الحرب الأخيرة بين حماس وإسرائيل: قراءة فى النتائج والتداعيات

 

 

شهدت القدس في العشر الأواخر من رمضان مواجهات كبيرة بين الفلسطينيين من جهة وقوات الشرطة الإسرائيلية -وأحيانًا بمشاركة عناصر التنظيمات اليهودية المتطرفة- من جهة أخرى؛ وهي المواجهات التي اصطلح الفلسطينيون على تسميتها “هبة القدس“.

وقد تفجرت المواجهات إثر ثلاثة تطورات رئيسة: التطور الأول؛ يتمثل فى صدور قرارات قضائية إسرائيلية قضت بإخلاء 12 منزلًا فلسطينيًّا في حي “الشيخ جراح”، الذي يعد أحد أحياء القدس الشرقية، من قاطنيها وتسليمها للسكان اليهود. التطور الثانى؛ يتمثل فى إغلاق شرطة الاحتلال مدرجات حي “رأس العامود”، التي تعد من المعالم الوطنية الفلسطينية المهمة في القدس، والتي تمثل محطة يلتقي عندها الفلسطينيون المتجهون إلى الأقصى. التطور الثالث؛ يتمثل فى السماح للجماعات اليهودية المتطرفة بتنظيم مسيرات استفزازية في الأحياء الفلسطينية من المدينة واقتحام شرطة الاحتلال المسجد الأقصى[1].

وقد توسعت هذه المواجهات مع اقتحام جنود إسرائيليين للمسجد الأقصى والاعتداء بالضرب على المصلين فيه، ورد المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة برشقات صواريخ دفاعًا عن القدس والمسجد الأقصى بعد اقتحام الجنود الإسرائيليين له، ثم بدء جيش الاحتلال عدوانًا عسكريًا على قطاع غزة[2]، ولتقوم مواجهات عسكرية عنيفة بين المقاومة وإسرائيل اصُطلح على تسميتها ب “حرب غزة الرابعة”. وليتم التوصل بعد ذلك إلى وقف متزامن لوقف إطلاق النار بين الطرفين، بوساطة مصرية، في 21 مايو 2021.

وقد أظهرت هذه الجولة من التصعيد بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل مجموعة من النتائج والتداعيات الهامة، يمكن توضيحها كما يلى:

1- عودة المقاومة المسلحة إلى الواجهة:

الحرب الأخيرة بين حماس وإسرائيل: قراءة فى النتائج والتداعيات

لقد أسهمت تلك الأحداث فى دفع الفصائل (حماس والجهاد الإسلامى) وخيار المقاومة للواجهة، ولم يعد الحديث عن فصائل غزة فى مواجهة إسرائيل فقط، ولكن المقاومة فى مواجهة الخيار السياسي، الذى تمثله السلطة الفلسطينية.

وبعد أن فشلت الفصائل فى المشاركة فى صناعة القرار والتعبير عن حجمها عبر صناديق الانتخابات، بعد تأجيل الانتخابات التشريعية الفلسطينية التى كان من المقرر إجراؤها فى 22 مايو الجاري، أصبحت المواجهات المباشرة والهتافات التى تطالب محمد الضيف، القائد العام لكتائب عز الدين القسام- الجناح العسكرى لحركة حماس، بالرد على الاعتداءات الإسرائيلية، بمثابة ساحة للفرز والتأكيد على قيمة ومكانة خيار المقاومة فى المشهد الفلسطيني[3].

2- بروز تطورات نوعية لدى المقاومة:

فقد أظهرت هذه الجولة مدى التطور العسكرى والإدراك السياسى والاستراتيجى لدى المقاومة (خاصة حماس) فى غزة، وهو ما يمكن توضيحه فيما يلى:

– تفاعل المقاومة في غزة مع هبة القدس بإطلاقها عملية “سيف القدس”، فى رسالة منها على أن سلاحها تحت خدمة القضية الفلسطينية، وأنها تدافع عن الفلسطينيين وحقوقهم أينما وجدوا سواء فى القدس أو الضفة أو حتى فى الداخل المحتل، وفى رد فعلى من قبل المقاومة على الأصوات التى تتهما بأنها تعمل فقط لخدمة قطاع غزة.

– أظهرت عملية “سيف القدس” تطور فى قدرات المقاومة النوعية في صناعة صواريخ محلية اخترقت القبة الحديدية الإسرائيلية ووصلت إلى مناطق مختلفة داخل إسرائيل. وبرز تناقض فى الحديث عن قدرات القبة الحديدية بين خطاب إسرائيلى رسمى يؤكد تصديها لما يصل إلى 90 بالمائة من الصواريخ الفلسطينية وحديث غير رسمى عن محدودية تلك القدرة وأنها لا تتجاوز 20-30 بالمائة[4].

