التطبيع المغربي-الإسرائيلي: الدوافع والتداعيات

 

قام وزير الدفاع الإسرائيلي “بيني جانتس”، فى 23 نوفمبر 2021، بزيارة إلى المغرب، وهي الزيارة التي استهدفت تعزيز التعاون العسكري والأمني بين الجانبين، وقد اكتسبت زيارة “جانتس” أهميتها من كونها أول زيارة رسمية للمغرب يقوم بها وزير دفاع إسرائيلي منذ تطبيع المغرب علاقاته مع إسرائيل برعاية أمريكية في ديسمبر 2020 في إطار ما عُرف بـ”اتفاقات أبراهام” ، فضلًا عن المخرجات المهمة التي نتجت عن الزيارة من تكثيف للتعاون العسكري والأمني والاستخباراتي بين البلدين[1]. ومن هذا المنطلق، تسعى الورقة إلى التعرف على أهم الدوافع التى تقف خلف تصاعد التطبيع بين المغرب وإسرائيل، فضلًا عن دلالات وتداعيات ذلك.

أولًا: مظاهر التطبيع بين المغرب وإسرائيل ودوافعه:

تجمع المغرب بإسرائيل علاقات تعاون سرية قديمة تعود لستينيات القرن الماضي، تخللها تعاون وتنسيق أمني رفيع المستوى في قضايا حساسة، وهذه العلاقة مكنت المغرب من لعب دور الوسيط بين مصر وإسرائيل وإدارة شبكة علاقات سرية معقدة بين البلدين توجت بلقاء جمع في العام 1977 بين وزير الخارجية الإسرائيلي، في ذلك الوقت، موشيه ديان مع المبعوث الشخصي للرئيس المصري أنور السادات، حسن التهامي، وهو اللقاء الذي مهد لزيارة السادات للقدس في 19 نوفمبر من نفس العام، وإلقائه الخطاب المشهور أمام الكنيست الإسرائيلي وما تلا ذلك من توقيع اتفاقيات كامب ديفيد والانسحاب الإسرائيلي من شبه جزيرة سيناء.

العلاقات المغربية الإسرائيلية كانت تتخذ أحيانا من وجود تجمع إسرائيلي كبير من أصول مغربية، واستمرار وجود صلات اجتماعية وعائلية بين هذا التجمع وبقايا الجماعة اليهودية في المغرب، سندا لها في تبرير العلاقات السياسية والإنسانية، وتعزز ذلك الروايات المنتشرة في صفوف اليهود المغاربة عن المعاملة الجيدة التي حظي بها اليهود تاريخيا من قبل العرش المغربي، وكذلك الحماية التي وفرها الحكم المغربي لليهود إبان الحقبة النازية عندما رفض تسليم اليهود الموجودين على أراضيه لنظام فيشي الفرنسي المتعاون مع النازيين، ويذهب معظم المحللين إلى توافق المصالح السياسية والأمنية بين نظامين صديقين للغرب وللولايات المتحدة على وجه الخصوص وتجمعهما وجهات نظر مشتركة تجاه قضايا العالم.

تواصلت العلاقات المغربية- الإسرائيلية السرية وشبه العلنية، حيث زار شمعون بيريز المغرب واجتمع مع الملك المغربي في العام 1986 أثناء توليه رئاسة الحكومة في إسرائيل، وتبعتها زيارات لمسؤولين آخرين بشكل سري، إلى أن أعلن عن اقامة علاقات دبلوماسية في العام 1995 ما بعد توقيع اتفاق أوسلو بين منظمة التحرير وإسرائيل، والذي لعبت المغرب دورا هاما في تشجيع الطرفين للتوصل إليه.

توقفت العلاقات الرسمية بين البلدين في العام 2000 في إثر اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية، إلى أن عادت وتجددت، من خلال إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب في شهر ديسمبر 2020 عن التوصل إلى اتفاق يعيد العلاقات بين البلدين، وتعترف بمقتضاه الولايات المتحدة بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية التي كانت وما زالت محل نزاع مع جبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر، مقابل تطبيع كامل للعلاقات بين إسرائيل والمغرب[2].

وتُظهر حجم الاتفاقيات التي وقعتها إسرائيل والمغرب منذ اتفاق أبراهام في ديسمبر 2020 حرص الطرفين على ترسيخ التعاون فيما بينهما في مختلف المجالات. ففي أعقاب زيارة وزير خارجية إسرائيل “يائير لبيد” إلى المغرب في أغسطس 2021، استبدلت مكاتب الاتصال الدبلوماسي بينهما بسفارتين. كذلك وقعت شركة راتيو بيتروليوم الإسرائيلية اتفاق تعاون في مجال التنقيب عن الغاز على الساحل المغربي، ومؤخرًا جرى إطلاق خط جوي مباشر بين الدار البيضاء وتل أبيب، وبلغ عدد الزوار الإسرائيليين في المغرب نحو 70 ألفًا خلال عام 2020[3]. فيما نشر موقع ذي ماركر الاقتصادي إلى الإمكانيات الكبيرة التي ستزود بها إسرائيل المغرب خاصة في مجالات التكنولوجيا الزراعية والمعدات الطبية المتقدمة والتكنولوجيا المتعلقة بتحلية المياه[4].

