الموقف المصري من سقوط نظام الأسد في سوريا: المحددات والأبعاد

منذ إعلان المعارضة السورية المسلحة عن معركة “ردع العدوان” لإسقاط نظام الأسد، في 27 نوفمبر 2024، وحالة من القلق تخيم على المشهد السياسي العربي عمومًا والمصري خصوصًا، تصاعد هذا القلق الذي مزج بالرعب مع التقدم السريع للمعارضة وسيطرتها على المدن السورية، واحدة تلو الأخرى، في مقابل الانسحاب الفاضح والانهيار المدوي للنظام السوري، والذي توج في النهاية بهروب بشار الأسد خلسة في جنح الليل إلى روسيا، في 8 ديسمبر، إيذانًا بسقوط النظام الحاكم في سوريا. وقد أربكت السرعة التي سقط بها نظام الأسد، والقوة التي بدت عليها المعارضة السورية المسلحة ذات السمت الإسلامي، النظام المصري الذي توهم أنه نجح في القضاء على الثورة المصرية، واستطاع بدعم قوي الثورة المضادة في وأد أي أمل في إحياء هذه الثورة مرة أخرى، ليأتي السوريون ويقلبون الطاولة على رأس هذا النظام. وجسدت تصريحات المسؤولين في القاهرة حالة الرعب التي تربك كافة الحسابات جراء ما حدث في سوريا، حيث الحديث عن القلق من الخلفية الإسلامية للمعارضة السورية وانعكاساتها على مستقبل الدولة، فيما شنت اللجان الإلكترونية التابعة للنظام هجومها المعتاد ضد كل ما هو إسلامي، من خلال حملة ممنهجة هدفها تشويه المعارضة وإلصاق العديد من التهم والانتقادات المضللة بها؛ خوفًا من نقل عدوى الثورة السورية إلي مصر. وهذا ما يفسر خروج السيسي على الملأ محذرًا من السيناريو ذاته، من خلال التشويه المبكر لأي حراك محتمل للشعب المصري، بالحديث عن الخلايا النائمة والعناصر المندسة في صفوف المصريين، متمترس بلجانه الإعلامية، وقيادات منظومته الأمنية، وفي الوقت ذاته محاولًا غسل سمعته من كل اتهام كان سببًا في إشعال الثورة السورية مجددًا وإسقاط نظام الأسد العتيد1.

أولًا: الموقف المصري تجاه الأزمة السورية قبل سقوط نظام الأسد:

امتازت تجربة العلاقة الثنائية بين سوريا ومصر تاريخيًا بنمط عال من إدارة العلاقة والتفاعلات ذات النسق الواحد إزاء التعاطي مع التحولات الإقليمية والدولية بناءً على ما تحدده المصالح العليا المشتركة والتهديدات التي تمتد على حدود البلدين. وقد فرضت المصالح العليا والتهديدات المشتركة المتمثلة في امتداد “الكيان الصهيوني” على حدودهما وما يشكله ذلك من تهديد مباشر لأمن البلدين القومي، مستوى استراتيجي في نمط العلاقة الثنائية ما بين البلدين على الصعيدين السياسي والأمني. وقد تجسدت هذه الشراكة الاستراتيجية بين مصر وسوريا في قرار الوحدة السياسية بينهما بين عامي 1958و 1961، وخوض عدة حروب ومعارك ضد “الكيان الصهيوني” بإدارة واحدة من جيشهما وبتنسيق سياسي موحد متمثلًا ذلك بحربي عام 1967 وعام 19732.

ولكن مسار السياسات المصرية والسورية قد افترق منذ اتفاق فك الاشتباك الأول عام 1974 وما بعدها ليمثل مسارين منفصلين أو ربما متعاكسين للتعبير عن المصالح العربية. وذلك عندما اتخذت مصر طريق السلام مع إسرائيل فيما اتخذت سوريا ما أسمته “الممانعة والمقاومة” ضد إسرائيل.

بيد أن عودة مصر إلى الصف العربي في نهاية الثمانينيات قد رسمت مسارًا جديدًا للعلاقة بين البلدين ترافق مع غزو العراق للكويت وما نشأ بعده من تحالف عربي ودولي لتحريرها. حيث عرف النظام الإقليمي العربي منذ مطلع التسعينيات حالة من الاستقرار قامت بالأساس على تفاهمات مصرية – سورية – سعودية ضمنت بموجبها إدارة الاختلافات العربية ضمن هذا المثلث الذي عزز من خفض مستوى التوتر ومنع تفجر الأزمات العربية. ورغم الاختلاف بين مسارات سياسة الدول الثلاثة في المنطقة، كان يوجد حد أدنى من التنسيق في المواقف وخفض احتمالات انفجار النزاعات بالإقليم. ولعل أبرز تجليات هذه المرحلة قد تمثل في الوساطة المصرية خلال عام 1998 لنزع فتيل الأزمة بين سوريا وتركيا والحيلولة دون تطور الصراع إلى صدام مسلح على خلفية اتهام أنقرة لدمشق بإيواء ودعم عناصر “حزب العمال الكردستاني”. بينما وصلت سياسة المثلث العربي إلى طريق مسدود مع تنامي النفوذ الإيراني في المنطقة خاصة من البوابتين السورية واللبنانية، والذي تجلى إبان الحرب الإسرائيلية على لبنان وتحميل مصر والسعودية مسؤولية الحرب لحزب الله ووصفها بـ”المغامرة”. حينها تم إعادة فرز المواقف العربية بين محور “اعتدال” تتزعمه السعودية ومصر ومحور “ممانعة” تمثله سوريا مؤيدة بالحليف الإيراني ومؤذنة بالتدخل الإيراني في المنطقة.

وبالمثل تدهورت العلاقات بين البلدين – مصر وسوريا – على خلفية الحصار الدولي المفروض على دمشق عقب اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري عام 2005 وما أعقبه من إجراءات لاتهام النظام السوري بالوقوف خلف جريمة الاغتيال. قبل أن تتحسن جزئيًا مع عودة الدفء الحذر بين السعودية وسوريا خلال قمة جمعت الرئيس الأسد والملك عبد الله في بيروت في يوليو 2010 إيذانًا ببدء صفحة جديدة من العلاقات رغم ما شابها من توتر بسبب اختلاف سياستهما حول لبنان. وفي هذا الإطار لم تكن سياسة مصر الخارجية بعيدة عن التطابق مع السياسة السعودية التي اتخذت موقفًا متشددًا للغاية من سوريا3.

ومنذ اندلاع الثورة السورية في مارس 2011، وعلى خلاف معظم الدول العربية، لم تتحدد السياسة المصرية تجاه سوريا بتطورات الأزمة فيها، بل كانت الأوضاع الداخلية في مصر وتغيرات الحكم التي شهدتها البلاد خلال السنوات الماضية هي الفيصل في تشكيل الموقف السياسي من الأزمة السورية. وهكذا تشكلت في مصر أربعة مواقف سياسية من الأزمة السورية تبعًا لأربع مراحل سياسية مختلفة شهدتها البلاد منذ اندلاع ثورة 25 يناير 2011 وحتى الآن.

1- مرحلة المجلس العسكري: عندما اندلعت الثورة السورية فعليًا في 18 مارس 2011، كانت مصر في خضم أحداث ثورتها الكبرى التي انتهت مرحلتها الأولى بتنحي مبارك عن السلطة في 11 فبراير 2011 لتتسلم المؤسسة العسكرية تحت قيادة المشير محمد حسين طنطاوي حكم البلاد ريثما تجري الانتخابات. في هذه المرحلة، لم تكن قضايا الخارج تولى اهتمامًا كافيًا لدى القاهرة إلا كتعبير عن حضور مصري في المنظومة العربية، وهكذا كانت المواقف المصرية من الأزمة السورية مواقف عامة4، تركزت بالأساس علي: 1- وحدة الأراضي السورية. 2- الدعوة إلى حل سياسي للأزمة السورية. 3- رفض عسكرة الأزمة/ رفض الحلول العسكرية. 4- سلامة وحماية المصريين في سوريا. 4- إنهاء معاناة السوريين من جراء الصراع5.

لكن منذ مطلع أغسطس 2011 طرأت مستجدات أخرى على مستوى الداخل السوري بتصعيد نظام الأسد للعنف ضد المحتجين وعدم الاستجابة لدعوات الإصلاح الداخلية والخارجية، كما ازدادت حدة مواقف القوى الإقليمية والدولية من الأزمة بفعل تدهور الوضع الإنساني داخل سوريا، بالإضافة إلى تصاعد الانتقادات والعقوبات الدولية على النظام السوري ورموزه من جانب الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، في الوقت نفسه الذى بدت فيه بوادر تحول في الموقف الخليجي من الأزمة. في هذا السياق تبلور الموقف المبدئي المصري بعد فترة طويلة من الصمت، برفض الحلول الأمنية، والتأكيد على ضرورة إيجاد مخرج سياسي يتأسس على حوار وطني يشمل جميع القوى السياسية، والتأكيد على رفض تدويل الأزمة. ويمكن وصف هذا الموقف بأنه الأضعف بين المواقف الإقليمية والدولية في حينه، بل يمكن القول أنه كان رد فعل وإثبات حضور وليس بداية لموقف مبنى على رؤية استراتيجية تتسق مع أهمية سوريا، وهو ما جعل البعض يصف الموقف المصري في هذه المرحلة بأنه أقرب إلى الانحياز للنظام السوري6.

وفي منتصف سبتمبر 2011، قبلت القاهرة المبادرة العربية الأولى التي دعت إلى سحب الجيش من المدن ووقف العنف وإجراء حوار مع المعارضة، ثم جاء قرار الجامعة في 12 نوفمبر من العام نفسه ليقضي بتعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية، وسحب السفراء العرب من دمشق، وهو الموقف الذي اكتفت مصر بالاعتراض عليه7. ولم تغلق القاهرة سفارتها في دمشق، ولم تطلب ترحيل الممثل الدبلوماسي السوري من القاهرة رغم تنامي الاحتجاجات التي نظمتها الجموع في محيط السفارة السورية في القاهرة. وينبع ذلك بالأساس من الحرص منذ بداية الأزمة على تسيير شؤون المصريين بسوريا وضمان ترحيلهم بوسائل آمنة. وبالمثل، ظلت القنصلية السورية في مصر تعمل في استصدار الأوراق والوثائق الثبوتية للسورين المقيمين بمصر، لنفس الغرض وهو التيسير على المواطنين السورين المقيمين بمصر للتعامل مع السلطات الرسمية بشكل مباشر. لكن في المقابل استخدم البعض مسألة استمرار التمثيل القنصلي ذريعة للتدليل على وقوف مصر الرسمية إلى جانب نظام الأسد، خاصة وأن القنصلية السورية بالقاهرة قد مارست بعض المضايقات بحق السوريين خاصة من المعارضين من احتجاز أوراق أو تأخيرها، ما يعني امتداد اليد القمعية لنظام الأسد إلى الأراضي المصرية8.

بينما قبلت القاهرة في 16 نوفمبر من نفس العام (2011) قرار الجامعة إرسال بعثة مراقبين عربية من أجل تقصي الحقائق، ثم قبولها اقتراح الجامعة العربية مبادرة ثانية للحل في سوريا في يناير 2012 تدعو إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية، وتفويض الرئيس بشار الأسد صلاحياته الكاملة لنائبه فاروق الشرع.

لم تكن القاهرة لاعبًا رئيسيًا في صياغة قرارات الجامعة العربية وتوجهاتها آنذاك نتيجة أوضاعها الداخلية التي أثرت سلبًا على أداء وزارة الخارجية9، ورغم مشاركة مصر في اللجنة الخماسية العربية التي تشكلت لبحث الحلول المطروحة للأزمة السورية، وكانت بقيادة قطر وضمت في عضويتها كل من مصر والإمارات والأردن والسعودية10، إلا أن قيادة المنظومة العربية في ما يتعلق بسوريا كانت محصورة بين الرياض والدوحة11.

2- مرحلة الرئيس الأسبق محمد مرسي والإخوان المسلمين: لم يدخل المجلس العسكري في تفاصيل الأزمة السورية ومسبباتها، بل اكتفى بعنوان عريض (ضرورة حل الأزمة بالسبل السياسية لا العسكرية)، لكن في المرحلة الثانية التي بدأت مع وصول الإخوان المسلمين إلى مجلسي الشعب والشورى في 28 نوفمبر 2011، حدث تغير ملحوظ في التعاطي مع الملف السوري لا بسبب تطورات الأحداث في الشام فحسب، بل وهذا هو الأهم بسبب رؤية الإخوان أنفسهم لمسببات الأزمة السورية. ومع محافظتهم على الخطوط العريضة لحل الأزمة السورية التي أقرها المجلس العسكري، حمل الإخوان النظام السوري مسؤولية انحراف الثورة من السلمية إلى العنف بسبب خياره الأمني، وأصبح الخطاب السياسي للقاهرة حول حل الأزمة السورية مرتبطًا بتحقيق مطالب الشعب في إسقاط النظام الشمولي وإقامة نظام ديمقراطي.

ترتب على هذا الموقف السياسي خطوات عملية بدأت في السابع من فبراير 2012 بقرار مجلس الشعب المصري تجميد العلاقات مع مجلس الشعب السوري، ثم عقدت لجنة العلاقات العربية في المجلس لقاء مع ممثلي فصائل المعارضة السورية في الشهر ذاته. لم تكتف القاهرة بذلك، بل خطت خطوة أخرى تمثلت في استدعاء سفيرها من دمشق في 19 فبراير وإبقائه في مصر حتى إشعار آخر وذلك قبل أن تقوم الخارجية بإنهاء عمله نهائيًا بداية يوليو، وتخفيض التمثيل الدبلوماسي، وبرر المتحدث باسم الخارجية المصرية هذا القرار بأنه استجابة لمطالب الشعب المصري بعد استنفاد كافة الطرق والوسائل مع النظام السوري. وفي بداية مارس، أعلن رئيس مجلس الشعب سعد الكتاتني خلال كلمة له أمام مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي في الكويت أن مجلس الشعب يجري تنسيقًا مع ممثلي الثورة السورية، وطرح مبادرة لحل الأزمة السورية في خطوة تعكس النشاط الدبلوماسي المصري حيال الأزمة السورية، تتضمن المبادرة ستة نقاط (ضرورة إعطاء أولوية مطلقة للوقف الفوري للعنف. ضرورة طرح حل للأزمة. فتح حوار سياسي جاد. تقديم الدعم للشعب السوري. توحيد فصائل المعارضة. رعاية الشعب السوري خارج أرضه). ومع كل خطوة يخطوها الإخوان بعيدًا عن النظام السوري، كانت خطوات أخرى تقربهم من المعارضة، تمثل ذلك في حضور مصري لمؤتمري أصدقاء سوريا في تونس وإسطنبول، وسط دعوات مصرية لضرورة توحيد المعارضة السورية.

وفي 23 مايو 2012، أُنتخب محمد مرسي رئيسًا للبلاد، وأصبحت الرئاسة هي المرجع الرئيسي للسياسة الخارجية مع اكتمال النصاب القانوني للنظام السياسي. شهدت السياسة المصرية تجاه الأزمة السورية مع مرسي تذبذبًا واضحًا في المرحلة الأولى: رفع مرسي مستوى الخطاب السياسي عبر وصفه النظام السوري بالدكتاتوري، ومسألة إسقاطه واجب أخلاقي قبل أن تكون واجبًا سياسيًا12. ورعت القاهرة واستضافت مؤتمرًا جامعًا للمعارضة السورية في يوليو 2012 تحت مظلة الجامعة العربية. حيث صدر عن هذا المؤمر “وثيقة العهد” للمعارضة السورية التي تعتبر الوثيقة الأشمل في تاريخ المعارضة السورية منذ بداية الثورة وتؤسس لبناء دستوري ديمقراطي عقب إسقاط نظام الأسد. اعتبرت هذه الوثيقة بما حوته من مبادئ ومن أجمع عليها من معارضين أكبر تجلي لسياسة مصرية نشطة خلال هذه الفترة جمعت بين جناحي المعارضة، معارضة الداخل والخارج، فضلًا عن وفد ممثل القوى الكردية. ورغم ما سبق إصدار هذه الوثيقة من خلافات حادة، إلا أنها شكلت وفق مراقبين أوج نشاط الدبلوماسية المصرية إزاء الأزمة السورية والاقتراب منها بمنهج موضوعي يبتغي حلًا سياسيًا للأزمة ولا يستبعد أيًا من مكونات المعارضة السورية.

في المقابل شهدت العلاقات المصرية-الإيرانية تقدمًا ملحوظًا تُوج بزيارة أحمدي نجاد القاهرة بداية فبراير 2013 واعتبار مصر إيران جزءًا من الحل في سوريا، وإصرارها أن تكون ضمن مجموعة الرباعية لحل الأزمة السورية (تشمل الرباعية كل من مصر والسعودية وتركيا وإيران، ولكن سقطت هذه المبادرة نتيجة التجاهل والرفض من السعودية التي لا تعتبر إيران جزءًا من الحل ولا تقبل التواصل معها بشأن سوريا. وإزاء الرفض السعودي لهذه المبادرة، والانفتاح المستجد على إيران بعد الثورة المصرية الذي كان يقلق السعودية، خاصة عندما انعكس على رؤية مصر للحل في سوريا عبر لجنة رباعية تضم إيران، استمر الافتراق بين سياسة كل من مصر والسعودية بشأن سوريا، حيث عكست هذه المبادرة عدم الاكتراث المصري آنذاك بالمخاوف السعودية من توسع النفوذ الإيراني في المنطقة13، وهو ما جعل السعودية تدعم فيما بعد الانقلاب العسكري علي الرئيس مرسي)، وفي الوقت نفسه وجه الرئيس مرسي مدحًا للسياسة الروسية حيال تعاطيها مع الأزمة السورية. أثارت هذه السياسة تساؤلات كثيرة ليس فقط في الأوساط المصرية، بل في الأوساط السياسية السورية بشقيها الحكومي والمعارض، وفي حين اكتفت دمشق بالتزام الصمت حيال التقارب المصري الإيراني استمرت في مهاجمة الإخوان لتقاربهم مع المعارضة التي وجهت من جانبها نقدًا قويًا للسلوك والتصريحات المصرية حيال إيران وروسيا.

غير أن دبلوماسية الإخوان هذه لم تعمر كثيرًا، فكان “مؤتمر نصرة سوريا” الذي عقد في القاهرة في 15 يونيو 2013 موعدًا لإعلان مرسي قطع العلاقات نهائيًا مع دمشق وسحب القائم بالأعمال المصري وإغلاق السفارة، ومطالبته مجلس الأمن بفرض منطقة حظر جوي فوق سوريا14، وقد جاء ذلك بعد يومين من استضافة القاهرة مؤتمرًا لعلماء ودعاة بارزين أكدوا علي ضرورة الجهاد ضد النظام السوري، خصوصًا أن الصراع بين الثورة والنظام أخذ منحى طائفي بالمساندة التي تلقاها النظام من إيران وحزب الله اللبناني الشيعيين15، وبذلك تكون القاهرة قد وضعت في الصف القطري التركي.

شكلت مرحلة حكم الإخوان المسلمين دعمًا واضحًا للمعارضة السورية، وكانت القاهرة ملاذًا آمنًا ليس فقط لشخصيات المعارضة، بل لكثير من السوريين الذين وجدوا في مصر أكثر الأماكن راحة بسبب التسهيلات الممنوحة للسوريين (اتخذ الرئيس محمد مرسي قرارًا بمعاملة السوريين في مصر كالمصريين فيما يتعلق بالتعليم والرعاية الصحية الأولية، مع استمرار السياسة السابقة التي لم تشترط على السوريين الحصول على تأشيرة دخول إلى مصر16) من جهة، ولتقارب البيئتين المصرية والسورية في مستوى المعيشة من جهة ثانية17. وقد اندفعت السلطة الجديدة في مصر تحت حكم الإخوان إلى أبعد الحدود في الانحياز لمواقف القوى الإقليمية المناهضة للنظام السوري وتحديدًا قطر وتركيا18.

