اجتماع دول جوار ليبيا بالجزائر .. الفرص والتحديات

 

انطلقت أعمال المؤتمر الثاني لوزراء خارجية دول جوار ليبيا، فى يومى 29 و30 أغسطس 2021 بالعاصمة الجزائرية، والذي يستمر على مدار يومين. وشارك في المؤتمر كل من وزراء خارجية ليبيا، مصر، تونس، السودان، النيجر، تشاد، والكونغو، إلى جانب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، فضلا عن مفوض الاتحاد الأفريقي للشؤون السياسية والسلم والأمن، بانكولي أديوي، والمبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى ليبيا، يان كوبيش. وتضمنت محاور المؤتمر التشديد على تنظيم الانتخابات العامة في موعدها المقرر نهاية العام الحالي، وإيجاد سبل لتذليل العقبات والخلافات بين الأطراف الليبية، فضلا عن التأكيد على إلزام الأطراف الليبية بمخرجات مؤتمر برلين، على رأسها إخراج المرتزقة والقوات الأجنبية، وحظر توريد الأسلحة إلى ليبيا[1].

 

أولًا: أهداف المؤتمر:

وتسعى دول جوار ليبيا إلى تحقيق مجموعة من الأهداف، والتى تتمثل فى هدفين رئيسيين:

الهدف الأول؛ تحقيق مجموعة من المصالح؛ فاستقرار ليبيا ولو بشكل هش يمنح دول الجوار وبالأخص تونس ومصر، فرصا للاستثمار والمشاركة في إعادة الإعمار وسوقا للتصدير ومعالجة أزمة البطالة، في بلد يملك أكبر احتياطي نفطي في إفريقيا، ويستورد كل احتياجاته تقريبا من الخارج. لكن أكثر ما يغري دول الجوار حجم مشاريع إعادة الإعمار الكبير، والذي قدره وزير الاقتصاد الليبي سلامة الغويل، بنحو 135 مليار دولار، بينما توقعت صحيفة “ميدل إيست آي” البريطانية أن يصل هذا الرقم إلى 500 مليار دولار.

الهدف الثانى؛ وقف التهديدات القادمة من ليبيا؛ فعودة الصراع فى ليبيا سيكون نتائجه مدمرة، فالحدود المشتركة لهذه الدول مع ليبيا هى حدود مستباحة أمام تحرك الجماعات الإرهابية وشبكات تهريب السلاح والبشر والوقود. وتعانى هذه الدول من وجود قوات عسكرية معارضة لحكوماتها داخل الأراضى الليبية، وتقوم هذه القوات بشن هجمات داخل حدود هذه الدول، فالهجوم الذي قاده متمردو جبهة الوفاق والتغيير “فاكت” في أبريل 2021، على شمال تشاد، انطلق من ليبيا. ولذلك، فإن رئيس المجلس العسكري الحاكم في تشاد محمد إدريس ديبي، أكد على ضرورة “إعادة إحياء الاتفاق الرباعي بين ليبيا والسودان والنيجر وتشاد” الموقع في 2018.

وكذلك، فقد قام عناصر تنظيم “داعش” بالهجوم على مدينة بن قردان التونسية في 2016، وهجوم تيغونتورين في الجزائر عام 2013، ناهيك عن حديث مصر والسودان والنيجر عن استخدام جماعات متمردة أو إرهابية الأراضي الليبية كقواعد خلفية لتهديد أمنها.

ولا يأتى اجتماع الجزائر فى ظل استشعار خطورة الوضع في ليبيا فقط، بل في شمال إفريقيا والساحل، فى ظل التحولات الدولية العميقة، التي يميزها بداية انكفاء الولايات المتحدة الأمريكية على نفسها وانسحابها من بؤر التوتر، وما قد يخلق ذلك من فراغ أمني في عدة نقاط ساخنة من العالم، قد تسعى الجماعات الإرهابية والمتطرفة لملئه. وهذا أحد الأسباب التي دفعت واشنطن لدعم اجتماع دول الجوار خلال لقاء المبعوث الأمريكي إلى ليبيا ريتشارد نورلاند، بوزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة في تونس[2].

فضلاً عن التصاعد المضطرد في النشاط الإرهابي في منطقة الساحل الإفريقي والذي تجسد في الارتفاع الملحوظ في عدد ونطاق العمليات الإرهابية، خاصةً مع استعداد فرنسا لتقليص عدد قواتها في منطقة الساحل الإفريقي خلال الفترة المقبلة، وهو ما يمكن أن يخلق فراغاً ربما تسعى الجماعات الإرهابية لاستغلاله لتعزيز هيمنتها ونطاق انتشارها، وبالتالي هناك زخماً واضحاً لدى القوى الإقليمية في محاولة الحيلولة دون انجراف المنطقة إلى مستوى متصاعد من عدم الاستقرار سوف يؤثر على مصالح دول المنطقة ككل[3].

