المشهد السياسي (10 إلى 17 أغسطس 2017 )

المشهد الأسبوعي المشهد المصري: المشهد السياسي: w   اقتراح برلماني بتعديل 6 مواد بالدستور، ومد الفترة الرئاسية إلى 6 سنوات؛ وهو ما ترافق مع تمهيد إعلامي لهذه الخطوة، خاصة مع تصريحات رئيس مجلس النواب، علي عبد العال، وتصريحات رئيس مجلس إدارة مؤسسة "أخبار اليوم" ياسر رزق، الداعية إلى اتخاذ نفس المسار. بالطبع النظام لا يعتبر مسألة تعديل الدستور هو الطريق الوحيد لتخطي عائق الانتخابات الرئاسية في أول 2018، لكن يعتبره أحد السيناريوهات المحتملة للتعامل مع العملية الانتخابية المنتظرة. من جهة أخرى مسألة تعديل الدستور مسألة حتمية للنظام الحالي، حتى بعد انتهاء الانتخابات الرئاسية بفوز السيسي، لأنها الطريقة الوحيدة لبقاء السيسي في السلطة، حيث لا يسمح له الدستور بالبقاء في السلطة أكثر من فترتين رئاسيتين. w   تواضروس: السيسي يعمل من أجل مصر ويستمد قوته من الله. المؤسسات القديمة ومراكز القوى التقليدية والمحافظة القائمة تعلم أن بقاء السيسي على سدة السلطة مسألة حتمية للإبقاء على الاستقرار الحالي حتى ولو كان هشاً، والحفاظ على النفوذ والمصالح والمكاسب التي جرى حيازتها خلال سنوات ما بعد الثورة، وأن التغيير الوحيد المقبول هو التغيير القادم من داخل الدولة العميقة نفسها، لذلك ستظل هذه المؤسسات داعمة للنظام حتى النهاية. w   تعطل حركة قطارات الصعيد بسبب خروج قطار ركاب عن القضبان فى المنيا، وتعطل قطار "القاهرة ـ أسوان" 9 ساعات بعد تكرار تغيير جراره بسبب أعطال فنية، كذلك خروج عربتين بقطار 48 عن القضبان بخط "طنطا – سمنود"، وأيضاً حادث تصادم قطارين بمدينة الإسكندرية، مما يسفر عن مقتل 49 شخصاً، وإصابة 132 آخرين. في ذات السياق صرح وزير النقل أن تكلفة تطوير الكيلو الواحد لقضبان السكة الحديد 21 مليون جنيه، فيما أقترح برلماني بإسناد إدارة السكة الحديد للجيش، بينما طالب آخر بإسناد هيئة السكة الحديد لشركات استثمار عالمية. حوادث القطارات التي تفاقمت خلال الاسابيع الأخيرة بشكل غريب تكشف بالتأكيد عن فشل وفساد مستشري، ولكن قد تستغل من جهة أخرى في التمهيد لأحد اختيارات ثلاث؛ أما خصخصتها لصالح مستثمرين، وإما إسناد إدراتها للمؤسسة العسكرية، وإما رفع اسعار الخدمة (التذاكر). المشهد الاقتصادي: w   أكد البنك المركزي المصري أن الدين الخارجي للبلاد ارتفع إلى 73.8 مليار دولار في مارس 2017. كما زاد الدين العام المحلي إلى 3.073 تريليونات جنيه (172 مليار دولار). ليكون مجموع الدين العام على الدولة المصرية 245.8 مليار دولار. في السياق ذاته وصول معدل التضخم الحالي لـ 34.2%، وهو الأعلى الذي تشهده مصر في تاريخها على مدى 100 سنة ماضية. الأزمات الاقتصادية المتتالية تكشف عن عمق الأزمة الاقتصادية التي يعانيها الاقتصاد المصري، والتي لا تكبل النظام الحالي وفقط، بل تجعل فرص أية نظام آخر (جديد) في تحقيق التنمية على المدى القريب – أو حتى المتوسط – ضعيفة للغاية أو شبه معدومة، ومن جهة أخرى تزيد من سوء أوضاع المجتمع خاصة طبقاته الفقيرة والمتوسطة، دون أفق واضح للتحسن.   المشهد الأمني: w   أعلنت وزارة الداخلية مقتل 3 أشخاص بينهم اثنين من المتورطين في استهداف شرطيين في المنوفية، وذلك في تبادل لاطلاق الرصاص؛ من جهة أخرى قضت المحكمة العسكرية، بمعاقبة 12 متهمًا بالسجن المؤبد و10 سنوات للمتهم الثالث عشر في أحداث حرق كنائس ومدارس بالمنيا، بينما قضت بمعاقبة 16 متهمًا بالسجن المشدد 10 سنوات ومتهما آخر بالسجن لمدة عام، بينما برأت 5 آخرين في اقتحام قسم شرطة دير مواس. الدولة المصرية تصر على تجذير المساحات بينها وبين المجتمع، وتعميق العداء بين الجانبين، بما يعرقل أية محاولات للتقريب بين الطرفين، أو معالجة نقاط الخلاف بينهم؛ وذلك من خلال تجييش سلطاتها الثلاث، ومختلف مؤسساتها، في صراعاتها مع مجموعات المعارضة ومجموعات المتضررين من السياسات القائمة، بما يزيد من رفض المواطنين لمنظومة الدولة كلها، والسعي للبحث عن المخرج من المأزق الراهن في بنى ومؤسسات جديدة، مع رفض منظومة الدولة الوطنية برمتها. w   مقتل ضابط ومجند وإصابة آخرين بتفجير في سيناء؛ مقتل ضابط شرطة و3 مجندين برصاص مسلحين في سيناء؛ مقتل أمين شرطة ومجند وإصابة 6 آخرين في تفجير عبوة ناسفة بالعريش. الفشل الأمني يتواصل في شمال سيناء، وتحول المنطقة إلى ساحة حرب أصبح بادياً للعيان، ومسألة التهجير والهجرة وتمزيق النسيج المجتمعي القائم هناك يجري بسرعة كبيرة، وهو ما يمهد إما إعلان فشل الدولة في سيناء، أو استخدامها في تنفيذ مشروع اقليمي أكبر يقضي بتسكين فلسطينيين في سيناء تمهيد لمعالجة القضية الفلسطينية بصورة نهائية. المشهد الحقوقي: w   مؤسسة حرية الفكر والتعبير ترصد في تقريرها ربع السنوي عن حالة حرية التعبير في مصر للربع الثاني من عام 2017م؛ 108 انتهاك لحرية الصحافة والإعلام، و169 انتهاك لحرية التعبير الرقمي، و44 انتهاكا لحرية الإبداع؛ كما وثقت مؤسسة عدالة لحقوق الإنسان بالتعاون مع مركز الشهاب لحقوق الإنسان أبرز الانتهاكات والجرائم، التي ارتكبها النظام المصري خلال أربع سنوات منذ 3 يوليو 2013 وحتى 3 يوليو 2017؛ وبحسب التقرير بلغت حالات التعذيب خلال الأربع سنوات (1230)، والقتل خارج نطاق القانون (2441)، والقتلى من النساء (100)، وإخفاء قسري لنساء (15)، وإجمالي من تعرضوا للاعتقال (60000 سجين)، واعتقال بحق الأطفال (3000 طفل)، واعتقال نساء (2000)، ونساء معتقلات حتى الآن (31)؛ وبلغت الانتهاكات ضد صحفيين (793)، وإغلاق قنوات فضائية (10)، وغلق ومداهمة مكاتب مؤسسات إعلامية (12)، وفصل صحفيين تعسفا (30)، ومحاكمة عسكرية لصحفيين (6)، ومساجين من الصحفيين (100)، وقتل صحفيين خارج نطاق القانون (9)، واقتحام الجامعات لفض تظاهرات وقمع الطلاب (160 مرة)، وقضاة تم عزلهم من مناصبهم (44)، وإنشاء سجون جديدة (21)، ليصل عدد السجون إلى 66 سجنا، بحسب التقرير. النظام يواصل قمعه ومحاولته للسيطرة على المجال العام وتأميم السياسة واعتماد العسكرة نسق حاكم للتفاعلات بين الدولة والمجتمع، وهو ما يجعل مسألة الانفجار الشعبي مسألة وقت وتنسيق بين الأطراف الفاعلة التي يمكن أن تقود حركة الاحتجاج ومساعي التغيير. مصر والعالم: w   العراق يراجع صفقة تسليح مع مصر، كما يزور الصدر القاهرة بعد زيارته السعودية والإمارات. التقارب المصري الراهن مع القوى (الشيعية) في المنطقة جزء من سياسات سعودية إماراتية جديدة تجاه الصراع السني الشيعي في المنطقة، والقاهرة جزء من هذا الاتجاه الجديد، وبالتالي لا تكشف تحركات القاهرة عن استقلال مصري في مواجهة حكومات الخليج ومحاولة للاستفادة من صراعهم مع القوى الشيعية، بقدر ما يكشف عن مواقف مشتركة وتنسيق بين الطرفين. w   أكدت الحكومة الإثيوبية، أنها انتهت من 60% من أعمال بناء "سد النهضة" على نهر النيل. اثيوبيا تواصل بناء السد دون أية اعتبار للمصالح المائية المصرية، في حين يقف النظام المصري عن التعاطي الايجابي مع الأزمة. w   وفد ممثلي الفصائل الفلسطينية بالقاهرة ناقش فتح معبر رفح وفق آلية جديدة، في غياب ممثلين عن حركة فتح. الامارات تسعى جاهدة لإعادة ترتيب البيت الفلسطيني من الداخل بمساعدة القاهرة، وهي سياسات مرفوضة بالطبع من قادة حركة فتح الذين…

