يوم الأرض.. بين مخاوف الصهاينة وتطلعات المقاومة

 يوم الأرض.. بين مخاوف الصهاينة وتطلعات المقاومة   قبل نحو 42 عامًا، كانت أراضي منطقة الجليل المُصادَرة إيذانًا بإشعال إضراب عام في أراضي 48، ومن مدينة "سخنين" المحتلة انطلقت أحداث "يوم الأرض"، ومنها أيضًا جابت الجمعة 30 مارس 2018، مسيرات حاشدة شوارع المدينة بمشاركة المئات، حيث التحمت مع المسيرة المركزية في مدينة عرابة.   هذا العام كانت ذكرى يوم الأرض لها طابع مُختلف نظرًا لما تعانيه القضية الفلسطينية من تحديات، فمن ناحية ملف المُصالحة المُتعثر خاصة بعد محاولة اغتيال رئيس الوزراء الفلسطني رامي الحمد الله في غزة وبالتزامن مع ما يُعانيه القطاع من ظروف اقتصادية وإنسانية مُتردية، ومن ناحية أخرى الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة لإسرائيل، ومن ناحية ثالثة معلومات عن تحركات دولية وإقليمية غير مُعلنة لإتمام ما يُسمى بصفقة القرن والتي تعتبرها المقاومة والمُهتمون بالشأن الفلسطيني تصفيةً لملف القضية الفلسطينية. فماذا حدث في ذكرى يوم الأرض؟ وهل انتهت الأحداث عند هذا الحد أم لازالت تحمل الأيام القادمة تطورات جديدة؟ وما علاقة نلك الأحداث بالتطورات في ملف المُصالحة والتقدم لإتمام صفقة القرن؟ وكيف تنتوي الفصائل الفلسطينية المُقاومة توظيف تلك الأحداث؟ كل تلك التساؤلات وغيرها ستُحاول تلك الورقة الإجابة عليها من خلال السطور القليلة القادمة..   أولاً: أحداث يوم الأرض 2018.. تدفق آلاف الفلسطينيين قرب الحدود بين غزة والكيان الصهيوني في مسيرة احتجاجية أُطلق عليها "مسيرة العودة"، فيما نصبت الهيئة الوطنية العليا للمسيرة الكبرى -التي تضم حركة حماس والفصائل وممثلي اللاجئين- عشرات الخيام على بعد مئات الأمتار عن الحدود بين قطاع غزة والكيان. وتوجه عشرات الآلاف من الفلسطينيين لأداء صلاة الجمعة في المسجد الأقصى استجابةً لدعوات النفير، ردًّا على جماعات الهيكل المزعوم اليهودية والتي طالبت بإخلاء المسجد لها لتقديم القرابين. وقُبيل ساعات من خروج المسيرة الكبرى، قُتل مزارع فلسطيني، فيما أُصيب آخر في محافظة خان يونس فجرًا، بقصف مدفعي إسرائيلي. وبدأ القمع الصهيوني لتلك التظاهرات، حيث استخدمت قوات الاحتلال طائرات بدون طيار لإسقاط الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين، وألقت الرصاص الحي على المتظاهرين، ما أسفر عن مقتل 12فلسطينيًا،وإصابة 1200جريح. وعلى الجانب الآخر من الحدود مع القطاع نشرت قوات الكيان ثلاثة آلاف جندي،وتمركز أكثر من 100 قناص على سواتر ترابية، ومددت أسلاكاً شائكة، وأُعلن أن المنطقة المتاخمة لقطاع غزة منطقة عسكرية مغلقة،في المقابل،تمكّن عشرات الشبان من اجتياز السياج رغم مواجهتهم الرصاص الكثيف.[1]   ثانياً: نقاط الربح والخسارة للملف الفلسطيني بعد الأحداث.. أعادت "مسيرات العودة" الزخم والبوصلة إلى القضية الفلسطينية مجددًا، بعد تراجعها مؤخرًا، كما يرى محللون سياسيون فلسطينيون. وقالوا إن "مسيرات العودة" قد حققت نجاحًا كبيرًا لمصلحة الفلسطينيين، رغم الخسائر البشرية الفادحة التي تكبدوها، ويرى هؤلاء المحللون أن المسيرات حملت معها نقاط ربح للفلسطينيين، أكثر من نقاط الخسارة. وكانت كالتالي.. * نقاط الربح.. وتتمثل في: إعادة البوصلة تجاه قضية فلسطين على كافة المستويات، حيث كان الفلسطينيون عُزلًا، لم يحمل أحد منهم رصاصة واحدة، ومع ذلك تعرضوا للقتل والإصابة، وهو ماكشف البطش الإسرائيلي بحقهم، وأدان إسرائيل أمام العالم. وهكذا استطاع الفلسطينيون من خلال مسيراتهم السلمية أن يكسبوا التأييد الإقليمي والدولي لقضيتهم. كما قاموا من خلال تلك المسيرات بإحداث قلق شديد في العقل الإسرائيلي، ووضعه أمام حيرة في التعامل مع الفلسطينيين، فهو غير قادر على خوض حرب تجاه المدنيين، وغير قادر على الصمت. كما جمعت مسيرات العودة الفلسطينيين أخيرًا تحت راية موحدة، بعد انقسام فلسطيني مرير ما زال قائمًا منذ أكثر من 11 عام، وأرسلوا رسالة قوية للعالم بأنهم لن يتخلوا عن حق عودتهم إلى أراضيهم التي هجرتهم منها إسرائيل عام 1948 ولن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام مشاريع التصفية التي تستهدف قضيتهم، وأبرزها صفقة القرن، والقرارات الأمريكية الأخيرة. * نقاط الخسارة.. كانت الخسارة الوحيدة بالنسبة إلى الفلسطينيين هي الشهداء والجرحى الذين سقطوا في أحداث الجمعة.[2] ثالثًا: أسباب وخلفيات تصاعد حدة المواجهات.. يوم الأرض هذا العام كما سبق وأشرنا يأتي في ظل ظروف حرجة يمر بها الملف الفلسطيني، حيث:   * تعثر ملف المصالحة.. كان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد حذّر بأن حركة حماس ستتحمل العواقب إذا لم تسلم قطاع غزة إلى الحكومة الفلسطينية، مشددًا في مؤتمر صحافي مع نظيره البلغاري رومن راديف في مقر الرئاسة برام الله على أن حماس مُطالبة بتسليم كل شيء لحكومة الوفاق الوطني، وأولها الأمن وبشكل فوري، وبعد ذلك سنتحمل المسئولية كاملة عن قطاع غزة، وإلا ستتحمل حماس عواقب إفشال الجهود المصرية المشكورة، الساعية لإنهاء هذه الحالة. وكان قد أعلن سابقًا عن نيته اتخاذ إجراءات وطنية وقانونية ومالية ضد قطاع غزة، متهمًا حركة حماس بمحاولة اغتيال الحمد الله وفرج، وهاجم حماس بشكل غير مسبوق قائلاً: "إنهم أهل الاغتيالات والقتل"، موضحاً أنه لا يريد منهم أي تحقيق أو معلومات، أو أي شيء. وتشير تصريحات حركة فتح بوضوح إلى نية عباس إعلان القطاع إقليماً متمرداً إذا لم تسلمه حماس إلى الحكومة الفلسطينية. [3] ومن جانبها رفضت حماس اتهامات الرئيس لها بالمسئولية عن محاولة اغتيال الحمد الله وتهديداته لحماس والقطاع. وأعلن فوزي برهوم المتحدث باسم الحركة أنه إذا كان أبو مازن جادًا في مواجهة صفقة القرن وإفشالها فليرفع العقوبات عن غزة ويدعم صمود أهلها ويوفر لهم عوامل القوة، ويعزز المقاومة في الضفة والقدس، وليكمل مشوار تحقيق الوحدة. كما صرّح برهوم بأن مسيرة العودة الكبرى وكسر الحصار شكل من أشكال المقاومة وعنوان لحالة المواجهة والتحدي لفرض معادلة جديدة في مشوار الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي لنقل القضية الفلسطينية وحق العودة إلى مراحل متقدمة تحول دون تمرير أية مشاريع من شأنها المساس بحقوق شعبنا وتقطع الطريق على كل مخططات العدو ومشاريعه.[4]   * تسارع الخطوات باتجاه تنفيذ صفقة القرن.. – عن الصفقة.. هي الصفقة التي سعى إليها الجانب الصهيوني نظرًا لما وجد من عوار –من وجهة نظرهم- في مقترح حل الدولتين. فمن ناحية يجب على إسرائيل وفلسطين أن توجدا في شريحة ضيقة ومزدحمة بالسكان من الأرض، ومن ناحية أخرى فإن هاتين الدولتين ستكونان محاطتين بدول ذات مساحات هائلة من الأرض وعدد قليل من السكان (الأردن ومصر والسعودية). والشيء الذي تتمتع به هذه الدول هو وفرة الشيء الذي تحتاجه بشدة إسرائيل وفلسطين: أرض أكثر. فكانت الصفقة والتي تقضي بأن تقوم مصر بالتنازل لغزة عن مساحة 720 كم2 والتي تساوي حوالي 12% من أراضي الضفة الغربية والتي سيتنازل عنها الفلسطينيون للإسرائيليين. وفي مقابل الأرض التي ستتنازل عنها مصر للفلسطينيين، فإن مصر ستأخذ من إسرائيل مساحة قد تصل إلى 720 كم2 في منطقة فيران جنوب غرب صحراء النقب، وستقوم إسرائيل بنقلها إلى السيادة المصرية، ولكن بالنظر إلى التعويضات الأخرى التي ستحصل عليها مصر فقد تكون هذه المساحة أصغر من ذلك. حيث تتضمن الصفقة –على حد زعمهم: – فوائد للفلسطينيين: توسيع مساحة غزة طبقا للمبادئ المطروحة يعطي ساحلها زيادة قدرها…

