تصاعد الدعم الاقليمى والدولى لحكومة الوحدة الوطنية فى ليبيا وسط مجموعة من التحديات

 

عقب أداء حكومة الوحدة الوطنية الليبية اليمين القانونية أمام مجلس النواب في 15 مارس 2021، وما يرتبط بذلك من تدشين المرحلة الانتقالية التي تنتهي في ديسمبر 2021 بعقد انتخابات عامة، فقد توالت التحركات الدولية والاقليمية لدعم هذه الحكومة للنجاح فى مهمتها بقيادة المرحلة الإنتقالية، فى ظل وجود تخوف من إمكانية عرقلة هذه الحكومة من أداء مهامها فى ظل وجود تحديات كبيرة وخطيرة قد تعيد الأمور مرة أخرى إلى نقطة الصفر.

 

دعم إقليمى ودولى:

تواصلت المواقف الإقليمية والدولية الداعمة لحكومة الوحدة الوطنية في ليبيا، والتى تمثلت أبرزها فى:

1- قيام المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة رئيس بعثتها للدعم في ليبيا، يان كوبيش، فى 22 مارس الحالى، بزيارة إلى طرابلس. التقى خلالها كوبيش كل من رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي ونائباه موسى الكوني وعبدالله اللافي، ناقش خلالها سبل الإسراع في تنفيذ خارطة طريق ملتقى الحوار السياسي الليبي، بما في ذلك حشد الدعم والموارد المطلوبة لإجراء الانتخابات الوطنية.

كما التقى كوبيتش رئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبدالحميد الدبيبة، وطمأنه بإجماع المجتمع الدولي على دعم حكومته لمواجهة التحديات الاقتصادية والإنسانية والأمنية وحقوق الإنسان والتنمية في البلاد. كما ناقشا عدد من القضايا، بما في ذلك دعم الأمم المتحدة المطلوب للإسراع في التنفيذ الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار وتوحيد مؤسسات الدولة[1].

2- عبرت الإدارة الأميركية عن دعمها الكامل لرئيس الوزراء عبد الحميد الدبيبة، خلال مكالمة هاتفية لوزير خارجيتها أنتوني بلينكن. وفي تغريدة له على موقع “تويتر”، قال بلينكن إنه “تحدث مع رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة حول الخطوات التالية للحكومة”، وأضاف، “هذه الخطوات التالية الواجبة على حكومة الدببية الجديدة والمؤقتة، هي إجراء الانتخابات في ديسمبر والتنفيذ الكامل لوقف إطلاق النار”، مشدداً في الوقت ذاته على “ضرورة مغادرة كل القوات الأجنبية الأراضي الليبية من دون أي تأخير”.

ويكشف هذا الاتصال عن أن الملف الليبي سيكون على قائمة اهتمامات الإدارة الأمريكية، وأن خريطة الطريق التي تقود إلى الانتخابات الليبية بكل تفاصيلها باتت تحت أنظار الإدارة الأميركية الجديدة وتنال رضاها، وهذا سيدفع الكثيرين من اللاعبين الرئيسين في الملف الليبي في الداخل والخارج إلى التزام تنفيذها[2].

ومن اللافت للانتباه أن واشنطن بدأت برفع مستوى تعاملها في الملف الليبي، فبعد أن كانت السفارة الأميركية هي من يتحدث في الشأن الليبي، أصبح وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يجري اتصالات بالدبيبة، ما يعني ارتفاع مستوى التعامل الأميركي مع الملف الليبي، كما أن الحديث المتزايد عن إمكانية رجوع المبعوثة الأممية السابقة بالإنابة، ستيفاني وليامز، للملف الليبي كمبعوثة أميركية خاصة يؤشر على تحول أميركي كبير في اتجاه اهتمام أكبر بالملف الليبي[3].

3- قيام وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو  مع نظيريه الألماني هايكو ماس والفرنسي جان إيف لودريان، فى 25 مارس الحالى، بزيارة إلى طرابلس في إطار مهمة أوروبية دعماً لحكومة الوحدة الجديدة برئاسة عبد الحميد الدبيبة.