3- مرحلة الرئيس السابق عدلي منصور: أثناء تلك الفترة الانتقالية التي تسلم فيها رئيس المحكمة الدستورية المستشار عدلي منصور إدارة شئون البلاد, تراجع الدور المصري إزاء الأزمة السورية وذلك لانشغال السلطة الجديدة بالأمر الداخلي وما صاحبه من اضطرابات وعدم استقرار سياسي. ولكن ثمة مؤشرات أظهرت مقاربة جديدة للأزمة السورية، أبرزها الحديث عن استمرار التنسيق الدبلوماسي بين مصر وسوريا، على المستوى القنصلي، واتخاذ القيادة المصرية موقفًا معارضًا بشدة لتهديدات الولايات المتحدة بتوجيه ضربات عسكرية إلى سوريا، على خلفية مزاعم باستخدام النظام السوري أسلحة كيميائية19.

4- مرحلة الرئيس الحالي عبدالفتاح السيسي: شكلت دعوة الرئيس محمد مرسي للجهاد في سوريا مصدر قلق كبير بالنسبة للمؤسسة العسكرية المصرية، ما جعلها – بجانب أسباب أخري بالطبع – تقدم وتتعجل في الإطاحة به20. ومع الانقلاب الذي قام به وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي في الثالث من يوليو 2013 على الإخوان المسلمين، وإطاحته بأول رئيس منتخب بعد الثورة، انتهت مرحلة الدعم المصري للمعارضة السورية، وبدأت مرحلة دعم النظام بشكل غير مباشرة تحت عنوان ظاهري هو المصلحة القومية العليا لمصر، وآخر مضمر هو العداء للإخوان المسلمين.

لم يكن السيسي قادرًا على إعلان دعمه دمشق بشكل صريح بسبب مسؤولية النظام المباشرة عن الأزمة السورية من جهة، ولأن موقفًا صريحًا كهذا سيبدو خارج المألوف عربيًا ودوليًا ثانيًا، ولتحاشيه إغضاب دول الخليج التي يحتاج إلى دعمها المالي من جهة ثالثة خصوصًا السعودية والإمارات (كانا يريان الأسد أساس المشكلة، ويتمسكان بضرورة رحيله)، لذلك اتبع السيسي تكتيكًا معاكسًا تمثل في تطويق المعارضة السورية القريبة من الإخوان المسلمين أو القريبة من تركيا خدمةً للنظام السوري21. حيث سيطرت الرؤية الأمنية البحتة خاصة بمقاربة المشهد السوري بعين السياسة الداخلية المصرية في ظل تنامي العداء المصري التركي على خلفية الإطاحة بالرئيس مرسي من الحكم. حيث منعت بعض شخصيات المعارضة السورية من زيارة مصر، كما أحجمت شخصيات أخرى عن ذلك طواعية لتفادي أي مضايقات أمنية مصرية على خلفية علاقتها الوثيقة مع تركيا. وبالمثل تبني بعض المعارضين السوريين سياسة معادية لنظام السيسي، واتخذوا موقفًا حديًا برحيل النظامين (السيسي والأسد). وبالتالي لم تغفل مصر الرسمية هذه المواقف وقامت باستبعاد من تبنى هذا الموقف من المشاورات التي تقيمها من حين لآخر مع المعارضة السورية، حيث اعتبرت أنهم أقرب لتيار الإخوان المسلمين الذي رفضت مصر التعاطي معه حول الشأن السوري منذ الإطاحة بمرسي22.

وقد ظهر الموقف المصري واضحًا من “الائتلاف الوطني” – القريب من تركيا – عندما لم يوجه دعوة له لحضور أعمال القمة العربية واجتماعي القاهرة الأول والثاني (يناير ويونيو عام 2015) في محاولة لتعويم “هيئة التنسيق الوطنية” في مواجهة الائتلاف، وهذا ما عبر عنه السيسي صراحة حين أكد ضرورة دعم معارضة معتدلة23 تؤمن بالدولة المدنية الديمقراطية السورية. وتجددت الاتهامات للقاهرة خلال جولة مباحثات جنيف مطلع العام 2016، عندما أضيف وفد آخر للمعارضة شارك فيه ممثلون عن مؤتمر القاهرة بالتنسيق مع موسكو، على التوازي مع وفد المعارضة الرئيسي الذي تم اختياره بالرياض بالتنسيق بين السعودية وتركيا24. وفي أكتوبر 2016، صوتت مصر لصالح القرار الروسي في مجلس الأمن، الداعي لفصل المعارضة المعتدلة عن المتطرفة (على حد ما ورد في نص القرار)25. وقد لعبت مصر دور وسيط في الأزمة السورية بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية، عندما نجحت القاهرة في 22 يوليو 2017 في الوساطة وتوقيع اتفاق هدنة في الغوطة الشرقية، وتضمن الاتفاق وقف جميع أنواع العمليات القتالية من قبل الجيش السوري وقوات المعارضة، وبعدها تم الإعلان عن هدنة ثانية في شمالي حمص دخلت حيز التنفيذ في 3 أغسطس 2017. والجدير بالملاحظة هنا، أن اتفاقا حمص والغوطة الشرقية لم يشملا تنظيمات “جبهة النصرة” و”فيلق الرحمن” بسبب رفض مصر التعامل مع أي تنظيمات “متطرفة” مدعومة من قوى إقليمية (تركيا بالأساس)26.

في مقابل تطويق مصري للمعارضة “الراديكالية”، جرى انفتاح نحو النظام تمثل في استقبال القاهرة وفدًا سوريًا رسميًا في 17 ديسمبر 2014 برئاسة عماد الأسد رئيس الأكاديمية البحرية في اللاذقية، في خطوة تحمل من الدلالات السياسية ما يكفي، رغم وصف إعلام القاهرة لها بأنها زيارة روتينية27. وبدأ الانفتاح المصري علي النظام السوري يتكشف، في أكتوبر 2016، عندما قام وفد أمني سوري رفيع المستوى برئاسة مدير مكتب الأمن القومي السوري (المخابرات العامة) اللواء علي المملوك بزيارة رسمية إلى القاهرة ليقابل نظيره آنذاك اللواء خالد فوزي، وجاءت الزيارة بناءً على دعوة رسمية من النظام المصري – كما نقلت وكالة الأنباء السورية –28، ولتتعاقب بعد ذلك الزيارات المتكررة للواء مملوك الذى زار القاهرة أكثر من مرة. إضافة إلى ما نشرته “وكالة الأنباء الإيرانية” (تسنيم) عن وجود عسكريين مصريين في دمشق بهدف تقديم الاستشارة للجيش السوري، ومما يضفى بعض المصداقية على هذه الأخبار هو عدم النفي من قبل الجانب المصري (في وقتها) والجانب السوري أيضًا. كما أيدت مصر التدخل العسكري الروسي في سوريا في عام 2015 واعتبرته حلًا للتخلص من العناصر الإرهابية ونزع السلاح منها، مما أثر على علاقة مصر بالسعودية وأدى إلى وقف الإمدادات البترولية لمصر عقب تصويتها بالموافقة على مشروع القرار الروسي في مجلس الأمن في عام 201629. وكان مشروع القرار الروسي يدعو إلى الاسترشاد بالاتفاق الأمريكي الروسي لإيصال المساعدات إلى المناطق المحاصرة، ويحث الأطراف على وقف الأعمال العدائية فورًا، والتأكيد على التحقق من فصل قوات المعارضة السورية المعتدلة عن “جبهة فتح الشام” (النصرة سابقًا) المصنفة “إرهابية” كأولوية رئيسية30.

بدأ التكتيك الثاني للسيسي باختزال أزمات العالم العربي عامة وسوريا خاصة في الإرهاب والإخوان المسلمين، وبدأ يدعو إلى حل سياسي في سوريا يبدأ بمكافحة الإرهاب وهي الرؤية التي يتبناها النظام وحلفاؤه في إيران وروسيا. ثم خطى خطوة أخرى في تعميم رؤية النظام السوري للحل السياسي، فأعلن في 20 يناير 2015 خلال مقابلة أجرتها معه صحيفة “الاتحاد” الإماراتية أن الرئيس السوري بشار الأسد سيكون جزءًا من عملية التفاوض في حال إجراء حوار بين النظام والمعارضة. وبهذا الموقف الأخير يكون السيسي قد عبر صراحة عن مواقفه السياسية المتماهية مع الموقف الروسي، ووقف على مسافة من حلفائه الخليجيين الذين يعتبرون الأسد جزءًا من المشكلة لا جزءًا من الحل، ليتشكل بذلك حلف يمتد من القاهرة إلى موسكو مرورًا بطهران وبغداد، مقابل الحلف المضاد الذي يضم أنقرة والدوحة والرياض التي تربطها علاقات خاصة مع القاهرة.

بيد أن تغير الموقف المصري لم يقتصر على جوانبه السياسية والعسكرية فحسب، بل امتد ليشمل الوضع الاجتماعي للسوريين المقيمين في مصر، وكان أول قرار اتخذه السيسي في هذا السياق منع دخول السوريين إلى البلاد نهائيًا والحد من تحركاتهم في مصر (اتخذ النظام المصري إجراءات حاسمة بإعمال شرط الحصول على التأشيرة المسبقة للسورين الراغبين في دخول مصر، فضلًا عن تشديد إجراءات تجديد الإقامة)، الأمر الذي ترتبت عليه نتائج اجتماعية سلبية على الكثيرين، خصوصًا الذين لم يعد بمقدورهم لقاء عائلاتهم، وحال دون إمكانية لجوء عدد من السوريين إلى مصر31. وقد جاءت هذه التشديدات علي السوريين الموجودين داخل مصر؛ بدعوي رصد الأجهزة الأمنية المصرية مشاركة سوريين في التظاهرات التي تحولت إلى اشتباكات سريعة مع قوات الأمن خاصة في حادثة الحرس الجمهوري في يوليو 2013.

ومن ثم كان نتيجة ذلك تراجع المقاربة الدبلوماسية التي قادتها الخارجية المصرية بشأن سياسة مصر إزاء سوريا وتقدمت المقاربة الأمنية التي تولتها الأجهزة الأمنية لصدارة المشهد. وهكذا تراجعت مقولات حق الشعب السوري في تقرير مصيره والمطالبة بالحرية والديمقراطية، وتقدمت مقولات تدين هدم الدولة السورية وتحذر من تداعيات انتشار الإرهاب وخروجه من نطاق الأراضي السورية إلى بقية دول المنطقة32.

ومع بداية عام 2018، انطلقت موجة التطبيع العربي مع الأسد، البداية كانت مع سلطنة عمان التي استقبلت رسميًا وزير الخارجية السوري في مارس 2018، وفي ديسمبر من العام نفسه زار الرئيس السوداني آنذاك عمر البشير الأسد، ليصبح أول رئيس عربي يزوره منذ الثورة، وبعدها بأيام قليلة أعادت الإمارات فتح سفارتها في دمشق، وأعلنت البحرين استمرار علاقتها بسوريا، كما أعادت عمان سفيرها لدى النظام السوري، وصولًا إلى دعوة مصر والإمارات إلى عودة الأسد للجامعة العربية33.

وقد تسارعت وتيرة التطبيع العربي مع نظام الأسد بعد أن وقعت كارثة الزلزال في تركيا وسوريا، مطلع فبراير 2023، فقد فتحت نافذة إنسانية أسهمت في تسريع وتيرة فك العزلة العربية عن النظام السوري، ولم يبق سوى عدد محدود من الدول العربية لم يستأنف العلاقات القنصلية والدبلوماسية مع النظام، مثل قطر والكويت والمغرب.

اتخذت جامعة الدول العربية، في 7 مايو 2023، قرارًا بإعادة مقعد سوريا للنظام السوري – بعد تجميد دام 12 عامًا – وهي التي منحت هذا المقعد للمعارضة السورية، عام 2013، قبل أن تتوقف عن تقديم الدعوة إليها في الدورات اللاحقة بسبب الانقسام العربي حولها، والذي بدا واضحًا في قمة نواكشوط، عام 2016. ولأول مرة منذ قمة سرت التي عُقدت، عام 2010، في ليبيا شارك الرئيس، بشار الأسد، نظراءه العرب في القمة العربية بدورتها 32، التي استضافتها المملكة العربية السعودية في جدة في 19 مايو 2023.

وقرار فك العزلة العربية عن النظام جاء نتيجة جهود خليجية متفاوتة؛ مثلما قادت دول الخليج تجميد عضوية سوريا في الجامعة العربية، عام 2011، قادت أيضًا إعادتها عام 2023؛ فقد عقد مجلس التعاون الخليجي اجتماعًا تشاوريًا في جدة بطلب من الرياض وبحضور مصر والأردن والعراق، لكن الاجتماع تعثر في التوصل لصيغة مشتركة حول التطبيع مع النظام؛ ما دعا إلى عقد اجتماع تشاوري آخر في عمان، في 1 مايو، حضره إلى جانب الأردن، مصر والعراق والسعودية ووزير خارجية النظام السوري. خلص الاجتماع إلى مجموعة من الالتزامات والتوافقات مع النظام تشمل اعتماد آلية لتفعيل الدور العربي في سوريا؛ وهو ما نص عليه بوضوح قرار الجامعة العربية على المستوى الوزاري بشأن سوريا، إضافة إلى قرار تشكيل لجنة اتصال وزارية عربية لمتابعة التنفيذ.

المحاولات الجدية والحثيثة لرفع التجميد عن مشاركة النظام في دورات القمة العربية بدأت منذ قمة “لم الشمل” في الجزائر عام 2022، لكن تلك الجهود لم تنجح إلا بعد تطبيع العلاقات رسميًا بين دمشق والرياض، في 23 مارس 2023. كان هذا التغير في سياسة المملكة بمنزلة إعلان لإنهاء العزلة العربية المفروضة على النظام منذ نهاية عام 2011؛ نتيجة رفضه آنذاك الالتزام بالمبادرة العربية لحل الأزمة في سوريا.

يأتي التطبيع مع النظام السوري في سياق محاولة عربية جديدة للانخراط في الأزمة السورية بعد انكفاء كبير بدأت ملامحه عقب فشل الخطة العربية للحل عام 2012؛ فقد تراجعت الجامعة العربية تدريجيًا عن دورها المستقل في رعاية العملية السياسية لصالح الأمم المتحدة، ثم تحول الدور العربي بعد محادثات فيينا للسلام في سوريا، أواخر عام 2015، إلى رعاية المعارضة السورية سياسيًا قبل أن تشاركها تركيا هذه المهمة بعد تشكيل مسار أستانا، عام 2017.

في الواقع، لم يكن للدول العربية التي انخرطت مجددًا في سوريا بمقاربة جديدة قائمة على التطبيع مع النظام أن تتخذ هذا القرار لولا الدعم المستمر والكبير لدمشق من قبل روسيا منذ عام 2017، إضافة إلى أن موقف الولايات المتحدة تجاه التطبيع يبدو كأنه مناورة؛ فهي رفضت التطبيع من جهة، لكنها لم تتخذ خطوات دبلوماسية وقانونية تعيق تقدمه أو الانخراط العربي فيه من جهة أخرى. بل كان هناك تراخ من قبلها في تطبيق “قانون قيصر”34 بما أحدث في النهاية فجوة فيه، بعد إصدار رخصة المساعدة في جهود الإغاثة من كارثة الزلزال.

لم يؤد الاختلاف أو التباين في سياسات الدول العربية بشأن العلاقة مع النظام السوري إلى تعطيل مسار التطبيع معه، ولم تتغير أيضًا مواقف كل من قطر والكويت والمغرب، وهي الدول التي لا تزال تقاطع أي توجه ثنائي لاستئناف التواصل الرسمي معه لأسباب مختلفة؛ فالدوحة مثلًا لا تزال ترفض التطبيع مع النظام السوري، وتربط تغير موقفها “بالتقدم في الحل السياسي الذي يحقق تطلعات الشعب السوري”35.

ثانيًا: محددات الموقف المصري من سقوط نظام الأسد في سوريا:

يمكن الإشارة إلي مجموعة من المحددات التي توضح موقف النظام المصري من سقوط نظام الأسد في سوريا، تتمثل في:

1- المحددات الداخلية:

أتاريخيًا: تشير دروس التاريخ القديم والحديث إلى وجود ارتباط وتلازم بين مسارات الأحداث في الشام ومصر، فحين استكمل المسلمون فتح الشام في عهد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب في عام 19 هجريًا، فتحوا مصر في عام عشرين هجريًا. وحين احتل الصليبيون القدس، فبمجرد أن نجح صلاح الدين في حكم مصر ثم الشام استعاد القدس مجددًا.

وفي العصر الحديث، بدأت ظاهرة الانقلابات العسكرية في المنطقة بانقلاب حسني الزعيم في سوريا عام 1949، ثم تلاه انقلاب الضباط الأحرار بمصر عام 1952، ثم اتحدت مصر وسوريا في كيان جديد باسم “الجمهورية العربية المتحدة” في عام 1958 لمدة ثلاث سنوات قبل أن ينفصلا، فيما ظل التحالف والتنسيق بين الدولتين قائمًا، فخاضا معًا حرب 1967 ثم حرب أكتوبر عام 1973.

 فك السادات ارتباط مصر بسوريا حين أقدم على عقد اتفاقية سلام أحادية مع إسرائيل في عام 1979، لتجد دمشق نفسها بمفردها في مواجهة الاحتلال، ولتجد في طهران التي سيطرت على الحكم فيها ثورة شعبية بقيادة الخميني في عام 1979 حليفًا جديدًا. وبدأ التحالف السوري الإيراني، في مواجهة نظام صدام حسين بالعراق، وفي مواجهة التطبيع العربي/المصري مع إسرائيل.

حينما بدأت شرارة ثورات الربيع العربي في تونس ثم انتقلت إلى مصر، سرعان ما اشتعلت الثورة في سوريا خلال أسابيع معدودة، وسلكت الثورتان المصرية والسورية مسارين مختلفين، ففي الأولى تنحى مبارك ووصل الإخوان المسلمون إلى مقاعد الحكم مؤقتًا قبل أن ينقلب عليهم الجيش في عام 2013، بينما في الثانية تدخلت أطراف إقليمية ودولية، وفي مقدمتها روسيا وإيران لدعم النظام ومنع سقوطه.

عاد الجيش في مصر للحكم مجددًا عبر انقلاب نفذه قائده، وتمكن نظام الأسد من استعادة السيطرة على نحو 60% من أراضي سوريا، وبدأ الترويج لسردية أن ثورات الربيع العربي فشلت، وأنها أسفرت عن عودة أنظمة أكثر استبدادًا للحكم أو دفعت خلالها الشعوب ثمنًا ضخمًا شمل ملايين المهجرين والشهداء، مع بقاء المستبدين في مقاعد الحكم36.