وفي غضون أسبوع من إطلاق عملية “سيف القدس”، أطلقت فصائل المقاومة أكثر من 3000 صاروخ تجاه اسرائيل، أي قرابة 500 صاروخ في اليوم الواحد. وعلاوة على كثافة النيران، برز أيضًا تطور نوعية الصواريخ ومداها، ولا سيما صاروخ A120، الذي أطلقته فصائل المقاومة تجاه القدس المحتلة في 10 مايو، وحمل رؤوسًا متفجرة ذات قدرة تدميرية عالية ويصل مداه إلى 120 كيلومترًا. كما برز صاروخ “عياش 250” الذي أطلقته فصائل المقاومة تجاه مطار رامون الدولي في 13 مايو، ووصل مداه إلى 220 كيلومتر، وهو أبعد مدى وصله صاروخ فلسطيني منذ أول صاروخ أطلقته فصائل المقاومة عام 2001 تجاه مناطق إسرائيلية. كما نفذت فصائل المقاومة هجمات باستعمال طائرات مسيرة محلية الصنع من طراز “شهاب”، تستعمل لأول مرة، استهدفت مراكز إسرائيلية، بينها منصة غاز قبالة ساحل شمال غزة[5].

– استهداف مدن وأماكن حيوية مثل القدس وتل أبيب ومطار بن جوريون ومطار رامون ومنصة غاز قبالة ساحل شمال غزة، ساهمت فى إعادة تقييم حالة توازن القوى والردع القائم بين إسرائيل والفصائل[6].

– أنه على عكس الموقف الإسرائيلي الخاص بفجوة القيادة (نتيجة وجود خصومة وتنافس بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع بيني جانتس فى إطار الأزمة السياسية الخاصة بتشكيل الحكومة) وانعكاسات الأزمة السياسية على كفاءة إدارة المعركة عسكرياً، يبدو الأمر مختلفًا بالنسبة للفصائل الفلسطينية التي أظهرت كفاءة على مستوى القيادة، فهناك قيادة أركان فى كتائب عز الدين القسام تدير تشكيلات تتولى مهاماً مختلفة فى الوقت نفسه، بالإضافة إلى تحسن العامل الاستخباري الذي انعكس فى توسيع بنك الأهداف، فضلاً عن القدرة على إخفاء قسم من القدرات العسكرية[7].

– إن توسع جبهة المقاومة في المنطقة العربية وحدوث تغير نوعي في القدرات الدفاعية لديها أخل بالتوازن التقليدي الذي كان يرجح كفة الكيان الإسرائيل، في حروبها الأولى مع العرب. حدث هذا التغير ابتداء من حرب 2006 مع حزب الله اللبناني، وتواصل في حروبه مع المقاومة الفلسطينية في الاعوام 2008 و 2014، وبلغ ذروته في العدوان الأخير.

في هذه الحالات الأربع واجه العدو مجموعات المقاومة وليس الجيوش العربية النظامية التي لم تصمد أمامه في الحروب الاولى منذ العام 1948. وفي العدوان الإسرائيلي الأخير استطاعت صواريخ المقاومة الوصول إلى كل نقطة في الأراضي المحتلة، بما فيها تل أبيب. وعاش المستوطنون حالة من الذعر غير مسبوقة، حيث صفارات الانذار لا تتوقف والصواريخ تمطر عليهم من السماء. وبرغم وجود منظومة دفاع قوية تحت مسمى «القبة الحديدية» فقد تم اختراقها على نطاق واسع الأمر الذي أرعب الإسرائيليين، وربما كان ذلك من العوامل التي أرغمت نتنياهو وحكومته على وقف إطلاق النار[8].

لكن، لايزال الأصعب فى حسابات الفصائل الفلسطينية هو الحجم الهائل للدمار والأضرار التي تعرضت لها البنية التحتية الفلسطينية، فربما خفضت إسرائيل من مستوى استهداف الضحايا المدنيين فى حرب 2021 مقارنة بحرب صيف 2014 (1462 إلى 200 تقريباً)، إلا أنها زادت من مستوى تدمير البنية التحتية، وهو ما سيشكل تحدياً كبيراً بالنسبة لحماس التي سيتعين عليها التخلي عن أولوية إعادة بناء القدرات العسكرية، لصالح التركيز على إزالة آثار الدمار ومعالجة الأضرار كأولوية لفترة طويلة[9].

أضف إلى ذلك، الحسابات السياسية فى ملف إعادة الإعمار، حيث تقف إسرائيل التي تشترط قبل كل شيء حل قضية جنودها الأسرى قبل الإعمار. في الوقت نفسه، تحاول أطراف عربية ودولية سحب البساط من تحت «حماس» لمصلحة السلطة عبر إعلانها تشكيل «لجنة دولية لإعمار غزة»، تعمل على تحويل الأموال إلى رام الله.

وهناك أيضًا الموقف المصري السباق في قضية إعادة الإعمار، والإعلان قبل انتهاء المواجهة عن تقديم 500 مليون دولار للقطاع، والذى يعد جزءاً من محاولة لترسيخ مكانة القاهرة، كعنوان لغزة أمام «المجتمع الدولي» في هذا الملف، وذلك لتفويت الفرصة على الدوحة التي كانت مرشحة لقيادة العملية، ولا سيما بعد خوضها تجربة سابقة عبر لجنتها التي تقيم بصورة دائمة في القطاع منذ حرب 2014. وقد زاد التخوف المصرى بعد أن أجرى رئيس المكتب السياسي، إسماعيل هنية، لقاءً بالأمير القطري، تميم بن حمد، فى 23 مايو، وكان العنوان البحث في «الجهود المبذولة لإطلاق عملية الإعمار».