كذلك أدرجت التاريخ والثقافة اليهودية في مناهج المدارس الابتدائية المغربية[5]. وقد أعلن القائم بأعمال مكتب الاتصال الإسرائيلي في المغرب ديفيد غوفرين، في تغريدة له على موقعه على تويتر، فى نوفمبر 2021، عن التحضير “لتوقيع اتفاقية توأمة بين مدينتي أزمور المغربية وكريات يام الإسرائيلية” والتي اعتبرها “من أجمل مظاهر التجانس الثقافي وتعزيز الروابط الاجتماعية بين المغرب وإسرائيل”[6].

وعلى هامش مباحثات وزير الدفاع الإسرائيلي “بيني جانتس” والوزير المغربي المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بإدارة الدفاع الوطني “عبد اللطيف لوديي”، وقع الجانبان مذكرة تفاهم في مجال التعاون العسكري والأمني والمخابراتى، لم يسبق للدولة العبرية أن وقّعت مثله مع أي من دول التطبيع العربي. وقد أشارت وزارة الدفاع الإسرائيلية إلى أن “الاتفاق يرسم التعاون الأمني بين المغرب وإسرائيل بمختلف أشكاله في مواجهة التهديدات والتحديات التي تعرفها المنطقة”.

وقد لفتت تقارير إلى أن “مذكرة التفاهم المغربية – الإسرائيلية لا تتضمن اتفاقات دفاعية محددة لكنها تقدم إطار عمل قانوني وتنظيمي لعقد مثل تلك الاتفاقات في المستقبل”، ووصف “جانتس” هذا الاتفاق بأنه “أمر مهم جدًا، سيمكن الجانبين من تبادل الآراء وإطلاق مشاريع مشتركة وتحفيز الصادرات الإسرائيلية إلى المغرب”.

وتعكس هذه المعطيات أن الاتفاق سيتيح للمغرب اقتناء معدات أمنية إسرائيلية عالية التكنولوجيا بطريقة سهلة، إضافة إلى التعاون في التخطيط العملياتي والبحث والتطوير، فضلًا عن خلق قنوات رسمية بين الأجهزة الاستخباراتية والأمنية للبلدين، وتأطير التعاون الصناعي والتقني بين الجانبين بأطر رسمية مؤسسية، بالإضافة لذلك أشارت دوائر مقربة من وزارة الدفاع المغربية إلى أن المغرب سيحاول الاستفادة من القدرات العسكرية الكبيرة لإسرائيل في مجال صناعة الطائرات المسيرة “الدرونز” لتعزيز سلاح الجو المغربى. وتأكيدًا على هذا المسار أشارت تقارير إلى أن إسرائيل ستقوم بتحديث 24 طائرة قديمة من طراز “إف 16” أمريكية الصنع لدى المغرب[7]، بالإضافة إلى إمدادها بمنظومات دفاع جوية متقدمة (برق 8) وأسلحة كانت إسرائيل ترفض بيعها للمغرب سابقا.

يأتى ذلك إلى جانب التعاون فى مجالات السايبر والتقنيات الاستخباراتية المتقدمة والتي تأتي ترجمة للاتفاق الذي وقع في الرباط بين مسؤول منظومة السايبر في إسرائيل يغئال أونا، ونظيره المغربي الجنرال مصطفى الربيعي أثناء زيارة وزير الخارجية يائير لبيد للرباط فى أغسطس الماضى[8].

وتجدر الإشارة إلى أن ثمة تعاون بالفعل في مجال الأسلحة بين البلدين. ففي العام الماضي (2020)، حصل الجيش المغربي على 3 طائرات استطلاع غير مأهولة إسرائيلية من طراز “هيرون” بقيمة 48 مليون دولار. كذلك في مجال التكنولوجيا العسكرية، حيث كانت المغرب ضمن قائمة الدول المستوردة لتطبيق بيغاسوس الإسرائيلي[9].

ويتضح مما سبق، أن التطبيع بين إسرائيل والمغرب يسير بخطى ثابتة ويشمل كافة المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والعسكرية والأمنية، والذى يأتى مدفوعًا بعدة عوامل، منها:

1- خلق شرق أوسط جديد: يأتى التطبيع بين إسرائيل والمغرب كجزء من الحراك الإقليمي الجاري، والمدعوم أمريكيًا، لخلق شرق أوسط جديد، خالٍ من الاضطرابات، باعتبار أن المنطقة مقبلة على مرحلة إعادة ترتيب التوازنات، تعلو فيها المصالح الاقتصادية على الأولويات الأيدولوجية.

في سياق هذه التغيرات، وقعت دول خليجية اتفاقيات سلام مع إسرائيل “اتفاقية أبراهام” في أغسطس 2020 قبل انتهاء ولاية الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، والتي ساعدت في إرساء علاقات تعاون بين الطرفين، وكانت المغرب هي رابع الدول الموقعة على الاتفاقية على خطى الإمارات والبحرين والسودان، مما ساعدها في الحصول على الدعم الأمريكي في بعض الملفات مثل الاعتراف بالسيادة المغربية على إقليم الصحراء الغربية المتنازع عليه بين المغرب وجبهة البوليساريو. وعلى الجانب الإسرائيلي تفيد هذه الاتفاقيات في الحصول على دعم عربي إسلامي شرق أوسطي بعد عقود من العداء، ويخرج إسرائيل من عزلتها، ويضيف لها بعدًا آخر في المشاركة ببعض قضايا الشرق الأوسط كفاعل رئيسي.

