اتسم الموقف العربي الرسمي في عمومه تجاه العدوان الإسرائيلي علي غزة عقب عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر 2023 بالضعف والخزي بل والتواطؤ مع الاحتلال الإسرائيلي. فبعض الأنظمة العربية اتسمت مواقفها بالحياد البارد مع أنه كان ينتظر منها أفعالًا من شأنها تغيير مجريات الأحداث عبر الوساطة أو الضغط أو تقديم وإيصال المساعدات لغزة؛ وهي مصر والسعودية والأردن. فيما كانت مواقف بعض الأنظمة أقرب إلي الموقف الإسرائيلي، حيث أن هذه الأنظمة وإن أظهرت نوعًا من أنواع الحياد لكنها لم تخف تنكرها للفلسطينيين بل لا يمكن التغافل عن كونها سببًا فيما آلت إليه أوضاع الفلسطينيين الآن؛ وهى دول التطبيع المشتركة في اتفاقية إبراهام (الإمارات والبحرين والمغرب). في حين ظهرت مواقف أخرى صارحت بالانحياز للموقف الفلسطيني؛ وهى مواقف كل من قطر والكويت وعمان والجزائر وتونس وليبيا ولبنان والعراق، وإن كان ذلك اقتصر علي الانحياز الخطابي دون تحويله إلي فعل ملموس علي أرض الواقع[1].
أولًا: محددات الموقف العربي من العدوان الإسرائيلي علي غزة:
يمكن الإشارة إلي أبرز محددات الموقف العربي من العدوان الإسرائيلي علي غزة كما يلي:
1- سياسيًا ودبلوماسيًا:
أ- البيانات الرسمية: تشمل مدونة البيانات الرسمية، خلال يومي 7 و8 أكتوبر 2023، عن مصر وتونس والجزائر ولبنان وسورية والأردن والمغرب وقطر والكويت والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وسلطنة عمان والعراق علي مجموعة من العبارات الدالة علي الموقف من عملية “طوفان الأقصى”، أهمها:
- الدعوة إلى ضبط النفس (التي وردت 7 مرات)؛ وقد جاء ترديد “الدعوة لضبط النفس” مع تردد عبارة “كلا الجانبين” (وفي أحد البيانات “جميع الأطراف”، و”من أي جهة كانت” في بيان آخر(، ما يعني أن الدعوة إلى ضبط النفس موجهة إلى دولة الاحتلال والمقاومة الفلسطينية علي حد سواء. لكن المكافأة بين الطرفين ودعوتهما إلى ضبط النفس وكأنهما نظيران غير مفهوم البتة.
- التوسل بالمجتمع الدولي (وردت 6 مرات)؛ والدعوة إلي حماية المدنيين (وردت 5 مرات)؛ من الملاحظ أن الدول العربية طالبت بحماية المدنيين من كلا الطرفين، وكأنها تقر بما تروج له إسرائيل بأن حماس قامت بالاعتداء علي المدنيين، كما أنها قد تحمل استنكار مبطن لقيام حماس بأسر مدنيين إسرائيليين، كما أنها أظهرت الدول العربية كدول مغلوب علي أمرها عندما ألقت مسئولية حماية المدنيين علي الاحتلال باعتباره “سلطة قائمة بالاحتلال” أو علي المجتمع الدولي (الدول الغربية بالأساس) رغم المعرفة المسبقة بمدي انحياز المجتمع الدولي للاحتلال.
- تحميل إسرائيل المسؤولية (4 مرات)؛ الإشارة إلى الاحتلال (4 مرات)؛ الإشارة إلى الاعتداء على المقدسات (مرتان)؛ الإشارة إلى ممارسات الاحتلال الاستفزازية (مرة واحدة)؛ الإشارة إلى التمييز العنصري (مرة واحدة)؛ الإشارة إلى الحصار (مرة واحدة). لقد مثلت هذه العبارات استثناءً محمودًا، مع أنه محدود، في الخطاب الرسمي العربي الذي تشكل بشأن عملية طوفان الأقصى[2].
ولم يخرج نص قرار مجلس جامعة الدول العربية، الذي انعقد علي المستوى الوزاري في 11 أكتوبر 2023، عن ترديد أنماط اللغة والمصطلحات نفسها في البيانات الرسمية الصادرة عن الدول العربية فرادى. وتأكد هذا في الفقرة الأولى، حيث نصت على “دعوة جميع الأطراف إلى ضبط النفس، والتحذير من التداعيات الإنسانية والأمنية الكارثية”. وهكذا، تُحمل المقاومة أيضًا جزءًا من مسؤولية تداعيات التصعيد.
أما الفقرة الثانية فقد جاءت أشد صراحةً، حيث “أدانت قتل المدنيين من الجانبين واستهدافهم وجميع الأعمال المنافية للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، والتأكيد على ضرورة حماية المدنيين، انسجامًا مع القيم الإنسانية المشتركة والقانون الدولي، وعلى ضرورة إطلاق سراح المدنيين وجميع الأسرى والمعتقلين”. يعد ذلك إدانة صريحة لعملية طوفان الأقصى، وإدانة ضمنية للمقاومة الفلسطينية، فضلًا عما انطوت عليه من مساواة بين الاحتلال والمقاومة. تحفظت أربع دول (الجزائر والعراق وليبيا وسوريا) عن مضمون هذه الفقرة تحديدًا، لكن القرار صدر من دون أي تصويت بالرفض أو امتناع عن التصويت. وسجلت التحفظات في هامش القرار.
فضلًا عن ذلك، نص القرار في فقرته الثامنة على “التأكيد على ضرورة إحياء العملية السلمية وإطلاق مفاوضات جادة بين منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وإسرائيل لتحقيق السلام العادل، والتحذير من أن استمرار غياب آفاق سياسية حقيقية لتحقيق السلام العادل والشامل لن يؤدي إلا إلى تكريس اليأس وتأجيج الصراع وتقوية التطرف وزيادة التوتر والعنف، وانهيار الثقة بالعملية السلمية سبيلًا إلى حل الصراع، وتحقيق الأمن والاستقرار لجميع دول المنطقة وشعوبها”. وفي ذلك دعوة صريحة لتصفية مشروع المقاومة الفلسطينية المسلحة، وكأن يد دولة الاحتلال ممدودة للسلام مع منظمة التحرير الفلسطينية، “الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني”، وبقية فصائل المقاومة المسلحة تشوش عليها.
وحين اتضح، لاحقًا، أن ما تخوضه قوات الاحتلال الإسرائيلي حرب إبادة جماعية علي قطاع غزة بهدف التهجير، فضلًا عن حصار تجويع وتعطيش قذر، لم تتكثف المواقف العربية الرافضة للتهجير على إنقاذ سكان غزة من الحصار والعدوان، والاحتلال في المقام الأول، بل تكثفت في رفض تهجير الفلسطينيين إلى دول الجوار. واستمعنا إلى تصريح صريح (من قبل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي) قيل فيه: “إذا كانت ثمة فكرة للتهجير، فهناك صحراء النقب في إسرائيل, يمكن نقل الفلسطينيين إليها إلى أن تنتهي إسرائيل من مهمتها المعلنة في تصفية المقاومة في القطاع، ثم تعيدهم إن شاءت”[3].
ثمة موضوعات عديدة كان من المنتظر أن تتردد في البيانات الرسمية العربية، لكنها لم ترد البتة. فقد خلت مثلًا من أي قرار أو تهديد بقطع العلاقات الدبلوماسية مع دولة الاحتلال بالنسبة إلي الدول المطبعة، أو وقف مسار التطبيع بالنسبة إلي الدول المنخرطة في مفاوضات للتطبيع. لم يرد أيضًا أي تعليق على الدعم الغربي المطلق وغير المشروط لدولة الاحتلال، بما في ذلك الدعم العسكري والسياسي والإعلامي. وحتى حينما يتعلق الأمر بمناشدة المجتمع الدولي، دولًا ومنظمات دولية، للتدخل لحماية الشعب الفلسطيني، لم ترد أي إشارة إلى الدعوة لتنسيق عربي، خاصة بين الدول الوازنة اقليميًا، للضغط على القوى الكبرى أو مجلس الأمن، ولا حتى لتنسيق عربي من أجل رفع الحصار الوحشي على قطاع غزة[4]. كذلك فمن الملاحظ أنه كان هناك اختلاف بين الموقف التركي العالي علي مستوي التصريحات، وتأكيده علي أن حماس “حركة مقاومة” وليست “إرهابية”؛ عكس دول عربية لم تؤكد علي ذلك، ولم ترفض حتي تصريحات وزير الخارجية الأمريكي “أنتوني بلينكن” الذي أعلن من أراضيها بأن حماس حركة “إرهابية”.