بأمنيًا: المنظور الأمني – العسكري لمصر يرى في سوريا خط دفاع استراتيجي ومنطلقًا لتعزيز أمنها القومي؛ على اعتبارها جبهة وبوابة مصر الشرقية. وتري القاهرة أن الطرف الوحيد القادر علي الحفاظ علي هذا الخط هو “المؤسسة العسكرية”، وفي حين تنطلق العقيدة العسكرية للجيش المصري من رفض الفصائل المسلحة (توجد في سوريا عدة فصائل مثل هيئة تحرير الشام، فجر الحرية، جيش سوريا الحر، فصائل درعا والسويداء بالجنوب، قوات سوريا الديمقراطية37) خارج رحم المؤسسة العسكرية الوطنية، خشية ما يمكن أن يترتب على ذلك من تداعيات سلبية على الجيوش النظامية، وبحكم أن السيسي قادم من هذا الرحم، فكان الدعم للجيوش النظامية التي من بينها بطبيعة الحال الجيش السوري التابع لنظام الأسد، هو الخيار الوحيد38. وبما أن نظام الأسد قد سقط، فإن القاهرة تطمح لأن يتم المحافظة على “نواة جيش النظام السوري” وعدم هدم المؤسسة العسكرية بما لا يسمح ببناء جيش جديد قد يشكل بأياد غير سورية، ما من شأنه أن ينطوي على تناقضات في الولاءات والدوافع؛ مما يؤدي إلى الحد من فاعليته وإضعاف قوته.

ومن ناحية ثانية، تحرص مصر علي ضمان وحدة الأراضي السورية؛ انطلاقًا من اعتبار أن تجزئة الأراضي السورية ستسهم بشكل طبيعي في إضعاف قوة الدولة السورية، بما يعنيه ذلك من ضعف الجبهة الشرقية وتماسكها وما يشكله من الناحية الاستراتيجية من تهديد للأمن القومي المصري39. وهناك أحاديث حاليًا عن إمكانية تقسيم سوريا إلي عدة دويلات؛ دولة سنية في وسط سوريا، ودولة للعلويين في اللاذقية والساحل في الغرب، ودولة للأكراد في شرق الفرات وشمال شرقه، ودولة للدروز في الجنوب40.

ومن ناحية ثالثة، تتخوف القاهرة من أن يؤدي سقوط الأسد إلي عودة الصراع المسلح في سوريا، وإعادة إحياء تنظيم “داعش” في سوريا والعراق، وتوسع دوائر التجنيد للعناصر المتطرفة من الدول العربية بما في ذلك مصر، ورغم عدم وجود إحصاء رسمي لعدد من غادر مصر من أجل الانضمام للتنظيمات المسلحة في سوريا منذ اكتساب الصراع هناك طابعًا مسلحًا في عام 2011، أو للانضمام لتنظيم “داعش” منذ إعلانه قيام دولته في 10 يونيو 2014، إلا أن التقديرات بعض التقديرات تشير إلي أن هذا العدد يتراوح ما بين (500-2000). ومشكلة هذا التطور مرتبطة بعودة هؤلاء مرة أخرى إلي مصر، وما قد يصاحب ذلك من انطلاق موجات عنف جديدة في الداخل41.

وقد ضمت “هيئة تحرير الشام” والفصائل المتحالفة معها، والتي قادت القتال ضد نظام الأسد، خلال السنوات الأخيرة قيادات عديدة ومقاتلين من الجنسية المصرية، من بينهم هاربون من مصر خلال الفترة من 2011 إلى 2013، بينهم أبو الفتح الفرغلي أو يحيى طاهر الفرغلي، الذي يعد أبرز شخصيات الصراع السوري، الذي ظل الذراع اليمنى لأحمد الشرع “أبو محمد الجولاني) في الهيئة حتى عام 2022، حين أعلن خروجه منها، ليعود مجددًا للظهور في دمشق بعد سقوط النظام السوري، وتثير عودته التكهنات حول موقعه الجديد. كما تبرز أسماء أخرى يعرفون بكنيات غير معلومة الهوية، مثل أبو لؤي المصري وأبو محمد المصري.

وسبق أن ظهر الجولاني في أحد اللقاءات الإعلامية خلال الثورة السورية يصف الجماعات “الإرهابية” في سيناء بـ”الأخوة المجاهدين”. وكان لبعض القادة والمسلحين المنتمين لـ”هيئة تحرير الشام” تداخل بصورة أو بأخرى مع الجماعات المسلحة في مصر عقب سقوط تنظيم الإخوان عام 2013، وبعضهم عمل منسقًا لتهريب المسلحين من مصر إلى ليبيا والعكس، وكان بعضهم منخرطًا بصورة مباشرة مع “جماعة أنصار الإسلام” و”كتائب ردع الطغاة” التي قادها عماد عبدالحميد رفيق هشام العشماوي ونفذت هجومًا على الشرطة بمنطقة الواحات البحرية في 2017.

ومن ناحية رابعة، ووفقًا للبعض، فإن الملف الأشد خطرًا وتهديدًا من الجهاديين العائدين إلي مصر من سوريا، هو أن تتحول سوريا إلى ملاذ آمن لمن يتبنون الفكر الجهادي، ويرون أنهم يمكنهم أن يعيشوا حياة عادية بعيدة عن الضغوط الأمنية والملاحقات في سوريا تحت سيطرة الجولاني، وفي الوقت نفسه يكونون قريبين من ساحات صراع أخرى42.

ومن ناحية خامسة، هناك شكوك مصرية وعربية كبيرة أن تتغير أيديولوجيات ومنطلقات الفصائل المسلحة وهيئة “تحرير الشام” (التي قادت القتال ضد نظام الأسد)، التي كانت تسمى “جبهة النصرة”، وعملت كوكيل سوري لـ”تنظيم القاعدة” سنوات طويلة، وجاء خلافها مع القاعدة بشأن النفوذ والسلطة، وليس المنهج والتفكير؛ ولهذا باركت القاعدة وهنأت هيئة تحرير الشام، وأبا محمد الجولاني بانتصاراته الأخيرة، ولهذا لا تصدق غالبية الدول العربية أن تغيير اسم القاعدة يمكن أن يعني أي تغيير في الفكر أو العقيدة أو السياسة، وخلال الشهور الأخيرة فقط كانت هذه الفصائل المسلحة يقاتل بعضها بعضًا، وتكفر كل من يختلف معها، وأحمد الشرع “أبو محمد الجولاني”، الذي قاتل مع أبي بكر البغدادي قائد “داعش”، وأسس جبهة النصرة (فرع القاعدة في سوريا) لا يمكن أن يكون “رجل إصلاح اجتماعي وسياسي”، يبني دولة مؤسسات حقيقية كما يزعم في سوريا43.

ومن ناحية سادسة، تتخوف مصر من نجاح نموذج “التغيير المسلح” في سوريا وإمكانية تصديره لها أو لدول أخرى إقليميًا44. فللمرة الأولى في التاريخ الحديث للمنطقة يتصدر “جهادي” لحكم دولة مهمة وكبيرة وموقعها الجغرافي استراتيجي مثل سوريا، وكونه يحكم ويتقبله المجتمع الدولي تعد سابقة لم يكن أحد يتصورها، فنحن أمام قيادي في القاعدة سلفي جهادي يمكن أن يكون حاكمًا أو يعد نموذجًا، أو يمثل دافعًا لجماعات أخرى أو تنظيمات أخرى في المنطقة، فإذا كان هذا النموذج مقبولًا في سوريا، فيمكن قبوله في دولة أخرى من دول الأزمات بالمنطقة، مثل ليبيا أو الصومال45.

ومن ناحية سابعة، يتخوف النظام المصري من ربيع عربي جديد وتكرار سيناريو 2011، إذ ظل هذا الأمر كابوسًا يؤرق مضاجع السيسي الذي لم يترك مناسبة إلا ويحذر خلالها من تكرار هذا السيناريو، بل اعتاد في تحذيراته بالاستشهاد بالنموذج السوري تحديدًا، حيث المعاناة والمأساة التي يعايشها السوريون بسبب حراكهم الثوري ورغبتهم في التغيير، وحالة الانقسام التي تعاني منها الدولة46. ويبدو أن مصر هي الدولة التي قد تكون الأكثر تأثرًا بالثورة السورية؛ نظرًا لحالة الغليان المستمر على المستوى الشعبي، جراء الأزمات الاقتصادية والغلاء الفاحش وارتفاع مستوي المعيشية47. ناهيك عن الفشل في السياسة الخارجية حيث يقف النظام المصري متفرجًا على الاعتداءات الإسرائيلية على غزة، بل ويشارك في حصارها، كما أنه عجز عن حماية مياه النيل أمام سد النهضة الإثيوبي، وفرط في جزيرتي تيران وصنافير، وبدأ في بيع أراضي مصرية شاسعة لدول أخرى كما في صفقة بيع رأس الحكمة للإمارات48. وللمصادفة، فإن سقوط بشار الأسد في شهر ديسمبر يأتي قبل شهر واحد من الذكري السنوية للثورة المصرية في يناير.

وعقب سقوط نظام الأسد، تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع مصورة لتظاهرات في مصر، تندد بسياسات رئيس النظام عبد الفتاح السيسي، وتطالب بإسقاطه. ويظهر في الفيديو حشود تمزق صور السيسي، وتردد هتافات “الشعب يريد إسقاط النظام، وارحل يا سيسي”، وهي المقاطع التي تعود للعامين 2019 و2020، التي شهدت تظاهرات استجابة لدعوات النزول للشارع ضد نظام السيسي في الـ20 من سبتمبر، التي دعا لها المقاول المصري محمد علي49.

ومن ناحية ثامنة، يتخوف نظام السيسي من كابوس صعود الإسلاميين، فمن سوء حظ الأنظمة السلطوية في المنطقة العربية أن الإسلاميين كانوا وقود الحراك الثوري الشعبي الذي شهده الربيع العربي في 2011، وكان السمت الإسلامي هو المسيطر على غالبية المشهد، وهو ما حول الإسلاميين إلى “بعبع” لتلك الأنظمة الديكتاتورية التي انتفضت لمحاربتهم بشتى السبل، وبالفعل نجحت في تقزيم حضورهم وتقليم أظافرهم بشكل كبير. كما استطاعت تلك الأنظمة إشاعة أجواء اليأس في التيار الإسلامي في معظمه من احتمالات التغيير، ومن هنا جاءت الصدمة مما يحدث في سوريا، والتقدم المذهل للمعارضة المسلحة هناك، وهي العدوى التي تخشى الحكومات السلطوية العربية من انتقالها وتمددها خارج الأراضي السورية50.

جاقتصاديًا: يبدو أن سوريا لا تمثل أهمية اقتصادية كبيرة لمصر؛ فهي ليست دولة غنية – مثل دول الخليج – بإمكانها أن تقدم قروض أو منح لمصر، وهي ليست مزود رئيسي للنفط أو الغاز للقاهرة. ولعل ذلك ما يظهره حجم التبادل التجاري الضعيف بين الدولتين (يقدر في عام 2023 بـ 304 ملايين دولار). كذلك، فمن غير المتوقع أن تستفيد مصر بعد هدوء الأوضاع في سوريا من المشاركة في إعادة الإعمار هناك، خاصة في ظل توجهات الحكومة المقبلة التي يبدو أنها متحفظة تجاه مصر، كما أن التجربة المصرية في عملية إعادة إعمار ليبيا غير فعالة51. فيما يبدو أن أهمية سوريا الاقتصادية بالنسبة لمصر تتركز بصورة رئيسية في موقف نظام الحكم السوري المقبل من مشاريع الغاز في منطقة شرق المتوسط، وهل سيتجه هذا النظام للتعاون مع مصر أم سيصطف بجوار تركيا في هذه المشاريع.

2- المحددات الاقليمية:

في بدايات الثورة السورية ومع تولي نظام السيسي السلطة، كانت عقارب الساعة المصرية دومًا تذهب بالاتجاه المعاكس للعقارب التركية، في ظل الخلافات الحادة بين النظامين في ذلك الوقت (علي خلفية الانقلاب العسكري علي الرئيس مرسي وجماعة الإخوان الحليفة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان)، ما تسبب في حدوث الكثير من المعارك السياسية والإعلامية والاقتصادية بين الطرفين، كانت سوريا – إلى جانب ليبيا والقرن الإفريقي وقطر – واحدة منها، ومن هنا جاء الدعم المصري لنظام الأسد، المعادي للنظام التركي، في محاولة لتفويت الفرصة على “تركيا أردوغان” في تحقيق أي مكسب سياسي أو عسكري في هذا الملف52.

ورغم أن العلاقات بين القاهرة وأنقرة قد شهدت تحسنًا نسبيًا خلال الفترة الماضية، إذ تبادل الرئيسان السيسي وأردوغان الزيارات خلال عام 2024، كما تمت دعوة وزير الخارجية التركي هاكان فيدان إلى الجامعة العربية في القاهرة سبتمبر 2024، فإن ذلك لا يمنع شعور القاهرة بالقلق من تمدد تركيا داخل سوريا، والذي لا يبدو أنه سيقتصر على مناطق في حلب وإدلب أو التصدي لطموحات “قوات سوريا الديمقراطية”، بل هناك ما يشير إلى هيمنة مرتقبة لأنقرة على القرار السياسي داخل دمشق، ويظهر ذلك في تشكيل الحكومة الجديدة، والاستقبال الحافل الذي حظي به الوفد التركي المشكل من وزير الخارجية ورئيس جهاز المخابرات53.

وتخشى مصر من أن يتكرر سيناريو سوريا في ليبيا؛ لأن مهندس هذه العملية في الأساس هو تركيا، وتخشى مصر من أن تقنع تركيا الولايات المتحدة بتكرار السيناريو نفسه في ليبيا تحت عنوان “طرد النفوذ الروسي من شرق ليبيا”، وهو ما سيشكل معضلة سياسية وأمنية وعسكرية لمصر إذا حاولت المجموعات المسلحة في طرابلس وغرب ليبيا، المدعومة من تركيا، عبر قاعدتي الوطية ومصراتة، أن تتجه شرقًا ناحية بنغازي، والجنوب ناحية سبها.

كما تخشي مصر من تداعيات سيطرة حلفاء تركيا علي الحكم في سوريا؛ نظرًا لإمكانية تأثير ذلك بالسلب علي مصالح مصر في منطقة شرق المتوسط الغنية بالغاز الطبيعي (مصر تعد لاعبًا رئيسيًا في منتدى غاز شرق المتوسط)، وهي المصالح التي قامت بصورة رئيسية علي تحجيم الدور التركي في هذه المنطقة عبر إقامة تحالف مع خصوم تركيا (إسرائيل واليونان وقبرص)، وذلك عبر قيام تركيا بترسيم الحدود البحرية مع سوريا وفقًا للرؤية التركية54.

3- المحددات الدولية:

حرص نظام السيسي في سياسته تجاه سوريا إلي مغازلة روسيا، الحليف الأهم والأقوى لنظام الأسد، حيث كان يعول السيسي على روسيا في دعم شرعيته المشكوك فيها على المستوى الغربي، خاصة بعد توتر العلاقات مع إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، وعليه كان الاحتماء بالدب الروسي هو الخيار الوحيد وقتها لمواجهة الانتقادات الغربية55. علي الرغم مما سببه ذلك (التقارب المصري مع روسيا في سوريا) من توتير للعلاقات المصرية – السعودية، عندما قامت الأخيرة بوقف الإمدادات البترولية لمصر عقب تصويتها بالموافقة على مشروع القرار الروسي في مجلس الأمن.

وعليه، فإن سقوط نظام الأسد في سوريا سيتسبب بلا شك في تراجع النفوذ الروسي في السياسة الدولية عمومًا ومنطقة الشرق الأوسط خصوصًا، وهو النفوذ الذي كانت تراهن عليه القاهرة في مواجهة الضغوطات الأمريكية فيما يتعلق بملف حقوق الإنسان. كما أن لجوء روسيا عقب سقوط نظام الأسد إلي نقل قوات ومعدات من سوريا إلي ليبيا56 قد يؤدي إلي عودة الاقتتال داخل ليبيا المجاورة لمصر، ما قد يصعب من تنفيذ مطالب القاهرة بضرورة خروج القوات العسكرية التركية من ليبيا، حيث تري أنقرة أن قواتها العسكرية في غرب ليبيا تهدف في المقام الأول إلي مواجهة وموازنة الوجود العسكري الروسي في الشرق الليبي.

ثالثًا: أبعاد الموقف المصري من سقوط نظام الأسد في سوريا:

تحرك النظام المصري لمواجهة تداعيات سقوط نظام الأسد في سوريا علي مصر علي أربعة مستويات رئيسية، تمثلت في:

المستوي الأول: المستوي السياسي والدبلوماسي:

1- البيانات والتصريحات الرسمية:

أالبيانات الرسمية:

بعد يومين فقط من بدء المعارضة السورية المسلحة معركة “ردع العدوان” لإسقاط نظام الأسد وسيطرتها علي إدلب وحلب، أجري وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي اتصالًا هاتفيًا، في 30 نوفمبر 2024، مع نظيره السوري بسام صباغ، أكد فيه علي “موقف مصر الداعم للدولة السورية ومؤسساتها الوطنية وأهمية دورها في تحقيق الاستقرار ومكافحة الإرهاب وبسط سيادة الدولة واستقرارها واستقلال ووحدة أراضيها”57. وفي 4 ديسمبر، تلقى وزير الخارجية المصرية اتصالًا هاتفيًا من وزير الخارجية السورية، أكد فيه عبد العاطي علي “موقف مصر الثابت والداعم للدولة السورية وسيادتها ووحدة وسلامة أراضيها. وذكر البيان أنه “تم بحث سبل الدعم العربي للدولة السورية في ظل التطورات الأخيرة، خاصة في إطار جامعة الدول العربية”58.

وكانت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، قالت بأن مسؤولين مصريين وأردنيين حثوا الرئيس السوري، بشار الأسد، على مغادرة البلاد وتشكيل حكومة في المنفى، مع تقدم فصائل المعارضة. وهو ما ردت عليه وزارة الخارجية المصرية في بيان رسمي، مؤكدة علي أن “تلك المعلومات لا أساس لها من الصحة جملة وتفصيلًا”. وكانت السفارة الأردنية في أمريكا، نفت أيضًا، ما ورد بتقرير الصحيفة59.

وبعد دخول فصائل المعارضة المسلحة إلى دمشق ومغادرة الرئيس بشار الأسد البلاد، أكدت مصر وقوفها إلى جانب سوريا، ودعمها لسيادتها ووحدة أراضيها. وقالت الخارجية المصرية في أول بيان رسمي بعد سقوط نظام الأسد، في 8 ديسمبر، إن مصر “تتابع باهتمام كبير التغير الذي شهدته سوريا الشقيقة، وتؤكد وقوفها إلى جانب الدولة والشعب السوري ودعمها لسيادة سوريا ووحدة وتكامل أراضيها”. وتابع البيان: “تدعو مصر جميع الأطراف السورية بكافة توجهاتها إلى صون مقدرات الدولة ومؤسساتها الوطنية، وتغليب المصلحة العليا للبلاد، وذلك من خلال توحيد الأهداف والأولويات وبدء عملية سياسية متكاملة وشاملة تؤسس لمرحلة جديدة من التوافق والسلام الداخلي، واستعادة وضع سوريا الإقليمي”. وأضافت الخارجية المصرية: “تؤكد مصر في هذا السياق استمرارها في العمل مع الشركاء الإقليميين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري الشقيق”60.

يلاحظ من مفردات خطاب الخارجية المصرية قبل وبعد سقوط نظام بشار الأسد تغير في مفردات الخطاب الدبلوماسي، حيث وصفت تحرك فصائل المعارضة ضد الأسد بـ”الإرهاب”، لكن بعد سقوط نظام الأسد فقد اختفت كلمة “الإرهاب” وحلت محلها كلمة “الشعب”. ولا يبدو أن تغير هذه المفردات يعكس تغير حقيقي في التوجه المصري في تعاملها مع الفصائل السورية، بقدر ما يعكس اعتراف بالأمر الواقع بنجاح هذه الفصائل في السيطرة علي الحكم في سوريا. كما أن بيان الخارجية أوضح أن التحركات المصرية تجاه سوريا لن تكون بمبادرة ذاتية وإنما بالعمل مع الشركاء الإقليميين، مما يعكس وجود نوع من التحفظ المصري علي التعامل مع الإدارة السورية الجديدة.