ومن ناحية أخرى، تبرز الأمم المتحدة هذه المرة كمرشح للإشراف على ما يطرحه الأميركيون والأوروبيون بخصوص الإعمار عبر «وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين» (الأونروا)، التي سبق أن كان لها دور في إعادة بناء وترميم البيوت التي تضررت في حرب 2014، وهو ما ترفضه حالياً تل أبيب التي لا تريد أي تعزيز لمكانة «الأونروا» مجدداً بعد مساعيها السابقة للتخلص منها[10].

3- بروز حماس كفاعل رئيسى فى القضية الفلسطينية:

الحرب الأخيرة بين حماس وإسرائيل: قراءة فى النتائج والتداعيات

فقد أكدت هذه المواجهة بين إسرائيل والمقاومة على مكانة حماس كالفاعل الأساسى والأهم فى القضية الفلسطينية، لدرجة أن هناك أصوات داخل الإدارة الأمريكية أصبحت تنادى بضرورة إشراك حماس فى القرارات السياسية المتعلقة بالقضية الفلسطينية، وفتح قنوات تواصل مباشرة معها.

وفى هذا السياق، فقد نشرت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية مقالا للمعلق فيها تسفي برئيل، قال فيه إن هناك بوادر تغير في التفكير الأمريكي نحو حركة حماس. وذلك عبر التأكيد على أن التوصل إلى سلام شامل ونهائي بين الفلسطينيين والإسرائيليين لن يكون عن طريق التفاوض مع السلطة، بل عبر إيجاد دمج بين غزة والضفة، وبين حماس ومنظمة التحرير الفلسطينية، من أجل وقف طويل لإطلاق النار، ومنع مواجهة أخرى بين إسرائيل وحماس. وأنه يجب على الولايات المتحدة تشجيع المصالحة الفلسطينية الداخلية، وأن تزيد من حضور مؤسسات المساعدات الأمريكية ورجال الاتصال الأمريكيين في غزة، وأن تطالب إسرائيل برفع الحصار عن غزة وإشراكها، أي حماس، في عملية اتخاذ القرارات السياسية[11].

4- تعرية السلطة الفلسطينية:

فقد كانت السلطة، بما تشمله من وزارات وأجهزة أمنية، أكبر الخاسرين مما جرى، لأنها لم تكن بمستوى التحدي، وفقدت الشرعية، وباتت الآن من دون شرعيات، لا شرعية صندوق الاقتراع بعد تأجيل الانتخابات إلى أجل غير مسمى، ولا شرعية المقاومة التي لم تبادر إلى المشاركة في تنظيمها وقيادتها، واضطرت للانخراط بها، بدليل أنها عقدت اجتماعًا يتيمًا شكل لجنة لدراسة الخيارات، ولم تنه اللجنة عملها حتى الآن، لدرجة أن الرئيس لم يخطب حتى كتابة هذه السطور، ليعلق على وقف العدوان، وهذا أدى إلى غياب دوره ودور السلطة حيث كانت الانتفاضة والمقاومة هي اللاعب الرئيسي[12].

ومع ذلك، تحاول السلطة استغلال تضحيات أهالي غزة لتحقيق مكاسب خاصة بها أهمها: أولًا؛ محاولة إحياء دور سياسي للسلطة، فليس سراً أن السلطة بدأت حصد النتائج السياسية للعدوان على غزة خاصة رئيسها عباس الذي يعيش نشوة لم يعرفها منذ سنوات فالاتصال الذي تلقاه بداية العدوان من الرئيس الأميركي كان ينتظره منذ تولي الأخير السلطة في الولايات المتحدة.

ومن الجدير ذكره أن عباس كان قد بادر في ذلك الحين إلى إعلان استعداد السلطة العودة إلى المفاوضات مع إسرائيل، غير أنه لم يتلق أي ردة فعل أميركية حقيقية، إلى أن جاء العدوان وتداعياته، والذي لم يجعل بايدن يخاطب عبّاس فحسب، بل دفعه، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الكوري الجنوبي، إلى المطالبة بـ “الاعتراف بمحمود عبّاس قائداً للشعب الفلسطيني”.

ثانيًا؛ اختفت السلطة طوال أيام الهبة والعدوان وظهرت بعدما وضعت الحرب أوزارها تفتح خزائنها لاستقبال أموال الاعمار، وهي ليست المرة الأولى التي تستغل السلطة الحرب على غزة لتحويل أموال الاعمار إلى خزينتها بينما تماطل في اعمار القطاع المدمر نتيجة العدوان، إلى جانب رفضها دفع أي مخصصات مالية للشهداء والجرحى كما جرى بعد عدوان 2014.

وقد بدأت تتعالى أصوات أوروبية وأمريكية بضرورة أن تستلم السلطة أموال إعادة الاعمار بهدف تقوية نفوذها في غزة وضمان أن تبقى المقاومة بعيدة عن حالة الاعمار وممارسة المزيد من الضغط عليها بسيف الأموال والاعمار عبر السلطة[13].