بعدها شهدت العلاقات الخليجية الداخلية بعض التغيرات على وقع طي صفحة القطيعة الخليجية، من خلال “اتفاق العلا” الموقع في يناير 2021 بين دول الرباعية العربية وقطر، تلا ذلك، تخفيف حدة التوترات مع تركيا، وتبادل قادة الخليج الزيارات والاتصالات مع الرئيس التركي رجب أردوغان في محاولة لإعادة هيكلة العلاقات.

وعندما وصل وزير الدفاع الإسرائيلي إلى المغرب، كان ولي العهد أبو ظبي محمد بن زايد في زيارة مهمة إلى تركيا. أثمرت عن اتفاقيات تعاون اقتصادية، لاسيما بين شركة أبوظبي للموانئ وصندوق الثروة السيادية التركي، وهو ما يرسم طبيعة العلاقات المرتقبة بين الطرفين، من حيث التركيز على الصفقات التجارية والتعاون، وفتح آفاق جديدة للعمل المشترك بين أبوظبي وأنقرة.

إزاء ما سبق، يمكن فهم سياق الزيارة الأمنية التاريخية لوزير الدفاع الإسرائيلي إلى المغرب، في ضوء تغيرات إقليمية ليست بعيدة عن إعادة هندسة الشرق الأوسط، وفق مصالح بعضها اقتصادي وبعضها الآخر يستند إلى نبذ التوترات التي أرهقت المنطقة[10].

2- استكمال صفقة القرن: تعكس زيارة غانتس للمغرب و«المذكرة الدفاعية» التى تم توقيعها بين البلدين اتجاها متصاعدا في الأوضاع العربية، نشأ نتيجة التقاء اندفاعة إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب نحو دعم حكومة بنيامين نتنياهو الإسرائيلية، واجتمعت، في تلك الاندفاعة، القضايا السياسية والأمنية والمالية، عبر مسمى «صفقة القرن» التي لقيت رفضا قويا من قبل الفلسطينيين، لكنها وجدت صدى لدى دول عربية، وخصوصا مع ربطها بأزمات المنطقة المحلية والإقليمية، كما هو حال الإمارات والبحرين مع إيران، وقضية المغرب مع السيادة على الصحراء الغربية، ومسائل الخروج من حقبة العقوبات الاقتصادية والسياسية في السودان.

وعلى الرغم من توقع الكثيرين بأن الصفقة قد سقطت مع خروج ترامب من البيت الأبيض إلا أن تصريحات المسئولين فى إدارة بايدن تثبت عكس ذلك، فعشية وصول غانتس إلى الرباط جدد وزيرا خارجية الولايات المتحدة أنتوني بلينكين والمغرب ناصر بوريطة، خلال لقائهما في واشنطن، التأكيد على أهمية «التعميق المستمر» للعلاقات بين المغرب وإسرائيل، كما أكّد بلينكن أن واشنطن تواصل «اعتبار خطة الحكم الذاتي المغربية جادّة وجديرة بالثقة وواقعية، وتنطوي على مقاربة يمكن أن تلبّي تطلّعات شعب الصحراء الغربية»[11]. ما يشير إلى تشجيع إدارة بايدن للمغرب بتطبيع علاقتها مع إسرائيل دون شروط مسبقة – فى مقدمتها حل القضية الفلسطينية – وذلك مقابل الاعتراف الأمريكى بالسيادة المغربية على إقليم الصحراء الكبرى.

3- الترويج للمشروع الإبراهيمى: حاول وزير الدفاع الإسرائيلى “جانتس” من خلال زيارته لكنيس يهودي في الدار البيضاء وتطرقه في تصريحات صحفية إلى مسألة “الإبراهيمية” كإطار حاكم للعلاقات مع الدول والشعوب العربية حسب الرواية الإسرائيلية، تحقيق المزيد من الترويج للمشروع “الإبراهيمي”، وهو المشروع الأمريكي–الإسرائيلي الذي يستهدف إلباس مسار التطبيع “الاستراتيجي” الصبغة الدينية بما يعزز من حضوره وقبوله لدى المزيد من الفئات العربية. وبالإضافة إلى ذلك كانت زيارة هذا الكنيس مهمة بطبيعة الحال بالنسبة لإسرائيل لتعزيز العلاقات مع الجالية اليهودية في المغرب، خصوصًا وأن هذه الجالية هي الأكبر في العالم العربي إذ تقدرها تقارير بـ 2500 يهودي، يشغل بعضهم مناصب رفيعة في المغرب[12].

4- فرض الهيمنة الإسرائيلية على المنطقة العربية: فالمشروع الصهيوني الاستعماري لا يستهدف فلسطين فقط كونه امتدادًا لمشروع استعماري عالمي يستهدف إبقاء السيطرة والهيمنة على المنطقة العربية برمتها من خلال إبقائها أسيرة التبعية والتجزئة والاستبداد، وإذا كانت إسرائيل لم تستطع أن تقوم من النيل إلى الفرات عبر الاحتلال فإنها لا تزال تسعى لكي تسيطر على المنطقة من المحيط إلى الخليج، ولعل اتفاقات التطبيع التي تأخذ شكل التتبيع والتحالف دليل على ذلك[13].