ومن جانب آخر، عقد مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين اجتماعًا لصياغة موقف عربي موحد إزاء قيام الجيش الإسرائيلي باحتلال أراض إضافية بالجولان السوري المحتل. وبحسب الخارجية المصرية عقد اجتماع مجلس الجامعة العربية بمبادرة من مصر وبالتعاون مع عدد من الدول العربية بهدف اتخاذ “موقف عربي موحد حيال العدوان الإسرائيلي” على الأراضي السورية. ونتج عن الاجتماع صدور قرار عربي يدين توغل إسرائيل داخل نطاق المنطقة العازلة مع الجمهورية العربية السورية وسلسلة المواقع المجاورة لها بكل من جبل الشيخ ومحافظتي القنيطرة وريف دمشق، واعتبار ذلك مخالفًا لاتفاق فك الاشتباك المبرم بين سوريا وإسرائيل عام 1974. شدد القرار العربي على أن الاتفاق المشار إليه يظل ساريًا طبقًا لقرار مجلس الأمن رقم 350 الصادر في العام ذاته، ومن ثم انتفاء تأثر ذلك الاتفاق بالتغيير السياسي الذي تشهده سوريا حاليًا. كما أدان القرار الغارات الإسرائيلية المستمرة على عدد من المواقع المدنية والعسكرية السورية، مشددًا على أن “هضبة الجولان هي أرض سورية عربية وستظل كذلك للأبد”. وطالب القرار المجتمع الدولي بإلزام إسرائيل بوصفها السلطة القائمة بالاحتلال، بالامتثال لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة؛ لاسيما قرار مجلس الأمن رقم 497 لعام 1981؛ والذي يطالب إسرائيل بالانسحاب من الجولان السوري المحتل. وبموجب القرار تكليف المجموعة العربية في نيويورك بالتحرك لعقد جلسة خاصة في مجلس الأمن لبحث الممارسات الإسرائيلية التي تهدد السلم والأمن الدوليين؛ بما في ذلك الاحتلال المستجد للأراضي السورية التي توغلت بها إسرائيل منذ الثامن من ديسمبر 202461.

وفي بيان للخارجية المصرية، أعربت مصر عن رفضها الكامل وإدانتها لقرار الحكومة الإسرائيلية بالتوسع في الاستيطان في الجولان السوري المحتل، بما يمثل انتهاكًا صارخًا لسيادة الدولة السورية ووحدة أراضيها. وتعتبر مصر الخطط الإسرائيلية للتوسع في الاستيطان داخل أراضي الجولان السورية المحتلة المخالفة للقانون الدولي إصرارًا على فرض سياسة الأمر الواقع، وتعكس مجددًا افتقاد إسرائيل للرغبة في تحقيق السلام العادل بالمنطقة، ومواصلة التوسع في الاستيلاء على أراض عربية وتغيير الوضع الديموغرافي للأراضي التي تحتلها، في انتهاك سافر للقانون الدولي وللمواثيق الدولية، بما في ذلك اتفاقيات جنيف الأربع بوصف إسرائيل السلطة القائمة بالاحتلال. وتطالب جمهورية مصر العربية الأطراف الدولية الفاعلة ومجلس الأمن بالاضطلاع بمسئولياتهم في رفض تلك الانتهاكات للسيادة السورية ولوضع حد للاستيطان الإسرائيلي62.

يمكن القول أن بيان الخارجية المصرية في تعليقها علي إعلان حكومة الاحتلال انهيار اتفاقية فض الاشتباك الموقعة مع سوريا عام 1974، ثم السيطرة على المنطقة التي كان يفترض أنها عازلة بين الجيش السوري وجيش الاحتلال، والتمدد البري داخل الأراضي السورية، يعكس تخوفًا لدى القاهرة، التي لديها اتفاقية أيضًا مع العدو الإسرائيلي، فما قامت به إسرائيل من نقض اتفاقيتها مع سوريا بتلك السهولة، يبعث برسائل غير مطمئنة إلى القاهرة بإمكانية قيام إسرائيل بالأمر نفسه فيما يتعلق باتفاقية السلام المصرية – الإسرائيلية، وربما لا تكتفي إسرائيل بالتواجد علي الحدود مع مصر في اختراق واضح للاتفاقية، وإنما قد تندفع بصورة أكبر للتواجد داخل سيناء المصرية63.

بالتصريحات الرسمية:

في أول تعليق للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، 15 ديسمبر 2024، على تطورات الأوضاع في سوريا، خلال لقاء مع عدد من الصحفيين والإعلاميين ورئيس الهيئة العامة للاستعلامات، قال: “سوريا لديها موقع جيوسياسي قوي.. من يتخذون القرار (في سوريا) هم أصحاب البلد.. إما أن يهدموها أو يبنوها”. وأضاف: “هناك تواصل مع الإدارة الأميركية الجديدة.. وسنواصل العمل على إيجاد حلول للمشاكل العالقة مثل غزة والسودان وبالطبع سوريا”64. وأضاف: “رغم كل الجهد الأمني اللي معمول عندنا، لكن ممكن تبقى فيه جماعات أو عناصر تكون خلايا نائمة”. وأشار إلى أن اصطفاف المصريين مستمر رغم كل التحديات، مؤكدًا أن وقفة المصريين هي التي حمت الدولة منذ 2011. وشدد على أهمية دور المؤسسات بما في ذلك القوات المسلحة والشرطة، لكنه أكد أن هناك شعبًا تحلى بالإرادة والفهم. وتابع: “المصريين أرادوا وفهموا مش أرادوا بس.. بدليل إن رد فعلهم تجاه كل التطورات هو رد فعل واع جدًا وفاهم جدًا”. واستكمل: “هو ده اللي مطمني إن الناس في مصر منتبهة وفاهمة ومصدقة ومستحملة علشان بلدها.. الشعب المصري هو حصن مصر، وطبعًا ربنا قبل الكل”65. وقال: “حاجتين أنا معملتهمش بفضل الله، إيدي لا اتعاصت بدم حد، ولا إيدي خدت مال حد”. وأضاف: “ربنا يحفظ مصر طول ما شعبها على قلب رجل واحد وإيد واحدة.. طول ما هم مع جيشهم وشرطتهم محدش هيقدر يعملهم حاجة”66.

واجتمع السيسي، في 15 ديسمبر 2024، بعدد من قادة القوات المسلحة والشرطة والأجهزة الأمنية المختلفة بمقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، وذلك بحضور الدكتور مصطفي مدبولي رئيس مجلس الوزراء، والفريق أول عبد المجيد صقر القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والانتاج الحربي، واللواء محمود توفيق وزير الداخلية، والفريق أحمد خليفة رئيس أركان حرب القوات المسلحة، والسيد حسن رشاد رئيس المخابرات العامة، والسادة المحافظين، وكبار قادة القوات المسلحة. وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أن اللقاء تناول تطورات الأوضاع الراهنة على الساحتين الإقليمية والدولية وانعكاساتها على الأمن القومي المصري، فضلًا عن استعراض الجهود التي تبذلها القوات المسلحة والشرطة المدنية والأجهزة الأمنية في حماية حدود الدولة المصرية وجبهتها الداخلية ضد مختلف التهديدات على كافة الاتجاهات الاستراتيجية في ظل ما تموج به المنطقة من أحداث. وأضاف السفير محمد الشناوي المتحدث الرسمي أن السيد الرئيس أكد على أن امتلاك مصر القدرة والقوة يضمن لها الحفاظ على أمن وسلامة مقدرات شعبها، مشددًا على أن الدولة المصرية تتابع عن كثب الأوضاع الإقليمية والدولية استنادًا لثوابت السياسة المصرية القائمة على التوازن والاعتدال اللازمين في التعامل مع الأحداث والمتغيرات المتلاحقة، والعمل على إنهاء الأزمات وتجنيب المنطقة المخاطر المتصاعدة بالانزلاق إلى بؤر جديدة للصراع تهدد استقرار دول المنطقة بأسرها. كما شدد الرئيس في هذا الصدد على ضرورة تعظيم قدرات كافة مؤسسات الدولة وأجهزتها، مؤكدًا على أهمية الدور الذي تضطلع به القوات المسلحة والشرطة المدنية في الحفاظ على الوطن إيمانًا منهما بالمهام المقدسة الموكلة إليهما لحماية مصر وشعبها العظيم مهما كلفهما ذلك من تضحيات. وأشار إلى أن الرئيس أكد على أن الظروف الحالية برهنت على أن وعي الشعب المصري وتكاتفه هو الضمانة الأساسية لتجاوز الأزمات الإقليمية والتهديدات المحيطة، مشيرًا إلى استمرار جهود التنمية الشاملة في كافة ربوع مصر سعيًا نحو تحقيق مستقبل يلبي تطلعات وطموحات أبناء الشعب المصري67.

وفي تصريحات خلال تفقده أكاديمية الشرطة، 21 ديسمبر، وجه السيسي كلمة للشعب، قائلًا: “حافظوا على بلدكم والبلد اللى قاعدة بناسها خلي بالكم مش تقعدوا كل شوية تهدوا في بلدكم”. وزعم السيسي أن هناك خطة ضد الدول بنشر الشائعات والكذب عبر وسائل التواصل الاجتماعي: “وفي حجم كبير من الأكاذيب والإفتراء ويجيب حدث حقيقي صغير ويكبره”. موضحًا: “والشغل ده بيتعمل من أجهزة مخابرات ولا اتكلم عن دول معينة ومن حق الناس تفكر أنها تخربنا لكن يجب أن تكون عندنا مهارة لإفشال خطته ونحن لنا خصوم والخصوم دول مش مصلحتهم أن تكون مصر كويسة”. وأضاف السيسي: “لازم تكونوا عارفين إحنا لينا خصوم والخصوم مش مصلحتهم إن مصر تبقى كويسة، بلد فيها 120 مليون، معدلات الحركة والنمو بتاعتها لو استمرت كده لمدة 10 أو 15 سنة هنكون في حتة تانية، بفضل الله معايا، مع غيري، مع اللي بعدي، فمتقعدوش كل شوية تهدوا في بلدكم، خلوا بالكم، هما يومين واللي بعدي جاي، واللي بعد منه جاي، لكن البلد اللي قاعد فيها ناسها، يبقى نهد في بلدنا ولا نحافظ عليها”68.

تصريحات السيسي وما جاء فيها من رسائل طمأنة وترهيب اشتم فيها الكثيرون رائحة الخوف والقلق مما حدث لرأس النظام السوري، لا سيما في ظل التشابه الكبير بين النظامين في الاستراتيجيات والأيديولوجيات والممارسات. حيث حاول السيسي بشكل واضح لا لبس فيه التبرؤ من كافة الجرائم التي كانت سببًا في تأليب السوريين على الأسد، والتي على رأسها ارتكاب المجازر بحق شعبه والتنكيل بهم على مدار سنوات، بجانب سرقة مقدرات الوطن وسوء إدارتها وانتشار الفساد والمحسوبية.

البداية كانت مع التبرؤ من الدماء: “لا إيدي اتعاصت بدم حد”، وهو التبرؤ الذي تكذبه عشرات الجرائم التي اُرتكبت في عهد السيسي بحق المصريين، في مقدمتها مذبحتي رابعة (القاهرة) والنهضة (الجيزة) التي وقعتا في 14 أغسطس 2013، وهما المجزرتان التي صنفتهما منظمة “هيومان رايتس ووتش” كـ”جرائم ضد الإنسانية”، حيث قتل المواطنين أحياء على مرأى ومسمع من الجميع، وبلغة تحريضية غير مسبوقة. فيما تتباين التقديرات حول عدد الضحايا، إذ تقدرهم “وزارة الصحة المصرية” بـ 670 قتيلًا ونحو 4 آلاف و400 مصاب من الجانبين، فيما تشير تقديرات المنظمات الحقوقية الدولية ما بين 904 إلى 1000 قتيل (817 في ميدان رابعة، و87 في ميدان النهضة). هذا بخلاف أحكام الإعدام بالجملة الصادرة بحق معارضين بسبب مواقفهم وآراءهم السياسية، فمنذ تولي السيسي السلطة صدرت أحكام إعدام نهائية باتة واجبة النفاذ بحق 211 مصريًا، 105 تم تنفيذ حكم الإعدام في حقهم بالفعل، فيما يواجه 106 معتقلين آخرين تنفيذ الإعدام في أي لحظة، لتحتل مصر المرتبة الثالثة عالميًا بتطبيق عقوبة الإعدام، بعد الصين وإيران، وفقًا لـ”المنظمة العربية لحقوق الإنسان” (مستقلة)69.

واليوم وبعد تحرير المعتقلين من سجن “صيدنايا” وغيره من السجون السورية، تتصدر مصر قائمة الدول التي تمتلك أكبر عدد من معتقلي الرأي في المنطقة العربية والشرق أوسطية، فبحسب تقديرات المنظمات الحقوقية، الدولية والمحلية، هناك 60 ألف معتقل (من بينهم أكثر من 300 امرأة) في سجون النظام المصري وما يزيد عن 12 ألف مختف قسريًا منذ عام 2013. ووفق التقرير الذي أصدرته “الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان” في 2021، فإن عدد السجون في مصر ارتفع لـ 78 سجنًا، منهم 35 سجنًا بنيت في عهد السيسي منذ 2014 وحتى اليوم. والواقع في السجون المصرية لا يختلف كثيرًا عن نظيره في السجون السورية، حيث التفنن في التعذيب والتنكيل بالمعتقلين، خاصة أصحاب الرأي منهم، وذلك وفق شهادات من تعرضوا لتجارب اعتقال سابقة، بجانب ما وثقته شبكات حقوق الإنسان في الداخل والخارج، الأمر الذي برهنت على صحته عشرات المقاطع المصورة والمسربة من داخل تلك المعتقلات. في أكتوبر 2022 نقل تقرير نشرته صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية عن منظمات حقوق الإنسان المصرية والدولية قولها إن نشطاء الرأي في المعتقلات المصرية تعرضوا لأقسى حملات القمع على مستوى العالم، مستندة في ذلك لشهادات معتقلين سابقين تعرضوا لأنواع شتى من التعذيب والتنكيل. وإن كان في سوريا صيدنايا ففي مصر “سجن طرة 992″ المعروف إعلاميًا بـ”سجن العقرب” نتيجة سمعته السيئة، والذي لا يقل عنه إجرامًا وبشاعة70.

أما فيما يتعلق بسوء إدارة أموال الدولة وتوجيهها لمشاريع غير ذات أهمية في الوقت الراهن، يبحث من خلالها السيسي عن مجده الشخصي، كالعاصمة الإدارية الجديدة (60 كيلومترًا من شرق القاهرة على مساحة 170 ألف فدان (688 كيلومترًا))، حيث حاول نفي الانتقادات الموجهة بشأن تحميل الدولة مزيدًا من الأعباء والديون الضخمة بسبب هذا المشروع الضخم، مؤكدًا في لقاءه أن هذا المشروع لم يكلف الدولة شيئًا. صفحة “صحيح مصر” المعنية بتدقيق المعلومات المنتشرة على مواقع ومنصات الإنترنت، كذبت حديث السيسي في تلك المسألة، كاشفة بالأرقام والتواريخ والمصادر اقتراض الدولة المصرية عشرات المليارات من الدولارات من أجل إنشاء مشاريع العاصمة الإدارية، استنادًا إلى تصريحات المسؤولين الحكوميين أنفسهم. ومن الأمثلة التي استعرضتها الصفحة، تكلفة محطة كهرباء العاصمة (من أضخم المحطات في مصر) نحو 2.041 مليار يورو، وفقًا لموقع “رئاسة الجمهورية”، وتصريح وزير الكهرباء آنذاك محمد شاكر خلال افتتاح المحطة عام 2018، حين أشار إلى أن كل الأموال التي بُنيت بها تلك المحطة جاءت عن طريق جهات التمويل العالمية والبنوك ولا بد من ردها، أي أنها ديون على مصر تستوجب السداد من ميزانية الدولة. هذا بخلاف مشروع القطار السريع الذي كلف الدولة 1.2 مليار دولار، وجرى تمويله عبر قرض من بنك صيني، ومشروع المونوريل الذي اقترضت الحكومة لأجله 1.8 مليار يورو، كما اقترضت وزارة الإسكان في عام 2019 مبلغ 3 مليارات دولار من بنوك صينية، من أجل إنشاء حي المال في العاصمة الإدارية. علاوة على ذلك مصادرة أموال مئات الشخصيات العامة ورجال الأعمال بحجة دعمها الانتماء لجماعات محظورة، وتشكيل لجنة خاصة مهمتها الرئيسية حصر ثروات الإسلاميين تمهيدًا لمصادرتها، ومنع آلاف الأسر من التصرف برؤوس أموالها، بجانب التنكيل ببعض كبار رجال الأعمال بسبب رفضهم التخلي عن جزء من ثرواتهم وممتلكاتهم لصالح صندوق “تحيا مصر”، الذي يرأسه السيسي نفسه، والضغط عليهم بالثنائية المعروفة: إما التنازل وإما الحبس.

ومن مؤشرات الارتباك الذي بدا عليه السيسي خلال هذا اللقاء، التغير الواضح في لغة الخطاب الموجهة للسوريين، حيث التحول من اتهامهم بأنهم السبب فيما أسماه “خراب بلدهم”، وأنهم من أوصلوها إلى هذا المستوى من الفوضى، إلى الحديث عن مسؤوليتهم تجاه وطنهم، وأنهم وحدهم من يتحملون تبعات ما حدث، إما أن يبنوها وإما أن يهدموها.

وعلى مدار عقد كامل، سعى السيسي وإعلامه إلى حشر المصريين في ركن ضيق للغاية، حيث وضعهم بين خيارين لا ثالث لهما، إما قبول الوضع الحالي بكل مساوئه أملًا في تحسن محتمل مستقبلًا، وإما الفوضى التي لا يمكن استشراف مالاتها الكارثية على عموم المصريين، حيث فزاعة الإسلاميين والسيطرة على الحكم، وهي الثنائية التي دومًا ما ترددها ديكتاتوريات العالم، أنا أو الفوضى71.

2- الاتصالات واللقاءات الدبلوماسية:

كان لافتًا أن القاهرة لم تقم بأي اتصال أو لقاء رسمي مع الإدارة السورية الجديدة، علي الرغم مما تشهده العاصمة السورية دمشق من نشاط دبلوماسي مكثف بزيارات لوفود أجنبية وعربية لمناقشة تطورات الأوضاع الراهنة في البلاد. حيث أجرت وفود دبلوماسية من الاتحاد الأوروبي وفرنسا وأمريكا وبريطانيا وتركيا مشاورات مكثفة مع قائد الفصائل المسلحة في سوريا أحمد الشرع في دمشق72.

كما أجرت وفود دبلوماسية من السعودية وقطر والأردن ولبنان مشاورات مكثفة مع الشرع في دمشق، وذلك للتشاور حول مستقبل سوريا السياسي والتأكيد على وقوف الدول العربية إلى جانب الدولة السورية التي تعيش منعطف تاريخي بعد إسقاط نظام حكم الرئيس بشار الأسد. فيما أجرى وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان اتصالًا هاتفيًا بنظيره السوري الجديد أسعد حسن الشيباني73.