تابع القراءة

تساؤلات حول السياسة الامريكية

الولايات المتحدة واسئلة بشأن محاولاتها فك الحصار عن قطر تكتنف السياسة الأمريكية بشأن الحصار المفروض علي قطر حالة من الغموض تشبه تلك التى اتبعتها الولايات المتحدة في تعاملها مع بدايات الازمة السورية، إذ لم تحرص الولايات المتحدة علي اتخاذ موقف واضح وصريح بالرغم من المجازر البشرية التى يرتكبها نظام بشار الاسد ضد الشعب السوري، والتى اتضحت بعد ذلك انها كانت مواقف مقصودة الهدف منها اتاحة المجال لكافة الاطراف لاستنفاذ قواهم حتى تصبح عملية تقسيم سورية واقع وحقيقة لا يستطيع طرف التصدي لها، وهو نفس السيناريو المتبع فيما يتعلق بأزمة قطر والحصار المفروض عليها، إذ تثور العديد من التساؤلات حول حقيقة الدور الامريكي، وهل الولايات المتحدة بما لها من نفوذ لدى السعودية والامارات غير قادرة علي اجبار تلك الدول علي فك هذا الحصار، والعكس اليس بمقدورها الضغط علي قطر للرضوخ للاملاءات الخليجية، وما الذي يدفعها للقبول بالحلول الوسط التى تبقى الامور مكانها دون حلحلة، إلي غير ذلك من الاسئلة التى تثير الشكوك حول الموقف الامريكية بشأن الحصار المفروض علي قطر. والواضح من السياسات والتحركات الامريكية أن الولايات المتحدة تملك استراتيجية وخطة تسير وفقها، وأن تحركاتها والمحاولات التى تجريها لفك الحصار إنما تسير وفق اجندة خاصة مرسومة، فهذه التحركات ليست عشوائية، ولا تهدف في النهاية الي فك الحصار، إذ ليس من مصلحة الادارة الامريكية الحالية انتصار قطر في صراعها مع بقية الدول الخليجية خاصة الامارات الحليف الاستراتيجي للولايات المتحدة في منطقة الخليج، وإنما تهدف إلي تحقيق عدة أمور في غاية الاهمية منها: أولاً: استنزاف قدرات الدول الخليجية واشغالهم بصراعاتهم الداخلية من اجل الضغط عليهم لتحقيق اجنداتها السياسية في المنطقة وخاصة في مناطق الصراع المختلفة سواء في سورية او العراق او اليمن او حتى ليبيا. ثانياً: استنزاف القدرة المالية لدول الخليج خاصة قطر التى رفضت ان تدفع الجزية الامريكية مثلما فعلت السعودية التى قدمت لترامب مئات الملايين من الدولارات في صفقات سلاح واستثمارات مختلفة من أن أجل ان تحوز الرضا الامريكي. ثالثاً: اطالة الصراع إلي اطول فترة ممكنة حتى ينتهي الصراع الامريكي الداخلي ما بين ترامب وافراد ادارته وما بين الكونجرس ووسائل الاعلام الامريكية التى تتهم روسيا بالتدخل في الانتخابات الامريكية لصالح ترامب، تلك الاتهامات التى قد تفضي الي اقالة ترامب من منصبه. رابعاً: اختيار الوقت المناسب لوضع نهاية للدور القطري في الصراعات الدائرة في المنطقة، وقد يكون ذلك مرتبط بالدور الذي تقوم به جماعات الاسلام السياسي في دول الربيع العربي، والتى تملك قطر اوراق تواصل معها، وهو ما قد تحتاجه الولايات المتحدة خلال اي فترة من الفترات القادمة خاصة وان مستقبل الانظمة الديكتاتورية البديلة التى سطت علي ثورات الربيع العربي لاتزال علي المحك، فإذا تيقنت الولايات المتحدة من نهاية الدور السياسي لتلك الجماعات ونجاح الامارات ومصر في القضاء علي تلك الجماعات فقد تضع النهاية لقطر وتسمح لدول الحصار بانهاء دورها في المنطقة. لذلك يتوقع ان تستمر تلك الازمة لفترة من الزمن، علي أن تتحدد نهايتها علي وقع التغييرات الدراماتيكية التى تشهدها المنطقة، وإن كان الواضح ان تبعات تلك الازمة ستطول ليس فقط بل كافة الدول الخليجية بما في ذلك الامارات والسعودية، لذلك ما لم تحكم السعودية لغة العقل وتسرع في فك ذلك الحصار فإن العواقب ستكون وخيمة علي المنطقة بأسرها.    

