على مدى التاريخ الإسلامي، ظل القدس والمسجد الأقصى علامة قوة وإيمان الأمة الإسلامية، ففي أزهى عصور قوة المسلمين ظلت القدس في يد العرب مشرفة ومصونة ومفتوحة لكل الأديان والطوائف والملل، ومع ضعف الدولة الإسلامية ودخولها فترات الاضمحلال التاريخي، تتحول القدس إلى يد أعداء الأمة الإسلامية، من تتار ومغول وصليبيين وصهاينة، حتى أطلق علماء الأمة الثقات أن “القدس معيار قوة الأمة ” وظلت القضية الفلسطينية في بؤرة اهتمام المصريين خصوصا، عبر سنوات وعقود، وتكاد تجمع القضية الفلسطينية، وحدها المصريين، إلا بعض الشتات والعسكر الذين يعملون وفق أجندة أعداء الأمة لسلخ القضية من عقيدتهم ومن فكرهم.
نصرة وعقيدة
وعبر سنوات عمره ظل الرئيس محمد مرسي متعلقا بالقضية الفلسطينية، وناصرا لها ومنحازا لها، داعيا لنصرة الفلسطينيين بكل الوسائل، من أجل استعادة بيت المقدس وتحريره من أعداء الأمة، تلك الحالة التي لم تنفك يوما عن الرئيس مرسي، كانت مثار اهتمام وترحيب، بل وقلق أيضا من أعداء الأمة، سواء من الصهاينة أو المتصهينيين العرب!!
كان الرئيس الشهيد محمد مرسي يعدُّ القضية الفلسطينية هي أمّ القضايا العربية والإسلامية، وأنها محور الارتكاز في الصراع الحضاري، خاصة مع الكيان الصهيوني؛ ففي حوار مع وفد فلسطيني في مارس عام 2012 قال مرسي: “القضية الفلسطينية تستقر في عقل كل مصري ووجدانه، وإن فلسطين ليست فقط تاريخًا وعقيدةً وجزءًا أصيلاً من تكويننا، ولكنها تعد حجر الزاوية للأمن القومي المصري، وإن الوقت قد حان لتقديم دعم أكبر ومساندة حقيقية يشعر بها الفلسطينيون”.
في مواجهة الحركة الصهيونية
وبالرغم مما كانت تشهده الساحة المصرية من صراع سياسي شديد الوطأة في العشرية التي سبقت ثورة الخامس والعشرين من يناير، إلا أن القضية الفلسطينية كانت مستولية على قلب قطاع كبير من المصرين، و مرسي، وماثلة في أعماله ونشاطاته السياسية، وقد وقع عليه الاختيار كعضو في “لجنة مقاومة الصهيونية” بمحافظة الشرقية، وكان عضوًا مؤسسًا باللجنة المصرية لمقاومة المشروع الصهيوني، وحين كان عضوا في البرلمان المصري، ورئيسا للكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين، خلال الفترة بين أعوام 2000 – 2005، سجلت المضابط مواقفه في الدفاع عن القضية الفلسطينية، وكان من بينها تأكيده أن “الانتفاضة والمقاومة الفلسطينية حق لكل الفلسطينيين، طالما أنهم يدافعون عن أرضهم وعن أعراضهم طبقا لكل المواثيق والشرائع السماوية والأرضية والمنظمات العالمية وحقوق الإنسان، هم يدافعون عن أنفسهم وعن أرضهم والمعركة تقوم على الأرض الفلسطينية حتى طبقاً للقرار 181 فهي خارج الخط الأخضر”.
“والله لو تحرَّكت الحكومات العربية مع شعوبها لرحل الكيان الصهيوني من الوجود” هذا ما كان يؤكده مرسي دومًا، مشددًا على أهمية أن “تنصاع الأنظمة والحكومات العربية لرغبات شعوبها، واتخاذ موقف موحَّد تجاه الكيان الصهيوني الغاصب”.
وتعاقبت الأحداث في فلسطين خلال اشتغال مرسي بالعمل السياسي، بحماعة الاخوان وخلال عمله البرلماني، فلم يقف منها موقع المتفرج أو المنهزم، بل شهدت الأحداث كلها حضورًا لافتًا له، وجرأة في الصدع بالحق أمام الأنظمة المتخاذلة عن نصرة فلسطين ؛ ففي خلال العدوان الصهيوني على قطاع غزة عام 2008/2009 كان مرسي في طليعة من يقودون الاحتجاجات في ميادين مصر؛ حيث أعلن غضبته آنذاك من موقف النظام المصري لإغلاقه معبر رفح في وجوه الفلسطينيين، معلنًا أن “فعاليات الإخوان متواصلةٌ وعلى كل الأصعدة، فكما نظمنا وسننظِّم المظاهرات والمؤتمرات، بدأنا في عمل مذكرات وشكاوى لتقديمها للمحاكم الدولية لإدانة الكيان في جرائمه بحق الفلسطينيين”.
