مشروع المشرق الجديد .. الأهداف والتحديات

 

 

تصدر مشروع “المشرق الجديد” أو “الشام الجديد” المشترك بين مصر والأردن والعراق، القمة الثلاثية، التي شارك فيها الجنرال السيسي مع رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في بغداد، فى 27 يونيو 2021.

وتعتبر قمة بغداد الثلاثية هي رابع قمة بين الدول الثلاث؛ حيث عقدت الأولى بالقاهرة في مارس 2019، وكانت الثانية بواشنطن في سبتمبر 2019، في حين جاءت الثالثة بعمان في أغسطس 2020، وشهدت هذه القمم وما تلاها من لقاءات على المستوى الوزاري إبرام عدة اتفاقات اقتصادية مشتركة وأخرى ثنائية.

ما أثار العديد من التساؤلات حول أهداف ودوافع هذا التحالف، ومدى إمكانية إقامة مثل هذا التحالف فضلًا عن بقائه واستمراره، وهو ما سنحاول الإجابة عليه فى السطور القادمة.

أولًا: أهداف تحالف المشرق الجديد:

مشروع المشرق الجديد .. الأهداف والتحديات

مشروع المشرق الجديد، هو مشروع طرحه رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، على الملك الأردني عبد الله الثاني و عبد الفتاح السيسي، خلال القمة الثلاثية في عمّان 25 أغسطس 2020، بهدف إيجاد وتعزيز المصالح المشتركة بين مصر والأردن والعراق، والغرض أن يكون نواة لاتحاد للدول العربية أكثر توسعاً مستقبلا.

ويعتمد هذا المشروع على أعمدة ثلاثة، هي الكتلة النفطية في العراق، والكتلة البشرية في مصر، والأردن كحلقة وصل بينهما، ووفق المشروع، سيتم مد خط أنبوب نفطي من ميناء البصرة جنوب العراق، وصولا إلى ميناء العقبة في الأردن ومن ثم مصر[1].

ويبدو أن هذا المشروع يحظى بدعم أمريكى، إذ قال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية نيد برايس في بيان إن واشنطن ترحب بالزيارة التاريخية (فى إشارة قمة بغداد) ووصفها بأنها “خطوة مهمة في تعزيز العلاقات الاقتصادية والأمنية الإقليمية بين مصر والعراق والأردن ودفع الاستقرار الإقليمي”[2].

وحسب مراقبين ومحللين، فإن المشروع الثلاثي يحظى بدعم أميركي لأهداف متنوعة حدها الأدنى استراتيجياً تخفيف عبء التدخلات الإيرانية والتركية في العراق، ودعم استقرار الأردن اقتصادياً وسياسياً، واستحداث عوامل إقليمية جديدة تستوعب تموضعات السياسة الأميركية الجديدة في المنطقة وخاصة المتعلقة بمستقبل العراق وسوريا، وربما لبنان لاحقاً[3].  كما أن هذا التحالف سيعزز أوراق واشنطن في مواجهة الزحف الروسي والصيني على المنطقة.

خاصة بعدما زاد التقارب العراقي-الصيني مؤخرًا حيث بدأت بغداد تصدير مئة ألف برميل من النفط الخام يوميًا إلى بكين منذ أكتوبر 2019 كثاني أكبر مورد للنفط لها. وتعتبر الصين من أكبر الشركاء التجاريين للعراق. وتنشط الشركات الصينية في حقول نفط الجنوب العراقية. كذلك ترغب بكين في الاستفادة من موقع العراق الاستراتيجي وضمها إلى مبادرة الحزام والطريق، والمساهمة في جهود إعادة الإعمار.

كما تعززت العلاقات العراقية-الروسية حيث يتعاون البلدان عسكريًا وتقنيًا ضمن جهود مكافحة الإرهاب، وقد زودت موسكو بغداد بأحدث طرازات الطائرات العسكرية، كالطائرة “سو-25″، والطائرات الهليكوبتر متعددة الأغراض “مي 28″ و”مي 35”. وتعمل شركات الطاقة الروسية “لوك أويل” و”غازبروم نفت” و”سيوزنيفتغاز” و”روس نفت” في حقول النفط الشمالية العراقية.

