المشهد الإعلامي حتى الخميس 27 إبريل 2017

أولًا المشهد الداخلي: وافق البرلمان بشكل نهائي اليوم الأربعاء 26 أبريل على قانون السلطة القضائية الذي لاقى اعتراضا قضائيا واسعا، حيث كان مجلس الدولة قد أخطر البرلمان برفضه لمشروع القانون بينما اعتبر البرلمان أن رأي مجلس الدولة استشاري وليس إلزامي وقام بإقراره بشكل نهائي، وصدق السيسي على القانون ليتم العمل به بشكل نهائي، ويبدو أن إقرار البرلمان لهذا القانون جاء برغبة من الرئاسة من أجل الضغط على القضاء بشكل أو بآخر والتراجع عن التصديق على القانون مقابل عدم معارضة القضاء لقرارات أخرى يتخذها النظام مثل قضية تيران وصنافير مثلا. يسعى برلمانيون على رأسهم محمد أبو حامد إلى إقرار قانون جديد للأزهر يتضمن مواد تمس بشيخ الأزهر شخصيا وتجعله عرضة للعزل، وهو القانون الذي أثار غضبا كبيرا داخل اللجنة الدينية التي يرأسها أسامة العبد والتي رفضت بالكامل هذا القانون، إلا أن أبو حامد تمكن من الحصول على توقيع 130 نائبا وقرر تقديمه إلى البرلمان، بينما يسعى أسامة العبد إلى عرقلة هذا القانون، ولعل خوض السيسي هذه المعارك مع المؤسسات القوية في الدولة مثل القضاء والأزهر يضر بشرعيته وببقائه ويشعل الصراع داخل مؤسسات الدولة. * في إطار الاحتجاجات العفوية في مصر، أعلنت دار الخدمات النقابية والعمالية تضامنها مع عمال الشركة المصرية للاتصالات بعدما ألقت قوات الأمن القبض عليهم عقب وقفة احتجاجية للمطالبة بصرف بدل غلاء معيشة، وقد تؤشر هذه الواقعة على احتمال تكرار مثل هذه الاحتجاجات لاحقا. طالب سعد الدين إبراهيم بضرورة إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة بعد الفشل الذي يواجهه النظام الحالي على المستويات المختلفة، مؤكدا أن مصر ستشهد مصالحة وطنية خلال العام القادم ومعتبرا جماعة الإخوان فصيل وطني يجب دمجه في الحياة السياسية، ويأتي هذا التصريح في إطار تحركات حزبية ملحوظة تتمثل في سعي أيمن نور وقوى حزبية أخرى في الخارج والداخل لإجراء تحالف معارض، ولعل هذه التحركات الحزبية التي تعكس جرأة ورغبة في التغيير تؤشر على وجود فرص للتغيير السياسي في مصر في المستقبل القريب. عكست تصريحات السيسي الأخيرة في مؤتمر الشباب سعي السيسي لتبرئة نفسه من المسئولية عن الأزمات التي يعانيها الشعب حاليا وإلقاء ذلك على فساد مؤسسات الدولة التي يسعى لإصلاحها وعلى الشعب والزيادة السكانية، إضافة إلى تحذيره من الخروج للتظاهر والاحتجاج الذي سيؤدي إلى الانهيار والخراب وانتقاده المباشر لثورة 25 يناير 2011 التي أقرّها الدستور بحجة أنها ناتجة عن تزييف وعي المصريين، حيث يعكس ذلك خوفه من تكرار سيناريو الثورة والاحتجاج. يثور الجدل في مصر بعد تصريحات وزير الأوقاف حول إلغاء مادة التربية الدينية الإسلامية والمسيحية من المدارس وتدريس مادة للأخلاق العامة والمواطنية بدلا منها، كخطوة لمحاربة الإرهاب ومنع جذوره، ولعل هذا القرار يعبر عن استراتيجية الدولة لمحاربة الإسلام السياسي عن طريق تجفيف منابع الفكر الديني بشكل عام وإحلال قيم وأخلاق الدولة بدلا منها. ثانيًا: المشهد الدولي والإقليمي: أعلنت إثيوبيا عن بدء تخزين مياه النيل في سد النهضة ابتداء من موسم الفيضان في يوليو القادم، ويأتي هذا القرار في ظل استمرار التوتر في العلاقات المصرية السودانية بعد فشل محاولات معالجته بزيارة وزير الخارجية المصري للسودان. يزور بابا الفاتيكان القاهرة الجمعة القادمة وهي الزيارة التي دفعت صحافيين إيطاليين لمطالبة البابا بإثارة قضية مقتل ريجيني في مصر؛ وقد قامت الكويت بتأسيس كاتدرائية مارمرقس بمنطقة حولي بالكويت حيث قام بافتتاحها البابا تواضروس، وهو الأمر الذي اعتبره البعض صفعة على وجه السلفيين والمتطرفين في مصر. شهد مجلس الشيوخ الأمريكي جلسة استماع عن الأوضاع في مصر تضمنت تصريحات لخبراء في شئون الشرق الأوسط عبروا عن قلقهم من الأوضاع في مصر التي توحي بعدم قدرة النظام على حفظ الاستقرار في ظل القمع الأمني الذي يفضي إلى التطرف وفي ظل الأوضاع الاقتصادية التي تتسبب في تنامي الاحتجاجات العفوية، وطالب المتحدثون بأهمية توجيه المساعدات الأمريكية لمصر بما يحقق التنمية الإنسانية والاجتماعية ويحقق مكافحة الإرهاب بشكل سليم. سيطرة زيارة السيسي للسعودية علي الاحداث هذا الاسبوع ، وعلي الرغم من النتائج الايجابية التى اشارت إليها وسائل الاعلام خاصة فيما يتعلق بعودة الاستثمارات السعودية الي القاهرة، إلا أنه من السابق لأوانه الحكم علي نتائج الزيارة خاصة وأن أجواء عدم الثقة لا تزال قائمة بين الطرفين، وستتوقف علي تنفيذ الطرف المصري لتعهداته خاصة فيما يتعلق بدعم المملكة في الحرب ضد جماعة الحوثي في اليمن، والتوقف عن دعم النظام السوري، واظهار العداء لإيران، و تسليم جزيرتي تيران وصنافير إلى السعودية، وهي أمور من شأن الالتزام بها أن تسبب احراجاً داخليا كبيرا للنظام الذي يعتمد في استمرار تلك العلاقة بشكل اساسي علي الدعم الامريكي والصهييوني الضاغط علي المملكة لاستئناف التعاون مع النظام المصري وفق منظومة مصالح تصب في الأساس في الصالح الامريكي والصهيوني، لذلك لا يتوقع أن تصل العلاقات المصرية السعودية إلي سابق عهدها، وإن استمر ظاهر العلاقة قويا خلال الفترة المقبلة. ويتضح من هذا أن ضغط النظام المصري على القضاء في الفترة الأخيرة قد يكون له علاقة بإجبار القضاء على تمرير اتفاقية ترسيم الحدود مع السعودية ولعل هذا الأمر من نتائج الزيارة. في سياق متصل شهدت منطقة البحر الاحمر مناورات عسكرية تشارك فيها بالإضافة الي الولايات المتحدة مصر والسعودية والامارات والاردن. علي الصعيد السعودي شهدت المملكة تغييرات كبيرة وجذرية في العديد من الوزارات، وكان علي راس التغييرات إقالة المتحدث باسم التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن وتعيين أحد أفراد الاسرة المالكة بدلا منه، وقد كان الملاحظ علي تلك التغييرات حرص الملك سلمان علي التمكين لأسرته الصغيرة والاسرة المالكة بشكل عام في كافة المناصب القيادية في المملكة، وهذا يعكس عدة أمور أهمها القلق من حدوث انقلاب داخلي ضد سلمان وولي ولي العهد الامير محمد الذي يتم اعداده لوراثة والده في عرش المملكة، حيث لوحظ في التغييرات تولي أحد أبناء سلمان لوزارة النفط والاخر سفيرا للمملكة في الولايات المتحدة، وهذا ما يعني أن هناك رغبة في ترتيب الاوضاع مبكرا لصالح محمد بن سلمان ومنع تشكيل اي تكتلات أو ترك المجال لحدوث تلاعب لصالح ولي العهد الحالي، وهو ما يعني أن هناك حالة من عدم الرضا داخل الاسرة المالكة علي سياسة الملك سلمان مما يدفعه لعمل تغييرات مستمرة داخل منظومة الحكم، لذلك لا يتوقع أن تشهد الأسرة الحاكمة في المملكة حالة من الاستقرار خلال الفترة القادمة. علي الصعيد الدولي فقد استحوذت انتخابات الرئاسية الفرنسية علي جل الاهتمام العالمي خاصة بعد إعلان نتائج الجولة الاولي التى فازت فيها كلا من مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان ومرشح يمين الوسط ايمانويل ماكرون، إذ لم يكن متوقعا فوز لوبان بهذه النسبة من الاصوات والتي شكلت صدمة كبيرة للمتابعين، إذ لأول مره يحصل اليمين المتطرف علي هذا العدد من الاصوات، ورغم أن احتمالات فوز ماكرون حسب استطلاعات الرأي ستكون كبيرة، إلا انه يمكن حدوث مفاجأة نظراً…