5- تعزيز النفوذ الإسرائيلى فى شمال أفريقيا: تطمح إسرائيل لتعزيز نفوذها في شمال أفريقيا، والذي يفتح المجال أمامها للتحرك نحو الساحل وإيجاد موطئ قدم بين القوى المتنافسة. ويعتقد مهندسو استراتيجية إسرائيل الافريقية، أنّ المغرب هو مكان ثابت تقف فيه إسرائيل لتحرّك “العالم الافريقي”، كما تريد. في مقال نشر مؤخّرا، قدّر الخبير الأمني الإسرائيلي داني سترينوفيتش، أن افريقيا ستكون حلبة الصراع المقبلة بين إسرائيل وإيران. وبنى تقديره، الذي في ما يبدو لم يخترعه بل سمعه من مسؤولين، على ما وصفه بالتغيير في السياسة الخارجية الإيرانية بعد انتخاب رئيسي باتجاه الاستثمار في التمدد في الشرق الأوسط وأفريقيا. ودعا إلى التصدّي لما سماه أذرع إيران وحزب الله في افريقيا، واعتبرها مصدرا للقلق الأمني من جهة، وقناة لتمويل منظمات معادية لإسرائيل في مقدمتها حزب الله اللبناني من جهة أخرى.

وسبق أن قام رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو، بسلسلة من الزيارات في افريقيا، أسفرت عن قفزة في العلاقات الإسرائيلية الافريقية، وأدّت إلى زيادة كبيرة في الصادرات العسكرية ووصلت إلى القرار بضم إسرائيل كعضو مراقب في منظمة الوحدة الافريقية مع مسعى إلى رفع مستوى التمثيل. وهو ما يشير إلى أن ثمة المزيد من الاتفاقات العسكرية بين إسرائيل والدول الأفريقية[14].

6- ترسيخ العلاقات المغربية- الإسرائيلية: عكست طبيعة المباحثات التي أجراها “جانتس” مع المسؤولين المغاربة رغبة إسرائيل في الانتقال بمسار العلاقات مع المغرب من الإطار الدبلوماسي والاقتصادي التقليدي الذي صاحب تطبيع العلاقات بين البلدين إلى إطار أكثر استراتيجية؛ وذلك عبر التركيز على الأبعاد الأمنية وملف السياسة الخارجية.

فقد اقتصرت العلاقات في مرحلة ما بعد ديسمبر 2020 على ملفات مهمة بطبيعة الحال ولكنها لا تنقل العلاقات إلى مرحلة الشراكة الاستراتيجية التي تستهدفها إسرائيل، مثل: تسهيل الرحلات الجوية المباشرة لنقل اليهود، من أصل مغربي والسياح الإسرائيليين من وإلى المغرب، واستئناف الاتصالات الرسمية الثنائية والعلاقات الدبلوماسية في أقرب الآجال، والسعي إلى تطوير علاقات مبتكرة في المجال الاقتصادي والتكنولوجي.

بينما هدفت زيارة جانتس إلى توثيق العلاقات مع المغرب وجعلها أكثر استراتيجية، وهو ما ظهر فى المباحثات التى أجراها جانتس مع كبار المسئولين المغاربة مثل عبد اللطيف لوديي، الوزير المغربي المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالدفاع الوطني، والجنرال “دوكور دارمي بلخير الفاروق” المفتش العام للقوات المسلحة الملكية وقائد المنطقة الجنوبية المغربية، وناصر بوريطة وزير خارجية المغرب، ومحمد ياسين المنصوري المدير العام للدراسات والمستندات (مخابرات خارجية)، المعروفة اختصارًا باسم “لادجيد”. فضلًا عن المخرجات المهمة التي نتجت عن الزيارة من تكثيف للتعاون العسكري والأمني والاستخباراتي بين البلدين والذى تم توضيحه أعلاه[15].

7- استهداف الجزائر: تعتبر الجزائر من الدول العربية القليلة، التي وضعت نفسها في موقع خارج نطاق النفوذ الإسرائيلي. وهذا الموقع في حد ذاته مصدر قلق للدولة العبرية، التي حقّقت نجاحا عربيا فاق كل توقّعاتها، فهي لم تستطع فقط تحييد الدول العربية عن الصراع، بل أقامت تحالفات معها جعلت هذه الدول أقرب إليها منها إلى فلسطين. ليس فقط أن الجزائر ترفض الانضواء تحت مظلّة التطبيع العلني، ولا تمارس التطبيع المخفي، بل هي تواجه إسرائيل بثلاثة تحدّيات كبرى:

التحدّي الأول: هو وقوف الجزائر العنيد ضد انضمام إسرائيل إلى منظمة الوحدة الافريقية، وكان وزير الخارجية الإسرائيلي يئير لبيد قد هاجم الجزائر بسبب مساعيها لإبعاد إسرائيل عن الاتحاد الافريقي. وقد استطاعت الجزائر، حتى الآن، إقناع 13 دولة افريقية بالوقوف ضد منح إسرائيل صفة تمثيلية رسمية في منظمة الوحدة الافريقية، وهذه الدول هي: جنوب افريقيا وتونس وإريتريا والسنغال وتنزانيا والنيجر والكاميرون وغابون ونيجيريا وزمبابوي وليبريا ومالي وسيشل. والواضح أن غالبية الدول العربية الافريقية ليست ضمن القائمة، حيث تغيب عنها مصر والسودان وليبيا والمغرب وموريتانيا، إضافة إلى جيبوتي والصومال. وإذا أخذنا بعين الاعتبار الأهمية المتزايدة، التي توليها إسرائيل للعلاقات السياسية والأمنية والعسكرية والاقتصادية مع الدول الافريقية، يمكن تقدير حجم وشدّة العداء الإسرائيلي للسياسة الجزائرية.

