الحوار الذي أجرته مجلة «ذي أتلانتيك» الشهرية الأمريكية مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والذي نشرته وكالة الأنباء السعودية “واس” يوم الخميس 03 مارس 2022م، ثم نشرته صحف سعودية أخرى في اليوم التالي، تضمن كثيرا من المواقف والآراء المثيرة للجدل سواء على المستوى الداخلي للمملكة أو على مستوى علاقتها الخارجية فيما يتعلق بالعلاقات مع الكيان الصهيوني وإيران والولايات المتحدة الأمريكية.[[1]]
فكيف بدا ولي العهد السعودي أثناء الحوار؟ ولماذا تلعثم في الدفاع عن نفسه في قضايا معينة مثل مقتل خاشقجي والاعتقالات والحكم الفردي الاستبدادي الذي يصر على تبنيه؟ ولماذا يعمل على تغيير الهوية السعودية لتتقارب مع النموذج الأمريكي بنسبة 80% كما اعترف هو بذلك في الحوار؟ وإذا كان حريصا على تبني التحولات الكبرى في المملكة دينيا واجتماعيا واقتصاديا، فلماذا يدافع النظام الملكي المطلق في بلاد الحرمين رغم أنه أسوأ نماذج الحكم في العالم؟ ولماذا يصر على العداء للحركات الإسلامية وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين في الوقت الذي يتحدث فيه باحترام كبير عن العدو الصهيوني ويصفه بالحليف المحتمل ويدعو إلى التعايش مع إيران باعتبارهم جار رغم العداء المرير بين البلدين على مدار عقود طويلة؟!
ملاحظات على شكل الحوار
يصف الصحفي الأمريكي جرايمي وود الذي أجرى الحوار كواليس المقابلة، مفسرا سبب حدوثها، بأنه سافر إلى المملكة على مدار السنوات الثلاث الماضية، محاولاً أن يفهم ما إذا كان ولي العهد قاتلاً أم مصلحاً أم كليهما، وإذا كان الاثنين، فهل يمكن أن يكون أحدهما دون الآخر”. ويرى أن سبب ترحيب ولي العهد بالمقابلة أنه اختبأ لمدة سنتين تقريبا عن المشهد العام، كما لو كان يأمل نسيان مقتل خاشقجي، وفقا للمقال الذي كتبه جرايمي لشبكة (CNN) يوم الجمعة 04 مارس 2022، مشيرا إلى أن ولي العهد لا يزال يريد إقناع العالم بأنه ينقذ بلاده، ولا يتخذها رهينة، وهذا هو السبب في أنه التقى مرتين في الأشهر الأخيرة مع جرايمي ورئيس تحرير مجلة “ذي أتلانتيك” جيفري جولدبيرج”.
حضر المقابلة عدد من الأمراء الصامتين الذين كانوا يرتدون كمامات بيضاء، ويبدو أن بعضهم قيادات كبرى بأجهزة الأمن السعودي، للدرجة التي أقر فيها جرايمي أنه لم يكن يعرف بالضبط من كان حاضرا. ارتدى ولي العهد زيا غير رسمي (كاجوال). وقدَّم إجابات بارتياح وبلا اضطراب، عن أسئلة حول عاداته الشخصية ومشاهدته للأفلام والمسلسلات الأمريكية، لكنه بدا مهزوزا عند الأسئلة الشائكة، وكان يقوم بحركات متشنجة وأحيانا يميل رأسه سريعا للخلف يتبعها بلع كما لو كان كالبجعة التي تبتلع سمكة ــ وفقا لوصف الصحفي الأمريكي ــ وكان يشكو من أنه تعرض للظلم، وأظهر شعوراً بعقلية الضحية وبهوس العظمة بمستوى غير عادي حتى بمعايير حكام الشرق الأوسط.[[2]]
ورغم أن المجلة الأمريكية سربت أجزاء من الحوار إلا أنها أعلنت أن نص الحوار كاملا سوف يتم نشره في العدد القادم للمجلة (أبريل 2022)، لكن وكالة الأنباء السعودية استبقت المجلة الأمريكية ونشرت نص الحوار، ونقلت عنها صحف سعودية أخرى كصحيفة الشرق الأوسط وشبكة العربية. اللافت في الأمر ان الإعلام السعودي أجرى تعديلات على بعض فقرات الحوار، وفقا لتعقيب الصحفي جرايمي وود الذي أجرى الحوار وكشف الفوارق بين النصين.
