موقف إسرائيل من سقوط نظام الأسد في سوريا: المحددات والأبعاد

أطلق تحالف من فصائل المعارضة السورية، يضم “هيئة تحرير الشام” (المعروفة سابقًا بـ”جبهة النصرة”) وعددًا من فصائل الجيش الوطني المدعوم من تركيا، في 27 نوفمبر 2024، عملية عسكرية واسعة تحت اسم “ردع العدوان” ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد. وأوضحت المعارضة أن العملية جاءت ردًا على استمرار قصف قوات النظام السوري وحلفائه لمناطق سيطرتها في أرياف إدلب، ضمن محاولات النظام استعادة “مناطق خفض التصعيد” التي أُنشئت وفق اتفاقيات “أستانا” التي انطلقت في يناير 2017 برعاية روسية وتركية وإيرانية1. وفي تطور لافت، أعلنت الفصائل السورية المعارضة، في 8 ديسمبر 2024، عن مغادرة رئيس النظام السوري بشار الأسد العاصمة دمشق (هرب هو وعائلته إلى روسيا)، داعية المهجرين في الخارج للعودة إلى سوريا، ومعلنة طي صفحة حكم نظام البعث وآل الأسد في سوريا2.

وعقب سقوط نظام الأسد، شنت الطائرات الإسرائيلية، في 9 ديسمبر 2024، سلسلة غارات جوية استهدفت نحو 100 موقع في سوريا. وتزامن ذلك مع إعلان الجيش الإسرائيلي السيطرة على مواقع في “المنطقة العازلة” وقمة جبل الشيخ السوري. وقد أدت هذه الغارات الجوية التي أطلق عليها اسم عملية “حيتس هباشان”، أو “سهم الشام”، إلى تدمير أكثر من 80% من القدرات الاستراتيجية للجيش السوري السابق، بما شمل سلاح الجو والمطارات العسكرية، وسلاح البحرية، ومخازن الصواريخ، ومعامل الأبحاث العسكرية، ومنظومة الدفاع الجوي كاملة3. وقد أثار هذا الهجوم الإسرائيلي علي سوريا عقب سقوط نظام الأسد العديد من التساؤلات، من قبيل؛ لماذا قامت إسرائيل بهذا الهجوم في هذا التوقيت؟ وإلي أي مدي يمكن أن يصل هذا الهجوم الإسرائيلي؟ وما طبيعة رد القوي السياسية الجديدة في سوريا علي هذا الهجوم الإسرائيلي؟

أولًا: السياسة الإسرائيلية تجاه سوريا قبل سقوط نظام الأسد:

خلال العقود الأخيرة، نظرت إسرائيل إلي سوريا باعتبارها حجر الأساس في “محور المقاومة” الذي تقوده إيران في الشرق الأوسط. حيث أن سوريا لم تكن فقط حلقة تربط بين طهران وبغداد وغزة وبيروت، وعبرها كان يتدفق السلاح الإيراني إلى حماس وحزب الله، بل أيضًا كانت المبادرة والساعية إلي تشكيل هذا المحور. وقد ظهر ذلك عندما كانت سوريا في مقدمة الدول المتحاربة مع إسرائيل في حرب يونيو 1967 وحرب أكتوبر 1973، كما أقامت سوريا عقب توقيع مصر وإسرائيل اتفاقية السلام في عام 1979 جبهة رفض لهذا السلام مع العراق خلال فترة حكم صدام حسين. لكن إسرائيل فضلت أن تتجاهل الدور السلبي الذي قامت به سوريا في بناء “محور المقاومة” حول إسرائيل؛ نظرًا لالتزام نظام الأسد بحالة التهدئة التي سادت على طول الحدود مع الجولان السوري الذي احتلته إسرائيل منذ حرب 19674.

وعندما انطلقت الثورات العربية مطلع عام 2011، أبدت إسرائيل موقفًا واضحًا ضدها وضد أهدافها المطالبة بإسقاط أنظمة الاستبداد والفساد في الدول العربية وإقامة نظم ديمقراطية تحترم حرية المواطن وتقيم العدالة الاجتماعية. وانطلاقًا من المفاهيم المتأصلة في الثقافة السياسية الإسرائيلية، وفي مقدمتها العداء للديمقراطية في الدول العربية والعداء للوحدة العربية وللعمل العربي المشترك، ناصبت إسرائيل – على نحو عام – الثورات العربية وقوى التغيير في الدول العربية العداء. وفي الوقت نفسه دافعت إسرائيل عن أنظمة الاستبداد والفساد، وخاصة تلك التي صنفتها إسرائيل في خانة “الدول المعتدلة” وفي مقدمتها مصر مبارك، وتونس بن علي.

ومنذ بدء حركة الاحتجاج في سوريا في مارس 2011 التي سرعان ما تحولت إلى ثورة شعبية، أبدت إسرائيل اهتمامًا كبيرًا بها وبتطورات أحداثها وبإمكانية نجاحها. وقد تأثر الموقف الإسرائيلي من النظام السوري ومن الثورة السورية – المطالبة بإسقاطه – بجملة من المتغيرات والعوامل المختلفة والمتضاربة في بعض الأحيان. فهناك من ناحية العوامل التي تدفع الموقف الإسرائيلي نحو تفضيل إسقاط النظام السوري، وثمة في المقابل عوامل تشد في الاتجاه المعاكس. فقد تمسّك النظام السوري في السنوات الماضية بموقفه الرافض لشروط السلام الإسرائيلية – الأميركية، وظل مصرًا على انسحاب إسرائيل من الجولان إلى حدود الرابع من يونيو 1967. وأقام النظام السوري تحالفًا مع إيران وحزب الله وبعض التنظيمات الفلسطينية، وأصبح هذا التحالف محورًا مهمًا في مناهضة السياسة الإسرائيلية – الأميركية في المنطقة. وعلى الرغم من دخول النظام السوري في العملية السياسية السلمية منذ مؤتمر مدريد عام 1991، ما انفكت إسرائيل تعد النظام السوري عدوًا لها. فهي تميز بين من صنع علاقات سلام معها، مثل مصر والأردن؛ ومن يدعم هذا الخيار، مثل المغرب والسعودية ودول الخليج والسلطة الفلسطينية؛ ومن يرفض قبول الشروط الإسرائيلية – الأميركية. وترى إسرائيل أن من شأن سقوط النظام السوري أن يضع حدًا للمحور الإيراني – السوري المناهض لسياستها في المنطقة، وأن يضعف إيران ويكون ضربة لها في مرحلة حساسة بالنسبة إليها في إطار صراع الدول الغربية وإسرائيل ضدها بشأن ملفها النووي. علاوة على ذلك، يحمل إسقاط النظام السوري بين ثناياه إمكانية تغيير طبيعة علاقات سورية مع حزب الله وفك التحالف بينهما، وهو ما من شأنه إضعاف حزب الله في لبنان5.

ولكن من ناحية أخرى، وعلى الرغم من كل ذلك، وعلى الرغم من أن إسرائيل عدت النظام السوري عدوًا، إلا أنها في الوقت نفسه تعده عدوًا مريحًا نسبيًا – منذ توقيعه اتفاقية فصل القوات ووقف إطلاق النار في عام 1974- للأسباب التالية:

  1. احترم النظام السوري منذ عام 1974 وحتى اليوم اتفاق وقف إطلاق النار على جبهة الجولان، ولم يقم الجيش السوري منذ ذلك العام بإطلاق رصاصة واحدة على قوات الاحتلال الإسرائيلية من الجولان.
  2. منع النظام السوري – بشدة وبنجاعة – انطلاق أي أعمال مقاومة من جبهة الجولان.
  3. منذ مفاوضات مدريد ونهاية مرحلة البحث عن توزان استراتيجي، اتخذ النظام السوري قرارًا تاريخيًا بأن السلام مع إسرائيل هو خياره الاستراتيجي وأن مسألة استعادة الجولان السوري المحتل تعالج بالطرق السلمية وبواسطة المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل.
  4. أجرى النظام السوري مفاوضات جدية وطويلة مع إسرائيل في تسعينيات القرن الماضي بوساطة أميركية، وفي عامي 2007 و2008 بوساطة تركية، وأبدى استعداده لتوقيع اتفاق سلام مع إسرائيل وإقامة علاقات طبيعية معها في مختلف المجالات شرط استعادة الجولان.
  5. أثبتت التجربة عبر العقود الماضية أن بإمكان إسرائيل التوصل إلى تفاهمات مع النظام السوري – على أرضية المصالح المشتركة – بشأن القضايا العربية الأكثر حساسية حتى وإن كانت المواقف العلنية والرسمية للنظام السوري عكس ذلك. فمثلًا، كشف كتاب صدر في إسرائيل عن بعض هذه التفاهمات التي جرت بين إسرائيل والنظام السوري بشأن حرب إسرائيل الأولى على لبنان ضد الفلسطينيين وحلفائهم اللبنانيين في عام 1982. ففي أثناء تمهيد إسرائيل لشن الحرب ضد قوات منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان وحلفائها من القوى الوطنية اللبنانية، عملت على الاتصال المباشر بالنظام السوري بغرض التوصل إلى تفاهم معه بشأن هذه الحرب، وضمان حياد سورية منها. وفي هذا السياق، اجتمع وزير الدفاع الإسرائيلي أريئيل شارون ومساعده أبراهام تمير بالرجل الثاني في النظام السوري حينئذ – رفعت الأسد، شقيق الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد – في جنيف في ديسمبر 1981. وأكد شارون في هذا الاجتماع على المصالح المشتركة بين إسرائيل والنظام السوري، وفي مقدمتها إضعاف منظمة التحرير الفلسطينية، وتقسيم مناطق النفوذ في لبنان بينهما بشكل واضح. وحرص شارون على إبلاغ رفعت الأسد في هذا الاجتماع بأن أهداف إسرائيل من الحرب التي ستشنها على القوات الفلسطينية التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية في لبنان محدودة ومقتصرة فقط على ضرب هذه القوات الفلسطينية، وأن إسرائيل تعترف بالمصالح السورية في لبنان. وقد وقع في هذا الاجتماع تفاهم شفهي بين شارون ورفعت الأسد بشأن الحرب التي ستشنها إسرائيل على لبنان، ولكن من دون توقيع اتفاق مكتوب6.

وعلى الرغم من سياسة “الغموض”، وعدم الوضوح، التي تبنتها الحكومة الإسرائيلية تجاه الثورة السورية وتطور أحداثها في سنتها الأولى إلا أنه يمكن استخلاص جملة من الأمور بشأن الموقف الإسرائيلي منها:

أ- لقد فضلت إسرائيل منذ البداية عدم استجابة النظام السوري لمطالب الثورة السورية المنادية بالحرية والديمقراطية، لأن إسرائيل رأت أن إقامة نظام ديمقراطي في سورية تمثل تغييرًا استراتيجيًا في المنطقة، وتحمل بين ثناياها – على المديين المتوسط والبعيد – النهوض بسورية وتعزيز قدراتها ومكانتها ودورها في المنطقة، ما يزيد من إمكانياتها في مواجهة إسرائيل والتصدي لها ولسياستها العدوانية.