كما أن المشروع يمثل تضييقًا على إيران، حيث إنه سيخلق ممرًا بديلًا لنقل النفط والغاز من الشام والخليج إلى أوروبا بعيدًا عن مضيق هرمز الاستراتيجي، الذي يمر عبره ثلث تجارة العالم من الطاقة. ودائمًا ما تستخدم إيران مضيق هرمز لابتزاز الولايات المتحدة من خلال التهديد بإغلاقه حال منعت واشنطن مرور النفط الإيراني عبره. وقد تورط الحرس الثوري الإيراني في العديد من حوادث استهداف السفن وتهديد حركة الملاحة بالمضيق خلال عام 2019 في إطار التصعيد مع الولايات المتحدة.

كما يقلل التحالف من اعتماد العراق على إيران في الحصول على الكهرباء (تحصل منها على 3 آلاف جيجاوات يوميًا)، وتقليل التبادل التجاري معها الذي تجاوز 20 مليار دولار، وهو ما مكن طهران من التغلب على العقوبات الأمريكية[4].

كما تشير عدة تقارير عن وجود توافقات بين العراق من ناحية والأردن ومصر من ناحية أخرى على توفير تدريب للجيش العراقي. فبعد حل الجيش العراقى عقب الغزو الأمريكي للعراق فى عام 2003، والتدخل الإيراني، وازداد الأمر سوءاً بعد إنشاء الحشد الشعبي الذي تحول إلى دولة داخل دولة، ولم يعد فقط لا يخضع لسلطة رئيس الوزراء بل يتحداه.

ومن هنا فإن العراق، يحتاج إلى تدريب قوات جيشه وشرطته بطريقة احترافية، والأردن لديه جيش صغير ولكنه واحد من أكفاً الجيوش العربية ومن أكثرها انضباطاً، ومصر لديها أكبر جيش عربي. وكلاهما بلد عربي وفي الوقت ذاته، على عكس السعودية، فإن علاقتهما ليست شديدة التوتر بالشيعة الذين يمثلون غالبية سكان العراق، مما يسمح لعملية التدريب بأن تتم بسلاسة نسبية. وفي هذا الإطار، شدد وزير الخارجية المصرية الأسبق محمد العرابي، على أن هناك جهوداً مصرية لدعم الجيش العراقي لرفع مستوى كفاءته، موضحاً أن دعم الجيش العراقي كي يتمكن من مواصلة حربه ضد فلول داعش يعد مطلباً عراقياً[5].

وفيما يتعلق بتركيا، فإن التحالف المنشود يوفر مسارًا للنفط العراقي إلى أوروبا بعيدًا عن تركيا، حيث يصل نفط الحقول الشمالية العراقية إلى أوروبا عبر ميناء جيهان التركي، لكن المسار الجديد يتيح نقل جزء من هذا الإنتاج إلى مصر[6].

ثانيًا: محفزات مشروع المشرق الجديد :

مشروع المشرق الجديد .. الأهداف والتحديات

مصر: سيقوم هذا التحالف من بزيادة مكانة مصر كمركز إقليمي للطاقة، حيث ستحصل مصر على النفط العراقي الخام عبر أنبوب يمتد من غرب بحيرة الثرثار شمالي غربي بغداد ويمر من محافظة الأنبار إلى ميناء العقبة الأردني على البحر الأحمر ومنه إلى سيناء بطول حوالي 1700 كيلومتر حتى الحدود المصرية (1000 كيلومتر داخل العراق و700 كيلومتر داخل الأردن)، لتقوم مصر بدورها بتكريره في المصافي المصرية ومن ثم تصديره إلى أوروبا. وتمتلك مصر 8 مصافي للنفط الخام وتعمل حاليا على تطوير 6 مصافي أخرى في السويس فضلا عن تطوير مينائي دمياط والسويس ليتمكنا من استقبال وتوريد الكميات المتوقع تدفقها.