في مقاله لشبكة (CNN) يتهم جرايمي الإعلام السعودي بالتحريف والكذب والتلاعب في نص الحوار، وقال في مقاله إن ماكينة الدعاية السعودية شرعت في العمل على إخفاء الأجزاء المزعجة في المقابلة، وتضخيم الأجزاء التي راقت للحكومة وولي العهد. وأشار إلى أنه علم من مصادر سعودية أنه لن يدخل السعودية مجددا، وإنه لن يرى ولي العهد للأبد.[[3]]
ورصد الصحفي الأمريكي عدة فقرات من الحوار إما جرى تحريفها أو حذفها نهائيا، ومن أبرز هذه الفقرات:
- مقتل خاشقجي، يقول وود: «لقد ضغطنا على محمد بن سلمان بشأن مقتل جمال خاشقجي، وقدم ولي العهد عددًا من المزاعم الغريبة والمزعجة، بما في ذلك فكرة أنه لم يأمر بقتل خاشقجي، ولكن إذا كان سيرسل فرقة اغتيال، فسيرسل مجموعة على أعلى مستوى، وليس الخرقاء في إسطنبول”. ونقل وود عن ولي العهد قوله: “إذا كنت ستجري عملية أخرى من هذا القبيل، بالنسبة لشخص آخر، يجب أن تكون احترافية، ويجب إن يكون واحدا من بين أول 1000 شخص”. وأضاف أن السعوديين غيروا ذلك في النص الذي نشروه إلى: “إذا افترضنا جدلا أننا سنذهب لعملية من هذا القبيل، لكانت احترافية، وشخص ما على رأس القائمة”، وأضافوا في النسخة العربية: “لا سمح الله”. وتابع وود بالقول: “خلال المقابلة، ادعى محمد بن سلمان أنه ’لم يقرأ مقالًا لخاشقجي أبدًا‘. كان خاشقجي معارضًا بارزًا للغاية، وقد التقيا شخصيًا. بينما يتراجع النص السعودي عن هذا الادعاء غير المعقول، وينقل أنه لم يقرأ أبدا مقالا ’كاملا‘ لخاشقجي”.
- الأزمة مع قطر: يقول وود: «سألنا كيف يمكن لمحمد بن سلمان أن يبرر سجن أولئك الذين خالفوا حصاره شبه الكامل لقطر بعد أن عكس هو نفسه سياسته تجاه قطر، دون تفسير، قبل أشهر من حديثنا. قال إن قطر وبلاده الآن ’مقربتان جدًا جدًا‘. لكنه أخبرنا أن السعوديين الذين دعموا قطر أثناء المقاطعة كانوا مثل الأمريكيين الذين ربما دعموا النازيين خلال الحرب العالمية الثانية. سأل ولي العهد ’ماذا تعتقد كان سيحدث إذا كان شخص ما يمتدح ويروج لهتلر في الحرب العالمية الثانية؟‘”. وأضاف وود أن النص السعودي “يمحو المقارنة” بين أمير قطر الشيخ تميم بن حمد وأدولف هتلر».
- الاستهانة بجريمة الزنا، أشار وود إلى محمد بن سلمان تحدث في السؤال عن الشريعة الإسلامية، وأخبرنا أنه حتى الجرائم التي تكون عقوبتها مفروضة إلهيًا لن تتم ملاحقتها بشدة”. ونسب وود لولي العهد قوله: “حتى لو كان هناك عقاب إلهي على الزنا، فإن الطريقة التي يجب أن نحاكم بها هي كما فعل النبي. يجب ألا نحاول البحث عن أشخاص وإثبات التهم الموجهة إليهم. عليك أن تفعل ذلك بالطريقة التي علمنا بها النبي كيف نفعل ذلك”. ثم قال وود إن “النص الرسمي يمحو هذا التعليق، الذي من شأنه أن يثير حنق الإسلاميين، لأنه يشكك في نقطة تجريم الجرائم العتيقة مثل الزنا”.
- الاستعداد لنشر الخمور في بلاد الحرمين، يقول الصحفي الأمريكي: «سألت عما إذا كان سيتم بيع الكحول بشكل قانوني في المملكة العربية السعودية، ولم أتلق أي رد. في هذه الحالة، تم حذف كلماتي من النص، على الأرجح لأن رفضه الإجابة عن هذا السؤال يوحي بأن مثل هذا التغيير ممكن”.
- المباالغة في الدعاية لولي العهد، أبدى الصحفي الأمريكي اندهاشه من تعامل الماكينة الإعلامية للنظام السعودي مع المقابلة، متهما صحيفة «The Saudi Post» السعودية بنشر تغريدات على لسانه لا أساس لها، وأكد أن هذه التغريدات وهمية لكنه يقر أنه وصف ولي العهد بأنه ذكي وودود على المستوى الشخصي، لكنه يضيف أن ذكاءه لم يكن يذهلني كما يدعي الإعلام السعودي ويرجع ظذلك على جنون العظمة عند ولي العهد. كما أبدى اندهاشه أيضا من إشادة سعوديين بارزين بالمقابلة مؤكدا أنهم لم يقرأوها، ويفسر ذلك بأن آلة الدعاية السعودية تتعامل مع الأخبار السيئة بالتظاهر أنها جيدة، وفق نظرية “اكذب، اغمر المنطقة بما يعجبك، وتجاهل مالا يعجبك”.