ب- لقد فضلت إسرائيل أن لا تحقق الثورة أهدافها بسرعة، وأن يمتد أمد الثورة، وكذلك أمد قدرة النظام على الاستمرار في البطش بالثورة وبالشعب السوري أطول فترة ممكنة، من أجل استنزاف النظام السوري والدولة السورية وإضعافهما، وإنهاك الشعب السوري. فإسرائيل تتعامل مع سورية الدولة والنظام والثورة كعدو، وتعد من مصلحتها إضعاف سورية وإطالة أمد الصراع فيها أطول فترة ممكنة7. حيث لا يزال نظام الأسد والمعارضة يعلنان تمسكهما بتحرير الجولان من الاحتلال الإسرائيلي، ومن ثم فإن انشغال كليهما بالحرب ضد الآخر سيعني تلقائيًا استبعاد أي تهديد لسيادة إسرائيل على الجولان في المدى المنظور، خاصة وأن القانون الدولي لا يعترف بضم إسرائيل للمنطقة، وهو ما سيعطي شرعية دولية لمطالبة أي نظام سوري باستردادها سلميًا، أو عبر الكفاح المسلح كأداة مشروعة ضد الاحتلال8.

ج- هناك خشية في إسرائيل من ضمور قوة سلطة النظام السوري المركزية وحدوث تآكل وضعف في قوته عمومًا، وهو ما قد يؤثر في قدرة النظام على الحفاظ على الهدوء في جبهة الجولان. فقد يشكل ضعف السلطة المركزية وعدم قدرتها على بسط نفوذها على أجزاء واسعة من سورية، نقطة جذب لتنظيمات ومجموعات مسلحة قد يتجه جزء منها للعمل ضد إسرائيل.

د- هناك قلق في إسرائيل من عدم قدرة النظام السوري على الاستمرار في السيطرة على الأسلحة الكيماوية والبيولوجية السورية والأسلحة المتطورة الأخرى، وقلق من إمكانية وقوعها في أيدي قوى معادية لإسرائيل. إلى جانب ذلك، هناك قلق من أن تُسرب الأسلحة الأكثر تطورًا وفتكًا إلى حزب الله9.

ومنذ نشوب الحرب الأهلية في سوريا عام 2011، وحتى ما قبل سقوط نظام الأسد، تمسكت إسرائيل بموقف المراقب لما يجري من تطورات هناك، ووضعت أربعة خطوط حمراء، دونها لن تتحرك للتدخل في الصراع السوري المتعدد الأطراف وهي:

  • منع قوات الأسد من الاقتراب من خطوط وقف إطلاق النار في هضبة الجولان المحتلة.
  • منع حزب الله وإيران من استغلال الحرب في سوريا لتهريب سلاح متطور، خاصة الصواريخ داخل الجنوب اللبناني لدعم الترسانة الحربية للحزب.
  • منع تمركز الجماعات المسلحة التي تقاتل قوات الأسد وحلفائه قرب هضبة الجولان وفي درعا والقنيطرة.
  • عدم السماح للتدخل الروسي في الحرب السورية بإعاقة حركة الجيش الإسرائيلي في تحقيق الأهداف الثلاثة السابقة10.

ولذلك؛ شعرت إسرائيل بالقلق جراء انتشار القوات الإيرانية وعناصر الحرس الثوري وحزب الله في الجغرافيا السورية، لكنها في الوقت نفسه لم يبد أنها كانت حريصة على انهيار نظام الأسد. ولذا شنت إسرائيل منذ عام 2013 سلسلة من الضربات الجوية داخل سوريا، بدت من خلالها وكأنها تحاول إضعاف الحضور الإيراني في سوريا وليس المشاركة في إضعاف النظام ذاته. استهدفت إسرائيل خلال هذه الضربات خطوط إمداد إيرانية ومواقع بحوث علمية متفرقة، زعمت أنها تُستغل لصالح تطوير البنية الصاروخية لحزب الله، أبرزها مركز البحوث العلمية في مصياف بريف حماة وسط سوريا. وفي أبريل 2022، أفصح الجيش الإسرائيلي عن تنفيذه 400 غارة جوية على سوريا منذ عام 2017 وحتى تاريخ صدور التصريح.

تزامنًا مع ذلك، ومنذ عام 2018 طورت كل من إسرائيل وروسيا آلية مشتركة بغية التنسيق لمنع حدوث أي عمليات تضارب بينهما داخل سوريا، وبعد ذلك اتفق الطرفان على إبعاد المليشيات الإيرانية عن حدود الجولان لمسافة 80 كيلومترًا. وبموجب الاتفاق ثبتت موسكو عدة نقاط عسكرية على طول الخط الفاصل بين سوريا وإسرائيل من جهة الجولان، وكثفت إسرائيل بالتوازي عملياتها ضد أي وجود إيراني في تلك المنطقة بالتنسيق مع روسيا، لكن وتيرة عملياتها قد انخفضت منذ عام 2022 بعد اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية والخلاف الروسي الإسرائيلي بشأنها.

في المجمل، لم يمانع الأسد من الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة للأجواء والأراضي السورية بغية استهداف إيران وحزب الله، بل لعله وفق عدد من التحليلات، وجد فيها فرصة لإضعاف قبضة إيران على نظامه، في الوقت الذي بدأ فيه يتطلع لاستعادة الاعتراف الإقليمي، وربما الدولي، بنظامه، وهذا الأمر كان يتطلب رسم مسار يتعارض مع مصالح طهران وسياساتها الإقليمية. ظهرت هذه المسارات المتعارضة في صورتها الأوضح مع اندلاع “طوفان الأقصى” في أكتوبر 2023 والارتدادات الإقليمية المصاحبة له، وفي مقدمتها حشد “محور المقاومة” جهوده لمواجهة إسرائيل، حيث التزم نظام الأسد حيادًا نسبيًا (على خلاف رغبة إيران) وآثر البقاء خارج الصراع. أحد الأسباب وراء ذلك – كما أوردت مصادر صحفية غربية – أن إسرائيل مررت رسائل إلى حكومة الأسد حذرته من تدمير نظامه إذا قرر فتح جبهة جديدة للحرب في سوريا.

كما كان لدى الأسد أسباب أخرى للبقاء خارج الصراع، حيث كان الرئيس الذي اهتز عرشه بفعل 14 عامًا من الحرب على شعبه، يرغب في أن يكافأ على “ضبط النفس” الذي سيظهره بواسطة الدول الغربية من خلال تخفيف العقوبات، وخاصة مع تنامي الرغبة في ترحيل اللاجئين السوريين من أوروبا. وقد سعت ثماني دول أوروبية بقيادة إيطاليا إلى إقامة نوع من التعاون مع دمشق لضمان عودة السوريين، حتى إن المفوضية الأوروبية كانت تدرس ما إذا كان ينبغي لها أن ترشح مبعوثًا خاصًا جديدًا إلى سوريا. في غضون ذلك، أشار موقع “أكسيوس” إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة، التي قادت جهود إعادة تأهيل النظام السوري عربيًا وإقليميًا، حذرت الأسد من التورط في الحرب.

خلف ذلك كله، لا يمكن تجاهل المزاج الشخصي لبشار الأسد الذي لم ينس بعد لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) موقفها بالانحياز إلى الثورة السورية الذي أدى إلى قطيعة بين الطرفين انتهت في صيغتها الرسمية عام 2022، لكنها علاقات ظلت باردة ومجمدة ولم تأخذ صيغة دبلوماسية جدية من ذلك الحين. هذه العوامل مجتمعة رسخت حالة “اللا سلم واللا حرب” التي أثبتت أنها تخدم مصالح الطرفين، كما أسست لتوافق ضمني بين بشار الأسد وإسرائيل على قاعدة “التراشق اللفظي.. والتوافق الضمني”، حيث تغاضى الطرفان عن أي تصعيد خطابي مقابل عدم المساس بالخطوط الحمراء على الأرض.

لكن يعتقد أن نظام الأسد ذهب إلى ما أبعد من ذلك، فلم يغض الطرف فقط على الضربات الإسرائيلية لإيران في سوريا، بل ربما سهل حدوثها. تعمقت شكوك إيران حيال ذلك في أعقاب الضربات الإسرائيلية الدقيقة لمسؤولي الحرس الثوري في سوريا، والتي يعتقد بعض المسؤولين الإيرانيين أن الأسد هو من سرب المعلومات حول تحركاتهم. وأكثر من ذلك، يشير معهد “كارنيغي” إلى أن الأسد رفض طلبًا من قبل مسؤولي الحرس الثوري لفتح جبهة جديدة ضد إسرائيل في الجولان. والأكثر استفزازًا أن دمشق بدأت في الحد من الأنشطة الدينية الشيعية في مختلف أنحاء سوريا، مما يشكل تحديًا مباشرًا لجهود إيران الرامية إلى توسيع نفوذها الأيديولوجي والثقافي في المنطقة. ورغم أن الأسد لم يستطع إبعاد الإيرانيين من سوريا، فإنه تواطأ مع الروس – غالبًا – لإطلاق يد إسرائيل لقصف أصول طهران واغتيال جنرالاتها، حتى إن إسرائيل طمعت فيما هو أبعد من ذلك. وقبيل اندلاع عمليات المعارضة السورية تحت اسم “ردع العدوان”، عقد وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر مؤتمرًا صحافيًا قال فيه إن موسكو يجب أن تعلب دورًا في وقف إمداد حزب الله بالأسلحة عبر سوريا، وممارسة الضغط على بشار الأسد لاتخاذ خطوات جادة في هذا المسار11.

ثانيًا: محددات موقف إسرائيل من سقوط نظام الأسد في سوريا:

علي ضوء ما سبق؛ فإن سقوط نظام الأسد في سوريا يحمل العديد من الفرص والتحديات في نفس الوقت بالنسبة لإسرائيل:

فبالنسبة للفرص، تتمثل أبرزها فيما يلي:

1- إمكانية احتواء التهديد الإيراني بشكل كامل، فسقوط نظام الأسد يمثل ضربة قاسية لـ “محور المقاومة” الإيراني، تضاف إلي الضربات التي تعرض لها هذا المحور منذ عملية “طوفان الأقصى” في أكتوبر 2023، والتي تتمثل في؛ تدمير إسرائيل معظم قدرات حماس وقيادتها وبنيتها التحتية. تكبد “حزب الله” خسائر فادحة في لبنان، بما في ذلك القضاء على قيادته وتدمير ما يُقدر بـ 70-80 في المائة من ترسانته الصاروخية. شنت إسرائيل غارات جوية على الأراضي الإيرانية للمرة الأولى، مما أدى إلى تعطيل أنظمة الدفاع الرئيسية وترك النظام عرضة لمزيد من الهجمات12. ويعطي سقوط النظام في سوريا ذريعة أكبر لتكثيف الضربات الجوية التي تنفذها إسرائيل ضد الميليشيات الإيرانية، في ظل غياب حكومة مركزية في دمشق تستطيع الرد13.

وستكون إيران بعد سقوط الأسد مضطرة إلى سحب قواتها من سوريا في ظل العداء الكبير من قبل المعارضة لطهران14. كما سيتم قطع الطريق المباشر لاستعادة حزب الله لعافيته بعد الضربة الموجعة التي تلقاها في خضم الحرب الإسرائيلية على لبنان، من خلال وقف توريد الأسلحة من إيران عبر العراق وسوريا إلى لبنان سواء بريًا أو جويًا، وسيضطر الحزب إلي حماية نفسه داخليًا في لبنان في مواجهة التهديد السني القادم من سوريا؛ في ظل هذه الظروف، تزداد احتمالية أن يساهم اتفاق وقف إطلاق النار، الذي تم التوصل إليه بين إسرائيل وحزب الله في لبنان في 26 نوفمبر الماضي، في كبح جماح حزب الله في المدى الطويل علي فتح جبهة مواجهة مع إسرائيل، وتوسيع حرية إسرائيل في فرض تنفيذه15. كذلك، سيشكل النظام المناهض لإيران في سوريا تهديدًا مباشرًا للميليشيات الموالية لإيران في العراق. وسيتطلب كل ذلك بشكل أساسي من طهران التركيز على أمنها المباشر، وبالضرورة على حساب الانشغال بمواجهة إسرائيل16.