كسر الحصار في 2006
وفي أعقاب فوز حركة حماس بالانتخابات التشريعية عام 2006 وتشكيلها للحكومة، فرض الكيان الصهيوني حصارًا على قطاع غزة بدعم أمريكي كامل، وبتواطؤ من بعض دول الجوار في الوطن العربي، ما استنفر حفيظة الأحرار في العالم والذين سعوا جاهدين إلى اختراق هذا الحصار من خلال فعاليات عملية، كان أهمها؛ تسيير القوافل الإغاثية إلى القطاع المحاصَر؛ ووقتما كان الرئيس محمد مرسي رئيس القسم السياسي بجماعة الإخوان المسلمين، اتخذ قرارا بمشاركة برلمانيين تابعين لكتلة الإخوان (هما الدكتور حازم فاروق والدكتور محمد البلتاجي) في سفينة مرمرة التركية المتجهة إلى قطاع غزة، والتي استهدفها الكيان الصهيوني قبل وصولها، وتم احتجاز النائبين من قبل الاحتلال، حتى أفرج عنهما لاحقًا بعد تدخل الخارجية المصرية.
وقال مرسي في اليوم ذاته: “إنهم يعوِّلون على الشعوب العربية والإسلامية الكثير في رفع معاناة الشعب الفلسطيني؛ لتدفع النظم العربية والإسلامية تجاه مواقف جادَّة ضد الكيان، خاصةً بعد عملية القرصنة الصهيونية التي قام بها الكيان “، واصفًا ما حدث بـ”الجريمة الإرهابية الدولية المتكاملة، بعدما أكد الصهاينة أنهم لا يصونون عهدًا ولا اتفاقًا، ولا يعرفون كيف يعيشون في سلام، أو يعيشون مع غيرهم”، مشيرًا إلى أنهم كانوا دائمًا مصدرًا للفتن، ومؤكدًا أن “الصهاينة فعلوا بنا ما أرادوا بعدما أغرتهم مواقف النظم العربية الضعيفة”.
إدانة تخاذل سلطة اوسلو
وعقب صدور “تقرير جولدستون” الذي أدان الكيان الصهيوني في جرائمه خلال العدوان على غزة عام 2008، طالبت السلطة الفلسطينية بتأجيل القرار، وهو ما أدانه الرئيس محمد مرسي- عضو مكتب الإرشاد في جماعة الإخوان المسلمين- آنذاك، مؤكدًا أن “التقرير يُثبت بالدليل القاطع إجرام الصهاينة، وتأجيله يُثبت أيضًا “مدى ما وصلت إليه الأوضاع في السلطة الفلسطينية من عمالةٍ وخيانةٍ، واستسلامٍ للقرار الأمريكي والأوامر الصهيونية”.
رفض تقزيم دور مصر تجاه الفلسطينيين
وفي أعقاب العدوان الصهيوني 2008/2009 دعا الإرهابي الصهيوني أفيجدور ليبرمان إلى خنق حركة حماس، وهو ما رفضه مرسي وطالب القيادة المصرية برد فعلٍ إزاء هذه التصريحات “التي تتسق في مجملها مع سعي الصهاينة الدائم والحثيث لإحراج مصر، وفصلها عن دورها وموقعها من أمتها العربية والإسلامية، التي ترى في المقاومة درعًا تحمي الأمة، وراية عزٍ ترتفع في زمان تعالت فيه دعوات الخنوع والذل والانكسار” كما أنه انتقد التصريحات الصهيونية، وخاصةً التي خرجت من القاهرة ضد الفلسطينيين، وعلى رأسهم حركة المقاومة الإسلامية حماس- أمام المسئولين المصريين الذين وقفوا متفرجين بل ومؤيدين لهذه التصريحات الصهيونية المتطرفة الشاذة”.
مرسي في الرئاسة
“لن نترك غزة وحدها، ومصر اليوم مختلفة تماما عن مصر الأمس”، كانت هذه الجملة أبرز ما صدح به الرئيس الشهيد محمد مرسي، في أثناء العُدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في 2012، وأكثر مواقف مصر التاريخية الأشد وضوحا ومساندة للشعب الفلسطيني وقال أيضا: “قلوبنا جميعًا تتوق إلى بيت المقدس”.. “يا أهل غزة أنتم منا ونحن منكم”.. كلماتٌ كانت تمثل موقفًا خلّده التاريخ للرئيس الشهيد مرسي، دفع في سبيله ثمنا باهظا من سنيّ عمره حتى انتهت به رحلته شهيدًا صامدًا، بعد أن عاش بكيانه كله مدافعا عن فلسطين وقضيتها، وداعما لمقاومة الاحتلال، فالقضية الفلسطينية، نقطة بدايتها كانت في قلبه، وأن نهايتها كانت في آخر لحظات حياته؛ حيث قضى شهيدا في قاعة المحكمة مدافعًا عن موقفه من المقاومة الفلسطينية، التي كان يُحاكم متهمًا بالتخابر معها!