ملاحظات على المحتوى
أما بالنسبة لمحتوى المقابلة ومحاورها، فيمكن تصنيفها إلى ثلاثة مستويات: الأول، يتعلق بالأوضاع المحلية داخل المجتمع السعودي والتحولات الكبرى التي يتبناها ولي العهد سياسا واجتماعيا ودينيا واقتصاديا. والثاني ما يتعلق بموقفه العدائي من الإسلاميين عموما وجماعة الإخوان المسلمين على وجه الخصوص. والثالث، يتعلق بالعلاقات الخارجية، لا سيما تطورات التطبيع السعودي مع الكيان الصهيوني والموقف من إيران في ظل التقارب الحالي، وأخيرا الموقف من الولايات المتحدة الأمريكية في ظل تجاهل الإدارة الأمريكية لولي العهد منذ انتخاب جوبايدن رئيسا وتنصيبه في يناير 2021م، ثم تقرير المخابرات الأمريكية الذي اتهم ولي العهد بالتورط بشكل مباشر في مقتل الصحفي جمال خاشقجي، وما احتوته المقابلة من تهديد بتخفيض الاستثمارات السعودية في واشنطن والتي تصل إلى نحو 800 مليار دولار.
أولا، الملف الداخلي السعودي
أولا، تقمص ولي العهد شخصية الفقيه المجتهد وراح يشرح للصحافيين الأمريكيين مسائل دينية بحتة كما لو كان يلقي درسا في مسجد، ومن الواضح أن الهدف ليس إقناع الصحافيين الأمريكيين بقدر ما هو تبرير لتوجهات بن سلمان السياسية التي يصر عليها وتعمل على تغيير الهوية السعودية وتقليض التوجهات الدينية التي قامت عليها منذ مئات السنين. وقد انعكس ذلك على أسئلة المحاور؛ حيث سأله «إنني أتردد على البلاد منذ عام 2019م. وفي كل مرة أصل فيها أرى تغييراً، ومزيداً من الحداثة، ومزيداً من التقدم، إننا نقترب من 2030م، وقد أصبحت البلاد مشابهةً لدبي، ومشابهة أيضاً بصورة بسيطة لأميركا. هل تعتقد أن السعودية ستتغير عن حالها وتصبح مثل بقية العالم؟». وفي موضع آخر جاء سؤال صحفي “ذي إتلانتيك” على نحو كاشف قائلا: «هل يمكنكم تحديث البلاد إلى درجةٍ تُصبح فيها هوية السعودية الإسلامية أكثر ضعفاً؟»، وهو ما يعني أن الصحافة الأمريكية ترى في مشروع بن سلمان إضعافا للهوية الإسلامية في بلاد الحرمين.
ثانيا، تباهي ولي العهد بهذه التحولات الضخمة على المستويين الديني والاجتماعي في بلاده والتي تتم تحت رعايته وإشرافه مصحوبة بتمويل ضخم وغير مسبوق وبروباجندا إعلامية زاعقة ومحرضة على المضي في هذا الطريق حتى منتهاه. يفتخر ولي العهد بهذه التحولات التي تجعل المجتمع السعودي قريبا من النموذج الأمريكي بنسبة 80% على حد وصفه، قائلا: «هل تتراجع التنمية الاجتماعية للخلف أم تتقدم للأمام؟ انظروا فقط إلى ما حدث في السنوات الخمس الماضية، وما يحدث اليوم، وانظروا إلى ما سيحدث العام القادم. إنها بلا شك تتقدم للأمام. لا يحتاج الأمر إلى خبير ليرى ذلك، قوموا بإجراء بحوثكم فقط على الإنترنت، أو قوموا برحلة قصيرة إلى السعودية، وسيكون بإمكانكم رؤية ذلك، تحدثوا إلى الناس، فمن بين نحو الـ33 مليون نسمة الذين يعيشون في السعودية، نحو 20 مليون سعودي، وسوف يخبرونكم بذلك. لذا ومن الناحية الاجتماعية نحن نسير في الطريق الصحيح، لكن على أي حال، لن تبدو المرحلة النهائية مطابقة لمعاييركم الاجتماعية بنسبة 100%، لنقل إنها ستكون بين 70 و80%، يمكنني القول إن ما نحن عليه اليوم 50%، ولا تزال هناك 20 إلى 30% يتعين علينا الوصول إليها، ولن نصل إلى 100%؛ لأن لدينا بعض المعتقدات التي نحترمها في السعودية، وهذا لا يتعلق بي، بل يتعلق بالشعب السعودي، وأنا من واجبي أن أحترم المعتقدات السعودية، ومعتقداتي كمواطن سعودي بينهم، وأن أناضل من أجلها».
ثالثا، لا يريد ولي العهد استنساخ التجربة الأمريكية في الديمقراطية وحكم الشعب والشفافية وحرية الرأي والتعبير وسيادة القانون ودولة المؤسسات، لكنه يريد استنساخ التجربة الأمريكية في التمثيل والعري والرقص والترفيه وتعزيز مكانة السينما والغناء والتحرر من قيم الإسلام الأخلاقية مع الإبقاء على الأمور الاعتقادية فقط؛ معنى ذلك أن ولي العهد يسحب المجتمع السعودي نحو نسخة علمانية تقلص من الدور الإسلام في توجيه المجتمع وإبقائه بعيدا عن الحياة منزويا في المساجد والزوايا دون استلهام مبادئه وأحكامه في إدارة حياة المجتمع. وقد شهدت المملكة خلال الفترة الأخيرة هرولة سعودية نحو مهرجانات الغناء والرقص ومسابقات الفورمولا والهجن وفتح المئات من دور السينما والمسارح والاهتمام بطبقة الممثلين والمغنيين والراقصين. حيث يستهدف ولي العهد أن يجعل من بلاده رائدة في صناعة السينما على غرار مدينة هوليود الأمريكية؛ ولذلك فقد تم تخصيص ميزانيات ضخمة لهذا الغرض.