تابع القراءة

الازمة اليمنية تواصل الحرب وتغير التكتيكات

تشهد الازمة اليمنية تطورات كبيرة علي الارض، حيث بدأ التحالف بعد فترة من الركود في تحقيق بعض الانتصارات علي الارض، وإن كان الواضح ان السعودية تتحرك في اليمن الأن وبعد فترة طويلة من الصراع بما يخدم امنها القومي بالدرجة الاولي وليس بما يخدم الشعب اليمني ويحقق طموحه في القضاء علي الانقلاب علي الشرعية واستعادة المسار الديموقراطي من جديد. حيث تعمل المملكة علي تأمين مناطق الجوار الجغرافي والتى تسببت خلال الفترة الماضية في تكبيد المملكة خسائر جمة في الارواح وعمل تهديدات حقيقية لامن واستقرار المملكة في الجنوب، وهو ما تخشى المملكة من تطوره للدرجه التى تهدد امن النظام وتظهر عجزه عن تأمين حدود المملكة مع اليمن، هذا من ناحية. ومن ناحية اخرى تعمل المملكة علي قطع طرق الامدادات البحرية عن جماعة الحوثي من خلال السيطرة علي مناطق التماس البحري واخراج جماعة الحوثي وعلي عبدالله صالح منها، تلك المناطق التى تشهد حاليا صراعا شرسا بين الطرفين للسيطرة علي تلك المناطق. ويبدو ان ما ساعد المملكة والتحالف الذي تقوده لتحقيق ذلك عدة امور من اهمها: الانشغال الروسي والايراني في الملف السوري، واستشعار ايران الخطر من ضياع مكتسباتها في سورية وخروجها والنظام خاسرين من مؤتمر الاستانة خاصة وان الواضح ان نية المجتمع الدولي وعلي راسه روسيا تتجه نحو تهدئة هذا الملف بالرغم من عدم حسمه حتى الان، يضاف الي ذلك الضغوط التى باتت تتعرض لها ايران من قبل ا لولايات المتحدة بسبب تخوفها من سياسات ترمب المستقبلية تجاهها بعد شهر عسل طويل مع ادارة اوباما السابقة، مع يجعل ايران تغفل قليلا عن الملف اليمني وتترك جماعة الحوثي وصالح يديرا امورهما بنفسهما خلال تلك الفترة، ما فتح المجال امام المملكة لاستغلال الانشغال الايراني لتوجيه ضربات قاصمة للحوثيين في اليمن. يضاف الي ذلك ايضا استغلال النظام السعودي محاولات النظام المصري استرضاءه لاحكام الحركة داخل البحر الاحمر ووضع حد للنشاطات الغير شرعية والتى كانت السبب الرئيسي وراء امداد الحوثيين بالسلاح خلال الفترة الماضية، الامر الذي يعني ان جماعة الحوثي اليمن تبدو تحت ضغط شديد بسبب نجاح المملكة في استغلال التغيرات الدولية لصالحها وتوظيف تلك التغييرات من اجل تحقيق مكاسب علي الارض، ولكن يبقى السؤال هل تنجح المملكة في الاستمرار في تحقيق النجاح في اليمن؟ وفي الواقع ان ما تحققه المملكة اليوم هو نجاح مؤقت للعديد من الاسباب، اهمها ان ايران التى يبدو انها خسرت حتى الان في الملف السوري لن تسمح بضياع اليمن، بل ستعاود العمل علي تقديم كافة انواع الدعم المادي والمعنوي الي الحوثيين من اجل البقاء والحفاظ علي مواقعهم الاستراتيجية في اليمن، وذلك لتيقنها من ان ذلك من شأنه ان يخفف من الضغط عليها سواء في العراق او حتى في سورية، إ ذ من شأن نجاح السعودية في احراز تقدم حقيقي في اليمن ان يغريها بمعاودة دعم فصائل المقاومة في سورية لمجابهة النظام واسترداد الاراضي والمناطق التى فقدوها خلال الفترة الماضية هذا من ناحية. ومن ناحية اخرى تخشى ايران علي انهيار مشروع الهلال الشيعي الخاص بها وفقدان السيطرة علي الممرات الحيوية في المنطقة وترك المجال للسعودية لممارسة دور قيادي في المنطقة علي حسابها، خاصة وانها تبذل قصاري جهدها من اجل التحول من لاعب هامشي الي لاعب استراتيجي في منطقة الشرق الاوسط. اما علي الصعيد الدولي فليس من مصلحة امريكا ولا الادارة الامريكية الجديدة التى تسعى لبيع خدماتها الامنية لدول الخليج عموما والسعودية علي وجه الخصوص استتباب الاوضاع في اليمن لصالح السعودية، ما يعني ان الولايات المتحدة ستعمل علي استمرار الصراع اليمني لاطول فترة ممكنة حتى يتم استنزاف السعودية والممالك الخليجية في صراعات وهمية تعود بالنفع علي الولايات المتحدة والادارة الجديدة. الامر نفسه بالنسبة لروسيا التى ستلعب علي كافة الاطراف من اجل الحصول علي جزء من الكعكة الخليجية، خاصة وانها حتى الان لم تجني اي مكاسب من تدخلها في الصراع السوري، الامر الذي يعني ان الصراع في اليمن سوف يطول وان ذلك سيكون في النهاية علي حساب الشعب اليمني وامنه واستقراره.  

تابع القراءة

لماذا تخلت السعودية عن دعم المعارضة في حلب؟

 أثار سقوط الأجزاء الشرقية من مدينة حلب السورية والتى كانت تسيطر عليها قوات المعارضة العديد من الاسئلة وعلامات الاستفهام، خاصة وان هزيمة القوات المعارضة في تلك المعركة ليس هزيمة للمعارضة فحسب، بل تعد هزيمة كذلك للدول والانظمة الداعمة لقوات المعارضة السورية وعلي راسها المملكة العربية السعودية التى سبق وان اعلنت تزويد تلك القوات باسلحة نوعية تمكنها من فك الحصار المفروض عليها ومنع طائرات النظام من شن غارات جوية علي مناطق تواجدها، إلا ان الواضح ان ايا من ذلك لم يحدث، حيث واصلت روسيا وايران تهديداتهما ونجحا في كسب المعركة المشتركة، وتكبيد قوات المعارضة والسكان المدنيين خسائر فادحة، دون اي اعتبار للمسائل الانسانية والاخلاقية. والحقيقة ان ما يلفت النظر في تلك المعركة انه سبقها تمهيد طويل وزيارات متبادلة ما بين روسيا وتركيا احيانا وروسيا والسعودية احيانا اخرى، بما يعني ان تلك الدول كانت علي دراية تامة بالترتيبات الروسية في هذا الشأن، وفي نفس الوقت يقين روسي بعدم تقديم تلك الدول لاي أسلحة متطورة ومضادات طيران إلي القوات المحاصرة في حلب الشرقية علي الرغم من امكانية ذلك، ما دفعها للمضي قدما في عمليات الاستيلاء علي المدينة دون خوف من ردود فعل المعارضة المسلحة في حلب. وما يلفت النظر اكثر ان تلك العمليات تتم بالرغم من وجود مناطق أسهل للقوات الروسية علي تخوم دمشق – تتقاسمها قوي داعش وجيش الاسلام المدعوم سعودياً- علي عكس حلب التى تبدو بعيدة مقارنة بمناطق اخرى في شمال ووسط مناطق سيطرة النظام، فحلب يسيطر عليها تحال قوي مدعوم من تركيا وقطر والاخوان المسلمين. ومن الواضح ان ما حدث في حلب حصلت روسيا قبله علي توافق دولي، خاصة وان عملية الاقتحام جاءت بعد اقل من شهرين من إعلان أمريكا أنها تزود بعض مجموعات المعارضة الموالية لها في سورية بمضادات طيران وصواريخ يمكنها تهديد القاعدة العسكرية في حميميم، الأمر الذي يؤكد وجود تنسيق ما بين روسيا وامريكا تم بموجبه تحديد مناطق سيطرة النظام والمعارضة، وان حلب دخلت في هذا الاطار ضمن مناطق سيطرة النظام، خوفا من تقوية موقف المعارضة ومعها تركيا، التى بات ينظر الي نظامها الان علي انه مهدد للمخططات الاقليمية والدولية الخاصة بمنطقة الشرق الاوسط. وفي هذا الاطار انحصر الدعم السعودي لقوات المعارضة عند حدود معينة لا يمكنها ان تساعد المعارضة في مواجهة الضربات المتطورة التى توجهها روسيا الي مناطق تواجدها، الامر الذي يفسر عجز المعارضة عن مقاومة الحلف الروسي الايراني القوي. الاستراتيجية الأمريكية لا تواجه الروس بل تنسق معهم في الوقت الراهن ولكن أمريكا تسعى أيضاً لحيازة أوراق قوة بدعم مجموعات موالية تمكنها من تهديد مناطق النفوذ الروسية في سورية خاصة قواعدها العسكرية، بحيث تبقى قادرة علي توجيه دفة الامور في سورية في اي لحظة تشاء، وفي نفس الوقت تغض الطرف عن التوسعات الروسية في سورية. وروسيا تسعى بدورها لتوسيع رقعة سيطرة النظام السوري، بحيث يتمكن من تقوية مناطق تواجده في سورية، قبل ان يتركه يواجه مناطق الحماية الامريكية، وباعتبار ان النظام السوري إنما يدين بالولاء للروس وليس للامريكان، وهو ما يعول عليه الروسي مستقبلا في مواجهة اي دور امريكي محتمل في سورية. وفي ذلك كله تبدو السعودية وبقية الدول الخليجية في حالة عجز أو عدم رغبة في في لعب اي دور حقيقي في الصراع الذي شهدته مدينة حلب بين القوى الاقليمية والدولية، وفي حال استمر هذا الدور فقد تتطور الاوضاع في سورية وتتحول الي مناطق نفوذ جديدة للشيعة علي غرار ما يحدث في العراق، ومن ثم انتقال المعركة الي اليمن قبل وصولها الي عقر ديار الخليج وعلي رأسه المملكة العربية السعودية، وهو ما يشير الي ان احتمالات التدخل السعودية وتقديمها دعم حقيقي للمعارضة سيكون كبيرا خلال الفترة المقبل لتخفيف ضغط الحوثيين عليها في اليمن، ومنع ايران من توسيع مناطق نفوذها في سورية، وقد يكون ذلك بتنسيق تركي وامريكي.