5- خسائر إسرائيلية متعددة:

الحرب الأخيرة بين حماس وإسرائيل: قراءة فى النتائج والتداعيات

فقد تكبدت إسرائيل خلال هذه المواجهة مجموعة عدة خسائر تتمثل أبرزها فى:

– أن أحد مصادر القلق الإسرائيلية التي أشار إليها الرئيس الإسرائيلى رؤوفين ريفلين يتمثل فى تصدع الجبهة الداخلية واستخدام مصطلح “الحرب الأهلية” بعد أن أصبح “عرب 48” كتلة حرجة بالنسبة لإسرائيل بعدما تضامنت فى الأخير مع فصائل المقاومة بالنظر إلى الانتهاكات الإسرائيلية بحقهم فى حى الشيخ جراح وباب العمود[14].

– ما أحدثته هذه المواجهة من هزة كبيرة في نظرية إسرائيل الأمنية، فتداعيات هذه الجولة شملت معظم عناصر النظرية الأمنية الإسرائيلية، كالردع، والحرب الاستباقية، والقتال في أرض “العدو”، والتنبؤ الإستراتيجي، وتماسك الجبهة الداخلية.

وقد استطاعت المقاومة الفلسطينية أن تثبت للاحتلال ألا وجود لمعادلة ردع إستراتيجي أو تكتيكي، وعاجلته بالاستعداد للدخول في مواجهة قتالية، وبدأت الجولة بقصف “القدس” والعديد من المستوطنات في أرض الخصم.

كما عجز الاحتلال عن التنبؤ بقرار المقاومة في غزة، وطبيعة وحجم قدراتها العسكرية، بما في ذلك مدى الصواريخ وأعدادها. ورافقت هذه الجولة هبّة شعبية فلسطينية في مدن الداخل المحتل، التي يعتبرها الاحتلال جزءا من جبهته الداخلية. واستطاع الفلسطينيون تقديم نموذج لحالة الاستنزاف التي قد يخضع لها الاحتلال بتعدد ساحات المواجهة معه في كل فلسطين المحتلة[15].

وعلى الرغم من أن الاحتلال الإسرائيلي يتباهى بأن لديه أكثر وسائل التجسس التكنولوجية تطورا في العالم وفق قوله، إلا أنه لم يتمكن حتى اليوم من تحديد أماكن قيادات الصف الأول في كتائب القسام بحماس.

وأقر الاحتلال بأنه حاول تنفيذ اغتيالات لشخصيات مثل قائد أركان القسام محمد الضيف، ورئيس حركة حماس في غزة يحيى السنوار وآخرين، أو المتحدث العسكري باسم القسام “أبو عبيدة”، واكتفى لاحقا باستهداف منازلهم الخاوية المعروفة في القطاع. ورغم قيام أربع حروب لم يتمكن الاحتلال من معرفة مكان أو شكل وملامح الضيف حتى اليوم، ولم يتمكن من أي اختراق بما يتعلق بالمعلومات عن الشخصيات المجهولة في القسام[16].

– ما كشفته تلك المواجهة من انهزام إسرائيل في مواجهتها للمقاومة الفلسطينية، ليس لأنها لم تنجح في تكبيد غزة خسائر فادحة في الأرواح والبنية التحتية، ولكن، لأنها لم تستطع أن تحقق الأهداف المعلنة التي بررت بها العدوان على قطاع غزة، أي توجيه ضربات قوية لرموز المقاومة الفلسطينية العسكرية، والقضاء على الأنفاق: البنية التحتية الاستراتيجية، التي تعتمدها المقاومة الفلسطينية في غزة.

الصحافة الإسرائيلية، فضلاً عن مواقف النخب السياسية بالداخل الإسرائيلي، تكاد تجمع على أن حرب الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة كانت كارثية، وفشلت في تحقيق أهدافها، وأنها وضعت إسرائيل في حرج أمام الرأي العام الدولي، إذ لأول مرة، تفقد إسرائيل نصيراً دولياً في معركتها مع المقاومة في قطاع غزة، وتخرج المظاهرات المساندة لغزة من العواصم الدولية التي كانت تقليدياً محسوبة على جبهة الدعم لإسرائيل، كما تعمق التوتر في العلاقات الأمريكية الإسرائيلية، بسبب تعنت الحكومة الإسرائيلية، وعدم إصغائها للتوصيات الأمريكية بخصوص وقف إطلاق النار.

كما أن عملية التفاوض مع الفلسطينيين بالشروط الإسرائيلية السابقة، لم تعد متاحة، فحتى لو أصرت إسرائيل على أن الطرف الوحيد المقبول لديها للتفاوض هي السلطة الفلسطينية، فإن هذه القناعة قد اهتزت دولياً، وتعززت بدلها قناعة جديدة، ترى ضرورة أن يكون التفاوض مع حماس ولو بطريقة غير مباشرة، وذلك باعتبار أنها أضحت تمثل الطرف الأقوى على الأرض، وأن السلطة الفلسطينية لم يعد لها القدرة على التحكم في المقاومة الفلسطينية المسلحة[17].

– تراجع الرواية الإسرائيلية لصالح تصاعد الرواية الفلسطينية حول الصراع بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وكان لمنصات مثل “تيك توك” و”إنستغرام” و”تليغرام” تحديدا، دور فاعل في نشر الرواية الفلسطينية، حيث أوصل الفلسطينيون والمتضامنون معهم فيديوهات القصف الإسرائيلي على غزة وجثث الشهداء وموضوع الإخلاء في القدس إلى شريحة مختلفة واسعة، ووصلت هذه المقاطع والصور إلى كافة دول العالم.