تابع القراءة

حزب النور وانتخابات الرئاسة بين الاستقلالية والخنوع

 حزب النور وانتخابات الرئاسة بين الاستقلالية والخنوع   مقدمة مجرد ظهور حزب النور بعد ثورة يناير أثار جدلًا واسعًا حول هويته الحقيقية ورؤيته وأهداف تأسيسه في حين أنه في عصر ما قبل الثورة لم يكن يصدر عن مؤسسيه وداعميه وهم الدعوة السلفية أي نوايا تتعلق بطموحات سياسية أو ما شابه، وأغلب الظن أنهم وجدوا فرصة ولم يحرموا أنفسهم من التقاطها. لعب حزب النور دورًا في المشهد السياسي في مصر بعد الثورة ودخل في المعارك الانتخابية في 2012 ثم 2014 ثم 2018 سواء كان منافسًا أو داعمًا. سيتم طرح في هذه الورقة عدة سرديات حول مدي الثقل وحجم التأثير في المراحل الثلاث وبالتحديد تأثيره في انتخابات رئاسة مصر 2018 .   حزب النور – تأصيل تاريخي حزب النور هو ذراع سياسي للدعوة السلفية التى نشأت في الاسكندرية بقيادة الشيخ المقدم، الشيخ المقدم هو خريج طب الاسكندرية وكوّن النواة الأولى للدعوة السلفية مع  سعيد عبدالعظيم و محمد عبدالفتاح وأحمد فريد ثم انضم اليهم ياسر برهامى وأحمد حطيبة وانطلقوا للدعوة في مساجد اسكندرية وأصبح لهم الكثير من الأتباع ومناخ سياسي ملائم فاستخدمهم السادات لمحاربة الفكر الشيوعي المنتشر وقتذاك، وحينما توسع كيان الدعوة السلفية تم تعيين رئيس وهو محمد عبدالفتاح ونائب رئيس وهو ياسر برهامي وحينما هلَّ عصر مبارك بدأت الاعتقالات ضاق المجال وانتشروا فقط من خلال شرائط الكاسيت والكتيبات التى تباع أمام المساجد. بالنسبة إلى موقفهم من السياسة عمومًا والانتخابات خصوصًا واضح ولم يتغير وهو {لا نوالي الظالمين ولا نعينهم على اخواننا} لدرجة أنهم كانوا ينتقدوا الاخوان لقبولهم بالعمل السياسي والبرلمانى وقت مبارك وحينما قامت الثورة تحول موقفهم وقررت الدعوة السلفية أن يكون لها حزب سياسي مثل الاخوان وتأسس حزب النور برئاسة عماد عبدالغفور، ولكن سرعان ما قام ياسر برهام بتغييره إلى يونس مخيون وحينما نافس الحزب في انتخابات 2012 حصل على 108 مقعد وذلك أمر يعكس حجم الشعبية في ذلك وفي هذه الفترة من 2012 إلى 2014 تعددت المواقف والتصريحات المعارضة للاخوان حينما صعدوا للحكم ومشاركتهم في أحداث 30 يونيو لاسقطاط حكم الاخوان ووجود مخيون بجوار السيسي أثناء بيان 3يوليو وتنتهي بدعمهم للسيسي في رئاسة 2014 ثم حصولهم على 9 مقاعد في مجلس النواب[1].   مواقف متغيرة في عام 2009 أجرى موقع أنا السلفي حوار مع ياسر برهامي يقول فيه "ولكن اختار السلفيون الاعراض عن المشاركة في اللعبة السياسية لأن المشاركة لا تسمح إلا بالتنازل عن مبادئ وعقائد وقيم لا يرضى أبدًا أحد من أهل السنة أن يضحى بها"[2]. ولسوء الحظ البعض من أهل السنة ضحوا بها وظهر الشيخ أحمد فريد بفيديو يعلن فيه موقف الدعوة المتعلق بانتخابات الرئاسة 2018 بدعم السيسي لأنه الأصلح ولأن الاقتصاد بدأ في التعافي وهو أصلح الموجودين. علمًا بأن الشيخ أحمد فريد واحد من مؤسسي الدعوة السلفية مع الشيخ المقدم في السبعينات وله كتب تم ترجمتها على نطاق كبير والقصد أن يمتلك الملايين من المتابعين من أبناء الدعوة السلفية ومن خارجها. وفيما يتعلق بالحديث عن تغيير بل تناقض المواقف فقد قدم عبدالله الشريف حلقة عن دعوة أحمد فريد يظهر حجم الخلل الذي وصلت إليه الدعوة في الوقت الذي تتهم فيه الأحزاب الليبرالية السيسي بأنه طاغية[3]. فضلًا عن أن ياسر برهامي له عدة تصريحات هامة بتاريخ 9 مارس 2018 في مؤتمر[4] عقد في المنيا في سياق تعبئة صعيد مصر لانتخابات الرئاسة وهى أنه سيأتى يوم سنقول فيه الله يرحم أيام السيسي مثلما قلناها عن مبارك وداعيًا الناس للخروج والتصويت للسيسي كى لا نصير مثل بلدان مجاورة انتشرت فيها الفوضى والبلطجة والفكر الليبرالي والعلماني وليؤكد أنه تأييده للسيسي غير ناتج عن جهل أو مداهنة فقال أن الحزب قدم دراسات وأبحاث عن جنسية تيران وصنافير، وعن ملف استيراد الغاز من اسرائيل، وعن سد النهضة. ويكون بذلك لعب برهامي على أكثر من جهة وهم : –          الحفاظ على الدين من الفكر الليبرالي –          الحفاظ على الوطن بأبحاث عن ملفات الأرض والغاز والمياة   وقتما ظهر حزب النور ظهرت معه أنشوده كان صداها يدوى في الشوارع المصرية وكل من لدية سيارة من أبناء الدعوة السلفية كان يضع فوقها مكبرًا للصوت ويقوم بتشغيلها وهى كانت (يا مصر صباحك نور) للمنشد أبو عمّار وكانت هذه الأنشودة تبرر اقحام حزب النور في السياسة وكان أهم كوبليهات الأنشودة (والله لوجه الله) ولكن الأمر لم يدم طويلًا وظهر أبو عمّار في عام 2014 بأنشودة معادية لحزب النور ويتصدرها كوبليه (مطلعش لوجه الله)[5].   توظيف الدين لخدمة  الاستبداد والولاء لأعداء الأمة على الرغم من الأفول الظاهرى للحزب بعد مشهد مخيون أثناء بيان 3يوليو إلا أن الحديث عن ضرورة وجودهم مستمر فهناك فرضية أن يكون الحزب ديكور النظام لإدعاء التوافقية وأن التيار السلفي يدعم الرئيس بطريقة تصدر نفس الصورة الإرهابية عن التيار الإسلامي الأكبر  وهو الإخوان، وهناك فرضية أن الحزب نفسه يلعب سياسة مع النظام ويظن أنه يومًا يستطيع سحب السجادة من أسفل قدمه ويوقعه في فخٍ ما من خلال هذا التقرب، وربما حزب النور يداهن من أجل تحقيق مصالح سياسية معينة  ومكاسب لأعضائه. ولكن الشئ المشترك في الثلاث فرضيات هو أن هناك أتباع يسيرون وراء قيادات الدعوة السلفية التى تقود الحزب بينما هؤلاء الأتباع يبايعونهم في اتخاذ الأراء بشكل يعكس ثقة عمياء محققين للأسف مقولة ماركس الرافضة للدين ككل بسبب أمثال تلك الأفعال حينما قال  الدين أفيون الشعوب، والحقيقة أن الدين قوة تحرر ومقاومة للظلم ولكن السلفية الاسكندرانية استغلته لدعم الظلم والفساد وخدمة مخططات أعداء الأمة . وفي هذا السياق قال عاصم عبدالماجد عضو مجلس شورى الجماعة الاسلامية أنهم يعتقدون أن كلام الرجل مقدس (هم ينكرون ذلك بألسنتهم ولكن يتشبثون به بأيديهم وأسنانهم) ، لافتًا إلي أن أحد الصحابة اعترض على بعض خطة الرسول الكريم  يوم بدر واقترح خطة بديلة.. فأخذ رسول الله بخطة الرجل[6].   مبررات عاصم عبدالماجد لتكفير حزب النور بعدما اتهمهم بالنفاق  : أصدر "عاصم عبد الماجد" فتوى من على منصة "فيسبوك"، كفّر فيها سلفيي حزب النور بعد أن اتهمهم في وقت سابق بالنفاق، الأمر الذي قد يكون سبب مفسر لغلق صفحتة على الموقع ذاته. ربما يكون محق وربما غير ذلك وفي النهاية أمر التكفير لا يعنينا في شئ، ولكن الأمور التى فعلها حزب النور ليثير الجدل لدرجة تكفير البعض له لا تخرج عن النقاط التالية : –          عقد مؤتمرات في صعيد مصر في المنيا وبني سويف ليس لدعم الانتخابات فقط بل لدعم السيسي. –          لم يكن دور الحزب فقط هو الإدلاء بصوتهم ولكن تجميع وحشد الناس ، وعلى حد قول وكيل الحزب بالمنوفية أنهم يجمعون الناس غير العارفين وغير الفاهمين الأخطار المحيطة بالبلد حيث أننا نختلف داخل الوطن آمنين خير من أن نختلف…