تابع القراءة

المشهد الأسبوعي في الفترة من 19 إلى 25 مايو

اقرأوا معنا ما حدث في العالم العربي وقراءة في الشأن الإقليمي والدولي في الفترة من 19 إلى 25 مايو المشهد الداخلي المصري: دعا السيسي، وسائل الإعلام لإعطاء كل مرشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة الفرصة للحديث بموضوعية وتجرد من أجل الوطن؛ وأضاف أنه يدعم الأحزاب السياسية ولا ينبغي الإساءة لها ووصفها بأنها كارتونية بل يجب تشجيعها لتكون أكثر فعالية؛ وهو الأمر الذي يمكن أن يشير إلى محاولة السيسي الظهور بمظهر الرئيس الديمقراطي في ظل أجواء الحديث عن امكانية إقامة انتخابات رئاسية فى 2018 تحت السيطرة من أجل تفادي أية ضغوط خارجية. في سياق متصل شن خالد صلاح الصحفي التابع للحكومة، هجوما على رجب حميدة القيادي بحزب عنان متسائلا عن سبب إعلانه ترشح سامي عنان على قنوات الإخوان، وهو الأمر الذي يمكن رؤيته فى ضوء بداية التشوية الذي سيحدث ضد مرشحي الرئاسة المحتملين ضد السيسي. تعرض خالد على للاحتجاز فى قسم الدقي، حيث دار جدل كبير وسط القوي المدنية والسياسية التي اعترضت على أسلوب النظام في التعامل مع الشباب، مؤكدين أن سبب اضطهاد خالد على أنه فضح النظام فى قضية تيران وصنافير؛ كما أن تقديمه لمحاكمة عاجلة وإمكانية صدور حكم ضده قد يؤدي إلى منعه من الترشح قانوناً في الانتخابات القادمة، بما يعني أن النظام لا يريد السماح لشخصيات لا يسيطر عليها بشكل كامل الترشح في الانتخابات. قال السيسي، إن الفتاوى غير المسئولة ضد المسيحيين تؤكد تخلف الفهم الديني، مشيرًا إلى أن رد فعل الشعب عليها أبلغ رد؛ وأضاف السيسي، خلال الجزء الثاني من حواره مع رؤساء تحرير الصحف القومية الأهرام والأخبار والجمهورية، أن الحكومة تدرس برامج ومقترحات ومشروعات قوانين لضبط الزيادة السكانية بعد ارتفاعها بمعدل يزيد على 3 أمثال نسبة الزيادة في الصين. شارك السيسي، والملك سلمان بن عبد العزيز والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، افتتاح المركز العالمى لمكافحة ومواجهة الفكر المتطرف “اعتدال”؛ وقد شن مدير المركز تغريدات على تويتر تضمنت هجوماً على جماعة الاخوان، مؤكدا أنها السبب فى أزمات المنطقة العربية والعالم الإسلامي؛ كما التقى السيسي، بالرياض مع الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” حيث حرص علي المطالبة بوقف أي دعم وتمويل للجماعات المتطرفة سواء كان بالمال أو السلاح أو المقاتلين في اشارة واضحة إلي صراعه مع قطر وتركيا والسودان؛ حيث شن هجوما كبيرا على دولة قطر، باعتبارها مدعمه للتنظيمات الارهابية، وهو ما يظهر محاولة توجيه استراتيجية هذه القمة نحو مواجهة قوى الاسلام السياسي، والدول التي تدعمهم. أكد فريد زهران، رئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي أن الحزب منفتح على كل المبادرات المطروحة على الساحة للوصول لمرشح توافقي لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة؛ وأضاف أن الحزب يتواصل مع كافة القوى الديمقراطية والأحزاب السياسية لبلورة رؤية مشتركة وللوصول لمرشح يتوافق عليه الجميع ويدعمه خلال الانتخابات المقبلة. أكد ستيف بيكروفت، السفير الأمريكي، أن المساعدات الأمريكية لمصر لن يتم الاقتراب منها؛ كما عبر مبعوث صندوق النقد الدولي إلى مصر عن سعادته البالغة بقرارات الحكومة في رفع سعر الفائدة وما اعتبره انخفاضاً في معدل التضخم بما يعني قرب الحصول على الدفعات التالية من القرض. طالب المكتب التنفيذي لمجلس وزراء العدل العرب الدول العربية التي لم تصادق على الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب إلى إتمام إجراءات التصديق عليها، وهو ما يمثل رغبة أكبر فى تحريك آليات الحكومات الراغبة فى استئصال الاسلام السياسي من جهة، ورغبة بعض الدول الأخرى فى عرقلة الاستمرار فى التوجهات السلطوية من جهة اخرى، وهو ما يمثل أهم التحديات التى تقف أمام التحالف العربي. الشأن الإقليمي والدولي: كان أبرز التطورات التى شهدها الاسبوع الحالي تلك الحملة التى شنتها وسائل إعلام إماراتية وسعودية ضد قطر والتي جاءت في سياق ضغوط أمريكية وإقليمية لعزل الإخوان؛ عن محور قطر تركيا بما ينذر باضعاف هذا المحور إن نجحت الضغوط في النيل من العزيمة القطرية التي تجد نفسها محاصرة من قوي إقليمية ودولية؛ ويتوافق ذلك مع إعادة تقديم قانون للكونجرس يطالب بمعاقبة الدول الداعمة لحماس باعتبارها حركة ارهابية، فمع تراجع قانون اعتبار الاخوان كحركة إرهابية برزت استراتيجية التصنيف والتمييز فيما بينهم باعتبار بعض الفروع والاجنحة إرهابية وليس الجميع. شهدت المنطقة الزيارة التاريخية للرئيس ترامب والتى كشفت عن مدي الضعف العربي في مقابل قوة ومتانة العلاقات الامريكية الاسرائيلية، حسب تصريحات ترامب، الأمر الذي يعكس أن الزيارة إنما كانت بهدف دعم الكيان الصهيوني، وإدماجه في المنطقة، من خلال دفع الدول العربية للتطبيع العلني والمباشر معه، بل والتحالف معه في الحرب ضد إيران. علي الرغم من محاولة الاعلام المصري عدم تركيز الاهتمام علي الأمر، إلا أن الواضح أن أزمة كبيرة ما بين القاهرة والخرطوم، خاصة بعد اعلان الخرطوم صراحة تورط مصر في إحدى العمليات العسكرية التى قام بها المتمردون ضد السلطات الحاكمة في اقليم دارفور السوداني، ورغم أنها ليست المرة الأول التى تدعم فيها مصر وتصاعد جبهات المتمردين في السودان، إلا أن الملفت ردة الفعل السوداني التى أعلنت صراحة عن تورط القاهرة وتحميلها مسئولية ذلك بعد أن كشفت عن آليات عسكرية مصرية مشاركة في العملية، ما يعني أن الفترة المقبلة وعلي الرغم من محاولات القاهرة لم الموضوع، ستشهد زيادة في حدة التوترات بين البلدين الشقيقين، قد يصل الأمر إلى قطع كامل للعلاقات، إذ لم تتوقف القاهرة عن التورط في مثل هذه العمليات مع السودان الشقيق. علي الصعيد الليبي وبعد عدة جولات من الحوار الدائر برعاية إماراتية ومصرية ما بين قائد جيش الانقلاب الليبي خليفة حفتر وحكومة السراج الحاصة علي الشرعية الدولية، عاد حفتر بعد استعراض قصير لقواته العسكرية في مدينة بنغازي الليبية بمعاودة استهداف بعض المناطق التى تسيطر عليها الحكومة الليبية في طرابلس، الأمر الذي أعاد التوترات من جديد إلى ليببيا، وعكس النوايا الحقيقية لحفتر الذي مازال يعول علي السلاح في حسم معاركه مع خصومه في ليبيا، ما يعني في النهاية فشل الحوار السياسي مع حفتر وكذلك فشل المساعي المصرية والاماراتية الساعية لادماجه في العملية السياسية وتحقيق ما يصبو إليه بالسياسة والمراوغة بعد أن أثبتت العمليات العسكرية فشلها. علي الصعيد السوري، فلا زال النظام وكعادته يواصل انتهاكاته لاتفاقات وقف اطلاق النار في سوريا، ويصر علي السيطرة الكاملة علي كافة المناطق المجاورة للعاصمة السورية دمشق وإخراج الأهالي منها، بالرغم من دخول بعض تلك المناطق ضمن المناطق الآمنة المتفق علي وقف اطلاق النار فيها، ما يعكس عدم اهتمام ذلك النظام بالاتفاقات الدولية، واصراره بدعم إيراني كامل علي الاستحواذ علي أكبر مساحة من الارض، حتى تصبح له الكلمة العليا في أي مفاوضات مستقبلية سواء مع المعارضة السورية أو مع الأطراف الاقليمية والدولية المشاركة في تلك المفاوضات. في اليمن لم يختلف الأمر كثيراً، فعلي الرغم من الرفض السعودي للمجلس الانتقالي الذي تم تدشينه مؤخرا كبداية لانفصال الجنوب اليمني عن الشمال، إلا أن الأوضاع على الأرض لا تزال متأزمة، خاصة…