وعلى المستوى الاستراتيجي، وبعد الضربات التي تلقاها “محور المقاومة”، فإن هذا سيمكن إسرائيل من “تنظيف الطاولة”، استعدادًا لدخول الرئيس ترامب إلى البيت الأبيض، وتركيز الحوار معه على مواجهة التهديد الأكثر أهمية بالنسبة إليها، وهو برنامج إيران النووي. ويبدو أن الأمور أصبح مهيئة بصورة أكبر لتوجيه ضربة عسكرية كبيرة للبرنامج النووي الإيراني، بعدما فقدت إيران أهم أدوات الردع والتأثير الرئيسية في الساحة الإقليمية17.

2- أن هذه التطورات تفرض مزيد من الضغوطات علي حماس سواء فيما يتعلق بتمسكها بشروطها في مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسري أو فيما يتعلق يدورها في اليوم التالي للحرب؛ نظرًا إلي أن إيران لن تكون قادرة على المساعدة كما في الماضي في ترميم قوة حماس18.

3- إن انهيار النظام السوري يخلق ظروفًا أكثر ملاءمة في سياق التطبيع العربي، حيث يخشى قادة الدول العربية من أن الأحداث الدراماتيكية في سوريا قد تلهم الشعوب العربية وخاصة حركات الإسلام السياسي وفي القلب “الإخوان المسلمين” من الثورة عليهم، مما يجعل قادة الدول العربية أكثر رغبة في التقرب من إسرائيل للتوسط لدي الولايات المتحدة لدعم استقرار هذه الأنظمة العربية19.

4- إن التخوف الإسرائيلي من غياب طرف مسيطر في سوريا، أو من تعزيز نفوذ جماعات جهادية على الحدود معها، هو أمر غير مبرر؛ فالقدرات العسكرية للمعارضة السورية، على تنوع أطيافهم، لا تقارن بتلك التي تمتلكها إيران وأذرعها. بالإضافة إلى ذلك، فإن العدو الرئيسي للمعارضة هو محور النظام السوري- إيران- حزب الله، إلى جانب جهات داخلية أُخرى في سورية. لذلك، يبدو أن إسرائيل ستبقى في مرتبة منخفضة نسبيًا في سلم أولويات المعارضة في سورية، على الأقل، في المستقبل القريب. علاوة على ذلك، فإن المعارضة في المنطقة الحدودية مع إسرائيل لا ينتمون إلى تنظيم “هيئة تحرير الشام”، ولا يتعاطفون معه، بل هم بقايا من الجيش السوري الحر وعناصر درزية، هم في معظمهم، لديهم مواقف إيجابية تجاه إسرائيل، والتي سبق أن تعاملت معهم في الماضي20.

5- إمكانية السيطرة الكاملة علي منطقة الجولان، بما يعنيه ذلك من توسيع المنطقة العازلة مع سوريا وإعطاء إسرائيل مزايا دفاعية كبيرة. حيث تقول وزارة الخارجية الإسرائيلية عن منطقة الجولان على موقعها الإلكتروني: “تنبع الأهمية الاستراتيجية لمنطقة الجولان من موقعها المطل على منطقة الجليل الإسرائيلية، وأنها تزود بحيرة طبريا (بحر الجليل)، المصدر الرئيسي للمياه لإسرائيل، بثلث مياهها”21. كما تسعي إسرائيل بصورة رئيسية إلي السيطرة الكاملة علي جبل الشيخ، فهذا الجبل يشرف على مناطق واسعة جدًا من فلسطين ولبنان وسوريا والأردن، مما يوفر لإسرائيل مراقبة واستطلاع أكثر عمقًا في جميع أنحاء المنطقة، خاصة للمناطق في لبنان التي تعتبرها إسرائيل معقلًا لحزب الله، مثل وادي البقاع22. وفي الوقت نفسه يسمح لإسرائيل بتطويق جنوب لبنان، ويعطيها فرصة إضافية في أي توغل بري قادم في الجنوب اللبناني لفتح محور عملياتي جديد انطلاقًا من هذه المنطقة23. يضاف إلى ذلك، أن جبل الشيخ يعد مركزًا مهمًا وممرًا رئيسيًا لنقل الأسلحة والميلشيات الإيرانية إلى الداخل اللبناني، بعدما تمكن حزب الله  من تطوير شبكة من النقاط العسكرية الخاصة ومعابر التهريب غير النظامية لتهريب السلاح إلى مناطقه في الأراضي اللبنانية بالتعاون مع قوات نظام الأسد، وكذلك شبكة من المتعاونين المحلين من المنطقة معه، بعد أن أوفد “حزب الله” سمير القنطار إلى المنطقة منذ بداية الثورة السورية، وأسس ما يسمى جبهة تحرير الجولان، وبالتالي السيطرة عليه يعد مكسب ميداني إسرائيلي بارز24.

وفي هذا السياق؛ ففي دراسة نشرها معهد القدس للاستراتيجية والأمن (إسرائيلي غير حكومي) عام 2019 قال: “توفر الهضبة الاستراتيجية مزايا دفاعية لا تقدر بثمن وتعزز قوة الردع الإسرائيلية”. وأضاف أن “مرتفعات الجولان عبارة عن هضبة صخرية يراوح ارتفاعها في الغالب بين 1000 و1200 متر، وتبلغ مساحتها الإجمالية 1800 كيلومتر مربع إلى الشمال الشرقي من إسرائيل، ويمثل نهر الأردن وبحر الجليل حدودها الغربية، ويمثل نهر اليرموك نهايتها الجنوبية، ويحدها خط مستجمعات المياه من الشرق”. و”يمثل جبل الشيخ (الذي يقع جزئيًا داخل إسرائيل) الطرف الشمالي للمرتفعات. ويوفر الجبل وسيلة ممتازة لمراقبة المنطقة بأكملها حتى دمشق، التي تبعد نحو 60 كيلومترًا فقط إلى الشرق، وحتى خليج حيفا على البحر الأبيض المتوسط ​​إلى الغرب، وتسيطر مرتفعات الجولان على وادي نهر الأردن، والجليل الإسرائيلي إلى الغرب منه، والمداخل المؤدية إلى دمشق إلى الشرق منه”، وفق المعهد. واعتبر أن “سيطرة إسرائيل على إحدى قمم جبل الشيخ في شمال الجولان توفر لها أيضًا قدرات مذهلة في جمع المعلومات الاستخبارية، فهي تمكن من استخدام المراقبة الإلكترونية في عمق الأراضي السورية، مما يوفر لإسرائيل القدرة على الإنذار المبكر في حالة وقوع هجوم وشيك”. ورأى المعهد أن “قرب الجولان من دمشق له قيمة ردع هائلة، لأنه يضع العاصمة، المركز العصبي للنظام السوري، في متناول القوة العسكرية الإسرائيلية بسهولة”25.

6- إمكانية الاستيطان داخل سوريا، فمن جانب؛ تسعي إسرائيل إلي ترسيخ نفوذها في الجولان المحتل، والذي يتضمن دعم زيادة عدد المستوطنين في مرتفعات الجولان، حيث يقطن الجولان نحو 23 ألف عربي درزي، يعود وجودهم إلى ما قبل 1967، يحتفظ معظمهم بالجنسية السورية، إضافة إلى نحو 30 ألف مستوطن يهودي يعيشون في نحو 30 مستوطنة. وقد أشار مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إلي وجود خطة إسرائيلية لمضاعفة عدد المستوطنين هناك، بحلول عام 202726. وفي هذا السياق؛ فقد صادقت الحكومة الإسرائيلية بالإجماع، في 15 ديسمبر 2024، على ميزانية بقيمة 40 مليون شيكل لتنفيذ مخطط يهدف إلى تشجيع التنمية الديموغرافية في مستوطنات هضبة الجولان. وجاء في بيان صادر عن ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية أن هذا المخطط يعزز مستوطنات الجولان في مجالات مختلفة، بينها التعليم، والطاقة المتجددة، وإقامة قرية طلابية، ومشروع للتطوير التنظيمي قد يساعد المجلس الإقليمي لمستوطنات الجولان على استيعاب المستوطنين الجدد الذين سيصلون تباعًا27.

ومن جانب آخر؛ تسعي إسرائيل إلي توسيع بناء المستوطنات داخل سوريا، فقد كتب أحد أعضاء حركة “أوري تسافون” التي تأسست عام 2024 للترويج للاستيطان جنوبي لبنان، في مجموعة تضم منتسبي الحركة على تطبيق واتساب: “يجب أن نتحقق من القوانين الجديدة في سوريا لمعرفة ما إذا كان يُسمح للإسرائيليين بالاستثمار في العقارات وشراء الأراضي هناك”. وفي مجموعة واتساب أخرى، نشر الأعضاء خرائط لسوريا وحاولوا تحديد أفضل المناطق للاستيطان. فيما قال عاموس عزاريا، مؤسس حركة “أوري تسافون”، لمجلة “ذا هوتسترا” الإسرائيلية: “لقد طالبنا الحكومة بالاستيلاء على أكبر قدر ممكن من الأراضي السورية. إن المتمردين (في سوريا) لا يختلفون عن حماس. ربما يدلون الآن بتصريحات مطمئنة، لكنهم في نهاية المطاف من المسلمين السنة الذين سيتوحدون ضدنا كعدو مشترك، ويجب علينا أن نفعل ما بوسعنا الآن، طالما أن ذلك ممكن”. فيما أعربت حركة “نحالا” الاستيطانية، في منشور لها علي الفيسبوك، عن تطلعها إلى الاستيطان “في غزة، وفي لبنان، وفي كامل هضبة الجولان بما في ذلك الجانب السوري، وفي كامل جبل الشيخ”، وأُرفقت منشورها بخريطة توراتية بعنوان “حدود أبراهام”، تظهر فيها إسرائيل على كامل مساحة لبنان ومعظم سوريا والعراق28.

وبات الإسرائيليون الآن يتحدثون عن عشرات آلاف الدونمات داخل العمق السوري يزعمون أن البارون إدموند جيمس دي روتشيلد اشتراها زمن الدولة العثمانية لصالح الوكالة اليهودية، وهو ما يعني أن المشاريع الاستيطانية في الجوار العربي محفوظة في الأدراج الإسرائيلية إلى حين توفر الظروف المواتية، وهذا ما يذكر بمقتل عالم الآثار الإسرائيلي زئيف إيرلتش في جنوبي لبنان في نوفمبر الماضي، والذي ذهب مع الجيش الإسرائيلي للتنقيب عن أي شيء يمكن عده مستندًا تاريخيًا لتسويغ الاستيطان في جنوبي لبنان29.

ولعل كل تلك الفرص هي ما دفعت رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إلي القول بأن سقوط النظام في سوريا هو يوم تاريخي في منطقة الشرق الأوسط. مشيرًا إلي أن “هذا السقوط بمثابة نتيجة مباشرة للضربات التي أنزلناها بإيران وحزب الله، الداعمين الأساسيين لنظام الأسد”30.