تابع القراءة

دلالات التغيير في الإدارة الأمريكية الحالية وانعكاسه على الأوضاع في المنطقة

 دلالات التغيير في الإدارة الأمريكية الحالية وانعكاسه على الأوضاع في المنطقة يبدو أن الرئيس الأمريكي ترمب وعلي عكس ما يعتقد البعض ليس شخصاً سهل المراس يمكن التحكم به، إذ تشير تغييراته المستمرة لأطقم إدارته الرئاسية إلي أنه ترك مؤسسات الدولة العميقة في الولايات المتحدة تتحكم بسياساته الخارجية لبعض الوقت، حتى يتمكن من توطيد أركان حكمه، ثم يقوم بتغيير أركان تلك الإدارات بالشكل الذي يسمح له في النهاية بتنفيذ خططه ورؤاه السياسية المتطرفة. وفي هذا الإطار يمكن تفسير الرحيل المفاجيء لهربرت ماكماستر من مجلس الأمن القومي داخل البيت الأبيض، وتعيين  جون بولتون مكانه ،وتعيين  مايكل بومبيو  مكان ريكس تيلرسون في منصب وزير الخارجية ،فـبهذا تكون اكتملت حلقة ادارة ترامب ، ” ادارة الحرب والابتزاز والاستفزاز ” فهذه هي الاداراة  التي يريدها ترامب ، ادارة تتناسب مع أفكاره المتطرفة ورؤيته لمجمل ملفات الأزمات العالمية العالقة . فـ هذه التغييرات في طاقم وادارة ترامب ،تؤكد ان هناك شيء ما يطبخ خلف الكواليس ،ولايريد ترامب أي معارضه له ، ومن المعروف للمتابع للشأن الأمريكي ،حجم التناقض الذي كان سائداً بالآراء بين ترامب وبعض  ممن هو موجود في ادارته  وخصوصاً  مع تيلرسون حول معظم الأزمات والملفات العالمية العالقة  ، وهنا لايمكن أنكار حقيقة ان ترامب  ومن وراء هذه التغييرات  يهدف إلى  العودة من الجديد إلى ممارسة سياسة ” التلويح بالحرب وممارسة سياسة الابتزاز والمساومة والاستفزاز ”  لكل الاطراف الدولية المناهضة للسياسة الأمريكية وحتى مع بعض حلفاء أمريكا، دون سماع أي صوت معارض لهذه السياسة  من داخل ادارته أو حتى من الداخل الأمريكي نفسه .  وهنا ، لايمكن إنكار حقيقة هامة  مفادها أن ترامب عندما اتخذ قرار تعيين جون بولتون  و مايك بومبيو  ، كان يدرك جيداً أن الأثنان يحملان  اجندة تلتقي مع مضامين  خطابه العنصري، ومع التقاء هذه الاجندة تتزايد المخاوف من أن تساهم هذه الاجندة بصناعة  خطاب عنصري أمريكي يفيض بمشاعر الكراهية والعداء للإسلام والمسلمين.  ومن المؤكد أن سياسة تلك الإدارة بعد التغييرات الأخيرة ستعصف  بالمنطقة بمجموعها لا بل بالعالم اجمع ، فالأجندة التى يحملها ترمب للمنطقة يعرف عنها أنها اجندة كارثية  تدميرية ،تهدد قيم التسامح الديني والتعايش السلمي وقبول الاختلاف والتعدد الثقافي، فهي تدعوا صراحة إلى إشعال صراع الحضارات، وهذا الموضوع وهذا الخطاب بحد ذاته يشكل خطراً على العالم كل العالم . ولكنا هنا بالتحديد ،يجب التنويه أن هذا الخطاب العنصري المتطرف الذي تتبناه ادارة ترامب ” الجديدة – بعد جملة التغييرات الاخيرة ” الذي يلوح بالخيار العسكري لكل أزمة عالمية ،والذي يساوم الفلسطينيين اليوم على ارضهم وكرامتهم ” بمبدأ التجويع أو قبول سياسة الامر الواقع ” ، ويفاوض الإيرانيين ” بالحرب “، ويهدد الكوريين الشماليين ” بمسحهم من الوجود ” ، والذي يهدد سورية ويحتل جزء من أرضها  ويحتل العراق ، ويهدد لبنان واليمن  ويخوض حرباً باشكال مختلفة مع روسيا والصين، والذي بحجة محاربة الإرهاب مازال يحتل افغانستان ، ويجيز لنفسه تنفيذ ضربات عسكرية جوية في بعض البلدان الأفريقية والعربية ،بحجة محاربة الإرهاب “مع أن هذه الضربات تسببت بسقوط ضحايا كثر ،لاعلاقة لهم ولاصلة بهذا الإرهاب الذي تدعيه أمريكا ، ووو.. ألخ ، فهذا الخطاب الذي يصفه البعض بأنه سيف ذو حدين ، قد يكون هو نهاية هذه الادارة سياسياً ، فاحتمالات اسقاطها عبر القضاء الأمريكي مازالت قائمة لوجود شبهات فساد عدة تدور حول من فيها وخصوصاً ترامب  ” بسبب استغلاله منصبه لصالح شركاته ، ولا ننسى الشبهات والفضائح التي تدور حول فضائحه الجنسية ” وهنا علينا ان لاننسى ولا ننكر كذلك أن هذا الخطاب المتطرف لإدارة ترامب  ،يلقى معارضه كبيره من قوى  سياسية وشعبية لها وزنها السياسي والشعبي والمجتمعي في الداخل الأمريكي ،وهذه المعارضة  لخطاب ادارة ترامب على مستوى الداخل الأمريكي، تلتقي معها انظمة اوروبية وقوى سياسية اوروبية عدة رافضة لهذا الخطاب “المتطرف “ولاجندته المتطرفة .   ختاماً يبدو واضحاً أن ترامب ومن وراء تغييراته الاخيرة في طاقم إدارته  المتطرف يسعى لتعظيم تمدده وقوته السياسية داخل ادارته ،ويرى في ذلك مصلحة كبرى من أجل توحيد  آراء طاقم إدارته خلف أي قرار متطرف سيذهب ترامب لتنفيذه بأي ملف أو أزمة عالمية او دولية أو حتى اقليمية  ،ومع ذلك يبدو واضحاً ان  أي قرار متهور  سيذهب له ترامب  بما يخص ملفات وأزمات العالم العالقة للآن ، لن يلقى  له نسبة دعم كبيرة في الداخل الأمريكي سياسياً وشعبياً ،والواضح أكثر في هذه المرحلة ،ان  خطاب  ترامب العنصري  والمتطرف بات يلقى  معارضة كبيرة أيضاً  من قوى مجتمعية وسياسية اوروبية ، وهو ما يؤشر إلى  بداية انحدار  وتهاوي سياسي وشعبي خارجي وداخلي  لترامب وإدارته المتطرفة والعنصرية .

تابع القراءة

تصريحات محمد بن سلمان وانعكاسها على جماعة الإخوان

 تصريحات محمد بن سلمان وانعكاسها على جماعة الإخوان  قال ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، في مقابلة مع مجلة "أتلانتيك" الأميركية، إن جماعة الإخوان تحاول استخدام النظام الديمقراطي من أجل حكم الدول ونشر الخلافة في الظل تحت قيادتهم المتطرفة في شتى أنحاء المعمورة، ومن ثم سيتحولون إلى إمبراطورية حقيقية متطرفة يحكمها مرشدهم. وأشار إلى أن قادة القاعدة وداعش كانوا أعضاء في جماعة الإخوان، مثل أسامة بن لادن وأيمن الظواهري وقائد تنظيم داعش. وأكد أن السعودية ومصر والأردن والبحرين وعمان والكويت والإمارات واليمن، كل هذه البلدان تدافع عن فكرة أن الدول المستقلة يجب أن تركز على مصالحها وبناء علاقات جيدة على أساس مبادئ الأمم المتحدة، بينما مثلث الشر لا يريد القيام بذلك. وعلي الرغم من أن تصريحات بن سلمان عن جماعة الإخوان ليست بالجديدة، خاصة وأنه سبق وأن اعتقل العديد من الرموز والشخصيات القريبة أو القيادية بالجماعة داخل المملكة، إلا أنها تعكس رغبة قوية في التخلص من الجماعة، ونية مؤكدة في مواصلة الحرب ضدها، ليس فقط في المملكة العربية السعودية وإنما كذلك في بقية الدول العربية المتحالفة مع المملكة. وفي الواقع أن عداء بن سلمان للإخوان ليس نابع من ضغط صهيو – أمريكي عليه من أجل استئصال الجماعة باعتبار أنها تمثل تهديداً للمشروع الصهيو – أمريكي في منطقة الشرق الأوسط، والذي يستهدف تقسيم وتفتيت دول المنطقة بما في ذلك المملكة العربية السعودية نفسها، وإنما يعود بشكل أكبر ـ وكما هو واضح من تصريحاته ـــ باعتبارها تمثل تهديداً للممالك الخليجية وعلي رأسها النظام السعودي الذي يستمد بقاءه وشرعيته من ادعاء الانطلاق من المشروع الإسلامي، ولذلك فهو يخشي من المشروع الإسلامي الذي تحمله تتبناه جماعة الإخوان، والذي يفضي في النهاية إلي إقامة الخلافة الإسلامية، تلك الخلافة التى تؤرق علي ما يبدو ليس فقط الغرب وأمريكا وإسرائيل، وإنما كذلك الممالك الخليجية التى تري في مشروع الخلافة تهديداً لأنظمتهم السياسية، ومحاولة للقضاء علي وجودهم في السلطة. ويبدو من ذلك أن الإمارات قد نجحت في إقناع بن سلمان بخطورة الجماعة، ودفعته لوضعها مع إيران وداعش في خندق واحد، بالرغم من اختلاف الرؤي والمنطلقات، ونجاح الجماعة كما سبق وصرح في استئصال الفكر الشيوعي المتطرف من الوطن العربي في فترات سابقة، وذلك بدعم من المملكة العربية السعودية نفسها، ما يعني أن بن سلمان يناقض نفسه، ولكنه يرى أن مصالحه تقتضي إظهار العداء لجماعة الإخوان في الوقت الحالي إرضاءً للإمارات التى نجحت في السيطرة عليه وتوظيفه بالشكل الذي يخدم مشاريعها في المنطقة. إن تصريحات بن سلمان عن الاخوان ووضعها ضمن محور الشر، وتأكيده أكثر من مره علي خطورتها، إنما يعني أن النظام السعودي قد بات يحمل نفس الأجندة الإماراتية المعادية للإخوان ومشروعهم ووجودهم في المنطقة، وهو ما قد يترتب عليه إجراءات تضر بوجود الجماعة في المملكة ابتداءً، فمن أجل الحفاظ علي حظوظه في الملك، وإرضاءً لشركاءه الإماراتيين والأمريكيين والصهاينة سيعمل بن سلمان علي التنكيل بجماعة الإخوان، باعتبار أنه الشيء الوحيد الذي يقدر عليه، نتيجة لسلمية الجماعة وعدم امتلاكها أدوات الدفاع عن نفسها في مواجهة تلك الأنظمة، بينما سيقف عاجزاً في مواجهة إيران ومشروعها التوسعي في المنطقة، بل ستكون مواجهته للإخوان باب شر كبير عليه وعلي المنطقة، لأنها ستفسح المجال لإيران للعبث به وبالمملكة وبدول الخليج كافة، لأنه وعلي عكس ما يعتقد لن تقوم الولايات المتحدة بالدخول في مواجهة مع إيران التى نجحت في اللعب مع الإدارات الأمريكية المختلفة في السابق، والتى لاتزال تملك العديد من أوراق اللعب التي تمكنها من اللعب مع الولايات المتحدة في الحاضر والمستقبل. لذلك فإنه وإن نجح بن سلمان في تحجيم الجماعة، إلا أن ذلك سيكون وبالاً عليه في الداخل والخارج، وذلك علي اعتبار أن الجماعة قد باتت حائط الصد الأخير في مواجهة المد الشيعي والمشروع الصهيوني في منطقة الشرق الأوسط. ومن هنا يتوجب الحذر الشديد وعدم الانجرار وراء تصريحات بن سلمان الغير مسئولة والغير مدروسة، والتعامل بحنكة وذكاء مع تلك المواقف التى ليست بجديدة علي الجماعة، إلي أن تمر تلك الفترة العصيبة من تاريخ الأمة بأقل الخسائر ودون القضاء علي الجماعة وعلي مشروعها الإسلامي في المنطقة.