وقال وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، في تغريدة على “تويتر”، إن “مجيئه إلى طرابلس مع نظيريه الإيطالي والفرنسي، لإظهار الدعم لحكومة الوحدة الوطنية”، واصفاً التطور في ليبيا بـ”اللامع في السياسة الخارجية”. ومن المقرر أن يبحث الوزراء الأوروبيون مع الدبيبة قضايا مشتركة، في مقدمتها الهجرة غير القانونية والتعاون الاقتصادي[4].

ومن اللافت للنظر أن قدوم وزراء خارجية فرنسا وإيطاليا وألمانيا معًا إلى ليبيا يعكس نوع من التوافق بين الدول الثلاثة حول الملف الليبى، ونجاح ألمانيا فى حل الخلافات بين فرنسا وإيطاليا فى هذا الملف، والتى كانت سببًا رئيسيًا فى إطالة أمد الأزمة الليبية.

4- زيارة رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي رفقة نائبه موسى الكوني، فى 23 مارس الجارى، إلى باريس. وهو ما يمثل انفتاحًا فرنسيًا قويًا على حكومة المنفى بعدما كانت باريس تدعم منافسي المنفي، عقيلة صالح رئيس مجلس النواب وفتحي باشاغا وزير الداخلية الأسبق. وحتى الآن، كانت العلاقات مع حكومة الوفاق السابقة «فاترة» بسبب الدعم الفرنسي غير الرسمي للسلطات في شرق ليبيا[5].

5- إعلان رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي، عزمه على زيارة ليبيا، في مطلع إبريل المقبل، فيما ستكون أول زيارة خارجية له منذ توليه منصبه في شهر فبراير الماضى. وصرح دراغي بذلك، فى 24 مارس الحالى، في أثناء إلقاء كلمة أمام البرلمان الإيطالي بشأن السياسة الخارجية لبلاده والتزاماته الأوروبية، وفق ما أوردته “رويترز”[6].

وقد قام وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو، فى 21 مارس الجارى، بزيارة إلى طرابلس هي الأولى لمسؤول أوروبي رفيع منذ تشكيل حكومة الوحدة الليبية. وخلال زيارته التي لم يعلن عنها مسبقاً، أجرى دي مايو محادثات مع دبيبة ورئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، إضافة إلى نجلاء المنقوش وزيرة الخارجية بحكومة الوحدة. وأكد لويجي دعم بلاده لليبيا في كافة المجالات والمساهمة في توحيد مؤسسات الدولة السيادية. ونقل المنفي في بيان لمكتبه الإعلامي عن دي مايو أن إيطاليا بدأت في زيادة تمثيلها الدبلوماسي في ليبيا، مشيرا إلى أنهما بحثا العلاقات الثنائية بين البلدين، وإعادة تفعيل اتفاقية الصداقة الليبية الإيطالية، ومدى إمكانية البدء في الطريق الساحلي رأس أجدير إمساعد[7].

6- هناك زيارات مرتقبة سيقوم بها المنفي لأنقرة برفقة رئيس الحكومة، عبد الحميد الدبيبة، وزيارة لموسكو ضمن الجهود الليبية للتوصل إلى تفاهمات بخصوص ملفات عالقة، وعلى رأسها ملف المقاتلين الأجانب والمرتزقة.

وتهدف الزيارة إلى أنقرة للترتيب النهائي للاتفاق الأمني بين تركيا وليبيا وحصره في عمليات التدريب وتقديم الخبرة في المجال الأمني والعسكري أسوة بباقي الاتفاقات الأمنية الموقعة بين ليبيا ودول أخرى. وستناقش الزيارة بدء سحب المقاتلين السوريين من معسكرات القوات الموالية لحكومة الوفاق السابقة جواً عبر تركيا، فى ظل الحديث عن أن المنفي مهد بباريس لإنجاح الزيارة لأنقرة بشرح أهمية الاتفاق البحري الموقع مع تركيا بالنسبة إلى ليبيا، خصوصاً أن فرنسا أهم خصوم أنقرة الأوروبيين في شأن الاتفاق البحري[8].