وبالنسبة للتحديات، تتمثل أبرزها فيما يلي:

أ- لا شك بأن إسرائيل كانت ترغب في رؤية النظام السوري ضعيفًا بما يمنعه من تشكيل تهديد عسكري تقليدي، وإبعاده عن المحور الإيراني، لكنها في الوقت نفسه، كانت تعارض انهياره الكامل؛ لعدة أسباب من أهمها، أن سقوط الأسد قد يفضي إلى صعود قوى إسلامية جهادية معادية لإسرائيل، سواء كانت شيعية أو سنية. كما أن الأسد كان يمثل خصمًا معروفًا لإسرائيل يمكن التنبؤ بسلوكياته، بخلاف حاكم جديد مجهول لا يمكن التنبؤ بسلوكياته31.

وتتخوف إسرائيل بصورة كبيرة من الخلفية الإسلامية والجهادية لـ”هيئة تحرير الشام” برئاسة أحمد الشرع (أبو محمد الجولاني) والمعادية لإسرائيل، حيث كان الشرع عضوًا في تنظيم “القاعدة” ثم ناشطًا في تنظيم “داعش” خلال الحرب الأهلية في سوريا، ومع مرور الأعوام، ورغم انفصاله عن “داعش” وتصريحاته المطمئنة للغرب ولإسرائيل (أكد علي تركيزه علي بناء سوريا الجديدة، وعدم استعداده لخوض صراع مع إسرائيل)، إلا أن تل أبيب لاتزال متخوفة من نيات وأفعال الجولاني على المدى البعيد، لاسيما فيما يتعلق بتحرير الجولان السوري المحتل (التي كان أحمد الشرع قائد هيئة تحرير الشام نفسه يتخذها شعارًا في اسمه الذي عرف به سابقًا “أبو محمد الجولاني”). خاصة في ظل التجربة الإسرائيلية لرئيس حركة حماس يحيي السنوار الذي تحدث في بداية حكمه عن أنه يريد ترسيخ حكمه في غزة، لا الدخول في مواجهة مع إسرائيل، ثم قام بعد ذلك بعملية “طوفان الأقصى”32.

وتتركز التصريحات الإسرائيلية علي أن صعود القوي الإسلامية الجهادية كبديل لنظام الأسد يشكل تهديدًا للحدود الإسرائيلية مع سوريا وللقرى الإسرائيلية في هضبة الجولان المحتلة من خلال إمكانية ارتكاب هجمات مسلحة على غرار الهجوم الذي وقع في 7 أكتوبر 2023 (عملية طوفان الأقصى)33.

ب- تتركز التصريحات الرسمية الإسرائيلية علي تخوفها من أنه بعد انهيار النظام السوري، يمكن أن تقع الأسلحة الاستراتيجية للجيش السوري السابق (مثل الطائرات والسفن الحربية والدبابات ومنظومات الدفاع الجوي والأسلحة الكيميائية) في أيدي قوى معادية في سوريا، وكذلك في أيدي حزب الله المدعوم من إيران في لبنان34.

ج- تخوف إسرائيل من نقل عدوى سوريا إلى بعض البلدان العربية، خاصة ذات الطوق مع الكيان (مصر والأردن)، أسوة بما حدث في الربيع العربي 2011. ويعد أمن حدود الأردن ومصر ذا أهمية كبيرة بالنسبة لإسرائيل في منع تدفق الأسلحة والذخيرة إلى الضفة الغربية وغزة35.

د- أن سقوط الأسد يمثل تحولًا دراماتيكيًا من سيطرة المحور الإيراني الشيعي إلى المحور السني التركي، وهذا التحول بالطبع لن يكون في صالح إسرائيل، التي تربطها علاقات متوترة مع تركيا علي خلفية قضايا عدة أبرزها الموقف التركي من عملية طوفان الأقصى والحرب الإسرائيلية علي غزة36. فطوال الحرب الأهلية السورية تقريبًا، تلقت المعارضة السورية دعمًا عسكريًا واقتصاديًا ولوجستيًا من تركيا. ولدى تركيا مصلحتان رئيسيتان فيما يتعلق بسوريا؛ الأولى، إلحاق الضرر بالفرع السوري من الحركة الكردية والحد من السيطرة الكردية المستقلة في شمال شرق سوريا؛ والثانية، عودة جزء كبير من 3.5 مليون لاجئ وصلوا إلى تركيا بعد الحرب الأهلية في سوريا37.

ه- تدرك إسرائيل أن سقوط النظام السوري لا يعني بالضرورة نهاية النفوذ الإيراني. فقد تتبنى إيران استراتيجيات غير مباشرة، مثل دعم وكلاء محليين أو تأمين طرق تهريب بديلة، لضمان استمرار تأثيرها في المنطقة38.

ولعل كل هذه التهديدات هي ما دفعت وسائل الإعلام الإسرائيلية إلي تصوير سقوط نظام الأسد بأنه “فشل استخباراتي” إسرائيلي جديد لا يقل عما حدث من فشل استخباراتي في توقع “عملية طوفان الأقصى” في 7 أكتوبر 202339.

ثالثًا: أبعاد موقف إسرائيل من سقوط نظام الأسد في سوريا:

وعلي ضوء هذه المحددات؛ اتخذ التحرك الإسرائيلي تجاه سوريا عقب سقوط نظام الأسد بعدين رئيسيين، هما:

البعد الأول: التوغل البري: ما إن أعلن الثوار السوريون دخول العاصمة دمشق وإسقاط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، حتى استغلت إسرائيل الفوضى المرحلية المتوقعة التي تعاني منها الدولة السورية بعد فراغ المؤسسة العسكرية إثر تفكك جيش النظام بعد رحيل الأسد، وغياب المرتكزات الأمنية بشكل كبير عن المشهد، وانشغال المعارضة المسلحة بترتيب البيت من الداخل بعد الفوضى التي أحدثها الانهيار الكبير، وسارعت في توسيع رقعة احتلالها لمرتفعات الجولان السورية عبر احتلال المنطقة الحدودية العازلة في هضبة الجولان، التي تبلغ مساحتها 252 كيلومترًا مربعًا، بما يشمل نقطة جبل الشيخ (التي تبعد عن العاصمة دمشق 38 كيلومترًا فقط)، بجانب عدة قرى جنوب سوريا. فيما أصدر الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي، أفيخاي أدرعي، تحذيرًا عاجلًا جاء فيه: “إلى سكان جنوب سورية في أوفانية، والقنيطرة، والحميدية، والصمدانية، والغربية، والقحطانية، إن القتال داخل منطقتكم يجبر الجيش الإسرائيلي على التحرك، وهو لا ينوي المس بكم. من أجل سلامتكم عليكم البقاء في منازلكم وعدم الخروج حتى إشعار آخر. انتبهوا، كل تحرك أو تواجد خارج منازلكم يعرضكم للخطر”40.

وفيما أكدت إسرائيل أن قواتها انتشرت بعمق 2-10 كيلومترات داخل المنطقة الحدودية العازلة مع سوريا. فقد أشارت صحيفة “يديعوت أحرونوت”، في 12 ديسمبر 2024، إلي أن الجيش الإسرائيلي انتشر في 7 قرى سورية بالمنطقة العازلة، من دون أن تسميها. وذكرت الصحيفة أن “الجيش الإسرائيلي يستعد لوجود ممتد في الأراضي السورية، على بعد حوالي 5 إلى 7 كيلومترات خارج الحدود الدولية، حتى تتولى سلطة حاكمة مستقرة السيطرة على المنطقة وتجدد أو تعيد التفاوض على الاتفاق القائم منذ فترة طويلة بين إسرائيل وسوريا”. فيما نقلت وكالة “رويترز” عن مصادر أمنية، قولهم إن “توغلًا عسكريًا إسرائيليًا في جنوب سوريا وصل إلى نحو 25 كيلومترًا إلى الجنوب الغربي من العاصمة دمشق”41.

وجاء هذا التوغل الإسرائيلي داخل الأراضي السورية عقب إعلان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو “انهيار اتفاقية فك الارتباط لعام 1974″، التي أقيمت على أساسها هذه المنطقة. وقد ربط نتنياهو انهيار الاتفاقية بـ”ترك الجنود السوريين لمواقعهم”، مضيفًا “مع وزير الدفاع (يسرائيل كاتس)، وبدعم كامل من المجلس الوزاري المصغر (الكابينت)، أوعزت إلى الجيش بالاستيلاء على المنطقة العازلة والمواقع المجاورة لها، ولن نسمح لأي قوة معادية بالتموضع على حدودنا”42.

لكن ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية أكد علي أن انتشار الجيش الإسرائيلي داخل سوريا هو انتشار “محدود” و”موقت” حتى وصول قوة ملتزمة باتفاقية فك الاشتباك التي وقعت بين إسرائيل وسوريا عام 1974، وعندها، ربما يكون في الإمكان ضمان الأمن في هذه المنطقة43. وهو ما أكدته أيضًا وزارة الخارجية الإسرائيلية، التي أشارت إلي أن عملية التوغل داخل سوريا “محدودة ومؤقتة”44. وتأكد أيضًا في إعلان وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، عن إنشاء “منطقة دفاع خالصة” في جنوب سوريا، مشيرًا إلي أن هذه المنطقة سيتم فرضها “دون وجود إسرائيلي دائم”. وفي السياق نفسه، نفي المتحدث العسكري الإسرائيلي، نداف شوشاني، صحة تقارير تحدثت عن توغل جيش الاحتلال إلى مسافة تصل إلى 25 كيلومترًا باتجاه العاصمة السورية دمشق، قائلًا: “لا نتقدم باتجاه دمشق، ولا نسعى لذلك بأي شكل من الأشكال”45. وفي غضون ذلك، فقد أوعز وزير الدفاع الإسرائيلي إلى الجيش الإسرائيلي بالاستعداد للمكوث في المناطق التي تمت السيطرة عليها في جبل الشيخ خلال فصل الشتاء القريب. وذكر بيان صادر عن وزارة الدفاع الإسرائيلية أن هذا الإيعاز جاء في ختام جلسة تقييمية لآخر الأوضاع الأمنية، عُقدت برئاسة الوزير كاتس، وبمشاركة رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الجنرال هرتسي هليفي وكبار ضباط قيادة المنطقة العسكرية الشمالية46.

يذكر أن إسرائيل قد احتلت هضبة الجولان السورية في حرب 5 يونيو 1967. وتقول وزارة الخارجية السورية على موقعها الإلكتروني، إن مساحة المنطقة المحتلة من الجولان تبلغ 1150 كيلومترًا مربعًا (من إجمالي مساحة هضبة الجولان السورية البالغة 1800 كيلومتر مربع)، وتشمل 137 قرية و112 مزرعة، إضافة إلى مدينتي القنيطرة وفيق. وتشير إلى أن عدد المستوطنات في الجولان 45 مستوطنة منتشرة على أنقاض القرى العربية السورية التي دمرتها إسرائيل.