ب- التحركات الدبلوماسية: كان أفضل تحرك دبلوماسي قامت به الدول العربية في هذه الأزمة، هو إقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة، في 27 أكتوبر 2023، – بأغلبية ساحقة – مشروع قرار تقدمت به المملكة الأردنية الهاشمية باسم المجموعة العربية، يطالب بـ”هدنة إنسانية” في غزة، وذلك بعد فشل مجلس الأمن الدولي في التوصل إلى توافق بشأن الأزمة؛ إذ صوتت لصالح القرار 120 دولة عضو في الأمم المتحدة ورفضته 14 وامتنعت عن التصويت 45 دولة. ويدعو القرار إلي “هدنة إنسانية فورية ودائمة ومستدامة تفضي إلى وقف الأعمال العدائية”، و”منع محاولات الترحيل القسري للسكان المدنيين الفلسطينيين خاصة من شمال غزة”، و”الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المدنيين المحتجزين”، و”وصول المساعدات الإنسانية بشكل فوري وكامل ومستدام وآمن ودون عوائق”[5]. وكانت موجة تصفيق اندلعت بعد فشل تمرير طلب من كندا بتعديل مشروع القرار الأردني، ليتضمن “إدانة حركة حماس بشكل لا لبس فيه” على خلفية العملية العسكرية في 7 أكتوبر، حيث صوتت 55 دولة ضد التعديل، بقيادة الدول العربية، وامتنعت 23 دولة عن التصويت[6]. ورغم الإشادة بهذا القرار، فقد عبرت “المنظمة العربية لحقوق الإنسان” في بريطانيا عن استيائها الشديد من عدم تضمين هذا القرار بنودًا توصي باستخدام القوة المسلحة على الأقل في حماية قوافل الإغاثة الإنسانية على غرار القرار الذي صدر بعد غزو نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا لناميبيا عام 1981، وأيضًا على غرار القرار الذي صدر عام 1956 إبان العدوان الثلاثي على مصر، كما أن الجمعية العامة لم تنص في قرارها على إلزام مصر بفتح كامل لمعبر رفح أمام عدد غير محدود من الشاحنات والفرق الطبية دون تفتيش إسرائيلي، ناهيك عن أن القرار قد ساوي بين الجلاد (إسرائيل) والضحية (المقاومة الفلسطينية)[7].
فيما انتظرت الجامعة العربية أكثر من شهر من العدوان الإسرائيلي على غزة لعقد قمة في الرياض لبحث هذا العدوان (انعقدت القمة في 11 نوفمبر 2023)، ما يشير إلي تواطؤ عربي لإعطاء إسرائيل وقتًا أطول لحسم المعركة عسكريًا وكسر حركة حماس. فضلًا عن الحديث وقتها عن وجود رغبة لدى أطراف عربية بأن تخصص القمة العربية الأفريقية التي كان مقرر انعقادها في السعودية بتاريخ 10 نوفمبر 2023 من برنامجها وقتًا للحديث عن موضوع قطاع غزة، وعدم تخصيص قمة عربية طارئة لبحث الحرب على غزة، لكن القيادة الفلسطينية رفضت ذلك، وأصرت على أن تكون قمة عربية طارئة لبحث العدوان على غزة[8]. ورغم أن القمة قررت كسر الحصار، لكن الدول العربية لم تحول هذا القرار إلى واقع. بالمقابل؛ خضعت مصر للأوامر الإسرائيلية ورفضت السماح بنقل المدنيين المصابين للعلاج خارج غزة ما لم توافق إسرائيل على أسمائهم. وأكدت وسائل إعلام وشهود عيان أن وسطاء مصريين أجبروا الفلسطينيين في غزة على دفع ما يصل إلى 10 آلاف دولار كرشاوى للمسؤولين من أجل الخروج عبر معبر رفح، كما وافقت مصر على إرسال جميع شاحنات المساعدات لفحصها من قبل الأمن الإسرائيلي عند معبر كرم أبو سالم التجاري، الأمر الذي تسبب في تأخير وصول المساعدات وتعقيد الأزمة الإنسانية في غزة.
بررت مصر موقفها بالقول إنها تخاطر بقصف الشاحنات من قبل سلاح الجو الإسرائيلي إذا لم يتم إرسالها عبر نقطة التفتيش الإسرائيلية، وإذا كانت هذه الحجة مقبولة سابقًا فقد سقطت بعد أن ادعى محام إسرائيلي أمام محكمة العدل الدولية أن مصر كانت مسؤولة عن معبر رفح ومنع سيارات المساعدات من دخول غزة. صحيح أن إسرائيل هددت سابقًا بمهاجمة أي مساعدات تدخل غزة دون إذنها، إلا أن الرد المصري الوحيد على اتهامات إسرائيل لها بالمحكمة لا يمكن أن يكون فاعلًا إلا بفتح الحدود أمام خروج المصابين والمرضى ودخول المساعدات والشاحنات التجارية، وإثبات مسؤولية إسرائيل عن الكارثة[9].
وقد بلغ خذلان الأنظمة العربية حد التواطؤ مع جرائم الإبادة، فلم تنفذ الدول العربية أي عقوبات دبلوماسية أو اقتصادية ضد إسرائيل، في الوقت الذي قامت دول من أمريكا اللاتينية مثل البرازيل وبوليفيا وتشيلي وكولومبيا باستدعاء سفرائها، أو قطعت أو خفضت العلاقات الدبلوماسية مع الدولة الصهيونية، وهو ما لم تجرؤ أي دولة عربية مطبعة مع كيان الاحتلال الإسرائيلي على مجرد التهديد به، ناهيك عن إرسال قوات عسكرية للدفاع عن الشعب الفلسطيني، كما فعل أسلاف قادة الأنظمة العربية في عام 1948[10]. بل أن بعض الدول مثل الإمارات وقعت مع الجانب الإسرائيلي اتفاقية الطريق البري بين حيفا ودبي[11]، علاوة على استضافتها بحفاوة رئيس دولة الاحتلال في قمة تغير المناخ للأمم المتحدة[12].
ناهيك عن عدم انضمام الدولة العربية إلي دعوي جنوب أفريقيا في القضية التي رفعتها ضد إسرائيل، والتي اتهمت فيها بريتوريا تل أبيب بنية ارتكاب جرائم إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في غزة، فضلًا عن عدم رفع أي دولة عربية قضية مماثلة في محكمة العدل الدولية أو المحكمة الجنائية الدولية. فوفقًا للنظام الأساسي لمحكمة العدل الدولية؛ يمكن لجميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة رفع قضايا ضد أي دولة. لذلك، فإن بإمكان أي دولة عربية أن ترفع دعوى ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية، أو على الأقل كان من الممكن أن تطلب من جنوب أفريقيا الانضمام إلى قضيتها قبل رفعها رسميًا في 29 ديسمبر 2023[13].
والأدهى من ذلك، فقد نشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية أن دولًا عربية تعهدت بتمويل إجلاء الفلسطينيين من رفح، وبناء مدن خيام لهم في حال أكمل الاحتلال حربه في رفح[14]. وفي المقابل؛ تمتنع الدول العربية عن تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” المهمة للعمليات الإنسانية في غزة، خاصة بعد قرار الولايات المتحدة ودول أخرى بتجميد الدعم للأونروا[15]. كما تقوم دول عربية بالضغط على المقاومة لقبول حلول تتراوح بين الاستسلام والتخلي عن مطالب أساسية في مفاوضات التهدئة وتبادل الأسري مع إسرائيل[16].
2– اقتصاديًا وتجاريًا:
أ- توفير ممرات آمنة للتجارة الإسرائيلية: كشف موقع “والا” العبري، في 16 ديسمبر 2023، عن وصول الدفعة الأولى من الشحنات التجارية التي أرسلتها الإمارات إلى تل أبيب. وكانت الإمارات وقعت مع الجانب الإسرائيلي، اتفاقية الطريق البري بين حيفا ودبي، والتي تشمل تشغيل جسر بري يمتد عبر الأردن والسعودية، لتفادي التهديد الحوثي للملاحة البحرية مع إسرائيل في مضيق باب المندب[17].
فيما نقلت صحيفة “يديعوت أحرنوت”، في 21 يناير 2024، عن شركة تُدعى “Trucknet”، أنها باتت تستفيد من المعبر البري مع مصر كبديل موثوق وآمن لمشكلة النقل البحري ومخاطره بعد تعرض جماعة “أنصار الله” اليمنية للسفن القادمة إلى إسرائيل عبر “باب المندب”، وذلك بإطلاق ممر بري سريع من البحرين والإمارات العربية المتحدة إلى إسرائيل ثم بعد ذلك إلى أوروبا ومصر، وبالعكس، أي التصدير من إسرائيل ومصر إلى آسيا والشرق الأقصى، وهو ما يوفر بديلًا عن قناة السويس، ويعوض عن 80 في المئة من الشحن البحري المتعثر. وقد نشرت الشركة خارطة تكشف فيها هذا الطريق البري الذي يمر بالسعودية ثم بالأردن[18].
ب- زيادة حجم التبادل التجاري مع الاحتلال: كشف تقرير صادر عن مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي حول حجم التجارة الخارجية لدولة الاحتلال خلال النصف الأول من عام 2014، عن مضاعفة خمس دول عربية (الإمارات – مصر – الأردن – المغرب – البحرين) حجم تجارتها مع تل أبيب، استيرادًا وتصديرًا، منذ بداية حرب غزة، مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي. البيانات الرسمية الصادرة عن الكيان أشارت إلى استحواذ الإمارات وحدها على نصيب الأسد من حجم الصادرات العربية الإسرائيلية والتي بلغت أكثر من ملياري دولار منذ أكتوبر 2023 وحتى يونيو 2024، بما يتعارض مع التصريحات المضللة الصادرة عن تلك البلدان بشأن دعم الفلسطينيين والضغط على دولة الاحتلال[19].
وقد أظهر تحقيق مشترك لموقعي ميدل “إيست آي” البريطاني و”عربي بوست”، في 24 يونيو 2024، أن مئات المنتجات الغذائية التي تصنعها شركات عربية، وتحمل علامة كوشر اليهودية، تصل باستمرار إلى دولة الاحتلال، رغم الحرب على غزة ودعوات المقاطعة، وتبين أن “شركات مصرية ومغربية تتصدر قائمة الشركات العربية التي تصل منتجاتها الغذائية إلى الكيان الصهيوني؛ مصر 37 شركة بإجمالي 206 من المنتجات، والمغرب 25 شركة بـ13 منتجًا. إضافة إلى شركات من الأردن والإمارات والسعودية وتونس، و3376 منتجًا غذائيًا من شركات في دول عربية وإسلامية”[20].