تابع القراءة

دوافع مصر لإقامة قاعدة عسكرية في إريتريا

قبل أيام، أثارت صحيفة “سودان تريبون” خبرا يتضمن وجود تفاوض مصري- إريتري بإقامة قاعدة عسكرية مصرية على الأراضي الإريترية، على أن تقام تلك القاعدة على ثاني أكبر جزيرة، وعلى الرغم من خروج مصدر عسكري مصري نفى حدوث مثل هذا الأمر، وأن مصر لا تعتزم إنشاء أية قاعدة خارج أراضيها، يمكن تحليل الأمر إذا كان صحيحا، والأهداف التي قد تدفع مصر للقيام بهذا الأمر. وكان قد جمع مصر وإريتريا لقاءً رسميا بين وزيري خارجية البلدين في مارس الماضي، لمناقشة أمور تتعلق بالأمن في البحر الأحمر، ومكافحة القرصنة والأزمة اليمنية وقضية حوض النيل، والأوضاع في جنوب السودان والصومال. ففي تقدير موقف نشره الدبلوماسي السابق “بلال المصري”، يرى أن هذا الأمر ينم عن أن مصر تريد استعادة دورها ومكانتها التي أثرت عليهما اتفاقية السلام مع اسرائيل بالسلب، يضاف إلى هذا أن العلاقات المصرية- الإريترية تشهد تحسنا منذ تسعينيات القرن الماضي، في حين تشهد العلاقات المصرية بكل من السودان وإثيوبيا موجات مد وجزر، لكن يغلب عليها التوتر. فهناك صراع حدودي بين إثيوبيا وإريتريا منذ ضم الأولى قسرا للثانية عام 1936 وحتى استقلالها، وهناك نزاع مصري إثيوبي حول قضية نهر النيل، فربما يكون أمر القاعدة العسكرية له علاقة بالضغط على إثيوبيا عبر إريتريا حين ترى القوات العسكرية المصرية تقترب من أراضيها، بما يجعل التهديدات المصرية لإثيوبيا أكثر مصداقية، طالما أن التوجهات التفاوضية لم تؤت ثمارها. ربما السودان أقل تخوف من حدوث هذا الأمر لأنها ترى أن تعاونها مع إثيوبيا، بالإضافة لتصعيد الولايات المتحدة لتعاونها مع السودان ومشاركتها في نشطة القيادة الأمريكية العسكرية لأفريقيا، بما يعني التأثير على التعاون المصري العسكري الأمريكي ونطاقه، أي أن مسألة التوجد العسكري المصري في إريتري لا بد أن يخضع للترتيبات الأمريكية عسكريا بالمنطقة، وبالتالي مصالحها فيها والعوائد التي ستعود عليها، ويرتبط بمدى احتياج الولايات المتحدة لحليف مع إريتريا وفي نفس الوقت تعادي إثيوبيا، وهذا يتوفر في مصر. من جانب آخر، ربما يكون أمر القاعدة العسكرية المصرية له علاقة بالتخوف المصري من المحاولات الخليجية بالتواجد في القرن الأفريقي، وتوجههم بإقامة قواعد عسكرية قيل أنها تهدف لمواجهة الحوثيين في اليمن، ومن ثم مواجهة إيران، حيث أقامت الإمارات قاعدة في الصومال، واستأجرت مع السعودية ميناء عصب الإريتري، أي أن التخوف المصري من التواجد الخليجي ليس بدافع قوي مقارنة بما عليه الدافع الإثيوبي والسوداني. بتحليل أن مصر تريد استغلال قواتها العسكرية بالتوجه لجنوب البحر الأحمر، لبناء دور ومكانة وتمثيل تهديد على إثيوبيا، لكن هذا كان يمكنها فعل هذا إذا قامت بتفعيل اتفاقية الدفاع المشترك الموقعة مع السودان في 1976، لكن الوضع الآن أصبح مختلفا بعد إعلان كل من إثيوبيا والسودان أنه لا سقف للتعاون الأمني بينهما وأن ما يمس أمن إحداهما يمس الأخرى، وبالتالي فإنه تم القضاء على نظرية الأمن القومي المصري- السوداني. ربما ستؤدي إقامة تلك القاعدة- بفرض صحة الأمر- إلى وجود نواة لتحالف عربي يبدأ من تلك المنطقة على غرار حلف الناتو، خاصة إذا كانت تحركات هذا التحالف تدور في فلك الاستراتيجية الأمريكية بالشرق الأوسط والبحر الأحمر.  

تابع القراءة

طبيعة الحراك الإحتجاجي في مصر في اللحظة الراهنة

حذّرت ميشيل دن-الخبير الأمريكي في شئون الشرق الأوسط- في جلسة الإستماع بمجلس الشيوخ الأمريكي بالأمس -التي ناقشت الأوضاع في مصر- من أن تنامي الإحتجاجات العفوية بمصر تنذر بإنتفاضة مصرية جديدة خاصة في ظل القمع الأمني الذي يفاقم الأوضاع. ويثير هذا التصريح إنتباهنا إلى ضرورة الاهتمام بالتحركات الاحتجاجية البسيطة التي تظهر في أماكن متفرقة بشكل عفوي وسرعان ما تنتهي دون أن تحظى باهتمام كاف، وتتمثل هذه الاحتجاجات العفوية في بعض التحركات الفئوية التي ينظمها العمال أحيانًا بسبب ضغوط إقتصادية وإجتماعية مختلفة إضافة إلى احتجاجات عموم الناس بسبب ارتفاع الأسعار وقرارات رفع الدعم المفاجئة مثل ماحدث في قضية دعم الخبز في الآونة الأخيرة، علاوة على الاحتجاجات ذات الطابع السياسي المتمثلة في تظاهرات المنتمين للإخوان المسلمين أو تظاهرات إحتجاج على إنتهاكات أمنية معينة مثل اعتقال محامين بمدينة المنيا التي أثارت وقفات إحتجاجية في شهر مارس نظمها محامون في محافظات مختلفة منها محافظة البحيرة. يسعى هذا التقرير لتحليل النمط الاحتجاجي القائم في مصر حاليا، وذلك لتقييم تصريحات تصريح مشيل دن عن تنامي الإحتاجاجت العفوية بمصر وهل حقا تشهد مصر تناميا في هذه الاحتجاجات التي قد تتحوّل لاحقًا لاحتجاجات شاملة أم أن ميشيل دن قد بالغت في تصريحها؟ تنقسم الورقة إلى ثلاثة أقسام، القسم الأول يناقش الاحتاجات الفئوية والعفوية ذات الطابع الاقتصادي، ويناقش القسم الثاني الاحتجاجات ذات الطابع السياسي الجزئي الرافض لتصرف بعينه مثل قضية اعتقال محامي أو غير ذلك، بينما يناقش القسم الثالث الاحتجاجات التي تسعى للثورة الشاملة على النظام وتتركز في تظاهرات الإخوان المسلمين الرافضة للنظام بشكل كامل حيث نسعى لفهم الحالة التي توصلت إليها هذه التظاهرات وتأثيرها الفعلي في مجريات الأحداث وفي مستقبلها. ستركز الورقة على الاحتجاجات الحادثة في الأشهر الأربعة الأخيرة، أي منذ بداية عام 2017م وذلك بهدف الوصول لفهم أعمق لطبيعة الحراك الإحتجاجي في مصر والتأكد من مقولة ميشيل دن.   أولا..الاحتجاجات الفئوية:- نتناول في هذا القسم الاحتجاجات العمالية و تظاهرات الفئات المختلفة بشكل عام، إضافة إلى تصرفات المواطنين الإحتجاجية التي تتم بشكل عفوي جرّاء الأوضاع الاقتصادية، ولعل الاحتجاجات العمالية هي الأكثر أهمية في هذا المقام نظرا لقدرتها على التنظيم والاستمرار وتأثيراتها بعيدة المدى. على الرغم من القمع الأمني الذي يسارع إلى منع احتجاجات العمال وإضراباتهم إلا أن بذور الاحتجاج التي لا تنمو تؤشر على مستقبل احتجاجي قوي خاصة في ظل تزايد والإجتماعية على العمال[1]، وتشهد مصر حراكًا عماليّا متفرقًا على المستويين المكاني والزماني حيث يظهر بصورة مؤقتة وسرعان ما يختفي إما لأسباب أمنية أو إجتماعية. ففي المحلة حاول عمال مصانع الملابس الجاهزة والملايات والفوط –وأغلبهم من النساء- تنظيم إضراب عن العمل شبيه بإضراب عمال المحلة 2006، وتم ترديد الهتافات التي كانت تستخدم في إضراب عام2006، إلا أن الاستجابة لدعوات الإضراب لم تكن كبيرة وفشلت محاولة الإضراب خاصة بعد استدعاء إدارة الشركة لعددٍ من العاملات وتهديدهن[2]. ومما يثر غضب العمال وإحتجاجاتهم في الفترة الأخيرة وجود حوادث وإصابات عمل كثيرة ناتجة عن التباطؤ في توفير الحماية والسلامة لهم أثناء العمل، ففي الإسكندرية توفي ثلاثة من عمال الترسانة البحرية إختناقا نتيجة تسرب الغاز وأصيب خمسة آخرون وذلك في شهر مارس الماضي، وكان العمال قد نظموا وقفة احتجاجية في مايو 2016 للمطالبة بتوفير معدات الأمان والسلامة لهم وزيادتها من ضمن مطالب أخرى، ولكن جاء رد وزارة الدفاع بمحاكمة 26 عامل منهم وحبس 14 لمدة 6 أشهر، حتى أجبروهم على تقديم استقالاتهم، وغلق الشركة لمدة شهرين، ثم إعادة تشغيلها مع استبعاد حوالي 900 عامل عن العمل[3]، جدير بالذكر أن وفاة العمال الثلاثة مؤخرا لم تثر إحتجاجات ويبدو أن العمال يتحسّبون من قمع المحاكمات العسكرية مجددا، كما أن العمال الذين تم فصلهم لم تتم إعادتهم إلى العمل بعد على الرغم من وجود نائب برلماني سكندري يطالب بعودتهم ويدافع عن قضيتهم وحقهم في الإضراب[4]، وهؤلاء العمال المفصولين قد يمثلون قوّة إحتجاجية ضاربة مستقبلا. وتفضي ممارسات القوات المسلحة الاقتصادية عن طريق الشركة الوطنية التابعة للقوات المسلحة إلى غضب عمال المصانع المتعاملة معها، ففي الفيوم نظّم عمال مصنع السكر إضرابا عن العمل إحتجاجا على وجود مسئولي الشركة الوطنية على بوابات المصنع وتلقي ما وصف ب(الجباية) من السيارات الداخلة إلى المصنع والخارجة منه بحجة تلقي ( رسوم الميزان )، وقد احتج العمال بسبب تعطيل هذه الجباية لعمل المصنع وزيادتها لتكلفة الإنتاج خاصة وأن هذه الرسوم تحصّل على سير السيارات على طرق القوات المسلحة وليس على السيارات التي تأتي إلى المصنع والتي تأتي معظمها من داخل الفيوم، وقد علّق العمال إضرابهم بعد أن تأذّى الأهالي من تجار البنجر بسبب توقف المصنع عن العمل[5]. وكان عمال المصرية للاتصالات قد نظّموا وقفات إحتجاجية للمطالبة بصرف بدلات لغلاء المعيشة وهو ما واجهه الأمن باعتقال 9 من المتظاهرين ثم لاحقُا تم اعتقال سبعة من العمال الذين تضامنوا مع زملائهم المعتلقين، وقد أفرجت النيابة عن المعتقلين التسعة ولم يتم بعد الإفراج عن السبعة الآخرين الذين لم يتم تحرير محاضر ضدهم بعد[6]، وكانت هذه الواقعة منذ أيام في أواخر شهر أبريل. وفي بني سويف يقوم عمال شركة تيتان المالكة لمصنع أسمنت بني سويف بإحتجاجات على فترات متقطعة رفضا للسياسات المتعسفة لإدارة المصنع ضدهم والتي تقوم بإجبار بعضهم على الاستقالات الجبرية ومنعه من دخول المصنع، إضافة إلى غياب إجراءات السلامة والأمن الصناعي التي تسببت في مقتل أحدهم، وتقوم إدارة الشركة بتهديد العمال بإستخدام الأداة الأمنية ملوحين بالعلاقات الجيدة بين الإدارة والأجهزة الأمنية والقيادات المحلية[7]، ومؤخرا أصيب عدد من العمال بتسمم بعد تناولهم وجبة طعام فاسدة إنتقلوا بعدها إلى المستشفى[8]، ولم يصدر رد فعل إحتجاجي ظاهر على هذه الواقعة من قبل العمال. وفي مقابل الحراك العمالي الذي يتسم بشئ من التنظيم وقدر من التمثيل لدى القيادات الحزبية والإعلام ونواب البرلمان، نجد أن الحراك الشعبي الرافض للغلاء بشكل عام يتسم بالعفوية الكاملة وغياب التمثيل السياسي له، ولعل هذه السمات تؤثر فيه بالسلب فتجعله عفويًا بشكل كامل وخاضع للصدفة وللقرارات الغير عقلانية من قبل النظام والأزمات الكبيرة الغير محتملة، كما تجعله غير قابل للتكرار بشكل مكثف وقابل للانتهاء والاحتواء بشكل سريع. تعبر أزمة دعم الخبز الأخيرة عن هذه القضية، فهي وإن كانت قد كشفت عن استعداد شعبي للثورة والاحتجاج لرفض الغلاء وسياسات رفع الدعم المفاجئة والتي تمس حاجات أساسية للمواطنين[9]، فإنها عكست قدرة النظام على إحتواء الأزمة بسرعة وعكست غياب القيادات المحركة أو الموجهة لهذه الاحتجاجات أو حتى الممثلة لصوتها، وهو ما يتسبب في سرعة انتهاء هذه الاحتجاجات والتزام المواطنين بعدم السير لمسافات أبعد في مواجهة النظام والأجهزة الأمنية. ثانيا:- الاحتجاجات ذات الطابع السياسي: نقصد بها تلك الاحتجاجات التي تخرج لمواجهة انتهاكات معينة لحقوق الإنسان والحريات العامة وغير ذلك من القضايا السياسية والقرارات التي يتخذها النظام ولا يكون غرضها…

