سيناريو الإرهاب بحادث “معهد الأورام” ..مكاسب اقتصادية وسياسية للسيسي وفرصة لتشوية خصومه

 تقدير موقف:

 

سيناريو الإرهاب بحادث "معهد الأورام" ..مكاسب اقتصادية وسياسية للسيسي وفرصة لتشوية خصومه

 

 

قتل 20 شخصا وأصيب 30 آخرون، جراء انفجار مروع شهدته القاهرة  بعد منتصف ليل الأحد، نتيجة تصادم سيارة ملاكي كانت تسير عكس الاتجاه ب3 سيارات أخرى أمام المعهد القومي للأورام وسط القاهرة.

 

وأعلن الدكتور خالد مجاهد مستشار وزيرة الصحة والسكان لشئون الإعلام والمتحدث الرسمي باسم الوزارة، ارتفاع أعداد مصابي حادث معهد الأورام إلى 20 حالة وفاة، و٣٠ مصابًا. وأوضح “مجاهد” في بيان اليوم الاثنين، أنه تم نقل المصابين إلى مستشفيات معهد ناصر، والمنيرة، وقصر العيني، بالإضافة إلي وجود كيس أشلاء.

 

وأشار إلى الدفع بـ٤٢ سيارة إسعاف فور وقوع الحادث لنقل المصابين. ولفت مجاهد إلى وجود 4 حالات حرجة تتواجد بالرعاية المركزة بمستشفى معهد ناصر، وتنوعت باقي الإصابات ما بين كسور بسيطة إلي متوسطة، بالإضافة إلي وجود حالات حروق بدرجات مختلفة، وجروح قطعية في أماكن متفرقة بالجسم.

 

وذكر شهود عيان أن عربات الإسعاف هرعت لنقل الجثامين والمصابين، بينما تفحمت 3 سيارات بالكامل، وأصيب أكثر من 6 سيارات أخرى بأضرار جزئية مختلفة.

 

ونقلت وسائل إعلام مصرية محلية، تصريحات عن مصدر أمني، قال فيها، إنه حال سير إحدى السيارات الملاكي المسرعة عكس الاتجاه بطريق الخطأ بشارع كورنيش النيل أمام معهد الأورام بدائرة قسم شرطة السيدة زينب، اصطدمت بالمواجهة بـ3 سيارات، الأمر الذي أدى إلى حدوث انفجار نتيجة الاصطدام”.

 

ونفت جامعة القاهرة في بيان رسمي أن يكون الانفجار قد وقع في أي من منشآت أو أجزاء مستشفيات قصر العيني الجامعية التي وقع الحادث على بعد أمتار منها، ونفت ما تردد عن انفجار خزان للأكسجين في معهد الأورام القومي الذي تضررت منشآته من الحادث.

 

التضارب وسيناريو الارهاب

 

 

ويبقى التضارب سيد الموقف في حادث معهد الاورام، وسط القاهرة، فما بين اصطدام سيارة بثلاث سيارات في الاتجاة المعاكس، الى انفجار في خزان الاكسجين بمعهد الاورام، ثم تطور الامر بعد ظهر الاثنين وبعد ساعات من تدارس الموقف الذي تديره المخابرات، وهربا من الاتهامات الموجهة للحكومة بالاهمال والتراخي ، والاهتمام فقط بمقار ومساكن  الكبار والاغنياء المؤمنة والمهيئة بكافة الخدمات الامنية واللوجستية، لجأ السيسي ونظامه لتهمة قد تخرجه من الازمة التي يضعها على رقبته الحريق وعدد الضحايا الذي يتزايد كل ساعة، حتى وصل لنحو 20، فالارهاب اسهل الوسائل للهروب من المسئولية السياسية والامنية امام الشعب المصري، خاصة وان المتهمين جاهزين ومعلبين وتحت التصوير الامني والاعترافات، من آلاف  المعتقلين المختفين قسريا..