وبتحليل التداعيات الناجمة عن العلاقات التجارية العربية المتنامية مع دولة الاحتلال منذ بداية حرب غزة يتضح دون شك أو قراءات متباينة للمشهد تورط تلك الدول في حرب الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني على أيدي قوات الاحتلال وذلك من خلال عدة مؤشرات:
- تنعش الواردات العربية من السلع الإسرائيلية خزائن الكيان المحتل بمليارات الدولارات التي توظفها الحكومة في التسليح وتغطية كلفة الحرب الباهظة، ما يساعدها على الإبقاء عليها كل تلك الفترة لتصبح الحرب الأطول في تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
- تلبي الصادرات العربية لإسرائيل احتياجات الإسرائيليين في الداخل، سواء المدنيين أم العسكريين، وهو ما يقلل من حجم الضغوط الاقتصادية الداخلية ويخلص حكومة الحرب من ورقة الضغط الأكثر تأثيرًا في الحروب الطويلة.
- إجهاض استراتيجيات داعمي غزة لعزل إسرائيل اقتصاديًا من خلال استهداف السفن القادمة إليها من البحر الأحمر، وتحويل هذا الأمر إلى ورقة ضغط لإثناء الاحتلال عن الحرب ودفعه نحو إنهائها، وهو ما تم الإطاحة به جراء تنامي العلاقات الاقتصادية العربية الإسرائيلية.
- طمأنة الكيان المحتل بشأن استكمال الحرب بأريحية دون أي قلق من أي ارتدادات اقتصادية محتملة مهما طالت المعركة، ومنح نتنياهو واليمين المتطرف وجنرالات الحرب الضوء الأخضر لارتكاب المزيد من الجرائم التي يدفع ثمنها آلاف الأطفال والنساء والعجزة الذين يتساقطون يومًا بعد يوم[21].
3- أمنيًا وعسكريًا:
أ- وأد أي حراك شعبي: عملت الحكومات العربية علي وأد أي حراك شعبي من شأنه دعم غزة والتنديد بجرائم الاحتلال. حيث عملت بعض الدول مثل الأردن ومصر والسعودية والبحرين والإمارات علي شن حملة اعتقالات واسعة ضد المشاركين في تلك الاحتجاجات، سواء من روج لها ودعمها على منصات التواصل الاجتماعي أو من شارك فيها عمليًا، إذ كانت لغة العنف والقوة هي اللغة الرسمية في التعامل مع تلك الفعاليات. ويأتي ذلك للمفارقة مع سماح عواصم أوروبية والولايات المتحدة (الأكثر دعمًا لإسرائيل) وآسيا وكل بقاع العالم بالتظاهرات نصرة لغزة، بل وداخل المناطق المحتلة بفلسطين[22].
وتعود خشية الأنظمة العربية من السماح بالتظاهرات الداعمة لغزة إلي سبعة عوامل:
- غياب منظومة حقوق الإنسان والحريات العامة في تلك البلدان، حيث أن حق التظاهر كأحد مفردات تلك المنظومة، يعتبر وفق السلطة الحاكمة، قرينًا بالفوضى، ومن ثم فإن السماح به يستحيل تحقيقه.
- إلباس التظاهرات بعدًا دينيًا، كما هو الحال في المملكة العربية السعودية التي تروج على لسان رجال دينها أن مثل تلك الفعاليات لا تتفق مع الشريعة الإسلامية وتخالف صحيح الدين، وعليه فإن المشارك فيها آثم، كما أنه على الدولة مناهضتها حماية للدين من العابثين به.
- هناك بعض الدول لديها منظومة قوانين تشرع التظاهر كأحد الحقوق الإنسانية المعترف بها، لكنها في الوقت ذاته تفرغها من مضمونها، إذ جعلتها مجرد شكل أو واجهة غير قابلة للتنفيذ، فالتظاهر يحتاج إلى تصريح من الجهات الأمنية التي تتلكأ أو تتباطأ وتعرقل إصدار تلك التصريحات بما يجهض تلك الفعاليات من منبعها.
- تتحجج الأنظمة والحكومات التي تصر على حجب التظاهرات الداعمة لغزة من أن قرار المنع يأتي خشية اختراق تلك الفعاليات من العناصر المندسة التي تستهدف تخريب البلد والإساءة إليها، ممن يطلقون عليهم الطوابير الخامسة والسادسة، وهي الذريعة التي تحولت مع مرور الوقت إلى سلاح يُشهر في وجه كل من يفكر في الدعم والمشاركة، لا سيما أن التهم جاهزة، وعلى رأسها مشاركة جماعات إرهابية في تحقيق أهدافها.
- معظم البلدان التي تحجب مظاهرات التضامن مع غزة تعاني من ملفات حقوقية كارثية وأخرى اقتصادية وسياسية صادمة، وعليه تخشى تلك الأنظمة من أن تتحول تلك الفعاليات من التنديد بجرائم الاحتلال ضد الفلسطينيين إلى استهدافها بشكل شخصي، خاصة تلك التي يعاني شعبها من أوضاع معيشية صعبة كمصر والأردن، وهو القلق الذي يدفع تلك الأنظمة لمنع مثل تلك الاحتجاجات من جذورها.
- تروج بعض الأنظمة إلى أن دعم غزة ليس شرطًا أن يكون عبر التظاهر الشعبي، أو الاحتجاجات الميدانية، لافتة إلى أنها تقدم كل ما لديها لنصرة القطاع من خلال إرسال المساعدات والتوسط لإنهاء الحرب، كما تفعل مصر والإمارات والسعودية والأردن.
- ترى الحكومات العربية أن السماح بالتظاهرات لدعم المقاومة والغزيين والتنديد بجرائم الاحتلال في ظل الصمت الرسمي سيُظهر بشكل كبير عجز القادة والحكام في مواجهة تلك الأزمة، ويكشف ضعفهم وتواضع نفوذهم إقليميًا عكس ما يدغدغون به مشاعر شعوبهم ليل نهار عن قوتهم وتأثيرهم على المستوى الإقليمي والدولي[23].
ب- التعاون مع إسرائيل لمواجهة الهجوم الإيراني: تعاونت دول عربية مع إسرائيل والولايات المتحدة في مواجهة الهجوم الإيراني بالمسيرات والصواريخ علي إسرائيل، في 13 إبريل 2014، والذي جاء ردًا على قصف إسرائيل للقنصلية الإيرانية بالعاصمة السورية دمشق. فبحسب تقرير لصحيفة “وول ستريت جورنال”، فقد تمكنت القوات الإسرائيلية والأمريكية من اعتراض معظم الطائرات بدون طيار والصواريخ الإيرانية؛ لأن دولًا عربية قدمت معلومات استخباراتية بشأن خطط طهران الهجومية، وفتحت مجالها الجوي أمام الطائرات الحربية، وتبادلت معلومات التتبع بالرادار، أو في بعض الحالات، زودت قواتها الخاصة للمساعدة.
وبحسب الصحيفة، قبل الهجوم الإيراني بيومين، تواصلت طهران مع السعودية ودول خليجية أخرى وأخبرتها بموعد وخطط الهجوم على إسرائيل بحيث تحمي هذه الدول مجالها الجوي، لكن هذه الدول قامت بتمرير المعلومات إلى واشنطن التي قامت بدورها بتمريرها لتل أبيب كي تأخذ احتياطاتها، في حين سمح الأردن للطائرات الأمريكية والاسرائيلية باعتراض الصواريخ والمسيرات الإيرانية فوق مجاله الجوي كما شارك أيضًا في عملية الاعتراض عبر سلاح الجو الأردني. وتستطرد الصحيفة بأن المسيرات والصواريخ الإيرانية تم مراقبتها وتتبعها فور انطلاقها مباشرة عبر نظام الرادارات في الدول الخليجية، وتم إرسال إشارات إلى مركز العمليات بالقاعدة العسكرية الأمريكية في قطر، والتي تم نقلها مباشرة إلى الطائرات وأنظمة الدفاع الصاروخي والسفن الحربية الأمريكية بالمنطقة كي تبدأ عملية الاعتراض[24].
وقد نشر موقع “أكسيوس” الأمريكي، في 12 يونيو 2024، خبرًا مفاده لقاء رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، بالإضافة إلى رئيس القيادة المركزية الأميركية، الجنرال مايكل إريك كوريلا، نظراءه من جيوش عربية عدة مطبعة (هي مصر، السعودية، الإمارات، الأردن والبحرين) في البحرين. ونوه “أكسيوس” إلى أن الاجتماع كان “بمثابة مؤشر على أن الحوار والتعاون العسكري بين إسرائيل والدول العربية يتواصل تحت (إشراف) “سنتكوم” بغض النظر عن الانتقادات والإدانات التي لاقتها العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة”[25].
ج- التعاون مع إسرائيل لمواجهة الحوثيين: توجهت البحرين للمشاركة في التحالف البحري الذي أنشأته الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا لمواجهة الحوثيين “حارس الازدهار” لتكون الدولة العربية الوحيدة فيه[26]. فيما لعبت بعض الدول العربية دورًا في الاستهداف الإسرائيلي لمنشآت تكرير النفط ومحطات الكهرباء في ميناء الحديدة اليمني، في 20 يوليو 2024، والذي جاء ردًا علي استهداف جماعة الحوثي تل أبيب بمسيرة “يافا”. حيث عبرت المقاتلات الإسرائيلية المجال الجوي لثلاث دول عربية هي: السعودية ومصر والسودان.