تابع القراءة

المشهد السياسي في 10أغسطس

  المشهد الأسبوعي من 3 الي 10 أغسطس المشهد المصري: w   شهدت محافظتي قنا وسوهاج هذا الأسبوع عمليتين إرهابيتين نتج عنهما مقتل أمين شرطة بسوهاج وضابط بقوات الأمن المركزي بقنا، حيث لا يفصل بين العمليتين سوى بضع أيام وهو ما ينذر بوجود توجه لدى المجموعات المسلحة بالنشاط في صعيد مصر خلال الفترة المقبلة. w   شهدت مدينة قويسنا بمحافظة المنوفية مقتل اثنين من أمناء الشرطة في اشتباكات مع مسلحين، حيث أعلن محافظ المنوفية أن الاشتباكات لاعلاقة لها بالإرهاب وإنما كانت خلال مهاجمة وكر لتجار المخدرات. w   على الصعيد الاقتصادي، توصلت وزارة الزراعة لاتفاق مع الصين لتصدير البلح المصري لها لأول مرة، بالإضافة إلى إجراء مباحثات مع الجانب الاسترالى لفتح سوق جديد، كما أعلنت أن محصول القطن لهذا العام هو الأقل منذ عهد محمد علي حيث لم يتعدى 700 ألف قنطار فقط. w   دخل عمال شركة غزل المحلة في اضراب عام بسبب عدم صرف العلاوة التي أقرتها الدولة بواقع 10% للعاملين بالقطاع العام، مع جواز منحها للعاملين بقطاع الأعمال العام، وتعديل قيمة بدل الغذاء أسوة بالشركات الأخرى، وسوء أداء اللجنة النقابية والنقابة العامة للغزل والنسيج، فيما يتعلق بموضوع العلاوة الخاصة، ولايزال الإضراب قائماً حتى الآن ويرفض العمال العودة للعمل قبل تحقيق مطالبهم ويهددون بالتصعيد في حال استمرار الإدارة على عودتهم للعمل كشرط مسبق للنظر في مطالبهم. w   من جهة أخرى نشرت الجريدة الرسمية قراراً جديداً للحكومة بعدم اصدار بطاقات التموين لمن يزيد دخله عن 1500 جنيه من العاملين بالقطاع الحكومي والخاص، وعن 1200ج للمحالين على المعاش، وقد أثار هذا القرار غضباً شعبياً على مواقع التواصل الاجتماعي إلى جانب الغضب من قرار زيادة أسعار تذاكر النقل العام يوم الجمعة الماضي، فضلاً عما أثاره خبر وفاة الطفلة جنى التي رفضت مستشفى سرطان الأطفال استقبالها من غضب شديد على مواقع التواصل. w   صدق السيسي على قانون الهيئة الوطنية للانتخابات بعد اقرار البرلمان للقانون، ومن ثم ينتهي العمل تماماً باللجان العليا للانتخابات التي كانت تمثل الاشراف القضائي على الانتخابات لتحل محلها هذه الهيئة التي تحتوي على قاضيين فقط من قضاة مجلس الدولة، ويثور الجدل في مجلس الدولة حول المرشحين من قضاة المجلس لعضوية الهيئة، حيث ذكرت مصادر أن الاختيار سيتجاوز قاعدة الأقدمية لرفض الجهة المسئولة عن التعيين شخصية القاضيين المؤهلين للمنصب وفقاً للقانون وبالتالي سيتم تجاوزهما وتعيين قاضيين أحدث منهما، وهو ما سيسبب أزمة جديدة بمجلس الدولة يسعى رئيس المجلس لحلها. w   أوصت هيئة المفوضين بالمحكمة الإدارية العليا برفض طعن المستشار هشام جنينه على قرار عزله من منصبه، وكان جنينه قد تقدم بطعن لمجلس الدولة يرفض فيه قرار عزله بحجة مخالفته للقانون. w   ظهرت في هذا الأسبوع رسائل من القيادات الإخوانية في السجون أبرزها تمسك الدكتور محمد مرسي بحقه الشرعي كرئيس لجمهورية مصر العربية وذلك على الرغم من الضغوط الهائلة التي يتعرض لها، كما أكد الأستاذ أحمد عارف الناطق الرسمي باسم الاخوان على ضرورة الثبات والتمسك بالحقوق وعدم استعداد المعتقلين لتقديم أية تنازلات داعياً لوحدة الصف والثقة بالقيادة وتجاوز الخلافات. w   صدق السيسي على القانون الذي أقره البرلمان بغرض تنظيم العمل في سوق الغاز، وهو الذي يسمح لشركات القطاع الخاص باستيراد الغاز من الخارج، الأمر الذي أثار مخاوف المراقبين بشأن قيام هذه الشركان باستيراد الغاز من كل من اسرائيل وقبرص اللتان تنازعان مصر بعض حقول البترول، وترى الحكومة أن القانون يخفف العبء عن قطاع البترول ويشجع الاستثمار في هذا القطاع. مصر والعالم w   تقدم السيسي بمبادرة للمصالحة الوطنية في فلسطين قبلتها حماس واعترض عليها عباس، حيث تضمنت المبادرة ستة بنود تتعلق بحل مشاكل قطاع غزة وتنظيم انتخابات عامة ورعاية مصر للحوار بين الطرفين، وقد رفض محمود عباس هذه المبادرة مكلفاً رئيس مخابراته بتقديم مبادرة جديدة تمثّل شروطاً سابقة وضعها عباس على حماس. w   تسلمت مصر الغواصة الألمانية الثانية التي تم ضمها للعمل بالقوات البحرية المصرية، وقد أولى الإعلام المصري اهتماماً كبيراً بهذه الصفقة وهي تعكس توجه الدول الغربية لدعم الجيش من أجل ضبط المنطقة والحفاظ على استقرار الأوضاع فيها، ولا شك أن الصفقات العسكرية الضخمة تكون على حساب الانفاق العام على الخدمات مثل الصحة والتعليم ومستويات المعيشة التي تتدهور بشكل متسارع. w   قام خليفة حفتر بزيارة للقاهرة التقى خلالها رئيس الأركان المصري وبعض المسئولين المصرين بهدف التنسيق والتعاون فيما يتعلق بالأوضاع في ليبيا من أجل تسوية الأوضاع وانهاء الصراع والتطرف في ليبيا من أجل أن تكون قوة إقليمية داعمة للاستقرار في المنطقة. w   من جهة أخرى، تواصل الكويت جهودها الهادفة للوساطة بين أطراف الأزمة الخليجية القطرية، وفي هذا السبيل بعث أمير الكويت رسالة خطية للسيسي سلمها له وزير الخارجية الكويتي في زيارته الأخيرة لمصر، وأعرب السيسي عن تقديره لجهود الكويت وتجاوبه معها معرباً عن أمله في استجابة قطر لشواغل دول الحصار. w   تقوم القوات المسلحة المصرية بالتضييق على المواطنين السودانيين بمثلث حلايب واعتقال العشرات منهم وتغيير ملامح البيوت السودانية إلى ملامح مصرية، وهو الأمر الذي أثار غضباً سودانياً انتقل إلى وسائل الإعلام دون رد فعل رسمي سوداني؛ ويكشف ذلك عن زيادة التوتر ما بين مصر والسودان في مثلث حلايب وشلاتين بعد قرار القاهرة صرف ما يقرب من مائة مليون لتغيير هوية المدينة وذلك تحت مزاعم التطوير، والواضح أن هناك عدة أهداف وراء استفزاز السودان بهذا الشكل، منها زيادة الضغط علي حكومة الخرطوم بسبب موقفها الداعم لقطر، والرغبة في اضعافها حتى يسهل علي القاهرة والامارات تهريب السلاح إلي حفتر في ليبيا، وقد يأتي ذلك ايضا في اطار الحرب التى تخوضها الامارات ومصر ضد الحركات الاسلامية ذات  المرجعية الشاملة. w   انعقدت في الخرطوم فعاليات الاجتماع الوزراي لوزراء مياه دول الحوض النيل الذي غابت عنه مصر بسبب تجميدها عضويتها في مبادرة حوض النيل، ويعكس ذلك فشلاً مصريا في التوصل لحل أو تسوية مع دول الحوض الأمر الذي دفع القيادة المصرية لعدم حضور الاجتماع الذي سيكون بلا جدوى، كما يعكس توتراً حاداً في العلاقة مع السودان قد تكون أحد دوافع غياب مصر عن الاجتماع المنعقد في الخرطوم. w   وافق السيسي على إنشاء شركة تنمية رئيسية مشتركة بين الهيئة العامة الاقتصادية لمنطقة قناة السويس، ومجموعة موانئ دبي العالمية، لتقوم بتنفيذ مشروعات في منطقة قناة السويس، يذكر أن الإمارات كانت قد عارضت قيام مصر بشكل مستقل بتنمية ميناء قناة السويس حتى لاينافس موانئ دبي ويؤثر في إيراداتها، وما يبدو حالياً أن التنمية ستتم بشراكة إماراتية تضمن لها أرباحاً كبيرة. المشهد الاقليمي والدولي: w   أعلنت قطر مؤخراً قرارين هامين بهدف تسهيل دخول المواطنين من الدول المختلفة إلى قطر وتشجيعهم على الإقامة فيها، حيث أعلنت منح حق الإقامة الدائمة لفئات معينة من غير القطريين الذين ترى الدولة كفائتهم وأهليتهم لتقديم خدمات كبيرة للدولة،…