وقد تم توقيع اتفاقية فصل القوات بين سوريا وإسرائيل بجنيف السويسرية في 31 مايو 1974، بحضور ممثلين عن الأمم المتحدة والاتحاد السوفيتي (سابقًا روسيا حاليًا) والولايات المتحدة، وأنهت حرب 6 أكتوبر 1973 وفترة استنزاف أعقبتها على الجبهة السورية. وتقرر في الاتفاقية انسحاب إسرائيل من مناطق جبل الشيخ كلها التي احتلتها في الحرب، إضافة إلى مساحة نحو 25 كلم مربعًا تشمل محيط مدينة القنيطرة وغيرها من المناطق الصغيرة التي تم احتلالها في حرب 5 يونيو 1967. وتحدد الاتفاقية الحدود الحالية بين إسرائيل وسوريا والترتيبات العسكرية المصاحبة لها، وتم إنشاء خطين فاصلين، الإسرائيلي (باللون الأزرق والمعروف بخط ألفا) والسوري (باللون الأحمر المعروف بخط برافو)، مع وجود منطقة عازلة بينهما. وفي المنطقة العازلة تتولى قوة فصل القوات التابعة للأمم المتحدة “يوندوف” مهمة مراقبة تنفيذ الاتفاقية، على أن تكون المنطقة تحت السيادة السورية. وفق موقع “يوندوف”، فإن المنطقة العازلة “يبلغ طولها أكثر من 75 كيلومترًا ويراوح عرضها بين نحو 10 كيلومترات في الوسط و200 متر في أقصى الجنوب”. وذكر أن “التضاريس جبلية، ويهيمن عليها في الشمال جبل الشيخ، وهو أعلى موقع مأهول بشكل دائم للأمم المتحدة على مستوى العالم على ارتفاع 2814 مترًا”. وحسب خريطة منشورة على موقع القوة الأممية، “تتواجد في المنطقة الفاصلة العديد من القرى أبرزها: طرنجة، جباتا الخشب، أوفانيا، مدينة بعث، حميدية، القنيطرة، بئر العجم، بريقه، الأصبح، الرفيد، الصمدانية الغربية، القحطانية”.

وفي 14 ديسمبر 1981، أقر الكنيست الإسرائيلي ما يسمى “قانون الجولان”، وهو قرار بضم الهضبة المحتلة، وتم بموجبه “فرض القانون والقضاء والإدارة الإسرائيلية على الجولان”. لكن مجلس الأمن الدولي رد بسرعة على هذه الخطوة بإصدار قراره رقم 497، في 17 ديسمبر 1981، والذي أكد فيه أن قرار إسرائيل ضم الجولان “لاغيًا وباطلًا وليس له أي أثر قانوني على الصعيد الدولي”، مطالبًا تل أبيب بإلغائه. وفي 25 مارس 2019، وقع الرئيس الأمريكي آنذاك دونالد ترامب مرسومًا اعترفت بموجبه الولايات المتحدة بهضبة الجولان المحتلة جزءًا من حليفتها إسرائيل. ويقدر عدد سكان مرتفعات الجولان السورية المحتلة بنحو 40 ألفًا، أكثر من نصفهم من المواطنين الدروز والبقية مستوطنون إسرائيليون47.

البعد الثاني: الغارات الجوية: عقب سقوط نظام الأسد، سارعت إسرائيل بتنفيذ أكبر عملية قصف جوي في تاريخها لتدمير مقدرات الجيش السوري، حيث شنت أكثر من 500 غارة داخل الأراضي السورية. وقد أطلق الاحتلال الإسرائيلي اسم “حيتس هباشان”، أو “سهم الشام”، على العملية العسكرية التي يشنها في سوريا. وهدفت هذه العملية إلي تدمير كل المطارات العسكرية بكل ما تحويه من طائرات حربية ومروحية وذخائر، وقواعد الدفاع الجوي ومنصات الصواريخ بعيدة المدى، والبنى التحتية العسكرية والسفن الحربية، والمصانع الحربية والمختبرات العلمية (خاصة تلك التابعة لمركز الدراسات والبحوث العلمية السوري (سيرس)، المعروف بتطويره أسلحة كيماوية) وكل منشآت التطوير العسكري بدعوى تدمير الأسلحة الكيماوية48.

حيث تركزت الهجمات الجوية الإسرائيلية على المواقع العسكرية ومستودعات الأسلحة، وكتائب الدفاع الجوي في جنوبي سوريا، مثل دمشق وريفها، ودرعا والقنيطرة، كما استهدفت مراكز الأبحاث العلمية العسكرية، ومطارات عسكرية، بما في ذلك مطار المزة العسكري في دمشق. كما استهدف القصف الإسرائيلي المطارات والقطع العسكرية المنتشرة في المنطقة الوسطى، مثل حماة، بما فيها قواعد بحرية تابعة للجيش السوري في ميناءي البيضاء واللاذقية. وفي شمال شرقي البلاد، استهدف القصف الإسرائيلي مطار القامشلي، وفوج طرطب، ومطار دير الزور العسكري.

وفي حين تشير التقديرات الإسرائيلية إلي تدمير 70-80% من القدرات العسكرية السورية جراء الغارات الإسرائيلية، فإنه لا يوجد حصر دقيق للأضرار والأسلحة المدمرة جراء الغارات الإسرائيلية. ولكن سلاح الجو السوري كما تفيد البيانات كان يمتلك 330 طائرة مقاتلة وقاذفة روسية من طراز (ميغ 29 وسوخوي 24 وسوخوي 22 وميغ 25 وميغ 21)، إضافة إلى مئات المروحيات الروسية (تتحدث التقارير عن تدمير أسراب كاملة من طائرات “الميغ” و”السوخوي” بشكل شبه كامل). كما كان الجيش السوري يمتلك أنظمة دفاع جوي روسية من طراز (إس 200 وإس 300) إضافة لمنظمة (بانتسير-إس1) متوسطة المدى، بالإضافة إلى صواريخ أرض أرض روسية من طراز (سكود-س) يصل مداها إلى أكثر من 300 كيلو متر، وصواريخ (سكود-د) يصل مداها إلى أكثر من 700 كيلومتر. وكذلك يمتلك الجيش آلاف الدبابات من نوع (تي-90، وتي-72، وتي-64، وتي-55) الروسية. كما دمرت الغارات الإسرائيلية سلاح البحرية السوري بالكامل، وكان يضم غواصتين من طراز أمور الروسية، وفرقاطتين من طراز بيتيا، إضافة إلى 16 زورق صواريخ روسية من طراز أوسا و5 كاسحات ألغام روسية من طراز ييفينغنيا و6 زوارق صواريخ تير إيرانية. ولا توجد أي معلومات موثقة تؤكد استهداف إسرائيل للأسلحة الكيميائية خلال هجومها الجوي في سوريا، ولكن يعتقد بعض الخبراء أنه جرى استهداف جزء من تلك الأسلحة، والتي كانت مخزنة في معسكرات ومعامل عسكرية بمحافظتي حماة وحلب49. كما قالت إذاعة جيش الاحتلال إن سلاح الجو الإسرائيلي دمر 20 موقعًا لفيلق تكنولوجيا المعلومات التابع للجيش السوري الليلة الماضية، بعد تنفيذ الطيران الحربي هجمات في عدة مناطق سورية بما في ذلك دمشق والسويداء ومصياف واللاذقية وطرطوس50.

وتنطلق إسرائيل في عربدتها داخل سوريا بعد سقوط نظام الأسد من خلال مقاربات أساسية:

أولها: مراهنتها على تجنب المعارضة السورية المسلحة الدخول في أي صدامات مع جهات أو أطراف خارجية، بما فيها دولة الاحتلال، في ظل مساعيها للحصول على الشرعية الدولية بما يؤهلها لممارسة سلطاتها بشكل رسمي، ويعبد لها الطريق نحو حزم من التفاهمات والتنسيقات الإقليمية والدولية.

ثانيها: استغلال انشغال المعارضة بترتيب البيت الداخلي، أمنيًا وإداريًا واقتصاديًا وسياسيًا، حيث ترى الفصائل أنه الأولى والأهم في الفترة الحالية، بل هو المقدم على أي مهام أخرى، في ظل الواقع المتردي في كافة المجالات51.

ثالثها: امتلاك ورقة ضغط يمكن توظيفها والتلاعب بها بعد استجلاء الصورة والكشف عن هوية النظام الجديد الذي سيتولى السلطة في سوريا، وموقفه من التصعيد مع الكيان المحتل، وعلى أساس ذلك سيدرس الاحتلال ما إذا كان سيعيد الالتزام بالعمل باتفاقية فصل القوات بين إسرائيل وسوريا لعام 1974، أو إبقاء الوضع على ما هو عليه.

رابعها: سياسة “كي الوعي”، فأجواء الاحتفاء والفرحة التي تزينت بها شوارع المدن السورية كافة، فضلًا عن مدن العالم التي تحتضن مهاجرين سوريين، بسقوط الطاغية ونظامه، والتكبيرات التي زلزلت الأرض في الداخل والخارج، أغاظت الإسرائيلي بشكل لا لبس فيه، خاصة مع السمت الإسلامي الذي خيم على المشهد الثوري، وهو الكابوس الذي دومًا يؤرق مضاجع الاحتلال. هذا الدعم الشعبي الهائل للثورة والمعارضة المسلحة بشتى فصائلها، أقلق الكيان المحتل بصورة كبيرة بشأن شكل الدولة السورية مستقبلًا، وهوية النظام المتوقع أن يحكم في ظل تلك الجماهيرية الجارفة والتأييد الكبير، ما دفعه لارتكاب الحماقات المعروفة لمعاقبة السوريين على اختيارهم للثورة وطريق النضال بما فيه من تشعبات عدة، من بينها مقاومة المحتل حتى التحرير لكامل التراب العربي. المشهد هنا يشبه بصورة كبيرة الأجواء الاحتفالية المصاحبة لـ”طوفان الأقصى” في السابع من أكتوبر، والدعم الشعبي الهائل لتلك العملية التي زلزلت الكيان الإسرائيلي بصورة لم يعرفها منذ حرب أكتوبر 1973، وهو ما دفع المحتل لاحقًا لتبني سياسة “كي الوعي” الفلسطيني ومعاقبة الداعمين للعملية على فرحهم من خلال الإيغال في التنكيل والقتل وحرب الإبادة الإجرامية التي شنها ضد سكان القطاع الذي حوله إلى أرض محروقة، في محاولة لطمس تلك الذكرى من مخيلة الفلسطينيين واستبدالها بالكارثة الإنسانية التي أحدثها. السيناريو ذاته يحاول الإسرائيلي تنفيذه اليوم على الساحة السورية، حيث معاقبة السوريين على دعمهم للثورة والإطاحة بنظام الأسد المستأنس إسرائيليًا، واستبداله بنظام غير معروف الهوية حتى الآن52.