تابع القراءة

الأزمة الأمريكية في ظل الصعود الصيني

 الأزمة الأمريكية في ظل الصعود الصيني يرى البعض أن العلاقات الأمريكية- الصينية علاقات استثنائية ذات طابع خاص، بدءًا من دخول أمريكا آسيا نهاية القرن التاسع عشر، واعتمادها سياسة "الباب المفتوح" في علاقاتها مع الصين عكس الدول الأوروبية الأخرى، مرورًا بالحرب العالمية الثانية وما تمخضت عنه من آثار، ووصولاً إلى المرحلة الراهنة والتي وصلت فيها العلاقات بين البلدين إلى طريق شبه مسدود. إلى الحد الذي دفع إحدى اللجان البرلمانية الأمريكية في نهاية عهد أوباما إلى التحذير من التنين الصيني وقدراته المتنامية.. ورغم هذا إلا أن الصراع الخفي بين أمريكا والصين، قلما يظهر للعلن إلا نادرًا، ومؤخراً ظهر اتجاه يرى في الصعود الاقتصادي للصين خطرًا على الولايات المُتحدة بشكلٍ قد يؤدي إلى أزمة قد تودي بالعالم لحرب عالمية جديدة، فما هو مرد قول هؤلاء؟ وكيف يرى المُحللون مُستقبل العلاقات الأمريكية الصينية؟ وكيف على أمريكا مواجهة هذا الخطر الصيني – إن صحَّ التعبير- وإدارة الصراع؟ هذا هو ما ستتعرض له هذه الورقة في عجالة من خلال العرض لبعض الآراء التي تدور حول هذا الأمر.. أولاً: الرأي الأول.. يرى أصحاب هذا الرأي أن الولايات المتحدة لن يكون بإمكانها الإفلات من التنين الصيني إلا بقرارات سياسية ضخمة تؤثر على مستقبل الاقتصاد والسياسة الدولية. ومرَّد ذلك أن الناتج الأمريكي لن يعاود الانتعاش إلا بقرارات سياسية كبرى وما عدا ذلك من قرارات الإدارة الاقتصادية هو جري في المكان لن يحقق لواشنطن النجاة من الخطر الصيني. ومع ذلك يرون أن أي قرار عسكري لن يكون حلاً رغم الإغراءات بأن الجيش الصيني لم يصل بقدراته لحد مُجاراة الجيش الأمريكي بعد، وأن أمر كهذا من شأنه إدخال العالم في حرب عالمية في غضون ساعات. في حين أن الاقتصاد الصيني سيحافظ على معدلات نموه العالية والتي قد تزيد في حال إقرار هدنة في شبه الجزيرة الكورية وهو ما دفع البيت الأبيض مؤخرًا لزيادة التعريفات الجمركية ضد الصين. فالمعادلة الاقتصادية الحالية قد تؤدي إلى تعادل اقتصادي بين الصين والولايات المتحدة في غضون سبع إلى عشر سنوات حسب تقديرات البنك الدولي ٢٠١٦، وهذا التعادل سيكون أحد أهم حقائق النظام الدولي في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية. ورغم كل ما سبق من مؤشرات على تزايد الصعود الصيني؛ إلا أن أنصار هذا الرأي يرون أن الصينيين ليس لديهم حتى هذه اللحظة رؤى استراتيجية للمنظومة الدولية المستقبلية التي سيكونون على رأسها في ظل هذا التصاعد، وهذه إحدى نقاط ضعفهم الكبرى وهي كذلك كارثة كبرى -على حد قولهم-. وإذا سلَّمت الولايات المتحدة بهذه الحقائق الصعبة فإن القوى الأوروبية التقليدية لن تُسلم بسهولة لخروج قيادة العالم من بين يدها لقوة وحضارة غير غربية. ثانيًا: الرأي الثاني.. وهناك رأي آخر يتفق بشكل عام مع فكرة أن الفوارق لم تعد كبيرة في السباق الاقتصادي بين الدول العظمى وقد تكون لصالح الصين نسبيًا، خاصةً أنه طبقًا لآخر تقرير اقتصادي تحتل الصين المركز الأول (بفوارق ليست كبيرة) في معدلات النمو الإقتصادي، وأنه من المُتوقع تكافؤ القوة الاقتصادية للولايات المتحدة والصين خلال 6 سنوات. إلا أن أنصار هذا الرأي يرون أن هناك تفاصيل دقيقة ترتبط بتداخل الاقتصاد الصيني والأمريكي بشكلٍ كبير يجعل كليهما أكثر ارتباطًا بالآخر، وبالشكل الذي قد يسمح بالتنافس مع الاستمرار في التصاعد أكثر من أن يسمح بتقويض أحدهما للآخر. كما يرى هؤلاء أنه من المفترض وضع اليابان أيضًا في الحسبان اقتصاديًا حيث تحتل المركز الثالث على مستوى العالم بجانب الولايات المتحدة وأوروبا مع الأخذ في الاعتبار مبدأ التنافس أيضًا. كما يؤكد أصحاب هذا الرأي أيضًا على كون سُبل التعاظم المتزايد في القوة الاقتصادية الصينية مع التعاظم الحذر في قوتها العسكرية يحتاج بالفعل لاستراتيجيات سياسية مستندة على أدوار ونفوذ سياسي في عدة مناطق للاهتمام العالمي لتواكب القوتين السابقتين، وهو ما قد يتفق مع أصحاب الرأي الأول. ثالثًا: الرأي الثالث.. ويرى هؤلاء أن فكرة الحرب أو استخدام الجيوش لحل الصراع بين الصين وأمريكا ليست قائمة، كما يؤكدون أنه على المستوى الاقتصادي فالمسألة ليست في النمو، بقدر ماهي في نوعيته وتوظيفه (الاقتصاد السياسي للنمو) أي تحويله لقوة سياسية تتجلي في إدارة الصين وانغماسها في حل الصراعات العالمية، وهو الأمر الذي لم تحاول الصين العمل عليه حتى الآن. كما يرى هؤلاء أن المعيار لا يجب أن يكون الناتج القومي الإجمالي، لكن بنوعية الاقتصاد نفسه، المستوي المعيشي، البني التحتية، التوزيع القطاعي للاقتصاد. أي أن كون الناتج القومي الإجمالي متساوٍ أو حتي في صالح الصين لا يعني بالضرورة أن الصين هي الأقوي اقتصاديًا في العموم، فهناك اقتصاديات أخرى مثل الهند أو حتي ألمانيا أفضل من الصين في قطاعات حيوية وجوهرية مثل التكنولوجيا والتسليح والبيوتكنولوجي. ويختلف هؤلاء مع أصحاب الرأي الأول في كون الصين لا تملك رؤية استراتيجية، فما يُسمي بالصعود السلمي  Peaceful Rise هو انعكاس للأوراق البيضاء التي يصدرها الحزب الشيوعي الصيني منذ عام ٢٠٠٠، وما يُكتب عن الصين ودورها في شرق آسيا وإفريقيا بالذات في دوريات مثل: international security, Chinese journal of international relations, Asia-Pacific journal of international relations, Asia survey,  journal of strategic studies ، وغيرها يُدعم هذا الكلام. وفي هذا الإطار يرى هؤلاء أن الولايات المتحدة مثل أي قوي كُبري ومُهيمنة في النظام الدولي، دائمًا في موقف صعب، فهو الأمر الذي يعتبروه طبيعيًا في ظل النظام الدولي الفوضوي. وبالنسبة لآليات إدارة هذا الصراع فيرى هؤلاء أن إعادة التوازن بين أمريكا والصين يجب أن يتم وفق آليات ووسائل غير عسكرية، بالرغم من وجود إكراه بلا شك، لكنه سيكون إكراه اقتصادي وديبلوماسي، وربما يكون الأقرب محاولة تطويقها وهو ما قد يتم باتباع سياسات تعاونية واقعية مثل الانغماس البنَّاء، تقوية الروابط المؤسساتية وتوسيع دور الصين في إطار البناء المؤسسي الدولي عبر منظمات مثل الأمم المتحدة ومنظمة التجارة الحرة وغيرها، بحيث تكون مصالح الصين ومكاسبها التي تحققها من وجودها داخل أو ضمن النظام العالمي أكبر من تلك التي من الممكن تحقيقها في حال استبعادها أو لفظها خارج المنظومة الدولية الليبرالية المُهيمنة –حتى الآن- علي النظام الدولي.[1] * تحركات إدارة ترامب في مواجهة الخطر الصيني.. والتي يُمكن رصدها من خلال بعض التحركات في بداية العام الجاري.. – مؤخرًا فرضت واشنطن على الصين رسومًا جمركية للمعادن في ظل مخاوف من أنها قد تلحق أضرارًا بالاقتصاد العالمي الأمر الذي دفع وزير التجارة الصيني تشونغ شان إلى القول بأن أي حرب تجارية مع الولايات المتحدة لن تجلب إلا كارثة للاقتصاد العالمي، في وقت زادت انتقادات بكين لهذا القرار. وبعد ضغط مارسه حلفاء الولايات المتحدة، فتحت واشنطن الباب أمام مزيد من الإعفاءات من رسوم جمركية بنسبة 25% على واردات الصلب و10% على الألومنيوم.[2] – خلال الأيام القليلة الماضية عُيّن جون بولتون مستشارًا ثالثًا للأمن القومي لترامب، الأمر الذي يراه البعض…