كذلك ستتمكن مصر من الاستفاد من تصدير الكهرباء إلى الأردن والعراق، حيث تسعى مصر التي حققت فائضًا في إنتاج الكهرباء بأكثر من 27 ألف جيجاوات نتيجة لمشروعات إنتاج الكهرباء التي أنجزتها خلال السنوات السابقة، إلى توقيع اتفاقيات للربط الكهربائي ضمن خطتها للتحول لمركز إقليمي للطاقة. وفي هذا الإطار، وقعت مصر مذكرتين تفاهم مع قبرص واليونان للربط الكهربائي من خلال كابلين بحريين بقوة ٢٠٠٠ ميجاوات سنويًا ليكونا بعد ذلك بوابة التصدير إلى أوروبا. كذلك وقعت مصر اتفاقية ربط كهربائي مع الأردن بقدرة 200 ميجاوات، وآخرى مع السودان بقدرة 50 ميجاوات يتم زيادتها بعد ذلك. وتسعى مصر حاليا لتوقيع اتفاقيات مماثلة مع المملكة العربية السعودية ولبنان[7].

حيث أن مصر بصدد إنشاء مشروع ربط كهربائي جديد مع السعودية بتكلفة مليار و600 مليون دولار، بهدف تبادل 6000 ميجا وات بين البلدين. كما تسعى القاهرة أيضًا من هذا المشروع إلى فتح سوق جديدة في حال خسرت سوقها التصديري الكبير في الخرطوم بسبب الأسعار التنافسية التي وعدت إثيوبيا بها[8].

فضلاً عن الدخول المرتقب لمصر في مجال إعادة الأعمار، فبحسب بيانات رسمية صادرة عن وزارة التخطيط العراقية، يحتاج العراق إلى نحو 88.2 مليار دولار لتنفيذ مشاريع إعادة الإعمار داخل المحافظات التي شهدت دمارا كبيرا خلال الحرب. وبينما تعهَّد مؤتمر المانحين بتقديم 30 مليار دولار، أعلنت الحكومة العراقية أن كلفة تعمير المحافظات السبع الأكثر تضرُّرا (الأنبار، وصلاح الدين، وكركوك، ونينوى، وديالى، وبابل، وبغداد) تُقدَّر بنحو 46 مليار دولار.

وتظهر مصر من الدول المساهمة فى عملية إعادة اعمار العراق، حيث أبرم الكاظمى 15 اتفاقا مع نظام السيسي شملت مجالات الاستثمار والإسكان والإعمار والصناعة والتجارة والمالية. وفي المقابل، استفادت مصر من صفقة “النفط مقابل الإعمار”، حيث تحصل حاليا بموجب اتفاق وُقِّع في أواخر عام 2020 على 12 مليون برميل سنويا من خام البصرة الخفيف بسعر أقل من متوسط السوق العالمي بثلاثة دولارات، إضافة إلى إعفاء البضائع المصرية من التعريفة الجمركية. ومؤخرا، استعدَّت القاهرة أكثر للصفقة عبر إنشاء وحدة داخل اتحاد الغرف التجارية المصرية مختصة فقط بمتابعة مشاريع إعمار العراق[9].

وبحسب تصريحات رئيس اتحاد المقاولين العراقيين، لموقع “عربي بوست”، توصَّلت مصر إلى اتفاقيات مع الجانب العراقي للمشاركة في بناء مدن كاملة دون منافسة من أي شركات أخرى في محافظات نينوى، وصلاح الدين، والأنبار، وسامراء[10].

وأمنيًا، سيساهم التحالف في سد المنافذ التي تتسلل منها العناصر الإرهابية إلى مصر من الناحية الاستراتيجية الشرقية، وسيتيح التنسيق الأمني بين الدول الثلاث لمنع الإرهاب من الدخول إلى مصر[11].

كما لم تغب أزمة سد النهضة عن القمة الثلاثية؛ حيث رحب السيسي بموقف كل من العراق والأردن الذي يساند الموقف المصري بشأن السد الإثيوبي، واعتبر أن قضية السد تمثل إحدى أولويات السياسة المصرية؛ وذلك لتهديدها المباشر للأمن القومي المصري بمختلف جوانبه، حسبما نقل المتحدث باسم الرئاسة المصرية[12].