تابع القراءة

دروس من التاريخ … النظام الدولي الجديد لترامب

 مرت عشرة أيام على انتخاب “دونالد ترامب” الذي سيكون الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة، هناك فجوة في اليقين عما ستكون عليه سياسته الخارجية، لكن يمكن التخمين في هذا الشأن اعتمادا على الأشياء التي قالها في خطاباته والمقابلات التي أجراها. قلما اعتمدت السياسة الخارجية لأي رئيس على خطابات حملته الانتخابية، وفي نفس الوقت قلما خالف سياسة أسلافه في هذا المنصب، لأنه يمكن القول أن الممارسة العملية أثبتت أن السياسة الخارجية عبارة عن عقيدة متماسكة وتعد جزءا من استراتيجية شاملة. وتشير التجربة أن السياسة الخارجية لإدارة ترامب ستعتمد على من سيتولى المناصب الأساسية: الخارجية والدفاع ومستشار الأمن القومي. بدلا من التكهن حول هذه الأسئلة الانتقالية، من الممكن أن نتساءل في الوقت الراهن حول الخيارات الاستراتيجية لترامب بشكلها الواقعي. في هذا السياق، يمكن اللجوء لأحد المفكرين “هنري كسينجر”، هو لم يؤيد أي من المرشحين للرئاسة ولكنه قابل كل منهما، ويجب معرفة رأيه في هذا النطاق. ليس من المؤكد أن وجهة نظره ستصل للرئيس المنتخب أو فريق الأمن الوطني. دعونا نبدأ من المشهد الجيوسياسي الذي ورثه ترامب من سلفه، فيقول “كسينجر” في أحدث كتاب له بعنوان “النظام الدولي” الصادر في 2014 أن العالم في حالة محفوفة بالمخاطر تقارب الفوضى الدولية، ليس هذا فقط بسبب التحولات في الميزان المادي من الغرب للشرق ، ولكن أيضا بسبب أن شرعية النظام الذي خلفته الحرب العالمية الثانية أصبح موضع تحدي. أ{بع رؤى متنافسة حول النظام الدولي هي الأوروبية والإسلامية والصينية والأمريكية. ونشأ من الاضطراب الدولي تكتلات إقليمية غير متوافقة مما سيؤدي إلى صراع أخطر من الصراع الذي يكون بني الدول. وخلافا لوجهة النظر التي ترى أن العالم قد تجاوز فكرة احتمالية نشوب حرب شاملة كبرى، يرى “كسينجر” أن السياق العالمي شديد الاشتعال، فهناك توتر بين العولمة الاقتصادية وبين استمرار الجانب السياسي من الدولة القومية، وهو ما كشفت عنه الأزمة المالية في 2008، بالإضافة إلى السعي لامتلاك الأسلحة النووية عقب الحرب الباردة وأصبح هناك ما يسمى ” النادي”. وهناك أيضا ما يسمى “الحرب الالكترونية، التي تعد النسخة الجديدة لحالة “الطبيعة” التي ذكرها هوبز. وفقا للمقابلات التي أجراها “كسينجر” وما يكتبه كتّاب سيرته الذاتية، فهو يرى أن هناك أربعة سيناريوهات تعد المحفز الأساسي لصراع واسع النطاق: تدهور العلاقات الصينية الأمريكية، إذ ستتجه البلدين لما يسمى أن القوة الحالية يظهر لها منافس صاعد يعمل على تحديها. انهيار العلاقات بين روسيا والغرب بسبب انهيار ما تبقى من القوة الصلبة لأوروبا أو الاستعداد لاستخدامها، وبسبب عدم قدرة القادة الأوروبيين الجدد على قبول الدبلوماسية دون وجود تهديد حقيقي. تصعيد الصراع في الشرق الأوسط بسبب ما تعتقده الدول العربية وإسرائيل بأن إدارة أوباما تستعد لتوجيه الهيمنة في المنطقة لإيران. أحد هذه السيناريوهات أو مزيج بينها في ظل غياب استراتيجية أمريكية متماسكة، يهدد بتحويل مجرد الاضطراب لحريق. تزايد التعاون في آسيا، والذي قد يكون له دور في موازنة الولايات المتحدة، لكن الولايات المتحدة في نفس الوقت حليف لليابان وشريك معلن للصين، مثلما فعل بسمارك عندما تحالف مع النمسا ووازن ذلك بمعاهدة مع روسيا. واستطاع أن يحافظ على مرونة التوازن الأوروبي، لكن المفارقة تكمن في أن ذلك زاد من المواجهات وبلغت ذروتها في الحرب العالمية الأولى. “كسينجر” لا يقول أن الإدارة الفاشلة “محور آسيا” يمكن أن تمثل تكرارا لنفس الخطأ الذي حدث من قادة ألمانيا بعد بسمارك، لكنه أكثر وضوحا فيما يخص الشرق الأوسط، إذ يرفض الحجج التي تقد بها أوباما في يناير 2014 في مجلة نيويوركر، إّ أكد أن هدفه هو تحقيق التوازن بين السنة والشيعة، ويتمحور اعتراض “كسينجر” أن أمريكا يمكنها أداء هذا الدول على أساس المشاركة وليس الانسحاب، في الواقع، قد أحدث أوباما تراجعا استراتيجيا مدفوعا بحسابات سياسية داخلية. ففي مقابلة له مع “جيفري جولدبرج” من صحيفة ذي أتلانتك، ذهب “كسينجر” إلى أن قرار أوباما بعدم التدخل في سوريا حتى بعد تخطي الأسد الخطوط الحمراء حين استخدم الأسلحة الكيميائية. بأن قرار استخدام لقوة العسكرية لا يجب أن يكون وسطا في صراع قوى محلية، لكن مهما كانت المبررات في جهود أوباما لتحقيق توازن جديد بين السنة والشيعة، لكنهخلق انطباعا بالانسحاب الاستراتيجي الأمريكية من المنطقة. الاتفاق الإيراني كان يحمل تفضيلات أكثر لإيران لأنه ترك العقوبات دون أن يحددها بأن تحد إيران من سياستها الخارجية الجهادية والتوسعية في المنطقة. افتراض أن التفاوض لأجل تحديد الأسلحة يمكن أن يؤدي إلى اختراق نفسي في تفكيرهم بأنه لا يعكس الخبرة الإيرانية التوسعية المستمرة لألفين عام. “كسينجر” يرى أن أوباما يفكر في نفسه وليس بوصفه جزءا من العملية السياسية، وهو يلاحظ الهجوم عليه، ولكنه يعتبر ذلك أمورا ذات طابع خاص، وأنه يعرف أن مسئوليته هي الحفاظ على العناصر الأمريكية الحساسة من زعزعة العالم، فهو يرى أن الاتجاهات العالمية تسير في اتجاه إيجابي نحو القيم الأمريكية، وأن الالتزام الاستراتيجي هو ألا يتم إجبار الولايات المتحدة على الدخول في طريق لا يمكنها الفرار منه. لكن رؤيته للتاريخ تنتج سياسة سلبية، فهو فخور بنفسه أنه منع أحداث معينة من الوقوع، وهو رأي آخر لقيادة تركز على تشكيل التاريخ بدلا من تجنب الدخول في طريقها. دونالد تارمب عمل على التقليل مما فعله أوباما الذي فشل في سياسته الخارجية وخاصة في الشرق الأوسط، حيث الخراب الدائر في سوريا ناهيك عن العراق وليبيا، مما يدل على سذاجة نهجه الذي أوضحه في خطابه بالقاهرة في 2009 ومحاولته إيجاد توازن بين السنة والشيعة، لكنه تعامل مع الدول العربية الصديقة لأمريكا بازدراء واضح، إذ ساعد إيران من خلال الاتفاق النووي على ترك يدها في المنطقة، فهو لم يحقق السلام ولكنه خلق آلية للصراع والانقسام مع إمكانية إحداث سباق تسلح نووي، وفي نفس الوقت سمح لروسيا أن تكون لاعب كبير بالمنطقة لأول مرة منذ تقليص تواجد السوفييت في مصر منذ السبعينيات من القرن العشرين، فيقترب عدد القتلى في سوريا من نصف مليون شخص، ولا أحد يعرف كم سيصبح ما بين الآن وحتى تنصيب الرئيس ترامب. يضاف إلى ذلك تصاعد وتيرة الإرهاب العالمي في ظل إدارة أوباما، ففي الـ16 سنة الماضية كان عام 2014 الأسوأ، حيث عانت 93 دولة من هجوم وقُتل 32765 شخصا، وفي 2015 الذي كان ثاني أسوأ عام قُتل 29376 شخصا، وفي العام الماضي كان هناك أربع مجموعات إسلامية متطرفة مسئولة عن 74% من الوفيات الناجمة عن الإرهاب، هي : داعش وبوكوحرام وطالبان والقاعدة، في هذا السياث يعد حديث الرئيس عن نجاحه ضد ما يسميه “التطرف العنيف” أمر سخيف، وقد ازدرى أوباما ترامب في العام الماضي، لكن ترامب كان محقا حين قال في 15 أغسطس حول خطاب سياسته الخارجية أن إدارة أوباما فشلت في إلحاق الهزيمة بالتطرف الإسلامي. وقد فشلت “عقيدة أوباما” في أوروبا أيضا، حيث اختار الناخبون…

