us/OwRVS

[52]  أحمد ولد الحسن، “رئيس مالي المؤقت يبدأ زيارة عمل لموريتانيا”، صحراء ميديا، 11/2/2021، الرابط: https://cutt.us/w85oB

[53]  “الرئاسة المالية: غزواني وباه نداو بحثا التدابير اللازمة لمواجهة الإرهاب”، القناة الإخبارية الإفريقية، 12/2/2021، الرابط: https://cutt.us/f3RTQ

[54]  “الرئيس الانتقالي المالي يزور النيجر وبوركينا فاسو”، DiaspraON، 12/2/2021، الرابط: https://cutt.us/rfDUE

[55] عقوبات صينية على مسؤولين بإدارة ترامب.. وفريق بايدن يعلق، عربي 21، 11/2/2021ن تاريخ الاطلاع 12/2/2021، الرابط: http://bit.ly/376e5Fu

[56] بايدن يجري اتصال مع رئيس الصين ويبحث ملف الإيغور 1، عربي بوست، 10/2/2021، تاريخ الاطلاع 11/2/2021، الرابط: http://bit.ly/3agJBCU

[57] بايدن يتصل بالرئيس الصيني ويناقش معه حقوق الإنسان، عربي 21، 11/2/2021، تاريخ الاطلاع 11/2/2021، الرابط: http://bit.ly/2LJLM8i

Editor P.S.

كاتب ومدون

جميع المشاركات

المنشورات ذات الصلة

الأكثر قراءة

اتبعنا

التصنيفات

آخر المقالات

Edit Template

رؤية تحليلية للأخبار السياسية والاقتصادية في العالم العربي والإسلامي والعالمي، ودراسات استراتيجية للوضع السياسي المحلي والإقليمي والعالمي

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا لتلقي التحديثات على البريد الإلكتروني الخاص بك

You have been successfully Subscribed! Ops! Something went wrong, please try again.

جميع الحقوق محفوظة لرؤية للتخطيط والدراسات الاستراتيجية ©2022