التحدي الثاني، هو الادّعاء بأن للجزائر ارتباطا قويا واستراتيجيا مع إيران، لذا ترفض الدخول في تحالفات إقليمية ضدها. كما تبالغ إسرائيل فى حجم هذه العلاقة بهدف استغلال التوتر بين الجزائر والمغرب، لتأليب الأخيرة ضد إيران وتثبيتها كعضو فعّال في التحالف المعادي لإيران.

التحدي الثالث، هو الدعم الكامل للقضية الفلسطينية، ورفض أي حديث عن تطبيع قبل حل القضية الفلسطينية حلا عادلا. فموقف الجزائر هو من بقايا الموقف العربي التاريخي المعادي للعدوان الإسرائيلي، وهي الدولة العربية المستقرّة الوحيدة، التي لا تمارس التطبيع العلني ولا التطبيع السرّي، ولا تقف بالدور للانضمام إلى الركب الإسرائيلي. الخريطة السياسية العربية، في علاقة بالشأن الفلسطيني، تتشكّل من دول فاشلة ومنهارة لا سياسة لها، ودول تطبيع علني، ودول تطبيع سرّي، إضافة إلى دول وعدت إسرائيل بإنشاء علاقة معها، كما يردّد مسؤولون إسرائيليون ليل نهار “هناك دول أخرى على الطريق”. لو ضمنت إسرائيل أن تبقى الجزائر لوحدها في الموقف العربي التقليدي، لما همّها الأمر كثيرا، لكنّها استشعرت خطرا مستقبليا بأن تقوم الجزائر عربيا بما تقوم به افريقياً، وتقوم بالتصدّي للتغلغل الإسرائيلي في الوطن العربي. ومع كل هذا فإنّ إسرائيل ليست معنية بالدخول في صدام مع الجزائر، ولا تعتبر مواجهتها ضمن أولوياتها، لكنّها مستعدّة للقيام بالكثير ضدّها في سبيل تثبيت تعميق تحالفها مع المغرب، وتثبيت أقدامها في المغرب العربي عموما[16].

ثالثًا: تداعيات التطبيع بين المغرب وإسرائيل:

يمكن الإشارة إلى مجموعة من التداعيات الناتجة عن هذا التطبيع المتسارع بين المغرب وإسرائيل كما يلى:

1- إثارة الغضب الفلسطينى: أثار تقارب المغرب مع إسرائيل حالة غضب كبيرة من قبل الأطراف الفلسطينية؛ نظرًا لموقعها في منظمة التعاون الإسلامي لا سيما وأن المغرب تترأس لجنة القدس التابعة لهذا المحفل الدولي الكبير[17].

وفي سياق ردود الفعل على زيارة “جانتس”، أدانت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية توقيع اتفاقية عسكرية وأمنية بين المغرب وإسرائيل، ووصفتها بالخطوة الخطيرة، وقالت في بيان لها: “كنا نأمل من المملكة المغربية والتي ترأس لجنة القدس ألا تقدم على هذه الخطوة الخطيرة في ظل ما تمارسه إسرائيل من إجراءات عنصرية ضد الشعب الفلسطيني، وتنصلها من كل اتفاقيات السلام ورفضها للمفاوضات وحل الدولتين، وفرضها سياسة الأمر الواقع على الأرض باستمرار الاستيطان والتهجير القسري بالقدس المحتلة، والضم التدريجي للأراضي الفلسطينية، والمساس بعروبة وإسلامية القدس ومقدساتها”، ووصف البيان الخطوة بأنها “تشكل خروجًا عما نصت عليه القمم العربية والإجماع العربي ومبادرة السلام العربية، وتضر بالأمن القومي العربي ومصالح الأمة العربية”.

وعلى نفس المنوال تبنت حركة حماس خطابًا أكثر حدة تعليقًا على الخطوة، حيث أدانت الحركة الخطوة بشدة، واعتبرت في بيان لها أن “المصالح الاستراتيجية للأمة العربية والمغرب جزء منها، لا يمكن أن تتحقق بالتحالف مع عدو الأمة وعدو الشعب الفلسطيني، الذي يرتكب الجرائم والانتهاكات اليومية بحق شعبنا وأرضنا ومقدساتنا وبحق شعوب المنطقة”، وطالبت الحركة “النظام الحاكم في المغرب بالعودة عن خطواته عاجلًا، وقطع علاقته مع إسرائيل”[18].