ويبدو أن السيسى يسعى إلى التلويح بقدرة مصر فى القيام بلعب أدورا إقليمية تخدم المصالح الأمريكية لحث واشنطن على القيام بدور فعال فى أزمة سد النهضة عبر الضغط على أثيوبيا للاستجابة للمطالب المصرية. وقد ظهرت مؤشرات هذا التوجه المصرى عقب معركة القدس الأخيرة فى مايو الماضى بين إسرائيل وحماس، حيث عملت النظام على وقف إطلاق النار بين الطرفين وهو ما أدى إلى انفراج فى العلاقة بين نظام السيسى وبايدن حيث قام الأخير بإجراء اتصالين هاتفيين مع الأول بعد مرور أربعة أشهر منذ تولى بايدن دون إجراء أى اتصال مع السيسى، وتباحث الطرفين خلال أحد هذه الاتصالات حول سد النهضة.

وعقب هذين الاتصالين اتخذت واشنطن بعض الخطوات التى تشير إلى مراعاتها للموقف المصرى مثل فرض عقوبات على أثيوبيا، وتصريح قائد القيادة المركزية الأمريكية، الجنرال كينيث ماكينزي، إن واشنطن تشعر بكثير من القلق من السلوك الإثيوبي بشأن أزمة سد النهضة، ودعوة الخارجية الأمريكية، لاستئناف المفاوضات بشأن سد النهضة على وجه السرعة. وبالمثل، يبدو أن تلويح السيسى بورقة العراق وقدرة القاهرة فى جذب بغداد بعيدًا عن إيران يأتى فى ذات السياق.

  • العراق: يسمح التحالف للعراق بالعودة إلى الحضن العربي وإعادة صياغة علاقاته الخارجية على أساس التوازن وبعيدًا عن سياسة المحاور، وهو توجه يعمل العراق عليه مؤخرًا، حيث يسعى إلى توطيد علاقاته بالدول العربية ودول الخليج.

ويضمن التحالف للعراق توفير جزءًا من احتياجاته من الكهرباء عن طريق مصر، حيث يعاني هذا البلد من أزمة طاقة حادة دائمًا ما تكون الدافع وراء اندلاع احتجاجات عنيفة في البلاد من وقت لآخر. ويحتاج العراق إلى 22 ألف جيجاوات من الكهرباء في حين أنه ينتج نحو 12 ألف جيجاوات فقط، ويستورد 3 آلاف أخرين.

وإلى جانب أزمة الكهرباء، يعاني العراق من أزمة بطالة حادة وارتفاع معدلات التضخم والفقر، لذلك سيفتح هذا المشروع بابًا أمامه لتدفق الاستثمارات المصرية في قطاعات متنوعة وخاصة الطاقة وإمكانية إقامة مدن صناعية وتجارية مشتركة، ما يوفر فرصًا للعمل وينقل خبرات مصر والأردن في مجالات الصناعة والتجارة إلى القطاع الخاص العراقي. كذلك سيجعل من الأردن ومصر سوقَا للمنتجات العراقية[13]. كما يوفر هذا التحالف للعراق الحصول على إطلالة بحرية على البحر المتوسط عبر مصر تمكنه من تصدير النفط نحو أوروبا[14].

  • الأردن: سيجعل هذا التحالف من الأردن مركزًا لوجيستيًا إقليميًا لتبادل النفط والكهرباء والبضائع ما يُعزز من مكانته الإقليمية.

كما سيقلل المشروع من فاتورة استيراد النفط حيث سيحصل عليه أيضًا بسعر أقل بنحو 16 دولارًا للبرميل. ومن الجدير بالذكر أن الأردن يحصل بالفعل على النفط العراقي بهذا الخصم في إطار مذكرة التفاهم الموقعة بين البلدين في 5 فبراير 2019، والتي حصلت بموجبها عمّان على النفط الخام العراقي للمرة الأولى بواقع نحو 10 آلاف برميل يوميًا، تشكل 7% من حاجة البلاد للطاقة، وتوفر 160 دولار يوميًا تقريبا، أي نحو 4.8 مليون دولار شهريًا.  وهو ما سيساعد الأردن في الخروج من أزمته الاقتصادية الحادة التي ضاعفتها جائحة فيروس كورونا[15].