تابع القراءة

الانتخابات الرئاسية الأمريكية.. “دونالد ترامب” رئيسًا

أُعلنت يوم 9 نوفمبر نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية بفوز المرشح الجمهوري “دونالد ترامب”، بإجمالي 279 صوتا مقابل 228 صوتا لمنافسته “هيلاري كلينتون”، يشير هذا التقرير لعدد من المحاور الهامة التي صاحبت الانتخابات الرئاسية الأمريكية، لا سيما المتعلقة بطبيعة الخطابات التي أدلى بها ترامب أثناء حملته الانتخابية وبعد فوزه بالرئاسة، وما تشير إليه من سياسات مستقبليه تعبر عن توجهاته سواء كانت على المستوى الداخلي أو الخارجي، بالإضافة إلى ردود بعض دول الشرق الأوسط على التصريحات الخاصة بالمنطقة، وهناك عنصر خاص بشبكة الدعم والمصالح التي كانت على نفس خطى ترامب، وأخيرا يشير التقرير لطبيعة الفترة الانتقالية منذ فترة إعلان النتائج حتى تولي الرئاسة رسميا في يناير من العام القادم، مع الإشارة للاحتجاجات التي شهدتها الولايات المتحدة عقب إعلان فوز ترامب بالرئاسة. محاور الدراسة المحور الأول- نظرة على خطابات “ترامب” الانتخابية وخطاب فوزه بالرئاسة الأمريكية المحور الثاني- ردود فعل دول الشرق الأوسط حول تصريحات ترامب في حملته الانتخابية المحور الثالث- شبكة الدعم والمصالح الترامبية المحور الرابع- حول الفريق الرئاسي لترامب المحور الخامس- المرحلة الانتقالية بين أوباما وترامب   المحور الأول- نظرة على خطابات “ترامب” الانتخابية وخطاب فوزه بالرئاسة الأمريكية: أعلن ترامب في خطاب النصر أنه سيكون رئيسا لكل الأمريكيين، وطالب الذين لم يصوتوا له بالتعاون معه من أجل إعلاء مكانة البلاد استنادا لشعار حملته الانتخابية “لنعيد مجد أمريكا من جديد” واصفا لاحملته بـ”حركة التغيير” بهدف تحقيق الحلم الأمريكي الذي يضم الجميع، فأكد أنه سيتم مضاعفة النمو ليصبح الاقتصاد الأمريكي هو الأقوى في العالم، وأشار إلى أن الولايات المتحدة ستكون على علاقات طيبة مع كل الدول وبناء شراكات بعيدا عن تأجيج النزاعات، وستتعاون مع الدول الراغبة في التعاون معها.[1] هذا الخطاب ربما لا يثير أية جدليات مثلما فعلت خطاباته السابقة سواء قبل قبول الحزب الجمهوري به كمرشح عنه، أو بعد أن أصبح مرشحا رسميا له، حيث لم تختلف لغة الخطاب كثيرا عن المراحل السابقة وخلال المناظرات مع منافسته الديمقراطية “هيلاري كلينتون”، إذ استمر بتوجيه الانتقاد للعرب الأمريكيين واعتبرهم كانوا مؤيدين لهجمات 11 سبتمبر، وأكد على إمكانية استخدام الأسلحة النووية ضد الإرهابيين، وأنه سيتم بناء جدار على الحدود الجنوبية مع المكسيك على أن تدفع الأخيرة تكلفة بنائه، واعتبر المكسيكيين المقيمين في الولايات المتحدة هم عبارة عن مجرمين ومغتصبي نساء، وكذلك سيقوم بتقليل معدلات الهجرة إلى البلاد وخاصة من المكسيك بالإضافة لمنع اللاجئين السوريين والمسلمين من دخول البلاد ومراقبة المساجد بل وإغلاقها مثلما فعلت بريطانيا في حملات لمكافحة تنظيم داعش، سيقوم بوضع قاعدة بيانات خاصة بالجالية المسلمة المقيمة في الولايات المتحدة، والتي من شأنها تحديد هوية خاصة للمسلمين المقيمين في أمريكا، وترحيل حوالي 11 مليون مهاجر غير شرعي للبلاد، وأوضح أنه سيعمل على تغيير القانون الذي يعطي الجنسية الأمريكية للمولودين على الأراضي الأمريكية والذي يعتبر من أهم دوافع الهجرة، واُعتبر هذا الخطاب خرقا لقوانين منع خطاب الكراهية،[2] وأعلن أنه سيتعاون مع روسيا ضد الأعداء المشتركين، وسيبحث عن وسيلة لإعادة التفاوض مع إيران بشأن الاتفاق النووي،[3] واعتبر أن “هيلاري” و”أوباما” مسئولين عن نشوء واتنشار تنظيم داعش الإرهابي وذلك بسبب الطريقة التي تمت بها سحب القوات الأمريكية من العراق، فالأولوية يجب أن تكون لمحاربة هذا التنظيم قبل إبداء التوجهات لأزمات الشرق الأوسط ومنها الأزمة السورية، وعبر عن رغبته في إعادة النظر في علاقة أمريكا بحلف الناتو،[4] وحظر التصنيع الأمريكي لخدمة سوق الولايات المتحدة فقط، والانسحاب من اتفاق أمريكا الشمالية للتجارة الحرة والشراكة عبر المحيط الهادئ، ووعد إسرائيل بالاعتراف بالقدس عاصمة لها ونقل السفارة الأمريكية من “تل أبيب” للقدس.[5] وُصفت تلك التصريحات بأنها دعوة مباشرة للعنصرية، والتفرقة بين البشر بحسب العرق والدين، وأنه يستغل مخاوف الناس للحصول على تأييد لحملته،[6] وأن ذلك بإمكانه تمكين الأعداء من استخدامه ضد أمريكا، خاصة وأن هناك الكثير من الرعايا الأمريكان في مناطق خطرة كثير حول العالم وخاصة في الشرق الأوسط.[7] لكن في استطلاع أجرته محطة “سي بي أس” التلفزيونية أظهر أن غالبية الجمهوريين يدعمون ترامب في توجهه لمنع المسلمين من دخول البلاد، وذلك بالرغم من أن بعضهم يشعر بأن توجهات ترامب تخالف القيم الأميركية الموروثة.[8] من ناحية أخرى يمكن تحليل تلك التصريحات بأنها لم تأتِ إلا في سياق خطابات حملته الانتخابية، والهدف منها هو إثارة الجدل والعاطفة لدى جماهير الناخبين واستخدام بعض الأحداث المواتية كإستراتيجية انتخابية جديدة للوصول في النهاية للهدف المنشود، وذلك انطلاقا من أن الخطاب العقلاني لا يؤثر على الجماهير، لأنها في اللاوعي تفضّل كل ما هو عاطفي وفوضوي،[9] فقد استطاع إقناع الإنسان الأمريكي الأبيض أساسا ونسبة من السود وخاصة الذين تفوق أعمارهم الثلاثين بأنهم ضحايا السياسات الاقتصادية لرؤساء جاؤوا بعد مرحلة الرئيس الجمهوري رونالد ريغان وجورج بوش الأب، استطاع نقض فكرة رئيسية وهي أن الولايات المتحدة هي دولة الإثنيات المتعددة بل يجب أن تعود إلى جذورها البيضاء المسيحية، يحاول استعادة الصناعات الأمريكية في الخارج إلى الولايات المتحدة وخاصة من الصين لخلق مناصب شغل وتعزيز الطبقة المتوسطة، بالإضافة إلى أن 85% من ناخبي دونالد ترامب لا يحبذون رئيسا قادما من الهياكل السياسية والإدارية العميقة للدولة لأنهم لم يعودوا يثقون في النخبة السياسية.[10] بالنظر لخطابات “ترامب” المختلفة، لوحظ أنه يتبع عددا من المبادئ، فقد تبنى مبدأ “أمريكا أولا” كالهدف العام من سياسته الخارجية، وأن ذلك سيكون الدافع الأساسي لأي تحرك على مستوي السياسة الخارجية، وذلك من منطلق أن أمريكا ليس عليها أن تتحمل عبء حماية أو دفاع عن دول أخرى دون مقابل، ويرتبط بذلك مبدأ العزلة، أي أن أمريكا ليس عليها التدخل في تنظيم شئون العالم من حولها وحل مشاكله، لذا فهو يعارض مفهوم العولمة “globalism”، ويعظم الروح القومية، ولا يؤمن بمفهوم التدخل الإنساني إلا إذا مس الأمر المصالح الأمريكية،[11] وأنه لن يستعين بالقوات المسلحة إلا في الضرورة، ورأى أن الولايات المتحدة تفتقر إلى سياسة خارجية متماسكة منذ نهاية الحرب الباردة، ما أدى إلى عدم انتشار السلام في العالم ليؤكد أنه كلما كانت بلاده قوية عم العالم السلام.[12] لكن على الرغم من هذه المبادئ، إلا أنها لم تنف صفة الغموض وعدم الوضوح، بدليل أن خطاب الفوز في الانتخابات اتسم بالتصالح مع الجميع، بعكس كل الجدليات التي أثارها في خطاباته السابقة التي احتوت في الأساس على عدد كبير من التناقضات والمغالطات، واتسم الكثير منها بالحدة والهجومية مع تراجع المكون الدبلوماسي بشكل خطير.[13] المحور الثاني- ردود فعل دول الشرق الأوسط حول تصريحات ترامب في حملته الانتخابية: من التصريحات التي أدلى بها ترامب بخصوص سياسته الخارجية وأثارت بعض التفاعل وردود الفعل، كان منها ما يخص الشرق الأوسط، فقد أكد على حماية أمن إسرائيل وتحقيق مصالحها في المنطقة، والوقوف أمام توجهات إيران لزعزعة استقرار المنطقة، وأنه يجب إعادة النظر في الاتفاق النووي لأنه لا يمثل…