2- تصاعد الاحتجاجات داخل المغرب: فعلى الرغم من التطبيع الرسمى المغربى مع إسرائيل، لاتزال هناك جبهة مناهضة لهذا التطبيع في المغرب، فقد أطلق ناشطون وحقوقيون مناهضون لسياسات التطبيع، حملةً على مواقع التواصل الاجتماعي، بالتزامن مع زيارة غانتس، تستنكر زيارة وزير الدفاع الإسرائيلي، كما انتشر في مواقع التواصل الاجتماعي وسم لا_مرحباً_بالقاتل_غانتس.

كما نددت الجبهة المغربية لدعم فلسطين، وضد التطبيع، بمكوناتها كلها، بهذه الزيارة التي عدّتها زيارةً تدخل في إطار مخطط التطبيع الخياني المستمر، معلنةً عن عزمها تنظيم وقفة احتجاجية رفضاً لزيارة غانتس، أمام مبنى البرلمان. ومن جهتها، أطلقت الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، حملةً إعلاميةً وميدانيةً رافضةً لزيارة غانتس إلى البلاد[19].

بدوره، دعا رئيس “مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين” (غير حكومية)، عبد القادر العلمي، “الشعب المغربي، وكل قواه المدنية والحزبية والنقابية والحقوقية والطلابية والنسائية ومنابر الإعلام، إلى إعلان التعبئة العامة الطويلة الأمد؛ لمواجهة الاختراق التطبيعي التخريبي”، وذلك بمناسبة اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، في 29 نوفمبر سنوياً.

العلمي اعتبر، خلال مؤتمر صحفي في الرباط، أن استقبال المغرب وزيرَ الدفاع الإسرائيلي مساهمة في إضفاء “المشروعية على جرائمه وجرائم كيانه” بحق أهل القدس وفلسطين. كما لفت إلى أن التطبيع مع إسرائيل “لا يسيء فقط إلى قضية فلسطين، بل يهدد المغرب وجودياً ويستهدف وحدته الترابية وتماسك مجتمعه وأمنه واستقراره”.

وقد شهدت مدن مغربية، فى 29 نوفمبر، وقفات احتجاجية رفضاً للتطبيع المتصاعد مع إسرائيل. حيث شارك مئات الحقوقيين والمواطنين في فعاليات احتجاجية بمدن وجدة وبركان (شمال شرق) وبنسليمان وبني ملال وأولاد تايمة (شمال)، فيما منعت السلطات وقفة مماثلة بالعاصمة الرباط، بحسب بث مباشر على “فيسبوك” لقناة “الشاهد”، التابعة لجماعة “العدل والإحسان” (أكبر جماعة إسلامية بالمملكة). فيما ردد المحتجون هتافات تطالب بوقف التطبيع، ودعم القضية الفلسطينية، منها: “التطبيع خيانة”، و”ناضل يا مناضل.. ضد التطبيع ضد الصهيون”، و”إدانة شعبية.. الأنظمة العربية”[20].

3- تشجيع استمرار الانتهاكات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين: فعلى الرغم مما يقدمه الزعماء العرب من مبررات وهمية بأن التطبيع مع إسرائيل سيساهم فى حل القضية الفلسطينية، وتأكيدهم على التمسك ب”حل الدولتين”، والذى كان أخرها دعوة العاهل المغربي الملك محمد السادس العمل على إعادة بناء الثقة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، لمحاولة التوصل إلى تسوية القضية الفلسطينية في إطار حل الدولتين، مشيرا إلى أن بلاده ستواصل جهودها من أجل توفير الظروف الملائمة لعودة الطرفين إلى طاولة المفاوضات[21].

إلا أن الممارسات الإسرائيلية تشير إلى عكس ذلك، وتؤكد على أن اتفاقيات التطبيع تشجع تل أبيب على الاستمرار فى انتهاكاتها ضد الفلسطينيين. فبعد أيام من زيارة غانتس إلى تل أبيب، فقد قام رئيس كيان الاحتلال يتسحاق هرتسوغ باقتحام الحرم الابراهمي، مشعلًا شمعدان عيد الحانوكا. شارك أيضًا فى المهرجان وزير دفاع الاحتلال بيني غانتس الذي أشعل شمعدان الحانوكا بالقرب من حائط البراق. أما نتنياهو الذي يقبع في صفوف المعارضة فنشر تغريدة على تويتر ذَكَّر فيها بإشعاله الشمعدان قبل عام في هضبة الجولان السورية المحتلة.

ما يشير إلى أن هناك سباق بين قادة الكيان الصهيوني سواء كانوا في السلطة أم في المعارضة إلى التأكيد على أن الضفة الغربية جزءًا لا يتجزأ من الكيان الصهيوني، والتأكيد على السيطرة الإسرائيلية على الأراضي المحتلة عام 1967. ويؤكد هذا السباقٌ أن الرهان على المفاوضات وعلى التطبيع السياسي والاقتصادي للوصول لحل الدولتين وَهْم بدده قادة الاحتلال في الخليل والقدس والجولان بعد أن فُتحت لهم ابواب العواصم العربية[22].