ومن جانب آخر، رفضت مصر التجاوب مع دعوات من الجالية السورية في مصر برفع “علم الثورة الجديد” على مقر السفارة السورية بالقاهرة؛ بحجة أن عملية تغيير العلم تخضع لـ”إجراءات بروتوكولية”، حيث يحتاج ذلك إلى خطاب من حكومة الإنقاذ إلى الحكومة المصرية، إلى جانب اعتراف من الدولة المضيفة (مصر) بالحكومة الجديدة بدمشق. وجاء الرفض المصري علي الرغم من رفع السفارات السورية في روسيا وأميركا والصين وعدد من دول العالم علم الثورة الجديد74.

أالاتصالات الدبلوماسية:

وفي مقابل عدم إجرائها أي اتصال دبلوماسي مع الإدارة السورية الجديدة، فقد اكتفت القاهرة – عبر وزارة خارجيتها – بإجراء اتصالات لتبادل الرؤى بشأن التطورات في سوريا مع الأطراف الدولية المهتمة بالشأن السوري. حيث أجري بدر عبد العاطى وزير الخارجية والهجرة اتصالات هاتفية مع كل من الشيخ عبد الله بن زايد، نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية بدولة الإمارات العربية المتحدة، وأيمن الصفدي، نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشئون المغتربين بالمملكة الأردنية الهاشمية، والدكتور فؤاد حسين، نائب رئيس الوزراء ووزير خارجية جمهورية العراق، وأحمد عطاف، وزير الشئون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج في الجمهورية الجزائرية الديموقراطية الشعبية75، والأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي76، حيث تبادل الوزير عبد العاطي مع نظرائه العرب التقييمات بشأن المستجدات في سوريا وموقف مصر منها77.

كما تباحث وزير الخارجية المصري، خلال اتصال هاتفي، بشأن مستجدات الوضع السوري مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف78. وسبق (قبل سقوط نظام الأسد) وأن تباحث وزير الخارجية المصري خلال اتصال هاتفي مع أنتوني بلينكن، وزير الخارجية الأمريكي، حول التطورات المتسارعة في سوريا وتداعياتها على أمن واستقرار المنطقة79.

باللقاءات الدبلوماسية:

في مقابل عدم إجرائها أي لقاء دبلوماسي مع الإدارة السورية الجديدة، فقد عقدت القاهرة عدة لقاءات مع الأطراف الدولية المهتمة بالشأن السوري.

اللقاءات مع تركيا وإيران: عقد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، في 18 ديسمبر 2024، مباحثات مع نظيريه التركي هاكان فيدان والإيراني عباس عراقجي. جاء ذلك على هامش اجتماع وزراء خارجية منظمة الدول الثماني النامية للتعاون الاقتصادي، المنعقد في القاهرة80. كما كانت التطورات في سوريا علي رأس أجندة اللقاءات التي عقدها الرئيس السيسي مع كل من نظيره الإيراني، مسعود بزشكيان81، ونظيره التركي رجب طيب أردوغان، خلال اللقاءات المنفصلة، في 19 ديسمبر، وذلك على هامش قمة الدول الإسلامية الثماني النامية للتعاون الاقتصادي، التي تعقد بالعاصمة الإدارية الجديدة82.

اللقاءات مع الدول العربية: بدعوة من وزير خارجية المملكة الاردنية الهاشمية، اجتمع في ١٤ ديسمبر ٢٠٢٤ في مدينة العقبة وزراء خارجية الدول الأعضاء في لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا، والمشكلة بموجب القرار رقم 8914 الصادر عن الدورة غير العادية لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري، وهي المملكة الأردنية الهاشمية – المملكة العربية السعودية – جمهورية العراق – الجمهورية اللبنانية – جمهورية مصر العربية، وأمين عام جامعة الدول العربية، وبمشاركة وزراء خارجية دولة الامارات العربية المتحدة، ومملكة البحرين، رئيس الدورة الحالية للقمة العربية، ودولة قطر.

وبحث المجتمعون التطورات التي شهدتها سوريا على مدار الاسابيع الماضية، وأكد المجتمعون على:

  1. الوقوف إلى جانب الشعب السوري الشقيق، وتقديم كل العون والإسناد له في هذه المرحلة الدقيقة، واحترام إرادته وخياراته.
  2. دعم عملية انتقالية سلمية سياسية سورية – سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية، وبما فيها المرأة والشباب والمجتمع المدني بعدالة، وترعاها الأمم المتحدة والجامعة العربية، ووفق مبادئ قرار مجلس الأمن رقم ٢٢٥٤ وأهدافه وآلياته، بما في ذلك تشكيل هيئة حكم انتقالية جامعة بتوافق سوري، والبدء بتنفيذ الخطوات التي حددها القرار للانتقال من المرحلة الانتقالية إلى نظام سياسي جديد، يلبي طموحات الشعب السوري بكل مكوناته، عبر انتخابات حرة ونزيهة، تشرف عليها الأمم المتحدة، استنادًا إلى دستور جديد يقره السوريون، وضمن تواقيت محددة وفق الآليات التي اعتمدها القرار.
  3. دعم دور المبعوث الأممي إلى سوريا، والطلب من الأمين العام للأمم المتحدة تزويده كل الإمكانات اللازمة وبدء العمل على إنشاء بعثة أممية لمساعدة سوريا لدعم العملية الانتقالية في سوريا ورعايتها ومساعدة الشعب السوري الشقيق في انجاز عملية سياسية يقودها السوريون وفق القرار ٢٢٥٤83.
  4. أن هذه المرحلة الدقيقة تستوجب حوارًا وطنيًا شاملًا وتكاتف الشعب السوري بكل مكوناته وأطيافه وقواه السياسية والاجتماعية لبناء سوريا الحرة الآمنة المستقرة الموحدة التي يستحقها الشعب السوري بعد سنوات طويلة من المعاناة والتضحيات.
  5. ضرورة الوقف الفوري لجميع العمليات العسكرية.
  6. ضرورة احترام حقوق الشعب السوري بكل مكوناته، ومن دون أي تمييز على أساس العرق أو المذهب أو الدين، وضمان العدالة والمساواة لجميع المواطنين.
  7. ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية وتعزيز قدرتها على القيام بأدوارها في خدمة الشعب السوري، وحماية سوريا من الانزلاق نحو الفوضى، والعمل الفوري على تمكين جهاز شرطي لحماية المواطنين وممتلكاتهم ومقدرات الدولة السورية.
  8. الالتزام بتعزيز جهود مكافحة الإرهاب والتعاون في محاربته في ضوء أنه يشكل خطرًا على سوريا وعلى أمن المنطقة والعالم، ويشكل دحره أولوية جامعة.
  9. التضامن المطلق مع الجمهورية العربية السورية الشقيقة في حماية وحدتها وسلامتها الإقليمية وسيادتها وأمنها واستقرارها وسلامة مواطنيها.
  10. توفير الدعم الإنساني الذي يحتاجه الشعب السوري، وبما في ذلك من خلال التعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية.
  11. تهيئة الظروف الأمنية والحياتية والسياسية للعودة الطوعية للاجئين السوريين إلى وطنهم وتقديم كل العون اللازم لذلك، وبالتعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية.
  12. تحقيق المصالحة الوطنية ومبادئ العدالة الانتقالية وفق المعايير القانونية والإنسانية ومن دون انتقام، وحقن دماء الشعب السوري الشقيق الذي يستحق أن تنتهي معاناته.
  13. إدانة توغل إسرائيل داخل المنطقة العازلة مع سوريا وسلسلة المواقع المجاورة لها في جبل الشيخ ومحافظتي القنيطرة وريف دمشق، ورفض الاحتلال الغاشم الذي يمثل خرقًا للقانون الدولي ولاتفاق فك الاشتباك المبرم بين سوريا وإسرائيل في العام ١٩٧٤، والمطالبة بانسحاب القوات الإسرائيلية، وإدانة الغارات الإسرائيلية على المناطق والمنشئات الأخرى في سوريا، والتأكيد على أن هضبة الجولان أرض سورية عربية محتلة يجب انهاء احتلالها، ومطالبة مجلس الأمن اتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف هذه الاختراقات.
  14. أن أمن سوريا واستقرارها ركيزة للأمن والاستقرار في المنطقة، وسنقف مع شعبها الشقيق في عملية إعادة بنائها دولة عربية موحدة، مستقلة، مستقرة آمنة لكل مواطنيها، لا مكان فيها للإرهاب أو التطرف، ولا خرق لسيادتها أو اعتداء على وحدة أراضيها من أي جهة كانت.
  15. أن التعامل مع الواقع الجديد في سوريا سيرتكز إلى مدى انسجامه مع المبادئ والمرتكزات أعلاه، وبما يضمن تحقيق الهدف المشترك في تلبية حقوق الشعب السوري وتطلعاته.
  16. التنسيق مع بقية الدول العربية لعقد اجتماع لمجلس الجامعة لتقديم تقرير اللجنة حول اجتماعها هذا إليه.
  17. التواصل مع الشركاء في المجتمع الدولي لبلورة موقف جامع يسند سوريا في جهودها بناء المستقبل الذي يستحقه الشعب السوري الشقيق وبما ينسجم مع الأسس المتفق عليها أعلاه، ووفق قرارات مجلس الأمن ذات الصلة84.

وعند قراءة بنود البيان الختامي نستنتج الملاحظات التالية:

  1. بدا من عبارات البيان أنه صيغ على نحو شديد الحذر يعبر عن تباين بين العواصم العربية في فهم التحول السوري وطبيعة التعامل معه. وكان واضحًا أن البيان آثر دعم البلد وشعبه آخذًا مسافة واضحة من قوى الأمر الواقع الجديدة.
  2. طغى على فحوى البيان روح التوجس الذي أظهرته إملاءات وشروط في عبارة “إن التعامل سيرتكز على مدى انسجام الوضع الجديد”.
  3. تركيز البيان على ما يشبه الشروط، في مسألة الحوار واحترام المكونات والقرار 2254، ما يتناقض مع قرار جامعة الدول العربية بإعادة سوريا، في ظل النظام السابق، إلى صفوفها، واستئناف بعض الدول العربية العلاقات الدبلوماسية معها، على الرغم من غياب أي حوار، أو احترام لحقوق المكونات، أو التزام بالقرار الأممي.
  4. لم يظهر البيان أي توجه لإمكانية إعطاء مقعد سوريا بالجامعة العربية للإدارة الجديدة.
  5. عبر البيان عن الاستمرار في نأي المنظومة العربية بالنفس عن أي انخراط خاص بها بشأن المسألة السورية. فلم يدع البيان إلى مبادرة عربية خاصة تكون، على الأقل، حاضرة إلى جانب أطراف وازنة أخرى (تركيا خصوصًا)، واستمر في دعم خيار إحالة الأمر حصريًا إلى الأمم المتحدة وممثلها وقرارها المختص85.

لاقى هذا البيان ردود فعل متباينة في الأوساط السورية؛ فلم يصدر أي تعليق رسمي من الحكومة الانتقالية السورية، بقيادة رئيس الوزراء محمد البشير، أو من إدارة الشؤون السياسية في دمشق، في حين عبر كل من الائتلاف الوطني السوري وهيئة التفاوض السورية عن مواقف مؤيدة؛ فقد أصدر الائتلاف الوطني بيانًا وصف فيه المبادرة بأنها “تعبير عن دعم صادق وهام لتطلعات الشعب السوري، بهدف تعزيز عملية انتقالية سياسية سورية – سورية جامعة تشرك كافة القوى السياسية والاجتماعية السورية”. ورحبت رئاسة هيئة التفاوض السورية بالمبادرة، معتبرة إياها “مشروعًا حقيقيًا متوازنًا لإنقاذ سوريا وضمان وحدتها”. بينما رفضت أطراف سورية أخرى المبادرة، مشككة بدوافع اجتماع العقبة وأهدافه، وعدته تحريضًا واضحًا للمجتمع الدولي على عدم الاعتراف بالنظام الجديد، وخطوة نحو وضع سورية “تحت وصاية الأمم المتحدة” وإخراج عملية التفاهم من الإطار السوري إلى إطار إقليمي دولي86. وتساءل الرافضون لهذا الاجتماع ومخرجاته عن الدور المنوط بالأمم المتحدة والجامعة العربية للقيام به من أجل سوريا، فماذا فعلت تلك المنظمات حين كان نظام الأسد يقتل السوريين بالبراميل المتفجرة؟ أين كانت وقتما زُج بالآلاف في سجن صيدنايا وغيره؟ أين كانوا حين خرج الشعب السوري للتعبير عن إرادته فتم سحقه على مرأى ومسمع من الجميع؟ لماذا اختفوا بالأمس واليوم يأتون لفرض الوصاية وكأن الشعب السوري غير مؤهل بعد لإدارة بلاده؟

وخيمت حزمة من المؤشرات على الاجتماع قبل انعقاده أثارت الشكوك في نواياه وجدية مزاعمه بشأن احترام خيارات السوريين ودعم سوريا الجديدة، على رأسها غياب تمثيل المعارضة السورية التي أطاحت بنظام الأسد، واستبعادها من الاجتماع بشكل مثير للتساؤل، هذا بخلاف انعقاد الاجتماع ذاته في العقبة الأردنية، بعيدًا عن دمشق العاصمة، خاصة بعد تحريرها وقدرتها على احتضان مثل تلك الاجتماعات التي تناقش الشأن السوري.

الدول التي شاركت في الاجتماع كانت هي الأخرى جزءًا من الجدل المثار حول مخرجاته، إذ إن معظمها كان داعمًا لنظام الأسد ومحتضنًا له ومناهضًا للثورة والثوار منذ البداية، وهو ما شكك في نوايا المشاركين، التي تكشفت نسبيًا مع صدور البيان الذي اعتبره البعض يحتوي على قنابل موقوتة وملغمًا بالكثير من المتفجرات التي تستهدف الثورة وسوريا الجديدة. فالإمارات التي شاركت في الاجتماع كان رئيسها محمد بن زايد أول من تواصل مع بشار الأسد بعد تحرير المعارضة لمدينة حلب، وأعلن دعمه للنظام في مواجهة الثوار، الموقف ذاته اتخذته القاهرة من خلال الاتصال الذي أجراه وزير خارجيتها بنظيره لدى النظام، هذا بخلاف السعودية التي كان لولي عهدها الدور الأكبر في إعادة رئيس النظام السوري للجامعة العربية بعد سنوات من العزلة والتجميد، كذلك الأردن التي لم يتوقف دعمها الاستخباراتي للنظام البائد رغم الخلاف بينهما بسبب تجارة المخدرات. في هذا السياق، يري البعض أن الدولتين الوحيدتين اللتين تملكان حق الحديث عن الشأن السوري في هذا الاجتماع، هما تركيا التي دعمت الثورة منذ بدايتها وناهضت نظام الأسد حتى وإن غازلته مؤخرًا، وقطر التي كان لها موقفها الواضح والثابت إزاء المشهد السوري منذ 2011.

وفي ضوء ذلك، يرجح البعض أن الهدف الأساسي لهذا الاجتماع يتمثل في القضاء على الثورة السورية وتمهيد الطريق نحو عودة النظام السوري، سواء بوجود الأسد أو بغيره، بالمال الخليجي والمؤامرات الإقليمية، وهو ما حدث سابقًا في بعض العواصم العربية87. وفي هذا السياق؛ كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” عن قيادة الإمارات لتحركات إقليمية بمشاركة الأردن ولبنان لضمان عدم هيمنة الإسلاميين على الحكومة الانتقالية في سوريا، خوفًا من عودة التطرف وتأثيره على استقرار المنطقة88، وهو ما عبر عنه بشكل واضح المستشار الدبلوماسي للرئيس الإماراتي، أنور قرقاش، حين أشار إلى قلق أبو ظبي إزاء الانتماء الديني للفصائل السورية المسلحة التي أسقطت نظام بشار الأسد، وذلك خلال كلمة له في “مؤتمر السياسات العالمية” الذي عقد في أبو ظبي في 14 ديسمبر 202489.

اللقاء مع إسرائيل: قام رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي هرتسي هاليفي بزيارة إلى مصر، في 10 ديسمبر 2024، برفقة رئيس جهاز الأمن الداخلي “الشاباك” رونين بار. وقد كشفت صحيفة “معاريف” العبرية، عن أن السبب الرئيسي لهذه الزيارة يعود إلى القلق الناجم عن التطورات الأخيرة في سوريا، بما في ذلك احتمالية أن يرفع معارضو الأنظمة في أنحاء الشرق الأوسط رؤوسهم، بدءًا من الأردن مرورًا بالعراق وصولًا إلى السعودية والبحرين والكويت وحتى مصر. وأوضحت أن “هذا يثير القلق لدى جميع قادة الدول المحيطة، ولهذا السبب طلبت مصر عقد لقاء عاجل مع رئيس الأركان الإسرائيلي الجنرال هرتسي هاليفي، ورئيس الشاباك رونين بار، اللذين اجتمعا مع نظرائهما في مصر لساعات طويلة”. وكشفت الصحيفة عن أنه “من الممكن توقع نشاط وقائي الأيام المقبلة من وحدات الشرطة وأجهزة الأمن بدول المنطقة ضد نشطاء الجماعات الانفصالية أو الجماعات المتطرفة؛ وذلك لمنع ما حدث في سوريا على أراضيهم”. وكانت وسائل إعلام مصرية، قد ربطت زيارة هاليفي وبار بمساعي الوصول إلى تهدئة في قطاع غزة، واحتواء التصعيد في المنطقة. وذكرت قناة “القاهرة الإخبارية” أن “الزيارة تأتي في إطار سعي مصر للوصول إلى تهدئة في غزة، ودعم دخول المساعدات إلى القطاع، ومتابعة تدهور الأوضاع في المنطقة”، دون تفاصيل أكثر90.

وفيما أكد البعض علي أنه ما من شك بأن الأنظمة العربية بما فيها مصر تشعر بقلق بالغ من تداعيات ما حدث في سوريا، إلا أنهم أكدوا في ذات الوقت علي أن الصحافة الإسرائيلية أحيانًا تبالغ في تقديم محورية دور الكيان في المنطقة خصوصًا في الأجواء الحالية التي تحرص فيها على ترميم صورتها بعد ما لحق بها في طوفان الأقصى. وأن مصر قد تطلب دعمًا من الغرب أو الخليج لتحسين بعض جوانب الوضع الاقتصادي مثلًا؛ أو تنسق مع دول المنطقة الحليفة للتدخل في سوريا بأي صورة لإفشال النظام الجديد؛ لكن لا مجال لطلب دعم إسرائيلي بالمعنى الذي تزعمه “معاريف”.

وفي المقابل، ذهب البعض إلي تصديق كل ما جاء في صحيفة “معاريف”، خاصة وأن طلب النظام المصري للدعم الإسرائيلي ليس وليد اللحظة، ولم يبدأ مع أحداث سوريا، فالنظام المصري قبل أن يتشكل في قالبه الحالي ويحظى بدعم دبلوماسي إسرائيلي واسع بكل أروقة واشنطن المهمة في 2013 و2014، وقبل أن يصبح السيسي رئيسًا. فمع انقلاب 3 يوليو 2013، تحركت الدبلوماسية الإسرائيلية والإماراتية وتكاتفت لتثبيت أركان الانقلاب ودعمه بالأوساط الدبلوماسية والنخب الأمريكية. ولاحقًا أصبح السيسي رئيسًا وأصبح هناك تعاون أمني وعسكري وثيق فيما يخص سيناء وملاحقة الجماعات المسلحة، ومؤخرًا يبدو أن هناك تواطؤ مصري مع الإبادة الإسرائيلية في غزة عقب “طوفان الأقصى” للتخلص من الخصم المشترك لإسرائيل ومصر (حماس)91.