 

ثانيًا: العوامل المساهمة فى إمكانية نجاح المؤتمر:

اجتماع دول جوار ليبيا بالجزائر .. الفرص والتحديات

وقد شهد المؤتمر عدة تطورات قد تسهم فى انجاح المؤتمر فى تحقيق أهدافه، لعل أبرزها:

1- التوافق المصري – الجزائري، فقد عكست الأسابيع الأخيرة وجود تنامي ملحوظ في درجة التوافق بين القاهرة والجزائر، بدأت مؤشراتها منذ زيارة وزير الخارجية الجزائري “رمطان لعمامرة” إلى القاهرة في نهاية يوليو الماضي، وما تبعته من تصاعد في مستوى التنسيق بين البلدين وتقارب الرؤى تجاه عدة ملفات إقليمية، ويبدو أن الأزمة الليبية ستمثل أحد أبرز محطات هذا التوافق بين البلدين، ومن ثم يمكن أن ينعكس هذا التوافق في التوصل إلى ترتيبات توافقية بين الأطراف المختلفة تضمن الاستقرار في ليبيا وإنجاح المرحلة الانتقالية[4].

2- الحضور النوعي الذي ميّزَ هذا الاجتماع لأول مرة، فقد عرفَ إضافةً إلى مشاركة وزير خارجية الجزائر، البلد المستضيف، مشاركة وزير خارجية ليبيا المعنية بالقضية وكذا تونس ومصر، ولأول مرة وزراء خارجية النيجر وتشاد والسودان التي كانت سابقًا تغيب عن هذه الاجتماعات، حيث كانت تقتصر في الغالب على قمة ثلاثية بين الجزائر والقاهرة وتونس.

كما عرفَ اللقاء حضورَ مختلف الهيئات الإقليمية المعنية بالقضية مباشرة، ممثلة في أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، ويان كوبيش المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى ليبيا، وجان كلود غاكوسو وزير خارجية الكونغو، الذي ترأّست بلاده الاتحاد الإفريقي حاليًّا، إضافة إلى بانكول أديوي مفوّض الاتحاد الإفريقي للشؤون السياسية والسلام والأمن.

3- يظهر من خلال المناقشات التي تمّت في اجتماع الجزائر، أنه لأول مرة تمّت مناقشة مختلف المشاكل الميدانية الليبية، إضافة إلى أن حضور دول الجوار الجنوبية هي رسالة واضحة على أن كل حل لهذه الأزمة يجب أن يراعي السيادة الليبية على كل مناطقها، حتى الجنوبية منها التي كانت تغيب في لقاءات سابقة[5].

 

ثالثًا: العوامل المعرقلة لإمكانية نجاح المؤتمر:

اجتماع دول جوار ليبيا بالجزائر .. الفرص والتحديات

ومع ذلك، فهناك مجموعة من التطورات التى قد تضعف من احتمالية نجاح المؤتمر فى تحقيق أهدافه، منها:

1- تصاعد الشكوك بشأن إنجاز الانتخابات في موعدها المقرر: حيث ترجح كافة المعطيات الداخلية صعوبة إجراء الانتخابات في موعدها المقرر، وذلك في ظل استمرار تعثر التوافق بشأن الملفات الخلافية التي ينبني عليها إجراء الانتخابات، سواء فيما يتعلق بالقاعدة الدستورية، أو شروط الترشح للرئاسة، أو خروج المرتزقة والقوات الأجنبية وكذلك توحيد المؤسسات الليبية، وبالتالي فالسياق الداخلي يحمل مؤشرات ترجح احتمالات تأجيل الانتخابات.

ولعل التصريحات التي تمخضت عن اجتماع دول الجوار جاءت لتعزز هذه الاحتمالات، خاصةً بعد تصريحات وزيرة الخارجية الليبية التي أكدت بأنه “لا يجب أن تكون الانتخابات في 24 ديسمبر المقبل أولوية على الاستقرار”. ومن ناحية أخرى، فقد نشرت مجلة “أفريقا ريبورت” Africa Report تقريراً في الـ 29 من أغسطس 2021 أشار إلى أن الولايات المتحدة قد عرضت مقترحاً بشأن الانتخابات الليبية على دول ما يسمى بـ (P3+2)  والتي تضم كل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا إلى جانب واشنطن، تنطوي هذه الخطة على فكرة أجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية في ليبيا عبر مراحل، بحيث يتم إجراء الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية الليبية في الـ 24 من أغسطس 2022، وذلك بالتوازي مع إجراء الانتخابات البرلمانية، مع تأجيل موعد الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية إلى 15 سبتمبر 2022[6].