رابعا، في مقابل تساهل ولي العهد في مسألة الهوية وتبنيه تحولات ضخمة في بنية وهوية المجتمع السعودي ليتقارب مع النموذج الأمريكي بنسبة 80%، إلا أنه أبدى تشبثا بنظام الحكم السعودي القائم على الملكية المطلقة رغم أنه من أسوأ نظم الحكم في العالم والتاريخ الإنساني، ويشدد على أن وظيفته (الملك وولي العهد)هي حماية هذا الملكية المطلقة، والغريب حقا أنه اعتبر تغيير هذا النموذج السيئ خيانة وانقلابا!! يقول ولي العهد: «أعضاء هيئة البيعة اختاروني لكي أحمي المصالح الخاصة بالملكية، وتغيير هذا الأمر يعتبر خيانة لأفراد عائلة آل سعود، وكذلك خيانة للقبائل والمراكز والهجر وانقلاباً عليهم». ليس ذلك فقط، بل استبعد ولي العهد تحويل هذا النظام القميئ من ملكية مطلقة إلى ملكية دستورية تقيد صلاحيات الملك لحساب حكومة منتخبة من الشعب، رغم اعترافه بأن الديمقراطية والملكية الدستورية من الأفكار الجاذبة، مضيفا: «المللكية الدستورية.. لا، هذا لن ينجح، فقد تم تأسيس السعودية على الملكية المطلقة، الآلاف من الأنظمة تحتها من شيوخ قبائل ورؤساء مراكز وهجر، وكذلك الأسرة المالكة السعودية التي أمثّلها، والشعب السعودي الذي أمثّله، فهذه الآلاف من الأنظمة يعدّ ملك المملكة العربية السعودية هو قائدها وهو مَن يحمي مصالحها، وهؤلاء يشكّلون 13 إلى 14 مليون سعودي من بين 20 مليون سعودي تقريباً، لذا لا يمكنني شن انقلاب على 14 مليون مواطن سعودي»!
خامسا، حصر الحوار الخلاف بين ولي العهد وعلماء السعودية في مسألة الموسيقى؛ ليرد ولي العهد بأن الموسيقى مسألة خلافية وأنه يتبع قاعدة “الضروروات تبيح المحظورات”، للخروج من أي أمر أو حكم متفق عليه بين علماء المسلمين، شارحا ذلك بقوله: «إذا كنت سأخفض معدل البطالة، وكانت السياحة ستوفر مليون وظيفة في السعودية، وإذا كنت قادراً على جعل ثلاثين مليار دولار لا تصرف خارج السعودية، ويبقى معظمها في السعودية؛ كي لا يسافر السعوديون بنفس قدر سفرهم الآن، فيجب علي فعل ذلك، حيث إنهم سيقومون بالسياحة خارج السعودية على أي حال، ولذلك لدينا أمر ثالث نقوله: اختر الضرر الأصغر بدلاً من الضرر الأكبر». وهي الإجابة التي تكشف الأبعاد الاقتصادية في مشروع بن سلمان ونشر الترفيه وفرض الترفيه والرقص والغناء بقوة السلطة وجبروتها.[[4]]
ثانيا، العداء للإسلاميين
لم يتطرق بن سلمان إلى الحديث عن الإسلاميين والإخوان من تلقاء نفسه، بل جاء ابتداء من سؤال المحور حيث وجه له سؤالا يقول فيه: «قد ذكر أشخاص في المؤسسات الدينية هنا أن هذا التطرف غالباً ما كان ناتجاً عن تأثير جماعة الإخوان في الستينات والسبعينات من القرن الماضي، ولكن من الواضح أيضاً وجود كثير من التأثير السعودي آنذاك، حيث إن التيار المحافظ السعودي أمر حقيقي… فإذن أنت تقول: نحن نتخلص من تأثير جماعة الإخوان الخارجي، وهذا شيءٌ واحد، لكن ماذا عن تصرفك مع العنصر السعودي في التطرف؟».
أولا، صيغة السؤال بحد ذاتها تحريضية ضد الإخوان من جهة والتيار الوهابي الذي ساد السعودية لقرون من جهة ثانية.