المستوي الثاني: المستوي الأمني:

1- التضييق علي السوريين الموجودين في مصر: اعتقلت قوات الأمن المصرية عددًا من السوريين في مدينة 6 أكتوبر بمحافظة الجيزة، والعبور بمحافظة القليوبية، بتهمة التجمع دون تصريح، وذلك أثناء احتفالهم بانتصار الثورة السورية وهروب رئيس النظام بشار الأسد وسقوط حكم البعث92.

كما فرضت مصر قيودًا جديدة على تجديد الإقامات، ودخول الأراضي المصرية، وأيضًا على الأنشطة الاقتصادية التي يمارسها السوريون في مصر. حيث أعلنت الأجهزة الأمنية المصرية عن ضرورة الحصول على موافقة أمنية مسبقة لتجديد إقامة السوريين في البلاد. وتم تعليق تجديد الإقامات مؤقتًا حتى إشعار آخر، ريثما تُستكمل الفحوصات الأمنية اللازمة. وتُشرف ثلاث جهات أمنية على مراجعة وفحص طلبات تجديد الإقامة. وشملت الإجراءات الجديدة إلغاء أي استثناءات سابقة كانت تُمنح لبعض السوريين لدخول أو الإقامة في مصر.

في السياق ذاته، فرضت السلطات المصرية قيودًا مشددة على دخول السوريين إلى أراضيها. شملت هذه الإجراءات منع دخول السوريين الحاملين لإقامات أو تأشيرات من دول أوروبية، أمريكية، وكندية، إلا بعد الحصول على موافقة أمنية مسبقة. كما تم تعليق دخول السوريين الحاملين لتأشيرات “شنغن” إلى مصر. وتم وضع شروط جديدة للسوريين المتزوجين من مصريين أو مصريات، حيث أصبح دخولهم مشروطًا أيضًا بالحصول على موافقة أمنية. وبحسب التصريحات الرسمية، فإن تلك القيود لا تستهدف السوريين بشكل خاص، بل تأتي في إطار مراجعة دقيقة للملفات الأمنية لجميع القادمين إلى مصر، وذلك بعد تطورات الأوضاع في سوريا والقرارات السياسية الإقليمية والدولية التي أثرت على الوضع الأمني في المنطقة.

من ناحية أخرى، فرضت السلطات ضوابط جديدة على الأنشطة الاقتصادية التي يزاولها السوريون في مصر، من أبرز القرارات التي تم اتخاذها هو فرض شرط الموافقة الأمنية المسبقة على فتح أي نشاط تجاري أو اقتصادي يملكه أو يديره سوريون في مصر. تشمل هذه الأنشطة فتح المطاعم، المحلات التجارية، شركات التصدير والاستيراد، والأعمال الحرة. في هذه الحالة، لا يُسمح للسوريين بفتح أو إدارة أي نوع من المشاريع التجارية دون أن تحصل هذه الأنشطة على التصريح الأمني من الجهات المعنية.

تزامنًا مع الضوابط على الأنشطة التجارية، يتم فرض ضوابط دقيقة على مصادر التمويل الخاصة بالمشروعات السورية. إذ تقوم السلطات المصرية بمراجعة مصادر الأموال التي يتم استخدامها لتمويل هذه المشاريع، للتأكد من عدم وجود ارتباطات بأطراف قد تشكل تهديدًا للأمن القومي أو تستخدم لأغراض سياسية أو تمويل نشاطات إرهابية. إلى جانب ذلك، تقوم الأجهزة الأمنية بمراقبة التحويلات المالية الخاصة بالسوريين داخل وخارج مصر، لضمان عدم استخدامها في عمليات قد تؤثر على الاستقرار الاقتصادي في البلاد.

ووفقًا لتصريحات مصادر أمنية، قامت السلطات بإعداد قائمة تضم عددًا من السوريين الذين تم تحديدهم للإبعاد من البلاد لدواعٍ أمنية. وأوضحت المصادر أن هذه الإجراءات اتُخذت بناءً على مراجعات دقيقة وأنها لا تستهدف الجالية السورية بشكل عام.

وتعد الجالية السورية واحدة من أكبر الجاليات الأجنبية في مصر، حيث يبلغ عددهم نحو 1.5 مليون شخص. منذ اندلاع الأزمة السورية في 2011، لعب السوريون دورًا بارزًا في تنشيط الاقتصاد المصري، خاصة من خلال الأنشطة التجارية الصغيرة والمتوسطة مثل المطاعم والمحلات التجارية الصغيرة. كانت هذه المشاريع مصدرًا رئيسيًا للدخل للعديد من العائلات السورية، وعاملًا هامًا في توفير فرص عمل للمصريين أيضًا.

ومع ذلك، فإن الإجراءات الأخيرة التي فرضتها السلطات المصرية على تجديد الإقامات وعلى الأنشطة التجارية للسوريين قد تؤثر على الاقتصاد المحلي في مصر. فالسوريون أصبحوا يشكلون جزءًا مهمًا من الحركة التجارية والاقتصادية في البلاد، وتأثير هذه الإجراءات قد يؤدي إلى تباطؤ النشاط التجاري في بعض القطاعات التي يسيطرون عليها. كما أن هذه الإجراءات قد تؤدي إلى تشويش على العلاقات بين الجالية السورية والحكومة المصرية93.

2- التحذير من موجة اعتقالات في مصر: تزايدت بشكل لافت التحذيرات من حملات الاعتقال الأمني في مصر، فتحت عنوان: “بيان هام وعاجل”، قالت “الشبكة المصرية لحقوق الإنسان”، ومقرها العاصمة البريطانية، لندن، في 11 ديسمبر 2024، إنه: “مع تزايد التقارير حول زيادة وتيرة الحملات الأمنية والاعتقالات التي تنفذها الأجهزة الأمنية، نوجه الذين سبق احتجازهم واعتقالهم أو لديهم ملفات أمنية من المصريين، لضرورة اتخاذ الحيطة والحذر”. وأشارت الشبكة الحقوقية إلى أن السلطات الأمنية المصرية كثفت مؤخرًا من حملات الاعتقال التعسفي، لتطال العديد من المصريين، وإخفائهم قسريًا بمقرات “جهاز الأمن الوطني” و”معسكرات الأمن المركزي”94.

المستوي الثالث: المستوي الاقتصادي:

أشارت تقارير إعلامية إلى توجيهات رئاسية صدرت أخيرًا تتضمن إرجاء إجراءات اقتصادية كانت مقررة منتصف ديسمبر 2024، في إطار ما وصف باستراتيجية الدولة للحفاظ على الاستقرار الاجتماعي وتجنب أية ارتدادات قد تؤثر على الشارع المصري. ووفقًا للمعلومات، تم إخطار منظمي جلسات الحوار الوطني بعدم عقد أي نقاشات تتعلق بتصورات إلغاء منظومة الدعم العيني للفقراء ومحدودي الدخل. وعلى العكس، كُلفت وزارة التضامن الاجتماعي بالإعلان عن التوسع في إضافة أعداد جديدة من الأسر المستفيدة من برنامج “تكافل وكرامة”، الذي يهدف إلى دعم الفئات الأكثر احتياجًا في البلاد95.

المستوي الرابع: المستوي الإعلامي:

أشار أحد الإعلاميين المعارضين لنظام السيسي إلي أن هناك ثلاث دول عربية وجهوا لجانهم الالكترونية للتجهيز لحملة ضخمة ضد الإدارة السورية الجديدة وأفرادها تمهيدًا لتعبئة الرأي العام داخل تلك الدول أولًا ثم داخل سوريا ثانيًا ثم على المستوى العالمي. وتم إعطاء الضوء الأخضر لاستقطاب وتمويل مجموعات من مثقفي الخارج “علمانيين” وإعلامي النظام السابق، وبعض رموز ومثقفي الطائفة العلوية، سيتم تنفيذ حملة شبيهة بالتي تم تمويلها في مصر إبان الانقلاب العسكري إعلاميًا. هذه الدول العربية الثلاثة تنسق موقفها مع اسرائيل بالتزامن مع هجوم وزير الخارجية الصهيوني على الجولاني وإدارته96.

وبالفعل، ومنذ سقوط نظام الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد في الثامن من ديسمبر 2024، تبنى العديد من الإعلاميين المصريين المحسوبين على النظام مواقف معارضة للثوار السوريين ودعمت نظام الأسد. وقد اعتبر الإعلاميون أن ما يحدث في سوريا ليس ثورة شعبية، بل مؤامرة خارجية تهدف إلى زعزعة استقرار المنطقة97. وفي هذا السياق؛ قال الإعلامي المصري أحمد موسي المقرب من السلطة – بل يُنظر إليه علي أنها متحدث بلسان النظام داخل الإعلام المصري – أن “سوريا ستكون إمارة إسلامية، موجهًا خطابه إلي كل من يهتفوا ويفرحوا بسقوط سوريا، ترقبوا الفترة القادمة ما سيتم تنفيذه من تلك التنظيمات الإرهابية على الأرض، قالها الإرهابي الداعشى أبو محمد الجولانى في حوار تليفزيوني سابق عندما نسيطر على دمشق سنقوم بتأسيس دولة الخلافة الإسلامية وتأسيس مجلس للشورى والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ومحاكم شرعية، وبالتبعية سيمنعوا خروج السيدات من بيوتهن بدون محرم وارتداء الخمار، وتدمير الآثار والمناطق التاريخية. قيام دولة طالبان جديدة في الشام هذا هو المستقبل الأسود القادم على الأرض السورية، ستجدوا المد التركي والأمريكي والصهيوني واستباحة سوريا وأراضيها بشكل كبير لن تعود سوريا كما كانت قبل ٢٠١١، سقطت سوريا وستصبح إمارة إسلامية”98.

وعلق موسى، خلال تقديم برنامج “على مسئوليتي” المذاع على قناة “صدى البلد”، على ظهور أحد المطلوبين أمنيًا (محمود فتحي)، رفقة أحمد الشرع ومستشار العلاقات الخارجية لحزب العدالة والتنمية التركي ياسين أقطاي، قائلًا: “ده إرهابي محكوم عليه بالإعدام بتهمة اغتيال المستشار هشام بركات النائب العام، وعنده ما يقرب من 15 قضية تانية”. وتابع موسى: “الإرهابي محمود فتحي ظهر في أكثر من لقاء مع شخصيات إخوانية إرهابية مثل محمد ناصر ووجدي غنيم وغيرهم”99.

وطالب موسى، بتنفيذ أحكام الإعدام الباتة تجاه عدد من عناصر جماعة الإخوان. وقال في برنامجه “على مسئوليتي” :”هناك أحكام إعدام باتة واجبة النفاذ ضد عناصر من جماعة الإخوان الإرهابية ولابد من تنفيذها في هذا التوقيت”. وتابع موسى: “صفحات كثيرة تعمل على نشر الفوضى في مصر وتدار من خارج البلاد”. وأكمل موسى: “إحنا عمرنا ما هنبقي مع الإخوان تانى وعمرنا ما هنسمح بعودة الإخوان مرة أخرى”100.

فيما انتقد موسى، صمت “هيئة تحرير الشام” وقائدها أحمد الشرع، حيال احتلال العدو الإسرائيلي للمنطقة العازلة وجبل الشيخ في أعقاب سقوط نظام بشار الأسد. واستشهد خلال برنامجه “على مسئوليتي”، بزيارة رئيس وزراء حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو برفقة وزير دفاعه يسرائيل كاتس إلى قمة جبل الشيخ. وقال: “نتنياهو بنفسه موجود على جبل الشيخ يتجول في الأراضي السورية المحتلة، كنتم حتى روحوا أضربوا عليهم شوية طوب! فرصة ونتنياهو عندك روحوا أرموهم بالطوب، كانت فرصة بالنسبة لكم”. وأشار إلى تأكيد الجولاني في تصريحات أن “الأراضي السورية لن تستخدم للهجوم على إسرائيل”، معلقًا: “يعني سوريا النهاردة مش هتضرب إسرائيل ولا بنبلة”. ولفت إلى تشديد الجولاني بأن “المعركة ليست مع إسرائيل”101.

وعقب زيارة وزير الخارجية التركي لدمشق وإجراء لقاء مشترك مع قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع، حذر موسي من “تركيز القوى الخارجية على إسقاط الدولة المصرية”. وأشار موسى، خلال برنامجه “على مسئوليتي”، إلى أن لقاء وزير خارجية تركيا مع الشرع في دمشق، “أمر خطير” و”يستهدف إسقاط الدول وأن مصر تواجه خطرًا كبيرًا بعد سقوط النظام في سوريا، مؤكدًا أن الهدف المقبل هو تقويض استقرار الدولة المصرية وقواتها المسلحة”، مضيفًا “أن مصر لا تزال تدفع ثمن أحداث 2011، وأنه من الضروري الحفاظ على أمن وسلامة الدولة المصرية، مشيرًا إلى أن “أمن وسلامة سوريا من أمن وسلامة العالم العربي”102.

من جانبه، هاجم الإعلامي المصري إبراهيم عيسى، ما يجري في سوريا، وقال إن ما يحدث هو سيطرة “فصائل إرهابية وحشية” على مناطق سيطرة نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد. وأضاف عيسى أن الجميع “يصفق ويهلل للجولاني والفصائل التي سيطرت، وما يروجه الاحتلال لما يجري لا صلة له بالحقيقة، وهؤلاء لو غيروا أسماءهم فسيبقون جماعات إرهابية”. وتابع: “يتحدثون عن فرحة السوريين بالتخلص من الأسد، وهنا في مصر خرج سوريون للاحتفال، ولدينا ملايين منهم ومن بينهم الكثير من القنابل الموقوتة من مؤيدي هذه الفصائل وداعش”. وقال إن “أغلبية السوريين الموجودين في مصر هم من مؤيدي جماعة الإخوان” محذرًا منهم، فيما وصفهم بـ”الطابور الخامس”. وأشار إلى أنه “في تاريخ الجيش السوري تجد أن الانسحاب هواية ومنهجًا ولم يجد له أي قوة إلا في مواجهة شعبه، وهو المختلف عن الجيش المصري فهو جيش الشعب وجيش للشعب”. متابعًا بأن “الفصائل هي إرهابية قولًا واحدًا.. سواء تم وضعها على قوائم الإرهاب في دول العالم أو لم يتم وضعها على قوائم الإرهاب، والجولاني ساقط ثانوية عامة تلات أربع مرات”103.

فيما قال الكاتب الصحفي مصطفى بكري، عضو مجلس النواب، أن الصورة التي جمعت أحمد الشرع، قائد السلطة الجديدة في سوريا، مع محمود فتحي، المحكوم عليه بالإعدام في قضية اغتيال المستشار هشام بركات، تثير العديد من التساؤلات حول النوايا الحقيقية لهذه الجماعات، فهذه الصورة تعكس موقفًا يعكس رغبة هذه التنظيمات في التعامل مع العناصر الإرهابية، متجاوزة القيادات الشرعية في الدول العربية، كما أن هذا يعكس نوايا غير مواتية، وخاصة مع استمرار هذه الجماعات في ممارسة العنف والتطرف، كما أن هذه اللقاءات تعطي انطباعًا خاطئًا للعالم، حيث تفضل هذه الجماعات التعامل مع الإرهابيين على حساب الدول الشرعية. وأوضح بكري، إن قرار وقف التجنيد الإجباري في سوريا وتشكيل ميليشيات بدلًا من الجيش الوطني يعتبر مؤشرًا خطرًا على الأمن القومي السوري، فسوريا الآن تواجه تحديات كبيرة من بينها تدمير جزء كبير من البنية العسكرية في البلاد، خاصة بعد تدمير إسرائيل لأجزاء كبيرة من الترسانة العسكرية السورية، مما يهدد الأمن الوطني السوري والأمن الإقليمي. واختتم بكري، أن تنظيم جبهة النصرة الإرهابي، والذي لا يزال على علاقة بتنظيم القاعدة، يضم العديد من العناصر المتطرفة المرتبطة بالإخوان، والذين يواصلون أنشطتهم في مناطق عدة داخل سوريا، كما انني متخوف من إمكانية تقسيم سوريا إلى دويلات، خاصة مع وجود قوات كردية تسعى لتأسيس دولة خاصة بها بدعم من الولايات المتحدة104.

وقبل سقوط نظام الأسد، أدان بكري، “المؤامرة الصهيونية” لإسقاط الجمهورية العربية السورية عبر الجماعات الإرهابية التكفيرية، متسائلًا: “من أين جاءت هذه الوجوه الغريبة؟ هؤلاء ليسوا عربًا، هؤلاء قدموا من دول أخرى ويتحدثون لغة غير لغتنا”. وأضاف خلال برنامجه “حقائق وأسرار” عبر شاشة “صدى البلد”، أن الهدف هو “طمس الماضي والحاضر، وتغيير الهوية الوطنية، وفتح الطريق أمام الصهيونية والمتصهينين عنوة على أجساد أهلنا”. واستشهد بتصريح لمصدر سياسي إسرائيلي عن نية إنشاء منطقة عازلة داخل سوريا في الجولان حال سقوط حمص، متسائلًا: “هل أدركتم الهدف؟ هل عرفتم أن إسرائيل هي عنوان هؤلاء القتلة الذين يحرقون الزرع والضرع ويريدون طي صفحة التاريخ والحاضر والواقع؟”. وأشار إلى أن الجيش العربي السوري في حالة إنهاك منذ عام 2011 أمام عشرات الدول، قائلًا إن: “الوطن يضيع والأحلام تتساقط وسوريا باتت في مواجهة الخطر، عشرات الدول احتشدت في تحالف مشبوه واتهامات عديدة تارة بالكيماوي وتارة بالقتل وغيرها”. وأكد أن “من يقف مع الجيش العربي السوري يقف مع الوطن وصان شرفه وعرضه، ومن يتحالف مع الخونة فهو خائن مثلهم”105.

وفيما يتعلق بموقف الشارع المصري إزاء التطورات السورية، فقد انقسم إلي ثلاثة أقسام مختلفة:

الأول: القسم المؤيد لوجهة نظر السلطة: الداعم بطبيعة الحال لجيش الأسد والنظام السوري، وفي الأغلب هو القسم المحسوب على النظام الحاكم والمعارض للفكر الثوري، الذي يتبنى المعتقدات الفكرية القومية التي تميل لرفض الفصائل حتى لو كانت من بين ثنايا الشعب، والمؤيد للأنظمة والجيوش الرسمية بصرف النظر عن انتهاكاتها بحق شعوبها وانقلابها على إرادتها. ومنذ اليوم الأول لعملية “ردع العدوان” بدأ هذا القسم في الترويج عبر منصات التواصل الاجتماعي لبعض المعلومات المغلوطة التي تستهدف تشويه المعارضة بشكل أو بآخر، أبرزها رفع علم إسرائيل بجانب علم “داعش”، واغتيال قائد “هيئة تحرير الشام” في غارة سورية روسية مشتركة، والترويج لدعم تل أبيب للمعارضة بالسلاح.

الثاني: التيار الداعم للحراك الثوري: الداعي لاحترام إرادة الشعب الثوري في تحديد مصيره، المطالب باسقاط نظام الأسد صاحب السجل المشين من الانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية بحق شعبه على مدار أكثر من عقد كامل، وهو القسم الذي حمل رئيس النظام وميليشياته مسؤولية ما وصل إليه الوضع في البلاد، بعدما فتحها للقوى الخارجية ذات الأطماع التوسعية وحول سوريا إلى “لوكاندة” للأجندات الأجنبية، فضلًا عن استعداء شعبه جراء الإجرام الذي مارسه بحقه طيلة 10 سنوات كاملة106.