فقد قالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، في تقرير لها إن جيش الاحتلال الإسرائيلي، نسق مع السعودية من أجل تنفيذ ضرباته في الميناء اليمني. أما “هيئة البث” العبرية فقالت إنه تم إطلاع الأمريكيين على العملية قبل ساعات من تنفيذ الهجوم، وتم إخطار القيادة الأمريكية المركزية، منوهة إلى أن الطائرات عبرت أجواء السعودية ومصر في طريقها إلى اليمن[27].
د- تقديم الخدمات اللوجستية العسكرية: نقل موقع “غلوبز” الإسرائيلي في 22 يونيو 2024 مفاده أن سفينة إنزال تابعة للبحرية الإسرائيلية، توقفت في ميناء طنجة للتزود بالإمدادات والمؤن والوقود، أثناء الإبحار بين الولايات المتحدة وإسرائيل، قبل مواصلة رحلتها إلى ميناء حيفا في فلسطين المحتلة. وكشف الموقع نفسه أن إسبانيا رفضت استقبال سفن إسرائيلية محملة بأسلحة في موانئها، ونقل الموقع أن وزير النقل الإسباني “أوسكار فوينتي” أعلن قبل نحو شهر أن سفينة الشحن “ماريان دانيكا”، التي ترفع العلم الدنماركي، وطلبت الرسو في ميناء قرطاجنة الإسباني، رفض طلبها لأنها، بحسب صحيفة “الباييس” الإسبانية، كانت تحمل 27 طنًا من المتفجرات ووجهتها إسرائيل. وأشارت مصادر عبرية إلى أن وزارة الحرب الصهيونية تخلت عن مطارات إسبانيا والبرتغال في رحلاتها إلى الولايات المتحدة، واستبدلت بها مطار طنجة المغربي، وميناءها. وفي 24 يونيو 2024 نشر موقع “كول هحدشوت” الصهيوني صورة قال عنها إنها للحظة وصول عشر طائرات عسكرية مغربية إلى تل أبيب[28].
ه- التنسيق حول اليوم التالي للحرب: كشفت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”، في 26 يونيو 2024، نقلًا عن ثلاثة مسؤولين مطلعين، أن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، خلال زياراته الى قطر ومصر وإسرائيل والأردن، قبل أسبوعين، أبلغ محاوريه أن واشنطن نجحت في تجنيد حلفاء عرب في مبادرتها لإنشاء “قوة أمنية عربية في غزة ما بعد الحرب”، وأن مصر والإمارات أبدتا استعدادهما للمشاركة في هذه القوة التي “ستعمل جنبًا إلى جنب مع ضباط فلسطينيين محليين”. تقول الصحيفة إن مصر والإمارات وضعتا طلبات للمشاركة في تلك القوة، فتحدثت القاهرة عن ربطها بخريطة طريق لإنشاء دولة فلسطينية مستقبلية، وبالانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من غزة، وطالبت أبو ظبي بمشاركة الولايات المتحدة نفسها في تلك القوة الأمنية[29].
وكانت فكرة إشراك قوات عربية في ترتيبات اليوم التالي لإدارة قطاع غزة قد ظهرت ضمن السيناريوهات التي طرحتها جهات إسرائيلية في الشهر الأول للحرب، غير أن الحكومة الإسرائيلية بقيادة نتنياهو لم تتبن هذا السيناريو رسميًا حتى الآن. في المقابل، فإن شخصيات رئيسية في الحكومة تبنت الفكرة أبرزها بيني غانتس ويوآف غالانت. وقد أوضح غانتس فكرته في برنامج النقاط الست الذي طرحه (قبيل انسحابه وحزبه من الحكومة الإسرائيلية في 8 يونيو 2024) ودعا إلى آلية مدنية دولية لحكم قطاع غزة، بمشاركة أميركية أوروبية عربية فلسطينية، مع استبعاد حماس والسلطة الفلسطينية في رام الله منها. وقد طرح غالانت فكرته منذ أشهر وأعيد نشرها في أواخر يونيو 2024 (واشنطن بوست ويديعوت أحرونوت)، واقترح وجود لجنة توجيه بقيادة الولايات المتحدة تشاركها دول عربية “معتدلة” وتشرف على الأمن، بينما يتولى الأمريكان الجانب اللوجيستي والقيادي من خارج غزة. وذكرت “يديعوت أحرونوت” أن غالانت قسم قطاع غزة إلى 24 منطقة، وستأخذ قوة فلسطينية تدريجيًا السيطرة الأمنية، ويتم تنفيذ الخطة على مراحل من شمال القطاع باتجاه جنوبه[30].
ولكن من المتوقع أن تفشل الخطة الأمريكية لإدخال قوات عربية إلي غزة؛ لعدة أسباب:
- أن الفصائل الفلسطينية سترفض أي وجود لقوات غير فلسطينية دون اتفاق معها، وقد أصدرت حماس والجهاد الإسلامي وفصائل أخرى بيانات قالت فيها إنها ستعتبر أي وجود عسكري في غزة بمثابة قوة احتلال[31]. وبالتالي؛ فإن السلطة الفلسطينية أو الدول العربية لا يمكن أن تلعب دورًا في حكم غزة إذا لم يتم القضاء على حركات المقاومة. وبعد حوالي عشرة أشهر على العدوان الإسرائيلي على غزة، فإن مسؤولين أمريكيين وصهاينة وخبراء من كافة أنحاء العالم أعلنوا بشكل واضح أن من المستحيل تحقيق هدف “القضاء على حماس” الذي رفعه نتنياهو منذ بداية الحرب.
- كشفت صحيفة “فايننشال تايمز” أن الخطة الأمريكية بنشر قوات حفظ سلام متعددة الجنسيات، تنضم إليها دول عربية بعد الحرب علي غزة، اصطدمت بتحفظ مصر والإمارات والمغرب واشتراطهم بأن يكون ذلك في ظل وجود حل سياسي شامل، مبني على حل الدولتين، فيما رفضت الخطة من قبل دول أخرى منها السعودية وقطر[32]. وفي ظل أنه بات واضحًا أن واشنطن لا تريد ولا تستطيع فرض حل سياسي على نتنياهو وفق “حل الدولتين” فإنه من شبه المستحيل دخول قوات عربية لإدارة الحكم في غزة بعد انتهاء الحرب[33].
- أن الدول العربية ستظهر وكأنها تقوم بحل المشاكل والصعوبات التي يواجهها الطرف الإسرائيلي، وليس المعاناة والتحديات التي يواجهها الطرف الفلسطيني؛ وكما لو أن الاستلام والتسليم جاء على ظهر دبابة إسرائيلية؛ مما سيتسبب في زيادة الغضب الشعبي ضد الأنظمة الحاكمة[34].
وعوضًا عن إرسال قوات عربية إلي غزة، فهناك حراكًا جديًا تقوم به الإمارات والأردن – بموافقة مصرية وسعودية – لتطوير برامج عمل على إنشاء سلطة بديلة عن حماس في قطاع غزة. وذلك عبر مدخل عملية إعادة الاعمار، بما في ذلك الشق الأمني الخاص ببناء قوات شرطة جديدة في القطاع. ويبدو أن ذلك سيكون عبر القيادي المنشق عن حركة فتح “محمد دحلان”، الذي وضع تصور لبرنامج عمل داخل قطاع غزة، يكون الملف الإنساني مدخلًا له. حيث وضعت الإمارات في تصرف دحلان موازنة بنحو مليار ونصف مليار دولار. يذكر أن أبو ظبي تولت تمويل المساعدات التي كان يُفترض بالممر البحري الأمريكي توفيرها من قبرص إلى سكان غزة[35].
4- إعلاميًا ودعائيًا:
ينطلق الإعلام العربي في تعاطيه مع الحرب وتفاصيلها من خلال ثلاثة مسارات رئيسية:
الأول: إعلام المقاومة: وهو الذي يتبنى سردية المقاومة من حيث تبرير وتمجيد عملية الطوفان وتأثيرها في الإجهاز على الأسطورة الإسرائيلية المزيفة، وإلقاء الضوء على البطولات التي تقوم بها الفصائل في استنزاف جيش الاحتلال وتكبيده الخسائر الفادحة، ومن جهة أخرى مناهضة السردية الإسرائيلية التي تعتمد على رواية المظلومية من زاوية وشيطنة المقاومة من زاوية ثانية. وأبرز مثال قناة “الجزيرة القطرية”.
الثاني: الإعلام المضاد: وهو الإعلام التابع للدول المطبعة التي تتمتع بعلاقات جيدة مع الاحتلال، وهذا الإعلام في أغلبه يتبنى السردية الإسرائيلية بصورة كبيرة، عبر تجاهل ما تقوم به المقاومة من انتصارات ميدانية، والتعامل مع الحرب كمعركة سجال بين طرفين، ووصف جيش الاحتلال بأنه الجيش الإسرائيلي، والشهداء الفلسطينيين بالقتلى، وتسلط الضوء على المساعدات التي تقدمها بعض الدول – لا سيما الخليجية – لفلسطين، مستعرضة أمجادها في تقديم المنح والمعونات للشعب الفلسطيني وسلطته الحاكمة، وأن هذا – من وجهة نظرها – يكفي لتبرئة ذمتها تجاه قضية العرب الأولى، عازفة في الوقت ذاته على وتر تحميل المقاومة مسؤولية ما وصلت إليه الأمور. وأبرز مثال قناتي “العربية” السعودية و”سكاي نيوز” الإماراتية.
الثالث: الإعلام الرمادي: وهو الذي يقع بين الإعلامين المقاوم والتطبيعي، وتحت هذا النوع تندرج معظم التغطيات الإعلامية، وهو الإعلام الذي يتأرجح ما بين الدعم والمناهضة، تبعًا لسير الأحداث وتغير مواقف الدول المالكة لتلك النوافذ الإعلامية من المشهد، فهو إعلام في مجمله متغير ويفتقد للتأثير[36].