تابع القراءة

الحرب الباردة الثانية بين أمريكا وروسيا

  الحرب الباردة الثانية بين أمريكا وروسيا   مقدمة ألقت ما باتت تعرف بقضية سكريبال، بظلال واضحة من التوتر على العلاقات الروسية- البريطانية، وهي القضية التي تفجرت في أعقاب محاولة اغتيال ضابط جهاز الاستخبارات العسكرية الروسية السابق والجاسوس البريطاني،سيرجي سكريبال،وابنته،من خلال هجوم بغاز أعصاب يوم 4 مارس/آذار،في مدينة سالزبري البريطانية. سارعت رئيسة الوزراء البريطانية إلى اتهام روسيا، والرئيس بوتين شخصياً، بالوقوف وراء الحادث، أعقب ذلك إعلانها مجموعة من الإجراءات «العقابية» في مواجهة روسيا، ردت روسيا بإجراءات جوابية عليها انتهت بطرد 23 دبلوماسياً من كلا الجانبين، في سابقة أعادت ذكريات المواجهة في إطار الحرب الباردة، خاصة أن لندن دعت لاجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي، ونجحت في جذب التأييد الأوروبي والأطلسي لموقفها، حيث أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبيرج، يوم 14 مارس/ آذار، دعم الحلف الكامل للسياسة البريطانية تجاه روسيا، وأعلن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة «تضامناً مطلقاً» مع بريطانيا[1].   أسباب التصعيد يمكن الإشارة – باختصار- إلى مجموعة من الأسباب التى تقف خلف هذا التصعيد منها: 1-     تحدى روسيا للمصالح الأمريكية والغربية وتمثل ذلك بزيادة النفوذ الروسى فى دول شرق أوروبا التى كانت تخضع فى السابق للإتحاد السوفيتى مثل جورجيا وأوكرانيا. زيادة النفوذ الروسى فى الشرق الأوسط، من خلال التدخل فى سوريا بل أصبحت روسيا هى المتحكم واللاعب الأساسى فى الأزمة السوية، مما مكن روسيا بإمتلاك قواعد هامة فى البحر المتوسط؛طرطوس واللاذقية، والتى لم تستطع روسيا السيطرة عليها حتى فى أيام الإتحاد السوفيتى. بالإضافة إلى العلاقات التجارية الواسعة مع دول الشرق الأوسط حتى مع دول الخليج التى تعتير حليف استراتيجى لأمريكا. وكذلك إقامة علاقات اقتصادية واستراتيجية مع ايران وتركيا، بل وسعت روسيا إلى تقوية علاقاتها الاقتصادية مع بعض الدول الافريقية. 2-     وجود الدرع الصاروخية الأمريكية فى التشيك، والتى تعتبر تهديد مباشر لروسيا. مستقبل التوتر هناك سيناريوهان لتطور هذه التوترات: السيناريو الاول: تصاعد التوتر بين الطرفين حتى يصل إلى مرحلة الحرب سواء كحرب مباشرة أو حرب باردة تكون بها حروب بالوكالة بحيث يكون هناك سباق تسلح بين الطرفين وصراع على مناطق النفوذ. السيناريو الثانى: حل هذه الخلافات بالطرق الدبلوماسية، ويرجع ذلك إلى توازن القوى خاصة التوازن النووي، كما أنه فى نهاية القرن الماضى وقعت القوى العظمى عدة معاهدات لتخفيض السلاح النووي وبالفعل فككت الدولتان ( أمريكا وروسيا بعض القواعد. كما أن  الحرب حالياً مدمرة ومن الممكن أن تؤدى إلى القضاء على نصف العالم بما فيها هذه الدول٬ كما أن المصالح المشتركة بين كلاً من بريطانيا وروسيا، وباقى الاطراف ايضاً وروسيا ستمنع من تصاعد هذه الخلافات.   ويمكن أن نقرأ قرار ترامب والذى نشره في تغريدة لهُ على صفحتهِ على موقع تويتر بعقدهِ العزم على سَحب قواتهِ من سوريا البالغ عددها 2000 جندي، على أنه لا ينوى التصعيد مع روسيا،  فإذا أراد ترامب التصعيد العسكرى لكان عمل على زيادة القوات بدلاً من سحبها.[2] [1] نورهان الشيخ، "سحب سوداء في العلاقات الروسية – البريطانية"، الخليج يومية سياسية مستقلة، 29/3/2018، الرابط التالىك                 http://www.alkhaleej.ae/supplements/page/ff1422c9-a77d-4350-b050-973a39a4d094   [2] الصفحة الشخصية لإسماعيل صبرى مقلد، الرابط التالى:                 https://www.facebook.com/ismailsabry.maklad/posts/735445776648797  