وتحت عنوان “افتحوا السجون طوعًا قبل أن تفتح قسرًا” دشن نشطاء مصريون معارضون حملة على منصات التواصل طالبوا فيها السلطات المصرية بسرعة الإفراج عن المعتقلين داخل السجون والمعتقلات المصرية التي قد لا تقل بشاعة وإجرامًا عن نظيرتها السورية، داعين نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي لتعلم الدرس جيدًا من التجربة السورية قبل فوات الأوان107.

الثالث: التيار الأقرب للحياد: الذي يقف على مسافة واحدة من طرفي الأزمة، لكنه يدعم حق الشعب السوري في نظام يمثله ويعبر عنه ويدافع عن حقوقه، وهو التيار الذي يرى أن نظام الأسد هو من أوصل المشهد إلى تلك المرحلة، وأنه غير جدير بتمثيل السوريين بعد الجرائم التي ارتكبها، وفي المقابل يتخوف من بعض الفصائل المنتسبة إلى المعارضة التي يتهمها بالولاء لقوى إقليمية معروفة وتنفيذ أجندات خارجية. ويميل أنصار هذا الرأي إلى أن الأمر لا يتعلق بمباراة لكرة القدم ينبغي أن نشجع فيها فريقًا ضد آخر، بل هي مأساة ممتدة، الضحية فيها الشعب السوري القريب لقلوب المصريين، ومن ثم فالحل من وجهة نظر هذا الفريق يتمثل في ضرورة إبعاد النظام والفصائل المسلحة الحالية عن المشهد، والبحث عن خيارات أخرى أكثر تعبيرًا عن السوريين الذين يستحقون الأفضل108.

ختامًا؛ يتمركز الموقف المصري تجاه سوريا حول قضايا الإرهاب ومعاداة الثورات وتغيير الأنظمة109، ويعتبر النظام المصري أن تمكين فصائل المعارضة بعد سقوط نظام الأسد من حكم سوريا يمكن أن يشجع الخلايا النائمة في مصر (جماعة الإخوان المسلمين) لتحذو حذوها110. كما يتزايد التخوف المصري من أن يؤدي حكم هذه الفصائل إلي زيادة النفوذ التركي في المنطقة. وعليه، فمن المرجح أن يستمر النظام المصري – لفترة أطول – في التحفظ علي التعامل الرسمي مع الإدارة السورية الجديدة، وفي المقابل قد تعمل القاهرة علي التواصل مع الفصائل الكردية في سوريا (المعادية والمتحاربة مع تركيا)، والمطالبة بضرورة تمثيلهم في الحكومة الجديدة؛ بدعوة توحيد الدولة السورية، ومنع الأكراد من المطالبة بالانفصال عن سوريا.

1 “لماذا أرعب سقوط الأسد الديكتاتوريات العربية؟”، نون بوست، 16/12/2024، الرابط: https://www.noonpost.com/278091/

2 ” المحدد الأمني للسياسة الخارجية المصرية تجاه القضية السورية”، مقاربات للتنمية السياسية، 22/4/2024، الرابط: https://mukarbat.org/archives/3541

3 ” السياسة الخارجية المصرية تجاه الصراع السوري”، دورية بدائل، (مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، السنة 7، العدد 19- نوفمبر 2016)، الرابط: https://www.academia.edu/31308795/%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%A7%D8%B1%D8%AC%D9%8A%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B5%D8%B1%D9%8A%D8%A9_%D8%AA%D8%AC%D8%A7%D9%87_%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%B1%D8%A7%D8%B9_%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A

4 “السياسة المصرية تجاه الأزمة السورية”، الجزيرة نت، 18/5/2015، الرابط: https://www.aljazeera.net/opinions/2015/5/18/%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B5%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D8%AA%D8%AC%D8%A7%D9%87-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B2%D9%85%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A9

5 ” السياسة الخارجية المصرية تجاه الصراع السوري”،مرجع سابق.

6 ” السياسة الخارجية المصرية تجاه الصراعات في المنطقة “سوريا-اليمن-ليبيا””، المركز الديمقراطي العربي، 15/7/2017، الرابط: https://democraticac.de/?p=47703

7 “السياسة المصرية تجاه الأزمة السورية”، مرجع سابق.

8 ” السياسة الخارجية المصرية تجاه الصراع السوري”، مرجع سابق.

9 “السياسة المصرية تجاه الأزمة السورية”، مرجع سابق.

10 ” السياسة الخارجية المصرية تجاه الصراع السوري”، مرجع سابق.

11 “السياسة المصرية تجاه الأزمة السورية”، مرجع سابق.

12 المرجع السابق.

13 ” السياسة الخارجية المصرية تجاه الصراع السوري”، مرجع سابق.

14 “السياسة المصرية تجاه الأزمة السورية”، مرجع سابق.

15 ” السياسة الخارجية المصرية تجاه الصراعات في المنطقة “سوريا-اليمن-ليبيا””، مرجع سابق.

16 ” السياسة الخارجية المصرية تجاه الصراع السوري”، مرجع سابق.

17 “السياسة المصرية تجاه الأزمة السورية”، مرجع سابق.

18 ” السياسة الخارجية المصرية تجاه الصراعات في المنطقة “سوريا-اليمن-ليبيا””، مرجع سابق.

19 المرجع السابق.

20 ” مصادر: نقطة التحول بالنسبة للجيش كانت موقف مرسي اثناء تجمع بشأن سوريا”، رويترز، 12/7/2013، الرابط: https://www.reuters.com/article/world/–idUSCAE9B20M7/

21 “السياسة المصرية تجاه الأزمة السورية”، مرجع سابق.

22 ” السياسة الخارجية المصرية تجاه الصراع السوري”، مرجع سابق.

23 “السياسة المصرية تجاه الأزمة السورية”، مرجع سابق.

24 ” السياسة الخارجية المصرية تجاه الصراع السوري”، مرجع سابق.

25 ” الموقف المصري من الأزمة السورية وإعادة الاعتبار للديكتاتورية العربية”، 2018، الرابط: https://www.academia.edu/37928475/%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D9%82%D9%81_%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B5%D8%B1%D9%8A_%D9%85%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B2%D9%85%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A9_%D9%88%D8%A5%D8%B9%D8%A7%D8%AF%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B9%D8%AA%D8%A8%D8%A7%D8%B1_%D9%84%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%AA%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9?auto=download

26 ” السياسة الخارجية المصرية تجاه الصراعات العربية”، الملف المصري، (مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، السنة4، العدد43، مارس 2018)، الرابط: https://acpss.ahram.org.eg/Media/News/2018/3/11/2018-636563665217898602-789.pdf

27 “السياسة المصرية تجاه الأزمة السورية”، مرجع سابق.

28 ” الموقف المصري من الأزمة السورية وإعادة الاعتبار للديكتاتورية العربية”، مرجع سابق.

29 ” السياسة الخارجية المصرية تجاه الصراعات في المنطقة “سوريا-اليمن-ليبيا””، مرجع سابق.

30 “مصر تصوت لصالح مشروع القرار الروسي في مجلس الأمن والسعودية وقطر تنتقدان”، RT عربي، 9/10/2016، الرابط: https://arabic.rt.com/news/844415-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B9%D9%88%D8%AF%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D9%82%D8%B7%D8%B1-%D8%AA%D9%86%D8%AA%D9%82%D8%AF%D8%A7%D9%86-%D8%AA%D8%B5%D9%88%D9%8A%D8%AA-%D9%85%D8%B5%D8%B1-%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%B1-%D8%B1%D9%88%D8%B3%D9%8A/

31 “السياسة المصرية تجاه الأزمة السورية”، مرجع سابق.

32 ” السياسة الخارجية المصرية تجاه الصراع السوري”، مرجع سابق.

33 “لماذا أرعب سقوط الأسد الديكتاتوريات العربية؟”، نون بوست، 16/12/2024، الرابط: https://www.noonpost.com/278091/

34 هو قانون ينص على فرض عقوبات على الحكومة السورية، ويستهدف دولًا تدعمها، مثل إيران وروسيا، لمدة 10 سنوات. للمزيد انظر: “ماذا نعرف عن قانون “قيصر” الذي فضح “انتهاكات” نظام الأسد في سوريا؟”، BBC عربي، 13/12/2024، الرابط: https://www.bbc.com/arabic/articles/crk02m0dm3go

35 ” السياسات العربية تجاه النظام السوري: الدوافع والمآلات”، مركز الجزيرة للدراسات، 9/6/2023، الرابط: https://studies.aljazeera.net/ar/article/5664

36 “هل تنعكس أحداث سوريا على مصر؟”، الملتقي الاستراتيجي، 17/12/2024، الرابط: https://strategicforum.net/%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AAthe-strategic-forum/%D9%87%D9%84-%D8%AA%D9%86%D8%B9%D9%83%D8%B3-%D8%A3%D8%AD%D8%AF%D8%A7%D8%AB-%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A7-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D9%85%D8%B5%D8%B1%D8%9F/

37 “تعرف على أبرز الفصائل العسكرية والقوى السياسية في سوريا”، الشرق، 9/12/2024، الرابط: https://asharq.com/politics/109348/%D8%AA%D8%B9%D8%B1%D9%81-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A3%D8%A8%D8%B1%D8%B2-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B5%D8%A7%D8%A6%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B3%D9%83%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%88%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D9%8A%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A7/

38 “معارك شمال سوريا تشعل انقسامًا بين الشارع المصري والسلطة”، نون بوست، 4/12/2024، الرابط: https://www.noonpost.com/274784/

39 ” المحدد الأمني للسياسة الخارجية المصرية تجاه القضية السورية”، مقاربات للتنمية السياسية، 22/4/2024، الرابط: https://mukarbat.org/archives/3541

40 “10 معادلات عربية في الحسابات السورية المعقدة”، مركز الدراسات العربية الأوراسية، 8/12/2024، الرابط: https://eurasiaar.org/10-%d9%85%d8%b9%d8%a7%d8%af%d9%84%d8%a7%d8%aa-%d8%b9%d8%b1%d8%a8%d9%8a%d8%a9-%d9%81%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%b3%d8%a7%d8%a8%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%88%d8%b1%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%85/

41 ” السياسة الخارجية المصرية تجاه الصراع السوري”، مرجع سابق.

42 “العائدون من سوريا… هاجس أمني مقلق في القاهرة بعد سقوط الأسد”، إندبندنت عربية، 18/12/2024، الرابط: https://www.independentarabia.com/node/614053/%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D8%A9/%D8%AA%D9%82%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%B1/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D8%A6%D8%AF%D9%88%D9%86-%D9%85%D9%86-%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A7-%D9%87%D8%A7%D8%AC%D8%B3-%D8%A3%D9%85%D9%86%D9%8A-%D9%85%D9%82%D9%84%D9%82-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A7%D9%87%D8%B1%D8%A9-%D8%A8%D8%B9%D8%AF-%D8%B3%D9%82%D9%88%D8%B7-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B3%D8%AF

43 “10 معادلات عربية في الحسابات السورية المعقدة”، مرجع سابق.

44 ” المحدد الأمني للسياسة الخارجية المصرية تجاه القضية السورية”، مرجع سابق.

45 “العائدون من سوريا… هاجس أمني مقلق في القاهرة بعد سقوط الأسد”، مرجع سابق.

46 “معارك شمال سوريا تشعل انقسامًا بين الشارع المصري والسلطة”، مرجع سابق.

47 “هل يجدّد سقوط الأسد الربيع العربي؟”، العربي الجديد، 18/12/2024، الرابط: https://www.alaraby.co.uk/opinion/%D9%87%D9%84-%D9%8A%D8%AC%D8%AF%D9%91%D8%AF-%D8%B3%D9%82%D9%88%D8%B7-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B3%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A

48 “هل تنعكس أحداث سوريا على مصر؟”، مرجع سابق.

49 ” حديث عن تظاهرات في مصر تنادي “بإسقاط النظام”.. ما حقيقة المقاطع المتداولة؟”، عربي21، 24/12/2024، الرابط: https://arabi21.com/story/1649843/%D8%AD%D8%AF%D9%8A%D8%AB-%D8%B9%D9%86-%D8%AA%D8%B8%D8%A7%D9%87%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D9%81%D9%8A-%D9%85%D8%B5%D8%B1-%D8%AA%D9%86%D8%A7%D8%AF%D9%8A-%D8%A8%D8%A5%D8%B3%D9%82%D8%A7%D8%B7-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B8%D8%A7%D9%85-%D9%85%D8%A7-%D8%AD%D9%82%D9%8A%D9%82%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%82%D8%A7%D8%B7%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AA%D8%AF%D8%A7%D9%88%D9%84%D8%A9

50 “معارك شمال سوريا تشعل انقسامًا بين الشارع المصري والسلطة”، مرجع سابق.

51 “هل تؤثر تطورات الأوضاع في سوريا على اقتصاد مصر؟”، العربية نت، 9/12/2024، الرابط: https://www.alarabiya.net/aswaq/exclusive/2024/12/09/%D9%87%D9%84-%D8%AA%D8%A4%D8%AB%D8%B1-%D8%AA%D8%B7%D9%88%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D8%B6%D8%A7%D8%B9-%D9%81%D9%8A-%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A7-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%82%D8%AA%D8%B5%D8%A7%D8%AF-%D9%85%D8%B5%D8%B1

52 “معارك شمال سوريا تشعل انقسامًا بين الشارع المصري والسلطة”، مرجع سابق.

53 “خيارات القاهرة للتعامل مع الأحداث السورية الأخيرة.. المخاطر والفرص”، الميادين، 16/12/2024، الرابط: https://www.almayadeen.net/articles/%D8%AE%D9%8A%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A7%D9%87%D8%B1%D8%A9-%D9%84%D9%84%D8%AA%D8%B9%D8%A7%D9%85%D9%84-%D9%85%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AD%D8%AF%D8%A7%D8%AB-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AE%D9%8A%D8%B1%D8%A9—%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AE%D8%A7%D8%B7%D8%B1

54 “10 معادلات عربية في الحسابات السورية المعقدة”، مرجع سابق.

55 “معارك شمال سوريا تشعل انقسامًا بين الشارع المصري والسلطة”، مرجع سابق.

56 ” روسيا تنقل عتادا عسكريا متطورا من سوريا إلى ليبيا”، الجزيرة نت، 19/12/2024، الرابط: https://www.aljazeera.net/news/2024/12/18/%D8%B1%D9%88%D8%B3%D9%8A%D8%A7-%D8%AA%D9%86%D9%82%D9%84-%D8%B9%D8%AA%D8%A7%D8%AF%D8%A7-%D8%B9%D8%B3%D9%83%D8%B1%D9%8A%D8%A7-%D9%85%D8%AA%D8%B7%D9%88%D8%B1%D8%A7-%D9%85%D9%86

57 ” وزير الخارجية بسام صباغ يبحث هاتفياً مع نظيره المصري بدر عبد العاطي التطورات الأخيرة في الشمال السوري و وزير الخارجية المصري يؤكد موقف مصر الداعم للدولة السورية في تحقيق الاستقرار ومكافحة الارهاب”، موقع وزارة الخارجية والمغتربين السورية، 30/11/2024، الرابط: https://mofaex.gov.sy/ar/news2428/%D9%88%D8%B2%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%A7%D8%B1%D8%AC%D9%8A%D8%A9-%D8%A8%D8%B3%D8%A7%D9%85-%D8%B5%D8%A8%D8%A7%D8%BA-%D9%8A%D8%A8%D8%AD%D8%AB-%D9%87%D8%A7%D8%AA%D9%81%D9%8A%D8%A7%D9%8B-%D9%85%D8%B9-%D9%86%D8%B8%D9%8A%D8%B1%D9%87-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B5%D8%B1%D9%8A-%D8%A8%D8%AF%D8%B1-%D8%B9%D8%A8%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D8%B7%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B7%D9%88%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AE%D9%8A%D8%B1%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%85%D8%A7%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A-%D9%88-%D9%88%D8%B2%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%A7%D8%B1%D8%AC%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B5%D8%B1%D9%8A-%D9%8A%D8%A4%D9%83%D8%AF-%D9%85%D9%88%D9%82%D9%81-%D9%85%D8%B5%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D8%A7%D8%B9%D9%85-%D9%84%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%AA%D8%AD%D9%82%D9%8A%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%B1-%D9%88%D9%85%D9%83%D8%A7%D9%81%D8%AD%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B1%D9%87%D8%A7%D8%A

58 ” وزير الخارجية والهجرة يتلقى اتصالًا هاتفيًا من نظيره السوري”، الهيئة العامة للاستعلامات، 4/12/2024، الرابط: https://sis.gov.eg/Story/292196/%D9%88%D8%B2%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%A7%D8%B1%D8%AC%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%87%D8%AC%D8%B1%D8%A9-%D9%8A%D8%AA%D9%84%D9%82%D9%89-%D8%A7%D8%AA%D8%B5%D8%A7%D9%84%D9%8B%D8%A7-%D9%87%D8%A7%D8%AA%D9%81%D9%8A%D9%8B%D8%A7-%D9%85%D9%86-%D9%86%D8%B8%D9%8A%D8%B1%D9%87-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A?lang=ar

59 “كيف علقت مصر على تقرير زعم أنها حثت بشار الأسد على مغادرة سوريا وتشكيل حكومة بالمنفى؟”، CNNعربية، 7/12/2024، الرابط: https://arabic.cnn.com/middle-east/article/2024/12/07/egypt-denies-report-advising-bashar-al-assad-to-leave-syria

60 ” أول بيان من مصر بعد سقوط الأسد”، سكاي نيوز، 8/12/2024، الرابط: https://www.skynewsarabia.com/middle-east/1760638-%D8%A8%D9%8A%D8%A7%D9%86-%D9%85%D8%B5%D8%B1-%D8%B3%D9%82%D9%88%D8%B7-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%94%D8%B3%D8%AF

61 “بمبادرة من مصر.. قرار عربي عن توغل إسرائيل داخل المنطقة العازلة مع سوريا”، RT عربي، 13/12/2024، الرابط: https://arabic.rt.com/middle_east/1628280-%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%B1-%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A-%D8%A8%D8%A5%D8%AF%D8%A7%D9%86%D8%A9-%D8%AA%D9%88%D8%BA%D9%84-%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84-%D8%AF%D8%A7%D8%AE%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%86%D8%B7%D9%82%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D8%B2%D9%84%D8%A9-%D9%85%D8%B9-%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A7/

62 “مصر تدين قرار الحكومة الإسرائيلية التوسع في الاستيطان في الجولان المحتل”، الهيئة العامة للاستعلامات، 15/12/2024، الرابط: https://sis.gov.eg/Story/293880/%D9%85%D8%B5%D8%B1-%D8%AA%D8%AF%D9%8A%D9%86-%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%83%D9%88%D9%85%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%88%D8%B3%D8%B9-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D9%8A%D8%B7%D8%A7%D9%86-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%88%D9%84%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AD%D8%AA%D9%84?lang=ar

63 “خيارات القاهرة للتعامل مع الأحداث السورية الأخيرة.. المخاطر والفرص”، مرجع سابق.