ثانيًا: أبعاد الموقف العربي من العدوان الإسرائيلي علي غزة:
تتمثل أبرز الدوافع والأسباب التي تقف خلف هذا الموقف العربي المتخاذل والمتواطئ والمشارك في العدوان الإسرائيلي علي غزة فيما يلي:
1- إثبات فشل الأنظمة العربية في مواجهة إسرائيل: يشعر النظام العربي الرسمي بأن انتصار المقاومة هو بمثابة إدانة مباشرة له، حيث فشل على مدار نحو ثمانين عامًا في إلحاق هزيمة بالعدو الصهيوني بحجم الهزيمة التي ألحقتها به المقاومة يوم السابع من أكتوبر 2023، وباستثناء ما تحقق في حرب أكتوبر 1973، فقد كانت كل مواجهات هذا النظام مع العدو تنتهي بالفشل الذريع، الذي يترتب عليه احتلال العدو لمزيد من الأراضي العربية، ناهيك عن أن كل المواجهات العسكرية التي خاضها هذا النظام كانت قصيرة وأقرب ما تكون للخاطفة، ووفق شروط وتخطيط العدو، إذ لم يصمد جيش العرب أمام توحش الصهاينة وغزوهم، إلا أيامًا معدودات، في حين سجلت المقاومة في غزة أرقامًا قياسية في الصمود وإيلام العدو، والانتصار عليه فعلًا.
وهذا انتصار محرج للنظام العربي وليس في محله، ويضعه في خانة المساءلة والتشكيك أمام الشعوب العربية، ويطرح عديدًا من الأسئلة الكبرى عن سر فشل النظام العربي الرسمي وانتصار جماعة “دولاتية” محاصرة لا تكاد تملك نقطة من بحر الموارد والإمكانات التي يملكها النظام العربي، وهذا الموقف يفت في شرعية النظام العربي الرسمي الذي ما فتىء يتغنى بالشعارات الرنانة الكبرى، التي تدور حول ما يسميه “مركزية قضية فلسطين” باعتبارها القضية العربية الأولى.
2- إحياء أفكار المقاومة والجهاد: فقد أعادت عملية “طوفان الأقصى” الاعتبار لمفهوم اجتهد النظام العربي وأعوانه ورعاته في مسحه من الذاكرة الجمعية للشعوب العربية، وهو مفهوم “المقاومة” و”الجهاد”، وهذا المفهوم تحديدًا تعرض لمحاولة إبادة شعواء عبر سلسلة من العمليات الكبرى، بدأت بربطه بما يسمونه “الإرهاب” وبالتالي تجريم من يفكر في ممارسته، وانتهت بمسح كل ما يتعلق به من آيات وأحاديث شريفة وقصص تاريخية من مناهج الطلبة، مرورًا بسلسة طويلة من القرارات والإجراءات السرية والعلنية الهادفة في النهاية لهدم هذا الركن من أركان الإسلام، لتأتي المقاومة وتبعث هذا المفهوم من جديد في نفوس الملايين من أبناء الأمة، عبر تقديم صورة مشرقة للمقاوم والمجاهد الساعي، لطلب الحياة الحرة الكريمة، بعيدًا عن الذل الذي ألبسه النظام العربي الرسمي لبوس “حب الوطن” و”الحفاظ على أمنه” فغدا الركون إلى العدو والسعي لتطبيع العلاقة معه، “اجتهادًا” محمودًا لتحقيق “مصلحة الوطن”[37].
3- تهديد استقرار الأنظمة الاستبدادية: فبعد الانقلاب على انتفاضات “الربيع العربي” التي جاءت بالإسلاميين إلى السلطة، تبدلت المنطقة وتحولت إلى واحة استبدادية في ظل الهيمنة الأمريكية، وظهر مشروع إعادة بناء الشرق الأوسط، وبرزت تصورات جديدة حول مهددات الاستقرار في نظام سلطوي في المنطقة تحت الهيمنة الأمريكية، إذ لم يعد ينظر إلى الحكم الاستبدادي كتهديد وعقبة تحول دون الاستقرار، بل أصبح الاستبداد مطلبًا ضروريًا للاستقرار، ولم يعد يشار إلى وجود الاستعمار الصهيوني الإسرائيلي كمهدد للاستقرار، وتبدلت تعريفات الصديق والعدو، فاختزلت مهددات الاستقرار بوجود حركات “الإسلام السياسي” على اختلاف توجهاتها السياسية سواء الديمقراطية السلمية أو الجهادية الثورية.
فقد تبلورت رؤية جديدة تقوم على تصفية القضية الفلسطينية وإدماج المستوطنة الاستعمارية الإسرائيلية في نسيج المنطقة، من خلال تأسيس تحالف بين الإمبريالية الأمريكية والاستبدادية العربية والاستعمارية الإسرائيلية تحت ذريعة مواجهة خطر مشترك يتمثل بالحركات الإسلامية؛ التي تقوم أيديولوجيتها الدينية السياسية على مناهضة الإمبريالية والاستبدادية والاستعمارية، وأصبحت الأنظمة الاستبدادية العربية متماهية مع الرؤية الإمبريالية الأمريكية والمستعمرة الصهيونية في بناء التصورات الأساسية حول المنطقة، وأصبحت تتبنى السردية الأمريكية الإسرائيلية حول تعريف الاستقرار وماهية الصديق والعدو.
وبلغت الكراهية والعدوانية تجاه الحركات الإسلامية في المنطقة أوجها بعد الانقلاب على “الربيع العربي”، وهو ما تجلى في بناء استراتيجية تقوم على التخلص من الإسلاميين محليًا، وتسليم قيادة المنطقة إقليميًا للمستعمرة الاستيطانية اليهودية، ومحو وإزالة وتصفية القضية الفلسطينية؛ من خلال نسج تحالفات مع الأنظمة العربية الاستبدادية والإمبريالية الأمريكية والمستعمرة الصهيونية، أسفرت عن توقيع اتفاقات السلام “الإبراهيمية”، وبناء تحالفات عسكرية مشتركة، من خلال استراتيجية أمريكية غربية طموحة تسعى إلى إدماج المستعمرة الاستيطانية اليهودية في نسيج المنطقة العربية الإسلامية، تحت ذريعة مواجهة خطر مشترك تم اختزاله بمقولة “الإرهاب” الإسلامي، والذي بات يكافئ مصطلح “الإسلام السياسي” وحركاته المقاومة بنسختيه السنية والشيعية، وممثليه في المنطقة؛ المنظمات السنية المنبثقة عن أيديولوجية الإخوان المسلمين المسندة من تركيا، والحركات السياسية والمقاومة الشيعية المنبثقة عن أيديولوجية ولاية الفقيه المسندة من إيران[38].
ويبدو أن الأنظمة الاستبدادية العربية المطبعة كانت في الطريق لوضع حركة حماس على قوائمها الإرهابية بعد أن صنفت جماعة الإخوان المسلمين منظمة “إرهابية”، لكن تعقيدات المشهد الفلسطيني حالت دون ذلك، فعقب إصدار محكمة القاهرة للأمور المستعجلة في 28 فبراير 2015 حكمًا بإدراج حركة حماس ضمن “المنظمات الإرهابية”، ألغت محكمة الأمور المستعجلة في مصر الحكم المذكور في 6 يونيو 2015، وقضت بعدم الاختصاص في نظر الدعوى. وقد خلت القائمة “الإرهابوية” التي أصدرتها السعودية ومصر والإمارات والبحرين في 8 يونيو 2017 والتي تضمنت تصنيف 59 فردًا و12 كيانًا، قالت إنها “مرتبطة بقطر”، من وجود حركة “حماس”[39].
وفي هذا السياق؛ فقد قال الدبلوماسي الأمريكي السابق دينيس روس، في 29 أكتوبر 2023، الذي يشغل حاليًا منصب مستشار في معهد واشنطن، وكان من مهندسي ما وصفت بأنها عمليات السلام أثناء حكم كل من جورج بوش الأب وبيل كلينتون، إن دعم الحرب على غزة حتى القضاء على حركة المقاومة الإسلامية (حماس)؛ هي رغبة قادة عرب وليس فقط إسرائيل والولايات المتحدة. فحسب روس، “إسرائيل ليست الوحيدة التي تعتقد أن عليها هزيمة حماس”، مضيفًا: “خلال الأسبوعين الماضيين، عندما تحدثت مع مسؤولين عرب في أنحاء مختلفة من المنطقة أعرفهم منذ فترة طويلة، قال لي كل واحد منهم إنه لا بد من تدمير حماس في غزة”، ونقل عنهم أنه “إذا اعتبرت حماس منتصرة، فإن ذلك سيضفي الشرعية على أيديولوجية الرفض التي تتبناها الجماعة، ويعطي نفوذًا وزخمًا لإيران والمتعاونين معها، ويضع حكوماتهم في موقف دفاعي”[40].
خلاصة القول أن فزع المستبدين العرب تصاعد عقب عملية “طوفان الأقصى” المباغتة في السابع من أكتوبر 2023؛ خوفًا من خطر ظهور موجة جديدة من “الربيع العربي”، وصعود حركات الإسلام السياسي في المنطقة[41].