تابع القراءة

قراءة في تطورات الحصار المفروض علي قطر

قراءة في تطورات الحصار المفروض علي قطر شهدت الأزمة القطرية العديد من التطورات هذا الاسبوع، حيث اجتمعت دول الحصار ورؤساء الاجهزة المخابراتية في المنامة لتدارس العقوبات المفروضة علي قطر، وذلك في إطار اللقاءات الدورية التى يتم عقدها للنظر في المواقف القطرية من الحصار وتحديد الشكل المستقبلي للتعامل مع تلك الأزمة. وقد كان الملاحظ علي لقاء هذا الشهر عدة أمور في غاية الاهمية منها: 1-  عودة دول الحصار إلي مطالبة قطر بتنفيذ البنود الثلاث عشر التى سبق وان استبدلتها بستة بنود أخرى في اللقاء قبل الماضي، الامر الذي يثير العديد من التساؤلات حول هذا التراجع ومسبباته، خاصة وأنه يأتي بعد أيام من نجاح الشعب الفلسطيني في القدس المحتلة بفك الحصار المفروض علي المسجد الاقصى، وطلب رئيس الوزراء الصهيوني وقف بث قناة الجزيرة بزعم انها تحرض علي العنف، ما يعني أن تلك الدول تحاول استغلال الغضب الصهيوني علي قطر والجزيرة لاعادة المطالبة بغلق قناة الجزيرة وكافة الوسائل الاعلامية التى تمثل مشكلة لتلك الانظمة وللكيان الصهيوني علي حد سواء، كما يعكس ذلك ايضا مدى التنسيق الكبير ما بين دول الحصار والكيان الصهيوني، ومحاولة الطرفين كسر ارادة الامة وتركيع الانظمة المعارضة لسياساتهم وعلي رأسها تركيا وقطر. 2-  وجود رغبة إماراتية – مصرية في استمرار الحصار مهما كانت النتائج والتحديات، لأن الفشل في هذه الخطوة يعني فشل غالية الخطط والاستراتيجيات الاماراتية الخاصة بمستقبل المنطقة، فضلا عن ان ذلك يعد انتصارا لقطر التى تحاول الامارات القضاء علي دورها في المنطقة. 3-  ضعف الدور السعودي وسيره في فلك الامارات بشكل بات يسيء الي المملكة التى حولت سياساتها وبدأت تحاول التقارب مع الشيعة لتهدئة الاجواء علي حدودها وفي داخلها بدلا من تقوية دورها ووضع حد للتغلغل الشيعي في المنطقة، وهذا ما بدا بعد زيارة مقتدي الصدر ووزير الداخلية العراقي الي المملكة بالرغم من اتهاماتهم السابقة للمملكة بنشر الفوضى في المنطقة. 4-  افتقاد السعودية ممثلة في ولي العهد الجديد لبوصلة التهديدات الحقيقية للمملكة والمنطقة، يجعلها تواصل السير خلف الامارات في معاداة قطر بالرغم من تأثير ذلك السلبي علي المنطقة وعلي الامن والاستقرار فيها، وذلك بالرغم من الانتقادات المتزايدة الصادرة عن افراد داخل الاسرة المالكة السعودية للامارات ولمحمد بن زايد. 5-  افتقاد الثقة في امكانية الضغط علي قطر واجبارها علي الرضوخ للمطالب الخليجية، ولذلك لا ضير من وجهة نظر الدول المحاصرة في الاصرار علي تتنفيذ كل المطالب، حتى يبدو وكأنهم يمضون قدما ولا يتراجعون عن مواقفهم في العموم، لعلهم يستطيعون تحقيق اي تقدم علي الصعيد السياسي. وفي الواقع أن الامارات والسعودية باتتا فاقدتين للرؤية وتسيرا بشكل يضر الامن والاستقرار في المنطقة، فحسب اغلب الخبراء ما تقوم به الرياض وأبوظبي سيعود بالسلب علي  الخليج بأكمله بالعواصف. فالهجوم على قطر سيُزعزِع الشرق الأوسط بصورةٍ أكبر، ويزعج العديد من أقرب حلفاء واشنطن. وسينتهي المطاف بالسعوديين والإماراتيين في مأزقٍ عالمي، وسيجدوا انفسهم في عزلة أكثر من قطر، فضلا عن الاساءة الكبيرة لصورتهم شعبيا ورسميا علي مستوى العالم، وإن كان يتوقع أن يستغرق الحل النهائي بعض الوقت.ولن يفيد ذلك أحداً، سوى إيران التى تحاول المملكة تملقها في الفترة الاخيرة.    