2- انقسام المؤسسة العسكرية: فانقسام المؤسسة العسكرية في ليبيا وشساعة أراضيها وطول حدودها ما يصعب من مهمة مراقبة تلك الحدود. فالحدود الليبية التشادية يسيطر عليها من الجهة الغربية قبائل التبو الليبية، والتي لها امتدادات في شمال تشاد، وقاتل العشرات من المسلحين التبو إلى جانب متمردي “فاكت” التشاديين في هجومهم أبريل 2021.

كما أن مليشيات حفتر حاولت السيطرة على كامل إقليم فزان (جنوب غرب) إلا أنها طردت من مدينة مرزق، أقصى الجنوب الغربي على يد التبو، فيما تخضع الحدود الجزائرية لسيطرة كتائب الطوارق بقيادة علي كنة، الموالي لحكومة الوحدة في طرابلس. أما الجنوب الشرقي على الحدود مع السودان وتشاد، فتسيطر عليه كتيبة “سبل السلام” السلفية، التابعة لحفتر بالإضافة إلى مسلحين منفلتين من التبو.

وبالنسبة للمناطق الحدودية الجنوبية لليبيا، مع كل من السودان وتشاد والنيجر، فتضم طرق عبور قوافل المهربين وتجار السلاح والبشر والإرهابيين، ويسيطر على بعض نقاطها مسلحون من التبو والطوارق وقبائل أخرى في الصحراء[7].

أضف إلى ذلك، عرقلة حفتر لتوحيد المؤسسة العسكرية من خلال اصراره على عدم اخضاع قواته لسيطرة حكومة الوحدة الوطنية. وكانت أخر مظاهر هذه العراقيل، ما أكدته مصادر أمنية في الجنوب الليبي لـ”القدس العربي” بأن قوة مسلحة تابعة لميليشيات حفتر اقتحمت، فى 30 أغسطس 2021، مطار سبها وأجبرت جميع موظفي المطار على الانسحاب، وذلك لغرض منع رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي من النزول إلى المدينة، بعد اعلانه عن رغبته بزيارتها[8].

3- التوتر بين تونس وليبيا: تشهد العلاقات بين تونس وليبيا في الفترة الأخيرة توتراً واضحاً، واتهامات وتصريحات من كلا الجانبين في علاقة بموضوع الإرهاب، بالإضافة إلى استمرار غلق الحدود البرية بين البلدين. ويأتي هذا التوتر عقب تصريحات رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة، فى 27 أغسطس 2021، والتي قال فيها إن دول جوار صدرت الإرهاب إلى ليبيا، مضيفاً أن تونس إذا كانت تريد فعلاً بناء علاقات حقيقية وصادقة مع ليبيا فلا بد من احترام دول الجوار.

فيما عبر وزير الشؤون الخارجية التونسي عثمان الجرندي، فى 30 أغسطس 2021، عن استغراب بلاده لتصريحات رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية، مشدداً على رفض تونس لهذه الاتهامات. وقال الجرندي، خلال لقاء جمعه بنظيرته الليبية، نجلاء المنقوش، على هامش أعمال الاجتماع الوزاري التشاوري لدول الجوار الليبي الذي تحتضنه الجزائر، إن أمن واستقرار ليبيا من أمن واستقرار تونس، ومذكراً، كذلك، بأن تونس مستهدفة بدورها بالإرهاب ولا يمكن أن تكون بأي حال من الأحوال قاعدة لتصديره أو مصدراً لتسلل الجماعات الإرهابية إلى ليبيا[9].

وخلال الأيام الماضية، انتشرت أحاديث إعلامية عن وجود مائة إرهابي تونسي في قاعدة الوطية الليبية، تحت إشراف قيادات تركية مفترضة، تستعد لمهاجمة التراب التونسي، وهدفها الأساسي إثارة الفوضى وقلب نظام الحكم، وانخرطت وسائل إعلام رسمية تونسية في استضافة أشخاصٍ، تحت مسمى محللين سياسيين، للاستفاضة في الحديث عن هذا الخطر المحتمل. ورغم نفى هذه الشائعات وتطويق أثرها من الأطراف الرسمية في طرابلس وتونس، غير أن هذا لا ينفي استمرار التأثير السلبي لحالة التحريض الإعلامي المستمر[10].