ولم يكتفِ الرئيس مرسي بتأييد غزة بلغة الخطابة؛ بل تحرك على الأرض من خلال إرسال رئيس وزرائه في حينها هشام قنديل، على رأس وفد رفيع المستوى يضم عددا من الوزراء والقيادات المصرية الدبلوماسية إلى قطاع غزة، وتبع زيارة رئيس الوزراء المكلف من مرسي، وصول شخصيات من الجامعة العربية ووزراء الخارجية العرب لمؤازرة غزة، وعقدهم لقاء فيها، مطالبين بضرورة وقف العدوان الإسرائيلي، وخلال زيارة قنديل لغزة التي كانت تُقصَف من الاحتلال الإسرائيلي، أكد مبعوث الرئيس مرسي أن مصر تعمل على تحقيق التهدئة في القطاع، إضافة إلى دعمها للشعب الفلسطيني الذي يعاني من جراء العمليات العسكرية في قطاع غزة. وبعد انتهاء العُدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، أمر الرئيس مرسي بفتح معبر رفح البري الذي يربط القطاع بمصر على مدار الساعة، مع السماح لمئات المتضامنين العرب والأجانب، والقوافل الإنسانية والطبية، بالوصول إلى المستشفيات الفلسطينية.
القدس في القلب
ولم تكن غزة وحدها التي حظيت بدعم ومساندة الرئيس مرسي، فكانت القدس حاضرة في خطاباته، حيث قال في إحداها: “نفوسنا تتوق إلى بيت المقدس، وأقول للمعتدي: خذ من التاريخ الدروس والعِبر، أوقِفوا هذه المهزلة وإراقة الدماء، وإلا فغضبتنا لن تستطيعوا أبداً أن تقفوا أمامها، غضبة شعب وقيادة” وفي هذا السياق، كشف رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني، الشيخ رائد صلاح، أن الرئيس محمد مرسي كان يعتزم إطلاق مشاريع لنصرة القدس والأقصى، وقال صلاح خلال حديث له في برنامج “بلا حدود”، على قناة “الجزيرة” في أكتوبر 2013: إن ” خطوات جادة بدأت في أثناء حكم الرئيس مرسي، لإقامة سلسلة مؤسسات أهلية تتولى مهمة نصرة القدس والمسجد الأقصى” وأضاف: “يبدو أن بعض عناصر الدولة العميقة عرقلت دخولي إلى مصر أيام الرئيس مرسي، لإطلاق مشاريع نصرة القدس” وأشار إلى أنّ الرئيس مرسي كان يجري اتصالات، للاطمئنان على ما يجري بالمسجد الأقصى المبارك، وفي القدس عامّة وتابع: “كان هناك إعداد لقطاع واسع من الأئمة حتى يكونوا صوت القدس والأقصى المبارك لبناء تعبوي للجماهير المصرية والعربية، وكان هناك إعداد لعدة مؤسسات واعدة مهمة جداً، كلٌّ منها تتولى مهمة من المهمات لنصرة القدس والمسجد الأقصى المبارك” كما يُحسبُ للرئيس الشهيد محمد مرسي أنه كان أول رئيس مصري يستقبل وفدًا للمقاومة الفلسطينية في قصر الرئاسة إبان توليه منصب الرئاسة؛ فضلاً عن تقديم الدعم اللوجستي للمقاومة خلال العام الذي تولى فيه حكم بلاده.
وفي عهد الرئيس مرسي نظمت مصر، لأول مرة، رحلتين من مطار القاهرة إلى مطار العريش، ومنه إلى غزة لدعم الشعب الفلسطيني، الرحلة الأولى كان يتقدمها الدكتور سعد الكتاتني رئيس مجلس الشعب وعدد من النواب والمسئولين، والرحلة الثانية كانت زيارة رئيس الوزراء الدكتور هشام قنديل لدعم الحكومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني، وهكذا انطلق الرئيس الشهيد في مواقفه وتصريحاته التي سبقت ثورة يناير من عقيدة راسخة، لتحريض الأمة وحكامها على مقاومة الكيان الصهيوني الغاصب ومقاومته؛ وبعد توليه منصب رئيس حزب الحرية والعدالة ثم توليه رئاسة مصر، كان يتعمد ألا يذكر اسم الكيان الصهيوني في كلامه، وكان يكتفي بالحديث عنهم بصيغة المجهول، وكان من أشهر تصريحاته في ذلك عندما سأله إعلامي مصري عن موقفه من معاهدة السلام مع إسرائيل فقال بلهجة واثقة يتجاهل فيها ذكر “إسرائيل”: “نحن 90 مليون فلا يمكن لخمسة مليون في أي مكان أن يخوفوا التسعين مليون”.