تابع القراءة

الخلافات الروسية الامريكية وتأثيرها علي العلاقات بين القطبين

الخلافات الروسية الامريكية وتأثيرها علي العلاقات بين القطبين ازداد تدهور العلاقات الاميركية الروسية، المتوترة بسبب النزاعات في اوكرانيا وسوريا، بعد اتهامات بتدخل روسيا في الانتخابات الرئاسية التي أوصلت ترامب إلى البيت الأبيض وفتحت واشنطن تحقيقا بشأنها. وبعد تصويتين بإجماع شبه تام الاسبوع الفائت في مجلسي الكونغرس الاميركي أُقرت عقوبات اقتصادية جديدة على موسكو، ردت عليها روسيا بفرض تقليص كبير لعدد العاملين في البعثات الدبلوماسية الأميركية على أراضيها من دبلوماسيين او موظفين فنيين. وقد وافق مجلس الشيوخ الأمريكي بأغلبية ساحقة على فرض عقوبات جديدة ضد روسيا وإيران وكوريا الشمالية رغم اعتراضات الرئيس دونالد ترامب على التشريع. ومع استمرار التصويت أيد المجلس التشريع بواقع 76 صوتا مقابل صوت واحد. وسيرسل مشروع القانون الآن إلى البيت الأبيض ليتخذ ترامب قرارا إما بتوقيعه أو رفضه. وقد تصاعدت المواجهة بين روسيا والولايات المتحدة الاثنين بعد تبادل عقوبات جديدة بدت بمثابة ضربة شديدة لآمال التقارب التي أثارها انتخاب دونالد ترامب رئيسا. ولا يترك اعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاحد بوجوب مغادرة 755 دبلوماسيا اميركيا الاراضي الروسية، في إجراء غير مسبوق، أي مجال للشك. وقال بوتين إن التحقيقات في اتهامات بتدخل روسيا في انتخابات الرئاسة الأمريكية مجرد عرض من أعراض الهيستريا المتزايدة المناهضة لروسيا في الولايات المتحدة. كما انتقد الرئيس الروسي التحقيق المكثف في تدخل روسي محتمل في انتخابات الرئاسة الاميركية قائلا انه يشهد على “ازدياد الهستيريا المعادية للروس” في واشنطن. واضاف “من المؤسف ان يتم التضحية بالعلاقات الروسية الاميركية في سبيل حل قضايا سياسية داخلية” مشيرا الى “المعركة بين الرئيس دونالد ترامب وخصومه السياسيين”. وختم بوتين ان الدولتين اللتين تعملان بشكل منسق “يمكن ان تحلا مشاكل صعبة جدا في شكل اكثر فعالية”. وفي الواقع وحسب مقال تحليلي نشرته “فورين بوليسي” للباحث “مايكل سينغ” وهو زميل أقدم في زمالة “لين- سويغ” والمدير الإداري في معهد واشنطن قد يُلقي الشبح الروسي بظلاله على رئاسة ترامب، ومعها تحالفات أمريكا العابرة للأطلسي، وسيواصل هذا الشبح القيام بذلك دون إجراءات حاسمة. وبالتالي، لا بدّ من اتخاذ ثلاث خطوات: أولاً: يتعين على إدارة ترامب التوصّل إلى تقييم واضح لدوافع روسيا وأهدافها واستراتيجيتها، من أجل إطلاع صناع الساسة الأمريكيين عليها. ففي ظل رئاسة بوتين تُعتبر روسيا قوة تعديلية [استرجاعية]، غير راضية عن وضع العالم الراهن، ولكنها تتطلع إلى إعادة تشكيل النظام الدولي من أجل مصلحتها الخاصة. ويعني ذلك استعادة القوة الروسية إلى أمجادها السابقة وسط انتقام موسكو على طول الطريق من أي ازدراء بها سواء أكان فعلياً أو من نسج الخيال. ويعني ذلك أيضاً تقليص الدور الأمريكي في النظام الدولي – لأن بوتين يبدو وكأنه يلقي نظرة خاطئة على العالم، بتقليله من الدور الأمريكي في النظام الدولي. ومع ذلك، فبسبب جميع هذه التطلعات، لا تزال روسيا ضعيفة اقتصادياً ودبلوماسياً، وبالتالي يجب أن تبحث عن فرص لاغتنامها ونقاط ضعفها لاستغلالها – على سبيل المثال، الإهمال الغربي لسوريا أو اضمحلال وفساد دول مثل أوكرانيا. ثانياً: بعد الانتهاء من هذا التقييم، يتعيّن على ترامب رسم مسار واضح وحاسم للسياسة الأمريكية تجاه روسيا. فليس هناك أي ضرر في إشراك موسكو دبلوماسياً أو حتى في البحث عن مجالات تعاون بين البلدين. لكن على الولايات المتحدة توخّي الحذر في خضم ذلك، فلا بدّ من أن تحدّد ما تريده من هذه المشاركة وأن تحرص على ضمان ميزة لها مسبقاً. وكما هو الحال مع الخصوم الآخرين، تتطلب استراتيجية روسيا الشاملة معارضة الولايات المتحدة من أجل المعارضة. وبالتالي، فمهما كانت التقاربات التكتيكية بين البلدين، فإنهما سيبقيان، على الأقل في الوقت الحاضر، على طرفي نقيض على الصعيد الاستراتيجي. ثالثا: ينبغي على استراتيجية الولايات المتحدة تجاه روسيا أن تتصدّى لاستراتيجية موسكو تجاهها لا أن تعكسها. ويجب على واشنطن أن لا تركّز على الحد من النفوذ الروسي – الضئيل في معظم المناطق – بحدّ ذاته، كما يجب ألّا تعمل بذهنية بوتين القائمة على مبدأ [معركة] محصلتها صفر. وبدلاً من ذلك، يتعين على الولايات المتحدة ردع موسكو من خلال عدم منحها أي فرصة سهلة للتدخل، لا سيما في أوروبا، وضمان ليس فقط عدم تحقيق عملياتها الحالية في أوكرانيا وسوريا أي مكاسب، بل تكبدها تكلفة استراتيجية باهظة أيضاً. وسيكون ردع روسيا في الفضاء السيبراني [الإنترنت] أكثر صعوبة لكنه على نفس القدر من الإلحاح أيضاً، لمنع تكرار تدخلها في الانتخابات الأمريكية. ويُعتبر اتخاذ موقف حازم تجاه هذه المسألة الأخيرة مهماً بشكل خاص بالنسبة لترامب. وقد يخشى أن يصبح ذلك سلاحاً مشهراً في وجهه، ولكن في الواقع، من شأن إصدار أوامر بمراجعة التدخل الروسي وتعزيز الدفاعات الأمريكية للتصدي لمثل محاولات تخريب كهذه، أن يكونا مؤشرين على القوة والثقة. وبالنسبة إلى أي إدارة أمريكية، سيطرح التعامل مع روسيا وغيرها من الخصوم الذي يتحلّون بالجرأة والقوة، مشكلةً كبيرة. أما بالنسبة إلى إدارة ترامب، فيكتسي تخطي هذا التحدي أهميةً خاصة إذا كانت تأمل في استعادة السيطرة على أجندة السياسة الخارجية الخاصة بها. وقال نيكولاي بتروف من المدرسة العليا للاقتصاد في موسكو ان “الاجراءات التي اتخذتها روسيا تعكس توسيعا وتعزيزا للمواجهة مع الولايات المتحدة”. وأضاف المحلل السياسي ان “روسيا لا تملك قدرا كبيرا من الموارد الاقتصادية والعسكرية للرد بعقوبات، لكن روسيا قادرة على إلحاق الضرر بالولايات المتحدة على مستوى السياسة الدولية”، مشيرا إلى احتمال وقوع “هجمات معلوماتية جديدة”. كذلك اعتبر المحلل السياسي فيكتور اوليفيتش في صحيفة إيزفستيا الموالية للكرملين ان عقوبات الكونغرس الاميركي “بددت آمال موسكو بتطبيع سريع”. من جهتها أوردت صحيفة فيدوموستي الليبرالية ان “آمال تحسن العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة انهارت حتما” متحدثة عن “مستوى جديد في حرب العقوبات (…) يهدد بإلحاق خسائر بروسيا اكبر من تلك التي ستطاول الولايات المتحدة”.    