4- تحدي الولايات المتحدة: حيث تعتقد معظم الدول العربية أنها لا تستطيع تحدي الموقف الأميركي في القضايا المتعلقة بإسرائيل. وعلى الرغم من أن دول عربية مثل السعودية ومصر تحدتا الولايات المتحدة في السنوات القليلة الماضية بشأن قضايا مثل إنتاج النفط في منظمة أوبك والعلاقات مع الصين وروسيا، إلا أن كلتيهما غير راغبتين في القيام بذلك في المسائل المتعلقة بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني لأنهما تعتقدان أن هذا سيكون بمثابة “خط أحمر” من وجهة النظر الأمريكية. وهذا ما يفسر سلوكهما وسلوك معظم الدول العربية تجاه دولة الاحتلال[42]. ناهيك عن اعتبار دول عربية أن السلام مع إسرائيل هو ركيزة الأمن الإقليمي، والضمانة الوحيدة للتودد ونيل رضا واشنطن وما يتبعه من رضا وتمويل المؤسسات الدولية[43].
5- السجل الأسود في قضايا حقوق الإنسان: تقدم سجلات حقوق الإنسان الفظيعة لمعظم الدول العربية تفسيرًا آخر لإحجامها عن دعم القضية الفلسطينية كعدم الانضمام إلى جنوب أفريقيا في قضيتها ضد إسرائيل؛ حيث أن هذه الدول تخشى أن تؤدي مواجهة إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية إلى تعرضها للانتقام، عبر جرها إلى محكمة العدل الدولية أو المحكمة الجنائية الدولية من قبل إسرائيل أو أحد حلفائها.
ويمكن اتهام كل من السعودية ومصر، ومعظم الدول العربية، بارتكاب أنواع عديدة من انتهاكات حقوق الإنسان؛ حيث تسجن مصر آلاف السياسيين والناشطين بتهم ملفقة من قبل نظام قانوني فاسد، كما اتهم العديد من الناشطين والمنظمات الحقوقية السلطات المصرية بالقتل والاعتقال والتهجير القسري لأهالي سيناء بعد هدم مئات المنازل تحت غطاء مكافحة الإرهاب. وبالمثل؛ نفذت السعودية حملة قمع ضد النشطاء والإصلاحيين والمعارضين، واحتُجز الآلاف تعسفيًا دون محاكمات مناسبة، وحُكم على بعضهم بالإعدام لمجرد كتابة تغريدة لا تروق للسلطات، كما اتُهمت الرياض بارتكاب جرائم حرب خطيرة في اليمن[44].
الخلاصات والاستنتاجات:
1- تتمثل أبرز محددات الموقف العربي في: أولًا؛ تراجع الالتزام الرسمي بالحد الأدنى عن دعم قضية فلسطين، والاستنكاف حتى عن تنفيذ قرارات عربية (مثل قرارات القمة العربية الإسلامية في الرياض 11/11/2023)، خصوصًا “كسر الحصار على غزة”، و”فرض إدخال قوافل مساعدات إنسانية عربية وإسلامية ودولية”. وثانيًا، تغير مضمون السياسات العربية تجاه قضية فلسطين، والاكتفاء بالتصعيد الخطابي، وتوجيه رسائل الحد الأدنى، والاستنكاف عن بلورة استراتيجية حقيقية لتوجيه الفعل السياسي للدول العربية، ودعم قضية فلسطين من دون مواربة، بما في ذلك بلورة توجه رسمي عربي نحو إقامة علاقات شاملة، خصوصًا العلاقات السياسية، مع قوى المقاومة الفلسطينية، أقله من باب زيادة البدائل والخيارات العربية، بدلًا من استمرار الرهان على التسوية، بوصفها خيارًا استراتيجيًا عربيًا وحيدًا. وثالثًا، الرهان العربي المبالغ فيه على فعالية الأداة الدبلوماسية، كما يتجلى في القيام بزيارات وجولات خارجية للعواصم العالمية، والتوجه المتكرر نحو المؤسسات الأممية، لكن من دون اتخاذ أغلب الدول العربية، خصوصًا مصر والسعودية، خطوات حقيقية صوب توسيع الخيارات العربية، وتكثيف الضغوط على إسرائيل ومعسكر داعميها (مثل تلويح مصر بالخروج من اتفاقيات كامب ديفيد، والتوجه نحو دعم المقاومة الفلسطينية، أو سحب السعودية المبادرة العربية للسلام، أو تعزيز شراكة استراتيجية عربية مع روسيا والصين، أبعد من أشكال التقارب التكتيكي في الصعيدين الاقتصادي والتجاري، أو انضمام الدول العربية كلها لدعوى جنوب أفريقيا ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية)[45]. رابعًا؛ استمرار الرهان العربي الولايات المتحدة لوقف الحرب وتقليل الخسائر، كما لو كانت واشنطن حيادية وليست مشاركة في حرب الإبادة من خلال الدعم العسكري والمالي والدبلوماسي لإسرائيل[46].
2- فيما تتمثل أبعاد هذا الموقف العربي في: أولًا؛ تعتبر الدول العربية الفصائل الفلسطينية المقاومة مؤدلجة ولا تعبر عن الهوية الفلسطينية، بل تنفذ أجندات إقليمية، في ظل علاقاتها الاستراتيجية مع بعض القوي الاقليمية مثل إيران وتركيا. ثانيًا؛ ترى الدول العربية في فصائل المقاومة شبحًا يهدد استقرار أنظمتها وحكوماتها، إيهامًا أن تلك الفصائل وخاصة حماس هي امتداد لجماعة الإخوان المسلمين والضلع الأبرز المتبقى من ثورات الربيع العربي، وبالتالي فإن انتصارها يعني احتمالية نقل العدوى إلى بقية الدول، وعليه كانت محاربتها مبكرًا والحيلولة دون نصرها مسألة أمن قومي بالنسبة لكثير من الحكومات الإقليمية[47]. ثالثًا؛ استمرار المراهنة على مسار التسوية السلمية وعلى السلطة الفلسطينية[48].
3- تمتلك الأنظمة العربية نقاط قوة كثيرة إن فعلوا بعضها فيمكنهم فرض وقف الاعتداءات الإسرائيلية الهمجية، فلديهم النفط والغاز والعلاقات الدبلوماسية الكبيرة مع أغلب الدول في الأمم المتحدة، ولهم سلاح المقاطعة ووقف التنسيق مع الدول الداعمة للكيان الإسرائيلي، ناهيك عن التلويح بتجميد أو قطع العلاقات الدبلوماسية مع الاحتلال أو تجميدها وقطعها فعلًا، وسحب السفراء العرب من دولة الاحتلال وطرد سفراء الاحتلال من العواصم العربية[49]. لكن يبدو أنه لا يوجد لدي الدول العربية نية لذلك. سيتحرك العرب فقط يوم يهدد كرسي حكمهم، حينها سيوجهون بنادق جيشهم نحو الشعوب ولنا أمثلة كثيرة على ذلك، وقد رأينا كيف تحركت جيوش دول الخليج نحو البحرين ثم اليمن خوفًا من أن تصل الثورات العربية إليهم[50].
4- سيستمر تنشيط القنوات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة وبعض الدول العربية، خاصة مصر وقطر والأردن. وقد يمتد ذلك لأشهر وربما لسنوات، نظرًا لاستمرار الحرب وتعقدها ومرحلة التفاوض المتوقعة لتبادل الأسرى وإعادة إعمار غزة وكيفية التعامل مع حركة حماس. وهذا من شأنه أن يزيد من أهمية بعض الأنظمة لدى الإدارة الأمريكية، ومنها النظام المصري بعد فترات من النفور أو القطيعة[51].
[1] “طوفان الأقصى: المواقف العربية الرسمية والشعبية”، مركز الحضارة للدراسات والبحوث، 18/10/2023، الرابط: https://hadaracenter.com/%D8%B7%D9%88%D9%81%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%82%D8%B5%D9%89-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%A7%D9%82%D9%81-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%B3%D9%85%D9%8A%D8%A9/
[2] ” عن الموقف العربي الرسمي من عملية طوفان الأقصى وما تلاها من عدوان إسرائيلي على غزة”، المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، 22/10/2023، الرابط: https://www.dohainstitute.org/ar/ResearchAndStudies/Pages/official-arab-response-al-aqsa-flood-and-israeli-war-on-gaza.aspx
[3] المرجع السابق.
[4] المرجع السابق.
[5] “الجمعية العامة تعتمد قرارا يدعو لهدنة إنسانية فورية في غزة”، أخبار الأمم المتحدة، 27/10/2023، الرابط: https://news.un.org/ar/story/2023/10/1125382#:~:text=%D8%A8%D8%A3%D8%BA%D9%84%D8%A8%D9%8A%D8%A9%20120%20%D8%B9%D8%B6%D9%88%D8%A7%20%D8%A7%D8%B9%D8%AA%D9%85%D8%AF%D8%AA%20%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%85%D8%B9%D9%8A%D8%A9,%D8%A3%D9%86%D8%AD%D8%A7%D8%A1%20%D8%BA%D8%B2%D8%A9%20%D9%81%D9%88%D8%B1%D8%A7%20%D9%88%D8%A8%D8%AF%D9%88%D9%86%20%D8%B9%D9%88%D8%A7%D8%A6%D9%82.