ثانيا، جاءت إجابة ولي العهد متسقة مع أفكار الصحفي الأمريكي؛ معترفا بأن لجماعة الإخوان تأثير قوي وكبير وضخم في خلق التطرف حيث قال: «تلعب جماعة الإخوان المسلمين دورا كبيرا وضخما في خلق كل هذا التطرف، وبعضهم يعد جسرا يودي بك إلى التطرف، وعندما تتحدث إليهم لا يبدون وكأنهم متطرفون، ولكنهم يأخذونك إلى التطرف». و للتدليل على تطرف الجماعة ضرب ولي العهد عدة نماذج قائلا: «على سبيل المثال: أسامة بن لادن والظواهري كانا من الإخوان المسلمين، وقائد تنظيم «داعش» كان من الإخوان المسلمين، ولذلك تعد جماعة الإخوان المسلمين وسيلة وعنصرا قويا في صنع التطرف على مدى العقود الماضية».
ثالثا، كلام ولي العهد السعودي في جوهره ينفي عن الإخوان صفة التطرف فضلا عن الإرهاب المزعوم؛ ذلك أن مفارقة هؤلاء (بن لادن ــ الظواهري ــ قائد تنظيم داعش) للجماعة يعني ببساطة أنها لا تقبل بين صفوفها متطرفا أو من يتبنى أفكارا تخالف أفكارها الوسطية المعتدلة. علاوة على ذلك فإن التراث الفكري والثقافي والفقهي للجماعة كان دائما حائط صد ضد أفكار التطرف والإرهاب والتكفير؛ ويكفي للتدليل على ذلك موقف المرشد الثاني فضيلة المستشار حسن الهضيبي الذي تصدى لأفكار التكفير في السجون رغم بشاعة آلة التعذيب في سجون الناصرية، وألف كتاب “دعاة لا قضاة” الذي يعد مرجعا في التصدي لأفكار التطرف والإرهاب والتكفير. من جهة ثالثة، فإن الإخوان هي الجماعة الوحيدة على مستوى العالم العربي التي وصلت إلى السلطة بإرادة الجماهير الحرة؛ ولا تزال حتى اليوم تدافع بدماء قادتها وعناصرها وحريتهم عن حق الأمة في اختيار حكامها حتى تكون لهم الشرعية لممارسة السلطة على نحو صحيح؛ ولا تزال حتى اليوم ــ رغم بشاعة المحنة ـ ترفض الاعتراف لحاكم اغتصب السلطة بأداة من أدوات العنف والإرهاب والانقلابات العسكرية؛ ومن زاوية رابعة فإن المملكة لا تزال حتى اليوم تحتضن قيادات حزب الإصلاح اليمني (إخوان اليمن)، فكيف تتهم الإخوان بالتطرف والإرهاب وتحتضن فصيلا منهم في ذات الوقت؟ وكيف تكون الجماعة معبرا للتطرف بعد كل هذه البراهين الساطعة؟![[5]]
رابعا، عداء ولي العهد للإخوان يمتد إلى كل الإسلاميين باستثناء من يقبلون بتوجهاته وسياساته مثل (الجامية المدخلية)، حيث يقول: «هناك بعض المتطرفين في السعودية ليسوا من جماعة الإخوان المسلمين قد لعبوا دوراً في ذلك، خصوصاً بعد قيام الثورة في إيران عام 1979م، ومحاولة الاستيلاء على المسجد الحرام بمكة المكرمة». واتهم ولي العهد أنصار التيار الوهابي بكتابة التاريخ وفقا لرؤيتهم لأنهم وحدهم من كانوا يجيدون القراءة والكتابة على حد قوله. ويمضي في التأكيد على أن منهج الشيخ محمد بن عبدالوهاب لا يمثل رؤية الدولة السعودية تجاه الدين مدعيا أن بلاده لم تعد تتبنى هذه الأفكار وراحت تعود إلى المسار الصحيح والإسلام النقي على حد وصفه. ويعتبر ولي العهد ذلك (التخلي عن منهج بن عبدالوهاب وتعزيز ثقافة الترفيه والرقص والغناء) عودة إلى (الإسلام النقي)، قائلا: «فعلنا ذلك، وترونه الآن بأعينكم في السعودية، تعالوا فقط وتفقدوا الوضع، وانظروا إلى فيديوهات للسعودية قبل ستة أو سبعة أعوام، فقد فعلنا الكثير، ولا تزال هنالك أمور باقية لنفعلها، وسنعمل على فعلها»!.
خامسا، في مقابل المرونة الشديدة التي أبداها ولي العهد تجاه إيران، والترحيب الواسع بالعدو الإسرائيلي بوصفه حليفا محتملا في المستقبل أبدى ولي العهد تصلبا شديد تجاه العلماء والدعاة المعتقلين في سجونه ظلما وعدوانا، وأصر على عدم تسامحه مع هؤلاء الدعاة باعتبار ذلك خطرا على بلاده! وعندما سؤل: «هل لديك السلطة لمنح العفو أو تخفيف العقوبة؟ مثلما فعلت دولة الكويت مؤخراً بالسجناء السياسيين، هل هذا شيء يقع ضمن حدود قدراتك؟ وهل تدرس فكرة القيام بأمر كهذا؟ أجاب ولي العهد ــ الذي يعتبر الحاكم الفعلي في بلاد الحرمين ويتمتع بسلطات وصلاحيات مطلقة ــ : «هذا الأمر لا يقع ضمن حدود سلطاتي، بل ضمن سلطات الملك، والأمر كذلك ينطبق على رئيس الولايات المتحدة الأميركية على سبيل المثال، الذي لديه السلطة لكي يمنح العفو. وبالنسبة لنا، لدينا التطرف اليساري والتطرف اليميني على سبيل المثال، وإذا منحت العفو في مجال ما، فإنك ستعفو حينها عن أشخاص سيئين، وهذا الأمر من شأنه أن يعيد الأمور إلى الوراء في السعودية». ثم تهرب من الإجابة على سؤال آخر «إذن من الخطر القيام بهذا الأمر في هذه المرحلة؟»، ليرد : «الملك يريد أن يجعل الأمر عائدا للسلطة القضائية، وإذا كانت لدينا مشاكل، سيتم حلها من خلال تحسين جودة النظام القضائي».