تابع القراءة

دلالات زيارة الصدر للسعودية وتاثيرها علي العلاقة مع ايران

دلالات زيارة الصدر للسعودية وتاثيرها علي العلاقة مع ايران في الوقت الذي تفرض فيه السعودية والامارات حصارا خانقا علي قطر وتطالبه فيه بتخفيض حجم العلاقات مع ايران، فوجأ الرأي العام العربي ولي العهد السعودي يستقبل المرجع الشيعي مقتدي الصدر ووزير الداخلية العراقي في الرياض، هذا في الوقت الذي يحرص فيه وزير الخارجية السعودي خلال قمة منظمة المؤتمر الاسلامي المنعقدة في استانبول علي ان يلتقى بوزير الخارجية الايراني ويتبادل معه التهاني، الأمر الذي يعكس حالة من التناقض الشديد الذي تعيشه السياسة السعودية علي الصعيدين الداخلي والخارجي علي حد سواء. فالواضح من سياسات ولي العهد الجديد محمد بن سلمان أن  هناك حالة من التخبط وعدم الوضوح في الرؤى والتوجهات السعودية، إذ علي الرغم من حالة العداء المعلنة ما بين المملكة وإيران، نلحظ حرص علي تهدئة الاجواء والتواصل بشكل مباشر أو غير مباشر، بل وتقديم ما يدل علي حسن النوايا السعودية من خلال استقبال وفود الحجاج الايرانيين وتوفير سبل الراحة الكاملة لهم، هذا في الوقت الذي يتم فيه التضييق علي قطر ومنع حجاجها من السفر الي المملكة لاداء مناسب الحج. ومن الجدير بالذكر ملاحظة أن السياسة السعودية تركز علي القيادات الشيعية العراقية، وهو ما يبرره المقربون من السعودية بأنه محاولة لاستقطاب شيعة العراق العرب خصوصا من تيار الصدر والعبادي وابعادهم عن النفوذ الايراني، ولكن المرجح أن ذلك التقارب يمثل نوعاً من التهدئة مع الحلف الشيعي في المنطقة بقيادة إيران . ويعكس هذا الأمر في الحقيقة مدى التوتر التى باتت تعيشه المملكة داخليا وخارجياً، وخاصة بعد التخلص من ولي العهد السابق محمد بن نايف الرجل القوي في المملكة، وتولية محمد بن سلمان بدلا منه، والتقارب من الرؤى الاماراتية  الساعية لاحكام الحصار علي قطر ومنعها من استعادة دورها ومكانتها في منطقة الخليج العربي، وكذلك تضييق الخناق علي تيار الاسلام السياسي في دول الربيع العربي بالرغم من الحاجة الشديدة الي دوره في مواجهة المد الشيعي والنفوذ الايراني المتزايد. كما يعكس هذا الامر كذلك حالة من الاذعان السعودي لما يفرضه الواقع الاقليمي والدولي من تحديات باتت تعجز المملكة عن مواجهتها بالرغم من ان ذلك قد يفضي في النهاية الي الاضرار بأمن واستقرار المملكة، وهو ما ظهر جليا بعد الازمة مع قطر حيث تمكنت جماعة الحوثي من اطلاق صاروخ باليستي داخل العمق السعودي، كما دخلت في مواجهات مباشرة مع القوات السعودية واستطاعت قتل بعض العناصر. وبات واضحا ان سياسة المملكة ازاء التحديات المتصاعدة تفتقد للمناورة والقدرة علي اللعب بما تملكه من أوراق، وتحاول بدلا من ذلك تهدئة الاجواء مع ايران، بل وقد يصل الامر الي طلب مساعدتها لتهدئة الاجواء مع جماعة الحوثي والاتفاق علي شكل لمستقبل الاوضاع في اليمن، بعد ان بات من الصعب حسم المعركة عسكريا من خلال التحالف الذي تقوده، والذي يكلفه ملايين الدولارات يوميا دون ان يحقق عائد كبير علي ارض الواقع، حتى ولو كان ذلك علي حساب وحدة اليمن وعلي شرعية الرئيس عبدربه هادي منصور. لذلك يتوقع أن تشهد الفترة المقبلة تراجعا كبيرا في الدور السعودي لصالح أدوار اخرى علي راأها الدور الاماراتي، وهو ما سيفسح المجال في النهاية ليس امام الامارات وإنما امام ايران وحلفاءها في المنطقة، الامر الذي من شأنه أن يضر في النهاية بامن واستقرار المنطقة، ويعجل بوصول قطار التقسيم الي المملكة مثلما وصل الي اليمن وسوريا والعراق.  