وفى هذا السياق، فقد نقلت صحيفة الشرق الأوسط عن مصادر فى مطار معيتيقة الدولى، مغادرة دفعة تضم 120 من «المرتزقة» القادمين من سوريا والموالين لتركيا، العاصمة الليبية طرابلس، فى 21 مارس الجارى. وأكدت الصحيفة على إن نقل هذه المجموعة «يأتي في إطار تفاهم إقليمي على البدء في إنهاء وجود المرتزقة داخل الأراضي الليبية»، مشيرة إلى أن «جانباً من هذا التفاهم تم إبرامه بمفاوضات رباعية، شاركت فيها مصر وتركيا، إلى جانب الولايات المتحدة وروسيا»[9].

وبخصوص موسكو، فمن المتوقع أن تركز الزيارة على بحث رفع مستوى التعاون الاقتصادي بين الجانبين من جهة، ومن جهة أخرى ستبحث مسألة مرتزقة شركة “فاغنر” للخدمات الأمنية الموجودة في عدة مواقع في ليبيا لقطع الطريق أمام مساعٍ روسية من خلال “فاغنر” لبناء تحالفات جديدة بعد انهيار معسكر اللواء المتقاعد، خليفة حفتر[10].

7- وصل رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، فى 25 مارس الجارى، إلى العاصمة المصرية القاهرة، والتقى عبد الفتاح السيسي. ونشر المكتب الإعلامي لرئيس المجلس الرئاسي، عبر صفحته على “فيسبوك”، إلى أن المنفي ونائبه عبد الله اللافي ووفدا مرافقا لهما وصلوا إلى القاهرة، في زيارة عمل[11].

ومن المتوقع أن تتناول المناقشات التحركات التي تقودها القاهرة في الوقت الراهن لدعم حكومة الدبيبة. حيث تسعى القاهرة إلى ترتيب لقاء بين الدبيبة وقائد مليشيات شرق ليبيا، خليفة حفتر، لإنهاء حالة الجمود والتوتر بينهما. حيث تسعى القاهرة إلى تغيير موقف حفتر الرافض لاستقبال الدبيبة في قاعدة الرجمة. كما تتضمن الزيارة مشاورات بشأن مستقبل حقيبة الدفاع في حكومة الدبيبة، والتي لم يكلف بعد أي اسم بتسلمها، وسط خيارات عدة، يأتي من بينها احتفاظ الدبيبة نفسه بالحقيبة إلى جانب رئاسة الحكومة، وذلك تجنباً لإثارة أزمة في وجه حكومته، في ظلّ تمسك حفتر بموقفه الرافض تسليم الولاية بقواته إلى الحكومة الليبية الموحدة[12].

 

تحديات قائمة:

وعلى الرغم من هذا الدعم، إلا أنه لا تزال هناك مجموعة من التحديات أمام حكومة الوحدة الوطنية، تتمثل أبرزها فى:

1- إجراء الإنتخابات: حيث تشكل انتخابات 24 ديسمبر المقبل، المهمة الرئيسية للسلطة التنفيذية الجديدة، المكلفة بإنجازها. ولا تبدو هذه المهلة كافية بالنظر إلى عدة إشكاليات تنتظرها، أهمها تنظيم الاستفتاء على مسودة الدستور، والتي لم يصادق عليها مجلس النواب بعد.

كما أن مجلس النواب لم يصدر بعد قانون الانتخابات، التي على أساسه تجرى الانتخابات. وكل هذه الاستحقاقات تضغط على موعد إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية، لذلك لا يتوقع رئيس المفوضية العليا للانتخابات عماد السائح، إجراء الانتخابات في موعدها سواء تم إجراء الاستفتاء أم لم يتم. لذلك فإن أي تأخر لمجلس النواب في اعتماد النصوص القانونية التي على أساسها ستجرى الانتخابات، سيؤثر تلقائيا على التزام الحكومة بإجرائها في موعدها.