واقتحمت مصطلحات “الأرض المسروقة” و”الأبارتايد” و”التطهير العرقي” و”جرائم حرب” وسائل الإعلام العالمية ومواقع التواصل الاجتماعي، واستخدمها نواب في الكونغرس وإعلاميون وحقوقيون ومشاهير في الساحة الأمريكية، ضد ما فعله الاحتلال الإسرائيلي في القدس المحتلة والضفة الغربية وغزة.

وفي هذه المرة، حقق الفلسطينيون الذين تحدثوا علنا ضد الاحتلال الإسرائيلي وقصفه العسكري الساحق لغزة نجاحا أكبر بكثير في سرد روايتهم على وسائل التواصل الاجتماعي، وهو الأمر الذي أدى إلى تآكل ميزة إسرائيل في معركة وجهات النظر واكتساب جمهور متحمس لها[18].

– من المتوقع أن تؤدي “صورة الهزيمة” التي خرج بها نتنياهو وجيش الاحتلال الإسرائيلي من هذه الجولة إلى تعميق حالة الهشاشة في البيئة الداخلية لدولة الاحتلال، وزيادة الاستقطاب بمجرد الدخول في حالة من تبادل الاتهامات على تحمل المسؤولية بين أركان قيادة دولة الاحتلال[19].

كما أسهمت نتائج الحرب والمواجهات بين فلسطينى الداخل والتنظيمات الإرهابية اليهودية، في تفكيك المعسكر الذي يقوده زعيم المعارضة يئير لبيد، وأضعفت فرص تشكيله الحكومة المقبلة. حيث أعلن زعيم حزب”يمينا” نفتالي بينت انسحابه من دعم لبيد فى تشكيل الحكومة، ويرجع ذلك إلى أن قاعدته – بينت – الانتخابية لا تسمح له بالمشاركة في حكومة تقوم على دعم الأحزاب العربية، التي ساندت جماهيرها في المواجهة مع التنظيمات اليهودية وانتقدت الجرائم الإسرائيلية في غزة.

وإلى جانب خسارة لبيد دعم حزب “يمينا”، فإن هناك مؤشرات على أنه سيخسر دعم حزب “تكفاه حدشاه” اليميني بزعامة الليكودي السابق جدعون ساعر. وحسب ما ذكره موقع “والاه”، فإن ساعر ألمح في جلسات مغلقة إلى أنه يفكر في العودة إلى حزب “الليكود” بسبب عدم استطاعته المشاركة في حكومة تستند إلى دعم الأحزاب العربية. في الوقت ذاته، فقد خفتت حماسة بعض الأحزاب العربية الممثلة في الكنيست لدعم لبيد بعد تأييده أساليب شرطة الاحتلال الوحشية في مواجهة هبّة القدس وتحديداً في مناطق الداخل المحتل.

كما أحدثت نتائج الحرب صدعاً في معسكر الأحزاب المتحالفة مع نتنياهو. فزعيم حزب “الصهيونية الدينية”، بتسلال سمورطيتش، الذي يوصف من قِبل “الليكود” بأنه من “الشركاء الطبيعيين” للحزب في أي حكومة مقبلة، لم يحمل نتنياهو فقط المسؤولية عن الفشل في مواجهة المقاومة الفلسطينية في غزة، بل ألمح أيضاً إلى أن نتنياهو قدّم لحركة “حماس” تعهدات بشأن القدس والمسجد الأقصى بما يتعارض مع منطلقات الأحزاب اليمينية؛ وحذره من أنه في حال تم التأكد من حدوث أي تراجع في الموقف الإسرائيلي من القدس والأقصى، فإن حزبه لن يكون في يوم من الأيام ضمن حكومة يقودها نتنياهو[20].

6- سقوط أطروحات التطبيع:

فأطروحة أهل التطبيع الأولى تقوم على أن هناك تفوقاً كبيراً للعدو علينا كعرب، وأن هذا العدو مدعوم من دول كبرى لا قدرة لنا على مواجهتها، وأن السبيل الأفضل للتعامل معه هو التحالف وإقامة علاقات طبيعية معه. من هنا كان النصر التاريخي للمقاومة في غزة، إجهازاً على هذا الأساس الفكري الذي  طالما ارتبطت به فكرة التطبيع.

أما الاطروحة الثانية التي يعتمدها أهل التطبيع هي أن التطبيع هو مدخل للسلام والاستقرار والازدهار في المنطقة كلها لأنه يخرجها من حالة الحرب التي تستنزف طاقاتها ومواردها وتسهم في قتل أهلها وتدمير عمرانها. من هنا يأتي هذا العدوان على الشعب الفلسطيني بكل ما يرافقه من وحشية وإجرام عنصري وحروب إبادة وحروب ضد الإنسانية، ليجهز ايضاً على هذه الاطروحة من أساسها[21].

7- ظهور متغيرات أمريكية فى التعامل مع القضية الفلسطينية:

الحرب الأخيرة بين حماس وإسرائيل: قراءة فى النتائج والتداعيات

فقد فرضت هذه الحرب القضية الفلسطينية على أجندة السياسة الخارجية الأمريكية، فبعد أن كان الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني لا يمثل أولوية لإدارة بايدن ولا القوى الإقليمية في الشرق الأوسط، قلبَ انتصارُ المقاومة على إسرائيل في حرب غزة المعادلةَ رأساً على عقب.

