تأهل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية ليواجه ماري لوبان في الجولة الثانية يوم 24 أبريل الجاري لتحديد من سيفوز برئاسة قصر الإليزيه، وسط تباين كبير في رؤية كلٍّ منهما للسياسة الخارجية خاصةً ما يتعلق بإفريقيا والقضايا المرتبطة بها. فما هي مواقف كلا المرشحين من إفريقيا؟ وكيف يُمكن قراءة أهمية نتائج الانتخابات لإفريقيا؟ وكيف يُمكن أن يؤثر الأفارقة في تلك النتائج؟ تلك هي التساؤلات التي سنسعى للإجابة عليها خلال هذا التقرير..
نتائج الدورة الأولى من الانتخابات:
حصل إيمانويل ماكرون في الدورة الأولى للانتخابات على 27.8%، بينما حصلت مارين لوبان على 23.1%. ليصبح اليمين المتطرف أقرب أكثر من أي وقت مضى من الحكم في فرنسا. فالدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية التي أجريت الأحد 10 أبريل، حملت مُجددًا، على غرار استحقاق 2017، مارين لوبان وإيمانويل ماكرون إلى المرحلة المقبلة والحاسمة في المعركة الانتخابية. وأظهرت نتائج الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية الفرنسية أن اليمين المتطرف في فرنسا في أزهى أيامه، وبلغ التأييد لأفكاره مستوى غير مسبوق في مساره السياسي. ورغم أن أصوات أنصاره توزَّعت بين أكثر من مرشح، إلا أن مارين لوبان مُمثلة التجمع الوطني في الاستحقاق حصدت أكبر عدد من هذه الأصوات. وتبرز نتائج الدورة الأولى أن أكثر من ربع الناخبين صوتوا لليمين المتطرف، باحتساب نسبة الأصوات التي حصل عليها مرشح حزب الاسترداد إيريك زمور (7.1٪) ونيكولا ديبون إينيان مرشح انهضي فرنسا (2.1٪)، وكلاهما دعوا للتصويت لصالح مارين لوبان في الدورة المقبلة.[1]
أهمية نتائج الانتخابات الفرنسية لإفريقيا:
تُعد نتائج الانتخابات الرئاسية الفرنسية مهمة لإفريقيا لما لها من آثار عليها. فبغض النظر عن الفائز؛ عند انتخابه سيتعين عليه مواجهة إفريقيا التي باتت سريعة التغير حيث تعمل الجغرافيا السياسية على تشكيل القوى الإقليمية والدولية الفاعلة في القارة من جديد. حيث تتزايد المنافسة العالمية على الشراكات الصديقة لإفريقيا، فقد باتت إفريقيا وجهة للصراع على النفوذ بين العديد من القوى الدولية والإقليمية مثل: الصين وروسيا وتركيا وإيران ودول الخليج وغيرها من الدول. على هذا النحو، سيتعين على فرنسا إعادة تعريف وتطبيق سياسة خارجية إفريقية أكثر واقعية ومربحة للجانبين، سواء أكان رئيسًا يمينيًا أم لا. بشكلٍ عام، فإن تصور العلاقة بين فرنسا وإفريقيا محفوف بالريبة وعدم الرضا. فمن سجل استعماري مُختلط إلى سجل مشكوك فيه في العصر الحديث، عملت فرنسا كقوة مهيمنة في إفريقيا، لاسيما في مستعمراتها السابقة الناطقة بالفرنسية. وسيواجه الفائز في هذه الانتخابات إرث من القضايا الهائلة في إفريقيا؛
أولًا في الداخل؛ حيث تواجه فرنسا اضطرابات اجتماعية مع السترات الصفراء من جهة (حركة السترات الصفراء التي ظهرت عام 2018 بعد انتخاب ماكرون رئيسًا في عام 2017، حيث أثارت زيادة الأسعار والإصلاحات العاصفة التي أجراها ماكرون على معاشات التقاعد وضريبة الثروة غضب المواطنين)، وملف المهاجرين من جهة أخرى؛ حيث ألقى المرشحان اليمينيان المتطرفان لوبان وزيمور باستمرار خطابات معادية للمهاجرين ومعادية للمسلمين خلال حملتهما، مما خلق جوًا اجتماعيًا سامًا ومستقطبًا من كراهية الأجانب في فرنسا.
