قراءة في تطورات الحصار المفروض علي قطر

قراءة في تطورات الحصار المفروض علي قطر

شهدت الأزمة القطرية العديد من التطورات هذا الاسبوع، حيث اجتمعت دول الحصار ورؤساء الاجهزة المخابراتية في المنامة لتدارس العقوبات المفروضة علي قطر، وذلك في إطار اللقاءات الدورية التى يتم عقدها للنظر في المواقف القطرية من الحصار وتحديد الشكل المستقبلي للتعامل مع تلك الأزمة.

وقد كان الملاحظ علي لقاء هذا الشهر عدة أمور في غاية الاهمية منها:

1-  عودة دول الحصار إلي مطالبة قطر بتنفيذ البنود الثلاث عشر التى سبق وان استبدلتها بستة بنود أخرى في اللقاء قبل الماضي، الامر الذي يثير العديد من التساؤلات حول هذا التراجع ومسبباته، خاصة وأنه يأتي بعد أيام من نجاح الشعب الفلسطيني في القدس المحتلة بفك الحصار المفروض علي المسجد الاقصى، وطلب رئيس الوزراء الصهيوني وقف بث قناة الجزيرة بزعم انها تحرض علي العنف، ما يعني أن تلك الدول تحاول استغلال الغضب الصهيوني علي قطر والجزيرة لاعادة المطالبة بغلق قناة الجزيرة وكافة الوسائل الاعلامية التى تمثل مشكلة لتلك الانظمة وللكيان الصهيوني علي حد سواء، كما يعكس ذلك ايضا مدى التنسيق الكبير ما بين دول الحصار والكيان الصهيوني، ومحاولة الطرفين كسر ارادة الامة وتركيع الانظمة المعارضة لسياساتهم وعلي رأسها تركيا وقطر.

2-  وجود رغبة إماراتية – مصرية في استمرار الحصار مهما كانت النتائج والتحديات، لأن الفشل في هذه الخطوة يعني فشل غالية الخطط والاستراتيجيات الاماراتية الخاصة بمستقبل المنطقة، فضلا عن ان ذلك يعد انتصارا لقطر التى تحاول الامارات القضاء علي دورها في المنطقة.

3-  ضعف الدور السعودي وسيره في فلك الامارات بشكل بات يسيء الي المملكة التى حولت سياساتها وبدأت تحاول التقارب مع الشيعة لتهدئة الاجواء علي حدودها وفي داخلها بدلا من تقوية دورها ووضع حد للتغلغل الشيعي في المنطقة، وهذا ما بدا بعد زيارة مقتدي الصدر ووزير الداخلية العراقي الي المملكة بالرغم من اتهاماتهم السابقة للمملكة بنشر الفوضى في المنطقة.

4-  افتقاد السعودية ممثلة في ولي العهد الجديد لبوصلة التهديدات الحقيقية للمملكة والمنطقة، يجعلها تواصل السير خلف الامارات في معاداة قطر بالرغم من تأثير ذلك السلبي علي المنطقة وعلي الامن والاستقرار فيها، وذلك بالرغم من الانتقادات المتزايدة الصادرة عن افراد داخل الاسرة المالكة السعودية للامارات ولمحمد بن زايد.

5-  افتقاد الثقة في امكانية الضغط علي قطر واجبارها علي الرضوخ للمطالب الخليجية، ولذلك لا ضير من وجهة نظر الدول المحاصرة في الاصرار علي تتنفيذ كل المطالب، حتى يبدو وكأنهم يمضون قدما ولا يتراجعون عن مواقفهم في العموم، لعلهم يستطيعون تحقيق اي تقدم علي الصعيد السياسي.

وفي الواقع أن الامارات والسعودية باتتا فاقدتين للرؤية وتسيرا بشكل يضر الامن والاستقرار في المنطقة، فحسب اغلب الخبراء ما تقوم به الرياض وأبوظبي سيعود بالسلب علي  الخليج بأكمله بالعواصف. فالهجوم على قطر سيُزعزِع الشرق الأوسط بصورةٍ أكبر، ويزعج العديد من أقرب حلفاء واشنطن. وسينتهي المطاف بالسعوديين والإماراتيين في مأزقٍ عالمي، وسيجدوا انفسهم في عزلة أكثر من قطر، فضلا عن الاساءة الكبيرة لصورتهم شعبيا ورسميا علي مستوى العالم، وإن كان يتوقع أن يستغرق الحل النهائي بعض الوقت.ولن يفيد ذلك أحداً، سوى إيران التى تحاول المملكة تملقها في الفترة الاخيرة.

 

 

adminu

كاتب ومدون

جميع المشاركات

المنشورات ذات الصلة

الأكثر قراءة

اتبعنا

التصنيفات

آخر المقالات

Edit Template

رؤية تحليلية للأخبار السياسية والاقتصادية في العالم العربي والإسلامي والعالمي، ودراسات استراتيجية للوضع السياسي المحلي والإقليمي والعالمي

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا لتلقي التحديثات على البريد الإلكتروني الخاص بك

You have been successfully Subscribed! Ops! Something went wrong, please try again.

جميع الحقوق محفوظة لرؤية للتخطيط والدراسات الاستراتيجية ©2022