ثالثًا: تحديات التحالف:

وفى المقابل، يواجه هذا التحالف مجموعة من التحديات تتمثل أبرزها فيما يلى:

مشروع المشرق الجديد .. الأهداف والتحديات

– تضارب العلاقات الاقليمية لدول المشروع، حيث يرتبط العراق بعلاقات شبه استراتيجية مع إيران، وتنامت هذه العلاقات بدرجة كبيرة في ظل وجود نخبة سياسية حاكمة، في المستويين التشريعي والتنفيذي، فضلاً عن علاقات متشعبة مع الأحزاب العراقية وميليشياتها العسكرية، في حين تبدو العلاقات بين كلٍّ من الأردن ومصر مع إيران فاترة، رغم وجود تمثيل دبلوماسي بين هذه الأطراف.

بجانب، ارتباط مصر والأردن باتفاق سلام مع إسرائيل، في حين تسعى بعض الجهات العراقية إلى ربط العراق بمحور “الممانعة” وتعتبر نفسها في حالة حرب مع إسرائيل نتيجة استهداف ميليشياتها في سوريا وفي مناطق غرب العراق.

– سعى بعض الدول لضرب هذا المشروع، ويأتى على رأس هذه الدول إيران، حيث تدرك طهران أن التحالف يهدف بصورة رئيسية إلى سحب العراق بعيدًا عنها. بالإضافة لذلك يهدد التحالف بخسارة إيران للسوق العراقية التي تعتبر المنفذ التصديري الوحيد لمنتجاتها؛ إذ يبلغ حجم صادرات العراق من إيران نحو 12 مليار دولار، والميزان التجاري يميل لصالحها مئة بالمئة. لذا من غير المرجح ان تسلم إيران بخسارة نفوذها في العراق، وستوحي لوكلائها هناك أن التحالف يندرج في إطار مؤامرة خليجية-أمريكية، وستستخدم كل الطرق لعرقلة مسارات التحالف بما فيها زعزعة استقرار العراق.

وهناك أيضًا روسيا والصين، إذ طالما شكّل العراق أحد مراكز النفوذ الروسية التقليدية في المنطقة، وبدأت روسيا بمد نفوذها إلى العراق في السنوات الأخيرة، تجهيزاً لخروج أمريكي محتمل من المنطقة.

أما الصين فإن العراق يقع في قلب مصالحها في المنطقة، وخاصة مشروع “الحزام والطريق” بالإضافة إلى رغبتها في الحصول على حصص من عملية إعادة الإعمار للمدن العراقية والبنية التحتية. ويشكّل الحضور الأمريكي في التحالف الوليد، سواء من حيث دعمه أو قرب أطرافه من المصالح والسياسات الأمريكية في المنطقة، ضربةً للمخططات الروسية والصينية بشأن العراق[16].

– على الرغم من توقع حصول المشروع على احتضان عربي وخاصة من قبل دول الخليج، على اعتبار أن التحالف يشكّل رافداً مهماً في تدعيم الموقف العربي في مواجهة اختراقات القوى الإقليمية (إيران وتركيا)، وخاصة أن العراق والأردن يرتبطان جغرافياً بدول الخليج، وتحصين أمنهما مسألة مهمة للدول الخليجية[17].

ولكن لا يعرف مدى نظرتها إلى آلية التعاون الثلاثي بين مصر والعراق والأردن، وهل تعتبرها شكلاً ولو محدوداً من التمرد من قبل هذه الدول الثلاث غير الخليجية على الهيمنة الخليجية ولا سيما السعودية والإماراتية خلال السنوات الماضية على السياسة العربية، خاصة أن القاهرة وبصورة أقل الأردن بدأت تحركات فاعلة في ملفات عدة وبشكل مستقل عن السعودية والإمارات تمثل في الحالة المصرية في التهدئة مع تركيا والوساطة في غزة، والحراك في الملفين الليبي والإثيوبي[18].