تابع القراءة

هل یعاني قطاع كبیر من المجتمع الأمریكي من الـ”xenophobia”؟ .. ما لا نراه في أمریكا

لم تكن علاقة القس الأمریكي “بیلي جراهام” – الذي أثر في مئات الملایین حول العالم – برؤساء الولایات المتحدة وخاصة الرئیس جورج بوش أمرًا غیر معروف، إذ أن جراهام كان مطلعًا على أكثر التفاصیل حمیمیة من حیاة الرؤساء الشخصیة والمهنیة، و بذلك استطاع تقدیم المشورة بشكل دائم من أول نصائح دخول الجنة إلى اتخاذ قرارات شن الحروب.   “الإسلام لیس دین سلام كما أخبرنا جورج بوش. یجب علینا إصلاح سیاسات الهجرة في الولایات المتحدة. لا یمكن أن نسمح للمهاجرین المسلمین أن یأتوا عبر حدودنا، بینما نحن نخوض هذه الحرب على الإرهاب. على الرئیس و السیاسیین في واشنطن أن یستفیقوا قبل فوات الآوان” بیلي جراهام ـــ تعلیقًا على أحداث باریس ـــ 14 نوفمبر 2015 لم یكن هناك ما یشیر إلى أن القس جراهام سیكون واحد من أكثر المبشرین المسیحیین حول العالم، إذ ​ یقدر عدد متابعیه ومعتنقي أفكاره بحوالي 215 ملیون شخص في أكثر من 185 بلدًا. إذ أنه لم یستغرق وقًتا طویلًا حتى بات صاحب الخطب الكاریزمیة الدینیة عام 1949 في مجموعة تسمى “مسیح لوس أنجلس الكبرى”؛ و بذلك أصبح جراهام نجم مسیحي، خاصة بعد فترة الحرب العالمیة الثانیة التي تحدث فیها عن شرور الشیوعیة و تصریحه بأن “الشیوعیة أما أن تموت أو المسیحیة هي التي ستموت، لأنها معركة بین المسیح والمسیخ الدجال”. “BGEA” وفوبیا الأجانب في الولایات المتحدة تأسست رابطة بیلي جراهام الإنجیلیة “BGEA” عام 1950 والتي افتتحت عدة مكاتب دولیة لنشر الدوریات والتسجیلات والأشرطة والأفلام والكتب. كما استحوذت على عدة محطات إذاعیة في أنحاء الولایات المتحدة لبث برامج جراهام لقطاع أوسع من الجمهور، وهذا ما عضد قدرة توجیهات جراهام على التأثیر في البیت الأبیض منذ فترة حكم ایزنهاور إلى جورج بوش، ولیلقبه أحد الصحفیین الأمریكیین أنه “بابا البروتستانتیة الأمریكیة”. ومع تصریحات جراهام عن فوز ترامب بالرئاسة، بأن السیاسیون لم یفهموا إرادة اﷲ، وأن ید اﷲ تدخلت في هذا الأمر، إذ بدا كل شيء على أنه احتفالات نازیة جدیدة – كما وصفها العدید من التقدمیین هناك – حیث لم یفهم الكثیرون الجرح العمیق الذي أسفر عن “الدین الأبیض” – كما وصفته واشنطن بوست – في هذا السباق. الجدیر بالذكر هنا أن جراهام یعكس ما یؤمن به الكثیر من الأمریكیین على عكس ما یروج في الإعلام، إذ أن 40% من الأمریكیین، بما في ذلك ثلثي الجمهوریین و 77% من أنصار ترامب؛ دعموا فرض حظر مؤقت على المسلمین القادمین إلى الولایات المتحدة، وفقا لتقریر صادر عن معهد أبحاث الدین العام ومعهد بروكنجز أثناء السباق الانتخابي. كذلك یشعر ما یقرب من نصف الأمریكیین بالقلق أیضا من أنهم أو عائلاتهم ستكون ضحیة لهجوم إرهابي، وفقا لمسح PRRI 2015. وفي أحدث استطلاع رأي أجرته رویترز بالإشتراك مع ابسوس یومي 30 و31 ینایر – بعد أیام من صدور قرار ترامب الذي یحظر دخول 7 دول ذات أغلبیة مسلمة إلى الولایات المتحدة – أید 48% القرار، في حین لم یوافق 41% على القرار، أي أن الأغلبیة توافق على قرار ترامب وتراه جیدًا! “كو كلوكس كلان” و شعار الـ”MAGA” یرید ترامب أن یجعل أمریكا عظیمة مرة أخرى، و هذا یبدو رائعًا حقًا، لكن علینا أن نسأل أنفسنا في المقام الأول: ما الذي جعل أمریكا عظیمة قدیمًا؟ فإجابة هذا السؤال هي التي یكمن فیها إجابة سؤال تقریرنا: هل یعاني قطاع كبیر من المجتمع الأمریكي من الـ”xenophobia – كره الأجانب”؟ بالنسبة لكثیرین من مناصري ترامب – وهم الأغلبیة التي أیدت ترامب رئیسًا للولایات المتحدة – فالولایات المتحدة تأسست على أنها “الجمهوریة المسیحیة البیضاء”. وكونها كذلك هي من جعلها عظیمة. ففي الوقت التي تمیزت فیه حملة ترامب بكرهها للأجانب، ومناهضة العدیدین لذلك، جاء دعم العدید من الكیانات والمجتمعات الأمریكیة السریة على النقیض؛ لمناصرة القیم التي قامت علیها الحملة، و التي كانت من بینها كو كلوكس كلان. فمن بین عدد قلیل من الصحف الأمریكیة التي تبنت حملة دونالد ترامب، و تحت شعار ترامب “جعل أمریكا عظیمة مرة أخرى” – ورمزها MAGA – أفردت صحیفة The Crusader – إحدى صحف كو كلوكس كلان – صفحتها الأولى للدفاع عن ما اسمته رسالة ترامب.   فمنذ الأیام الأولى من حملته الإنتخابیة، اجتذبت حملة ترامب دعم القومیین البیض بشكل بارز في جمیع أنحاء البلاد، والتي تتبنى كره الأجانب والإیمان بتفوق العنصر الأبیض وتوجیه هذه القیم لتكون الاتجاه السائد في السیاسة الأمریكیة. وفي هذا الصدد صرح دیفید دیوك – زعیم كو كلوكس كلان – بتفاخره في لعب دورًا كبیرًا في نصر الرئیس الأمریكي دونالد ترامب. تأسست كو كلوكس كلان – KKK عام 1866 و امتدت في كل ولایات الجنوب بحلول عام 1870 وأصبحت الداعم الأساسي لمحاربة تحریر السود ونیل حقوقهم المدنیة، كما تنادي المنظمة بسامیة العرق الأبیض المعتنق للمذهب البروتستانتي المسیحي على جمیع الأعراق والمذاهب الأخرى. ،،، إذًا هل بهذا یغیر ترامب من وجه أمریكا أم أنه یعبر عن الوجه الحقیقي فقط؟،،، المصادر Pastor to Power: Billy Graham and the Presidents ● Billy Graham Biography ● The racist history of Southern white evangelicalism and the rise of Donald Trump ● Where Christian Leaders Stand on Trump’s Refugee Policy ● Support for Trump travel ban in line with anti-Muslim attitudes in America ● KKK’s official newspaper supports Donald Trump for president ● Former Ku Klux Klan leader and US alt-right hail election result ●    