ثانيًا في الخارج؛ حيث يجب أن تستعد السياسة الخارجية الفرنسية للمنافسة غير المستقرة من القوى العالمية، فسيظل التنافس مع الصين وروسيا في إفريقيا من السمات المهيمنة على المشهد الجيوسياسي الجديد في إفريقيا. وقد خلقت هذه المنافسة عداوة مريرة بين ماكرون والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مالي وجمهورية إفريقيا الوسطى وليبيا. ويجب أن يتعامل الرئيس الفرنسي الجديد بشكلٍ عاجل مع الأزمات الدبلوماسية العالقة في بوركينا فاسو وجمهورية إفريقيا الوسطى وليبيا وموزمبيق، حيث توجد روسيا، وخاصةً في مالي، حيث أضر توبيخ مالي لفرنسا بعلاقتهم. لذلك، عند انتخابه، سيتعين على ماكرون أو لوبان إعادة هندسة علاقة فرنسا بإفريقيا بسرعة.[2]
ماكرون وإفريقيا:
مع فوز ماكرون برئاسة فرنسا في انتخابات 2017، سعى للتقارب مع العديد من الدول الإفريقية والاعتراف بانتهاكات باريس خلال فترة الاستعمار، فسبق أن اعترف ماكرون، عام 2021 بمسؤوليات فرنسا في حملة إبادة التوتسي عام 1994 في رواندا من قِبل متطرفي الهوتو، والتي قُتل فيها حوالي مليون فرد. وفي فبراير الماضي دعا ماكرون بصفته رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي، الدول الأعضاء إلى دعم القارة الإفريقية، مُشيرًا إلى أن الأوروبيين والأفارقة يواجهون العديد من التحديات. وأوضح ماكرون، خلال فعاليات الدورة السادسة لقمة المشاركة بين الاتحادين الإفريقي والأوروبي، أن الجانبين تمكنا من بلورة محور مشترك أوربي إفريقي دون الوقوع في فخ الأنانية الوطنية. وحذَّر ماكرون من أن أوروبا أول المتأثرين سلبًا بفشل إفريقيا إن لم تنجح في مواجهة التحديات الراهنة، ومن ثمَّ فإن أوروبا تحاول إرساء تحالف جديد لمساعدة إفريقيا على النجاح. وفي يناير الماضي دعا ماكرون أيضًا إلى توثيق علاقة أوروبا بإفريقيا واصفًا إياها بالقارة الصديقة واقترح إبرام اتفاق اقتصادي جديد بين القارتين، مُشيرًا إلى أن فرنسا اقترحت على صندوق النقد الدولي تقديم المساعدات لدول القارة. أيضًا حمل ماكرون العديد من وجهات النظر المُتقاربة مع بعض دول القارة السمراء مثل الملف الليبي حيث يرفض بقاء القوات الأجنبية والمرتزقة في ليبيا، وقد رعت باريس عدة لقاءات في هذا الشأن.[3]
إلا أنه رغم ذلك؛ فقد حدثت خلال حكم ماكرون مجموعة من التطورات التي عكست مواقف إفريقية سلبية من بروز فرنسا كفاعل رئيسي في الفارة؛ ومنها التطورات التي جرت في مالي وبوركينا فاسو والعديد من الدول الأخرى تشير إلى رغبة الأفارقة في التخلص من الهيمنة الفرنسية هناك. ومن الشواهد على تراجع النفوذ الفرنسي، إعلان التلفزيون الوطني في مالي قرار المجلس العسكري طرد السفير الفرنسي في باماكو جويل ميير وأمهله 72 ساعة للمغادرة. وفي وقتٍ سابق قال وزير خارجية مالي عبد الله ديوب إن التوتر بين باريس وباماكو يعود إلى أن المجلس العسكري المالي عمد إلى “المساس” بمصالح فرنسا عبر استبعاد إجراء الانتخابات. ودان ديوب انتقادات فرنسا للمجلس العسكري، بالقول: “كل ذلك لأننا مسسنا بمصالحهم”. وفي بوركينا فاسو، أعلنت الحركة المنفذة للانقلاب في بوركينا فاسو تعيين قائد الانقلاب، هنري دامبيا رئيسًا للبلاد وقائد أعلى للقوات المسلحة. وهكذا يتراجع النفوذ الفرنسي بصورة كبيرة في منطقة الساحل الإفريقي لاعتبارات عديدة. حيث هناك تغيُّرًا جذريًا على كل المستويات الفكرية والسياسية والاقتصادية. فالمنطقة التي كانت منذ القدم منطقة مواجهة مع الوجود الفرنسي، تجتاحها الآن مطالب في العديد من دولها تتمثَّل في وجود عملة إفريقية مستقلة عن فرنسا وسيادة وإخراج الجيوش الفرنسية، خاصةً أن الجيل الجديد يطالب بضرورة الخروج من تحت الهيمنة الفرنسية. وما حدث في مالي وبوركينا فاسو يُمثِّل بعض أوجه التمرد في وجه فرنسا، في حين أن العديد من الأفارقة يتحدثون في الوقت الراهن عن توحيد الصفوف في وجه فرنسا.[4]