وفي هذا السياق، فقد وصل، فى 25 مايو، وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى إسرائيل، في مستهل زيارته إلى الشرق الأوسط، وهي الزيارة الأولى له إلى المنطقة منذ توليه منصبه في يناير الماضي. وتشمل جولة بلينكن في المنطقة كل من إسرائيل والضفة الغربية ومصر والأردن.

ولا تأتي زيارة بلينكن إلى الشرق الأوسط لرغبة منه، أو لأن ملف الصراع العربي – الإسرائيلي يمثل إحدى أولويات الإدارة الأمريكية – كما جرت العادة – بل تأتي زيارة بلينكن هذه المرة تحت عنوان “مجبرٌ أخاك لا بطل”، بمعنى أنه لولا حرب إسرائيل على غزة لما كانت تلك الزيارة ولا ما حدث من تغيير جذري على السياسة الخارجية لإدارة بايدن من الأساس، بحسب افتتاحية صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية.

فقد كان الملف الوحيد من ملفات الشرق الأوسط الذي نال نصيباً من اهتمام إدارة بايدن هو إعادة إحياء الاتفاق النووي مع إيران، بعد أن كان ترامب قد انسحب منه، وعلى مدى نحو أربعة أشهر من وجود بايدن في البيت الأبيض لم تظهر قضية الشرق الأوسط الأساسية -القضية الفلسطينية- على أجندة إدارة بايدن من الأساس، فجاءت حرب إسرائيل على غزة لتقلب هذا الأمر رأساً على عقب وتجبر الإدارة الأمريكية على إعادة الملف إلى رأس أولوياتها[22].

كما سلطت الأحداث الأخيرة الضوء على تحولات مهمة في الرأى العام الأمريكي وداخل الحزب الديمقراطي فيما يخص القضية الفلسطينية والصراع مع إسرائيل. فربما لأول مرة يشهد المجال العام الأمريكي تعاطف قطاع واسع من الرأى العام ومن نواب مجلسى النواب والشيوخ مع القضية الفلسطينية، وتظهر لأول مرة أصوات من داخل دوائر صنع القرار الأمريكي تطالب صراحة بإدانة الممارسات الإسرائيلية وتبني إجراءات عقابية ضد إسرائيل للضغط عليها لوقف اعتدائها على المدنيين وإنهاء سياستها الاستيطانية.

وفي سابقة ربما قد تكون الأولى من نوعها، شهد الكونجرس الأمريكي- والمعروف بكونه أكثر المؤسسات الأمريكية دعماً لإسرائيل- خطباً نارية من قبل عدد من النواب تدين الاعتداءات الإسرائيلية وسياسات إسرائيل الاستعمارية والعنصرية. كما قام 138 نائب ديمقراطي في الكونجرس بتوجيه خطاب لبايدن لمطالبته بإدانة قتل المدنيين من الناحيتين وليس من الجانب الإسرائيلي فقط والضغط على إسرائيل من أجل وقف القصف الجوي على غزة.

ومن ناحية أخرى، قام 27 نائب ديمقراطي في مجلس الشيوخ من مجمل 50 نائباً بقيادة النائب اليساري برني ساندرز بمحاولة إصدار مشروع قرار يطالب بوقف إطلاق النار من الطرفين وتعطيل إقرار مجلس الشيوخ صفقة أسلحة مع إسرائيل لحين استجابتها للمطالب الأمريكية. وبالرغم من أن هذا المشروع لم يتم إقراره، إلا أنه مؤشر مهم على حدوث تحول في توجهات قطاع مهم من الرأى العام فيما يخص إسرائيل والقضية الفلسطينية. وكما علّق أحد المحللين لأول مرة، يصبح دعم إسرائيل قضية خلافية في المجال السياسي الأمريكي، ففيما مضى كان موقف السناتور برني ساندرز المناهض للسياسات الاسرائيلية استثنائياً شاذاً عن القاعدة العامة، إلا أن الجدل حول الأحداث الأخيرة في الأراضي المحتلة في الأسابيع الأخيرة أوضح أن هذا الموقف أصبح أكثر انتشاراً في أوساط نواب الحزب الديمقراطي وقاعدته الانتخابية[23].

ويبدو أن هذا التغير فى الموقف الأمريكى ليس تغيرًا ظرفيًّا في الكونغرس أو الحزب الديمقراطي بل هو تغير عميق سيستمر مستقبلًا؛ لأنه يعبر عن التغير في البنية الاجتماعية لسكان الولايات المتحدة التي يتناقص عدد سكانها البيض ويزداد عدد سكانها من خلفيات ثقافية وعرقية مختلفة، تشترك في أنها تعرضت للاضطهاد، وترى أوضاع فلسطين انعكاسًا لمأساتها الخاصة. ومع ازدياد تمثيلها داخل الكونغرس والإدارة الأميركية سيتزايد اعتراضها على سياسات إسرائيل، فيتزايد انكشاف إسرائيل الخارجي وتتفاقم مع الوقت عزلتها[24].