تابع القراءة

التغيرات لإى إدارة ترامب والسياسة الأمريكية تجاه سوريا

  التغييرات في إدارة ترامب والسياسة الأمريكية تجاه سوريا   وصفت مجلة إيكونوميست حال السياسة الأمريكية بالقول أن باب إدارة ترامب يدور سريعا، في إشارة لكثرة الاستقالات والإقالات التي تشهدها، وهذا بالطبع سيكون له تأثير على طريقة إدارة الحكم وتكوين سياسة متماسكة في الأمن الوطني والسياسة الخارجية، خاصة حين يكون هم الفريق الجديد مجرد إرضاء رغبات وتنفيذ سياسات الرئيس، فهو باختياره جون بولتون ومايك بومبيو، لن يجد معارضة فيما يخص التوجهات التصعيدية ضد كل من إيران وكوريا الشمالية، ليصبح شعار أمريكا أولا مجرد شماعة لإخفاء دور أمريكا في العالم.   ومن المتوقع استمرار مسلسل الإقالات ليشمل روبرت موللر القائم على التحقيق الخاص بتأثير روسيا على الانتخابات الرئاسية، وللقيام بذلك، سيكون عليه عزل نائب وزير العدل رود روزنستين والذي قدم شهادة أمام الكونغرس قال فيها أن لا داعي في الوقت الحالي لعزل موللر، ولو فعل فستكون النتائج كارثية تماما مثلما حدث مع ريتشارد نيكسون وأدت لخروجه من الرئاسة، بالإضافة إلى جيف سيسشنز الذي أغضب ترامب عندما أخرج نفسه من تحقيق موللر، وتعرض في الفترة الماضية لسلسلة من الإهانات كتلك التي تعرض لها تيلرسون وماكمستر قبل عزلهما.[1]     وبعدما قام الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" بتعيين شخصيتين محافظتين من الصقور في منصبي الخارجية ومجلس الأمن القومي، أعلن أنه ستقوم الولايات المتحدة بالانسحاب من سوريا، وفي نفس الوقت طالب الخارجية بتجميد 200 مليون دولار كانت مخصصة لجهود إعادة الإعمار في سوريا، بما تعني احتمالية جدية ترامب في هذا القرار.   يعتمد ترامب إلى حد كبير في قراراته على أنه لا يمكن التكهن بمواقفه، ويقوم باتخاذ مواقف عنترية، كان البعض يراها تحتاج لمزيد من التفكير، مثل القرار الخاص بالقدس، لكن ما حدث أن رد الفعل هدأ إلى أن أصبح غير مؤثر.   لكن هناك مواقف يقوم فيها ترامب بالتراجع عما أصدره، مثل تهديده بالاعتراف بتايوان، وحين ردت الصين بتجميد علاقتها بواشنطن، عاد ليستقبل الرئيس الصين بحفاوة. نفس الأمر مع السعودية ودول الخليج حين هاجمها بقوة في حملته الانتخابية، لكنه اختراها لتكون أول محطاته الخارجية.   خطاب ترامب بخصوص سوريا، يراه محللون بأن له أبعاد داخلية، فهو يهدف لتسويق مشروع متكامل حول إعادة بناء البنى التحتية في الولايات المتحدة، وذلك في إطار التحضير لانتخابات الكونجرس في نوفمبر، ومن ناحية أخرى فهو يريد مقاربة ما كان يروج له في حملته الانتخابية، إذ يرى أن الأموال التي تتكفلها البلاد في الشرق الأوسط وكوريا الجنوبية يجب توجيهها لبناء أمريكا ورفاهية الشعب. ومن ثم يأتي دور الحلفاء في المنطقة وخاصة دول الخليج لتحمل هذه الأعباء وتغطية كلفة الانخراط الأمريكي في سوريا،[2] وذلك عن طريق إنشاء جيش عربي عبارة عن "ناتو عربي" يشكل القوة الفاعلة على الأرض، يستهدف من خلالها إيقاف الاندفاع الإيراني في المنطقة، لأن الأمر إن توقف عند حد هزيمة تنظيم الدولة، فستحتل إيران الشرق الأوسط. لذا كان يجب إغلاق الحدود البرية بين العراق وسوريا.   وتلخص الرد السعودي في أنه لا بد أن تبقي واشنطن على قواتها في سوريا على الأقل في المدى المتوسط من أجل التصدي للنفوذ الإيراني، بما يتيح لها دور في تحديد مستقبل سوريا.   يتزامن مع هذا الأمر، وفي ظل التعيينات الجديدة في فريق ترامب، موعد اقتراب مراجعة الاتفاق النووي في مايو، والذي قد يؤدي إلى إلغاء الاتفاق وإعادة العقوبات على إيران، هذا يعني أن هناك تناقض بين رغبة ترامب بالخروج من سوريا، وبين هدفه في محاصرة إيران في مناطق نفوذها.   من جانب آخر، تظن دول الخليج أن ما يقوم به ترامب فيما يخص إيران والمنطقة يعد تتويجا لنفوذها في البيت الأبيض، لكن هناك أمور لم تحسب لها، وهي أن رغبتها في التصعيد ضد قطر وإيران، ستكلفها المزيد من الموارد، خاصة مع نظرة ترامب لهم بأنهم مجرد مصادر للمال.[3]   تصورات الجنود عن الحرب والسياسة:   هناك أمر يجب على ترامب أخذه في الاعتبار عند الحديث بخصوص سوريا، وهو الجنود التي يتم إرسالها للخارج، ففي تحليل على موقع "ديفنس وان"، ظهر أن الجنود الذين قاموا بالتصويت لترامب جاء خوفا من توجهات هيلاري كلنتون التي قد تعني مقتلهم، وذلك لأنها كانت تنوي مزيد من اتساع العمليات العسكرية، وفضلوا ترامب بسبب توجهاته الانعزالية، وكانت من أهداف اعلان كلينتون بالخروج العسكري، استخدامه كوسيلة إلهاء سياسي لدعم نفسها وتشتيت انتباه العامة عن أجندتها المحلية التي لا تحظى بشعبية.[4]   وحين يصرح ترامب بأنه سينسحب من سوريا، فهو يقلل من المجهود العسكري الذي تم ضد تنظيم الدولة هناك والأراضي التي تمت استعادتها، فيرى الجنود أن الولايات المتحدة بحاجة للبقاء إلى أن يتم التوصل لسلام. واعتمدوا أيضا في رأيهم على أن أغلب الآراء المنتقدة لأوباما كانت بسبب سحب القوات الأمريكية من العراق، الذين عادوا إليها ثانية للتغطية على هذا الخطأ، وفي نفس الوقت كانوا منهكين في أفغانستان، لتعود لديهم نفس المخاوف إذا ما تم الخروج من سوريا كما يريد ترامب.   بشكل عام، لم توضح إدارة ترامب الخطط المستقبلية لمكافحة الإرهاب المتزايد، وخاصة في شمال أفريقيا، وما إذا كانت تتوفر الموارد اللازمة لتحقيق هذه الأهداف. فإن كان هناك وضوح بخصوص سوريا والعراق وأفغانستان، فهناك غموض بشأن أفريقيا.   وقدم التحليل اقتراحا بأنه بدلا من إرسال القوات، يجب العمل على تأهيل القوات المحلية، أو إرسال بعثات على فترات متقطعة، لكن لا يمكن البقاء في أفريقيا.   واشار إلى أن ترامب يرى الجيش كلعبة في يده، يستخدمها لمطاردة الأشرار، ثم يترك السكان المحليين في فوضى، دون إدراك منه بأن غياب الأمن والحكم الرشيد هو ما يولد الإرهاب، وخاصة النوع الذي يركز على ضرب الولايات المتحدة وأوروبا.     [1]إبراهيم درويش، "سياسة الباب المتحرك: التغيير المستمر في الوجوه يحرر ترامب من القيود ويفرغ السياسة الخارجية"، القدس العربي، 31/3/2018، متاح على الرابط: http://www.alquds.co.uk/?p=908069   [2]رلي موفق، "ترامب يهز شباك الحلفاء: المطلوب ناتو عربي في سوريا"، القدس العربي، 31/3/2018، متاح على الرابط: http://www.alquds.co.uk/?p=908073   [3]سليمان حاج إبراهيم، "ترامب يثير المزيد من الفوضى في المنطقة لاستنزاف قدرات السعودية والإمارات"، القدس العربي، 31/3/2018، متاح على الرابط: http://www.alquds.co.uk/?p=908071   [4]BY KEVIN BARON, "Trump’s ‘Very Soon’ Withdrawal From Syria Is Exactly What Many Troops Feared", Defense One, 29/3/2018, available through: http://www.defenseone.com/politics/2018/03/trump-very-soon-withdrawal-from-syria/147084/?oref=d-skybox  