64 ” السيسي يعلق لأول مرة على الوضع في سوريا”، الحرة، 16/12/2024، الرابط: https://www.alhurra.com/syria/2024/12/16/%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%B3%D9%8A-%D9%8A%D8%B9%D9%84%D9%82-%D9%84%D8%A3%D9%88%D9%84-%D9%85%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%B6%D8%B9-%D9%81%D9%8A-%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A7

65 ” الرئيس السيسي: اللي مطمني إن الناس في مصر منتبهة وفاهمة ومستحملة علشان بلدها”، الشروق، 15/12/2024، الرابط: https://www.shorouknews.com/news/view.aspx?cdate=15122024&id=a113ae53-e087-4105-9e3a-ffd5658c38ed

66 ” الرئيس السيسي: حاجتين أنا معملتهمش بفضل الله.. إيدي لا اتعاصت بدم حد ولا خدت مال حد”، الشروق، 15/12/2024، الرابط: https://www.shorouknews.com/news/view.aspx?cdate=15122024&id=ca329110-1cf9-4cdb-8e3f-6f923d61343a

67 ” الرئيس السيسى يلتقي بعدد من قادة القوات المسلحة والشرطة المدنية والأجهزة الأمنية”، الهيئة العامة للاستعلامات، 15/12/2024، الرابط: https://www.sis.gov.eg/Story/293863/%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A6%D9%8A%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%B3%D9%89-%D9%8A%D9%84%D8%AA%D9%82%D9%8A-%D8%A8%D8%B9%D8%AF%D8%AF-%D9%85%D9%86-%D9%82%D8%A7%D8%AF%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%88%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D9%84%D8%AD%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D8%B7%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AF%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AC%D9%87%D8%B2%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%86%D9%8A%D8%A9?lang=ar

68 ” السيسي يحذر الشعب: مش كل شوية نهد في البلد”، رصد، 22/12/2024، الرابط: https://rassd.com/544256.htm

69 “لماذا أرعب سقوط الأسد الديكتاتوريات العربية؟”، مرجع سابق.

70 “بعد مشاهد صيدنايا المأساوية.. دعوات للإفراج عن معتقلي السجون المصرية”، نون بوست، 11/12/2024، الرابط: https://www.noonpost.com/277027/

71 “لماذا أرعب سقوط الأسد الديكتاتوريات العربية؟”، مرجع سابق.

72 ” حصاد حراك دبلوماسي استثنائي.. لقاءات وتطورات بإيقاع متسارع في دمشق”، تلفزيون سوريا، 22/12/2024، الرابط: https://www.syria.tv/%D8%AD%D8%B5%D8%A7%D8%AF-%D8%AD%D8%B1%D8%A7%D9%83-%D8%AF%D8%A8%D9%84%D9%88%D9%85%D8%A7%D8%B3%D9%8A-%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%AB%D9%86%D8%A7%D8%A6%D9%8A-%D9%84%D9%82%D8%A7%D8%A1%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D8%AA%D8%B7%D9%88%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D8%A8%D8%A5%D9%8A%D9%82%D8%A7%D8%B9-%D9%85%D8%AA%D8%B3%D8%A7%D8%B1%D8%B9-%D9%81%D9%8A-%D8%AF%D9%85%D8%B4%D9%82

” الشرع يطالب برفع العقوبات ووفود غربية تزور دمشق”، الجزيرة نت، 17/12/2024، الرابط: https://www.aljazeera.net/news/2024/12/17/%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D8%B9-%D9%8A%D8%B7%D8%A7%D9%84%D8%A8-%D9%8A%D8%B1%D9%81%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%82%D9%88%D8%A8%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D9%88%D9%81%D9%88%D8%AF-%D8%BA%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9

” وفد بريطاني يلتقي الشرع وواشنطن تتواصل مع هيئة تحرير الشام”، الجزيرة نت، 17/12/2024، الرابط: https://www.aljazeera.net/news/2024/12/17/%D9%88%D8%A7%D8%B4%D9%86%D8%B7%D9%86-%D8%AA%D9%83%D8%B4%D9%81-%D8%B9%D9%86-%D8%AA%D9%88%D8%A7%D8%B5%D9%84%D9%87%D8%A7-%D8%A3%D9%83%D8%AB%D8%B1-%D9%85%D9%86-%D9%85%D8%B1%D8%A9-%D9%85%D8%B9

73 “وفود عربية تزور دمشق دعماً لبناء سوريا الجديدة”، الشرق الأوسط، 24/12/2024، الرابط: https://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/5094555-%D9%88%D9%81%D9%88%D8%AF-%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9-%D8%AA%D8%B2%D9%88%D8%B1-%D8%AF%D9%85%D8%B4%D9%82-%D8%AF%D8%B9%D9%85%D8%A7%D9%8B-%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D8%A1-%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%AF%D9%8A%D8%AF%D8%A9

74 ” سفارة سوريا بالقاهرة تنتظر برقية لرفع «علم الثورة»”، الشرق الأوسط، 23/12/2024، الرابط: https://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/5094488-%D8%B3%D9%81%D8%A7%D8%B1%D8%A9-%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A7-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A7%D9%87%D8%B1%D8%A9-%D8%AA%D9%86%D8%AA%D8%B8%D8%B1-%D8%A8%D8%B1%D9%82%D9%8A%D8%A9-%D9%84%D8%B1%D9%81%D8%B9-%D8%B9%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%AB%D9%88%D8%B1%D8%A9?page=7

75 ” وفود دبلوماسية عربية تزور دمشق.. مصر تدعو لحشد الدعم الإقليمى والدولى لسوريا خلال المرحلة الانتقالية.. “الشرع”: نعمل على رسم هيكلة الجيش والفصائل ستحل نفسها.. واشتباكات عنيفة بين الأكراد وفصائل تدعمها تركيا”، اليوم السابع، 23/12/2024، الرابط: https://www.youm7.com/story/2024/12/23/%D9%88%D9%81%D9%88%D8%AF-%D8%AF%D8%A8%D9%84%D9%88%D9%85%D8%A7%D8%B3%D9%8A%D8%A9-%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9-%D8%AA%D8%B2%D9%88%D8%B1-%D8%AF%D9%85%D8%B4%D9%82-%D9%85%D8%B5%D8%B1-%D8%AA%D8%AF%D8%B9%D9%88-%D9%84%D8%AD%D8%B4%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D8%B9%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%82%D9%84%D9%8A%D9%85%D9%89/6821586

76 ” السعودية ومصر تبحثان الوضع في سوريا”، الشرق الأوسط، 23/12/2024، الرابط: https://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/5094490-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B9%D9%88%D8%AF%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D9%85%D8%B5%D8%B1-%D8%AA%D8%A8%D8%AD%D8%AB%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%B6%D8%B9-%D9%81%D9%8A-%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A7

77 ” وفود دبلوماسية عربية تزور دمشق.. مصر تدعو لحشد الدعم الإقليمى والدولى لسوريا خلال المرحلة الانتقالية.. “الشرع”: نعمل على رسم هيكلة الجيش والفصائل ستحل نفسها.. واشتباكات عنيفة بين الأكراد وفصائل تدعمها تركيا”، مرجع سابق.

78 ” وزيرا خارجية مصر وروسيا يتفقان على أهمية دعم وحدة سوريا وسيادتها”، القاهرة الإخبارية، 22/12/2024، الرابط: https://alqaheranews.net/news/109724/%D9%88%D8%B2%D9%8A%D8%B1%D8%A7-%D8%AE%D8%A7%D8%B1%D8%AC%D9%8A%D8%A9-%D9%85%D8%B5%D8%B1-%D9%88%D8%B1%D9%88%D8%B3%D9%8A%D8%A7-%D9%8A%D8%AA%D9%81%D9%82%D8%A7%D9%86-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A3%D9%87%D9%85%D9%8A%D8%A9-%D8%AF%D8%B9%D9%85-%D9%88%D8%AD%D8%AF%D8%A9-%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A7-%D9%88%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%AF%D8%AA%D9%87%D8%A7

79 ” وزير الخارجية والهجرة لبلينكن: يجب احترام سيادة ووحدة الأراضي السورية”، الشروق، 4/12/2024، الرابط: https://www.shorouknews.com/news/view.aspx?cdate=04122024&id=b8d55858-a494-44d6-bf1e-da4ba580f3a5

80 ” لقاءات بين وزير خارجية مصر ووزراء خارجية تركيا وإيران”، رصد، 19/12/2024، الرابط: https://rassd.net/544197.htm

81 ” الرئيس السيسي يؤكد لنظيره الإيراني أهمية نزع فتيل التوتر الإقليمي وتفادي التصعيد”، الوطن، 19/12/2024، الرابط: https://www.elwatannews.com/news/details/7744142#goog_rewarded

82 ” أردوغان والسيسي يبحثان العلاقات الثنائية وملفات إقليمية ودولية”، الأناضول، 19/12/2024، الرابط: https://www.aa.com.tr/ar/%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9/%D8%A3%D8%B1%D8%AF%D9%88%D8%BA%D8%A7%D9%86-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%B3%D9%8A-%D9%8A%D8%A8%D8%AD%D8%AB%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%82%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%AB%D9%86%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D9%85%D9%84%D9%81%D8%A7%D8%AA-%D8%A5%D9%82%D9%84%D9%8A%D9%85%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%AF%D9%88%D9%84%D9%8A%D8%A9/3429424

83 مشروع قرار أميركي اعتمد بيان اتفاق جنيف “1”، وأيد بيانات فيينا الخاصة بسوريا، صدر عن مجلس الأمن الدولي يوم 18 ديسمبر 2015 بهدف وضع إطار لحل سياسي للأزمة السورية التي بدأت عام 2011. ونص القرار على بدء محادثات السلام بسوريا في يناير/كانون الثاني 2016، وأكد أن الشعب السوري هو من يحدد مستقبل البلاد، ودعا إلى تشكيل حكومة انتقالية وإجراء انتخابات برعاية أممية، مطالبا بوقف أي هجمات ضد المدنيين فورا. انظر: ” قرار 2254.. مسار أممي لحل الأزمة السورية بتوافق دولي”، الجزيرة نت، 11/12/2024، الرابط: https://www.ajnet.me/encyclopedia/2015/12/20/%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%B1-%D9%85%D8%AC%D9%84%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%86-%D8%B1%D9%82%D9%85-2254-%D8%A8%D8%B4%D8%A3%D9%86-%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A7

84 ” البيان الختامي لاجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا”، المرصد المصري، 14/12/2024، الرابط: https://marsad.ecss.com.eg/83103/

85 ” بيان العرب بشأن سوريا: قراءة في أعراض التوجّس والتحوّط”، مركز تقدم للسياسات، 15/12/2024، الرابط: https://www.arabprogress.org/%d8%a8%d9%8a%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%b1%d8%a8-%d8%a8%d8%b4%d8%a3%d9%86-%d8%b3%d9%88%d8%b1%d9%8a%d8%a7-%d9%82%d8%b1%d8%a7%d8%a1%d8%a9-%d9%81%d9%8a-%d8%a3%d8%b9%d8%b1%d8%a7%d8%b6-%d8%a7%d9%84/

86 ” عن بيان قمة العقبة وعملية الانتقال في سورية”، المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، 17/12/2024، الرابط: https://www.dohainstitute.org/ar/PoliticalStudies/Pages/the-aqaba-summit-and-the-transition-process-in-syria.aspx

87 “اجتماع العقبة حول سوريا: خطوة نحو السلام أم انقلاب على الثورة؟”، نون بوست، 15/12/2024، الرابط: https://www.noonpost.com/277705/

88 “وول ستريت جورنال: دول عربية لا تريد هيمنة الإسلاميين على سوريا”، تلفزيون سوريا، 15/12/2024، الرابط: https://www.syria.tv/%D9%88%D9%88%D9%84-%D8%B3%D8%AA%D8%B1%D9%8A%D8%AA-%D8%AC%D9%88%D8%B1%D9%86%D8%A7%D9%84-%D8%AF%D9%88%D9%84-%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9-%D9%84%D8%A7-%D8%AA%D8%B1%D9%8A%D8%AF-%D9%87%D9%8A%D9%85%D9%86%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A%D9%8A%D9%86-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A7

89 “اجتماع العقبة حول سوريا: خطوة نحو السلام أم انقلاب على الثورة؟”، مرجع سابق.

90 “هذا هو السبب الرئيسي لزيارة رئيس أركان جيش الاحتلال إلى مصر”، عربي21، 11/12/2024، الرابط: https://arabi21.com/story/1647360/%D9%87%D8%B0%D8%A7-%D9%87%D9%88-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%A8%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A6%D9%8A%D8%B3%D9%8A-%D9%84%D8%B2%D9%8A%D8%A7%D8%B1%D8%A9-%D8%B1%D8%A6%D9%8A%D8%B3-%D8%A3%D8%B1%D9%83%D8%A7%D9%86-%D8%AC%D9%8A%D8%B4-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AD%D8%AA%D9%84%D8%A7%D9%84-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D9%85%D8%B5%D8%B1

91 “تحسبا لمصير بشار.. هل استعان السيسي بـ”إسرائيل” خوفا من انتفاضة في مصر؟”، عربي21، 12/12/2024، الرابط: https://arabi21.com/story/1647683/%D8%AA%D8%AD%D8%B3%D8%A8%D8%A7-%D9%84%D9%85%D8%B5%D9%8A%D8%B1-%D8%A8%D8%B4%D8%A7%D8%B1-%D9%87%D9%84-%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%B9%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%B3%D9%8A-%D8%A8%D9%80-%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84-%D8%AE%D9%88%D9%81%D8%A7-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%86%D8%AA%D9%81%D8%A7%D8%B6%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D9%85%D8%B5%D8%B1

92 “السلطات المصرية تعتقل سوريين يحتفلون بسقوط النظام (شاهد)”، عربي21، 8/12/2024، الرابط: https://arabi21.com/story/1646700/%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%84%D8%B7%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B5%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D8%AA%D8%B9%D8%AA%D9%82%D9%84-%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A%D9%8A%D9%86-%D9%8A%D8%AD%D8%AA%D9%81%D9%84%D9%88%D9%86-%D8%A8%D8%B3%D9%82%D9%88%D8%B7-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B8%D8%A7%D9%85-%D8%B4%D8%A7%D9%87%D8%AF

93 “قيود جديدة على السوريين في مصر.. هل النظام خائف من “العدوى”؟”، عربي21، 16/12/2024، الرابط: https://arabi21.com/story/1648415/%D9%82%D9%8A%D9%88%D8%AF-%D8%AC%D8%AF%D9%8A%D8%AF%D8%A9-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A%D9%8A%D9%86-%D9%81%D9%8A-%D9%85%D8%B5%D8%B1-%D9%87%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B8%D8%A7%D9%85-%D8%AE%D8%A7%D8%A6%D9%81-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%AF%D9%88%D9%89

94 “منظمة حقوقية تحذر من موجة اعتقالات في مصر”، رصد، 15/12/2024، الرابط: https://rassd.com/544134.htm

95 “مصر: إرجاء إجراءات اقتصادية وخطوات سياسية”، العربي الجديد، 19/12/2024، الرابط: https://www.alaraby.co.uk/politics/%D9%85%D8%B5%D8%B1-%D8%A5%D8%B1%D8%AC%D8%A7%D8%A1-%D8%A5%D8%AC%D8%B1%D8%A7%D8%A1%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%82%D8%AA%D8%B5%D8%A7%D8%AF%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%AE%D8%B7%D9%88%D8%A7%D8%AA-%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D9%8A%D8%A9

96 أنس حسن، الصفحة الرسمية علي موقع إكس”، 18/12/2024، الرابط: https://x.com/Anas7asan/status/1869440942605762963?s=35

97“أحمد موسى: مصر تواجه خطرا كبيرا بعد سقوط بشار الأسد (شاهد)”، عربي21، 23/12/2024، الرابط: https://arabi21.com/story/1649728/%D8%A3%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D9%85%D9%88%D8%B3%D9%89-%D9%85%D8%B5%D8%B1-%D8%AA%D9%88%D8%A7%D8%AC%D9%87-%D8%AE%D8%B7%D8%B1%D8%A7-%D9%83%D8%A8%D9%8A%D8%B1%D8%A7-%D8%A8%D8%B9%D8%AF-%D8%B3%D9%82%D9%88%D8%B7-%D8%A8%D8%B4%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B3%D8%AF-%D8%B4%D8%A7%D9%87%D8%AF

98 أحمد موسي، الصفحة الرسمية علي موقع إكس”، 8/12/2024، الرابط: https://x.com/ahmeda_mousa/status/1865718850592854278?s=19

99 “أحمد موسى عن ظهور محمود فتحي رفقة «الجولاني»: إرهابي محكوم عليه بالإعدام”، المصري اليوم، 17/12/2024، الرابط: https://www.almasryalyoum.com/news/details/3332028

100 “أحمد موسى يطالب بتنفيذ أحكام إعدام باتة تجاه عناصر من الإخوان”، صدي البلد، 14/12/2024، الرابط: https://www.elbalad.news/6414404

101 “أحمد موسى عن زيارة نتنياهو لجبل الشيخ: الجولاني مش هيضرب إسرائيل ولا بنبلة”، الشروق، 17/12/2024، الرابط: https://www.shorouknews.com/news/view.aspx?cdate=17122024&id=b203a5c8-2d14-45ad-88d1-b21478f0eb23

102“أحمد موسى: مصر تواجه خطرا كبيرا بعد سقوط بشار الأسد (شاهد)”، مرجع سابق.

103 ” إبراهيم عيسى: الفصائل التي أطاحت بالأسد إرهابية.. والسوريون في مصر قنابل موقوتة (شاهد)”، عربي21، 10/12/2024، الرابط: https://arabi21.com/story/1647157/%D8%A5%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D9%87%D9%8A%D9%85-%D8%B9%D9%8A%D8%B3%D9%89-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B5%D8%A7%D8%A6%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%8A-%D8%A3%D8%B7%D8%A7%D8%AD%D8%AA-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B3%D8%AF-%D8%A5%D8%B1%D9%87%D8%A7%D8%A8%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A%D9%88%D9%86-%D9%81%D9%8A-%D9%85%D8%B5%D8%B1-%D9%82%D9%86%D8%A7%D8%A8%D9%84-%D9%85%D9%88%D9%82%D9%88%D8%AA%D8%A9-%D8%B4%D8%A7%D9%87%D8%AF

104 ” مصطفى بكري: وقف التجنيد الإجباري في سوريا يُعتبر خطرًا على الأمن القومي”، الشروق، 18/12/2024، الرابط: https://www.shorouknews.com/news/view.aspx?cdate=18122024&id=74accfdc-a648-4bdd-89a5-4f1fc2dc0157

105 ” مصطفى بكري: الوقوف مع الجيش السوري دفاع عن الشرف.. والتحالف مع الصهيونية خيانة”، الشروق، 5/12/2024، الرابط: https://www.shorouknews.com/news/view.aspx?cdate=05122024&id=baad4a2b-6c90-4ad9-ad4c-9ab5c93d1dac

106 “معارك شمال سوريا تشعل انقسامًا بين الشارع المصري والسلطة”، مرجع سابق.

107 “بعد مشاهد صيدنايا المأساوية.. دعوات للإفراج عن معتقلي السجون المصرية”، نون بوست، 11/12/2024، الرابط: https://www.noonpost.com/277027/

108 “معارك شمال سوريا تشعل انقسامًا بين الشارع المصري والسلطة”، مرجع سابق.

109 ” الموقف المصري من الأزمة السورية وإعادة الاعتبار للديكتاتورية العربية”، مرجع سابق.

110 “10 معادلات عربية في الحسابات السورية المعقدة”، مرجع سابق.

Editor P.S.

كاتب ومدون

جميع المشاركات

المنشورات ذات الصلة

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الأكثر قراءة

اتبعنا

التصنيفات

آخر المقالات

Edit Template

رؤية تحليلية للأخبار السياسية والاقتصادية في العالم العربي والإسلامي والعالمي، ودراسات استراتيجية للوضع السياسي المحلي والإقليمي والعالمي

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا لتلقي التحديثات على البريد الإلكتروني الخاص بك

You have been successfully Subscribed! Ops! Something went wrong, please try again.

جميع الحقوق محفوظة لرؤية للتخطيط والدراسات الاستراتيجية ©2022