4- تعظيم الدور الإسرائيلى فى المنطقة: حولت تلك الاتفاقيات التطبيعية إسرائيل من لاعب واحد من جملة لاعبين كثرٍ على لوح الشطرنج الشرق الأوسطي، إلى لاعبٍ محوريّ مركزيّ في كلّ التطورات الحاصلة في المنطقة. ومن أبرز الأمثلة التي تبرهن على ذلك: مطالبة مصر إسرائيل بتقديم المساعدة لها من أجل إيجاد حلّ للأزمة التي اندلعت مع إثيوبيا في ملف سدّ النهضة، إلى جانب المساعدات الإسرائيلية المقدّمة إلى القاهرة في حربها ضد عناصر تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في شبه جزيرة سيناء، وطلب الولايات المتحدة من إسرائيل أن تساعد في تسوية الخلاف بين الجيش والحكومة في السودان، والذي يثبت، في قراءة تحليلات إسرائيلية، أنّ “نفوذ إسرائيل في الخرطوم أكبر من نفوذ واشنطن”[23]، بجانب مراهنة الدول الخليجية على الدور الإسرائيلى فى مواجهة إيران، ومراهنة المغرب على التطبيع الإسرائيلى للحصول على الدعم الأمريكى فى قضية الصحراء الكبرى، والتطلع السودانى للدور الإسرائيلى للتوسط لدى واشنطن لإزالة العقوبات السياسية والاقتصادية المفروضة على الخرطوم.

5- تزكية الصراع بين المغرب والجزائر: اعتبرت الجزائر أن “زيارة غانتس للمغرب تستهدفها”، وفق تصريحات أدلى بها رئيس مجلس الأمة الجزائري صالح قوجيل، الذي شدد في خطاب له أمام مجلس الأمة الجزائري على البعد الأمني للزيارة التي اعتبر أنها “لو كانت من طرف وزير سياحة أو اقتصاد للكيان الصهيوني، فقد يمكن تفسيرها على أنها تدخل في إطار علاقات كانت موجودة من قبل بين هذا البلد (المغرب) والكيان الصهيوني، حتى ولو كانت مخفية، ولكن عندما يتعلّق الأمر بزيارة وزير دفاع هذا الكيان للمغرب، فإن الجزائر هي المقصودة (المستهدفة)”.

ورمى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون بثقله في هذه القضية فأعلن في خطاب نقلته وسائل الإعلام الجزائرية والعربية مساء 26/11/2021 أنه “يأسف لاتفاق المغرب مع إسرائيل” في التعاون الأمني والعسكري والذي وقعه غانتس مع قيادة الجيش المغربي خلال زيارته للرباط، وأكد تبون أن “تهديد الجزائر من المغرب خزي وعار ولم يحدث منذ 1948”[24].

ويمكن تفهم حالة الغضب الجزائرى فى ظل تزامن زيارة غانتس إلى المغرب مع تصاعد التوتر بين المغرب والجزائر إلى ذروة غير مسبوقة، مع قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، ووقف أنبوب الغاز المار بأراضي المغرب نحو اسبانيا، وإعلان جبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر «تصعيد الكفاح المسلح»[25].

وكانت إسرائيل سببًا رئيسًا ضمن مبررات قيام الجزائر قطع علاقاتها مع المغرب في أواخر أغسطس الماضي. وذلك، على خلفية اتهامات من بينها ضلوع المنظمتين الإرهابيتين المدعوين “ماك” و”رشاد” بالتعاون مع المغرب وإسرائيل في حرائق الغابات التي دمرت بعض المناطق في الجزائر. وكذلك قيام الأجهزة المغربية بالتجسس على الهواتف الخاصة ببعض المسؤولين في الجزائر باستخدام برنامج “بيجاسوس” الإسرائيلي. كذلك التطبيع بين إسرائيل والمغرب الذي وصفته الجزائر بأنها في مواجهة حملة اعتداءات ممنهجة من جانب الشريكين.

كما عارضت الجزائر قرار الولايات المتحدة بإعلان سيادة المغرب على الصحراء في مواجهة جبهة البوليساريو التي تدعمها الجزائر. وأعلنت تصميمها على موقفها الداعم “لحرية الشعوب في تحديد مصيرها”[26].

كذلك فقد ذكر موقع “إسبانيول” في الثامن عشر من نوفمبر وما قبل زيارة غانتس للمغرب، أن المغرب وإسرائيل يعتزمان تشييد قاعدة عسكرية في بلدة أفسو (شمال شرقي المغرب) تبعد عن مغنية الجزائرية مسافة 180 كم، وترى الجزائر أن ذلك يهدد أمنها القومى[27].

6- تصاعد التنافس الإيرانى – الإسرائيلى فى شمال أفريقيا: تعتبر إيران عدوًا مشتركًا لإسرائيل والمغرب، خاصة أن الأخيرة تندد باستمرار بمحاولة إيران تهديد وحدة الأراضي المغربية وأمنها. وذلك من خلال دعم جبهة البوليساريو، وتدريب عناصرها ومنحها السلاح من خلال أذرع حزب الله في غرب أفريقيا. لذلك عبّرت إيران عن استيائها إزاء اتفاقية أبراهام بين المغرب وإسرائيل.

وعلى الجانب الآخر، تحاول إسرائيل الحد من نفوذ إيران الممتد في سوريا ولبنان وفلسطين والعراق، وكذلك في شمال أفريقيا. لذلك ندد وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد بالعلاقة بين الجزائر وإيران في زيارته الأخيرة للمغرب. حين قال: “نتشارك بعض القلق بشأن دور الجزائر في المنطقة، التي باتت أكثر قربًا من إيران”. وليقوم وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة بالرد سريعًا على تخوف لابيد واصفًا إياه بـ«السخيف»، وموضحًا أن «إيران دولة صديقة»[28]. وربما تلجأ الجزائر إلى توثيق علاقاتها بصورة أكبر مع كلًا من إيران وروسيا لمواجهة تحالف المغرب مع كلًا من إسرائيل وأمريكا.