وبجانب هذين البعدين (التوغل البري والغارات الجوية) في التحرك الإسرائيلي تجاه سوريا بعد سقوط نظام الأسد، يتم الحديث عن أبعاد أخري للتحرك الإسرائيلي في المستقبل، تتمثل في:

  1. التنسيق مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد) المدعومة أميركيًا والموجودة في محافظات ومناطق شرقي سوريا والفرات لإحكام السيطرة على كامل الجنوب السوري (والذين يشعرون بقلق كبير من سيطرة “هيئة تحرير الشام” و”الجيش الوطني السوري” المدعومين من تركيا)53.
  2. مراهنة إسرائيل علي اعتراف الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب علي سيادتها علي الأراضي السورية التي احتلتها، خاصة أنه وخلال فترة رئاسته الأولى، وتحديدًا يوم 25 مارس 2019، كان أول رئيس أميركي يعترف رسميًا بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان، مما مثل تغييرًا كبيرًا عن السياسة التي اتبعها قبله خمسة من الرؤساء الأميركيين، منهم جمهوريون وديمقراطيون، منذ ضم الاحتلال لها بقانون عام 1981. حيث رفض الرؤساء رونالد ريغان وجورج بوش الأب وبيل كلينتون وجورج بوش الابن وباراك أوباما، اعتراف بلادهم بخطوة إسرائيل، واعتبروا مرتفعات الجولان أراضي سورية محتلة يجب على إسرائيل الانسحاب منها بعد مفاوضات سلام مع الدولة السورية54.
  3. استغلال النفوذ الأميركي على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لمنع المسلحين السوريين من التقدم نحو مرتفعات الجولان المحتلة55.
  4. استغلال الاتصالات التي ستتم بين روسيا والولايات المتحدة بشأن الأوضاع المتفجرة في الشرق الأوسط، والتي قد تسفر – مع تولي ترامب السلطة في يناير المقبل – عن التوصل إلى توافق بين الجانبين على صفقة تؤيد فيها واشنطن تسوية مقبولة لروسيا لإنهاء حربها في أوكرانيا، مقابل تعاون موسكو من أجل تحجيم النفوذ الإيراني في سوريا خاصة والشرق الأوسط عامة56.
  5. التنسيق مع الدول الغربية فيما يتعلق بفرض/إنهاء العزلة السياسية علي النظام السوري الجديد، ورفع/إبقاء العقوبات الدولية المفروضة على سوريا وعلي هيئة تحرير الشام وزعيمها أحمد الشرع المدرجة علي قوائم “الإرهاب”، ومحاولات إعادة الإعمار وتحسين الوضع الاقتصادي. وجعل كل ذلك مرتبطًا بمدي التزام النظام السوري الجديد بعدم تهديد أمن إسرائيل.
  6. مساعدة روسيا بإخلاء قواعدها العسكرية المنتشرة في كل من طرطوس وحميميم، بما يساعد روسيا في تقليل الإهانة المرتبطة بذلك على الصعيد الدولي. خطوة كهذه ستعزز أهمية إسرائيل، بالنسبة إلى موسكو، وقد تخلق التزامًا روسيًا مستقبليًا تجاه إسرائيل.
  7. تعزيز الحوار والتنسيق مع مصر، والأردن، والإمارات لمواجهة التهديدات المشتركة (بينها الفوضى في سورية بما يخلق موجة جديدة من اللاجئين السوريين وعودة الإرهاب “داعش علي وجه الخصوص”، وتصاعد نفوذ الفاعلين الإسلاميين في المنطقة).
  8. التدخل لدي الولايات المتحدة للحفاظ على التحالف الدولي ضد “داعش” في سورية والعراق57.
  9. بالاستناد لخبرة تعامل إسرائيل في لبنان، فقد تطالب إسرائيل بتوسيع المنطقة العازلة داخل سوريا، وتوسيع صلاحيات القوات التابعة للأمم المتحدة “يوندوف”، وإدخال دول غربية (أمريكا وألمانيا وبريطانيا) في آلية مراقبة وقف إطلاق النار بين إسرائيل وسوريا.
  10. التنسيق مع فواعل داخلية كما حدث عندما دعمت إسرائيل لواء “فرسان الجولان”، تراوح الدعم بين المال والأغذية والرعاية الطبية وحتى السلاح؛ بهدف إبعاد قوات النظام السوري ومليشيا حزب الله وتنظيم “داعش” بعيدًا عن حدودها58. ويتم الحديث هنا علي وجه الخصوص عن التعاون مع الطائفة الدرزية.
  11. هدف إسرائيل الأكبر في سوريا يتمثل في نشوء فيدرالية، أو كونفدرالية تكون أطرافها متوازنة في ما بينها: الأكراد في الشمال الشرقي، تحت رعاية الولايات المتحدة؛ السنة في الشمال الغربي والوسط، تحت رعاية تركيا؛ العلويون في منطقة الساحل تحت رعاية روسيا؛ والدروز والسنة المعتدلون في الجنوب بارتباط قوي مع الأردن، وبرعاية إسرائيلية- أميركية59.

رابعًا: تعامل المعارضة مع الانتهاكات الإسرائيلية في سوريا:

طالبت الحكومة السورية المؤقتة، في 9 ديسمبر 2024، في رسالتين متطابقتين إلى مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة، مجلس الأمن الدولي بالتحرك لإجبار إسرائيل على الوقف الفوري لهجماتها على الأراضي السورية والانسحاب من المناطق التي توغلت فيها في الشمال في انتهاك لاتفاق فض الاشتباك الذي تم التوصل إليه عام 197460.

فيما قال القائد العام للإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع بخصوص التوغل الإسرائيلي في سوريا، إن الإدارة الجديدة ليست “بصدد الخوض في صراع مع إسرائيل، لكن الجانب الإسرائيلي تجاوز اتفاقية وقف إطلاق النار لعام 1974”. وأضاف أن “الإسرائيليين تجاوزوا خطوط الاشتباك في سوريا بشكل واضح مما يهدد بتصعيد غير مبرر في المنطقة، كما أن الحجج الإسرائيلية باتت واهية ولا تبرر تجاوزاتها الأخيرة”. وطالب الشرع بضرورة ضبط الأوضاع في المنطقة واحترام السيادة السورية، مؤكدًا أن “الحلول الدبلوماسية هي الطريق الوحيد لضمان الأمن والاستقرار بعيدًا عن أي مغامرات عسكرية غير محسوبة”61.

ويمكن إرجاع هذا الرد الضعيف من قبل الإدارة الجديدة علي الانتهاكات الإسرائيلية داخل سوريا إلي:

1- إن الأولوية الآن تتمثل في استعادة الأمن الداخلي وتشغيل مؤسسات الدولة، وتثبيت أركان الدولة وضمان وحدتها وطمأنة الشارع السوري. فضلًا عن احتمالية أن تنسف تلك المعركة حال الدخول فيها كل مكتسبات الثورة والثوار، وهو ما يأمله المناهضون للتغيير والمعادون لإرادة السوريين62.

2- انعدام القدرة السورية الآن على مواجهة العدوان الإسرائيلي، خاصة بعد الفراغ العسكري نتيجة انسحاب الجيش النظامي واستهداف ترسانة الأسلحة. علاوة على كون “هيئة تحرير الشام” مصنفة على قوائم “الإرهاب”، وهو ما قد تتغطى به إسرائيل للتوسع في عدوانها. إضافة إلى كون وقف إطلاق النار على الجبهة السورية لا يستند إلى “اتفاق سلام” وإنما إلى اتفاقية “فض اشتباك” مما يجعل إسرائيل تتصرف على أنها في حرب بالفعل63.

3- نظريًا يمكن للحكومة السورية المقبلة شراء أسلحة جديدة من عدة دول، إضافة لإعادة ترميم وبناء المعامل والمصانع العسكرية. ووفقًا لخبراء عسكريين وسياسيين فإن حصول الحكومة السورية القادمة على اعتراف دولي، سيمكنها من شراء أسلحة متطورة بسهولة من عدة دول مثل أميركا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وكوريا الجنوبية، وذلك وفقًا لمستوى العلاقات التي ستعقدها مع تلك الدول، وفي حال رفضت الولايات المتحدة الأميركية الاعتراف بها، فيمكن للحكومة السورية أن تلجأ للحصول على أسلحة من دول أخرى مثل تركيا وروسيا والصين وباكستان64.

ولعل اللافت هنا، أنه وبينما تشن طائرات الاحتلال غاراتها على جنوب سوريا، كان الثوار والمعارضة يحتفلون في ساحة الأمويين بوسط دمشق، وكانت كل الشوارع في درعا وحمص وحلب تزخر بعشرات الآلاف من السوريين الفرحين بثورتهم وانتصارهم على الطاغية، وكانت هتافاتهم تعلو فوق صوت رصاص وقاذفات وصواريخ الجيش الإسرائيلي، يقينًا أن ما يحدث على الجبهة الجنوبية رد فعل انتقامي يعكس حالة البؤس وفقدان التوازن التي عليها المحتل بعد رحيل حليفه، وأنها مسألة وقت وستعود الأمور – بعد استرداد سوريا عافيتها – إلى ما كانت عليه65.

الخلاصات والاستنتاجات:

  1. تقدم مراكز الأبحاث الإسرائيلية إطارًا تفسيريًا لسقوط نظام الأسد على أنه “نتيجة مترتبة” وليست نتاجًا مخططًا له مسبقًا، لما تسميه بـ”الإنجازات الحربية” الإسرائيلية ضد محور إيران- سورية- حزب الله. وفقًا لهذا الطرح، فإن الضربات الإسرائيلية القوية التي استهدفت حزب الله أدت إلى انسحاب قواته من مواقع استراتيجية داخل سورية، حيث كانت تشكل سابقًا جزءًا من شبكة الدفاع عن النظام السوري. بالإضافة إلى ذلك، ساهم انشغال روسيا بالحرب الأوكرانية في تقليل وجودها العسكري داخل سورية، مما أضعف الدعم الروسي للنظام السوري في مواجهة المعارضة.
  2. بينما احتفل نتنياهو بسقوط نظام بشار الأسد الذي اعتبره انكسارًا لما يسمى “محور المقاومة” الذي تقوده إيران، فإن التحولات الجارية في سورية أوجدت عدة تهديدات لإسرائيل، علي رأسها؛ صعود الجماعات الجهادية المسلحة المزودة بأسلحة متطورة، عقب استيلائها على قواعد عسكرية سورية تحتوي على أسلحة تتجاوز الإمكانيات التقليدية للمعارضة، بما في ذلك الأسلحة الكيميائية، ما يشكل تهديدًا خطيرًا للمصالح الإسرائيلية66.
  3. لم تضع إسرائيل لحظة واحدة، بسلوكها الانتهازي المعروف، بعد انفجار الأحداث في سورية لتستغلها في ثلاثة اتجاهات. أولًا، احتلال أجزاء كبيرة من الأراضي السورية، بما في ذلك حوالي 180 كم2 في منطقة الجولان، وقمة جبل الشيخ، ومناطق أخرى قريبة من دمشق، حتى وصلت دباباتها، بحسب تقارير الإعلام الإسرائيلي، إلى مسافة 12 كم من العاصمة السورية. ثانيًا، تدمير كامل وممنهج لجميع القدرات العسكرية السورية، بما في ذلك سلاح الجو، والسلاح البري، والصواريخ، والبحرية. وبما في ذلك شن ما يزيد على 500 غارة جوية دمرت، من دون أي مقاومة، معظم مقدرات الدفاع السوري. ما يؤكد علي أن الأطماع الإسرائيلية لا تقتصر على أراضي فلسطين، بل تمتد إلى كل الدول العربية المجاورة وغير المجاورة. ثالثًا، التدخل في الشؤون الداخلية السورية بتحريض أطياف المجتمع السوري بعضها على بعض، وادعاء الحرص الإسرائيلي على مصالح الأكراد والدروز (وهناك حديث داخل إسرائيل بإمكانية أن يصبح العلويين شركاء لإسرائيل) في محاولة لشق طريق تجزئة سورية وتقسيمها إلى دويلات بما يخدم المصالح الإسرائيلية67، فالتقسيم لا يهدف لإضعاف الدول العربية فحسب، ولكن أيضًا لجعل إسرائيل بطابعها الطائفي شيئًا طبيعيًا68.
  4. بطبيعة الحال ليس مؤكدًا على وجه الدقة إلى أين يمكن أن تمتد الأهداف العملياتية لإسرائيل داخل سوريا، ومن المحتمل أن تكون هي نفسها لديها خطة مرنة قد ترتفع أو تنخفض أهدافها بحسب التطورات الميدانية والسياسية. لكن المؤكد أنه لا يمكن الثقة بتعهدات إسرائيل بأن “توغلاتها” الحالية في الأراضي السورية “مؤقتة”، في ظل نهم إسرائيل المعهود للسيطرة على المزيد من أراضي جيرانها بلا توقف69. ما يشير إلي إمكانية استمرار الضربات الإسرائيلية علي سوريا وتوسيع غزوها البري لجنوب وغرب سوريا تحت دعوى محاربة المليشيات الإيرانية وقطع طرق الإمداد بين طهران وحزب الله عبر الحدود السورية70.