[6] ” محاولات إسرائيلية للتوغل بريًا في غزة وسط قصف غير مسبوق.. وقرار أممي غير ملزم بوقف إطلاق النار”، مدي مصر، 28/10/2023، الرابط: https://www.madamasr.com/2023/10/28/news/u/%D9%85%D8%AD%D8%A7%D9%88%D9%84%D8%A7%D8%AA-%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D9%84%D9%84%D8%AA%D9%88%D8%BA%D9%84-%D8%A8%D8%B1%D9%8A%D9%8B%D8%A7-%D9%81%D9%8A-%D8%BA%D8%B2/
[7] “منظمة حقوقية: قرار الجمعية العامة الطارئة بشأن حرب غزة مخيب للآمال”، عربي21، 28/10/2023، الرابط: https://arabi21.com/story/1547600/%D9%85%D9%86%D8%B8%D9%85%D8%A9-%D8%AD%D9%82%D9%88%D9%82%D9%8A%D8%A9-%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%85%D8%B9%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%85%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%A7%D8%B1%D8%A6%D8%A9-%D8%A8%D8%B4%D8%A3%D9%86-%D8%AD%D8%B1%D8%A8-%D8%BA%D8%B2%D8%A9-%D9%85%D8%AE%D9%8A%D8%A8-%D9%84%D9%84%D8%A2%D9%85%D8%A7%D9%84
[8] “القيادة الفلسطينية طلبت عقد قمة عربية طارئة لا من أجل وقف الحرب في غزة.. بل لهذا السبب”، العربي الجديد، 2/11/2023، الرابط: https://www.alaraby.co.uk/politics/%D8%B9%D8%A8%D8%A7%D8%B3-%D8%B7%D9%84%D8%A8-%D8%B9%D9%82%D8%AF-%D9%82%D9%85%D8%A9-%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9-%D8%B7%D8%A7%D8%B1%D8%A6%D8%A9-%D9%84%D8%A7-%D9%85%D9%86-%D8%A3%D8%AC%D9%84-%D9%88%D9%82%D9%81-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D8%A8-%D8%A8%D9%84-%D9%84%D9%87%D8%B0%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%A8%D8%A8
[9] “لماذا تخاذلت الدول العربية في قضية جنوب أفريقيا ضد إسرائيل في “العدل الدولية”؟”، عربي21، 23/1/2024، الرابط: https://arabi21.com/story/1568381/%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%B0%D8%A7-%D8%AA%D8%AE%D8%A7%D8%B0%D9%84%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D9%82%D8%B6%D9%8A%D8%A9-%D8%AC%D9%86%D9%88%D8%A8-%D8%A3%D9%81%D8%B1%D9%8A%D9%82%D9%8A%D8%A7-%D8%B6%D8%AF-%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%AF%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84%D9%8A%D8%A9
[10] “لماذا تخذل الأنظمة العربية الاستبدادية غزة؟”، عربي21، 9/6/2024، الرابط: https://arabi21.com/story/1603755/%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%B0%D8%A7-%D8%AA%D8%AE%D8%B0%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%86%D8%B8%D9%85%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%A8%D8%AF%D8%A7%D8%AF%D9%8A%D8%A9-%D8%BA%D8%B2%D8%A9
[11] “جسر بري بين الإمارات وإسرائيل مروراً بالسعودية والأردن.. فما المكاسب من الاتفاق؟”، BBC عربي، 6/12/2023، الرابط: https://www.bbc.com/arabic/tv-and-radio-67641778
[12] “وسط إدانة واسعة الإمارات تستقبل الرئيس الإسرائيلي للمشاركة في مؤتمر كوب 28″، العدسة بوست، 30/11/2023، الرابط: https://www.youtube.com/watch?v=UeDpY9FptrU
[13] “لماذا تخاذلت الدول العربية في قضية جنوب أفريقيا ضد إسرائيل في “العدل الدولية”؟”، مرجع سابق.
[14] “لماذا لا يدعم النظام العربي الفلسطينيين كما تدعم أمريكا “إسرائيل”؟!”، عربي21، 13/2/2024، الرابط: https://arabi21.com/story/1574397/%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%B0%D8%A7-%D9%84%D8%A7-%D9%8A%D8%AF%D8%B9%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B8%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%84%D8%B3%D8%B7%D9%8A%D9%86%D9%8A%D9%8A%D9%86-%D9%83%D9%85%D8%A7-%D8%AA%D8%AF%D8%B9%D9%85-%D8%A3%D9%85%D8%B1%D9%8A%D9%83%D8%A7-%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84
[15] ” وول ستريت جورنال: دول عربية تتلكأ في دعم أونروا المهمة للفلسطينيين”، سما الإخبارية، 26/3/2024، الرابط: https://samanews.ps/ar/post/579516/%D9%88%D9%88%D9%84-%D8%B3%D8%AA%D8%B1%D9%8A%D8%AA-%D8%AC%D9%88%D8%B1%D9%86%D8%A7%D9%84-%D8%AF%D9%88%D9%84-%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9-%D8%AA%D8%AA%D9%84%D9%83%D8%A3-%D9%81%D9%8A-%D8%AF%D8%B9%D9%85-%D8%A3%D9%88%D9%86%D8%B1%D9%88%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%87%D9%85%D8%A9-%D9%84%D9%84%D9%81%D9%84%D8%B3%D8%B7%D9%8A%D9%86%D9%8A%D9%8A%D9%86
[16] “هل من مصلحة بعض الدول العربية انتصار الفلسطينيين؟”، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، 21/6/2024، الرابط: https://www.palestine-studies.org/ar/node/1655751
[17] ” إعلام عبري: وصول أولى شحنات الجسر البري بين الإمارات وإسرائيل مرورا بالأردن والسعودية”، عربي21، 16/12/2023، الرابط: https://arabi21.com/story/1559893/%D8%A5%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%85-%D8%B9%D8%A8%D8%B1%D9%8A-%D9%88%D8%B5%D9%88%D9%84-%D8%A3%D9%88%D9%84%D9%89-%D8%B4%D8%AD%D9%86%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B3%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B1%D9%8A-%D8%A8%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%85%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84-%D9%85%D8%B1%D9%88%D8%B1%D8%A7-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B1%D8%AF%D9%86-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B9%D9%88%D8%AF%D9%8A%D8%A9
[18] “التعريز العربي “للصمود الإسرائيلي”!”، عربي21، 23/1/2024، الرابط: https://arabi21.com/story/1568501/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B9%D8%B1%D9%8A%D8%B2-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A-%D9%84%D9%84%D8%B5%D9%85%D9%88%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84%D9%8A
[19] “5 دول عربية تُنقذ “إسرائيل” اقتصاديًا.. قائمة العار الشريكة في حرب الإبادة”، نون بوست، 13/7/2024، الرابط: https://www.noonpost.com/227905/
[20] ” “عرب الكوشير”.. “عربي بوست” يحصل على بيانات رسمية إسرائيلية لآلاف المنتجات من دول عربية وإسلامية في السوق الإسرائيلي”، عربي بوست، 24/6/2024، الرابط: https://arabicpost.net/%d8%aa%d8%ad%d9%82%d9%8a%d9%82%d8%a7%d8%aa/2024/06/24/%d9%85%d9%86%d8%aa%d8%ac%d8%a7%d8%aa-%d8%b9%d8%b1%d8%a8%d9%8a%d8%a9-%d9%81%d9%8a-%d8%a5%d8%b3%d8%b1%d8%a7%d8%a6%d9%8a%d9%84-%d9%83%d9%88%d8%b4%d9%8a%d8%b1/
[21] “5 دول عربية تُنقذ “إسرائيل” اقتصاديًا.. قائمة العار الشريكة في حرب الإبادة”، مرجع سابق.