شهادة فلسطينية
وقال الدكتور توفيق طعمة، المحلل السياسي الفلسطيني، إن الرئيس الشهيد محمد مرسي كان له أثر كبير على الشعب الفلسطيني وعلى القضية الفلسطينية، مضيفا أن الرئيس مرسي قبل الرئاسة كان من أشد الداعمين للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، وكان على رأس الاحتجاجات ضد جرائم الاحتلال والتواطؤ العربي، وأضاف طعمة، في مداخلة هاتفية لبرنامج “وسط البلد” على قناة “وطن”، أن الرئيس مرسي كان له باع طويل في نصرة القضية الفلسطينية، وهو ما ترك بصمة كبيرة عند الشعب الفلسطيني، مضيفا أن استشهاد الرئيس مرسي خسارة كبيرة للقضية الفلسطينية وأوضح طعمة أن الرئيس مرسي تعرض لمؤامرة داخل السجن بهدف اغتياله، موضحا أن ما قدمه الرئيس مرسي للقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني في عام واحد يفوق ما قدمه غيره من الزعماء العرب في عشرات السنين، وهذه المواقف ستظل خالدة في وجدان الشعب الفلسطيني وأشار طعمة إلى أن الرئيس مرسي تصدى لأفيجدور ليبرمان عندما هدد يخنق غزة في حرب عام 2012، واستطاع وقف الحرب على غزة خلال أسبوع واحد فقط، واستمر معبر رفح مفتوحا طوال فترة العدوان، كما تم إرسال العديد من القوافل الإغاثية للشعب الفلسطيني ولفت إلى أن الرئيس مرسي فتح أبواب مصر أمام المقاومة الفلسطينية، واستقبل إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، وقدم لها كل الدعم اللوجيستي، وكان يتمنى تحرير المسجد الأقصى من الاحتلال وأعوانه والصلاة فيه ونوه إلى أن وجود الرئيس مرسي على رأس السلطة في مصر أزعج الكيان الصهيوني، ما دفعهم إلى حشد أعوانهم في المنطقة للانقلاب عليه بدعم من الولايات المتحدة، لمواقفه المشرفة مع الشعب الفلسطيني، وأيضا مواقفه مع الشعوب والثورات العربية، خاصة الثورة السورية، مؤكدا أن الرئيس مرسي دفع الثمن غاليا على مواقفه المشرفة للأمة العربية وخاصة الشعب الفلسطيني.
خاتمة
يمكن استخلاص أن سياسات ومواقف الرئيس مرسي جاءت ثابتة وواضحة، ضد الكيان الصهيوني وداعمة لثبات وصمود الفلسطينيين، الرئيس مرسي، انتقل بالقضية الفلسطينية، من الهزيمة النفسية والانصياع لمقررات الصهاينة وأهدافهم ومشاريعهم العنصرية الاستعمارية في فلسطين، من مواقف الهزيمة والتطبيع والعمالة، إلى ممرات الشجاعة والصمود تجاه القضية الفلسطينية بمجملها.
ووقف الرئيس مرسي مدافعا عن القضية الفلسطينية بكل شجاعة وإقدام، قبل رئاسته وخلالها وعقب الانقلاب عليه، داعما لفلسطين والأقصى والقدس، مهددا الصهاينة بغضب مصر قيادة وشعبا، وهو ما زلزل أركان الكيان المغتصب واستجاب فورًا لمطالب الرئيس مرسي، الذي لم يعهد الانكسار أمام عدو، وتمسك بالثوابت تجاه فلسطين حتى بعد انقلاب يوليو 2013، حيث واجه عددًا من الاتهامات من بينها “التخابر مع حماس”، إلا أنه كان يقف يؤكد من داخل قفص الاتهام أن دعمه للمقاومة حق وواجب يفخر به، وأن هذا الدعم لا يصح أن يتحول لتهمة يحاكَم عليها.
……………….
مراجع:
الحرية والعدالة، الرئيس مرسي والقضية الفلسطينية.. عشقٌ ونصرةٌ قبل وخلال الرئاسة وبعدها، 31 ديسمبر، 2019
شبكة رصد، في ذكرى استشهاده.. ماذا قدم الرئيس مرسي للقضية الفلسطينية، 16 يونيو، 2020
العربي الجديد، عزيزي بيريز!، وائل قنديل
الموسوعة الدولية “ويكبيديا”، رسي والقضية الفلسطينية