1 ” المعارضة السورية تطلق عملية “ردع العدوان” شمالي البلاد”، الجزيرة نت، 27/11/2024، الرابط: https://www.ajnet.me/news/2024/11/27/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D8%A7%D8%B1%D8%B6%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D8%AA%D8%B7%D9%84%D9%82-%D8%B9%D9%85%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D8%B1%D8%AF%D8%B9

2 ” المعارضة السورية تعلن هروب الأسد والاحتفالات تعم دمشق”، الجزيرة نت، 8/12/2024، الرابط: https://www.ajnet.me/news/2024/12/8/%D8%AF%D9%85%D8%B4%D9%82-%D8%A8%D8%AF%D9%88%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B3%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D8%A7%D8%B1%D8%B6%D8%A9-%D8%AA%D8%B9%D9%84%D9%86-%D9%87%D8%B1%D9%88%D8%A8

3 “قراءة في المواقف الإسرائيلية من سقوط نظام الأسد”، مركز رؤية للتنمية السياسية، 12/12/2024، الرابط: https://vision-pd.org/%d9%82%d8%b1%d8%a7%d8%a1%d8%a9-%d9%81%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%88%d8%a7%d9%82%d9%81-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%b3%d8%b1%d8%a7%d8%a6%d9%8a%d9%84%d9%8a%d8%a9-%d9%85%d9%86-%d8%b3%d9%82%d9%88%d8%b7-%d9%86/

4 “سورية الجولاني؛ التحدي بالنسبة إلى إسرائيل”، مختارات من الصحف العبرية، 14/12/2024، الرابط: https://mukhtaraat.palestine-studies.org/ar/node/35924

5 ” الموقف الإسرائيليّ من الثّورة السوريّة ومستجدّاته”، المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، 26/6/2012، الرابط: https://www.dohainstitute.org/ar/PoliticalStudies/Pages/The_Development_of_the_Israeli_Position_on_the_Syrian_Revolution.aspx

6 المرجع السابق.

7 المرجع السابق.

8 “إسرائيل تتمسك بموقف المُراقِب للتطورات في سوريا”، مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، 4/12/2024، الرابط: https://acpss.ahram.org.eg/News/21313.aspx

9 ” الموقف الإسرائيليّ من الثّورة السوريّة ومستجدّاته”، مرجع سابق.

10 “إسرائيل تتمسك بموقف المُراقِب للتطورات في سوريا”، مرجع سابق.

11 “لماذا هاجمت إسرائيل سوريا في هذا التوقيت؟”، الجزيرة نت، 13/12/2024، الرابط: https://www.aljazeera.net/politics/2024/12/11/%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%B0%D8%A7-%D9%87%D8%A7%D8%AC%D9%85%D8%AA-%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84-%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A7-%D9%81%D9%8A-%D9%87%D8%B0%D8%A7

12 “سوريا هي أول صدمة ارتدادية رئيسية بعد 7 تشرين الأول/أكتوبر – فهل هناك المزيد في المستقبل؟”، معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدني، 11/12/2024، الرابط: https://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/swrya-hy-awl-sdmt-artdadyt-ryysyt-bd-7-tshryn-alawlaktwbr-fhl-hnak-almzyd-fy

13 ” فرصةٌ إستراتيجيةٌ أم تحدٍّ وجوديٌّ: كيف تقرأ إسرائيل المشهد في سوريا؟”، مركز شاف لتحليل الأزمات والدراسات المستقبلية، 9/12/2024، الرابط: https://shafcenter.org/%d9%81%d8%b1%d8%b5%d8%a9-%d8%a5%d8%b3%d8%aa%d8%b1%d8%a7%d8%aa%d9%8a%d8%ac%d9%8a%d8%a9-%d8%a3%d9%85-%d8%aa%d8%ad%d8%af%d9%8a-%d9%88%d8%ac%d9%88%d8%af%d9%8a-%d9%83%d9%8a%d9%81-%d8%aa%d9%82%d8%b1%d8%a3/

14 ” معهد الأمن القومي: هجوم المعارضة في سوريا – منعطف استراتيجي أم حدث عابر؟”، الخنادق، 3/12/2024، الرابط: https://alkhanadeq.org.lb/post/7978

15 “باحثان إسرائيليان: الهزات الارتدادية لزلزال سوريا ربما تبلغ الأردن وإيران ولبنان”، القدس العربي، 11/12/2024، الرابط: https://www.alquds.co.uk/%d8%a8%d8%a7%d8%ad%d8%ab%d8%a7%d9%86-%d8%a5%d8%b3%d8%b1%d8%a7%d8%a6%d9%8a%d9%84%d9%8a%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%87%d8%b2%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%a7%d8%b1%d8%aa%d8%af%d8%a7%d8%af%d9%8a%d8%a9/

16 ” معهد الأمن القومي: هجوم المعارضة في سوريا – منعطف استراتيجي أم حدث عابر؟”، مرجع سابق.

17 “باحثان إسرائيليان: الهزات الارتدادية لزلزال سوريا ربما تبلغ الأردن وإيران ولبنان”، مرجع سابق.

18 ” بعد سقوط النظام في سورية هل سيعاد طرح نفي كبار المسؤولين في “حماس”؟”، مختارات من الصحف العبرية، 12/12/2024، الرابط: https://mukhtaraat.palestine-studies.org/ar/node/35916

19 “باحثان إسرائيليان: الهزات الارتدادية لزلزال سوريا ربما تبلغ الأردن وإيران ولبنان”، مرجع سابق.

20 “التطورات الجارية في سورية، ومغازي ذلك بالنسبة إلى إسرائيل”، مرجع سابق.

21 “إسرائيل تحتل المنطقة العازلة.. الجولان السوري في 6 أسئلة (تقرير)”، الأناضول، 10/12/2024، الرابط: https://www.aa.com.tr/ar/%D8%A3%D8%AE%D8%A8%D8%A7%D8%B1-%D8%AA%D8%AD%D9%84%D9%8A%D9%84%D9%8A%D8%A9/%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84-%D8%AA%D8%AD%D8%AA%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%86%D8%B7%D9%82%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D8%B2%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%88%D9%84%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A-%D9%81%D9%8A-6-%D8%A3%D8%B3%D8%A6%D9%84%D8%A9-%D8%AA%D9%82%D8%B1%D9%8A%D8%B1/3419700#

22 “لماذا سارعت إسرائيل لاحتلال جبل الشيخ بعد سقوط الأسد؟”، الجزيرة نت، 12/12/2024، الرابط: https://www.aljazeera.net/politics/2024/12/12/%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%B0%D8%A7-%D8%B3%D8%A7%D8%B1%D8%B9%D8%AA-%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%A7%D8%AD%D8%AA%D9%84%D8%A7%D9%84-%D8%AC%D8%A8%D9%84

23 “لماذا هاجمت إسرائيل سوريا في هذا التوقيت؟”، مرجع سابق.

24 “سقوط نظام الأسد: كيف تُوظف إسرائيل الوضع الراهن في سوريا؟”، المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، 12/12/2024، الرابط: https://ecss.com.eg/50615/

25 “إسرائيل تحتل المنطقة العازلة.. الجولان السوري في 6 أسئلة (تقرير)”، مرجع سابق.

26 “الجولان.. خريطة الصراع والسكان”، الحرة، 16/12/2024، الرابط: https://www.alhurra.com/israel/2024/12/16/%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%88%D9%84%D8%A7%D9%86-%D8%AE%D8%B1%D9%8A%D8%B7%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%B1%D8%A7%D8%B9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%83%D8%A7%D9%86

27 “الحكومة الإسرائيلية صادقت على ميزانية بقيمة 40 مليون شيكل لتنفيذ مخطط تشجيع التنمية الديموغرافية في مستوطنات هضبة الجولان”، مختارات من الصحف العبرية، 16/12/2024، الرابط: https://mukhtaraat.palestine-studies.org/ar/node/35938

28 “المستوطنون الإسرائيليون يسابقون الزمن لاحتلال أراضٍ جديدة في سوريا ولبنان”، نون بوست (مترجم)، 14/12/2024، الرابط: https://www.noonpost.com/277643/

29 “ماذا تريد “إسرائيل” من سوريا الآن؟!”، عربي21، 10/12/2024، الرابط: https://arabi21.com/story/1647203/%D9%85%D8%A7%D8%B0%D8%A7-%D8%AA%D8%B1%D9%8A%D8%AF-%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84-%D9%85%D9%86-%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%A2%D9%86

30 ” نتنياهو: سقوط النظام في سورية هو يوم تاريخي في الشرق الأوسط وإسرائيل لن تسمح لأي قوة معادية بالاستقرار عند حدودها”، مختارات من الصحف العبرية، 9/12/2024، الرابط: https://mukhtaraat.palestine-studies.org/ar/node/35883

31 “التطورات الجارية في سورية، ومغازي ذلك بالنسبة إلى إسرائيل”، مرجع سابق.

32 “سورية الجولاني؛ التحدي بالنسبة إلى إسرائيل”، مختارات من الصحف العبرية، 14/12/2024، الرابط: https://mukhtaraat.palestine-studies.org/ar/node/35924

33 ” ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية: إطاحة الجهاديين بنظام الأسد أحدثت فراغاً في منطقة الحدود مع سورية، ولهذا السبب، دخلت قوات الجيش الإسرائيلي المنطقة العازلة بين البلدين]”، مختارات من الصحف العبرية، 13/12/2024، الرابط: https://mukhtaraat.palestine-studies.org/ar/node/35919

34 ” تقرير: إسرائيل تواصل شن غارات جوية على أهداف في أنحاء سورية، وكاتس أوعز للجيش الإسرائيلي بالاستعداد للمكوث في المناطق التي تمت السيطرة عليها في جبل الشيخ خلال فصل الشتاء”، مختارات من الصحف العبرية، 15/12/2024، الرابط: https://mukhtaraat.palestine-studies.org/ar/node/35929

35 “باحثان إسرائيليان: الهزات الارتدادية لزلزال سوريا ربما تبلغ الأردن وإيران ولبنان”، مرجع سابق.

36 “إعلام إسرائيلي: فشل استخباري وبديل الأسد أكثر عداء لنا”، الجزيرة نت، 9/12/2024، الرابط: https://www.aljazeera.net/politics/2024/12/9/%D8%A5%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%85-%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84%D9%8A-%D9%81%D8%B4%D9%84-%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%AE%D8%A8%D8%A7%D8%B1%D9%8A-%D9%88%D8%A8%D8%AF%D9%8A%D9%84

37 ” معهد الأمن القومي: هجوم المعارضة في سوريا – منعطف استراتيجي أم حدث عابر؟”، مرجع سابق.

38 “استراتيجية إسرائيل في سوريا وخطة إشعال الأزمات”، الجزيرة نت، 11/12/2024، الرابط: https://www.aljazeera.net/opinions/2024/12/11/%D8%A3%D9%85%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D9%85%D9%87%D9%85%D8%A7%D9%86-%D9%8A%D8%B4%D8%BA%D9%84%D8%A7%D9%86-%D8%A8%D8%A7%D9%84-%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84-%D9%81%D9%8A

39 ” إعلام إسرائيلي: فشل استخباري وبديل الأسد أكثر عداء لنا”، مرجع سابق.