وعدم إجراء حكومة الوحدة للانتخابات في موعدها سيحولها إلى حكومة تصريف أعمال، بحسب رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، لذلك فأمام رئيس الحكومة عبدالحميد الدبيبة تحدي حقيقي للنجاح في أهم مهمة أوكلت له.

2- توحيد الجيش: يمثل توحيد الجيش إحدى المهمات الرئيسية للمجلس الرئاسي الجديد باعتباره القائد الأعلى للجيش، وأيضا لرئيس حكومة الوحدة بصفته وزيرا للدفاع. فليبيا تعاني منذ 2011، صعوبات في إعادة بناء جيش نظامي محترف، بسبب انتشار السلاح، والمليشيات غير المنضبطة، وأزّم الوضع إطلاق حفتر “عملية الكرامة”، حيث تسبب بتقسيم الجيش الوليد، وانضمت إليه العديد من المليشيات. ولم يتم الاتفاق إلى الآن بخصوص حقيبة الدفاع التي لا تزال خالية بسبب التدخلات الخارجية وشبه الانسداد الداخلي في تعيين شخص بعينه من منطقة بعينها، وفق ما أشار اليه، عبد الحميد الدبيبة، رئيس الحكومة الليبية امام مجلس النواب. ما جعل الدبيبة يحتفظ بالحقيبة لنفسه.

ونظرا لحساسة هذا الملف، اجتمع الدبيبة، في مدينة سرت (وسط)، بأعضاء لجنة “5+5” العسكرية المشتركة (5 ضباط من الجيش الحكومي+ 5 قيادات من مليشيات حفتر)، في نفس اليوم الذي أدى فيه اليمين. وبحث الاجتماع دعم “اللجنة بكل ما يلزم لدعم مسار توحيد الجيش الليبي”، وفق بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الحكومة.

ويحتاج توحيد الجيش لخطوات لبناء الثقة أولا، وعلى رأسها فتح الطريق الساحلي بين الشرق والغرب، وتبادل الأسرى، ونزع الألغام خاصة من المنطقة الوسطى الممتدة من سرت إلى محافظة الجفرة (جنوب سرت). كما أن تفكيك المليشيات وإعادة إدماج عناصرها في المؤسستين العسكرية والأمنية، إحدى الخطوات المهمة لتوحيد الجيش وإعادة بنائه.

3- إخراج المرتزقة: يُعد إخراج المرتزقة خاصة شركة “فاغنر” والجنجويد، من ليبيا إحدى التحديات الحاسمة التي تطرق لها الدبيبة، خلال جلسات منح الثقة للحكومة بسرت. وحينها دعا الدبيبة، المرتزقة والمقاتلين الأجانب المتواجدين في ليبيا إلى المغادرة، قائلا: “المرتزقة خنجر في ظهر ليبيا، ولابد من العمل على إخراجهم ومغادرتهم، وهو أمر يتطلب الحكمة والاتفاق مع الدول التي أرسلتهم”.

ولا يبدو مرتزقة “فاغنر” آبهين بهذه الدعوة للخروج من البلاد، حيث ذكرت قناة “سي آن آن” الأمريكية، أن فاغنر تقوم بحفر خندق وإنشاء تحصينات لتأمين مواقعها في سرت والجفرة. وأخطر ما في الأمر أن يخرج مرتزقة فاغنر عن سيطرة مليشيات حفتر، مما يجعل إخراجهم من البلاد أمرا معقدا.

وبحسب صحيفة “فورميكا” الإيطالية، فإن تدخل مرتزقة “فاغنر” الروس في ليبيا تحول من دعم حفتر إلى إنشاء بؤرة استيطانية في المنطقة الشرقية. وذكرت الصحيفة أن عناصر فاغنر حفروا مؤخرًا نظامًا من الخنادق المحصنة بطول نحو 70 كلم بين قاعدة الجفرة الجوية وسرت[13].

4- التمسك بالمناصب القيادية: فبعض “الديناصورات السياسية القديمة”، والعبارة لرئيسة بعثة الأمم المتحدة إلى ليبيا بالوكالة، ستيفاني ويليامز، لم تستوعب بعدُ مرحلة التغيير التاريخي المشهود في ليبيا، وما انفكت تصر على التشبث بمناصبها لتحافظ على نفوذها، وعلى مصالحها الشخصية والفئوية.