لوبان وإفريقيا:
في المقابل تحمل لوبان نظرة عدائية تجاه العديد من الملفات التي تخص الدول الإفريقية، من بينها مكافحة الإرهاب والهجرة، حيث تعتبر أن القوانين الحالية يجب أن تصبح أكثر تشدُّدًا تجاه المهاجرين لحماية الهوية الفرنسية. وبحسب تقرير للمعهد الوطني للإحصاء والدراسات الاقتصادية الفرنسي عام 2021، يوجد 7 ملايين مهاجر في فرنسا، أي 10.3% من 67.6 مليون فرنسي، من بينهم 2.5 مليون حصلوا على الجنسية الفرنسية، وحوالي نصف المهاجرين الذين يعيشون في فرنسا (47.5%) ولدوا في إفريقيا، أي ما يقرب من 3.3 مليون شخص. كما تهاجم لوبان المظاهر الإسلامية حيث تعهَّدت بتجريم ارتداء الحجاب ومنع تناول اللحوم المذبوحة على الطريقة الإسلامية إلى جانب عدة سياسات أخرى متطرفة رفضتها عدة دول إفريقية، وإلى جانب ذلك تحمل لوبان نظرة مُتشدِّدة تجاه المهاجرين في فرنسا مطالبةً بسياسات أشد نحوهم وقفل باب الهجرة تجاه هذه الجنسيات. وفي أكتوبر الماضي شنَّت مارين لوبان، هجومًا قويًا ضد الجزائر، مُطالبةً بحرمان مواطني هذا البلد من التأشيرات ووقف تحويلاتهم البنكية، وذلك بعد خلافات بين البلدين.[5]
المهاجرون والانتخابات الفرنسية:
تُعتبر قضية الهجرة ومستقبل المهاجرين من بين الملفات الشائكة التي خلقت جدلًا بين المرشحين الاثني عشر، إذ يعتبر معسكر اليمين الكلاسيكي والمتطرف في شخص لوبان ومؤسس حزب استعادة فرنسا، اليميني المتطرف، إيريك زمور، أن القوانين الحالية يجب أن تصبح أكثر تشدُّدًا تجاه المهاجرين لتحمي الهوية الفرنسية فيما معسكر اليسار يفتح أذرعه لهم، ويسعى لتيسير عملية دخولهم للتراب الفرنسي وإدماجهم داخل المجتمع. ويسمح القانون الفرنسي للمهاجرين الحاصلين على الجنسية الفرنسية بالمشاركة في الاستحقاق الانتخابي والإدلاء بأصواتهم. إلا أن أغلبية الفرنسيين من أصول مهاجرة، القادمة من بلدان شمال إفريقيا أو جنوب الصحراء تعزف عن الإدلاء بأصواتها في أي استحقاق انتخابي. وترجع أسباب ذلك إلى أن الأغلبية من المهاجرين الذين يتعدى سنهم 18 عام، ويقطنون على هوامش المدن، لا يُسجلون في الأغلب في اللوائح الانتخابية قبل ستة أسابيع من اقتراع الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، مما يحرمهم من حق المشاركة في هذا الفعل الديمقراطي. كما أنه وبحكم غيابهم عن البحوث الميدانية، يصعب حشدهم والوصول إليهم. ورغم أن العديد من أبناء الجالية المهاجرة في فرنسا كانوا قد صوتوا لصالح إيمانويل ماكرون في الانتخابات الرئاسية عام 2017، إلا أنهم ليحدثوا الفارق لصالحه أمام لوبان، في الاستحقاق المقبل فلابد أن تكون هناك تعبئة انتخابية بين الطبقة الشعبية التي ينتمي إليها معظم المهاجرين. وفي فرنسا أصبح هناك شكل من أشكال “التطبيع في التصويت”، بمعنى أنه ليس هناك تفرد أصوات منبثقة عن الهجرة.[6] وحتى يحدث هذا التفرد ويكون للمهاجرين من الأفارقة والمسلمين تأثيرًا في الانتخابات؛ لابد من تطبيق سياسة خاصة للحشد والتفعيل التي تستهدف أصواتهم.