– كما أن إسرائيل هى الأخرى تنظر بعين الريبة والشك لهذا التحالف، وتدرك أنه يهدف إلى إحباط مخططاتها للاندماج في المنطقة العربية، حيث تزايد الحديث مؤخراً في إسرائيل عن ربط تل أبيب بالخليج على مستوي “أمن الطاقة” في ضوء الاتفاقات الابراهيمية “خط إيلات – عسقلان”. حيث طرحت وزارة الخارجية الإسرائيلية في العام 2019 فكرة إقامة تحالف عربي-إسرائيلي لربط الخليج العربي بالبحر المتوسط، مع ضم الأردن والعراق في وقت لاحق، على أن تكون إسرائيل بوابة الشام الجديد نحو أوروبا والولايات المتحدة[19].

 

 

[1] “ماذا يعني مشروع الشام الجديد؟”، مركز الانذار المبكر، 21/12/2021، الرابط:

[2] ” قصة مشروع الشام الجديد الذي دشنته القمة بين مصر والعراق والأردن.. هذه جوانبه الخفية وموقف إيران منه”، عربى بوست، 28/6/2021، الرابط:

[3] ” ماراثون الشام الجديد.. التعاون بين مصر والأردن والعراق نحو شراكة استراتيجية؟”، مركز الانذار المبكر، 22/6/2021، الرابط:

[4] “الشام الجديد”.. تحالف عربي في مواجهة المشروعين التركي والإيراني”، المرصد المصرى، 30/8/2020، الرابط:

[5] ” قصة مشروع الشام الجديد الذي دشنته القمة بين مصر والعراق والأردن.. هذه جوانبه الخفية وموقف إيران منه”، مرجع سابق.

[6] ” “الشام الجديد”.. تحالف عربي في مواجهة المشروعين التركي والإيراني”، مرجع سابق.

[7] المرجع السابق.

[8] “ماذا يعني مشروع الشام الجديد؟”، مرجع سابق.

[9] ” تحالف في الظل.. كيف ربحت مصر معركة إعادة إعمار العراق؟”، ميدان، 28/4/2021، الرابط:

[10] “البناء مقابل النفط.. مصر تفوز بحصة الأسد في إعادة إعمار العراق وطهران منزعجة”، عربى بوست، 26/1/2021، الرابط:

[11] ” “الشام الجديد”.. تحالف عربي في مواجهة المشروعين التركي والإيراني”، مرجع سابق.

[12] “زيارة تاريخية بعد 3 عقود.. السيسي في بغداد من أجل الاقتصاد والأمن وسد النهضة”، الجزيرة نت، 27/6/2021، الرابط:

[13] ” “الشام الجديد”.. تحالف عربي في مواجهة المشروعين التركي والإيراني”، مرجع سابق.

[14] ” تحالف في الظل.. كيف ربحت مصر معركة إعادة إعمار العراق؟”، مرجع سابق.

[15] ” “الشام الجديد”.. تحالف عربي في مواجهة المشروعين التركي والإيراني”، مرجع سابق.

[16] ” مشروع “المَشرِق الجديد”: الفُرص والتحديات والمسارات المحتملة”، مركز الإمارات للسياسات، 7/9/2020، الرابط:

[17] المرجع السابق.

[18] ” قصة مشروع الشام الجديد الذي دشنته القمة بين مصر والعراق والأردن.. هذه جوانبه الخفية وموقف إيران منه”، مرجع سابق.

[19] ““الجولة الرابعة”.. بماذا تخبرنا “الزيارة التاريخية” للرئيس السيسي إلى بغداد؟”، المرصد المصرى، 27/6/2021، الرابط: https://bit.ly/3h3Itpp

Editor P.S.

كاتب ومدون

جميع المشاركات

المنشورات ذات الصلة

الأكثر قراءة

اتبعنا

التصنيفات

آخر المقالات

Edit Template

رؤية تحليلية للأخبار السياسية والاقتصادية في العالم العربي والإسلامي والعالمي، ودراسات استراتيجية للوضع السياسي المحلي والإقليمي والعالمي

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا لتلقي التحديثات على البريد الإلكتروني الخاص بك

You have been successfully Subscribed! Ops! Something went wrong, please try again.

جميع الحقوق محفوظة لرؤية للتخطيط والدراسات الاستراتيجية ©2022