8- أحدثت المواجهة شرخًا في السياج الأوروبي:

حيث دعا قادة أوروبيون إلى التواصل مع حماس بشكل مباشر أو غير مباشر لأنها جزء من الحل للصراع في الأراضي الفلسطينية. وقد جاءت الدعوة بشكل رئيسي من ألمانيا، التي حرصت تاريخيًّا على تفادي الاحتكاك بإسرائيل لأنها تشعر بعقدة الذنب من اضطهاد هتلر لليهود الذي استغلته إسرائيل للحصول على المساعدات الألمانية وتقييد حرية ألمانيا في التعامل مع القضية الفلسطينية. يؤشر هذا التغير في الموقف الأوروبي والألماني تحديدًا على أن إسرائيل تراجعت قدرتها على توجيه المواقف الأوروبية. ومع رحيل أجيال الحرب العالمية الثانية من قيادة الدول الأوروبية تبرز أجيال جديدة لا تعاني من عقدة الشعور بالذنب التي كانت تعاني منها بعض القيادات الأوروبية، فتبتعد أكثر عن السياسات الإسرائيلية التي تسعى إلى إقناع الأوروبيين بتصنيف حماس وبقية فصائل المقاومة تنظيمات إرهابية منزوعة الشرعية السياسية ومنبوذة دوليًّا[25].

9- تأكيد الدور المصرى فى القضية الفلسطينية:

الحرب الأخيرة بين حماس وإسرائيل: قراءة فى النتائج والتداعيات

فقد كان لافتًا أن النظام المصري الأكثر تفاعلًا وتأثيرًا خلال المواجهة الأخيرة فى حى الشيخ جراح وقطاع غزة. فقد أصدرت القيادة السياسية تعليمات بنقل الإصابات الحرجة من غزة للعلاج بالقاهرة، وكلفت وزارة الصحة الأطباء بالعمل فى مستشفيات سيناء لاستقبال الفلسطينيين، وأعلنت مصر فتح معبر رفح لاستقبال المصابين من القطاع، وقام الهلال الأحمر المصرى بإرسال مواد إغاثية وطبية لشمال سيناء. وجاءت المبادرة الكبرى بإعلان السيسى عن تقديم مبلغ 500 مليون دولار لمصلحة عملية إعادة الإعمار فى قطاع غزة.

وترافق الموقف الرسمى مع تفاعل شعبى قوي، تردد صداه مع خطبة د.أحمد عمر هاشم على منبر الجامع الأزهر، وحديثه عن الانتهاكات الإسرائيلية والمطالبة بتوحيد الصف العربي، وإطلاق الإمام الأكبر شيخ الأزهر د.أحمد الطيب حملة بكل لغات العالم لدعم القضية الفلسطينية.

وقامت القيادة المصرية والمسئولون باتصالات كثيرة بين أطراف الأزمة الفلسطينيين وإسرائيل، ومع جهات عربية وأجنبية؛ لوقف التصعيد بين الطرفين. وبالمثل تلقت القيادة اتصالات دولية على أعلى مستوى، كان أبرزها اتصال الرئيس الأمريكى جو بايدن، الذى ثمّن خلاله جهود السيسى لوقف التصعيد بين إسرائيل وحماس[26].

ويبدو أن أبرز المكاسب التى حققتها مصر من حرب غزة تتمثل فى العلاقات المصرية – الأمريكية من جهة والدور الإقليمي لمصر من جهة أخرى. فقد كان بايدن – أثناء حملته الانتخابية – واضحاً في صياغة الكيفية التي ستكون عليها علاقة إدارته مع نظام السيسي حينما قال: “لا مزيد من الشيكات على بياض لديكتاتور ترامب المفضل”. ومنذ تولى بايدن منصبه في 20 يناير الماضى، لم يجرِ أي اتصالات مع نظيره المصري، ولم يحدث اتصال على مستوى وزاري بين البلدين، وحتى عندما أجرى الرئيس الأمريكي اتصالاته الخجولة مع بعض الزعماء في الشرق الأوسط، مثل نتنياهو وملك السعودية، لم يكن السيسي واحداً منهم ولم يكن متوقعاً أن يكون، بحسب المراقبين ومسار الأحداث.

لكن كل شيء تغيّر بسبب حرب غزة، فأجرى بايدن اتصالين مع السيسي، كان الأول خاصاً وحصرياً بحرب غزة؛ حيث قدم الرئيس الأمريكي الشكر للسيسي على الدور المصري الفاعل في التوصل إلى وقف إطلاق النار والذي دخل حيز التنفيذ فى 21 مايو. ثم جاء الاتصال الثاني بين بايدن والسيسي فى 24 مايو، ليبلغ الرئيس الأمريكي نظيره المصري اعتزامه “تعزيز جهود” حل أزمة سد النهضة الإثيوبي.

ولا يمكن تجاهل مكتسب آخر هام للغاية حققته القاهرة من خلال ضرب صواريخ المقاومة الفلسطينية خط أنابيب إيلات-عسقلان الذي كانت الإمارات قد أحيته لنقل النفط والغاز إلى إسرائيل وأوروبا دون المرور بقناة السويس المصرية، وهو ما يمثل “هدية” لم تكن في الحسبان بالطبع.