تابع القراءة

توحيد المؤسسه العسكرية الليبية : بين الممكن والمستحيل

  توحيد المؤسسة العسكرية الليبية: بين الممكن والمستحيل بقلم س س مقدمة انقضت سبع سنوات على الثورة الليبية، والتى أدت إلى إنقسام ليبيا ما بين ثلاث حكومات وبرلمانين يتنافسون على السلطة، مع وجود العديد من المليشيات المسلحة التى تضم مقاتلين محليين وأجانب. وقد أدى عدم وجود قوة عسكرية موحدة إلى إطالة الأزمة الليبية، ولذلك فإن هناك العديد من الجهود التى تبذل من أجل توحيد المؤسسة العسكرية، فقد انعقدت الجولة السادسة من الاجتماعات الخاصة بتوحيد المؤسسة العسكرية الليبية فى القاهرة ،20 مارس 2018، بمشاركة 45 قائداً عسكرياً محسوبين على حكومة الوفاق وآخرين محسوبين على المشير خليفة حفتر، وبمشاركة اللواء عباس كامل، رئيس المخابرات العامة المصرية، وسامح شكرى، وزير الخارجية، واللواء مساعد وزير الدفاع للشئون الخارجية ( اللواء محمد الكشكى)، واللواء الشحات رئيس المخابرات الحربية، ورئيسى أركان الجيش الليبى، الفريق عبد الرازق الناطورى، واللواء عبد الرحمن الطويل (رئيس الاركان بحكومة الوفاق)، بالإضافة إلى رئيسى وفدى الجيش الليبى اللواء فرج الصوصاع، واللواء على عبد الجليل، أعضاء اللجنة الوطنية المعنية بالملف الليبى. وضم الوفد العسكري التابع لحكومة الوفاق إلى جانب الطويل كلا من: رئيس أركان القوات البرية، اللواء حسين خليفة، ورئيس أركان حرس الحدود، اللواء نوري المرمى أحمد شراطة، ورئيس أركان القوات الجوية، اللواء طيار علي الأبيض، ورئيس أركان الدفاع الجوي، اللواء عبد الباسط بن جريد، ورئيس أركان القوات البحرية، اللواء بحار سالم أرحومة. وتدور الاجتماعات حول طبيعة العلاقة بين السلطة المدنية والمؤسسة العسكرية، وكذلك عملية إعادة هيكلة وتنظيم المؤسسة العسكرية. وستدور هذه الورقة حول فرص وتحديات توحيد المؤسسة العسكرية الليبية؟ أولاً: فرص توحيد المؤسسة العسكرية مسألة توحيد المؤسسة العسكرية أصبحت محل ترحيب بين عدد الفرقاء الليبيين. وهو ما عكسته مشاركة رئيس الأركان التابع لحكومة الوفاق الليبية، اللواء عبدالرحمن الطويل، في المفاوضات العسكرية حول توحيد الجيش الليبي، وتعتبر هذه المرة الأولى التي يحضر مسؤول عسكري رفيع تابع للحكومة الليبية هذه الاجتماعات، ويرى المتابعون للشأن الليبي، أن حضور رئيسي الأركان الليبيين يدل على أن جهود توحيد المؤسسة العسكرية ربما في مراحلها الأخيرة، وربما يتفقون على الهيكلية النهائية. وقد يكون هذا التطور الجديد بوادر تقارب بين سلطات شرق البلاد وغربها، وهو ما سيكون بداية لإنفراج الأزمة. ويأتي هذا التطور في أعقاب تأكيدات أطلقها رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية، فائز السراج، في وقت سابق من الشهر الجاري (مارس)،على ضرورة توحيد المؤسسة العسكرية في سبيل "تأمين حدود البلاد ومواجهة تحدياتها". وجاء ذلك خلال اجتماعه مع الأعضاء في اللجنة المكلفة ببحث توحيد المؤسسة العسكرية، والذى حضره اللواء علي عبدالجليل واللواء سالم جحا والعقيد عبدالباسط شريع أعضاء اللجنة بحسب بيان صدر عن المكتب الإعلامي للرئاسة. كما عمل السراج، على امتداد أشهر، لاحتواء وتقريب عدة ضباط وكتائب قوية من مصراته للدخول في مفاوضات القاهرة، موفدا ممثلين عن مصراته، من بينهم اللواء سالم حجا، الذي يحظى بشعبية كبيرة بين ضباط وعسكريي مصراته، بالإضافة إلى ممثلين عن كتيبة الحلبوص، ولواء المحجوب، أقوى كتائب مصراته، والذين شاركوا في عدد من لقاءات القاهرة، بهدف تحييد وعزل المجموعات المسلحة التي تعارض التقارب مع حفتر، والتي لم تعد تمتلك مظلة شرعية تحميها سوى عملية "البنيان المرصوص" والتي اكتسبت رصيداً دولياً عقب تمكنها من طرد "داعش" من سرت". وفي طرابلس، أفادت المصادر بأن قرار السراج تعيين عبد الباسط مروان آمرا لمنطقة طرابلس العسكرية وترقيته إلى رتبة لواء، يأتي في سياق المساعي ذاتها الرامية إلى تقريب شخصيات عسكرية مؤثرة في طرابلس من توجه بشأن التقارب مع حفتر. تحركات كبيرة بالتزامن مع الإجتماعات. فقد عقد عمداء بلديات المنطقة الشرقية وعدد من الشيوخ والأعيان والحكماء والوجهاء بالمنطقة الشرقية  لقاء مع عمداء بلديات طرابلس والأعيان والحكماء بالمدينة، في العاصمة بعد وصولهم عبر مطار معيتيقة، 18/3/2018. وهو ما يشير إلى أن هناك ما يبدو أنه إتجاه حقيقى لتحقيق التقارب بين الشرق والغرب.  دعم إقليمى لتوحيد المؤسسة العسكرية. فهناك دعم مصري إماراتى لإنجاح مفاوضات توحيد المؤسسة العسكرية بالقاهرة، بالإضافة إلى دعم جامعة الدول العربية. حيث قال سامح شكرى وزير الخارجية المصرى خلال مؤتمر صحافي جمعه بنظيره الإماراتي عبد الله بن زايد، إن "مصر تعمل بنطاق واسع في ليبيا لاستعادة الاستقرار وتدعيم المؤسسات الليبية، وتوفير الاستقرار والأمن للشعب الليبي الشقيق وتوحيد صفوف الجيش الليبي، ووصول العناصر المختلفة للجيش والتفاهم حول خطط التوحيد العسكرية". وهو الأمر نفسه الذي أكد عليه الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أب     و الغيط، من خلال تأكيده على دعم الجامعة لليبيين نحو التوصل إلى حل شامل للوضع في البلاد، وتشكيل المؤسسات الدائمة والموحدة للدولة الليبية. وجاء ذلك خلال لقاء نائب رئيس المجلس الرئاسي، علي القطراني، مع أبو الغيط في القاهرة، وهو اللقاء الذى جاء بالتزامن مع لقاء وزير الخارجية المصرى والإماراتى.  ثانياً : معوقات توحيد المؤسسة العسكرية إنتشار الميليشيات المسلحة:  حيث تنتشر العديد من الميليشيات المسلحة بليبيا، وهى المليشيات القادرة على إفساد أى حل يتم التوصل إليه إذا لم يحقق مصالحها. فقد أكد الخبير الأمني المصري اللواء فؤاد عبدالله إن “الأزمة في توحيد الجيش الليبي بخلاف تقسيم المناصب والصلاحيات، هي انتشار الميليشيات وقدرتها على إفساد أي اتفاقات من خلال العمليات النوعية والاغتيالات”، لافتًا إلى أن “الحل يكمن في سحب السلاح من تلك الميليشيات”. وشدد عبدالله على أن “توحيد المؤسسة العسكرية الليبية يحتاج للكثير من الجهد خاصةً على أرض الواقع وليس في الاجتماعات”. وربما يقصد الخبير الجماعات المسلحة ذات الجذور الإسلامية المعارضة لسيطرة حفتر. رفض بالمنطقة الغربية: يعود موقف  جانب الغرب الليبى  إلى رفض أن يكون حفتر هو قائد الجيش الليبى، بل ورفض أن تكون مفاوضات توحيد المؤسسة العسكرية فى مصر، حيث أن هؤلاء يرون مصر بأنها أحد أطراف الصراع والداعم الأساسى لحفتر. وتمثل هذا الرفض فى إعلان المكتب الإعلامي لرئيس المجلس الأعلى للدولة، عبد الرحمن السويحلي، استقباله، عدداً من ضباط عملية "البنيان المرصوص"، ورأى العديد من الخبراء أن ذلك يأتي كخطوة احتجاجية لتقارب السراج مع حفتر. وقد أكد مكتب السويحلي، أنه استقبل وفداً من "البنيان المرصوص"، على رأسهم العميد عبدالفتاح قنيدي، وهو ضابط سبق وأن أعلن السراج فصله من الخدمة العسكرية بسبب تصريحاته التي هدد فيها القاهرة، بعد قصف طائراتها مدينة درنة، في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، حيث تضمّن لقاء السويحلي بالقيادات العسكرية، تصريحات اتهمت السراج بـ"تهميش "البنيان المرصوص" وإهمال جرحاها ووقف دعمها". كما عكس قرار حكومة السراج، بإقالة محمد الغصري، الضابط البازر في عملية "البنيان المرصوص" كمتحدث باسم وزارة دفاع حكومة الوفاق، جزءا من الخلافات الدائرة في طرابلس، لا سيما بعد تصريح الغصري رفضه لقاءات القاهرة ونتائجها، معلنا بشكل صريح رفضه لوجود حفتر ضمن المؤسسة العسكرية. ورغم أن الخلافات الناجمة عن تقارب السراج وحفتر لم تتفجّر على نحو علني، إلا أن إعلان مديرية أمن طرابلس، عن…

تابع القراءة

بوادر حرب بارده بين موسكو وواشنطن

  بوادر حرب باردة بين موسكو وواشنطن من الواضح أن العلاقات الأمريكية الروسية لا تسير على ما يرام كما كان يرى أو يتوقع البعض منذ بدء تولي "دونالد ترامب" مهام منصبه في الولايات المتحدة، فقد أصدر العربي الجديد تقريرا حول بعض العراقيل التي تشهدها علاقة البلدين لأول مرة منذ نهاية الحرب الباردة، بسبب عدم الثقة، وأصبحت روسيا بمثابة العدو بعدما تشككت المخابرات الأمريكية بوجود تماهي بين ترامب أو فريقه وبين روسيا، مما أدى لخضوعهم لابتزازها. لكن أشار التقرير إلى أن الأبعاد الداخلية لتأزم العلاقة أكبر من الأبعاد الداخلية، يظهر في الهجوم الإعلامي في الولايات المتحدة ضد روسيا، لكن حرص البيت الأبيض على عدم التصعيد، مما أدى لعدم تبلور استراتيجية أمريكية حيال روسيا، فقد أشار مدير وكالة الأمن القومي "مايك روجرز" في شهادته أمام الكونجرس في فبراير الماضي، أن وزارة الخارجية لم تصرف حتى الآن شيئا من مبلغ الـ120 دولار المخصص لردع التدخل الروسي في الحياة السياسية الأمريكية. وأوضح التقرير أن هناك ثلاثة أسباب وراء هجوم بوتين السياسي: التوقيت، إذ تشهد روسيا انتخابات رئاسية يتوقع أن يخوض بعدا بوتين فترة رئاسية أخرى، وفي ظل عدم وجود منافس قوي له، تظهر حاجته لخلق عدو خارجي لحشد إقبال كبير على الاقتراع. السبب الثاني هو قناعة الكرملين بأنه لا يمكن المراهنة على ترامب الذي لن يكسب معاركه الداخلية ضد المؤسسة الحاكمة، بما يعني انتهاء مفعول المهادنة منذ طرد أوباما 35 دبلوماسيا روسيا في ديسمبر 2016. السبب الثالث يدور حول تغير الوضعية العسكرية الأمريكية تجاه موسكو، فقد بدأت بتعزيز انتشارها في البحر الأسود على عتبة روسيا، بالإضافة لمطالبة إدارة ترامب لزيادة التمويل لمبادرة الرع الأوروبية بحوالي ملياري دولار، والتي تهدف لتعزيز دفاعات حلف شمال الأطلسي ضد روسيا، وهناك كذلك إعلان الإدارة الأمريكية عن بيع أسلحة نوعية لأول مرة لأوكرانيا بقيمة 47 مليون دولار. من الواضح أن هناك تنامي في العداء ضد روسيا في واشنطن، لكن لم يصل الأمر إلى حد مستوى الحرب الباردة، لكنها مجرد توترات تظهر بين الحين والآخر، مثلما حدث في 2015، بعدما نشرت موسكو في المحيط الأطلسي غواصات محملة بصواريخ كروز نووية، حتى في ظل ما تشهده الساحة السورية من فوضى، لا تزال قنوات الاتصال مفتوحة بين موسكو وواشنطن. أشار التقرير إلى إلى وجود تحذيرات سرية من البيت الأبيض للكرملين لوقف أي محاولات للتدخل في انتخابات الكونجرس في نوفمبر القادم، بالإضافة إلى أن إدارة ترامب ستنفذ قانون ردع خصوم أمريكا م خلال العقوبات الذي أقره الكونجرس قبل سبعة أشهر. هناك أيضا الحديث عن تحديث الترسانة النووية في البلدين، التي يريد بوتين من خلالها استدراج إدارة ترامب لحوار مباشر يشمل إحياء المحادثات الثنائية حول مراقبة التسلح. أما ما يخص حقيقة التدخل الروسي في الانتخابات، يتضح أن البيت الأبي لا يمانع من وجود تدخل روسي بالانتخابات الرئاسية، لكن ما يمانعه هو أن يكون لهذا التدخل تأثير على نتائج الانتخابات، أو وجود تواطؤ بين فريق ترامب وروسيا، بما يعني التشكيك في شرعية انتخاب ترامب.