ومثال ذلك عقيلة صالح الذي يُفترض، بموجب مخرجات ملتقى الحوار الوطني، تغييره، وانتخاب شخصية من الجنوب تحل محله في رئاسة مجلس النواب، ولتحقيق التوازن المناطقي بين الشرق والغرب والجنوب في مستوى توزيع الخطط القيادية في المؤسسات السيادية. ولكن يبدو أن الرجل مصر على البقاء في منصبه، وهو الذي له سوابق في تعطيل مسارات التسوية السلمية للأزمة الليبية. من ذلك عرقلته تنفيذ اتفاق الصخيْرات (2015)، وتنظيم انتخابات عام 2018، وتأييده الحرب على طرابلس (2019). يُضاف إلى ذلك أنّ البرلمان ظلّ منقسما، معطّلا على عهده، ولم يجتمع إلا نادرا[14].

5- التوتر بين حفتر والدبيبة: فقد ظهرت مؤشرات للتنافر بين رئيس الحكومة عبدالحميد الدبيبة وخليفة حفتر. بدأت مؤشراتها تظهر بعد تغريدة لرئيس الحكومة بخصوص فتح تحقيق في العثور على أكثر من 12 جثة في مدينة بنغازي الواقعة تحت سيطرة حفتر، بينما سعت الآلة الإعلامية المحسوبة على القيادة العامة لجيش حفتر إلى مهاجمة قرار رئيس الحكومة.

وعلى خلفية هذا التنافر، فقد غاب الدبيبة عن مراسم تسليم السلطة من الحكومة المؤقتة برئاسة عبدالله الثني في بنغازي،  ويرى مراقبون أن تعمد الدبيبة عدم زيارة بنغازي يحمل في طياته رسائل تجاهل لحفتر الذي ينظر إليه كواحد من أبرز معرقلي سيطرته التامة على المنطقة الشرقية. ولا يستبعد هؤلاء المراقبون أن تكون مماطلة البرلمان بعقد جلسة لمناقشة الميزانية والتصويت عليها مرتبطة بالتنافر القائم بين حفتر والدبيبة[15].

ومن مظاهر الخلاف أيضًا، إعلان الحكومة الجديدة عن قرارت تشمل حل اللجنة العليا لمجابهة وباء كورونا. غير أن رئيس الأركان المكلف من مجلس نواب برلمان طبرق، والموالي لخليفة حفتر، وهو رئيس اللجنة عبد الرزاق الناظوري، أعلن عن قرار  يتعارض مع قرار الحكومة يتمثل في فرض حظر التجول التام لأسبوعين في كامل المنطقة الشرقية. ويسعى حفتر من خلف هذا القرار، إلى إسكات الأصوات المنادية بالكشف عن حقيقة الجرائم التي طاولت مدن شرق البلاد، حيث طالبت عدة قبائل في شرق البلاد بضرورة فتح تحقيق في قضايا القتل خارج القانون والاغتيالات التي شهدتها بنغازي في الفترات الماضية، وكان آخرها بيان لمكونات برقة الاجتماعية والسياسية والحقوقية، دعا إلى فتح تحقيق في “كل الأعمال الإرهابية التي هزت الشارع في بنغازي بصفة خاصة وبرقة بصفة عامة”، مشددة على ضرورة الكشف عن جميع السجون السرية ومعرفة مصير كل المختطفين، من بينهم “النائبة سهام سرقيوة والناشط الحقوقي أحمد الكوافي”، المغيب مصيرهم منذ سنوات، وحوادث اغتيال أبريك اللواطي أحد أعيان قبيلة العواقير، والناشطة حنان البرعصي[16].

أضف إلى ذلك، فإن عملية اغتيال قائد قوات الصاعقة والذراع الأيمن لخليفة حفتر وأحد زعماء السلفية المقاتلة محمود الورفلي بعد تصاعد الخلافات بينه وبين حفتر[17] يعكس نوع من التوتر والصراع بين المليشيات المسلحة المسيطرة على بنغازى، وهو ما قد يحول دون إمكانية قيام الحكومة الجديدة بتحقيق السيطرة الفعلية على المنطقة الشرقية.

