زخم بلا مردود … وطنطنة من غير طحين
هذا هو العنوان الأبرز فى حوار دُعي إليه، كافة الأطراف المؤيده والمعارضه للانقلاب العسكرى الدموى، تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى، فالكل رحب بدعوة وفكرة الحوار، لأنه لايوجد عاقل يرفض هذا المبدأ لانه ينبنى على جمله من الثوابت، تبرز التعايش والرأى والرأى الاخر والخروج للإنتصار لفكرة السلم المجتمعى الذى عانى خلال تسع سنين عجاف من القهر والظلم والاعتقال والقتل.
ولكن فى التفاصيل، فالإختلاف على اشده، فأنصار النظام العسكرى يحتفون بالحوار، من باب أن النظام قوى ويفرض شروطه، وهو يستطيع أن يحيد المعارضه ويشرعن لبيع أصول الدوله، بزعم الخروج من المأزق الاقتصادى والاقرار بسياسة النظام فى كل المجالات وهذه مناورات مبدأيه للنظام ومؤيديه.
ومن يسمون أنفسهم بالقوى المدنية التى تعترف بشرعية النظام، تناور حتى تحصل على موطئ قدم فى الحياة السياسية، التى سحقت مع سبق الإصرار والترصد بفعل الدبابه وإشاعة الرعب وإنتاج جمهورية الخوف فى نفوس غالبية الشعب المصرى بعد أن تحرر منها بالفعل الثورى فى يناير.
سألت مذيعة فضائية ال “بي بي سي” سؤالا لأحد أقطاب هذا التيار بعد أن مضى فى سجون السيسى قرابة العامين “لقد اعتقلكم النظام ثم تخرجون تخطبون وده وتتقربون إليه على غير عادة غيركم يبدون قدرا من الصمود؟” فأجاب بقولته الصريحه والمعبره عن هذا التيار نحن “نحافظ على وجودنا لولم نفعل ذلك لمحيى هذا التيار من الوجود”.
غير أن النظام غازل بل ناور فى اتجاه التيار الإسلامى وفى القلب منه جماعة “الاخوان المسلمين” بقوله أن الحوار لايستثنى أحدا ثم يسلط إعلامه بالهجوم الحاد مع الزعم أن هذا التيار غير مدعو ثم يلقى بالعديد من بالونات الاختبار عن طريق من وظفوا لإدارة الحوار أن “الاخوان مدعوون ولكن لمن لم تلوث ايديهم بالدماء” على اعتبار ان الانقلاب العسكرى الدموى بريء براءة الذئب من دم الألاف من المصريين
ولما اشترط الإخوان لقبول الحوار من عدة شروط منها الإفراج عن المعتقلين ووقف الإعدامات ورد المظالم والقصاص للشهداء قام النظام بعدة مناورات لجر الإخوان للحوار لأفراد منهم بإطلاق بالون اختبار كاذب بأن إبن سلمان ولي العهد السعودي ذهب للسيسى واردوغان خصيصا للمصالحه مع الإخوان وأن هناك تسريبات بتواصل بعض أفراد الإخوان الذين لايمثلون الإ أنفسهم مع اقطاب النظام من أجل المصالحه،لكن الخدعه الكبرى فى المناوره النكد أن أجهزة الانقلاب الدموى كالمخابرات الحربيه والعامه والأمن الوطنى على خلاف بشأن دعوة الإخوان للحوار وأن اشدهم تطرفا والذى يرفض الإخوان فى الحوار هم الأمن الوطنى.
فالفرصه الذهبيه للإخوان مواتيه لتقديم مزيد من التنازلات لتقوية موقف المخابرات الحربيه والعامه على حساب الأمن الوطنى وهى فرصه سانحه للإخوان لايجب ان يضيعوها كما حدث فى السابق وعليهم أن بستفيدوا من الأخطاء التى وقعوا فيها فى السابق وعليهم أن يلعبوا سياسه وكفاهم خلط الدعوي بالسياسي.
وعندما يجد النظام صخرة الإخوان التى لاتلين بأن يكفر النظام عن كل جرائمه قبل أى حوار زاد من مناوراته حتى يخضع الاخوان لتنازلات مؤلمه بمزيد من الاعتقالات التى لم تتوقف والتهديد بإعدام القيادات والتنكيل بالنساء المعتقلات ونهب الاموال
لكن مالذى دفع النظام للانخراط فى هذا الزخم المزعوم بالحوار الوطنى