40 “الجيش الإسرائيلي يعلن السيطرة على الموقع العسكري السوري في قمة جبل الشيخ ودخول قوات مشاة ومدرعات إلى المنطقة العازلة عند الحدود مع سورية”، مختارات من الصحف العبرية، 9/12/2024، الرابط: https://mukhtaraat.palestine-studies.org/ar/node/35881

41 “توغل وتدمير أصول عسكرية.. إسرائيل تحاول فرض واقع جديد في سوريا بعد الأسد”، تلفزيون سوريا، 12/12/2024، الرابط: https://www.syria.tv/%D8%AA%D9%88%D8%BA%D9%84-%D9%88%D8%AA%D8%AF%D9%85%D9%8A%D8%B1-%D8%A3%D8%B5%D9%88%D9%84-%D8%B9%D8%B3%D9%83%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84-%D8%AA%D8%AD%D8%A7%D9%88%D9%84-%D9%81%D8%B1%D8%B6-%D9%88%D8%A7%D9%82%D8%B9-%D8%AC%D8%AF%D9%8A%D8%AF-%D9%81%D9%8A-%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A7-%D8%A8%D8%B9%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B3%D8%AF

42 ” نتنياهو: سقوط النظام في سورية هو يوم تاريخي في الشرق الأوسط وإسرائيل لن تسمح لأي قوة معادية بالاستقرار عند حدودها”، مختارات من الصحف العبرية، 9/12/2024، الرابط: https://mukhtaraat.palestine-studies.org/ar/node/35883

43 ” ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية: إطاحة الجهاديين بنظام الأسد أحدثت فراغاً في منطقة الحدود مع سورية، ولهذا السبب، دخلت قوات الجيش الإسرائيلي المنطقة العازلة بين البلدين]”، مختارات من الصحف العبرية، 13/12/2024، الرابط: https://mukhtaraat.palestine-studies.org/ar/node/35919

44 ” إسرائيل: الجيش دخل المنطقة العازلة في سوريا بشكل مؤقت بعد خروقات لاتفاق 1974″، الشرق الأوسط، 12/12/2024، الرابط: https://aawsat.com/%D8%B4%D8%A4%D9%88%D9%86-%D8%A5%D9%82%D9%84%D9%8A%D9%85%D9%8A%D8%A9/5090929-%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%8A%D8%B4-%D8%AF%D8%AE%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%86%D8%B7%D9%82%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D8%B2%D9%84%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A7-%D8%A8%D8%B4%D9%83%D9%84-%D9%85%D8%A4%D9%82%D8%AA-%D8%A8%D8%B9%D8%AF-%D8%AE%D8%B1%D9%88%D9%82%D8%A7%D8%AA-%D9%84%D8%A7%D8%AA%D9%81%D8%A7%D9%82-1974

45 “الاحتلال الإسرائيلي يعلن إنشاء “منطقة دفاع” في جنوب سوريا بعد توغله بريا”، عربي21، 11/12/2024، الرابط: https://arabi21.com/story/1647327/%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AD%D8%AA%D9%84%D8%A7%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84%D9%8A-%D9%8A%D8%B9%D9%84%D9%86-%D8%A5%D9%86%D8%B4%D8%A7%D8%A1-%D9%85%D9%86%D8%B7%D9%82%D8%A9-%D8%AF%D9%81%D8%A7%D8%B9-%D9%81%D9%8A-%D8%AC%D9%86%D9%88%D8%A8-%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A7-%D8%A8%D8%B9%D8%AF-%D8%AA%D9%88%D8%BA%D9%84%D9%87-%D8%A8%D8%B1%D9%8A%D8%A7

46 ” تقرير: إسرائيل تواصل شن غارات جوية على أهداف في أنحاء سورية، وكاتس أوعز للجيش الإسرائيلي بالاستعداد للمكوث في المناطق التي تمت السيطرة عليها في جبل الشيخ خلال فصل الشتاء”، مختارات من الصحف العبرية، 15/12/2024، الرابط: https://mukhtaraat.palestine-studies.org/ar/node/35929

47 “إسرائيل تحتل المنطقة العازلة.. الجولان السوري في 6 أسئلة (تقرير)”، مرجع سابق.

48 “نتنياهو: البحث عن صورة نصر في سوريا”، الجزيرة نت، 10/12/2024، الرابط: https://www.aljazeera.net/politics/longform/2024/12/10/%d9%86%d8%aa%d9%86%d9%8a%d8%a7%d9%87%d9%88-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%ad%d8%ab-%d8%b9%d9%86-%d8%b5%d9%88%d8%b1%d8%a9-%d9%86%d8%b5%d8%b1-%d9%81%d9%8a-%d8%b3%d9%88%d8%b1%d9%8a%d8%a7

49 ” ما الأسلحة التي دمرتها إسرائيل في سوريا حتى الآن؟ الإجابة في 7 نقاط”، الجزيرة نت، 12/12/2024، الرابط: https://www.aljazeera.net/politics/2024/12/12/%d9%85%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%b3%d9%84%d8%ad%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d9%8a-%d8%af%d9%85%d8%b1%d8%aa%d9%87%d8%a7-%d8%a5%d8%b3%d8%b1%d8%a7%d8%a6%d9%8a%d9%84-%d9%81%d9%8a

50 “إسرائيل تقصف 20 موقعا لفيلق تكنولوجيا المعلومات في سوريا”، الجزيرة نت، 14/12/2024، الرابط: https://www.aljazeera.net/news/2024/12/14/%d8%a5%d8%b3%d8%b1%d8%a7%d8%a6%d9%8a%d9%84-%d8%aa%d9%82%d8%b5%d9%81-20-%d9%85%d9%88%d9%82%d8%b9%d8%a7-%d9%84%d9%81%d9%8a%d9%84%d9%82-%d8%aa%d9%83%d9%86%d9%88%d9%84%d9%88%d8%ac%d9%8a%d8%a7

51 “التوغل الإسرائيلي في سوريا.. مادة لتشويه الإدارة الجديدة واختبار لها”، نون بوست، 12/12/2024، الرابط: https://www.noonpost.com/277304/

52 “العربدة الإسرائيلية في الجنوب السوري.. استثمار الفوضى ومحاولة خلق واقع جديد”، نون بوست، 9/12/2024، الرابط: https://www.noonpost.com/276207/

53 “لماذا هاجمت إسرائيل سوريا في هذا التوقيت؟”، مرجع سابق.

54 “هل سيدعم ترامب احتلال إسرائيل لأراض سورية جديدة؟”، الجزيرة نت، 10/12/2024، الرابط: https://www.aljazeera.net/politics/2024/12/10/%D9%87%D9%84-%D8%B3%D9%8A%D8%AF%D8%B9%D9%85-%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D9%85%D8%A8-%D8%A7%D8%AD%D8%AA%D9%84%D8%A7%D9%84-%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84-%D9%84%D8%A3%D8%B1%D8%A7%D8%B6

55 “صحيفتان إسرائيليتان: قد يكون إسقاط نظام الأسد نبأ سيئا لإسرائيل”، الجزيرة نت، 8/12/2024، الرابط: https://www.aljazeera.net/politics/2024/12/8/%D8%B5%D8%AD%D9%8A%D9%81%D8%AA%D8%A7%D9%86-%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84%D9%8A%D8%AA%D8%A7%D9%86-%D9%82%D8%AF-%D9%8A%D9%83%D9%88%D9%86-%D8%A5%D8%B3%D9%82%D8%A7%D8%B7

56 “إسرائيل تتمسك بموقف المُراقِب للتطورات في سوريا”، مرجع سابق.

57 “التطورات الجارية في سورية، ومغازي ذلك بالنسبة إلى إسرائيل”، مرجع سابق.

58 ” تايمز: إسرائيل تدعم “لواء فرسان الجولان””، الجزيرة نت، 1/7/2017، الرابط: https://www.ajnet.me/politics/2017/7/1/%D8%AA%D8%A7%D9%8A%D9%85%D8%B2-%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84-%D8%AA%D8%AF%D8%B9%D9%85-%D9%84%D9%88%D8%A7%D8%A1-%D9%81%D8%B1%D8%B3%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%88%D9%84%D8%A7%D9%86

59 “باحثان إسرائيليان: الهزات الارتدادية لزلزال سوريا ربما تبلغ الأردن وإيران ولبنان”، مرجع سابق.

60 “حكومة سوريا المؤقتة تطالب «مجلس الأمن» بإجبار إسرائيل على الانسحاب من أراضيها”، الشرق الأوسط، 14/12/2024، الرابط: https://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/5091487-%D8%AD%D9%83%D9%88%D9%85%D8%A9-%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A4%D9%82%D8%AA%D8%A9-%D8%AA%D8%B7%D8%A7%D9%84%D8%A8-%D9%85%D8%AC%D9%84%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%86-%D8%A8%D8%A5%D8%AC%D8%A8%D8%A7%D8%B1-%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84-%D8%B9%D9%84%D9%89

61 “الشرع يتحدث عن انتخابات ودستور جديد وحل الفصائل”، الجزيرة نت، 14/12/2024، الرابط: https://www.aljazeera.net/news/2024/12/14/%D8%B9%D8%A7%D8%AC%D9%84-%D8%A3%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D8%B9-%D9%86%D8%AA%D9%88%D8%A7%D8%B5%D9%84-%D9%85%D8%B9-%D8%B3%D9%81%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA

62 “التوغل الإسرائيلي في سوريا.. مادة لتشويه الإدارة الجديدة واختبار لها”، مرجع سابق.

63 “ماذا تريد “إسرائيل” من سوريا الآن؟!”، مرجع سابق.

64 ” ما الأسلحة التي دمرتها إسرائيل في سوريا حتى الآن؟ الإجابة في 7 نقاط”، مرجع سابق.

65 “العربدة الإسرائيلية في الجنوب السوري.. استثمار الفوضى ومحاولة خلق واقع جديد”، مرجع سابق.

66 “قراءة في المواقف الإسرائيلية من سقوط نظام الأسد”، مرجع سابق.

67 “من يواجه الاستباحة الإسرائيلية؟”، العربي الجديد، 15/12/2024، الرابط: https://www.alaraby.co.uk/opinion/%D9%85%D9%86-%D9%8A%D9%88%D8%A7%D8%AC%D9%87-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%A8%D8%A7%D8%AD%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84%D9%8A%D8%A9

68 “ماذا تريد “إسرائيل” من سوريا الآن؟!”، مرجع سابق.

69 “لماذا هاجمت إسرائيل سوريا في هذا التوقيت؟”، مرجع سابق.

70 “سقوط نظام الأسد: كيف تُوظف إسرائيل الوضع الراهن في سوريا؟”، مرجع سابق.

Editor P.S.

كاتب ومدون

جميع المشاركات

المنشورات ذات الصلة

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الأكثر قراءة

اتبعنا

التصنيفات

آخر المقالات

Edit Template

رؤية تحليلية للأخبار السياسية والاقتصادية في العالم العربي والإسلامي والعالمي، ودراسات استراتيجية للوضع السياسي المحلي والإقليمي والعالمي

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا لتلقي التحديثات على البريد الإلكتروني الخاص بك

You have been successfully Subscribed! Ops! Something went wrong, please try again.

جميع الحقوق محفوظة لرؤية للتخطيط والدراسات الاستراتيجية ©2022