تابع القراءة

المشهد في 3 أغسطس

المشهد الأسبوعي المشهد السياسي: w    ما يزال الاعلام الرسمي يتحرك في إطار حملة دعائية مستمرة بتوجيه من رأس السلطة لتخويف المجتمع مما يسميه بمخطط اسقاط الدولة، والقاء الاتهامات على الإخوان والمعارضة الثورية والتحذير من التظاهر ووسائل التواصل الاجتماعي؛ ويدمج الاعلام بين الدولة والنظام ورأس السلطة بحيث يصبح رفض سياسات النظام وفساده بمثابة دعوة لاسقاط الدولة ومؤسساتها، والواقع أن هذه الدعوات تستهدف في الأغلب القطاعات المستفيدة من النظام والتي تخشي على مصالحها إن تصاعدت الروح الثورية. w    في إطار تصاعد الاحتجاجات العمالية نظم عشرات العاملين بشركة أبو قير للأسمدة في الإسكندرية وقفة احتجاجية داخل مقر الشركة، احتجاجا على تعديل نظام العمل بالوردية لجعله 8 ساعات بدلاً من 12 ساعة، بالإضافة إلى انخفاض نسبة أرباح العاملين في الشركة؛ ونظم مئات العمال في مصنع السكر بمركز نجع حمادي بقنا، وقفة احتجاجية، وذلك لمطالبة المسؤولين عن المصنع بضم علاوة غلاء المعيشة على الأجر الأساسي، وذلك تضامنًا مع العمال في بقية مصانع السكر في الجنوب، الذين يطالبون بنفس المطالب، مؤكدين أنهم سيدخلون في اعتصام حال عدم تراجع الإدارة في منشور رسمي؛ على الجانب الأخر ألقت الأجهزة الأمنية بأسوان القبض على 10 من عمال مصنع أسمنت أسوان بتهمة التحريض على تعطيل العمل؛ كما قرر عمال النظافة بالجامعة الأمريكية إنهاء اعتصامهم والخروج من الحرم الجامعي وقبول التسوية المطروحة من إدارة الجامعة، مقابل تنازل الإدارة عن المحاضر المحررة ضدهم بالاعتداء على الجامعة. وجدير بالذكر أن الاحتجاجات العمالية ما تزال هي الأكثر قدرة على الاستمرارية والفعل المؤثر نسبياً من انقلاب 3 يوليو. w    دخل محامو محاكم شمال الشرقية، في إضراب عن العمل اعتراضاً على الأحكام الصادرة على 7 من زملائهم بالحبس، وقال محمد عيسى، أمين عام نقابة محامين شمال الشرقية، إن الإضراب شمل منع سداد الرسوم في خزينة المحاكم وعدم رفع قضايا جديدة ورفض قبول الانتدابات وعدم حضور التحقيقات بالنيابات. w    حذّر حقوقيون ومراقبون من مغبة زيادة حالات القتل خارج القانون التي تنفذها أجهزة أمن المصرية بحق عشرات الشبان المصريين بدعوى انتمائهم إلى حركات مسلحة، واصفين ما يحدث بـ "الإعدامات الميدانية بدم بارد"، و"قتل للعدالة بكل أشكالها ". ويأتي هذا التصعيد من قبل النظام النظام قبل فترة قصيرة من الانتخابات الرئاسية، لمحاولة بث اليأس وارسال رسائل، بأنه مازال قادرا على فعل كل ما يريد، وأن الدولة تقف خلفه بكامل مؤسساتها، في ربط أخرون هذا الأمر بالضوء الاخضر الذي اعطته قمة الرياض الامريكية للأنظمة الاستبدادية. w    دعت حركة غلابه الشعب المصري إلى التظاهر مجددا في 11 نوفمبر المقبل، لإسقاط سلطة الانقلاب العسكر؛ وقالت "غلابه" في بيان لها: "بعد مراجعة أحرار مصر من الرافضين لاستمرار الذل والمهانة والرضوخ لعصابة السيسي المجرمة، وبناء على نتائج استطلاع الرأي الذي أجرته حركة غلابة على صفحتها الرسمية قررنا إطلاق الدعوة لثورة الغلابة ليوم 11/11 القادم لعام 2017"م. w    كتب الشيخ يوسف القرضاوي، لأول مرة عن ابنته وزوجها، اللذان ألقت قوات الأمن القبض عليهما في مطلع الشهر الجاري؛ قائلًا: "شهر مضى وابنتي الحبيبة علا وزوجها حسام، وراء القضبان، يعانيان مرارة الظلم، وقسوة السجن، بلا ذنب ولا جريمة"، ويأتي هذا بعد اعتقالها هي وزوجها حيث تواجه علا القرضاوى، 10 اتهامات بالقضية المتهمة فيها هي وزوجها والمقيدة برقم 316 لسنة 2017 حصر أمن دولة عليا، وارتكاب جرائم الانضمام إلى جماعة أسست على خلاف القانون، وغيرها من الاتهامات وقد تصل عقوبة هذه الاتهامات إلى الإعدام أو السجن المؤبد على حد تعبير صحيفة اليوم السابع. المشهد الاقتصادي: w    سجلت مؤشرات البورصة المصرية تراجعات جماعية لدى إغلاق تعاملات، في ختام تعاملات الأسبوع الماضي، مدفوعة بعمليات بيع من قبل المؤسسات وصناديق الاستثمار الأجنبية والعربية، فيما اتجهت تعاملات المستثمرين الأفراد المحليين نحو الشراء النسبي، وخسر رأسمال السوقي لأسهم الشركات المقيدة بالبورصة نحو 5.6 مليار جنيه، وهو ما يعود بالاساس، لتراكم الازمات، وتزايد حدتها وكارثيتها. w    مشاكل عديدة تواجه البنوك المتخصصة وفى مقدمتها بنوك الزراعي المصري والتنمية الصناعية تتمثل أبرز هذه المشاكل في الخسائر المتراكمة التى تعاني منها منذ عدة سنوات وارتفاع الديون غير المنتظمة. w    في ضوء الأوضاع الاقتصادية والمعيشية الصعبة التي تعيشها ملايين الأسر المصرية، أجرى المركز المصري لبحوث الرأي العام (بصيرة)، استطلاعًا لرأي المصريين حول تأثير ارتفاع أسعار الوقود على نمط إنفاق واستهلاك المصريين، لتظهر نتائج الاستطلاع إلى أن 66% من المصريين غير موافقين على رفع أسعار الوقود والكهرباء، في مقابل 25% يوافقون و8% لم يحددوا رأيهم، وهو ما يعبر عن سخطهم من إجراءات النظام الاقتصادية الأخيرة. w    كشف البنك المركزي المصري فى أحدث تقرير شهري صادر له عن مؤشرات القطاع المصرفي الخاصة بالقروض والودائع، بجانب مؤشرات الاقتصاد الكلي الخاصة بالدين الخارجي والاستثمارات المباشرة. أعلن البنك ارتفاع صافي الاحتياطيات الدولية بنهاية يوليو 2017 ليبلغ 36.036 مليار دولار، بزيادة قدرها نحو 4.7 مليار دولار، مقارنة بنهاية يونيو2017، وتعد تلك المرة الأولى التي يتخطى فيها ذلك الرقم أعلى مستوى وصل إليه في نهاية ديسمبر 2010، وقدره 36.005 مليار دولار، ولكن الكثير من التحليلات تري أن هذا الاحتياطي معظمه ديون خارجية واجبة السداد. ومن أخطر الأرقام التي جاءت في التقرير: الرقم الأول متعلق بديون مصر حيث ارتفع الدين العام الخارجي والمحلي في مصر إلى 135.9% من الناتج المحلي الإجمالي في مارس 2017 (يعني قبل 4 شهور من اللحظة الحالية) مقابل 110.3% في نفس الفترة المقابلة من 2016. الخطير في الموضوع ان البنك المركزي قال إن الدين الخارجي لمصر ارتفع بنحو 38% على أساس سنوي في مارس 2017، لتصل قيمة الدين الخارجي إلى 73.8 مليار دولار في نهاية مارس 2017، مقابل 53.4 مليار دولار في نفس الفترة من 2016… وهذا معدل نمو خطير جدا للديون. الدين الخارجي لمصر أصبح نحو 41.2% من الناتج المحلي الإجمالي، بعد ما كان 18.1% في نفس الفترة المقابلة العام الماضي وخطورة هذا الطريق أنه قد يؤدي للإفلاس مباشرة. بالنسبة للدين المحلي أصبح 3.073 تريليون جنيه (172 مليار دولار) في مارس 2017، مقابل 2.496 تريليون جنيه (140 مليار دولار) في مارس 2017… يعني زيادة حوالي نصف تريليون في سنة. الرقم الثاني متعلق بالاستثمارات الأجنبية المباشرة التي تراجعت بنسبة 17.8% في مارس 2017، مقارنة بنفس الفترة من عام 2016. المركزي قال إن صافي الاستثمارات الأجنبية المباشرة إلى البلاد سجل 2.278 مليار دولار في نهاية مارس 2017، مقابل 2.772 مليار دولار في نفس الفترة المقابلة.  خطورة هذا الانخفاض أنه جاء بعد حوالي 5 أشهر على التوصل لاتفاق مع صندوق النقد الدولي والتعويم، وذلك علي الرغم من أن أهم أهداف القرض والتعويم كان جذب الاستثمارات المباشرة، لذلك كان من المفروض بعد القرض والتعويم أن ترتفع الاستثمارات بعد الحصول علي ثقة من الخارج ووجود سوق صرف حر. معنى الانخفاض يشير إلى فشل الإجراءين.  …

تابع القراءة

قراءة في زيارة الرئيس التركي لدول الخليج

قراءة في زيارة الرئيس التركي لدول الخليج قام الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بزيارة الي السعودية والكويت وقطر هذا الاسبوع للتباحث حول سبل حل الأزمة الخليجية مع قطر والوصول الي تفاهمات مشتركة السعودية باعتبار أنها صاحبة الكلمة الأولي في ذلك الحصار والقادرة على حله إذا ما امتلكت الارادة والرغبة في ذلك، وعلى الرغم من عدم نجاح الرئيس التركي في حل الازمة، إلا أن تلك الزيارة تمثل أهمية كبيرة ليس فقط لقطر وإنما كذلك لتركيا وذلك من عدة جوانب أهمها ما يلي: أولاً: تهدئة العداء الخليجي خاصة السعودي ازاء تركيا، وتفويت الفرصة علي الامارات التى تضغط بكل قوتها علي المملكة وتستخدم كافة الوسائل المشروعة والغير مشروعة لفرض المزيد من الضغوط علي الدور التركي في المنطقة، وتشويه صورة الرئيس التركي في أوساط الرأي العام العربي والاسلامي، والتأكيد بدلا من ذلك علي متانة العلاقة مع السعودية وان دعم قطر لا يجب أن يؤثر علي عمق ومتانة تلك العلاقات. ثانياً: عدم ترك المجال للإمارات لقيادة الموقف الخليجي المعادي لقطر وتركيا، وإن كانت الامارات قد حاولت ارسال رسالة تحدي عقب الزيارة مباشرة بعدم تغير الموقف الخليجي، بعد أن أعلنت بالاتفاق مع دول الحصار قائمة جديدة للارهاب ضمت قطريين ويمنيين وليبيين، وذلك في محاولة خبيثة لتوجيه رسالة مباشرة لتركيا بفشل زيارة رئيسها للمنطقة. ثالثاً: معرفة حقيقة النوايا الخليجية إزاء قطر وما يمكن أن تصل إليه تلك الأزمة، وكيف يمكن مواجهتها من خلال فك الارتباط القائم ما بين الامارات والسعودية، خاصة وأن الواضح هي ان الامارات هي من يقود تلك الازمة ويشعل فيها  النيران. رابعاً: التأكيد علي حيوية وقوة الدور التركي وقدرته علي التأثير في مجريات الامور في المنطقة، وتفهمه للمؤامرات التى تحاك ضده وضد الدول الداعمة له وللحركات الإسلامية السياسية في المنطقة. خامساً: كسب ثقة المملكة وتهدئة مخاوفها بشأن القاعدة التركية في قطر وأنها تهدف لتدعيم الامن الخليجي وليس فقط للحفاظ علي الامن القطري. وعلي ما يبدو أن الزيارة قد أتت الهدف المرجو منها علي الرغم من عدم تغيير مواقف دول الحصار، الأمر الذي دفع الامارات لأن ترد بسرعة من خلال حزمة جديدة من العقوبات التى باتت تسيء لدول الحصار بأكثر مما تسيء لقطر.  