 

[1] “تعزيز العلاقات: أبعاد زيارة وزير الدفاع الإسرائيلي الأخيرة إلى المغرب وأهم المخرجات”، المرصد المصرى، 30/11/2021، الرابط:

[2] ” التحليلات الإسرائيلية تحتفي بالاتفاق الأمني بين إسرائيل والمغرب”، مدار، 29/11/2021، الرابط:

[3] ” تقارب إسرائيلي مغربي متزايد.. دلالات وتداعيات”، مصر360، 29/11/2021، الرابط:

[4] ” التحليلات الإسرائيلية تحتفي بالاتفاق الأمني بين إسرائيل والمغرب”، مرجع سابق.

[5]  ” تقارب إسرائيلي مغربي متزايد.. دلالات وتداعيات”، مرجع سابق.

[6] ” التحليلات الإسرائيلية تحتفي بالاتفاق الأمني بين إسرائيل والمغرب”، مرجع سابق.

[7] “تعزيز العلاقات: أبعاد زيارة وزير الدفاع الإسرائيلي الأخيرة إلى المغرب وأهم المخرجات”، مرجع سابق.

[8] ” التحليلات الإسرائيلية تحتفي بالاتفاق الأمني بين إسرائيل والمغرب”، مرجع سابق.

[9] ” تقارب إسرائيلي مغربي متزايد.. دلالات وتداعيات”، مرجع سابق.

[10]  المرجع السابق.

[11] “مخاطر كبيرة للتقارب المغربي الإسرائيلي”، القدس العربى، 24/11/2021، الرابط:

[12] “تعزيز العلاقات: أبعاد زيارة وزير الدفاع الإسرائيلي الأخيرة إلى المغرب وأهم المخرجات”، مرجع سابق.

[13] ” نحو ملامح إستراتيجية عربية جديدة للتعامل مع الصراع العربي – الإسرائيلي”، مسارات، 23/11/2021، الرابط: ‎‎

[14]  ” إسرائيل تحشر أنفها في أزمة المغرب العربي وهذا خبر سيئ!”، القدس العربى، 2/12/2021، الرابط:

[15] “تعزيز العلاقات: أبعاد زيارة وزير الدفاع الإسرائيلي الأخيرة إلى المغرب وأهم المخرجات”، مرجع سابق.

[16] ” إسرائيل تحشر أنفها في أزمة المغرب العربي وهذا خبر سيئ!”، مرجع سابق.

[17] ” التحليلات الإسرائيلية تحتفي بالاتفاق الأمني بين إسرائيل والمغرب”، مرجع سابق.

[18] “تعزيز العلاقات: أبعاد زيارة وزير الدفاع الإسرائيلي الأخيرة إلى المغرب وأهم المخرجات”، مرجع سابق.

[19] “بيني غانتس في الرباط… “درون انتحاري” وتعاون أمني مشترك”، رصيف22، 24/11/2021، الرابط:

[20] “وقفات احتجاجية في مدن مغربية رفضا للتطبيع مع إسرائيل”، الأناضول، 29/11/2021، الرابط:

[21] “ملك المغرب: سنواصل جهودنا لتسوية القضية الفلسطينية”، الوطن، 29/11/2021، الرابط: https://bit.ly/3d9WEGM

[22] “بعد اقتحام عواصم عربية.. هرتسوغ يقتحم الحرم الإبراهيمي”، الخليج الجديد، 29/11/2021، الرابط: https://bit.ly/3Eh65jI

[23] “استقواء إسرائيل بالتطبيع”، العربى الجديد، 1/12/2021، الرابط: https://bit.ly/3G7KgUi

[24] ” التحليلات الإسرائيلية تحتفي بالاتفاق الأمني بين إسرائيل والمغرب”، مرجع سابق.

[25] “مخاطر كبيرة للتقارب المغربي الإسرائيلي”، مرجع سابق.

[26]  ” تقارب إسرائيلي مغربي متزايد.. دلالات وتداعيات”، مرجع سابق.

[27] ” التحليلات الإسرائيلية تحتفي بالاتفاق الأمني بين إسرائيل والمغرب”، مرجع سابق.

[28] ” تقارب إسرائيلي مغربي متزايد.. دلالات وتداعيات”، مرجع سابق.

Editor P.S.

كاتب ومدون

جميع المشاركات

المنشورات ذات الصلة

الأكثر قراءة

اتبعنا

التصنيفات

آخر المقالات

Edit Template

رؤية تحليلية للأخبار السياسية والاقتصادية في العالم العربي والإسلامي والعالمي، ودراسات استراتيجية للوضع السياسي المحلي والإقليمي والعالمي

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا لتلقي التحديثات على البريد الإلكتروني الخاص بك

You have been successfully Subscribed! Ops! Something went wrong, please try again.

جميع الحقوق محفوظة لرؤية للتخطيط والدراسات الاستراتيجية ©2022