ثالثا، العلاقات الخارجية
تطرق ولي العهد السعودي إلى العلاقات مع (إسرائيل)، وعلى عكس تشدده مع الإسلاميين الذين وصمهم بالتطرف والتشدد وأفصح عن نيته بعدم التسامح معهم أو الإفراج عن المعتقلين السياسيين منهم بوصفهم متطرفين، فإن بن سلمان تحدث بلطف كبير عن العدو الإسرائيلي؛ وأبدى عدم معارضته مطلقا لاتفاقات التطبيع التي أبرمتها كل من الإمارات والبحرين، وبرر ذلك بأن “الاتفاق بين دول مجلس التعاون الخليجي هو ألَّا تقوم أي دولة بأي تصرف سياسي، أمني، اقتصادي من شأنه أن يُلحق الضرر بدول مجلس التعاون الخليجي الأخرى، وجميع دول المجلس ملتزمة بذلك، وما عدا ذلك، فإن كل دولة لها الحرية الكاملة في القيام بأي شيء ترغب القيام به حسب ما ترى”. وعن علاقة بلاده بإسرائيل قال إن «المملكة لا تنظر لإسرائيل كعدو، بل كحليف محتمل في العديد من المصالح التي يمكن أن نسعى لتحقيقها معاً، لكن يجب أن تحل بعض القضايا قبل الوصول إلى ذلك». وهي التصريحات التي قوبلت بترحيب إسرائيلي واسع؛ وقد نشر حساب إسرائيل بالعربية الرسمي على تويتر تغريدة ركز على قول الأمير “إن السعودية لا تنظر إلى إسرائيل كعدو بل كحليف محتمل في العديد من المصالح”. وقبل ذلك نشر تغريدة فيها مقتطف من حديث الأمير عن التعايش السلمي بين معتنقي مختلف الأديان: وسبق الموقع الرسمي لإسرائيل بالعربية في الاحتفاء بتصريح بن سلمان، الصحفي الإسرائيلي إيدي كوهين بتغريدة قال فيها “من الآن وصاعدا كل سعودي يقول بأن إسرائيل عدو يخالف توجهات سمو ولي العهد”. ثم نشر كوهين على تيك-توك وتوتير فيديو يشكر فيه بن سلمان على تصريحاته ويتمنى أن يعقد “اتفاق سلام” بين إسرائيل والسعودية.[[6]]
كما تطرق ولي العهد للحديث عن إيران، قائلا: «إنهم جيراننا، وسيبقون جيراننا للأبد، ليس بإمكاننا التخلص منهم، وليس بإمكانهم التخلص منا، لذا فإنه من الأفضل أن نحل الأمور، وأن نبحث عن سُبل لنتمكن من التعايش، وقد قمنا خلال أربعة أشهر بمناقشات، وسمعنا العديد من التصريحات من القادة الإيرانيين، والتي كانت محل ترحيب لدينا»، لكنه اشترط حل الملف النووي للتوصل إلى اتفاق مع إيران، حيث استدرك قائلا: «”لكن أعتقد أن أي بلد في العالم لديه قنابل نووية يُعد خطيراً، لذا نحن لا نود أن نرى ذلك، وأيضاً نحن لا نرغب في رؤية اتفاق نووي ضعيف؛ لأنه سيؤدي في النهاية إلى ذات النتيجة». اللافت في هذه التصريحات أنها تتبني الموقف الإسرائيلي؛ فهو يتشدد في الملف النووي وهو ذات الموقف الإسرائيلي، علاوة على ذلك فإنه تجاهل النووي الإسرائيلي ولم ير فيه أي تهديد لبلاده أو المنطقة رغم أن إسرائيل هي العدو الرئيس للأمة العربية والإسلامية ولا تزال حتى اليوم تحتل فلسطين العربية والقدس الشريف. ولذلك نبهت بعض الردود الإيرانية على هذه النقطة تحديدا حيث كتب أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، على حسابه على تويتر: «يجب ألا ننسى أن الكيان الصهيوني هو العدو الأكبر للعالم الإسلامي والعالم العربي». أما عن نبرة التعاون والتعايش المشترك تجاه إيران فإنه تأتي بعد أن ذاق السعودية مرارة الحرب بالهجوم الواسع الذي شنه الحوثيون المدعون من إيران على مصافي النفط السعودية في 2019، وهو الهجوم الذي كلف الرياض نحو 500 مليار دولار وفقا لتقديرات دولية. كما تأتي أيضا في سياق جولات المفاوضات بين الطرفين منذ إبريل 2021م، بهدف تحسين العلاقات والتوصل إلى رؤية لحل الملفات العالقة بين البلدين وعلى رأسها حرب اليمن.