بل ان رواية الارهاب تجعل السيسي بطلا امام شعبه، حيث من المتوقع ان يعلن غدا او خلال ساعات تصفية خلية ارهابية مسئولة عن الحادثة، انتقاما لضحايا معهد الاورام…

كما ان اللجوء لسيناريو العمل الارهابي، يفتح ابواب الاسترزاق والشحاتة على وسعيه للسيسي، من الدول الداعنة لنظام العسكر، خاصة وان السيسي قد لجا لفرض رسوم جديدة على المسافرين عبر المطارات المصرية بمقدار 25 دولار للمسافرين خارج مصر، و5 دولار للمسافرين داخل مصر، بعد تعثر مفاوضات كانت تجريها حكومة الشحاتة مع الداعمين الدوليين…

حيث كشفت مصادر في وزارة الطيران المصرية  أن سبب فرض هذه الرسوم هو رفض بعض الدول الأوروبية لطلبات مصر المتكررة بشأن تقديم دعم مالي في صورة قروض أو منح، لاستخدامها في تطوير الأنظمة الأمنية، وعلى رأسها هذه الدول روسيا وألمانيا وبريطانيا وإيطاليا.

وقد جاء بيان وزارة الداخلية مفضوحا ، لاحتواءه على كثير من التناقضات ، من عينة ان السيارة التي كانت تسير عكس السير والتي اصطدمت بالسيارات الثلاثة،

كانت بداخلها كمية من المتفجرات أدى حدوث التصادم إلى إنفجارها ، اذ انه من غير المعقول ان يكون من يقود السيارة ويعلم ان بها متفجرات عكس اتجاة السير في مكان غير مأهول بخدمات امنية أو مستهدف على الاطلاق ، وفق قواعد التفكير الانساني…

مزاعم الداخلية

 

حيث يقول بيان الداخلية أن " التقديرات تشير إلى أن السيارة كان يتم نقلها إلى أحد الأماكن لإستخدامها فى تنفيذ إحدى العمليات الإرهابية"…فهل يعقل ان تسير سيارة مفخخة عكس اتجاة السير؟!!

 

وقال بيان الداحلية المنشور على صفحتها عصر الاثنين: " فى إطار فحص حادث إنفجار إحدى السيارات بمنطقة القصر العينى أمام معهد الأورام .. والذى تبين من الفحص المبدئى أنه نتيجة تصادم إحدى السيارات الملاكى بثلاث سيارات وذلك أثناء محاولة سيرها عكس الإتجاه ."

مضيفا: إنتقلت الأجهزة المعنية وقامت بإجراء الفحص والتحرى وجمع المعلومات حيث توصلت لتحديد السيارة المتسببة فى الحادث وتحديد خط سيرها حيث تبين أنها إحدى السيارات المبلغ بسرقتها من محافظة المنوفية منذ بضعة أشهر ، كما أشار الفحص الفنى أن السيارة كانت بداخلها كمية من المتفجرات أدى حدوث التصادم إلى إنفجارها" .

لافتا إلى أن التقديرات تشير إلى أن السيارة كان يتم نقلها إلى أحد الأماكن لإستخدامها فى تنفيذ إحدى العمليات الإرهابية .

 

"هذا وقد توصلت التحريات المبدئية وجمع المعلومات إلى وقوف حركة حسم التابعة لجماعة الإخوان الإرهابية وراء الإعداد والتجهيز لتلك السيارة إستعداداً لتنفيذ إحدى العمليات الإرهابية بمعرفة أحد عناصرها ".

"جارى إستكمال عمليات الفحص والتحرى وجمع المعلومات وتحديد العناصر الإرهابية المتورطة فى هذا التحرك وإتخاذ الإجراءات القانونية حيالهم ".

وهي فقرات تشيء إلى التلفيق ، إذ بنت وزارة الداخلية مزاعمها على استنتاج بلا مقدمات، اذ انها لم تبط اي من المشتبه بهم او سائق السيارة الذي تفحم، لتذهب مباشرة الى اتهام حركة حسم…

 

وهو نهج تلفيقي ترنو من ورائه داخلية السيسي لتصفية عددا من المختفين قسريا، لصرف الانظار عن الغضب الشعبي المتنامي ضد حكم السيسي جراء زيادة اسعار الوقود ورفع الدعم التمويني عن نحو 8 مليون مواطن مؤخرا…

بجانب الصورة السلبية المتنامية إزاء انفاقه الباهظ على حدمات مدن الرفاهية التي يقيمها في العاصمة الادارية والعلمين….