[22] “اعتقالات وسحل.. لماذا تخشى الأنظمة العربية من تظاهرات دعم غزة؟”، نون بوست، 7/4/2024، الرابط: https://www.noonpost.com/208129/
[23] ” لماذا لا تنظم بلدان عربية بعينها مظاهرات لمناصرة غزة؟”، مصر360، 5/3/2024، الرابط: https://masr360.net/2024/03/05/%d9%84%d9%85%d8%a7%d8%b0%d8%a7-%d9%84%d8%a7-%d8%aa%d9%86%d8%b8%d9%85-%d8%a8%d9%84%d8%af%d8%a7%d9%86%d8%a7-%d8%b9%d8%b1%d8%a8%d9%8a%d8%a9-%d8%a8%d8%b9%d9%8a%d9%86%d9%87%d8%a7-%d9%85%d8%b8%d8%a7%d9%87/
[24] “WSJ: كيف شكلت واشنطن تحالفا في الشرق الأوسط لمواجهة إيران؟”، عربي21، 15/4/2024، الرابط: https://tinyurl.com/yknpr6rk
[25] ” “ضم جنرالات من إسرائيل وأميركا ودول عربية”.. الكشف عن اجتماع “سري” في البحرين”، الحرة، 13/6/2024، الرابط: https://www.alhurra.com/arabic-and-international/2024/06/13/%D8%B6%D9%85-%D8%AC%D9%86%D8%B1%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA-%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84-%D9%88%D8%A3%D9%85%D9%8A%D8%B1%D9%83%D8%A7-%D9%88%D8%AF%D9%88%D9%84-%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B4%D9%81-%D8%A7%D8%AC%D8%AA%D9%85%D8%A7%D8%B9-%D8%B3%D8%B1%D9%8A-%D9%81%D9%8A
[26] “20 دولة إلى الآن.. ماهي الدول المشاركة في تحالف “حارس الازدهار” للتصدي لهجمات الحوثيين بالبحر الأحمر؟”، مونت كارلو الدولية، 22/12/2023، الرابط: https://www.mc-doualiya.com/%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D8%B3%D8%B7/20231222-20-%D8%AF%D9%88%D9%84%D8%A9-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%A2%D9%86-%D9%85%D8%A7%D9%87%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B4%D8%A7%D8%B1%D9%83%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%AA%D8%AD%D8%A7%D9%84%D9%81-%D8%AD%D8%A7%D8%B1%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B2%D8%AF%D9%87%D8%A7%D8%B1-%D9%84%D9%84%D8%AA%D8%B5%D8%AF%D9%8A-%D9%84%D9%87%D8%AC%D9%85%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%88%D8%AB%D9%8A%D9%8A%D9%86-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%AD%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AD%D9%85%D8%B1
[27] “إعلام عبري: جيش الاحتلال نسق مع السعودية ومصر قبل ضرب اليمن (شاهد)”، عربي21، 20/7/2024، الرابط: https://arabi21.com/story/1612661/%D8%A5%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%85-%D8%B9%D8%A8%D8%B1%D9%8A-%D8%AC%D9%8A%D8%B4-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AD%D8%AA%D9%84%D8%A7%D9%84-%D9%86%D8%B3%D9%82-%D9%85%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B9%D9%88%D8%AF%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D9%85%D8%B5%D8%B1-%D9%82%D8%A8%D9%84-%D8%B6%D8%B1%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%85%D9%86-%D8%B4%D8%A7%D9%87%D8%AF
[28] “حرب الإبادة مُستمرّة… والتطبيع مع الصهاينة أيضاً”، العربي الجديد، 6/7/2024، الرابط: https://www.alaraby.co.uk/opinion/%D8%AD%D8%B1%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%A8%D8%A7%D8%AF%D8%A9-%D9%85%D9%8F%D8%B3%D8%AA%D9%85%D8%B1%D9%91%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B7%D8%A8%D9%8A%D8%B9-%D9%85%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%87%D8%A7%D9%8A%D9%86%D8%A9-%D8%A3%D9%8A%D8%B6%D8%A7%D9%8B
[29] “ما معنى وجود «قوة أمنية عربية» في غزة؟”، القدس العربي، 27/6/2024، الرابط: https://www.alquds.co.uk/%d9%85%d8%a7-%d9%85%d8%b9%d9%86%d9%89-%d9%88%d8%ac%d9%88%d8%af-%d9%82%d9%88%d8%a9-%d8%a3%d9%85%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d8%b9%d8%b1%d8%a8%d9%8a%d8%a9-%d9%81%d9%8a-%d8%ba%d8%b2%d8%a9%d8%9f/
[30] “خطة اليوم التالي.. ماذا عن مشاركة قوات عربية في غزة؟”، الجزيرة نت، 21/7/2024، الرابط: https://www.aljazeera.net/opinions/2024/7/21/%d8%ae%d8%b7%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d9%88%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%a7%d9%84%d9%8a-%d9%85%d8%a7%d8%b0%d8%a7-%d8%b9%d9%86-%d9%85%d8%b4%d8%a7%d8%b1%d9%83%d8%a9-%d9%82%d9%88%d8%a7%d8%aa
[31] ” فصائل فلسطينية: لن نسمح بدخول أي قوة دولية أو عربية لغزة”، الجزيرة نت، 30/3/2024، الرابط: https://www.aljazeera.net/news/2024/3/30/%D9%81%D8%B5%D8%A7%D8%A6%D9%84-%D9%81%D9%84%D8%B3%D8%B7%D9%8A%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D9%84%D9%86-%D9%86%D8%B3%D9%85%D8%AD-%D8%A8%D8%AF%D8%AE%D9%88%D9%84-%D8%A3%D9%8A-%D9%82%D9%88%D8%A9
[32] “أمريكا تطرح خطة لنشر قوات متعددة الجنسيات في غزة وسط تحفظ بعض الدول العربية”، صدارة للمعلومات والاستشارات، 17/5/2024، الرابط: https://sadaara.com/APITweet/3236/243640
[33] “لماذا ستفشل الخطة الأمريكية لإدخال قوات عربية إلى غزة؟”، عربي21، 25/6/2024، الرابط: https://arabi21.com/story/1607056/%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%B0%D8%A7-%D8%B3%D8%AA%D9%81%D8%B4%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%B7%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D8%B1%D9%8A%D9%83%D9%8A%D8%A9-%D9%84%D8%A5%D8%AF%D8%AE%D8%A7%D9%84-%D9%82%D9%88%D8%A7%D8%AA-%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%BA%D8%B2%D8%A9
[34] “خطة اليوم التالي.. ماذا عن مشاركة قوات عربية في غزة؟”، مرجع سابق.
[35] “خطة عربية مدعومة أمميا لـ “اليوم التالي” في غزة.. “احتلال مقنع””، عربي21، الرابط: https://arabi21.com/story/1611785/%D8%AE%D8%B7%D8%A9-%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9-%D9%85%D8%AF%D8%B9%D9%88%D9%85%D8%A9-%D8%A3%D9%85%D9%85%D9%8A%D8%A7-%D9%84%D9%80-%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%88%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%A7%D9%84%D9%8A-%D9%81%D9%8A-%D8%BA%D8%B2%D8%A9-%D8%A7%D8%AD%D8%AA%D9%84%D8%A7%D9%84-%D9%85%D9%82%D9%86%D8%B9
[36] “الإعلام العربي وحرب غزة.. مقاربات توثق الخذلان”، نون بوست، 19/11/2023، الرابط: https://www.noonpost.com/181473/
[37] “لماذا خذل النظام العربي المقاومة؟”، عربي21، 30/12/2023، الرابط: https://arabi21.com/story/1562996/%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%B0%D8%A7-%D8%AE%D8%B0%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B8%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%88%D9%85%D8%A9
[38] “فزع النظام الاستبدادي العربي بعد “طوفان الأقصى””، عربي21، 3/3/2024، الرابط: https://arabi21.com/story/1579752/%D9%81%D8%B2%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B8%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%A8%D8%AF%D8%A7%D8%AF%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A-%D8%A8%D8%B9%D8%AF-%D8%B7%D9%88%D9%81%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%82%D8%B5%D9%89
[39] “كراهية الأنظمة العربية لحركة “حماس””، عربي21، 12/11/2023، الرابط: https://arabi21.com/story/1551474/%D9%83%D8%B1%D8%A7%D9%87%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%86%D8%B8%D9%85%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9-%D9%84%D8%AD%D8%B1%D9%83%D8%A9-%D8%AD%D9%85%D8%A7%D8%B3
[40] ” دينيس روس: مسؤولون عرب أكدوا لي أنه لا بد من تدمير حماس”، الجزيرة نت، 29/10/2023، الرابط: https://www.aljazeera.net/politics/2023/10/29/%D8%AF%D9%8A%D9%86%D9%8A%D8%B3-%D8%B1%D9%88%D8%B3-%D9%82%D8%A7%D8%AF%D8%A9-%D8%B9%D8%B1%D8%A8-%D8%A3%D9%83%D8%AF%D9%88%D8%A7-%D9%84%D9%8A-%D8%A3%D9%86%D9%87-%D9%84%D8%A7-%D8%A8%D8%AF-%D9%85%D9%86
[41] “فزع النظام الاستبدادي العربي بعد “طوفان الأقصى””، مرجع سابق.
[42] “لماذا تخاذلت الدول العربية في قضية جنوب أفريقيا ضد إسرائيل في “العدل الدولية”؟”، مرجع سابق.
[43] “عن تنازلات حماس ومجاعة غزة وخطيئة العرب”، أصوات أونلاين، 15/7/2024، الرابط: https://aswatonline.com/2024/07/15/%d8%b9%d9%86-%d8%aa%d9%86%d8%a7%d8%b2%d9%84%d8%a7%d8%aa-%d8%ad%d9%85%d8%a7%d8%b3-%d9%88%d9%85%d8%ac%d8%a7%d8%b9%d8%a9-%d8%ba%d8%b2%d8%a9-%d9%88%d8%ae%d8%b7%d9%8a%d8%a6%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%b1/
[44] “لماذا تخاذلت الدول العربية في قضية جنوب أفريقيا ضد إسرائيل في “العدل الدولية”؟”، مرجع سابق.
[45] “حرب غزّة والانكشاف العربي وغياب مفهوم الأمن القومي”، العربي الجديد، 15/7/2024، الرابط: https://www.alaraby.co.uk/opinion/%D8%AD%D8%B1%D8%A8-%D8%BA%D8%B2%D9%91%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%86%D9%83%D8%B4%D8%A7%D9%81-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A-%D9%88%D8%BA%D9%8A%D8%A7%D8%A8-%D9%85%D9%81%D9%87%D9%88%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%88%D9%85%D9%8A
[46] “لماذا تخذل الأنظمة العربية الاستبدادية غزة؟”، مرجع سابق.
[47] “الإعلام العربي وحرب غزة.. مقاربات توثق الخذلان”، مرجع سابق.
[48] “لماذا استمرار التَّصلُّب العربي الرسمي تجاه حماس والمقاومة؟!”، مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات، 24/5/2024، الرابط: https://www.alzaytouna.net/2024/05/25/%d9%85%d9%82%d8%a7%d9%84-%d9%84%d9%85%d8%a7%d8%b0%d8%a7-%d8%a7%d8%b3%d8%aa%d9%85%d8%b1%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d9%8e%d9%91%d8%b5%d9%84%d9%8f%d9%91%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%b1%d8%a8%d9%8a/
[49] “طوفان الأقصى والبوصلة المعطوبة للحكومات العربية”، العربي الجديد، 16/10/2023، الرابط: https://www.alaraby.co.uk/opinion/%D8%B7%D9%88%D9%81%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%82%D8%B5%D9%89-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%88%D8%B5%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D8%B7%D9%88%D8%A8%D8%A9-%D9%84%D9%84%D8%AD%D9%83%D9%88%D9%85%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9
[50] “غزة تُباد.. والنظام العربي يتظاهر بالموت”، نون بوست، 28/10/2023، الرابط: https://www.noonpost.com/177175/
[51] “طوفان الأقصى.. تحولات أداء المقاومة والآثار الإستراتيجية للمواجهة”، مركز المسار للدراسات الإنسانية، 21/10/2023، الرابط: https://almasarstudies.com/al-aqsaflood/