أما عن العلاقة مع الولايات المتحدة الأمريكية، فقد أبدى ولي العهد تشددا حيال ما وصفه بالتدخل في الشئون الداخلية لبلاده، قائلا: «ليس لأحد الحق في التدخل في شؤوننا الداخلية، فهذا الأمر يخصنا نحن السعوديين، ولا أحد يستطيع فعل شيء حيال ذلك»، ورفض ما أسماها بسياسية الضغوط وأنها لن تجدي نفعا مع بلاده. لكن الأكثر جرأة على الإطلاق هو تهديده بتقليض الاستثمارات السعودية في الولايات المتحدة الأمريكية والتي تصل إلى نحو 800 مليار دولار. في ذات الوقت رحب بتطوير علاقات بلاده بالصين وأن استثمارات بلاده بها ارتفعت إلى 100 مليار دولار وهو رقم مرشح للزيادة خلال الفترة المقبلة وفقا لتصريحاته. هذا التوتر في العلاقة بين واشنطن والرياض يمكن عزوه إلى تجاهل الرئيس بايدن لولي العهد والمملكة بشكل عام لا سيما في أعقاب تقرير المخابرات المركزية الأمريكية الذي اتهم ولي العهد بالتورط في قتل خاشقجي بطريقة وحشية. بخلاف الانتقادات الأمريكية المستمرة للرياض في ملف حقوق الإنسان. وبسؤاله عما إذا كان بايدن يسيء فهم أمور عن ولي العهد، قال الأمير: “ببساطة لا أهتم”! مطالبا البيت الأبيض بالاهتمام بالمصالح الأمريكية وعدم وعظ الآخرين.[[7]]
غضب ولي العهد من الإدارة الأمريكية يتعلق بأمور شخصية مثل تجاهل الرئيس بايدن لولي العهد والانتقاد الأمريكي المستمر لملف السعودية المتخم بالانتهاكات في ملف حقوق الإنسان، الأمر الذي يعيد إلى الأذهان الموقف البطولي لخادم الحرمين الشريفين الأسبق الملك فيصل بن عبدالعزيز، سنة 1973م، عندما أوقف البترول العربي عن أمريكا وأوروبا ردا على دعمها الكامل لإسرائيل أثناء حرب أكتوبر، الملك فيصل، رحمه الله، استقبل هنري كينسجر وزير الخارجيّة الامريكي الذي جاء مُهروِلًا إلى الرياض وبصُحبة مُستشار الأمن القومي في حينه ساعيًا لرفع الحظر، واستَقبله الملك في خيمة في الصّحراء مُتَعمِّدًا، وقال مقولته الشّهيرة “إنّنا على استعدادٍ أن نعود للعيش في الخِيام والاكتِفاء بالتّمر وحليب النّوق، وسنَعود إليهما”، وقال لضيفه الامريكي “أنا طاعنٌ في السّن وأُمنيتي قبل أن أموت أن أُصلّي ركعتين في المسجد الأقصى المُحَرَّر، ولن يكون هُناك سلام أو استِقرار إذا لم تنسحب إسرائيل من الأراضي المُحتلّة، وتتخلّى أمريكا عن دعمها”، ودعا إلى الجِهاد لتحرير المُقدّسات والأراضي المحتلّة. لكن فيصل رحمة الله دفع حياته ثمنا لهذا الموقف البطولي ونال الشهادة في سبيل الله على يد عملاء أمريكا في الديوان السعودي والأسرة الحاكمة.
الخلاصة، يمكن الخروج من حوار ولي العهد مع صحيفة “ذي إتلانتيك” الأمريكية بعدة توقعات حول مستقبل المملكة خلال السنوات القليلة المقبلة.
أولا، إصرار ولي العهد على مشروعه الذي يفرضه على المجتمع السعودي بقوة السلطة وأدوات القهر، وأنه يستهدف الوصول بالمجتمع السعودي إلى 80% من المجتمع الأمريكي، وأنه حقق حتى الآن نحو 50% فقط وخلال السنوات المقبلة سيتتم فرض ما تبقى من مشروعه بأدوات الترهيب والقمع السلطوي.
ثانيا، يستهدف ولي العهد تهميش الهوية الإسلامية لبلاده؛ وتحت لافتة «العودة إلى الإسلام النقي» يتم التخلي عن كل قيم الإسلام ومبادئه وأحكامه من أجل تكريس نسخة علمانية تهمش دور الإسلام وتحصره في مجال الشعائر والعبادات فقط. وما يترتب على ذلك من توسيع نفوذ التيار الجامي المدخلي واستمرار اعتقال العلماء والدعاة الربانيين في سجونه ظلما وعدوانا.