وأعلنت وزارة الصحة المصرية  عن مقتل 20  شخصا وجرح أكثر من ٣٠ في حادث تضاربت الروابات عن كنهه. الوزارة تقول إن الحادث كان نتيجة تصادم عدد من السيارات أمام المعهد ليل الأحد..فيما يذهب شهود عيان إلأى أن الحادث ورائه انفجار خزان الأوكسجين بالمعهد…

 

ولعل ما يفاقم المسئولية ويضيق الخناق على رقبة السيسي وتدفعه نحو اختيار سيناريو العمل الارهابي، تصاعد الغضب الشعبي ازاء مسلسل الحرائق الممتد بمصر ، من كارثة حريق القطارات محطة رمسيس وقبلها حرائق العتبة والموسكي ، وههي حرائق على ما يبدو سياسية، تستهدف اخلاء تلك المناطق، او رهنها للعسكر لادارتها كما حدث بعد حادث قطار رمسيس، حيث اصبح كامل الوزير وزيرا للنقل ، ليحقق كل أجندة المجلس العسكري في وزارة النقل الغنية باراضيها وممتلكاتها وخدماتها…

 

نقل معهد الاورام من مكانه

 

ولعل من تداعيات الحادث الأليم ، ما كتبه الباحث السياسى والمؤرخ نائل الشافعى على حسابه بموقع التواصل الإجتماعى" فيسبوك" عن تطورات خطيرة فى الأمر حيث أشار إلى أن حجم الحريق الناجم يعضد الرواية القائلة أن سبب الحريق هو انفجار خزان غاز يكافئ ٥٠ أنبوبة بوتاجاز.

 

وأضاف متمنياً إلا يحدث..أرجو ألا ينتهي الأمر بإزالة مبنى المعهد وإقامة مشروع استثماري بدلا منه.

وهو نهج عسكري ، يعتمد الادارة بالازمات، لخلق أزمات حول مشروع ما، ينتهي لفضه واستبداله بمشاريع اتثمارية تدر أرباحا مالية على زمرة السيسي الضيقة لا الشعب المصري..

السفر .. المواطن الضحية

 

كما يحتاج السيسي لتبرير انتهاكاته الأمنية المتصاعدة واعتقال الشباب، واسكات المنظمات الحقوقية العالمية، خاصة مع مراجعة الملف المصري في الامم المتحدة حول انتهاكات حقوق الانسان، وهو ما يحتاج مبررات من آن لآخر سواء بتنفيذ أحداث عنف أو استغلال حوادث كحادثة معهد الأورام ، لتمرير قمعه، وهو ما كشفت عن بعض أوجهه قناة الجزيرة في نبأ عاجل، عصر الاثنين،

نقلا عن  مصادر بأن الداخلية المصرية تشن حملة مداهمات واسعة  بذريعة ملاحقة منفذي تفجير معهد الأورام..

 كما من المتوقع أن تنطلق حملة تشوية الإخان المسلمين وكل معارضي السيسي، بوسوم كثيرة وخطيرة، من انهم أعداء الانسانية ، والوحوش الكاسرة التي تفترس مرضى السرطان الضعفاء، وهي فرصة قد تكون المخابرات خططت لها أو على أقل تقدير التقطتها لتوجيه ضرباتها الاعلامية قبل الأمني للإحوان، رغم أنهم تبرأوا أكثر من مرة من الكيان المزعوم، التي تلجأ إليه داخلية السيسي لتحميله مسئولية أعمال عنف، قد لا يكون ضالعا فيها، أو قد يكون غير موجود في الواقع المصري بالاساس…وهي سياسة أمنية متبعة في كثير من النظم الاستبدادية…ومنها مصر…

 

adminu

كاتب ومدون

جميع المشاركات

المنشورات ذات الصلة

الأكثر قراءة

اتبعنا

التصنيفات

آخر المقالات

Edit Template

رؤية تحليلية للأخبار السياسية والاقتصادية في العالم العربي والإسلامي والعالمي، ودراسات استراتيجية للوضع السياسي المحلي والإقليمي والعالمي

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا لتلقي التحديثات على البريد الإلكتروني الخاص بك

You have been successfully Subscribed! Ops! Something went wrong, please try again.

جميع الحقوق محفوظة لرؤية للتخطيط والدراسات الاستراتيجية ©2022