4- التوتر بين الجزائر والمغرب: حيث تمر العلاقات بين الجزائر والمغرب بأسوء فتراتها على خلفية قرار الجزائر بقطع علاقتها رسميًا بالمغرب. ومن المتوقع أن ينعكس هذا الخلاف على الوضع الليبى، خاصة أن الدولتين لهما خصوصية فالجزائر تشترك في حدود برية كبيرة مع ليبيا والمغرب كان له أثر كبير في تحقيق توافق الليبيين في الصخيرات[11]. أكثر من ذلك، فقد يكون حرص الجزائر على استضافة قمة دول الجوار فى هذا التوقيت محاولة لابراز الدور الجزائرى فى الملف الليبى ولاضعاف الدور المغربى فى هذا الملف.

5- أن الدول المشاركة فى المؤتمر جميعها تواجهُ مشاكل داخلية سياسية وأمنية واقتصادية، تبقى ذات أولوية مقارنة بالأزمات الخارجية والإقليمية، حتى إن كان لهذه الأخيرة تأثيرًا مباشرًا على بعض الأزمات الداخلية، ما يجعل اهتمام وتأثير هذه الدول بالملف الليبى ضعيف. أضف إلى ذلك، أن تقديم وعود من قبل دول الجوار تتعلق بالممارسة الديمقراطية وسيادة مؤسسات الدولة واستقلاليتها في ليبيا، هو أمر مفقود بالأساس داخل هذه الدول.

ولا يمكن أيضًا إغفال الخلاف بين دول الجوار، حتى إن أبانت مصر هذه المرة توافقًا مع الموقفَين الجزائري والتونسي، إلا أنها تبقى محلَّ شكّ بالنظر إلى تناغمها مع الأطماع الروسية والإماراتية في المنطقة، وعدم تصريحها الواضح والعلني بإدانة تحركات خليفة حفتر التي تعيق اليوم توحيد المؤسسات الأمنية وفي مقدمتها الجيش. وأيضًا محاولته المتكررة رفقة عقيلة صالح للتشكيك في عمل حكومة الوحدة الوطنية بقيادة عبد الحميد الدبيبة[12].

 

[1] “انطلاق المؤتمر الوزاري لدول جوار ليبيا في الجزائر… وقوات حفتر تمنع المنفي من زيارة سبها”، القدس العربى، 30/8/2021، الرابط: https://bit.ly/3jA00qE

[2] ” دول جوار ليبيا تبحث بالجزائر تصاعد التهديد العسكري (تحليل)”، الأناضول، 31/8/2021، الرابط: https://bit.ly/3BykXYW

[3] “هل يساعد اجتماع دول جوار ليبيا في تسوية أزمتها؟”، مركز رع للدراسات الاستراتيجية، 31/8/2021، الرابط: https://bit.ly/2Ygsm0J

[4] المرجع السابق.

[5] “دول الجوار تجتمع في الجزائر: هل ثمة انفراجة قريبة؟”، نون بوست، 2/9/2021، الرابط: https://bit.ly/3BBMady

[6] “هل يساعد اجتماع دول جوار ليبيا في تسوية أزمتها؟”، مرجع سابق.

[7] ” دول جوار ليبيا تبحث بالجزائر تصاعد التهديد العسكري (تحليل)”، مرجع سابق.

[8]  “انطلاق المؤتمر الوزاري لدول جوار ليبيا في الجزائر… وقوات حفتر تمنع المنفي من زيارة سبها”، مرجع سابق.

[9] ” هل تقف أجندات إقليمية وراء توتير العلاقة بين تونس وليبيا؟”، العربى الجديد، 31/8/2021، الرابط: https://bit.ly/2WJlqJa

[10] ” التحريض الإعلامي بين تونس وليبيا”، العربى الجديد، 29/8/2021، الرابط: https://bit.ly/3yAjQWW

[11] ” كيف يؤثر قطع العلاقات بين الجزائر والمغرب على ملف ليبيا؟”، عربى21، 26/8/2021، الرابط: https://bit.ly/3zCph9a

[12] “دول الجوار تجتمع في الجزائر: هل ثمة انفراجة قريبة؟”، مرجع سابق.

Editor P.S.

كاتب ومدون

جميع المشاركات

المنشورات ذات الصلة

الأكثر قراءة

اتبعنا

التصنيفات

آخر المقالات

Edit Template

رؤية تحليلية للأخبار السياسية والاقتصادية في العالم العربي والإسلامي والعالمي، ودراسات استراتيجية للوضع السياسي المحلي والإقليمي والعالمي

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا لتلقي التحديثات على البريد الإلكتروني الخاص بك

You have been successfully Subscribed! Ops! Something went wrong, please try again.

جميع الحقوق محفوظة لرؤية للتخطيط والدراسات الاستراتيجية ©2022