تابع القراءة

تحولات الموقف الامريكي تجاه تركيا علي ضوء معركة عفرين

  تحولات الموقف الأمريكي تجاه تركيا على ضوء معركة عفرين  بقلم ف م  بعد نجاح تركيا في استعادة منطقة عفرين في حرب سريعة نسبياً ودون تدمير وخسائر كبيرة مقارنة بوحشية الهجمات الروسية والأمريكية أخذت تتجلي مظاهر القلق الأمريكي علي انهيار قوات سوريا الديموقراطية في مواجهة قوات درع الفرات والقوات التركية. وفي هذا التحليل نرصد حالة القلق التي تنتاب الإدارة الأمريكية من تصاعد الدور التركي في شمال سوريا وامكانية نقل المعركة إلي منبج وشرق الفرات بما يهدر الاستثمار الأمريكي في حلفاء أكراد أقوياء . حاول الموقف الأمريكي في بداية معركة عفرين طمأنة تركيا بأن التحالف الدولي لن يشن عمليات عسكرية في عفرين، ونفت الولايات المتحدة أي دعم لوحدات حماية الشعب الكردية هناك، مما يعني أنه لن يكون هناك تدخل ضد أي عميلة عسكرية تركية، وصرح وزير الخارجية الأمريكي عن أمل في التعاون مع تركيا لإنشاء منطقة آمنة في شمال غربي سوريا لتلبية احتياجات تركيا الأمنية، لكن يتضح بشكل متسارع  أن الولايات المتحدة باتت متخوفة من نوايا تركيا التي اتضحت في تحركاتها بالتنسيق مع روسيا. وفي هذا الصدد نرصد في هذ التقرير مقالين أحدهما في الواشنطون بوست يحذر من مخاطر تنامي النفوذ التركي علي حساب الحلفاء الأكراد ونقل المعركة إلي منبج بينما يستهدف المقال الثاني في الفورين أفيرز التأكيد علي ضرورة حماية التحالف التركي الأمريكي من الانهيار علي يوقع الخلافات المتصاعدة بين الطرفين. فقد علق الكاتب "ديفيد إغناطيوس" في واشنطن بوست في مقال له على هذه الفكرة الخاصة بالموقف الأمريكي، فيرى أن السيطرة على الجيب الكردي السوري في عفرين من القوات التركية ليست إلا إعادة لحدث حزين متكرر في التاريخ الحديث، وهو نضال الأكراد للبقاء، في الوقت الذي يقف فيه أصدقاؤهم من القوى الكبيرة جانبا متفرجين. ويرى إغناطيوس أن معاناة الأكراد مؤلمة، بالذات للقادة العسكريين الأمريكيين؛ لأن قوات سوريا الديمقراطية، التي يقودها الأكراد، هي الحليف الأساسي، الذي اعتمدت أمريكا عليه لهزيمة تنظيم الدولة في سوريا، ويخشى قادة الجيش الأمريكي من أن المكاسب الأكيدة التي حققها التحالف ضد الجهاديين منذ عام 2014 قد تفلت منهم مع مغادرة مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية لشرق سوريا لمحاربة الجيش التركي في عفرين والشمال الغربي. ويوضح لدى رؤية صور للمليشيات الإسلامية الموالية لتركيا(وصف مسيء للجيش الحر وقوات درع الفرات) تتجول في مركز عفرين يبدو أنه من الممكن والمخيف أن الجهاديين الحلفاء لتنظيم الدولة عادوا للسيطرة في الشمال السوري، بفضل (حليفتنا في الناتو)، تركيا. وأنه ربما كانت الهزيمة الكردية في عفرين حتمية، فقد أعلنت أمريكا منذ أشهر أن عفرين كانت منطقة تحت السيطرة الروسية، وأن أمريكا لن تتدخل فيها، أما القوات الروسية، التي كانت تحتفظ بستة مواقع في الجيب، وقالت إنها حامية للمدينة، انسحبت قبل شهرين، ومنحت تركيا ضوءا أخضر لتقوم بالهجوم، وإن كان أحد خان الأكراد في عفرين فهم الروس. ويشير الكاتب إلى أن المواجهة القادمة بين أمريكا وتركيا تنتقل الآن حوالي 60 ميلا إلى الشرق في مدينة منبج، التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية والمستشارون العسكريون الأمريكيون، حيث تطالب تركيا القوات الكردية والأمريكية بالانسحاب منها إلى شرق نهر الفرات، ويحذر الكاتب من أن ذلك سيكون "خطأ سياسيا كبيرا، بالإضافة إلى أنه تخل غير أخلاقي عن حليف مخلص، فليست لدى الأتراك قوات منضبطة تستطيع الحفاظ على الأمن في منبج، والاستجابة لمطالب الأتراك ستساعد على نشر الفوضى، وتجعل الوضع في سوريا أكثر سوءا". ويؤكد اغناطيوس أنه لفهم هذا الحيز القتالي المعقد فإنه قد يساعدنا تخيل منبج، وهي مدينة مختلطة من الأكراد والعرب، وهي مدينة سوق تبعد حوالي 30 ميلا إلى جنوب الحدود التركية، وكنت سافرت إلى هناك الشهر الماضي مع قوات العمليات الخاصة الأمريكية، وسمعت قصصا عن مقاتلي تنظيم الدولة، الذين حكموا البلدة حتى هجمت عليهم قوات سوريا الديمقراطية، بمساعدة الطيران العسكري الأمريكي في مايو 2016. فقد طالب الأتراك بأن تكون قواتهم، وليست قوات سوريا الديمقراطية، هي التي تقوم باستعادة المدينة عام 2016، لكن القادة الأمريكيين قرروا بأن تركيا تفتقر إلى القوة العسكرية للقيام بتلك الوظيفة، وكان القادة الأمريكيون يعلمون بأن سيطرة قوات سوريا الديمقراطية على منبج ستكون مشكلة سياسية، إلا أنهم رأوا أنه لا يوجد خيار غير ذلك -وهي الإشكالية التي واجهتهم عام 2017 ذاتها عند اختيارهم لقوات سوريا الديمقراطية للهجوم على الرقة- فالبديل التركي العملي لم يكن موجودا (يكذب الكاتب في هذه النقطة فقد أبدي الاتراك استعدادهم للسيطرة علي الرقة ولكن أمريكا وروسيا رفضتا ذلك)، وقام الأكراد السوريون بالقتال والموت ضد تنظيم الدولة، والعالم مدين لهم. وبالنسبة إلى "منبج"، فهي مستقرة، والأسواق تعج بالمنتجات، وتشهد المدينة ازدهارا، ويقوم مجلس منبج العسكري ب     التنسيق الأمني، وكان المجلس فكرة كردية، لكنه وجد ترحيبا واسعا بين العرب، وفي الواقع تحرك العرب تجاه المناطق التي يسيطر عليها الأكراد بسبب الأمن النسبي والنظام في تلك المناطق. ويقول الأتراك إن الرئيس باراك أوباما وعد عام 2016، عندما هاجمت قوات سوريا الديمقراطية منبج، بأنها ستنسحب بعد المعركة إلى شرق نهر الفرات، ولكن لم ينفذ هذا الوعد بعد، لأنه إذا قامت أمريكا بفعل ما تريده تركيا، فإن النتيجة ستكون فوضى دموية قد تمتد إلى الجنوب الشرقي، وتنهي الاستقرار الذي تم التوصل إليه (وهذا يؤكد كذب الوعود الأمريكية وضرورة الحذر منها)، لكن الهدف المعقول يمكن أن يكون انسحابا تدريجيا من جانب أمريكا وقوات سوريا الديمقراطية من منبج مع انتهاء الصراع في عفرين، وتتم عملية تهدئة الوضع في شمال سوريا، لكن انسحابا مفاجئا قد تنتج عنه كارثة، وليس أقل منها لتركيا، التي يتجاوز نهمها للشمال السوري ما تستطيع بلعه وهضمه.  ويرى الكاتب أن تواجد أمريكا وقوات سوريا الديمقراطية في شمال شرق سوريا، مفيد لأسباب ثلاثة: لإيقاف روسيا في السباق بين القوى العظمى في سوريا، ولمنع مد الهيمنة الإيرانية عبر (جسر بري) من إيران إلى بيروت، وللحفاظ على أوراق قوة للتفاوض في جنيف، التي ستضع في النهاية إطار دولة سورية جديدة. واختتمت الفكرة بأن أقرب الاحتمالات هي أن الولايات المتحدة تحاول الحفاظ على شراكتها مع الأكراد السوريين الشجعان المحاصرين، ولن تخاطر بخيانة هذا التحالف. تعقيب علي المقال : يؤكد هذا مقال أغناطيوس إذن أن العملية العسكرية التي قامت بها تركيا في عفرين، بعد تفاهمات تركية روسية، تمت بتحفظات أمريكية، وكانت النتيجة أن الولايات المتحدة تركت المواجهة بفضل تحالفها مع الأكراد، أن يتم استنزاف طويل الأمد لتركيا واستثمار أعداد القتلى المفترضة بين الجنود الأتراك من أجل تشديد الضغوط على أنقرة، لكن هذا لم يحدث بدليل ما نجحت فيه تركيا بإحكامها الحصار على عفرين، وتركت ممرا آمنا للمدنيين. إذ ساهم عدم الدعم الدولي لوحدات الحماية الكردية إلى انسحابها وعدم الاستمرار في المواجهة، ويتضح من هنا أن عملية عفرين لن تنتهي ، فهناك خطوات من المتوقع استكمالها مثل…

تابع القراءة

رؤية تحليلية للأخبار السياسية والاقتصادية في العالم العربي والإسلامي والعالمي، ودراسات استراتيجية للوضع السياسي المحلي والإقليمي والعالمي

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا لتلقي التحديثات على البريد الإلكتروني الخاص بك

You have been successfully Subscribed! Ops! Something went wrong, please try again.

جميع الحقوق محفوظة لرؤية للتخطيط والدراسات الاستراتيجية ©2022