تابع القراءة

قراءة في زيارة الرئيس التركي لدول الخليج

قراءة في زيارة الرئيس التركي لدول الخليج قام الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بزيارة الي السعودية والكويت وقطر هذا الاسبوع للتباحث حول سبل حل الأزمة الخليجية مع قطر والوصول الي تفاهمات مشتركة السعودية باعتبار أنها صاحبة الكلمة الأولي في ذلك الحصار والقادرة على حله إذا ما امتلكت الارادة والرغبة في ذلك، وعلى الرغم من عدم نجاح الرئيس التركي في حل الازمة، إلا أن تلك الزيارة تمثل أهمية كبيرة ليس فقط لقطر وإنما كذلك لتركيا وذلك من عدة جوانب أهمها ما يلي: أولاً: تهدئة العداء الخليجي خاصة السعودي ازاء تركيا، وتفويت الفرصة علي الامارات التى تضغط بكل قوتها علي المملكة وتستخدم كافة الوسائل المشروعة والغير مشروعة لفرض المزيد من الضغوط علي الدور التركي في المنطقة، وتشويه صورة الرئيس التركي في أوساط الرأي العام العربي والاسلامي، والتأكيد بدلا من ذلك علي متانة العلاقة مع السعودية وان دعم قطر لا يجب أن يؤثر علي عمق ومتانة تلك العلاقات. ثانياً: عدم ترك المجال للإمارات لقيادة الموقف الخليجي المعادي لقطر وتركيا، وإن كانت الامارات قد حاولت ارسال رسالة تحدي عقب الزيارة مباشرة بعدم تغير الموقف الخليجي، بعد أن أعلنت بالاتفاق مع دول الحصار قائمة جديدة للارهاب ضمت قطريين ويمنيين وليبيين، وذلك في محاولة خبيثة لتوجيه رسالة مباشرة لتركيا بفشل زيارة رئيسها للمنطقة. ثالثاً: معرفة حقيقة النوايا الخليجية إزاء قطر وما يمكن أن تصل إليه تلك الأزمة، وكيف يمكن مواجهتها من خلال فك الارتباط القائم ما بين الامارات والسعودية، خاصة وأن الواضح هي ان الامارات هي من يقود تلك الازمة ويشعل فيها  النيران. رابعاً: التأكيد علي حيوية وقوة الدور التركي وقدرته علي التأثير في مجريات الامور في المنطقة، وتفهمه للمؤامرات التى تحاك ضده وضد الدول الداعمة له وللحركات الإسلامية السياسية في المنطقة. خامساً: كسب ثقة المملكة وتهدئة مخاوفها بشأن القاعدة التركية في قطر وأنها تهدف لتدعيم الامن الخليجي وليس فقط للحفاظ علي الامن القطري. وعلي ما يبدو أن الزيارة قد أتت الهدف المرجو منها علي الرغم من عدم تغيير مواقف دول الحصار، الأمر الذي دفع الامارات لأن ترد بسرعة من خلال حزمة جديدة من العقوبات التى باتت تسيء لدول الحصار بأكثر مما تسيء لقطر.

تابع القراءة

الامارات واسباب استمرار الضغط علي قطر

  الامارات واسباب استمرار  الضغط علي قطر تواصل الامارات سياستها الكيدية المعادية لقطر، بالرغم من فشل الحصار والاجراءات التى صاحبته في كسر ارادة قطر واجبارها علي الرضوخ لدول الحصار الذي بات مكشوفا عربيا واقليميا ودوليا، الامر الذي يثير التساؤل عن سبب استمرار هذا الحصار بالرغم من اساءته لصورة المملكة ودول الحصار وعلي رأسها الامارات التى باتت في وضح حرج بعد ان كشف فساد سياساتها الخارجية وتآمرها علي مقدرات الأمة وتدخلها في الشئون الداخلية للعديد من الدول وافشالها لثورات شعوبها. ويبدو من الاجراءات التى تتخذها دول الحصار بقيادة الامارات ضد قطر أنها لم تعدو كونها نوع من المكايدة السياسية، إذ تعبر عن عجز تلك الدول وعدم قدرتها علي تحقيق اي نجاح يصب في صالحها، وذلك علي الرغم من تأثير الحصار علي قطر الراغبة في رفعه بشتى الطرق، إذ باتت صورة الامارات ودول الحصار تزداد سوءا ليس فقط علي المستوي الشعبي وإنما كذلك علي مستوى الانظمة والحكومات التى باتت ترى أن الحصار يضر أكثر مما ينفع وأنه بات بلا جدوي وأن آوان رفعه، إلا أن تعنت الامارات التى تحاول تحقيق أي انجاز ولو معنوي هو ما يحول دون رفعه حتى الان. لقد تسبب الحصار المفروض علي قطر في فضح جزء كبير من المخططات الاماراتية الخاصة بالمنطقة والتى كانت تسير بها معتمدة علي الآخرين، ما جعلها تقوم بسياسات مكشوفة ضربت بسمعتها أمام الرأي العام العربي والاسلامي، وجعلها دولة لا تعادي فقط قطر وإنما الشعوب العربية وتسعى بشتى السبل لدعم الانظمة الديكتاتورية فيه، وهو الدور الذي لا تزال الامارات تمارسه بالرغم من افتضاح امرها. وتخشى الامارات من أن تخرج قطر من تحت الحصار أقوى مما كانت عليه، الأمر الذي من شأنه أن يضر بقدرة الامارات علي ممارسة اي دور مستقبلي في الخليج، مما يجعلها تصر وعلي غير رغبة العديد من حلفاءها الدوليين في في استمرار الحصار وتطويره بشتى السبل لعلها تستطيع كسر ارادة قطر وتحقيق اي انجاز ولو معنوي في تلك الازمة.  ومما تخشاه الامارات كذلك ان تهتز صورتها أمام المملكة السعودية، وتظهر وكأنها ورطتها في تلك الأزمة بشكل غير مدروس الامر الذي من شأنه أن يقضى علي المخططات الاماراتية الخاصة بقيادة المنطقة والتأثير في مجرياتها المستقبلية. لذلك لا يتوقع أن تتخلي الامارات وحليفها النظام المصري بسهولة عن الحصار المفروض علي قطر، بل قد تواصل تلك السياسة التى باتت اقرب الي المكايدة السياسية وليس إلي الذكاء السياسي وهو ما قد يورطها ويفضحها أكثر ويؤثر بشكل كبير علي دورها المستقبلي في المنطقة، وذلك في الوقت الذي سيتعمق فيه الدور القطري ويتطور وينجح في فك الحصار المفروض عليه بأقل الخسائر الممكنة.  

تابع القراءة

رؤية تحليلية للأخبار السياسية والاقتصادية في العالم العربي والإسلامي والعالمي، ودراسات استراتيجية للوضع السياسي المحلي والإقليمي والعالمي

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا لتلقي التحديثات على البريد الإلكتروني الخاص بك

You have been successfully Subscribed! Ops! Something went wrong, please try again.

جميع الحقوق محفوظة لرؤية للتخطيط والدراسات الاستراتيجية ©2022