الأقلية المغاربية والانتخابات الفرنسية:
يستأثر الجزائريون بأعلى نسبة ولادات للأقليات المهاجرة، بلغت 12.7% وفقًا لأرقام المعهد الوطني للإحصاء والدراسات الاقتصادية في فرنسا، ويأتي المغاربة في المرتبة الثانية بـ 12%، والتونسيون في المرتبة الرابعة بـ4.5%. وتشير إحصاءات إلى أن عدد الجزائريين في فرنسا بلغ 5.5 مليون نسمة، مقابل 3 مليون مغربي، فيما يُقدَّر عدد التونسيين بحوالي مليون. يُصوِّت أكثر من ثلاثة ملايين فرنسي من أصول مغاربية في الانتخابات الرئاسية الفرنسية. الأقلية المغاربية رقم مهم في الانتخابات الرئاسية، حيث تُعد من أكثر الأقليات الأجنبية تأثُّرًا وتأثيرًا بالانتخابات ونتائجها، وتُمثِّل بين 5 و6% من جملة الناخبين في فرنسا الذين يتجاوز عددهم 45 مليون. وتختلف وجهات النظر بين قدرة الأقلية المغاربية على التأثير في الانتخابات الرئاسية الفرنسية بين مؤيد ومشكك. فبينما يرى البعض أن الجالية المغاربية في فرنسا مهمة في كل مناسبة انتخابية، لاسيما وأنها تُمثِّل الرقم الأعلى من حيث المقيمين، بالإضافة إلى ما يجمع بين فرنسا والمغرب العربي من روابط تاريخية ومصالح اقتصادية. وكذلك فإن تأثير الجالية المغاربية يظهر أيضًا من خلال المواقع المهمة التي يشغلها العديد منهم خاصة في مجالات الإعلام والثقافة والرياضة. بينما يرى البعض الآخر أن الكتلة المغاربية في فرنسا كتلة مهمة ولكن غير مؤثرة كما يجب، خاصةً في ظل عزوف أغلبهم عن المشاركة بالانتخابات، حيث لا تتجاوز عادة نسبة المصوتين منهم 50%. وغالبية الأقلية المغاربية -خاصةً الجيل الثالث من أبناء المهاجرين- قد اندمجوا في المجتمع الفرنسي وصار ما يُحدِّد اختياراتهم هو القضايا الجامعة للفرنسيين على غرار مواجهة غلاء الأسعار وتخفيض التأثيرات الاقتصادية الناجمة عن جائحة كورونا.[7]
الخُلاصة؛ مُقارنةً بماكرون تحمل لوبان توجُّهات متشددة تجاه دول إفريقيا وكذلك الدول الإسلامية والعربية، خاصةً فيما يتعلق بقضايا الهجرة وتاريخ فرنسا الاستعماري بدول القارة. وفي الوقت الذي فقدت فرنسا خلال السنوات الأخيرة نفوذها في دول الساحل الإفريقي لاسيما في بلدان كانت من بين مستعمراتها السابقة، وفي ظل انحصار احتمالات نتائج الانتخابات الفرنسية في ماكرون ولوبان؛ فإنه من المُتوقع استمرار هذا التراجع. حيث أن الوجود الفرنسي يتراجع بسبب العديد من العوامل المرتبطة بالتغيرات الجذرية على كافة المستويات في دول المنطقة، خاصةً التي كانت تحت الاستعمار الفرنسي. سواء على المستويات الداخلية لتلك الدول، أو على المستويات الإقليمية والدولية والتي يغلب عليها التنافس والصراع بين القوى العظمى على ثروات القارة ومقدراتها. وفي حين رأينا سياسة ماكرون في المنطقة والتي أودت في الأخير إلى تراجع النفوذ الفرنسي في القارة، وما يُمكن توقُّعه من خلال خطابات لوبان المُتطرفة؛ فمن غير المُنتظر أن تشهد السياسة الخارجية الفرنسية تطوُّرًا إيجابيًا تجاه الأوضاع والقضايا الإفريقية.
[1] بوعلام غبشي، “الانتخابات الرئاسية الفرنسية: هل تنجح مارين لوبان في انتزاع مفاتيح الإليزيه من ماكرون؟”، France 24، 12/4/2022. متاح على الرابط: https://cutt.us/QkVrx
[2] Charles Matseke, Koffi Kouakou, “Implications of the presidential elections for Africa”, IOL, 10/4/2022. At: https://cutt.us/xD1x1
[3] محمد عمر، “إفريقيا بين ماكرون ولوبان.. كيف سيتعامل قصر الإليزيه مع القارة السمراء؟”، الدستور، 11/4/2022. متاح على الرابط: https://cutt.us/JJf3H
[4] “تهاوي النفوذ الفرنسي في إفريقيا…ما تأثيره على حظوظ ماكرون في الانتخابات؟”، عربي Sputnik، 31/1/2022. متاح على الرابط: https://cutt.us/5za1e
[5] محمد عمر، “إفريقيا بين ماكرون ولوبان.. كيف سيتعامل قصر الإليزيه مع القارة السمراء؟”، مرجع سبق ذكره.
[6] وفاء عماري، ” كيف يتعامل المهاجرون مع الانتخابات الرئاسية الفرنسية؟”، عربية Sky news، 9/4/2022. متاح على الرابط: https://cutt.us/1l7LA
[7] سليمان شعباني، “هل تؤثر الأقلية المغاربية في انتخابات الرئاسة الفرنسية؟ (مقال)”، الأناضول، 10/4/2022. متاح على الرابط: https://cutt.us/Cv1AU