 

 

[1] “كوبيش يطمئن الدبيبة «بإجماع» المجتمع الدولي على دعم حكومته”، بوابة الوسط، 23/3/2021، الرابط:

[2] “”ناتو” يرفض التدخل في ليبيا وواشنطن تدعم الدبيبة بشروط”، إندبندنت عربية، 23/3/2021، الرابط:

[3] “زيارات ليبية مرتقبة لأنقرة وموسكو بحثاً عن حلول للملفات العالقة وسط انخراط أميركي”، العربى الجديد، 24/3/2021، الرابط:

[4] ” وزراء خارجية إيطاليا وألمانيا وفرنسا يزورون ليبيا دعماً للسلطة الجديدة”، العربى الجديد، 25/3/2021، الرابط:

[5] “«جون أفريك»: ماكرون يستقبل المنفي بـ«الإليزيه» وهذه أبرز ملفات النقاش”، بوابة الوسط، 23/3/2021، الرابط:

[6] “زيارات ليبية مرتقبة لأنقرة وموسكو بحثاً عن حلول للملفات العالقة وسط انخراط أميركي”، مرجع سابق.

[7] “المنفي ودبيبة إلى تركيا لحسم ملف «المرتزقة»”، الشرق الأوسط جريدة العرب الدولية، 22/3/2021، الرابط:

[8] “زيارات ليبية مرتقبة لأنقرة وموسكو بحثاً عن حلول للملفات العالقة وسط انخراط أميركي”، مرجع سابق.

[9] “تركيا تسحب دفعة من مرتزقتها من ليبيا”، الشرق الأوسط جريدة العرب الدولية، 23/3/2021، الرابط:

[10] “زيارات ليبية مرتقبة لأنقرة وموسكو بحثاً عن حلول للملفات العالقة وسط انخراط أميركي”، مرجع سابق.

[11] ” رئيس المجلس الرئاسي الليبي يزور مصر.. والجمعة إلى تركيا”، عربى21، 25/3/2021، الرابط:

[12] ” مصر تستعجل اتفاقاتها مع الحكومة الليبية”، العربى الجديد، 25/3/2021، الرابط: https://bit.ly/3d9LDVm

[13] ” 7 تحديات تواجه السلطة الجديدة في ليبيا (إطار تحليلي)”، الأناضول، 22/3/2021، الرابط: https://bit.ly/3rgSYrf

[14] ” كل هذه التحدّيات أمام حكومة الدبيْبة في ليبيا”، العربى الجديد، 24/3/2021، الرابط: https://bit.ly/2PtPuV1

[15] ” مؤشرات تنافر بين الدبيبة وحفتر تثير المخاوف من فشل توحيد ليبيا”، العرب، 24/3/2021، الرابط: https://bit.ly/3f8oGVj

[16] ” سلطة حفتر تعرقل مهمة الحكومة الليبية الجديدة”، العربى الجديد، 19/3/2021، الرابط: https://bit.ly/3skenRz

[17] ” الخارج عن السيطرة.. من المستفيد من اغتيال محمود الورفلي في ليبيا؟”، تى أر تى عربى، 25/3/2021، الرابط: https://bit.ly/3lNEkH1

Editor P.S.

كاتب ومدون

جميع المشاركات

المنشورات ذات الصلة

الأكثر قراءة

اتبعنا

التصنيفات

آخر المقالات

Edit Template

رؤية تحليلية للأخبار السياسية والاقتصادية في العالم العربي والإسلامي والعالمي، ودراسات استراتيجية للوضع السياسي المحلي والإقليمي والعالمي

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا لتلقي التحديثات على البريد الإلكتروني الخاص بك

You have been successfully Subscribed! Ops! Something went wrong, please try again.

جميع الحقوق محفوظة لرؤية للتخطيط والدراسات الاستراتيجية ©2022