ثالثا، على المستوى المحلي، فإن ولي العهد يتشبث بكل قوة بالملكية المطلقة رغم أنه أحد أسوأ نظم الحكم في العالم لما يتمتع به الملك من سلطات مطلقة دون محاسبة أو مساءلة ولا رقابة على أدائه. ويرفض بشدة تحويل بلاده إلى الملكية الدستورية ويرى أن ذلك يمثل خيانة وانقلابا على الشعب السعودي! بما يعني أنه حريص كل الحريص عل التمتع بهذه السلطات المطلقة دون أن مشاركة شعبية.
رابعا، على المستوى الخارجي، فإن تهديدات بن سلمان بتقليص الاستثمارات السعودية التي تصل إلى نحو 800 مليار دولار، قد تقابله واشنطن على الأرجح بشيء من المرونة لا سيما وأن الإدارة الأمريكية حريصة على عد التصعيد حاليا بسبب الحرب الروسية الأوكرانية وأزمة الوقود في العالم مع ارتفاع أسعاره بشكل جنوني، وقد تقابله واشنطن بشيء من الضغوط وهي السياسية التي آتت آكلها في عهد ترامب حيث كان حريصا على إهانة الملك السعودي باستمرار، ورغم ذلك فإن حكام السعودية كانوا مسروروين به. والأرجح هو مرونة أمريكية لترضية ولي العهد في هذه الظروف الصعبة.
خامسا، تصريحات بن سلمان (إسرائيل حليف محتمل في المستقبل) تمهد الأجواء نحو تطبيع سعودي مرتقب مع العدو الإسرائيلي؛ ورهنه هذه الخطوة بحل مشكلة الفلسطينيين، إنما هي غطاء وذريعة؛ وقد تجعل الإسرائيليين يفكرون في الدخول في جولة مفاوضات جديدة مع السلطة تحت رعاية أمريكية كما يرغب الرئيس الأمريكي، من أجل تدشين علاقة تطبيع مع الرياض كجزء من دعاية ضخمة مصاحبة، دون حتى التوصل لأي اتفاق مع الفلسطينيين؛ وبذلك تربح إسرائيل التطبيع مع الرياض، ولا يحقق الفلسطينيون شيئا كالمعتاد.
سادسا، بشأن إيران فإن ولي العهد حريص على التوصل إلى اتفاق تحت وقع الفشل في الحرب باليمن والضربات الحوثية المؤلمة التي طالت السعودية، فقد بات ولي العهد مقتنعا أن الحوار مع إيران خير من عدائها الذي يكوي الرياض بلظى لا تقدر على تحمله. مع الأخذ في الاعتبار أن رهن الرياض التقارب مع طهران بالحد من مشروعها النووي هو بحد ذاته يحقق مصلحة إسرائيلية في المقام الأول؛ فقد رأي ولي العهد في برنامج إيران النووي ــ المحتمل ــ تهديدا ولم ير في برنامج إسرائيل النووي ــ القائم بالفعل ــ مثل هذا التهديد. ورغم ذلك قد تشهد الفترة المقبلة تسريع وتيرة العلاقات بين البلدين.
[1] الأمير محمد بن سلمان: نرفض التدخل في الشأن السعودي… ولا أحد يمكنه إفشال مشروعنا.. قال إن إسرائيل «حليف محتمل» بعد حل بعض القضايا… وأكد استمرار المناقشات مع إيران/ الشرق الأوسط ــ الجمعة 04 مارس 2022م
[2] الأسئلة الصعبة أربكته وكان يتصرف بشكل غريب! محرر “ذا أتلانتيك” يكشف كواليس لقائه بولي عهد السعودية/ عربي بوست ــ 04 مارس 2022م
[3] صحفي “ذا أتلانتك” يوضح نقاطا عدلها الإعلام السعودي بمقابلته/ “عربي 21” ــ الإثنين، 07 مارس 2022
[4] تم الاعتماد في كتابة هذا التحليل على النص الموسع للحوار في وسائل الإعلام السعودية.. انظر: الأمير محمد بن سلمان: نرفض التدخل في الشأن السعودي… ولا أحد يمكنه إفشال مشروعنا.. قال إن إسرائيل «حليف محتمل» بعد حل بعض القضايا… وأكد استمرار المناقشات مع إيران/ الشرق الأوسط ــ الجمعة 04 مارس 2022م
[5] انظر أيضا: شعبان عبدالرحمن/وقفة مع الحملة الجديدة ضد الإخوان والرئيس مرسي/ عربي “21” ــ الإثنين 07 مارس 2022م// قطب العربي/ السعودية والإخوان.. من نشر التطرف؟!/ “عربي 21” ــ الأحد، 06 مارس 2022م
[6] محمد بن سلمان: تعليق ولي العهد السعودي حول العلاقات مع إسرائيل وإيران يفتح أبواب التحليل والتكهن/ بي بي سي عربي ــ 5 مارس/ آذار 2022
[7] ذي أتلانتيك: ولي العهد السعودي يقول إنه “لا يهتم” إن كان بايدن يسيء فهمه/ سويس إنفو ــ 03 مارس 2022م