تابع القراءة

المشهد السياسي في الفترة من 8 إلى 14 فبراير

أولاَ: الرئاسة المصرية أقيم في هذا الأسبوع الندوة التثقيفية الـ 24للقوات المسلحة بعنوان: مجابهة الإرهاب إرادة أمة، وهي ندوه يرد فيها الجيش علي الشبهات المثارة في الشارع لتحصين أفراده ومؤيديه وتحفيزهم لكل ما هو آت وكان مستهدف هذه الندوة يدور حول الهجوم علي الاخوان وتشويههم وإيجاد رابط بين الجماعة والجماعات الإرهابية وإلقاء الشبهات علي المرجعية الاسلامية والخلافة، بالإضافة الي تجييش عواطف المؤيدين له حول العمليات الارهابية والإرهابيين بما فيهم الاخوان كما يزعم، ثم الرد علي شبهات ضعف تدريب الجيش في سيناء واستهداف المدنيين، ثم تحدث عن أن الاخوان والثورة ستجعل مصيرنا كما حدث في سوريا، ثم الحديث عن أن تصفية الإرهابي هي الحل الأمثل لذلك، ثم علمانية الجيش ثم الحديث عن وضع آلية لمجابهة إعلام الاخوان ونشاطهم علي السوشيال ميديا، لذلك نخرج بمجموعه مهمة من محاور للعمل من هذه الندوة، الأول: أن النظام يزعم أنهم بعد تحجيم أدوار الاخوان علي الأرض من حراك واتصال جماهيري، فنبدأ بمواجهة النشاط الإعلامي والسوشيال لذلك يجب عمل سيناريوهات للتعامل معها حال التضييق علي هذه الوسائل، الأمر الثاني: مضمون المؤتمر فيه الكثير من الأكاذيب يجب الرد عليه وتفنيده، الثالث: إخراج مجموعه من المنتجات الإعلامية التي تستجيش عواطف العامة عن جرائم العسكر في السجون وفي سيناء، الرابع: مجموعه من التساؤلات عن ــ هل الاخوان جماعه إرهابية؟ ونفند كل كلام النظام؛ الخامس: توظيف ملف جنرالات الذهب إعلاميا للحديث أن الجنرالات تخرب البلاد لصالح إمبراطورتهم الاقتصادية والسياسية والاجتماعية ثم عمل فيلم وثائقي وبروموهات عن معاناة أهل سيناء وعلاقته بالجيش وإسرائيل. اجتماع للسيسي مع رئيس الوزراء ومحافظ البنك المركزي ووزراء الدفاع والإنتاج الحربي والخارجية والداخلية والعدل والمالية ورئيسي المخابرات والرقابة الإدارية ويؤكد أن الإصلاح الاقتصادي يحقق نتائجه بفضل تفهم الشعب وذلك للتوصية بتشديد الرقابة على المخابز والأسواق وإجراءات ضد المتلاعبين ويطلب بسرعة تحديث قوائم البطاقات؛ ووزير التموين: تطبيق أسعار استرشاديه على السلع التموينية؛ والسيسي يعلن ارتفاع الاحتياطي النقدي إلى 3مليار دولار. والملاحظات على هذا الاجتماع هو كما عودنا السيسي استغلال مواسم معينه بإعطاء انطباع بأداء معين ففي اجازات عيد الأضحى انخفض الدولار فأصدر هو واعلامه مجموعه من التصريحات تعطي انطباع بإنجازه الكبير والان في الأعياد الصينية وتراجع الاستيراد لموسم الاجازات في الصين يعد لحمله اعلاميه تعطي انطباع بالإنجاز. نشرت جيروساليم بوست تحقيق مع عدد من المفكرين اليهود عن العلاقات المصرية الإسرائيلية خلص إلي أن العلاقات الآن في عصرها الذهبي ولم تكن يوما في حاله من التحسن كما هي الآن، وأن إسرائيل تعتبر بقاء النظام الحالي واستقراره من أولوياتها ولكنها تريد من السيسي مزيد من التنازلات علي الجانب السياسي مثل مزيد من التطبيع والتنسيق العلني، لكن الأهم كما يقول إيريكر ماندل مؤسس ومدير الشبكة السياسية والإعلام في الشرق الأوسط: أنه يجب أن نسعي لمزيد من الدعاية لإسرائيل لدي الشعب المصري لصالح إسرائيل وضد الإرهاب وان تفتح مراكز ثقافيه إسرائيلية في القاهرة والإسكندرية كما نريد ان يتم تبادل الزيارة علي المستوي الإعلامي والثقافي وأعد جيان ليفي ورقة عن مستقبل العمل الإعلامي للتسويق لإسرائيل ومحاربة الإسلاميين في مصر تضع خطه قد تكون موضع التنفيذ في الأيام المقبلة، لذلك يجب عمل حمله مضادة عن الغزو الإسرائيلي الإعلامي لمصر. تم في هذا الأسبوع زيارة الرئيس اللبناني العماد ميشيل عون للقاهرة ولقائه السيسي وتم معالجة الموضوع علي أنه لقاء وزيري دفاع أصبحا رئيسين واتفقا علي التعاون في محاربة الإرهاب، إلا أن الزيارة بها كثير من الدلالات الهامة فعون محسوب علي المحور الإيراني السوري، بل وامتدح حزب الله ودوره الوطني في الاعلام المصري، ثم أنه وإن كان سيزور السعودية إلا أن هناك حاله من المكايدة في الزيارة للسعودية وذلك بعد ان أصدرت فورين افير تفاصيل دعم مصر لنظام بشار في تقرير خطير تحدث عن الأول من فبراير الجاري غادرت طائرة نقل عسكرية من قاعدة جوية روسية في اللاذقية، وهبطت في مطار قرب الحدود المصرية مع ليبيا، ثم عادت مرة أخرى إلى سوريا، حيث لعدة أشهر كانت هناك تقارير غير مؤكدة تشير إلى أن القاهرة قد أرسلت قوات لمساعدة النظام السوري في الحرب الأهلية في البلاد، مما يؤكد أن القاهرة بالتنسيق مع تحالف “دمشق موسكو“تدعم النظام السوري بقيادة بشار الأسد؛ في نوفمبر الماضي، اعترف السيسي بدعم جيوش الأنظمة، حينما قال: على سبيل المثال في ليبيا، نحن ندعم الجيوش الوطنية، وقال للتلفزيون الحكومي البرتغالي إن الأولوية بالنسبة للقاهرة هي دعم الجيوش الوطنية في سوريا والعراق، وعندما سأله المضيف: هل تقصد النظام السوري؟، فأجاب السيسي نعم؛ وتعتبر هذه هي المرة الأولى التي تعترف فيها مصر وهي حليف الولايات المتحدة منذ فترة طويلة، علنا بأنها تقف مع الحكومة السورية، ومتحالفة مع نظام الأسد وخصوم الولايات المتحدة إيران وروسيا، كما أن السيسي الآن واحد من القادة العرب الذين أعلنوا بوضوح دعم دمشق؛ اختتمت المجلة بأن الشرق الأوسط عام 2017يختلف بشكل كبير عما كان عليه قبل ست سنوات، حيث أن الإطاحة بحسني مبارك جاءت بحكم الإخوان ومن ثم الجيش مرة أخرى، فضلا عن أن الصراع مع حماس لم ينته بعد، ومن المتوقع أن يكون العام القادم زاخما بالمفاجآت وليس أقلها في منطقة الشرق الأوسط. استقبل السيسي ووزير الدفاع وفد من مجلس الشيوخ والنواب الأمريكي برئاسة الجمهوري دانا رورباخر: ويغلب عليهم الأعضاء الجمهوريين بل واللجنة التي تشكلت من نواب يمينين وموالين لإسرائيل بعد انقلاب يوليو ثم الحديث عن النسيق في مكافحة الإرهاب ولمز السيسي عدم تفريق الإرهاب بعضه عن بعض يقصد الاخوان ثم الحديث عن عمل محور مصري إسرائيلي سعودي لوضع آليات لحل القضية الفلسطينية بما يشمل اقتراح السيسي الذي يتحدث عنه نتانياهو بتبادل أراضي في سيناء. ثانياً: حكومة السيسي تحدثت كثير من الصحف ومراكز الأبحاث عن تسريب سامح شكري مع إسحاق مولخو محامي نتانياهو الذي بثته قناة مكملين وبعيدا عن المضمون هناك ملاحظات نرصدها الأول: هو ان وزير الخارجية يعطي اقتراحات وملوخو يسجل للعرض مما يعني أنه يدرس ويعرض علي لجان ثم يملي علينا، الثاني: هو خروج صراعات الأجنحة للعلن وإعلان إعلامه ذلك، الثالث: هو أنه بالنسبة لإسرائيل فلا يوجد اعتبارات للأمن القومي فهي تعرف أدق التفاصيل، الرابع: أن إسرائيل هي المستفيد الأكبر؛ وهذا يحتاج الي توظيف من جهة محاكمة مرسي للتخابر مع حماس فما هو المطلوب بالنسبة للسيسي وإسرائيل. هناك حاله من اللغط في الأوساط الاقتصادية والإعلامية حول تقرير الجهاز المركزي للتعبئة والاحصاء حول وصول التضخم الي أعلي مستوي له من 40عام وتجاوزه الـ 30% رغم أن هذا الرقم كما يقول كثيرون منافي للواقع الذي تحدث عنه نفس الجهاز حيث أعلن ان مستوي التضخم الشهري بين 5 – 5 % مما يعني في العام حول 60% إلا ان الدلالة الأخطر أن وصول أسعار السلع الأساسية الي سعرها الأعلى على الاطلاق…

تابع القراءة

رؤية تحليلية للأخبار السياسية والاقتصادية في العالم العربي والإسلامي والعالمي، ودراسات استراتيجية للوضع السياسي المحلي والإقليمي والعالمي

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا لتلقي التحديثات على البريد الإلكتروني الخاص بك

You have been successfully Subscribed! Ops! Something went wrong, please try again.

جميع الحقوق محفوظة لرؤية للتخطيط والدراسات الاستراتيجية ©2022