وبشكل عام يمكن تلخيص مكتسبات مصر من عودة القضية الفلسطينية إلى قمة أجندة الأولويات السياسية في الشرق الأوسط في أن ذلك يمثل عودة دور مصر الإقليمي الهام بعد أن كان موسم التطبيع مع إسرائيل الذي دشنته الإمارات قد أضر كثيراً بهذا الدور سياسياً واقتصادياً[27].

 

 

 

[1] “”هَبَّة القدس”: الصراع على معادلة ردع جديدة”، تقدير موقف، مركز الجزيرة للدراسات، 12/5/2021، الرابط:

[2] [2] “الهبّة الشعبية الفلسطينية: خلفياتها، وأسبابها، وسماتها”، تقدير موقف، المركز العربى للأبحاث ودراسات السياسات، 18/5/2021، الرابط:

[3] “تداعيات ما بعد الحرب الإسرائيلية على غزة”، تقديرات استراتيجية، مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، 23/5/2021، الرابط:

[4] المرجع السابق.

[5] “الهبّة الشعبية الفلسطينية: خلفياتها، وأسبابها، وسماتها”، مرجع سابق.

[6] “تداعيات ما بعد الحرب الإسرائيلية على غزة”، مرجع سابق.

[7] “الحرب الرابعة: هل تغيرت معادلة القوى بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية؟”، تقديرات استراتيجية، مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، 15/5/2021، الرابط:

[8] “توازن جديد بعد العدوان الإسرائيلي”، القدس العربى، 23/5/2021، الرابط:

[9] “الحرب الرابعة: هل تغيرت معادلة القوى بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية؟”، مرجع سابق.

[10] ” معركة إعادة الإعمار: محاولات جماعية لتعويم «سلطة أوسلو»”، الأخبار، 25/5/2021، الرابط:

[11] “صحيفة عبرية: تغير أمريكي من حماس وغزة قد يدفع لحوار ثنائي”، الرسالة نت، 25/5/2021، الرابط:

[12] “ما بعد انتصار سيف القدس وهزيمة “حارس الأسوار” (1/2)”، مسارات، 25/5/2021، الرابط:

[13] ” السلطة ترقص على جراح غزة وتستعد لجني المكاسب”، الرسالة نت، 25/5/2021، الرابط: https://bit.ly/3oR0B8h

[14] “الحرب الرابعة: هل تغيرت معادلة القوى بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية؟”، مرجع سابق.

[15] “إنجازات غير مسبوقة لـ”سيف القدس”.. ما هي وكيف يستثمرها الفلسطينيون؟”، تقدير موقف، الجزيرة نت، 23/5/2021، الرابط: https://bit.ly/3fkgBMX

[16] “أبرز نقاط الهزيمة التي تعرض لها الاحتلال بعدوانه بالقدس وغزة”، عربى21، 21/5/2021، الرابط: https://bit.ly/3fpE7Iy

[17] “سيناريوهات: ماذا بعد الهزيمة الإسرائيلية في قطاع غزة؟”، عربى بوست، 25/5/2021، الرابط: https://bit.ly/2QU6Prx

[18] “أبرز نقاط الهزيمة التي تعرض لها الاحتلال بعدوانه بالقدس وغزة”، مرجع سابق.

[19] “إنجازات غير مسبوقة لـ”سيف القدس”.. ما هي وكيف يستثمرها الفلسطينيون؟”، مرجع سابق.

[20] “العدوان على غزة يعمّق الأزمة السياسية في إسرائيل”، العربى الجديد، 23/5/2021، الرابط: https://bit.ly/3yDxkCz

[21] “الملحمة الفلسطينية.. والسقوط التاريخي لأطروحات “التطبيع””، 180 بوست، 22/5/2021، الرابط: https://bit.ly/3yFdu9Z

[22] “غزة أجبرت أمريكا على العودة للشرق الأوسط وجعلت لمصر والسلطة والأردن أهمية لدى إدارة بايدن”، عربى بوست، 25/5/2021، الرابط: https://bit.ly/3yAmFZr

[23] “تحولات مهمة في الجدل الأمريكي الداخلي حول إسرائيل والقضية الفلسطينية”، مقال تحليلى، مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، 25/5/2021، الرابط: https://bit.ly/3vslZDa

[24] “التكرار الخادع: الدلالات البعيدة لحرب غزة الرابعة”، ورقة تحليلية، مركز الجزيرة للدراسات، 23/5/2021، الرابط: https://bit.ly/3fmQt3V

[25] “المرجع السابق.

[26] “تداعيات ما بعد الحرب الإسرائيلية على غزة”، مرجع سابق.

[27] “غزة أجبرت أمريكا على العودة للشرق الأوسط وجعلت لمصر والسلطة والأردن أهمية لدى إدارة بايدن”، مرجع سابق.

Editor P.S.

كاتب ومدون

جميع المشاركات

المنشورات ذات الصلة

الأكثر قراءة

اتبعنا

التصنيفات

آخر المقالات

Edit Template

رؤية تحليلية للأخبار السياسية والاقتصادية في العالم العربي والإسلامي والعالمي، ودراسات استراتيجية للوضع السياسي المحلي والإقليمي والعالمي

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا لتلقي التحديثات على البريد الإلكتروني الخاص بك

You have been successfully Subscribed! Ops! Something went wrong, please try again.

جميع الحقوق محفوظة لرؤية للتخطيط والدراسات الاستراتيجية ©2022